هجرك احرق بساتين خدودي.. لو تعلم ان نظرة منك هي التي ستطفئ حريقي
ما كنت تتركني اهيم في وادي البكاء شريدة كمن تبحثا عن فلذة كبدها الذي تاه
تململت فرح في فراشها، فتحت عيونها، على أساس انها غفت دقائق تقول لنفسها وهي تنظر لمكان ممدوح الخالي ومازال النوم يداعبها:
-هو ممدوح لسة مجاش؟؛
التفتت بجانبها تتفقد الساعة.. فقالت بصوت مسموع ومنزعج:
-ايه؟؛ الساعة تسعة االصبح..معقول ممدوح لسة مجاش لحد دلوقت؟؛
قامت بحركة سريعة، وقلقة لتبحث عن الهاتف وتتصل به لكي تطمئن عليه.
عند خروجها من الحجرة وجدت رحاب أمامها كانت تنظف الصالة..فور رؤيتها قالت لها رحاب:
-صباح الخير يامدام.
أجابت دون النظر لها
-صباح النور..مشفتيش التليفون بتاعي
-على الشاحن .
-طب هاتيه يارحاب من فضلك.
ثم جلست على المقعد تمسح آثار النوم من على وجهها.
قدمت رحاب وفي يدها الهاتف اعطته لها وهي تقول:
-اتفضلي يامدام.. آه الاستاذ ممدوح مشي وقالي اقول لحضرتك انه مش حيجي على الغدا انهاردة.
نظرت لها فرح ببلاهة.. وتوقف كل شئ فيها من الصدمة..تقول لنفسها وقد شردت قليلا و تملكها الضيق:
-معقول جه امبارح وأنا محستش بيه..ومشي من غير مايصحيني..زفرت بالضيق الذي اصبح مرض لا يفارق قلبها.
-طيب يارحاب روحي اعمليلي شاي بلبن.
كانت ستتصل به ..ولكنها عدلت عن هذا ، وضعت الهاتف بجانبها بعصبية.. ذهبت لحجرة اولادها تتفقدهم فوجدت اياد مازال نائما اما الصغيرة فمستيقظة تلهو وتلاعب نفسها ابتسمت لطلتها الجميلة، فنظرة من تلك الصغيرة تمسح عنها شقاء القلب ، وتملئ روحها بالحنان حملتها وذهبت بها الى حجرتها تلاعبها، دقائق وأبصرت الصغير يدلف عليها وهو يمسح عينيه والنوم يداعبه يقول بصوت ناعس:
-مامي عايز أكل
-حاضر ياحبيبي تعالى بس اغسل لك وشك..اصطحبته للمرحاض ، فبكت الصغيرة عندما تركتها بمفردها فقالت بصوت مسموع لكي تطمئن صغيرتها:
-ايوة جاية ياموكا ياحبيبتي.. اغسل وش اخوكي بس.
في حين ذلك دلفت رحاب وهي تحمل كوب اللبن فوضعته على ( الكمودينو) وحملت الطفلة تلاعبها..خرجت فرح وفي يدها اياد ابنها فرأت رحاب قالت لها:
من فضلك يارحاب خدي اياد غيري له هدومه وبعدين اعمليله فطار ..عالبال مرضع مكة..
اخذت منها الصغير وشرعت في ارضاعها. .اما اياد فرفض ان يذهب مع دادته وقال لها بتزمر كاد ان يبكي:
-لا قومي اعمليلي انت الفطار أنا مش عايز رحاب.
-وبعدين معاك ياولد اسمع الكلام يلا لحسن تتض*ب.
اخذته رحاب وهي تحاول أن ترضيه ببعض الكلمات وتحايله حتى ذهب معها.
سمعت صوت هاتفها ابتسمت ظنت انه ممدوح يتصل بها ليبرر خروجه مبكرا دون حتى ان تراه..ولكن سرعان مااختفت ابتسامتها عندما رأت اسم اختها روفيدا فاجابتها وقد حاولت ان تخفي ضيقها:
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ورحمة الله
-حتيجي انهاردة زي ما قلتيلي ياروفيدا.
-لا والله يافرح مهو انا متصلة بيكي عشان كده مصطفى اخد اجازة انهاردة ..فمش حينفع اسيبه واجيلك.
-آه ياندلة وانا قلت لنفسي روفيدا حتيجي انهاردة وتسليني.
-اسليكي ده ايه؟ كنت الارجوز بتاعك..وبعدين دي شغلة جوزك انا مالي
همهمة سخرية خرجت من فم فرح بعدها قالت:
-جوزي مين..جوزي ال سابني أمبارح في عز الليل ..ونزل شغله، وصحي مشي من غير حتى مااشوفه.
-ايه ده..شغل ايه ده الساعة 3 الفجر.
-بيأس اردفت:
-شغل مباحث ياختي.
وانا ال قلت في عقل بالي انكم بتو عرسان.
-استغفر الله العظيم ..الله يسامحك ياروفيدا..احنا نرتكب هذا الفحش..احنا ياماما بنبات طاهرين عالطول.
فتضحك روفيدا رغم عنها على مزاح فرح الساخر على حالها.
-ضحكت وبعدها اردفت:
-ربنا يسامحني بقى على ظني السوء.
طب اقولك انا حقفل معاكي دلوقت وبعدين اكلمك..ونشوف حل لأخينا الطاهر ده..
سلام.
-مع السلامة حبيبتي.
اغلقت فرح الهاتف ونظرت لطفلتها التي ترضع وهي تلهو بقدمها الصغيرة .