الفصل الرابع (4)

2595 Words
بمجرد رؤيتها مازن انبهر مازن بجمال رقه ولأنه لم يحتمل هذا الجمال ومقاومته ابتلع ريقه بصعوبة .. وكتم لهفته فى أن يضمها نظف حلقه وقال بصوت خرج بصعوبة: _ يلا اتفضلى . وفى السيارة تسأله : _احنا حنروح فين ؟ قال مازن وهو يقود سيارته: _ احنا يست الكل رايحين لدكتور نفسى الدكتور ده يبقى أبو واحد صحبى معايا فى الكليه و سامح راح يحجزلنا عنده عشان يساعدك تفتكرى كل حاجه تمام ..عايزك بقى متخافيش وتتكلمى معاه براحتك . اومئت رقه وكان الخوف يحاوط قلبها: _تمام رن هاتف مازن وعندما رأى رقم سامح هو المتصل قال: _ اهو سامح بيرن ..الو أيوة يا سامح ..... آه ايوة يعنى كمان ساعه ..تمام .. لا احنا فى الطريق ....طب سلام ...سلام... سامح يا ستى حجز لنا بس الدكتور حيجى كمان ساعه.. إيه رأيك إحنا نروح نقعد فى حته هاديه لغايه ما يجى معاد الدكتور رقه :اوكى. وفى مكان هادئ على النيل..جلسا سويا لاحظ مازن أن رقه شاردة سألها: _مالك سرحانه ليه ؟ رقه: ابدا ولا حاجه بس مش عارفه قلقانه ليه . _ مش أنا قلتلك متقلقيش خليها على الله زفرت خوفها وقلقها فهمست: _ونعم بالله جاء النادل ووضع أمامهم المشروبات قالت رقه: هو أنت عايش لوحدك انت وسامح؟ أخذ نفس حزين وعاد له الماضى يتراقص بشجن فقال : _ أيوة احنا دلوقت ملناش غير بعض.. أبويا وأمى من واحنا صغيرين كان كل همهم يجمعو فلوس ..فلوس وبس علطول مسافرين الخليج وسابونا اولا لجدتى ولما جدتى توفت عمتى جوزها توفى ومكانتش بتخلف اخدتنا، وربتنا، شفنا فى حضنها الامغان ال افتقدناه فى أبونا وأمنا وربنا أراد وأبويا وأمى يتوفو فى حادثه طائرة وهما راجعين فى اجازة ....ومبقاش لينا غير عمتنا كانت دايما تقولنا نفسى اشفوك دكتور واخوك مهندس عملت المستحيل انها تحقق لينا ده بس الدنيا ،بردو حرمتنا منها اصيبت بسرطان الثدى وماتت وكانت وصيتها لينا أننا نحقق حلمها عشان كده اقسمت بينى وبين نفسى انى أعمل المستحيل عشان احققلها الحلم ده، أجلت كل حاجه أجلت الحب، والخطوبه والجواز, عشان أرد جميلها وتعبها معايا أنا واخويا وفعلا نجحت وساعدت سامح إنه ينجح هو كمان والحمد لله فضلى سنه وأتخرج وأول واحده حتفرح بيها هى .... .. .. فترة من ال**ت كان مازن يحاول أن يقاوم دمعاته فيها ثم قال بصوت خرج رغم عنه محشرج من فرط التأثر: __بس هي دي حكايتي. ذكرى الماضى تركت علامات الحزن على وجهه . لقد رأى نظرة اعجاب على وجه رقه ....التي قطعت ال**ت هذا وقالت : _ ربنا يرحمها ويجازيها عنكم خير يارب . مازن من قلبه : يارب.. تحمحم ثم تابع : على فكرة سامح حينزل صورتك فى جريده لعل حد من أهلك يتعرف عليكى عندك مانع _رقه .....لأ . صرخت بها فجأة ولا تعلم لماذا اهو القلق الخفي الذي يلاحقها ام خوفها من ماضيها الذي تجهل معالمه. مازن: مالك. رقة: مش عارفة قلبي اتقبض فجأة _ متخافيش قولي يارب ويلا اشربى العصير بقى علشان نروح للدكتور . وفى عياده الدكتور همس مازن في أذنها قبل أن تدخل على الطبيب: _ا حكى كل حاجه ومتخافيش. وأمام الطبيب وكان رجل خمسيني شعره أبيض كلية ومع ذلك وسيم .. جلست رقة وكان بادي على وجهها التوتر والقلق. ابتسم لها وقال بحنان أب: _ احنا حنوتر من أولها متخافيش. ظل يتحدث معاها وسألها أسئلة تعارف حتى نزع من قلبها التوتر بعد أن شعر أنها قد أطمأنت له قال: _شوفى أنا مش عايزك تقلقي خالص الحاله ال عندك دى نفسيه، بس ذاكرتك مش حترجعلك غير لما تتعرضى لمؤثرات تفكرك بالماضى ..يعنى تشوفى حد من أهلك تعرفيه زي ابوكى ...اخوكى .. أى حد من معارفك وال كانو محيطين بيكى .. أو تشوفى اعماكن عشتى فيها ...اغو يحصلك موقف مشابه لموقف عشتيه..ساعتها حتقدرى تستعيدى ذاكرتك ..وخطوة انك نزلتى صورتك ..دى خطوة كويسه . انتهت المقا**ه عند الطبيب وكانت على موعد معه إذا جد فى الغامور شئ جديد مازن سأل رقه: _هاه حاسه بايه بعد كلامك مع الدكتور ؟ _ ارتحت قوى وحسيت فيه غامل _ الحمد لله . في نفس اللحظة اتصل سامح به هاتفيا بعد أنا أجابه واغلق مع الخط قال لها: _ سامح بيقولي أنه نزل الصورة وعمل الإعلان وكتب فيه ارقام تليفوني وتليفونه كمان.. وإن ااصعلان حينزل بكرة . انقضى يومان منذ نزول الاغعلان .. بعدها رن هاتف مازن فأجاب: _ الو السلام عليكم ..ايوة يا افندم هو ده الرقم .. تغيرت نبرة مازن فجأة عندما نطق بانزعاج: _ ايييييييه .. فترة **ت وبعدها قال قال مازن المتصل: _اتفضل حضرتك ..بكرة ..اوكى حستنى حضرتك تشرف. وأغلق مازن الهاتف وقد سار وجهه أصفر والحزن احتل ملامحه، وكان يتفس بصعوبه رقه لاحظت تغيره بعد المكالمه سألته بانزعاج : _مازن فيه إيه مالك المكالمه دى غيرتك ليه كده؟! ظل مازن ينظر لها وكأنه يتشبع من ملامحها وقال بضيق: _ واحد اتصل بخصوص الإعلان وقال إنه يعرفك وحيجى بكرة عشان..عشان يشوفك . نظرت رقه لمازن بصدمه ولا تدري أتفرح وام تحزن ولكن شعرت بانقباضة تعتصر قلبها، وسار قلبها ينبض بضيق ولم تستطيع أن تتفوه ببنت شفة كل ما فعلته أنها جرت من أمامه وتركته ودخلت حجرتها وظلت تبكي . شعر سيطر عليه أنه لن يراها مرة أخرى بل سى يوسوس له ويقول أنها ضاعرقت من بين يده . اتصل بسامح وأخبره على الذي حدث وقال له انه لابد أن يكون موجود غدا حتى يحضر معه تلك المقابلة التي ستكون بعد المغرب ، وسؤال فرض نفسه على الجميع ترى من هذا الرجل؟ وما هي صلة قرابته برقة. مضت ساعات بطيئه وثقيله على كل من مازن ورقه . مازن طرق باب حجرتها وطلب منها ان تخرج ، لكي تتناول العشاء ود أن يجلس معها اكبر قدر ممكن قبل أن تتركه . خرجت رقه ..وبعد العشاء صنع مازن شاى وقال وهو يناولها إياه: _ممكن نقعد مع بعض شوية قبل ما تمشى وتسبينى..راى الدموع محبوسه فى عينيها قالت ولحن نبراتها الخوف : _انا خايفه يا مازن مش عارفه لييه مع انى المفروض أفرح لاني حشوف حد من اهلى ..مش عارفه إيه القلق ال جوايا ده وسببه إيه. كان هذا هو شعور مازن هو الآخر الخوف و القلق والتوتر..ولكنه مازن كمان كان يشعر نفس احساسها ولكنه كتم هذا الإحساس..حتى لا يخيفها ويزيد من توافرها قال بعد فترة **ت: _ممكن أسألك سؤال ؟ رقه :اتفضل سكت قليلا ثم قال : _ انتى بتحبينى ذى مابحبك ؟ استغربت سؤاله لأنها لم تكن تتوقعه . قامت من على الأريكة وظلت تفرك يديها وكانت في قمة الاحراج والخجل نظراته المعرفية إجابتها تزيد توترها واحتارت ماذا تقول له؟ نهض مازن بدوره..وقال : _ارجوكى متسكتيش جوابى بال انتى حاسه بيه . ورقه صامتة .. والإخراج يلجمها وقف مازن وقف حتى أصبح أمامها مباشرة، اقترب منها، رفع وجهها بيده وأجبرها على أن تنظر له..وقال بحب وأمل: _اتكلمى بتحبينى زى مابحبك حاسه بحبى ليكى ولا لأ ؟ إنها غارقة في بحر ال**وف وقلبها يدق ونبضاته أعلى من دقات الطبول إنها بالفعل تحبه ، وعلى يقين بحبه لها، أنها ترى فى عينيه خوفه من عدم مبادلتها له حبه أطرقت بوجهها حياء وهمست بمنتهى الحياء: _ أ أيوة لمعت عيون بالحب وقال لها: _ أيوة ايه؟ الحياء حجب صوتها فطاردها بإصرار: _ أيوة ايه عايز اسمعها ؟ همسه الحنون وعينيه التي تنطق بالحب وصوته المفعم بالعشق جعلها تشعر أنها تطير فى السماء ظل يلاحقها ويصر أن تنطقها حتى نجح واخيرا همست وقد ورد الحياء خديها: _ أيوة ب بحبك وجدته يجذبها لحضنه وكغانها بتلك الكلمه ردت له روحه من جديد. _ ياااااه أنا مش مصدق نفسي ، آه يا حبيبتى متعرفيش الكلمه دى عملت فيا ايه وحق الكلمه ال انتى قلتيها دى لعمل المستحيل عشان أسعدك،واحميكى من اى حد وطول ما انا جمبك مش عايزك تخافى ولا تزعلي. وشدد من ضمها إليه لحضنه وهو يتنفس عبير شعرها وكاغنه يتنفس ا**ير الحياه مازن، ورقه، وسامح جالسين على مقاعد الخوف والقلق.. ينتظرون ذلك الضيف واسئلة كثيرة تجلدهم: _ ترى من هو هذ ا الضيف؟ _ ما صلته برقه؟ وهل ستتعرفه عليه رقة بمجرد رؤيته ؟ أما سيكون نصابا واحد ممن يريدون التسلية؟ اسئله كثيرة تدور فى عقول الثلاثه تسحقهم بقوة وتزيد خوفهم وتوترهم وتبعث في نفوسهم الرهبة. لحضات ثقيله مرت كأنها اعوام.. وأخيراً جاءت اللحظه الحاسمه ورن جرس الباب يعلن وصول الضيف حتى أن تلقائيا ارتعش جسد رقة ..قربت مازن على يدها وهو يهمس: _ عايزك تهدي متخافيش ذهب سامح لكي يفتح الباب فاستوقفه مازن قائلا: _ استنى يا سامح . نظر لرقه وقال لها: _ادخلى انتي جوة واغول ما أندهلك تيجي. دخلت رقه فى **ت وذهب مازن ليفتح الباب. رأى شخص في منتهى الشياكه نظراته حادة قاسية قال لسامح بمجرد أن فتح الباب: _ مساء الخير. سامح : مساء النور الرجل وهو ينظر للبيت: مش ده منزل الأستاذ مازن . _ سامح : أيوة هو حضرتك. الرجل : أنا ال اتكلمت بخصوص الأعلام سامح وهو يشير له يوجهه صوب حجرة الجلوس: اهلا وسهلا بك يا افندم اتفضل. اقترب مازن منه ليستقبله وما إن رآه حتى انقبض قلبه ..وقال له: _اهلا يا افندم اتفضل الرجل: فين الأستاذ مازن شعر مازن بضيق شديد فى ص*ره نظرات هذا الرجل غير مريحة فقال له وهو يصافحه: _ انا دكتور مازن اتفضل. جلس الرجل في اقرب مقعد واجهه ولحظه **ت ثقيله جدا، قطعها الضيف الذى تكلم بغرور وقال: _ انا قريت الإعلان ال انتو منزلينو وشفت صورة (حلا) او رقه ذى مانتوا مسمينها . _ مازن ممكن نعرف حضرتك تبقالها ايه؟ وايه ال يثبتلنا انك تعرفها؟ تبسم الرجل بسخريه وثقة وصلت لحد الغرور وقال : _ أكيد انغا طبعا عامل حسابى على الأسئله دى. وأخرج الرجل من جيبه عدة غاوراق وصور واعغطاهم لمازن وقال: _ دى شهاده ميلادها.. وبطاقتها..وشهادتها فى المدارس ،وكليتها وصورها وقسيمه زواجها . مازن أصابه الفزع عندما رأى القسيمه كأنه اغصابه ماس كهربائى كأن أحد ض*به على رأسه بمطرقة من حديد . سامح قال بقلق وبعدم تصديق: _ بس احنا لحد دلوقت معرفناش حضرنك مين ؟ الرجل بغرور : أنا وليد الشهاوى ابن عم (حلا ) وجوزها شلل مؤقت أصاب مازن وسامح , وبالنسبه لمازن لو كانو قتلوه بالرصاص، لكان أرحم من هذه الكلمه الذى سمعها ...لو كانو قطعو من جسده قطعه.. قطعه لكان اهون..لو كانو القوا به فى صحراء وتركوه بلا ماء ولا طعام يواجه مصير مجهول لكان أرحم من هذه الكلمه _( مراته )..حبيبتى وروحى أنا تبقى مرات الراجل ده ..اذاى ؟! كان هذا ما يهزي به عقله الذي كان على وشك الجنون..وقلبه الذي تصدع. ظلت الكلمه تصرخ بداخله لتجلده أكثر كل هذا ورقه..او حلا ..التي كانت تسمع الحوار ولم تكن صدمتها أقل منهما، وقطع الرجل زهولهم و**تهم وصدمتهم وقال: _ ممكن بقى أشوف مراتى . وقبل أن يتحرك سامح ليناديها جاءت(حلا) ثم وقفت امام هذا الرجل لترى من هذا الذى جاء ليعيدها إلى عالمها القديم ..العالم الذي محي من رأسها ولم تذكر منه شئ. وعندما رأته ..هجمت على رأسها صور كثيرة ..صور مبهمه غير واضحه تزاحمت على عقلها دفعة واحدة، لم تتبينها ..كانت واحدة صورا ولقطات مشوشة..جعلت عقلها في دوامة الحيرة يحاول أن يتذكر ويترجم تلك المشاهد..ولم فشل، انهارت هي ثم وقعت مغشيه عليها. صرخت كل من مازن..وسامح بصوت منزعج: _رقه ..مالك والرجل بتمثيل اللهفه: _حلا مراتى ..حبيبتى. يا ترى ايه ال حصل لحلا شوفو الجمال ده قال الملحدون لأبي حنيفة: في أي سنة وجد ربك ؟ قال: الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده .. قال لهم أبو حنيفة : ماذا قبل الأربعة ؟؟ قالوا : ثلاثة .. قال لهم :ماذا قبل الثلاثة ؟ قالوا : إثنان .. قال لهم : ماذا قبل الإثنين ؟ قالوا : واحد .. قال لهم : وما قبل الواحد ؟ قالوا : لا شئ قبله .. قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي .. لا شئ قبله، فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله ! إنه قديم لا أول لوجوده. قالوا: في أي جهة يتجه ربك ؟؟ قال: لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟ قالوا : في كل مكان .. قال: إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض؟! قالوا: عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟؟ فقال: هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟ قالوا: جلسنا .. قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟ قالوا: لا. قال: هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟ قالوا: نعم. قال: ما الذي غيره ؟ قالوا : خروج روحه. قال: أخرجت روحه ؟ قالوا : نعم. قال: صفوا لي هذه الروح ، هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟؟ قالوا: لا نعرف شيئا عنها !! قال: إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنها فكيف تريدون مني أن أصف لكم الذات الإلهية !! فبهت الذي كفر. بكرة حنعرفةاكيد #هذا_الحبيب « 255» السيرة النبوية العطرة (( ضمام بن ثعلبة ممثّل وفد بني سعد بن بكر )) ________ من الوفود المباركة التي قدمت المدينة وفد {{ بني سعد بن بكر }} أحد بطون هوازن، وكان هذا الوفد مكونا من رجل واحد فقط وهو {{ ضمام بن ثعلبة }} ، و لم يكن ضمام سيد قومه ، ولكن كان من عقلاء القوم وحكمائهم فوقع الخيار عليه وذلك لثقتهم فيه وفي رأيه ، فكان خير وفد وخير وافد ، وكفى قومه هذه المهمة . بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدًا إلى رسول الله، فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثمّ عقله، ثمّ دخل المسجد والنبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - مُتَّكِئٌ بيْنَ أصحابه [[ يعني " مكوّع " بلغة اليوم ]]، وكلمة " مكوّع " تعبير خاطئ قياسا للمعنى الحقيقي للكلمة في اللغة العربية ؛ فالكوع الذي يعرفه الناس اليوم لا يُسمّى في اللغة بالكوع ، بل هو مرفق بنص القرآن الكريم : {{ . . . وأيد*كم إلى المرافق }} ، و نرى إذا أراد الناس أن يذموا شخصا في سوء الفهم قالوا : (( فلان لا يعرف كوعه من بوعه )) أتعرفون أين الكوع ؟؟ الكوع هو العظم الذي يلي أبهام اليد ، والبوع عظم يلي إبهام القدم ، ومعنى المثل : [[ فلان ما بيعرف ايده من رجله ، ويتخبط بقراراته تخبط عشوائي مثل البعض اليوم ]] . وكان ضمام رجلاً جلدًا أشعر ذا غريرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله: " أنا ابن عبد المطلب". قال: محمد؟ قال: "نعم". [[ ودائما الشخصيات المشهورة تحاول أن تبتعد عن الناس، لأنها تعلم أنها اذا خالطت الناس فسيرون عيوبهم وستسقط الهالة التي حولهم، أما الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم منه التواضع و الألفة ؛ فهو شديد الاختلاط بأصحابه، وكلما خالط أصحابه كلما ازدادوا له حبا، وكلما ازداد هيبة في قلوبهم، وإجلالا في أعينهم ]] فقال ضمام : يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومغلظ في المسألة، فلا تجدن في نفسك ،[[ يعني لا تغضب مني وتحزن لقولي ]] . فقال – عليه الصلاة و السلام - : " لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك". فقالَ ضمام : أسْأَلُكَ برَبِّكَ ورَبِّ مَن قَبْلَكَ، آللَّهُ أرْسَلَكَ إلى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فقالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نُصَلِّيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ في اليَومِ واللَّيْلَةِ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ . قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ نَصُومَ هذا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، آللَّهُ أمَرَكَ أنْ تَأْخُذَ هذِه الصَّدَقَةَ مِن أغْنِيائِنا فَتَقْسِمَها علَى فُقَرائِنا؟ فقالَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - : اللَّهُمَّ نَعَمْ. فقالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بما جِئْتَ به، وأنا رَسولُ مَن ورائِي مِن قَوْمِي، وأنا ضِمامُ بنُ ثَعْلَبَةَ أخُو بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ. فقال رسول الله حين ولّى ضمام : " إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة " ، أي إن طبّق تعاليم الإسلام هذا الرجل صاحب الخصلتين الملتويتين من الشعر فهو من أهل الجنة ، وهذه بشارة لكل من طبق أركان الإسلام بصدق و طمأنينة اعتقادٍ بالله تعالى . بعدها أتى ضمام إلى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه ، فكان أوَّل ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى! قالوا: مه يا ضمام، [[ يعني على مهلك لا تستعجل ]] ، اتَّقِ البرص والجذام ، اتَّقِ الجنون . [[ يعني احذر أن تصاب بهذه الأمراض لأنك تشتم الآلهة ،هكذا كانوا يعتقدون أن من شتم الآلهة ابتلي بالجذام والبرص والجنون ، هم على جاهلية واليوم بعض المسلمين تراهم إذا غضبوا يسبون الذات الإلهية في الطرقات وعلى مسمع الناس !! ]] قال: ويلكم! إنَّهما والله لا يضرَّان ولا ينفعان، إنَّ الله قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مَّما كنتم فيه، وإنِّي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلمًا. وهذا درس لنا نتعلم فيه أنّ العبرة ليست في الكثرة ، فشخص واحد غيّر واقع قبيلة لأنه صادق في نيّته ، كذلك نتعلم القوة في قول الحق وأنّ ديننا دعوة إلى الله وليس فقط عبادة . اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم . إلى اللقاء في فصل مشوق سهير عدلي احبكم في الله حتوحشوني
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD