الفصل الثالث
اتفاق بين زوجين
بدأ يوم آخر من أيام وحدتها، وأنشغال ممدوح الدائم عنها كأنه ورد كل يوم الزمها به، يخرج من السابعة صباحا ولا يعود إلا في الثانية عشر بعد منتصف الليل او بعد ذلك..لا يرى اولاده إلا وهما نائمين، وتظل هي باقية اليوم منشغلة باولادها وأعمال المنزل المملة التي لا تنتهي، قررت فرح ان تذهب الى بيت حماتها لكي تقضي معها اليوم، اتصلت بزوجها واستئذنته..اخذت اولادها وذهبت اليها..بعد أن اذن لها.
رحبت بها حماتها اشد ترحيب وأخذت إياد في حضنها، وبعد ان قبلته حملت الصغيرة وظلت تداعبها وهي تسأل فرح:
-عاملة ايه يافروحة؟
-الحمد لله يانينة كويسة..أنت عاملة ايه؟
-الحمد لله كويسة..قوليلي
-نعم
-هو ممدوح حيجي انهاردة على الغدا علشان اعمل حسابه معانا
زفرت فرح بضيق وقالت:
-لا ياماما مشغول كعادته
شعرت حماتها بحزنها وضيقها بسبب غياب زوجها فقالت لها مواسية:
-معلش يافرح مانتي عارفة شغل الظباط بقى دايما مش ملك نفسهم.
فرح بيأس:
-أيوة عارفة.
-بقولك ايه أهو بكرة شم النسيم يمكن يخرجك.
كانت فرح على يقين انه لن يخرجها حتى لو كان لا يوجد لديه عمل.
-مانتي عارفة ياماما ممدوح مش فاضي ..وحتى لو فاضي مش حيخرجنا.
-خلاص ياستي ..ابقى تعالى نخرج سوا .. انا بكرة حخرج مع اصحابي في النادي..حتى رودينا حترخج مع جوزها يعني ممكن نشوفهم هناك.
-خلاص ياماما حقوله بس يارب يرضى.
-أن شاء الله حيرضى..يلا قومي نيمي مكة وتعالي يلا عشان نحضر الغدا مع بعض.
فرح على مضض:
-حاضر يانينة
قضت فرح يومها مع حماتها وآخر اليوم اخذت اولادها وعادت بهما الى بيتها، وعاد ممدوح من عمله في موعده تناول العشاء ونام يغلفه التعب والأرهاق، تراه بجوارها يغط في نوم عميق بينما هي يؤرقها السهد.
تظل تنظر له وعيناها الحزينة تعاتبه، نبضات قلبها الملتاعة..كيف لا يسمع انينها؟ كل شئ من حولها حزين من اجلها، من اجل الوحدة التي اصبحت مرض ليس له علاج، علاجها في يده، ولكنه يأبى الشفاء، نائم هو وباله مرتاح، بينما هي تغني اغنية الحرمان، يضنيها بعده عنها، ويؤرقها الاشتياق، ليلها طويل، ونهارها كله مشقة وعذاب، وعندما لا تجد فائدة من النوح والشكوى تلجأ للنعاس الذي لا يأتيها الا نادرا.
في الساعة السابعة استيقظ ممدوح كعادته يتناول إفطاره ويستعد لكي يذهب الى عمله
تقدمت منه بخطوات مترددة وهي تدعو الله في نفسها أن يوافق، ولا يتعنت كعادته.
واقف ممدوح أمام المرآة يمشط شعره ويعدل من هندامه أستعداد للذهاب الى العمل لمح ترددها البادي على محياها في صورتها المنع**ة في المرآة فسألها:
-عايزة تقولي ايه اخلصي.
يخنقها ذكاءه هذا الذي يستخدمه معها كأنها لص ضبطها متلبسة بجريمة، ومع ذلك تجاهلته وقالت بصوت يجمع ما بين التوسل والدلال:
-ممدوح ياحبيبي انهاردة شم النسيم ..كل سنة وأنت طيب ..انا عايزاك تخرجني.. خصوصا انك حتيجي بدري انهاردة من الشغل، قلت ايه ياحبيبي؟
وبنبرة حادة قاطعة:
-لأ
فرح بضيق:
-ليه بس يادوحة
تحرك من أمام المرآة ليتناول الجوراب ويشرع في ارتدائه ويردف بأمر :
-من غير ليه قلت لأ يعني لأ.. اجري هاتيلي الجزمة من عندك.
