الفصل الرابع
اتفاق بين زوجين
ليل بارد كالصقيق انقضى، فرش النهار على الكون أجنحة الرتابة والملل، تعاد الكرة السمجة كل يوم، يذهب ممدوح الى عمله وتغرق فرح في متاعب اولادها وأعمال منزلها.
في منتصف هذا النهار تأتي روفيدا لزيارتها، وعلى رغم سعادة فرح العارمة بزيارة اختها لها، لكنها ذوت ما بين حاجبيها، وقد وضعت يديها في جمبيها بحركة غاضبة فأردفت:
-اخيرا افتكرتي انك ليك اخت تسألي عليها ياندلة.
-معلش يافروحة بقى انت عارفة الظروف.
-يسلام ياختي .. ماشي حسماحك بس عشان حبايب خالتهم دول..قالت ذلك ثم انحنت قليلا لتصل لمستوى ابناء اختها يوسف الذي يبلغ من العمر عشر سنوات وعمار ذو الخمس سنوات، قبلتهما وضمتهما اليها، فيسألها يوسف:
-خالتو هو فين إياد ومكة؟
-في الاوضة ياحبيبي مع موكا
فيردف عمار بسعادة:
-انا عايز العب معاهم
ماشي ياحبيبي يلا روحو العبوا معاهم..ثم نادت على سلوى لتصطحبهما حيث إياد ومكة وتقوم برعايتهم وهم يلعبون.
وفي الصالة جلستا بأريحية وقد بدأت فرح بالهجوم عليها قائلة:
- ايوة بقى ياروح أختك كنت مشغولة في ايه بقى.
-ما انت عارفة يا فرح البيت والعيال والعيادة واخدين كل وقتي .
-من امتى وانت مواعداني عشان تيجيني تقضي النهار معايا.
-خلاص بقى ما انا جيت اهو وحقضي اليوم كله معاكي، قوليلي بقى مالك مين مزعلك ياجميل.
خرج زفيرا حارا من ص*رها جعل كلماتها تخرج ملتهبة:
-أنا مخنوقة قوووي يا روفيدا، حاسة بملل وفراغ، حاسة بوحدة فظيعة، تعبت من انشغال ممدوح عني، وعدم احساسه بيا..تعبت من بروده..وتحقيره لمعاناتي.
-شغله بقى يافرح حيعمل ايه؟
-هو يعني شغله ده اربعة وعشرين ساعة، ميقدرش يفضي نفسه ساعة يقعد فيها معايا ومع عياله.
-طيب ليه ملفتيش نظره لمعاناتك دي.
بحركة تنم عن الملل بدت من جانب شفتيها قالت:
-يووووووه كتييير قوووي لدرجة اني مليت..واتخانقنا كمان كتير بسبب الموضوع ده.
-طب وهو كان رده أيه؟
-الرد البارد بتاعه.. أنا مش فاضيلك عشان اقعد جمبك انت والعيال..أنا مش حسيب شغلي عشان اقعد اسليكي ..وبعدين يزعق فيا ويقولي بطلي شغل الستات الفاضية بتاعك ده.
قوليلي بقى اعمل ايه في الراجل ده؟
نفسي ياروفيدا يرجع زي زمان ملهوف عليا، بيخاف على زعلي ويحاول يرضيني ..مش يسيبني اتفلق واخبط راسي في الحيط..ويجي يضحك ويهزر أكن محصلش حاجة حيشلني وربنا..قوليلي بقى أعمل ايه؟ انت مش دكتورة نفسية يعني أكيد عندك حل .
-يعني جوزك مجنون عشان أعالجه.. مشكلتك معاه مشكلة كل المتزوجين تقريبا..وهي الفتور بعد الجواز.
-يعني ايه؟حالتي مستعصية
قالتها وقد اقترب حاجبيها في اعتراض ..مما جعل روفيدا تضحك على مشهد وجهها الذي يوحي بالانقضاض عليها فقالت:
-لا ياستي مفيش مشكلة ملهاش حل، قبل الجواز بيقبى الحب زي العيش السخن أو الأكل الطازة.. طعمه حلو ولذيذ، بعد ما يبرد بقى الأكل مبتقدريش تاكليه لأنه طعمه بيتغير.. أو بتاكليه متغصبة..فلازم بقى تسخنيه تاني عشان تقدري ترجعي تاكلي منه بنفس.
-يعني أيه مش فاهمة؟؛
-يعني لازم ممدوح يصوم شوية
- ممدوح مش بيصوم غير في رمضان بس
نظرت روفيدا ال السقف علامة الملل من غباء اختها فقالت بنبرة تنم عن السأم:
-يافرح افهمي..أنا بعطيكي مثال يا حبيبتي .. ممدوح عشان يحس بيكي لازم تحرميه منك شوية..يصوم عنك..ولما الجوع يقرصه حينتبه ليكي.
-احمم ايوة يعني أعمل ايه؟
-يعني جددي من نفسك وا**ري الروتين بتاع كل يوم، خاليه يجي يشوفك في حاجة جديدة.
-باندفاع قالت فرح:
-قصدك يعني البسله كل يوم جديد..واتزوقله والنصايح بتاعة الافلام القديمة دي مش كده..انتي عارفة اني بهتم بنفسي كويس ومخلية بيتي والعيال وانا على سنجة عشرة
صوت روفيدا احتد بسبب مقاطعة فرح لها واندفاعها فقالت وهي تكذ على اسنانها:
- اهدي ..ياماما اهدي ..وخدي نفسك وابلعي ريقك ..يلهوووي أصوت منك يابنتي افهميني الله يرضى عليك.. أنا عارفة انك عشرة على عشرة، في كل حاجة، نظيفة في بيتك واولادك ونفسك، ومنظمة كمان ..بس حتى النظافة طالما الفتها العين بنتعود عليها يعني هو ممكن يجي من شغله ويلاقي البيت نظيف ومنظم زي كل يوم، ولا يبدي اي اهتمام لان عينه اتعودت على ده ممكن ميحسش كمان بكم التعب ال انت تعبتيه عشان تخلي البيت نظيف كده وعلى سنجة عشرة ..انما تعالي يوم ومتعمليش حاجة فيه ولاتنظفي، ولا ترتبي ،ولا تنظمي، ويجي يلاقي البيت مكركب حيعمل ايه؟ حيحس أنه في تغيير ويمكن يقلق كمان ويسألك مالك ..هو أنت تعبانه ولا حاجة.. مش معنى كده انك تبقى معفنة
ثم ضحكت بعد ان زغرت فرح لها بسبب الكلمة الاخيرة.. ولكنها تجاهلت نظرتها هذه وتابعت: فهمتي اقصد ايه؟ .عايزاكي تغيري روتين يومك تخلي الحاجة ال ممدوح متعود عليها يلاقيها اتغيرت
..مثلا هاتي لبس جديد ،لان اكيد لبسك كله مهما كان جميل عليكي وشيك، فأكيد بقى ممل، بطلي تشتكيله من غيابه، خليه يفكر مع نفسه ..الله هي مالها مبقتش تطلب مني اني اقعد معاها او اخرجها ليه؟أو..أو، اول مايجي قابليه بابتسامة وكلام حلو واتنحنحي شوية معاه، اقولك تعالي في يوم وهو في الشغل اتصلي بيه، مش عشان تطلبي منه حاجة، لأ..عشان تحبي فيه..ايوة ماتبصليش كده...فيها ايه يعني لما تحبي في جوزك في التليفون هو عيب ولا حرام، المهم اعملي اي حاجة وكل حاجة عشان تشديه ليك..وأنا حتابعك في التليفون واشوف الاخبار ايه.
سرحت فرح في كلام روفيد وكأنها بدأت من الآن في التفكير كيف ستنفذ ما قالته.
-ايه رحتي فين؟؛ فهمتي كلامي
قالت ذلك روفيدا وهي تشير بيدها امام عينيها..فانتبهت لها فرح وقالت:
-ها..ايوة فهمتك طبعا..وان شاء الله حنفذ
-بس تفتكري حينفع كلامك ده مع ممدوح.
-بصي يافرح انتي اكتر وحدة تعرفي مفاتيح جوزك ايه..عارفة ايه مناطق ضعفه ومناطق قوته حاولي تدرسيها كويس وتستغلي نقاط ضعف جوزك كويس.
-والله ياختي انا حاسة أنو ملوش نقاط ضعف خالص ومفاتيحه كلها وقعت في البحر.
ضحكت روفيدا بعدها قالت:
-متهيألك هو في الآخر بشر ..ومفيش بشر كامل..كل واحد ربنا خلقه..حتلاقي فيه نقاط ضعف كتير المهم انك تعرفيها.عشان تعرفي تستغليها.
تعرفي يافرح مشكلة الستات ايه او بعض منهم يعني..خصوصا الستات المتزوجة وال بتشكي من ازواجهم زيك
وحدقت باهتمام قالت فرح:
-أيه؟؛
اعتدلت لها وقالت:
- حاجات كتير ..منها ان الست بتيأس من جوزها بسرعة بتعتبره حالة ميؤوسة منه..لما تجرب مثلا طرقتين لاحياء الحب بينهم ومنفعوش..فتقوم بقى تكبر دماغها..وتقول خلاص بقى انا زهقت ..هو كده مش حيتغير ..هو طبعه كده..كل الرجالة باردين ..والكلام المحبط الي بتغزي بيه قناعتها..وبالتالي بيصيبها الاحباط والعجز عن فعل اي شئ..وفي ستات كمان بتاخدها الكرامة..يعني لو جوزها مثلا ماقالهاش كلمة حلوة..هي متقولوش ..وتقول لنفسها:
يعني هو بيبل ريقي بكلمة عشان انا اقوله كلام حلو.. تعرفي في وحدة جاتلي في العيادة، قالتلي انها مضايقة من نفسها قووي وحاسة بذنب عظيم وضميرها بيأنبها،ومكنتش بتنام ابدا لدرجة انها كانت بتحلم بكوابيس.. لانها خانت زوجها على النت، عشان كان دايما مشغول عنها، ومفتقده اهتمامه وحبه ليها، رحت سألتها
ياترى لما حبيبك يطلب منك حاجة بتعملي ايه؟
-قالت بنفذها من غير تفكير.
-سألتها سؤال تاني:
مين فيكم بيبدأ بكلمات الغزل لما تكونوا بعض؟
بدون تفكير قالت انا وفي بعض الاحيان هو، بعد كده قلتلها:
-يعني انتي كرمتك مش واجعتك لما تقولي كلام حب لواحد محرم عليك..وكرمتك بتنقح عليك لما جوزك ميقولش ليك كلام حلو فتحجبي عنه كلامك..مع انك مع حبيبك كل لحظة ..كل كلمة حلوة منك ليه ..كل فعل بتاخدي عليه ذنوب..انما جوزك الع** كل فعل منك صدقة..كل كلمة منك ليه عبادة..حتى لو مش بادلك نفس الكلام.. انتي لو جربتي انك تعامليه معاملة حسنة صدقيني هو حيقدر ده قوي.
طبعا المريضة سكتت..لان كلامي جه على الجرح..بس طبعا حاولت تعمل بنصيحتي.
خالي بالك معاملة الند بالند دي بتخلي الفجوة بينهم بتزيد..دايما بنتعامل مع بعض بطريقة انك لازم تاخدي عشان تدي..طب ليه منديش احنا وحتى لو مااخدناش حاجة اجرك على الله
مع ان فيه ستات لم تحط حاجة في دماغها ..بتنفذها..وده ليه؟ لانها اخدتها معركة حياة او موت..انت بتشتكي من انشغال جوزك عنك..خلاص. اعتبري دي معركتك ال لازم ت**بيها. باي طريقة وأي وسيلة مشروعة وغير مشروعة..المهم انك تحققي هدفك وتنتصري على نفسك وعجزك ..فهماني.
تنفست فرح بثقل ثم قالت بيأس:
-ياااه ياروفيدا.. هو أناحاحارب عشان جوزي يقولي كلمة حلوة.. اعمل المستحيل عشان اسمعها..طب ليه ميقولها ليا ونخلص من غير ما اخوض المعناة دي كلها، ده حتى الكلام معلهوش جمرك زي مابيقولوا..ليه لازم احارب عشان جوزي يهتم بيا..ليه لازم اتعب واشقى واخترع..واعملل اللالي زي مابيقولوا عشان اعجب حضرته..طب وليه هو اصلا ميعملش كده عشاني.
-ايووة اهو انتي جبتي المفيد
قالت ذلك روفيدا وقد اوقفت حركة يديها المنفعلتين حتى تنوه لها عن نقطة معينة.
بصي ياستي..هو مش حيعاني لانه شبعان من الكلام والحنان، انتي ال محرومة ياعيني ..عشان كده لازم نجوعه هو كمان ونعطشه عشان يحس بينا..وبعدين انتي مش بتحاربي جوزك ..انتي بتحاربي صعوبات الحياة ال خلت جوزك ينشغل ويلهث وراء لقمة العيش..فبينساكي ..ويحتل الفتور حياتكم..فهمتي حاجة.
-احححمم يعني.
ثم ضحكتا معا ..وقطعت فرح الضحكات بعدها قالت وقد شردت عيناه بعيدا كأنها تتخيل ان فعلت ما اوصتها به اختها كيف ستجري الامور:
-عالعموم ححاول .
بمداعبة قالت روفيدا:
-لا تيأسي يافتاة..وحاولي انها حياتك.
-لا والله ماشي يادكتورة حنجرب اما نشوف
-طب يااختي انت مش حتأكليني ولا ايه؟
-لا ياقلبي انا اقدر يلا ياجميل ..زمان سلوى حضرت السفرة
كان يوما جميلا قضته فرح مع اختها منحها شحنة حب وسعادة.
حديث اختها ايقظ فيها الحماس ذهبت الى حجرتها وانتقت لها روب أبيض وضع حول رقبته وفي اكمامه كرانيش زادته جمالا، تزينت وتعطرت ومشطت شعرها ورفعته زيل حصان فبدت كالعروس في صباحية زفافها ،جلست في انتظار زوجها، وبعد أن نام اولادها وانتشر الهدوء من حولها.
ما إن سمعت صوت ريتاج الباب وهو يفتح حتى ركضت نحوه وقلبها يسبقها اليه يريد معانقته، وابتسامتها تغني له أغنية الاشتياق
تفرد ذراعيها استعدادا لاستقباله بين احضانها قالت له برقة ودلال:
-حمد لله على سلامتك ياحبيبي.
كانت تظن انه سيأخذها بين ذراعيه سعيدا بمقابلتها البشوشة له، ولكن انطفأت ابتسامتها، واتاها الخذلان بصده لها فقد اوقفها بيديه قائلا لها بوجه عبوس ونبرة حادة:
-سبيني دلوقت يافرح انا جاي تعبان ومش طايق حتى نفسي.
ابتلعت خذلانها، حاولت أن تذيب قسوته في ابتسامة ودودة، قالت له لتخفف عنه:
-سلامتك ياحبيبي الف سلامة..مالك فيه ايه ياممدوح؟ بقالك كام يوم متغير وعالطول تعبان ومرهق ومش طايقلي كلمة.
- مشاكل في الشغل يافرح .
-معلش ياحبيبي كله حيتحل باذن الله..تحب احضرلك العشا؟؛
تأوهات مفعمة بالارهاق اص*رها ممدوح وهو يجلس فاردا ذراعيه على رأس الاريكة يقول بصوت ملؤه التعب:
-لا استني لما اخد شاور الاول ..روحي حضري لي الحمام.
-حااضر.
تأملته وهو يتناول الطعام وقد اثقل الكرى جفونه، فهل تشفق عليه بسبب الاجهاد البادي عليه؟ ام تشفق على نفسها لانه أصبح كعابر سبيل يأتي ليأكل وينام ثم يرحل من جديد. تناول لقيمات سد بها جوعه ثم قام على الفور:
-أنا قايم بقى عشان انام
واتجه صوب فراشه ليلقي بجسده المتعب عليه، تلملم هي الاطباق وتلملم معها ان**ارها وخزلانها..لقد ملت من هذه العيشة التي اصبحت لا تطاق.
اتجهت خلفه في حجرة النوم، كان قد بدأ في الأستعداد للنوم ، ف*نظر بضيق لنفسها في المرآه غير ملامح وجهها، خلعت عنها قميصها والقته بغضب فقد أسفت على اهتمامها بزينتها وثيابها..فراح هذا هباءا ..اندست بجواره، اقتربت منه تحتضنه من الخلف تغمض عينيها في اشتياق بالغ تقول له وقد أسندت ذقنها على كتفه:
-ممدوح أنت بردو حتنام؟
يجيبها والكرى قد اغلظ صوته:
-ايوة يا فرح.
-قالت بتوسل شبه باكي:
-قوم عايزة اكلمك في حاجة..هو انت كل يوم تيجي تنام كده وتسبني.
وبصوت ناعس أردف:
-الصبح بقى يافرح سبيني دلوقت.
-يوووه بقى دي مبقيتش عيشة دي.. تيجي تتعشى وتنام، والصبح تفطر وتمشي من غير حتى ما اشوفك أنا زهقت بقى،
فتح عيونه ثم قوس شفتيه بانزعاج وقال بعد ان قام يض*ب فراشه بضيق:
- هوووف ..يعني الواحد يجي من الشغل تعبان ميقدرش يستريح في البيت ده..عايزة ايه يافرح على المسا؟
-عايزاك تقعد معايا شوية نتكلم مع بعض.
-حنتكلم في ايه بس دلوقت انا تعبان ومش فايقلك وكمان ورايا شغل بكرة لازم اصحاله فايق.
بنبرة عصبية قالت:
-هو كل حاجة شغل ..شغل وأنا ايه مش مهمة..أنا تعبت بقى من العيشة دي الله.
ثم ارتمت على الوسادة تبكي ..فزفر بملل ..ومسح على وجهه ينفض عنه النوم، جذبها من مع**ها وضمها اليه قائلا في حنان:
-لازمته ايه العياط ده ..خلاص بقى متبقيش زي العيال، رفع ذقنها ومسح دموعها برقة ثم اكمل:
-معلش يافروح أنا عارف اني مشغول عنك قوي اليومين دول بس غصب عني .. في ايدي قضية مهمة جدا طول النهار بحث واجتماعات وتحقيقات ..عشان كده باجي هلكان..وانتي لازم تستحملي، ده قدرك ..قدر كل زوجة متجوزة ظابط شرطة لازم تستحملي.
-شغلك ده عمره ما بيخلص انا ال طاقتي على التحمل خلصت بجد.
قالت ذالك وقد انسابت دموع الملل على وجنتيها فاغرقت وجهها.
جذب رأسها الى حضنه يربت على مؤخرة رأسها وهو يقول:
-خلاص بقى حقك عليا.
رفع راسها..طبع قبلة على جبينها ثم اتبعها بأخرى على شفتيها، واجبرها على الانزلاق بجانبه تحت الفراش تنام في حضنه كالطفله التي تنام في حضن ابيها، تتنفس عبق انفاسه التي تنعش قلبها وتعيده للحياة مرة اخرى، وتنعم بدفئ حضنه الذي يقيها لفحة الأشتياق، تغزو ص*ره العريض بكل قوتها، لتتحصن بحنانه حتى لا تهزمها سهام بعده عنها ..يكفيها أنها ترتوي من نبع قربه تبات بين طيات ضلوعه، وتوقظها دقات قلبه..تهمس لقلبه القاسي..انني لا اريد اكثر من ذلك ياحبيب قلبي، لا اريد اكثر من ضمة تظللني بها لعلها تقيني حرارة البعاد.
بلاش تم دي رجاءا
#سهيرعدلي