اندمجت فرح كعادتها مع أولادها وفي شغل بيتها تعد الطعام لهم، وتلاعبهم ،تطعمهم حتى انقضى اليوم مخلفا ارهاق لجسدها..انصرفت رحاب الى بيتها بعد أن أنهت عملها، نام أطفالها ،جلست في الصالة فتحت التلفاز ..جليستها الوحدة ،وصاحبها الفراغ القاتل، يؤرقها انشغال ممدوح الدائم عنها زفرت بضيق ..حتى اتت رياح الماضي بذكرى مشهد لن تنساه ابدا، مشهد كلما تذكرته جلب لها الابتسام وكلما تعمقت فيه ضحكت من أعماق قلبها، انه يوم تعارفها على ممدوح.
في هذا اليوم
كان ممدوح في مهمة رسمية للقبض على احد المجرمين وكان المجرم يقطن في مبنى مكون عدة طوابق .. بعد أن أتم ممدوح مهمته وتم القبض على المجرم هبط ممدوح الدرج وخلفه اثنان من الامناء ممسكين باللص، وأثناء هبوطه من أعلى الدرج وفى أحد الطوابق توقف ممدوح فجأه ، عندما استمع إلى صوت صرخات متتالية فضيق ممدوح عينيه مستغربا ؛ من هذه الصرخات ، فالتفت يمينا ويسارا لكى يعرف من أين تأتى ، فوجد منزلين فى الطابق فحدد مص*ره
اقترب ممدوح من المنزل الذى على يمينه بعد أن تأكد أن الصوت آت منه ، طرق ممدوح الباب بقوة عدة طرقات متتالية فلم يفتح له الباب .. فزادت الصرخات، فاضطر ان يقتحم الشقة بقوة بعد أن أمر أحد رجاله ب**ر الباب مشيرا له بيده ،ففهمه الرجل فقال له ممدوح بلهجه آمره : خليك إنت هنا وأنا هدخل أشوف فيه إيه ، دخل مشهرا سلاحه ، يخطو بخطوات حذرة، يلتفت يمينا وشمالا بعيون مترقبة، واذ به يجد حجرة بابها مغلق وتزداد الصرخات وتبين من وسطها أنها فتاة تصرخ وتقول : إلحقونى إلحقونى ده بيقرب منى ، ظن ممدوح فى نفسه أن هناك شخص ما يريد الأعتداء عليها من قولها الحقونى ده بيقرب
فابسرعة اقتحم ممدوح الحجرة ، صدم ممدوح مما وجده فقد وجد فتاة تقفز عدة قفزات على الفراش هاتفها بقولها : الحقونى فار يا ..... قطعت كلماتها عندما وجدت طوق النجاة بالنسبة لها .
وبسرعة البرق كانت الفتاة بين ذراعية متمسكه بقوة فى كتفى ممدوح ،
قائله وجسدها يرتعد: فى ففففار..... تحت السرير..... وكان عايز يعضنى في رجلى
صدم ممدوح مما يحدث أمامه وقد باغتته الفتاة بما أحدثته الآن .
فقال لها بغضب :
فار ..... فار إيه ده اللى يخليكى تصرخى ده كله.
نظرت إليه بأعين زائغه وقالت بصوت مرتجف :بقولك فار كان عايز يعوضنى موته بسرعه ولا اض*به بالنار يالا أنا خايفه أوى منه.
ألقاها ممدوح بغضب على الفراش مرة أخرى قائلا بعصبيه : صدقى أنا اللى غلطان إن أشغل بالى بواحدة تافهه زيك ، بقى انا عندى مهمه جامدة جدا وتيجى حضرتك تقوليلى فار ياشيخه حرام عليكى
جاء ليغادرها ممدوح دون أن تجيبه الفتاة ، فلم يترك لها المجال لكى تتحدث وتدافع عن نفسها .
إذا به تندفع وتقفز وراءه متعلقة بذراعه قائلة : إنت رايح فين من غير ما تموت الفار
حاول جذب ذراعه منها لكنها تشبثت به أكثر .
قائلا لها بضيق : بت إبعدى عنى أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطت في وشي لم ترد عليه وانما
قالت بصوت سريع مذعور كأنها رأت أسد:
أهو..اهو ..اض*بوا بالنار
فرد بغضب : هو انا ناقص بلاوي يعني يارب على الصبح، وقعت فى واحده مجنونة
أبعد ذراعها عنه بغيظ وهو يرفع عيناه الى السقف فابعدها عنه و هم أن ينصرف..وجدها تتمسك بذراعه بقوة كالطفلة المزعورة وهي تقول باستغاثة:
-لأ متسبنيش لحسن يطلعلي تاني وحياة عيالك ياشيخ إيه معندكش قلب خالص .
-ضحك ممدوح رغم عنه بعدها قائلا لها :
-عيالي ..آه..هو مفيش حد معاكي هنا ياشاطرة.
-لأ بابا وماما واختي خرجوا من بدرى ولسه مجوش .
- زفر باستسلام قائلا لها : طيب ياشاطرة ادخلي اوضتك واقفلي على نفسك لحد ماماما وبابا ييجو ومتخفايش ..يلا ياشاطرة روحى إلعبى بعيد عنى بقى .
حدقت به بنفاذ صبر : بقى كده يعنى علشان أحتجتلك ومش هتموته يعنى
قال لها بضيق : لأ مش هموته وخليه يعضك يالا مش فاضيلك
تركها وانصرف فهرولت وراءه قائله بغضب : طب وإنت مين علشان ت**ر عليه الباب قولى ها .
حدق بها بغيظ قائلا لها : أنا حياله ظابط كده وكنت فى مأموريه مهمه واسمعك بتصرخى غفله وجيت علشان أنقذك آلائيقى بتصرخى من فار مش من حرامى .
حدقت به بغيظ هى الأخرى وقبل أن ترد عليه .
حضرت عائلتها التي فوجئت بباب شقتهم منتفحة على مصرعيها فاصابهم الذعر فتقدم والد فرح وهو يقول:
-في ايه ياحضرة الظابط بنتي مالها عملت ايه؟؛
وقبل ان يوضح ممدوح الأمر سبقته فرح وقد تقدمت من ابيها تقول بصوت خائف ونبرة توحي ان الامر غاية في الاهمية:
-فار يابابا ..فار كبير كان في اوضتي وكان بيجري ورايا وفى الآخر حضرته مرديش يض*به بالنار وسابه
بحلق ابيها بتعجب غير مصدق ماتقوله ونظر باحراج للظابط لما تقوله فرح .. وامها ايضا نظرت لبنتها روفيدا فتبادلتا ابتسامة تجمع مابين الاحراج والضحك والدهشة..في النهاية اعتذر والدها للظابط وشكره لشهامته ..واعتذر له عن سلوك ابنته الطفولي..وتقبل ممدوح الاعتذر قائلا له بطريقة أغاظتها : تانى مره متبقوش تسيبوها لوحدها أحسن الفار يعضها فى ل**نها المره الجاية.
حدقت به بغضب وغيظ منه ووددت لو تصفعه بكل قوتها على وجنته وكانت سترد عليه لولا والدتها التى تعرف طبعها فأمسكتها من يدها وانحنت بجانب أذنها قائله لها بخفوت : ده ظابط هتردى عليه هوه كمان ؛ إوعى تنطقى خالص واسكتى يا إما هتلاقى نفسك راكبة فى البو** دلوقتى
زفرت بغيظ منه و**تت بالرغم منها مضطره لذلك .
تبسم والدها قائلا له : حاضر ان شاء الله معدتش تحصل تانى مرة وآسفين لإزعاجك
ضحكت فرح لهذه الذكرى وضحكت اكثر عندما تذكرت يوما كانت و ممدوح قد تذكرا فيه هذا اليوم ..حينها قال لها: انه على قدر غيظه وضيقه من هذا الموقف الا انه كان كلما تذكره ضحك وبشدة.
اخرجت تنهيدة بعدها من ص*رها وقالت بصوت شبه مسموع:
-ياه ياممدوح لو تعرف قد ايه وحشني..ومفتقداك كأنك مسافر بعيد عني..فين اهتمامك وحبك ليا زي ايام خطوبتنا..فين لهفتك واشتياقك..نفسي احس انك مشتقالي ، ووحشاك زي ماانت وحشني
انتشلها من أنين شكواها صوت ريتاج الباب وهو يفتح، فتجده يدلف من الباب يلقي عليها تحية المساء وقد بدا عليه الارهاق:
-السلام عليكم
فترد بفتور:
-وعليكم السلام ورحمة الله
يراها جالسة متكئة برسغها على رأس الأريكة تريح رأسها على كف يدها..جلس بجوارها ثم نام متوسدا فخذيها كالطفل الذي ينام على حجر أمه قائلا بصوت مفعم بالعناء:
-ياااااه على التعب ال أنا فيه.
حركته هذه جعلت قلبها يرتدد في حنان يريد أن يلقي بضيقه في سلة النسيان ولكن اهماله لها وانشغاله عنها جعلها تتمسك بقسوتها عليه: قالت بألية:
-أحضرلك العشا
-لأ
قالها بعد أن وضع يده خلف مؤخرة رأسها ليقرب رأسها من وجهه يختطف قبلة من شفتيها الغاضبتين، يتنفس أنفاسها المنزعجة لعل شهدهما يشفي تعبه وأرهاقه.
ولكنها جذبت رأسها بعنف رافضة قبلاته ، فقال بانزعاج وهو ينهض ينظر لها بضيق متسائلا:
-في ايه؟.. مالك؟؛
وبنبرة جافة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه:
-مالييش؟؛
زفر بملل ثم قال:
-يعني أنا جاي تعبان وق*فان من الشغل، الاقي وشك مقلوب..انت غاوية نكد ولا ايه؟ ثم تركها بحركة عصبية وتوجه الى حجرة نومهم ، كلامه استفزها وزاد من ضيقها جعلها تذهب خلفه.. وجدته يبدل ملابسه وعلى وجهه الانزعاج والضيق..فقالت بعصبية:
-أنا ال غاوية نكد بردو ..مش انت ال مش سائل فيا من امبارح..في الفرح سبتني وقعدت مع اصحابك، وبعد ما جينا سبتني بردو ونزلت الشغل..حتى الصبح نزلت من غير مااشوفك، وراجع اخر الليل ..انت عارف دلوقتى الساعة كام؟؛
وبصوت حاد يرد على هجومها:
-هو أنا يعني كنت بلعب مش ده شغلي وانت عارفة كويس.
طب وأنا فين من شغلك..هو أنا مش ليا حق عليك..طب بلاش أنا ..عيالك مش من حقهم تقعد معاهم شوية وتهتم بيهم.
-يووووه بقى حنرجع بقى لموال كل يوم ..انت شايفة أن ده وقت للخناق..أنا جاي تعبان من الشغل وبدل ماآجي الاقيكي مستنياني وعلى وشك ابتسامة..لأ الايقكي ضاربة بوزك شبرين..ايه الولية النكد دي.
-ياسلام والمفروض بقى ابتسم في وشك بالكدب ازاي وانا من جوايا زعلانة منك.
زفر بضيق بعدها قال:
-بقولك أيه أنا مفيش روح للمناهدة رايح أنام احسن.
توجه صوب الفراش رفع الغطاء بعصبية واندس تحته وتركها تكاد تنفجر من الغيظ..لم تجد فائدة..وتوجهت هي الأخرى تنام بجواره وأوليته ظهرها..ولكنها لم تستطيع كبح دموعها وظلت تبكي، شعر هو باهتزاز جسدها بفضل البكاء..وسمع شهقاتها ، زفر بحيرة لن يحتمل بكاءها رق قلبه لها واعتدل بجسده ناحيتها واجبرها على أن تكون في مواجهته رأى عيونها انتفخت وقد احمرت من البكاء، وجهها كله أصبح كالتفاحة الحمراء مسح دموعها برقة، وازاح عنها خصلات شعرها الغاضبة، وقال لها بصوت حنون:
-خلاص بقى متزعليش.. انتي عارفة انه غصب عني أنا ماسك قضية صعبة شوية وعايزة مجهود، زحف بجسده نحوها ودس ذراعه أسفل خصرها واحتواها بين ضلوعه، يمسح على شعرها بحنان..يوزع قبلاته الآسفة على انحاء وجهها، واتجه بقبلاته صوب رقبتها وخلف اذنها تلك المنطقة التي تعتبر بؤرة ضعفها كانت تود أن تنزع نفسها بعيدا عنه، وتستمر في بكاءها وخصامها له، ولكن كيف تصد هذا الهجوم العنيف؟ الذي يكتسحها انه يهجم بقبلاته الذرية فيسحقها، يفجر قنبلة انفاسه العطرة فتصيبها بالخدر اللذيذ، فتتلاشى قدرتها على صد هذا الهجوم، وتضعف مقاومتها له، هو أيضا عرف مناطق ضعفعا جيدا ودرسها، بل واستغلها جيدا لصالحه، وعرف كيف يستخدمها ليذيب غضبها بل يمحوه من صفحة اليوميات من أساسه فتستيقظ فاقدة للوعى ناسية لكل شئ، ظل يمحو هذا الغضب بقبلاته القوية، ولمساته الساحرة، وأنفاسه التي كانت كالنار التي تذيب الحديد. . وهي مستلسمة له بل أنها بادلته هذه القبلات والحركات، لتروى ظمأ بعاده عنها وحرمانها منه. أخذ مهلة وظل ينظر لوجهها الذي تغير لون احمراره ..وتبدل من احمرار الغضب والبكاء..الى احمرار الانصهار بفضل القبل واللمسات، وبكف يده الخشنة يداعب جانب وجهها برومانسية اغمضت عيونها لها كأنها تعيش حلم جميل.. سمعته يقول وأنفاسه متهدجة من أثر الانفعال:
-مش عايزك تنامي زعلانه مهما كان السبب ..فاهمة.
فخبأت وجهها في ص*ره وقالت وهي تغزو حضنه:
-آه ياحبيبي لو تعرف أنا محتاجالك قد أيه..محتجالك قوي..محتاجة لحضنك ..لضمتي جوة قلبك..محتاجة انك ترفعني لسماك بكلمة بحبك..محتاجة لنظراتك اللى مليانة حنان، للهفتك عليا..لغيرتك..لكلامك ، محتاجة أنك تروى قلبي اللى اتشقق من كتر الأشتياق، واللى دقاته ضعفت من كتر البعاد، وغلبت معاك، بجد ياحبيبي أنا غلبت معاك.. اعمل ايه عشان تحس بيا..عشان تعطف عليا.
قال وقد هزته كلماتها:
-ياحبيبتي..ياروحي
وضمها بقوة حتى أحدث زلازل في قلبها، فارتفعت دقاته وذادت نبضاته..وعلا صريخه يطلب المزيد..ولبى هو النداء وشرع في غزو كل منطقة فيها.
أشرقت الشمس على ابتسامة فرح وسعادتها وهي في حضن زوجها، وكأنه حدث تاريخي لا يحدث الا نادرا، حتى انها تنظر له وتتأمله، حتى تشبع منه، وتتدخر بعض من وسامته لايام البعد التالية التي سيتركها فيها، نثرت بعض من القبلات على وجهه، فايقظته كما يستيقظ الطفل على مداعبة أمه، فبادلها باابتسامة صباحية جميلة منه قال بصوت ناعس رخيم وهو يجذبها الى حضنه:
-صباح الفل ياقلبي..هي الساعة كام دلوقت؟
-اجابت وهي مستغرقة في حضنه:
-مش عارفة
غطاها بجسده لكي يرى الساعة في المنبه وبهذه الحركة كأنها دفنت تحت حنانه فزادت نشوتها..ولكنها شعرت بأنها عارية عندما تحرك وقال وهو يهم ان يترك الفراش
- ياااه..الساعة سبعة أنا اتأخرت قوي.
ولكنها اعادته لموضعه وسجنته بيديها وقالت بدلال وهي ترجوه:
-لأ ياممدوح لسة بدري خليك شوية عشان خاطري.
نزع يدها من حول رقبته وهو يقول وقد عادت له حدته وطبع الضابط الذي يغلب عليه:
-قلتلك اتأخرت اوعي هو انا فاضيلك..قومي يلا حضري الفطار.
ونهضت وقد عاد لها الضيق من اسلوبه الفظ الذي يبتر السعادة التي منحها اياها..كأنه يرفعها الى عنان السماء وفجأة يتركها دون انذار .. فتسقط على سطح القسوة فتتهشم رومانسيتها وتغدو اشلاء.
يذهب هو الى عمله وتغرق هي من جديد في دوامة اعمالها المنزلية التي لا تنتهي و تعبها مع اولادها.
أنا زعلانة على فكرة..مكنتش متوقعة التفاعل يبقى كده على الحلقة الاولى..انا نزلت اقتباس وقلت لو عجبهم..انزلهم الرواية..يظهر ان الرواية مش شداكم ..وشكلي كده مش حكملها
متستهونوش بالكلمة الاعجاب ال بتكتبوها دي بتدينا طاقة كبيرة للأبداع..قولوا رايكم حتى لو انتقدتوني..انا مش حزعل والله ..انا حتعلم.
صالحوني بقى بتفاعل حلو..وارفعوا الالبوم بعشر ملصقات عشان يظهر للناس كلها
احبكم في الله
#سهيرعدلي الشهيرة بسهير علي