ذهبت للتتناول الحذاء وتعطيه له.. تبتلع تعنته.. تحاول أن تلح عليه وترجوه أكثر عسى أن يرق لها:
-عشان خاطري ياممدوح أنا زهقانة وأنت عالطول مشغول.
-بعصبية وحزم أردف
- بقولك ايه متفضليش تزني في وداني، أنا محبش أخرج في اليوم ده بالذات بيبقى زحمة وقلة أدب، وأنا بتخنق بسرعة، حنطلع نتشحطط احنا و العيال..أقعدي بعيالك في البيت أحسن ..انت أيه مش خايفة عليهم.
قالت بتزمر:
-ماهو كل الناس بتطلع اشمعنا احنا..اختك خارجة مع جوزها ..واختي حتسافر مع مصطفى اسكندرية يقضوا شم النسيم هناك..حتى مامتك حتروح مع اصحابها النادي اشمعنا أنا..المكتوب عليا الحبسة، هو أنا محكوم عليا بالسجن هنا ولا ايه؟
وبنبرة كالثلج ولم يؤثر فيه صوتها المتحشرج بفضل الغيظ:
-ملناش دعوة بحد، دول ناس مجانين..اعقلي كده واقعدي في بيتك معززة مكرمة
كان يقول ذلك وهو يداعب ذقنها..فأبعدت يده بحركة عصبية وتقول بنرفزة:
-اوعى كده.
كان يهم بالأنصراف وهو يشير لها بالوداع:
-باااي اراكي أمس.
لكنها أستوقفته وهي تجذبه من قميصه فتجبره على الوقوف.
-اسنتى متمشيش وتسبني حطق كده.
قال وهو ينزع يدها بقسوة من على قميصه:
-أوعي أيدك حتكرمشي القميص.
وبنبرة توسل قالت له وهي تحاوط رقبته بذراعيها:
-طب أقولك سبني أخرج مع نينة، طالما أنت مش حابب تخرج.
يووووووه قلتلك لأ ..يعني لأ..وأوعي حتأخريني..وبطلي زن أنا محبش الستات الزنانة.. ستات فاضية.
ونزع يدها من حول رقبته انتزعا، ودفعها بقسوة بعيدا عنه ..ثم تركها وخرج..وظلت هي مكانها تبكي غلبا ..تشعر بضيق يجثم على قلبها كوحدتها التي تمزق روحها وتنشر الفراغ بداخلها يكاد يزهق روحها.. ولا تعلم ماذا تفعل مع هذا الرجل الذي لا يرحم ولا يجعل رحمة الله تتنزل.
حتى سلوى الخادمة انهت عملها سريعا واستئذنت منها لكي تذهب مع خطيبها للنزهة في ذلك اليوم..قالت فرح بتزمر:
-ياربي حتى الخدامة تروح تتفسح وانا ال قاعدة هنا وحدي زي قرد قطع.
حاولت ان تلهي نفسها مع ولديها، فتحت التلفاز شاهدت فيها مظاهر الاحتفال بعيد الربيع، فزاد ضيقها ..ولكنها قررت تحتفل به مع نفسها، قامت بسلق البيض و بتلوينه مع ابنها اياد لكي تشعر ولو شعورا بسيطا باحتفال الربيع، شعرت ان ابنها سعيد للغاية بهذا البيض الملون وقال بفرحة الطفولة:
-الله ..حلو قوي يامامي البيض الملون ده..كل يوم اعمليلي منه
- ده ياحبيبي بيتعمل في شم النسيم بس.
مرت ساعات بطيئة ملولة بعدها حضر ممدوح ما ان رآه إياد حتى ركض صوبه وهو يقول بتهليل:
-بابي..بابي جه..بابي جه..حمله ممدوح وظل يقبله ويضمه باشتياق وهو يقول له:
- حبيب بابي وحشتني قووووي
-انت كمان وحشتني يابابي قووي..شفت انا ومامي لونا البيض
-شاطر ياحبيبي ..زي مامتك
ونظر لها..فرآها تقوس فمها بضيق..فقال لها :
-روحي حضريلي الغدا.. بدل لوي البوز ده
توجهت مضطرة صوب المطبخ دون أن ترد عليه.
بعد الغداء رأته يرتدي ويتأنق استعدادا للخروج مسحة من الضيق **ت وجهها، فاقتربت منه وسألته وقالت:
-الله..أنت نازل؟؛
-وبهدوء مستفذ قال:
-أيوة.
-رايح فين؟
-خارج مع أصحابي
وبتذمر وهي تشيح بيديها باعتراض غاضب اردفت:
-لا بقى..كده كتيير..يعني لا خروج وكمان حتسبني وتنزل أنا والعيال عشان تخرج مع أصحابك..متخليك قاعد معانا ياأخي الله.
-اقعد معاكي اعمل ايه؟ ..أنا حتخنق لو قعت هنا.
-يسلام ..طيب مهو انا بقعد بالايام في البيت متحس بخنقتي انا كمان.
وبنفس البرود:
-ياماما دي طبيبعة عملك.
وبرغم نبرته الباردة كالثلج والتي كادت ان تفجر مرارتها.. الا انها فكرت ان تسلك معه طريق الحب والرومانسية لعله يرق.
وبنبرة ترجي وهي تدنو منه حتى التصقت في حضنه:
-عشان خاطري ياممدوح خليك معايا انا زهقانة قوووي انهاردة..عشان خاطري ياحبيبي.
-مش حتأخر عليكي..ساعة زمن وارجع عالطول عشان وعدتهم ..فقبلها في جبينها..وانسحب من أمامها وخرج بخطوات سريعة قبل ان تلحقه وتأخره عن موعده بالحاحها الخنيق ،تاركها مكانها كشجرة يهزها الغضب، تطرح دموع التعاسة، والوحدة تلتف حول قلبها كحية تريد قتلها، سارت بخطوات ثقيلة نحو فراشها وارتمت عليه تبكي ..تص*ر آهات الوحدة مع انفاسا حارا تخرج من براكين الغيظ..حتى قالت بصوت باكي مسموع مقهور:
-ياااربي أنا تعبت بقى من الراجل ده..ومش عارفة اعمل ايه اسيبله الدنيا وامشي ..ولا اعمل ايه؟..ياريت بابا وماما كانوا عايشين كنت سبتله البيت ورحتله، وراحت تبكي بشدة حتى كاد قلبها ان يتصدع ، لولا يد صغيرها التي ربتت عليها وقد أردف لها برقة وحنان طفولي:
-مش تزعلي مامي .. بابي وحش أنا خا**ه عشان زعلك. .رفعت رأسها فتتفتح ابتسامة من بين دموعها الغاضبة، فتضم صغيرها لتمتص من حنان هذا الصغير رحيقا تروي به ظمئها.
قالت بعد أن مسحت دموعها وابتلعتها وقد نزلت كالأشواك:
-انا مش زعلانة ياحبيبي ..وكمان مينفعش تخا** بابا حبيبك..يلا عشان نلعب مع بعض.
وعادت مرة اخرى تقضي على وحدتها وضيقها باندماجها مع طفليها من جديد.
في المساء عاد ممدوح وعندما شعرت به فرح تصنعت النوم، أما هو فدلف الى الحجرة نظر اليها وجدها نائمة ابدل ملابسه واندس بجوارها ثم شد رحاله الى النوم، دقائق عندما تأكدت فرح أنه تعمق في النوم رفعت رأسها اقتربت منه ببطئ نظرت اليه بألم ..زفرت بضيق، أعادت رأسها الى الوسادة وضعت كفيها أسفل خدها لتشكو الى نفسها حالها وتقول:
ماهذه الحياة ياربي لقد تعبت، الى متى سأظل هكذا أعيش كعانس وأنا متزوجة، حياتي محصورة ما بين الاولاد، والأواني، والتنظيف،
حياة رتيبة مملة.. أريد أن أعيش كأي زوجة..الزوجة التي تجد زوجها عندما تريده، الزوجة التي يداعبها زوجها، يلعب معها ومع اولادها، يخرج معها في نزهة رومانسية، يمزحان مع بعضهما البعض ويملؤون الدنيا بضحكاتهم، يشاهدان التلفاز سويا، ثم تلتفت اليه وتنظر له نظرات مفعمة بالعتاب واللوم ثم تكمل حديثها مع نفسها:
لا أن يأتي وينام ويتركها تتلظى على نار الاشتياق، وتتذكر أيام زواجها الأولى وكأن الموقف يتكرر، فتتذكر عندما كان يأتي ليلا فيجدها نائمة ثم يداعبها في باطن قدمها فتصحو وهي مفزوعة فيتقدم اليها وهو يضحك ..يأخذها في حضنه لكي يزيل عنها فزعها، وبالفعل في حضنه يذوب الفزع والخوف، تشعر بالامان والحنان، وتبات بين ضلوعه.. كأنها تبات في حضن النعيم.
يأس وضيق يخرجان مع انفاسها الحارة، تعبر عن عدم جدوى الشكوى والتزمر هربت الى النوم لعله يرحمها من أنينها.. هل باتت الذكرايات هي الفتات الذي تبقى لها في خزينة الرومانسية..تتقوت عليها عند الحاجة.
ولكن حتى الذكريات تصير كالسراب الذي يراه الظامئ يظنه ماء سيروى عطشه، وعندما يقترب منه يتلاشى.
ولكن ماذا تفعل في هذا الارق..لم تجد غير الذكريات تتعكز عليها في خريف وحدتها،
اخذها بساط الذكرى ليوم كانت تصطاد فيه عندما كانت هي واختها في المصيف مع ابيها وامها، وكان ممدوح في مؤمورية في نفس المكان، جالسة على الشاطئ تغني ممسكة بالسنارة منتظرة لعلها تصطاد سمكة، فكادت أن تمل من الجلوس على الشاطئ، وعلى حين غرة شعرت بشئ يجذب السنارة فانبسطت ملامحها وضحكت من السعادة لانها هذه اول مرة تصطاد فيها فظلت تقفز كالطفلة تهلل بسعادة وتقول:
-هييه..السنارة غمزت السنارة غمزت.
ولا تعلم ان صياحها هذا قد لفت انتباه الناس من حولها ومن ضمنهم ممدوح الذي ما ان رآها حتى خلع نظراته الشمسية لينظر لها وقد تفاجأ بوجودها يقول بصوت خافت:
-هو انتي؟؛
ثم اعاد نظارته على عينيه بعد ان ابتسم على بلاهتها ..كان يريد ان ينصرف لكن شئ جعله ينتظر حتى يرى ماذا التقطت سنارتها، يراها تلف البكرة حتى يرتفع الصيد..ولكن يبدو أن الصيد ثقيل فكان يجذبها اكثر مما تجذبه، ضحكات السعادة والانتصار لشعورها انها سوف تجد في النهاية حوت قد لقط الطعم..كانت تثير ضحكاته، ولكن ضحكاته انقشعت عندما صرخت فرح فجأة عندما جذبها الصيد الى البحر..فركض ممدوح اليها سريعا يخلع عنه ملابسه ، وقفز خلفها وغاص حتى رفعها فوق سطح الماء والجموع من حوله يص*رون شهقات الفزع ،وهمهمات الدعاء بالستر على تلك المسكينة التي كادت ان تغرق
ظل يعمل لها اسعافات الغرق كي يطرد الماء الذي ابتلعته..ويقبلها قبلة الحياة حتى تفيق..وبعد ان سعلت زفر باطمئنان، بدأت تتململ بوجهها المندى وشعرها المبتل الملتصق بجبهتها ، تشعر بثقل في جفونها، فتحتهما بصعوبة حتى وجدته ينظر لها وهو راكع ومن حولها جموع كثيرة لم تدرك ماذا حدث لاول وهلة ولكنها استوعبت الامر عندما قال لها:
-حمدالله على السلامة.
تذكرت ساعتها ان السمكة جذبتها حتى سقطت في البحر هذا ماتذكرته، ثم نهضت بحركة سريعة وهي تقول باندفاع:
-هي السمكة ال انا اصطتها فين؟
حدق فيها بتعجب..وقوس فمه من تصرفاتها التي ليس لها حل فقال لها:
-سمكة ايه ال بتسألي عليها؟؛ دي كانت حتغرقك.
قام وهو يمد لها يده حتى يساعدها على النهوض، ولكنها تجاهلتها وقامت بمفردها وهي ترسل له نظرات عدم الاهتمام.
فضيق عينيه بضيق ثم قال لها:
-تصدقي انا غلطان اني انقذتك ياريتني كنت سبتك تغرقي.
وبتحدي قالت:
-والله ماحدش قالك تنقذني.
ابتلع استفزازها واخفاه ثم اردف:
-لا عندك حق
بعدها حملها مرة اخرى وتوجه بها صوب البحر، ولم يبالي بصراخاتها المتفاجأة، ولا قدميها اللذان يض*بان في الهواء حتى ينزلها، قال لها ببرود عندما توقف على الشاطئ:
-شوفي مين بقى حينقذك ..ولا ل**نك الطويل ده ينقذك.
-لا..لا ..لا اوعى ترميني الله يخليك.
وقد القى بها بالفعل..ولان فرح لا تجيد العوم ..ظلت تغوص وكانت على وشك الغرق، رمى ممدوح نفسه خلفها وبسرعة وانتشلها وجعل رأسها الى اعلى وهو يقول لها.
-ها مين حيطلعك دلوقت
ترد بانفاس غارقة:
-ططلعني..بسرعة..لحسن اندهلك البوليس .
امسك عنقها من الخلف وقام بتغطيس راسها في الماء مرة اخرى..وهو يقول ببرود ومستمتع بت***بها:
-لا انا عايزك تندهيه والنبي.. هاه حتعتذري ولا لا.
تفتح فمها لتلتقط هواء فقد شعرت بالاختناق بفضل الماء الذي ملئ رئتيها تض*ب الماء بيديها وتقول بغضب:
-آه..حغرق..حغرق..حموت
-اعتذري الاول .
قال ذلك وغمس رأسها مرة اخرى
فقالت وهي تهز راسها من تحت الماء وقد حبس صوتها الماء:
-اااسفة..اسفة..خرجني بقى
ثم نظر في عينيها وهو يقول:
-اعتذري بنفس
-خلاص قلتلك اسفة.
حملها على يديه وتعلقت في رقبته ..جذبته عيناها جعلت نبضات قلبه تعزف لحن الاعجاب.. لقد انتشلها وغرق هو في بحور عينيها، هدمت اسور قلبه القاسية، وجعلته يحنث بيمينه عندما قال لنفسه يوما( ان قلبه لن يعرف الحب) يبدو ان قلبه غرق في حبها..اما هي فاعتذرت له، حتى يرحمها من نظراته هذه والوضع الذي هي عليه حمله لها، جعل جسدها كل يرتعش ويصاب بقشعريرة.
اراد ان يبقيها العمر كلها بين ذراعيه..اضطر ان ينزلها ..وما كادت قدميها تلمس الارض..حتى اطلقت ساقيها للريح، لماذا جرت؟ من عينيه؟ ام من نظراته التي اخترقت قلبها، ام من ضعفها امامه.
تنفست فرح لهذا اليوم الذي عاشت فيه اجمل لحظات حياتها..والذي ولد فيه شئ جديد في قلبها..شئ جعلها تسهر بالليل وتفكر في النهار، جعل قلبها ينبض بثورة طالبا ان يرى عيناه من جديد، شئ اعطى لحياتها طعم حلو لم تعهده، ولم تصدق نفسها حينما فاجأها بعد ثلاثة ايام ليخطبها..حينها شعرت انها ملكت الدنيا وما فيها.
هكذا هي كل ليلة تنام على صوت الذكريات.
تفاعل بقى وشجعوني
سهير عدلي