الزبونة : مساء الخير
زهدي بيقوم يقف عشان يشوف طلباتها : مساء الخير يا هانم
الزبونة : سمعت انك عندك شغل مش موجود في السوق كله
زهدي بيبتسم لها ابتسامة شكر على كلامها : بنحاول نعمل اللي نقدر عليه عشان نكون مختلفيين عن غيرنا دايما
الزبونة : لكن ده ميمنعش اني سمعت نفس الكلام ده في كل المحلات اللي دخلتها
زهدي : حضرتك هتشوفي ب عينك و تقرري ب نفسك إذا كنا زي غيرنا ولا نختلف عن غيرنا فعلا
الزبونة : انا بدور على حاجة معينة و قيمة جدا ل عميل خاص .. بدور على قميص سحري من عصر العثمانيين
و بتفتح حاجة زي البوم كده معاها و بتوريه ل زهدي و امير اللي قام وقف جنبه اول ما الزبونة دخلت .. و زهدي اخد عدسة مكبرة من على المكتب و بدأ يبص و يتمعن في القطعة اللي موجودة قدامه و امير كان بيعمل نفس الحاجة و زهدي كان بيبص ب دهشة للقطعة دي و راح باصص لها و قال
زهدي ب ابتسامة : للاسف القميص ده مش موجود عندنا .. انا اسف اننا مش هنقدر نساعدك
امير بيقاطع كلامه : ازاي يا بابا هو ده مش عندنا في المخزن ؟
زهدي ب ارتباك : لا يابني مش عندنا انت تلاقيك شوفت غلط بس "و بيبص للزبونة" بس هنحاول ندورلك عليه طبعا
امير بيوشوشه : بس انا تقريبا شوفت حاجة تشبهه
زهدي بيجز على سنانه و هو باصص للزبونة : بقولك لأ مش هو
الزبونة بتبص لهم و حاسة أن زهدي بيكذب عليها : العميل اللي طالب القميص ده على أتم استعداد أنه يدفع المبلغ اللي هيتطلب ايا كان هو كام بس يلاقي القميص ده
زهدي ب نفس الابتسامة : أن شاء الله نلاقيه يعني لو ملاقيناهوش هتكون خسارة كبيرة والله .. متقلقيش هنعمل اللي نقدر عليه لغاية ما نلاقيه
الزبونة بتفتح شنطتها و بتطلع منها الكارت بتاعها : تمام على كل حال انا هسيبلك الكارت بتاعي و لو وصلتوا ل حاجة ...
امير بياخد من ايديها الكارت و هو بيقاطعها : هنبلغك فورا
الزبونة : اتمنى ياريت .. اتشرفت بمقابلتكم
زهدي : الشرف لينا يا هانم
امير بيشوف الاسم من على الكارت : الشرف لينا يا شيرين هانم .. اتفضلي هوصلك للباب
و خرج امير معاها يوصلها و زهدي بص لهم و هما خارجين بصة غريبة كده و هو بيقعد على كرسيه و اول ما شيرين مشيت دخل امير جري على زهدي و هو بيقول له
امير : يا بابا انا متأكد أني شوفت القميص ده في المخزن .. دي بتتكلم في مبلغ كبير ممكن يساعدنا في اللي احنا محتاجينه .. انا هروح ادور عليه
زهدي بيوقفه : متضيعش وقتك
امير : اسمع بس .. دي ممكن تكون فرصة كبيرة خلينا نستغلها احسن ما تطير مننا انت مش شايف الست باين عليها مقتدرة فعلا
زهدي : كفاية يا أمير و روح جيب لي فنجان قهوة
امير : انا هروح ادور على القميص بس
زهدي : انا قولت لأ
امير : يا بابا بقى بالله عليك
زهدي : بقولك روح جيب لي القهوة
امير بينفخ و متضايق : حاضر
خرج امير و اول ما زهدي أتأكد أنه مشي فتح درج مكتبه و طلع منه تليفونه و اتصل ب حد و اول ما الحد ده رد عليه زهدي على طول قال له "اللي كنا مستنينوا حصل"
مراد كان واقف قصاد مبنى تاريخي كبير و ماسك في ايديه حجرين لونهم اسود و بيحركهم كا نوع من انواع اخراج الطاقة السلبية يعني .. و في محل زهدي كان شادي داخل و في ايديه شنطتين سفر كبار و مليانين على آخرهم و داخل بيهم و هو مش قادر يشيلهم اصلا و عمال ينهج و اول ما دخل سابهم في الأرض و قعد جنبهم ياخد نفسه و امير قا**ه و هو مستغرب و بيسأله
امير : انت مسافر ولا ايه ؟
شادي : الحيوان اللي اسمه سمير طردنا من البيت
امير بيقعد قدامه على الارض : سمير !! ليه ؟!
شادي : عشان مدفعناش الايجار المتأخر
امير بيمسك شادي من كتفه و بينفعل عليه : بس انا كنت سايبلك فلوس الايجار على الترابيزة النهارده الصبح
زهدي قاعد و شايف و سامع الحوار كله : اكيد ا****ر ده صرفهم ولا وقعوا منهم في اي مكان ما هو مسطول
امير بيقف : يعني ايه ؟
شادي بيوجه كلامه ل زهدي : المفروض انك تدعمنا و تقف جنبنا يا عم زهدي عشان نحقق احلامنا
زهدي : احلام ؟ القمار ده بتسميه احلام ؟!
امير بيشد شادي عشان يقف قدامه : ايه اللي حصل ؟ انت ضيعتهم بجد ؟! ضيعت الفلوس كلها ؟!
شادي بيوجه كلامه برضه ل زهدي : ما انا لو كنت **بت مكنتش قولت قمار ساعتها
امير بيزغده في ص*ره : خسرت الفلوس كلها !؟
شادي : أيوة بس لو كنت **بت ...
امير بيقاطع كلامه : اخرس .. قولي انك خسرت ايجار الشهر ده بس بالله عليك و متقوليش انك لعبت ب كل الفلوس اللي كنت سايبهالك
شادي ب خجل و خوف : امير .. هما قالولي اني ه**ب والله
امير : الله يحرقك
شادي : والله كانوا مأكدين عليا
امير بيحط ايديه على دماغه : يا اخي منك لله
زهدي : قولتلك .. ده حمار و هيغرقك مصدقتنيش و انت كمان حمار زيه لانك مسمعتش كلامي و سمحتله يجرك معاه للمشاكل و وجع الدماغ تستاهل
امير ب نرفزة : يعني هو غلطي انا دلوقتي ؟
زهدي بيكلم نفسه : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا مش فاهم ازاي اتنين ب الدماغ دي بيخططوا ل مشروع و تجارة تحف والله ما فاهم !
امير : لو كنت سعادتنا مكنش حصل اللي حصل
زهدي : و دلوقتي بقى غلطي انا يا امير باشا !
شادي بيحاول يهدي الدنيا : هو ميقصدش كده يا عم زهدي
زهدي : انتوا عشان شايفين نفسكوا بقيتوا شبه ضلفة الدولاب فاكرين نفسكوا كبرتوا .. انتوا صحيح سنكوا كبر بس عقولكوا دي عقول عيال في الابتدائية
امير بيلبس الچاكيت بتاعه : احنا نقدر نصرف امورنا ب نفسنا مش محتاجين حاجة من حد
زهدي ب استهزاء : أيوة طبعا اومال ايه
امير ب غيظ : شكرا ، شكرا جدا على عدم اهتمامك
زهدي : امير .. اتكلم مع ابوك ب ادب
امير بص له للحظة و قال له : بس انت مش ابويا
و سابه و مشي
في مكان تاني كان زاهر منافس مراد الوحيد في المناقصة و كان معاه رشدي داخلين ب العربية في مكان مضلم زي ما يكون مكان فيه مخازن خاصة ب شغله و شركاته و منورين كشافات العربية و كان زاهر بيقول ل رشدي ..
زاهر : رشدي .. الحاجة الوحيدة اللي لازم تعملها هو إجبار مراد على أنه ينسحب من مناقصة المتحف ده و لو عرفت تعمل كده هتلاقي تاني يوم في حسابك 250 الف دولار مكافئتك
رشدي : مشروع "المتحف" ده مهم جدا بالنسبة ل مراد بيه
زاهر ب ابتسامة خبيثة : بتساومني ! طب تمام .. قولي الرقم اللي انت عايزه عشان اجهزهولك يا رشدي
رشدي بص للسواق و رجع بص ل زاهر و قرب على ودنه : خلينا نتكلم في الموضوع ده بره العربية
زاهر بيفتح باب العربية : طبعا اتفضل
فجأة السواق على صوت الاغاني جدا و بمجرد ما زاهر لف ضهره ل رشدي عشان ينزل كان رشدي طلع زي حبل سحبه بيه من رقبته و خنقه لغاية ما مات في ايديه .. و في مكان زي نادي ليلي كان امير قاعد مخنوق و مش طايق نفسه و دخل شادي عليه و هو بيقول له
شادي : كنت بدور عليك في كل حتة زي الست اللي ابنها تاه منها
امير بص له و لف وشه و كمل شرب الحاجة اللي في ايديه و شادي قلع الچاكيت بتاعه و حطه على الكرسي و قعد جنبه و ولع سيجارة و هو عايز يخرجه من المود ف قال له
شادي : شايف البنتين الجامدين اللي هناك دول
بص امير عليهم
كمل شادي كلامه : على ما اظن أننا المفروض نعمل معاهم الواجب و نعزمهم على حاجة يشربوها
بص له امير و ضحكوا لكن امير قاطع الضحك ده ب سؤال محرج ل شادي
امير : اه قوم ياللا خلينا نعزمهم ب الفلوس اللي ضيعتها
شادي ب احراج : و انا بدور عليك فكرت في خطة كده ، احنا نشتغل ب ذمة و ضمير اوي و ...
امير ب هدوء بيقاطع كلامه : اخرس يا شادي لو سمحت
شادي بيكمل كلامه : و نشتغل في البيع و الشرا و التجارة و اي حاجة بنفهم فيها ايا كانت ايه هي
امير : غور من وشي يا شادي .. انا بتكلم جد امشي
شادي : انا اسف حقك عليا يا صاحبي انا فكرت اني ممكن ا**ب و الفلوس تبقى الضعف و ساعتها هنبقى دفعنا الايجار الم**ور علينا و في نفس الوقت هيبقى معانا فلوس زيادة تساعدنا في الليلة بتاعتنا دي
امير : الم**ب مش بالساهل .. الم**ب ده محتاج واحد بيفهم .. انا ابويا عنده حق انا وانت فاشلين
شادي : ده ميعرفش اي حاجة .. على أيامه هو الوضع كان مختلف عن أيامنا احنا دلوقتي ، و هو على أيامه كان فيه واحد متعلم و خريج جامعة بيبيع عيش ولا بيكنس الشوارع ولا طالع عين اهله و بيتنطط من محل ل محل و من شغلانة ل شغلانة
امير ب لا مبالاة و ضحكة باهتة : عندك حق مظبوط .. النهارده قابلت بنت اسمها "اروى" المنسقة العامة قالتلي أن احلامي و طموحي دي عمرها ما هتخرج برة السوق اللي انا عايش فيه
شادي : سيبك منها دي بتقول اي كلام و خلاص
امير : لا خالص هي بتقول كلام واقعي جدا .. احنا أمثالنا معندهمش فرصة واحدة ولا حتى نص فرصة للخروج من الخرابة اللي احنا فيها دي احنا ملعونين يابني
شادي : بلاش هبل و كلام مالوش لازمة انت كمان .. احنا الحظ حوالينا في كل مكان يا عم و الدنيا لسه قدامنا
امير : طب اتنيل
شادي : طيب ما هو اللي احنا فيه ده حظ .. يعني بص للماضي كده قبل ما عم زهدي ييجي يخرجك من ملجأ الايتام و يتبناك هو و بص ل حياتك بعد ما خرجت من هناك
امير : ايه يعني و بعدين !
شادي : ايه اللي حصل بقى بذمتك كنت تتخيل انك تلاقي صاحب في جدعنتي و في خفة دمي كده
ضحك امير و المرة دي ضحك بجد و راح ضارب شادي في كتفه كده كان نوع من أنواع الهزار و شادي كمان ضحك و هو بيقول له
شادي : شوفت بقى
امير : حمار فعلا مش كلام
طلع امير الفلوس من جيبه عشان يحاسب و كان ما بين الفلوس كارت شيرين اللي جاتلهم الجاليري .. حاسب امير و بعدين بيبص على اللي في أيديه و شاف الكارت بتاعها بص له كده و ركز فيه و بعدين قال ب صوت مسموع
امير : شيرين نشأت ، شيكو قوم ياللا
شادي : على فين ؟!
امير ب نظرة أمل : هنبدأ من جديد ياللا ياللا
شادي : طب فهمني طيب
امير : بقولك قوم ياللا اتحرك هفهمك بعدين
و قام امير على طول و شادي قام وراه ..