"المنقذ" الجزء الرابع

1748 Words
الزبونة : مساء الخير زهدي بيقوم يقف عشان يشوف طلباتها : مساء الخير يا هانم الزبونة : سمعت انك عندك شغل مش موجود في السوق كله زهدي بيبتسم لها ابتسامة شكر على كلامها : بنحاول نعمل اللي نقدر عليه عشان نكون مختلفيين عن غيرنا دايما الزبونة : لكن ده ميمنعش اني سمعت نفس الكلام ده في كل المحلات اللي دخلتها زهدي : حضرتك هتشوفي ب عينك و تقرري ب نفسك إذا كنا زي غيرنا ولا نختلف عن غيرنا فعلا الزبونة : انا بدور على حاجة معينة و قيمة جدا ل عميل خاص .. بدور على قميص سحري من عصر العثمانيين و بتفتح حاجة زي البوم كده معاها و بتوريه ل زهدي و امير اللي قام وقف جنبه اول ما الزبونة دخلت .. و زهدي اخد عدسة مكبرة من على المكتب و بدأ يبص و يتمعن في القطعة اللي موجودة قدامه و امير كان بيعمل نفس الحاجة و زهدي كان بيبص ب دهشة للقطعة دي و راح باصص لها و قال زهدي ب ابتسامة : للاسف القميص ده مش موجود عندنا .. انا اسف اننا مش هنقدر نساعدك امير بيقاطع كلامه : ازاي يا بابا هو ده مش عندنا في المخزن ؟ زهدي ب ارتباك : لا يابني مش عندنا انت تلاقيك شوفت غلط بس "و بيبص للزبونة" بس هنحاول ندورلك عليه طبعا امير بيوشوشه : بس انا تقريبا شوفت حاجة تشبهه زهدي بيجز على سنانه و هو باصص للزبونة : بقولك لأ مش هو الزبونة بتبص لهم و حاسة أن زهدي بيكذب عليها : العميل اللي طالب القميص ده على أتم استعداد أنه يدفع المبلغ اللي هيتطلب ايا كان هو كام بس يلاقي القميص ده زهدي ب نفس الابتسامة : أن شاء الله نلاقيه يعني لو ملاقيناهوش هتكون خسارة كبيرة والله .. متقلقيش هنعمل اللي نقدر عليه لغاية ما نلاقيه الزبونة بتفتح شنطتها و بتطلع منها الكارت بتاعها : تمام على كل حال انا هسيبلك الكارت بتاعي و لو وصلتوا ل حاجة ... امير بياخد من ايديها الكارت و هو بيقاطعها : هنبلغك فورا الزبونة : اتمنى ياريت .. اتشرفت بمقابلتكم زهدي : الشرف لينا يا هانم امير بيشوف الاسم من على الكارت : الشرف لينا يا شيرين هانم .. اتفضلي هوصلك للباب و خرج امير معاها يوصلها و زهدي بص لهم و هما خارجين بصة غريبة كده و هو بيقعد على كرسيه و اول ما شيرين مشيت دخل امير جري على زهدي و هو بيقول له امير : يا بابا انا متأكد أني شوفت القميص ده في المخزن .. دي بتتكلم في مبلغ كبير ممكن يساعدنا في اللي احنا محتاجينه .. انا هروح ادور عليه زهدي بيوقفه : متضيعش وقتك امير : اسمع بس .. دي ممكن تكون فرصة كبيرة خلينا نستغلها احسن ما تطير مننا انت مش شايف الست باين عليها مقتدرة فعلا زهدي : كفاية يا أمير و روح جيب لي فنجان قهوة امير : انا هروح ادور على القميص بس زهدي : انا قولت لأ امير : يا بابا بقى بالله عليك زهدي : بقولك روح جيب لي القهوة امير بينفخ و متضايق : حاضر خرج امير و اول ما زهدي أتأكد أنه مشي فتح درج مكتبه و طلع منه تليفونه و اتصل ب حد و اول ما الحد ده رد عليه زهدي على طول قال له "اللي كنا مستنينوا حصل" مراد كان واقف قصاد مبنى تاريخي كبير و ماسك في ايديه حجرين لونهم اسود و بيحركهم كا نوع من انواع اخراج الطاقة السلبية يعني .. و في محل زهدي كان شادي داخل و في ايديه شنطتين سفر كبار و مليانين على آخرهم و داخل بيهم و هو مش قادر يشيلهم اصلا و عمال ينهج و اول ما دخل سابهم في الأرض و قعد جنبهم ياخد نفسه و امير قا**ه و هو مستغرب و بيسأله امير : انت مسافر ولا ايه ؟ شادي : الحيوان اللي اسمه سمير طردنا من البيت امير بيقعد قدامه على الارض : سمير !! ليه ؟! شادي : عشان مدفعناش الايجار المتأخر امير بيمسك شادي من كتفه و بينفعل عليه : بس انا كنت سايبلك فلوس الايجار على الترابيزة النهارده الصبح زهدي قاعد و شايف و سامع الحوار كله : اكيد ا****ر ده صرفهم ولا وقعوا منهم في اي مكان ما هو مسطول امير بيقف : يعني ايه ؟ شادي بيوجه كلامه ل زهدي : المفروض انك تدعمنا و تقف جنبنا يا عم زهدي عشان نحقق احلامنا زهدي : احلام ؟ القمار ده بتسميه احلام ؟! امير بيشد شادي عشان يقف قدامه : ايه اللي حصل ؟ انت ضيعتهم بجد ؟! ضيعت الفلوس كلها ؟! شادي بيوجه كلامه برضه ل زهدي : ما انا لو كنت **بت مكنتش قولت قمار ساعتها امير بيزغده في ص*ره : خسرت الفلوس كلها !؟ شادي : أيوة بس لو كنت **بت ... امير بيقاطع كلامه : اخرس .. قولي انك خسرت ايجار الشهر ده بس بالله عليك و متقوليش انك لعبت ب كل الفلوس اللي كنت سايبهالك شادي ب خجل و خوف : امير .. هما قالولي اني ه**ب والله امير : الله يحرقك شادي : والله كانوا مأكدين عليا امير بيحط ايديه على دماغه : يا اخي منك لله زهدي : قولتلك .. ده حمار و هيغرقك مصدقتنيش و انت كمان حمار زيه لانك مسمعتش كلامي و سمحتله يجرك معاه للمشاكل و وجع الدماغ تستاهل امير ب نرفزة : يعني هو غلطي انا دلوقتي ؟ زهدي بيكلم نفسه : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا مش فاهم ازاي اتنين ب الدماغ دي بيخططوا ل مشروع و تجارة تحف والله ما فاهم ! امير : لو كنت سعادتنا مكنش حصل اللي حصل زهدي : و دلوقتي بقى غلطي انا يا امير باشا ! شادي بيحاول يهدي الدنيا : هو ميقصدش كده يا عم زهدي زهدي : انتوا عشان شايفين نفسكوا بقيتوا شبه ضلفة الدولاب فاكرين نفسكوا كبرتوا .. انتوا صحيح سنكوا كبر بس عقولكوا دي عقول عيال في الابتدائية امير بيلبس الچاكيت بتاعه : احنا نقدر نصرف امورنا ب نفسنا مش محتاجين حاجة من حد زهدي ب استهزاء : أيوة طبعا اومال ايه امير ب غيظ : شكرا ، شكرا جدا على عدم اهتمامك زهدي : امير .. اتكلم مع ابوك ب ادب امير بص له للحظة و قال له : بس انت مش ابويا و سابه و مشي في مكان تاني كان زاهر منافس مراد الوحيد في المناقصة و كان معاه رشدي داخلين ب العربية في مكان مضلم زي ما يكون مكان فيه مخازن خاصة ب شغله و شركاته و منورين كشافات العربية و كان زاهر بيقول ل رشدي .. زاهر : رشدي .. الحاجة الوحيدة اللي لازم تعملها هو إجبار مراد على أنه ينسحب من مناقصة المتحف ده و لو عرفت تعمل كده هتلاقي تاني يوم في حسابك 250 الف دولار مكافئتك رشدي : مشروع "المتحف" ده مهم جدا بالنسبة ل مراد بيه زاهر ب ابتسامة خبيثة : بتساومني ! طب تمام .. قولي الرقم اللي انت عايزه عشان اجهزهولك يا رشدي رشدي بص للسواق و رجع بص ل زاهر و قرب على ودنه : خلينا نتكلم في الموضوع ده بره العربية زاهر بيفتح باب العربية : طبعا اتفضل فجأة السواق على صوت الاغاني جدا و بمجرد ما زاهر لف ضهره ل رشدي عشان ينزل كان رشدي طلع زي حبل سحبه بيه من رقبته و خنقه لغاية ما مات في ايديه .. و في مكان زي نادي ليلي كان امير قاعد مخنوق و مش طايق نفسه و دخل شادي عليه و هو بيقول له شادي : كنت بدور عليك في كل حتة زي الست اللي ابنها تاه منها امير بص له و لف وشه و كمل شرب الحاجة اللي في ايديه و شادي قلع الچاكيت بتاعه و حطه على الكرسي و قعد جنبه و ولع سيجارة و هو عايز يخرجه من المود ف قال له شادي : شايف البنتين الجامدين اللي هناك دول بص امير عليهم كمل شادي كلامه : على ما اظن أننا المفروض نعمل معاهم الواجب و نعزمهم على حاجة يشربوها بص له امير و ضحكوا لكن امير قاطع الضحك ده ب سؤال محرج ل شادي امير : اه قوم ياللا خلينا نعزمهم ب الفلوس اللي ضيعتها شادي ب احراج : و انا بدور عليك فكرت في خطة كده ، احنا نشتغل ب ذمة و ضمير اوي و ... امير ب هدوء بيقاطع كلامه : اخرس يا شادي لو سمحت شادي بيكمل كلامه : و نشتغل في البيع و الشرا و التجارة و اي حاجة بنفهم فيها ايا كانت ايه هي امير : غور من وشي يا شادي .. انا بتكلم جد امشي شادي : انا اسف حقك عليا يا صاحبي انا فكرت اني ممكن ا**ب و الفلوس تبقى الضعف و ساعتها هنبقى دفعنا الايجار الم**ور علينا و في نفس الوقت هيبقى معانا فلوس زيادة تساعدنا في الليلة بتاعتنا دي امير : الم**ب مش بالساهل .. الم**ب ده محتاج واحد بيفهم .. انا ابويا عنده حق انا وانت فاشلين شادي : ده ميعرفش اي حاجة .. على أيامه هو الوضع كان مختلف عن أيامنا احنا دلوقتي ، و هو على أيامه كان فيه واحد متعلم و خريج جامعة بيبيع عيش ولا بيكنس الشوارع ولا طالع عين اهله و بيتنطط من محل ل محل و من شغلانة ل شغلانة امير ب لا مبالاة و ضحكة باهتة : عندك حق مظبوط .. النهارده قابلت بنت اسمها "اروى" المنسقة العامة قالتلي أن احلامي و طموحي دي عمرها ما هتخرج برة السوق اللي انا عايش فيه شادي : سيبك منها دي بتقول اي كلام و خلاص امير : لا خالص هي بتقول كلام واقعي جدا .. احنا أمثالنا معندهمش فرصة واحدة ولا حتى نص فرصة للخروج من الخرابة اللي احنا فيها دي احنا ملعونين يابني شادي : بلاش هبل و كلام مالوش لازمة انت كمان .. احنا الحظ حوالينا في كل مكان يا عم و الدنيا لسه قدامنا امير : طب اتنيل شادي : طيب ما هو اللي احنا فيه ده حظ .. يعني بص للماضي كده قبل ما عم زهدي ييجي يخرجك من ملجأ الايتام و يتبناك هو و بص ل حياتك بعد ما خرجت من هناك امير : ايه يعني و بعدين ! شادي : ايه اللي حصل بقى بذمتك كنت تتخيل انك تلاقي صاحب في جدعنتي و في خفة دمي كده ضحك امير و المرة دي ضحك بجد و راح ضارب شادي في كتفه كده كان نوع من أنواع الهزار و شادي كمان ضحك و هو بيقول له شادي : شوفت بقى امير : حمار فعلا مش كلام طلع امير الفلوس من جيبه عشان يحاسب و كان ما بين الفلوس كارت شيرين اللي جاتلهم الجاليري .. حاسب امير و بعدين بيبص على اللي في أيديه و شاف الكارت بتاعها بص له كده و ركز فيه و بعدين قال ب صوت مسموع امير : شيرين نشأت ، شيكو قوم ياللا شادي : على فين ؟! امير ب نظرة أمل : هنبدأ من جديد ياللا ياللا شادي : طب فهمني طيب امير : بقولك قوم ياللا اتحرك هفهمك بعدين و قام امير على طول و شادي قام وراه ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD