الفصل الخامس (5)

2639 Words
الحلقه التاسعه حملها مازن وادخلها حجرته وقال بلهفه: _سامح بسرعة اتصل بدكتور ماجد سامح بحماس حاضر. جاء الدكتور وأعطاها حقنه منشطه والثلاثه فى الخارج ،منهم من يتمزق من الخوف ومنهم من يأكله القلق ،ومنهم من يدعو فى سره أن تموت ويستريح منها..خرج الطبيب وقال: _ هى دلوقت كويسه بس يستحسن إنها تستريح يومين . تكلم وليد وقال: _ أنا لازم أخد مراتى وامشى تستريح فى بيتها. قال مازن وكاد أن يهجم عليه: _ أظن يا حضرت الدكتور قال إنها المفروض تستريح اذاى حتاخدها وهى تعبانه كده . قال سامح أيضاً: _ يا استاذ المفروض تكون أكتر واحد خايف عليها .. وتسيبها اليومين دول لحد ما تسترد صحتها وتقدر تمشي معاك. كتم وليد غضبه وتماسك حتى لا يثير شكوكهم فهتف مضطر : _ماشى حستنه اليومين دول واجى اخدها ..سلام. وانصرف وهم يتمنون ألا يرجع مرة اخرى. مازن سأل الطبيب عن حالة رقة: _ايه دكتور ال حصلها ده؟ الطبيب: ده حصلها لأن عقلها اصطدم بصور الماضى ..وهى لما شافت صورة زوجها والكلمه دى كانت كأنها سكينة غرزت فى ص*ر مازن وأكمل الدكتور وقال: _رجعتلها جزء من الذاكرة يعنى تقريبا قربت تفتكر ولو راحت بيتها ورجعت شافت كل مكان عاشت فيه ,واحده.. وحده حتتذكر كل شئ . شرد مازن لدرجة أنه لم يشعر بخروج الطبيب. _ مازن ..مازن نادى سامح مازن الذي كان شاردا فانتبه له قائلا: هه سامح: هه ايه مالك سرحان في إيه.. وححتعمل ايه؟ _ مش عارف؟ قالها مازن وهو متوجه صوب حجرة حلا طرق الباب ودخل وجدتها دافنة وجهها بين ذراعيها وهى نائمه فى وضع الجنين وتبكى بهستريه .. شعر أن قلبه يتمزف عليها جلس بجوارها ونادها بهمس: _ رقه بصيلى. ولكي يخفف عنها همس : _ ولا اقولك يا حلا اسم يليق عليكى تصدقى راح عن بالى اذاى ده . اعتدلت حلا وجدت نفسها ترتمي فى حضنه...فظلت تبكى أكثر وهى تقول بترجي: _مازن متسبهوش ياخدنى ..مش عايزة اروح معاه... انا خايفه منه مش عارفه ليه.. أول ما شفته قلبي اتقبض، مش متخيلة اكون مراة الراجل ده، مش حستحمل اروح معاه ..متسبنيش يا مازن عشان خاطري ..لو بتحبني صحيح خليه يطلقني ويسبني في حالي . وذاد بكائها ومازن يضمها لص*ره ويمسح على شعرها ليطمئنها وحديثها يفتت قلبه قال لها بحب وحنيه : _حبيبتى اهدى عشان خاطرى,بطلي عياط باحات وبصيلي ..ثم أبعدها عن حضنه بخفه ويسألها : _ حلا انتى افتكرتى حاجه ؟ حلا : لا مش فاكرة حاجه , بس انا حاسة إن وشه مش غريب عليا حاسه، انى شفته قبل كده اول ما شفته صور كده عدت فى دماغى بس مش عارفه ايه هى..مش فاكرة حاجه مش فاكرة خالص . مازن وهو يمسح دموعها وحاوط وجهها بين ايديه وقد قال بثقه: _ حلا بصي واسمعينى كويس ، أنا مش عايزك تخافى فاهمه ،انا معاكى ومش حاسيبك .. انتى لازم تروحى معاه عشان ترجعلك ذاكرتك تعرفى انتى مين؟ وحياتك عامله إذاى وأنا جمبك ياحلا جمبك يا حبيبتى مش حسيبك والله والله مش حسيبك اوووعدك .. وضمها الى حضنه فطمأنت لكلامه وحست بالأمان حتى انها نامت فى حضنه، جعلها تستريح على الوسادة دثرها وقبلها من جبينها وتركها لكي تستريح. في الخارج كان سامح قلقا للغاية وما إن رأى مازن خارج من حجرة حلا حتى ركض إليه وسأله بلهفة _ مازن حلا عامله ايه دلوقت؟ مازن بحزن: حلا قلبها مقبوض من الراجل ده فضلت تعيط وتقولي متسبهوش ياخدني وتترجاني لحد ما تعبت ونامت . سامح: حتعمل إيه مع الراجل ده شكله ميطمنش ومش مستريحله؟؛ مازن: ولا أنا مر هذان اليومين سريعاً وقد عاد وليد لكي يأخد حلا ، فقال وليد بغرور وغضب مكتوم: _ ممكن بقى نخلص الليلة دى وتنده المدام علشان نمشى . قال سامح بغيظ من طريقته: اهدى يا أستاذ هى بتحضر نفسها . مازن : ممكن حضرتك تقعد وتهدى لأن فى كلمتين لازم نقولهم. قال وليد بنفاذ صبر : _ اتفضل هات ال عندك . مازن بثبات: ممكن أعرف بس أذاى افتكرتهوها ماتت واذاى طلعتوا شهادة وفاة ؟ هتف وليد بارتباك وهو يتظاهر بالثبات : _هه.. آه ..ك ك..كانت سايقه العربيه وعملت حادثه , ولما الدكتور كشف عليها قال انها ماتت من الخضه بس وووطلعلها شهاده وفاه . تبادل مازن مع سامح نظرات تعجب وغير مقتنعين بحديثه والاثنين شعروا أن هذا الرجل يكذب بل شعروا أنه يخفي شئ خطير. خرجت حلا ونظرت لمازن برجاء نظرات استغاثة تطلب منه انه لا يتركها ، ود لو يخ*فها ويخبئها بعيدا عن هذا الرجل ، فأطرق برأسه بعيدا عنه في قلة حيله..جذبها وليد من يديها وكأنه سحب روح مازن معاه وبعد انصرفهما ظل يهشم محتويات الحجرة في غيظ فأمسكه سامح من ذراعيه وهتف : _اهدى يا مازن متعملش في نفسك كده أهدى . صرخ مازن بوجه محتقن: مش قادر يا سامح مش قادر اشوفها بياخدها من قدامي وعنيها بتترجاني اني مسبهوش ياخدها وأنا مش قادر أعمل حاجة..أنا خايف عليها يا سامح خايف خايف قوووي. حاسس انها في خطر. سامح: أنت لازم تهدى يا مازن عشان نفكر أحنا حنعمل إيه، لكن غضبك وت**يرك للشقة ده مش حل ومش حيخلينا نعرف نتصرف . جلس مازن وكان وجهه محتقن يحاول أن يسيطر على غضبه ولكن كان يشعر أن بداخله نارا لا تنطفئ، نارا تأكل قلبه ولكن قال لنفسها : _ سامح عنده حق لازم أهدى عشان اعرف اتصرف. ثم تابع بوعيد: _يا ويلك مني يا وليد الكلاب وديني لو مستها لحوريك ال عمرك ما شفته. يا ترى ايه ال حيحصل. في اليوم التالي على رحيل حلا فوجئ مازن وسامح بشخص يطرق بابهم ويريد مقابلتهم بشأن حلت.. فنظرا لبعضهم البعض باستغراب ، حتى أن مازن هتف بعصبيه: _ أنت مين وعايز رقه ليه وتقربلها ايه؟ الشخص: يا بنى اهدى شويه أن ابقى عمك طه أنا ال مربى الست حلا قال سامح : أيوة بس جوزه جه واخدها تقدر تروح وتشوفها هناك . صرخ عم طه بفزع وانزعاج: _اييييييييييه؟ ليه يبنى تخليه ياخدها ليه تدهالوا..ده هو ال قتلها. صرخ مازن وهو يهز الرجل من أكتافه وقال بانزعاج : _ يعنى ايه ؟و قتلها اذاى؟ ...متفهمنى وكان عايز يقتلها ليه ؟ سامح وهو يخلص الرجل من يد أخيه : _ اهدى يا مازن مش كده ده راجل كبيير .. ونظر للرجل وقال له بهدوء وأسف : _معلش اعذره يا عم طه أصله قلقان على حلا اتفضل استريح وفاهمنا بالراحه كده ايه الحكاية؟ وأجلسه وذهب لكي يأتي لهما بالمشروبات. وراح عم طه يحكى ما يعرفه: _ أنا يا بنى شغال من زمان عند يوسف بيه والد الست حلا..ومحمود اخو الأستاذ يوسف وشريكه فى كل حاجه ..وليد ابنه الوحيد مدلعه اوووى ومكانش يرفضله طلب وليد اتعرف على واحد نصاب اقنعه بمشروع حيربح منه كتييير اوى وليد عرض المشروع على عمه بس الأستاذ يوسف قاله أنه ده مشروع خسران، لكن وليد مقتنعش وفضل يوسوس لأبوه ال هو محمود بيه عشان ينفصل عن عمه وياخد نصيبه وينفذوا هما المشروع، وفعلا الأستاذ يوسف اشترى نصيب أخوه، وعمل وليد بيه المشروع وذى متوقع الأستاذ يوسف المشروع فشل والنتيجه إن محمود بيه ابو الاستاذ وليد راح فيها لانه مستحملش الصدمة..وليد بعد ما خسر كل حاجه اضطر يشتغل عند عمه موظف، لكن متقبلش الوضع كان صعب عليه بعد ما كان مالك للشركه ومن أصحابها فى يوم وليله يبقي ذيه ذى أى موظف ..ويظهر كان راسم خطه عشان ياخد ثروة عمه ويتجوز حلا بعد شهر مات الأستاذ يوسف بسكته قلبيه ..بالصدفه سمعت وليد وهو بيتكلم فى التليفون، كان بيتفق مع واحد انه يقتل الست حلا ذى ما قتل عمه يوسف كانت صدمه ليه ومكنتش عارف اتصرف اذاى وليد فضل يدحلب على الست حلا لغايه ما اقنعها انها تتجوزه ..وفعلا اتجوزها علشان بعد ما يقتلها يورثها وكمان ياخد بوليصه التامين ال الاستاذ يوسف كان عاملها على حياتها..فضلت مراقب وليد لحد ما قدرت أعرف الشخص ال اتفق معاه وال كان حيقتل الست حلا، رحتله وعرفت أنه ديته كانت الفلوس ،عرضت عليه أربع اضعاف المبلغ ال كان حيدهولوه وليد لو نفذ ال قاله عليه ،والحمد لله وافق كان وليد متفق معاه ان فى يوم عيد ميلادها الراجل ده حيدخل بالليل ويديها حقنه تموتها عشان لما الطبيب الشرعى يكشف عليها يعرف إنها ماتت بالسكته القلبيه ،وده بالظبط ال عمله مع الأستاذ يوسف الله يرحمه . عم طه ابتلع ريقه وأكمل بس وكنت أنا مجهز حقنه بنج يدهلها بدال الحقنه ال حتموتها دى وكمان عملنالها شهاده وفاه مزوره ودخلت اللعبه على وليد ومشكش فى حاجه ،ورحنا عشان ندفن الست حلا وأنا كنت الصبح حاروح أخرجها من القبر وأخدها عندى لغايه منشوف حل مع وليد ده وفعلا رحت الصبح ودخلت القبر بس ملقتهاش ،عرفت انث التربى معندهوش ضمير بينبش القبور وبي**ق الجثث وهى طاظه ويبعها للطلبه فى كليه الطب ،حاولت أعرف باعها لمين بس فص وملح وداب ،لغايه ما بالصدفه شفت الإعلان وفرحت انها بخير. اخذ نفس عميق مملوؤ بالحزن وأكمل وقال: _ بس هي دى كل الحكايه يا بنى. وكأن مازن وسامح أصابهم الخرس لم يستطيعوا أن يستوعبا ما سمعته حتى أن سامح هتفت اخيرا بأسف: _ هو فيه ناس كده ايه الدنيا دى ..ايه الصراع وقتل وظلم وعشان ايييه الفلوس هو احنا في غابة. وقطع الزهول مازن الذي قال بمنتهى العصبيه والتوتر: _ يعنى اييه ؟انا سلمتها بنفسى للموت تاني وأنا عمال اقولها أنا حميتك وأمانك ،يعنى ضاعت منى خلاص .....لأ ..لأ ...لأ ..لأ أنا لازم الحقها . وانصرف بحركة حادة.. وسامح ينادي عليه: _ استنى يا مازن ....لما نفكر ونشوف حنعمل اييه .. مازن: فكرو انتو أنا مش حستنى دقيقه واحده.. مش حستنى لما اشوفها مقتولة وأنا مش قادر أعمل حاجة. سامح: يا مازن استنى بس ومتبقاش متهور. ولكن مازن واصل سيره ولم يجيبه. ***** أما حلا قد وجدت نفسها فى فيلا وليد ظلت تتأمل كل ركن من الفيلا وهي تشعر انها رأت ذلك المكان قبل ذلك، قطع وليد تأملاتها فقد جذبها عنوة وبقسوة نحو حجرة نومه وقال لها بغل وحقد: _ انتى ايه ذى القطط بسبع ارواح ،كل ال أنا عملته يضيع هدر كده ،بس لااااأ انتى لازم تختفى من الوجود تاني ،فاهمه الفلوس دى كلها من حقى أنا وانتي مش حتطولي منها ولا مليم. ارتعشت حلا من صوته وخفق قلبها غير مستوعبه ما تسمعه فهتفت بخوف: _ أ إنت عايز منى إيه؟ وبتعمل كده ليه ؟؟ اقترب منها وامسك ذراعها بعنف وصرخ فيها بصوت مخيف: _ مش عارفه بعمل كده ليه؟ لأنك مغرورة مش أنا ال واحده زيك ترفضنى ، أنا اقنعتك اثن ابوكى هو ال وصى انك تتجوزينى عشان توافقي تنفذي وصيته، وانتى طبعا وافقتى عشان بتحبيه، بس لازم تعرفى انى انا ال موتهولك وموتك انتى كمان بس معرفش رجعتى للحياه ازاي؟ بس ورحمه ابويه لاخليكى تركعى وتبوسى رجلى علشان ارحمك؟ حلا بدمووووع وصريخ وخوف: _ أنت حيوان ..حيوان .. أنت مش راجل اصلا . صفعة قوية نزلت على خدها وتلتها صفعات انتقامية صرخ فيها بعصبيه : _انا حوريكى اذا كنت راجل ولا لأ . هجم عليها ومزق ملابسها وظل يض*بها بوحشية وعنف ثم اعتدى اعتدى عليها كالثور. وحلا تصرخ وتصرخ وتستغيث: _ اااااااااااه سبنى ..ابعد عنى يا حيوان ..اااه مااااااازن الحقنى يا مازن ..ولكنها لم تحتمل هجومه الكاسح وغابت عن الوعى . قام وليد عنها وهو يلهث ، يمسح عرقه بكم قميصه وهو يبتسم بشماته وانتصار ثم نادى على الحارس وقال له ..هات الحقنه يا بنى الحارس: أمرك يا باشا وأعطاها وليد الحقنه وهى غائبه عن الوعى وبنظرة شيطانيه هتف: _ اهى الحقنه دى بقى هى ال حتخليكى مذلوله تحت رجليا.. إن موريتك ايام سودة ..ومازن حبيب القلب ده حوصيلك عليه بالجامد قوي ..اصبروا عليا يا كلاب خرج بعد أن أمر الحارس أن يقف على حجرتها ولا يجعلها تخرج نهائى..واوصاه أن يعطيها الحقنة باستمرار حتى تصير مدمنة في اقرب وقت ممكن. مسكينة حلا يا ترى مازن حيعرف ينقذها قصة حلوة ياريت تقروها #قــــــــــوم_لوط. ✍ كانت بنت لوط تأخذ الماء من النهر على اطراف المدينه فجاءتها الملائكه عل صورة بشر ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﻳﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ .. ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ؟ ﻗﺎﻟﺖ ‏[ ﻭﻫﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﻗﻮﻣﻬﺎ ‏] : ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺑﻲ ﻭﺁﺗﻴﻜﻢ .. ﺃﺳﺮﻋﺖ ﻧﺤﻮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ . ﻓﻬﺮﻉ ﻟﻮﻁ ﻳﺠﺮﻱ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ . ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺣﺘﻰ ‏( ﺳِﻲﺀَ ﺑِﻬِﻢْ ﻭَﺿَﺎﻕَ ﺑِﻬِﻢْ ﺫَﺭْﻋًﺎ ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻫَـﺬَﺍ ﻳَﻮْﻡٌ ﻋَﺼِﻴﺐٌ ‏) ﺳﺄﻟﻬﻢ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ؟ .. ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻭﺟﻬﺘﻬﻢ؟ .. ﻓﺼﻤﺘﻮﺍ ﻋﻦ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ . ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻔﻬﻢ .. ﺍﺳﺘﺤﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺳﺎﺭ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺧﺒﺚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻗﺎﻝ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻟﻴﺼﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻏﻀﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻳﻠﻮﻱ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻘﺴﺮﻩ ﻗﺴﺮﺍ ﻭﻳﻤﻀﻲ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ - ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺧﺒﺜﺎﺀ .. ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺨﺰﻭﻥ ﺿﻴﻮﻓﻬﻢ .. ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﺠﺮﻱ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ .. ﺻﺮﻑ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺣﺮﺍﺟﻬﻢ، ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺇﺧﻼﻝ ﺑﻜﺮﻡ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ .. ﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ، ﺩﻭﻥ ﻧﺰﻭﻝ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ . ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﺻﺤﺐ ﻟﻮﻁ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺣﺪ .. ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮﻩ . ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮ .. ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢ . ﻭﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻟﻪ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ .. ﺗﺴﺎﺀﻝ ﻟﻮﻁ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ : ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ؟ .. ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻮﻁ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺄﻣﻞ ﺃﺧﻴﺮ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﻮﻋﻈﻬﻢ : ‏( ﻫَـﺆُﻻﺀ ﺑَﻨَﺎﺗِﻲ ﻫُﻦَّ ﺃَﻃْﻬَﺮُ ﻟَﻜُﻢْ ‏) .. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ - ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ - ﻫﻦ ﺃﻃﻬﺮ .. ﻓﻬﻦ ﻳﻠﺒﻴﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ - ﺟﻞّ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ - ﻗﺪ ﻫﻴّﺌﻬﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ . ‏( ﻓَﺎﺗَّﻘُﻮﺍْ ﺍﻟﻠّﻪَ ‏) .. ﻳﻠﻤﺲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻤﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ .. ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻳﺮﻯ .. ﻭﻳﻐﻀﺐ ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﻭﺃﺟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﻏﻀﺒﻪ . ‏( ﻭَﻻَ ﺗُﺨْﺰُﻭﻥِ ﻓِﻲ ﺿَﻴْﻔِﻲ ‏) .. ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟِﻠَﻤْﺲ ﻧﺨﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ . ﻭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻻ ﻓﻀﺤﻪ . ‏( ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﻣِﻨﻜُﻢْ ﺭَﺟُﻞٌ ﺭَّﺷِﻴﺪٌ ‏) .. ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﻗﻞ؟ .. ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻭﻧﻪ - ﻟﻮ ﺗﺤﻘﻖ - ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﺗﻠﻤﺲ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ، ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪ ﺍﻟﻤﻴﺖ، ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻷﺣﻤﻖ .. ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻔﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ . ﺃﺣﺲ ﻟﻮﻁ ﺑﻀﻌﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﻧﺎﺯﺡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮﺓ ﺗﺤﻤﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻭﻻﺩ ﺫﻛﻮﺭ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻪ .. ﺩﺧﻞ ﻟﻮﻁ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﻬﻢ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ ﻫﺎﺩﺋﻴﻦ ﺻﺎﻣﺘﻴﻦ .. ﻓﺪﻫﺶ ﻟﻮﻁ ﻣﻦ ﻫﺪﻭﺋﻬﻢ .. ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻭﺻﺮﺥ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺄﺱ ﺧﺎﻧﻖ : ‏( ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﻟِﻲ ﺑِﻜُﻢْ ﻗُﻮَّﺓً ﺃَﻭْ ﺁﻭِﻱ ﺇِﻟَﻰ ﺭُﻛْﻦٍ ﺷَﺪِﻳﺪٍ ‏) ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻗﻮﺓ ﺗﺼﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺿﻴﻔﻪ .. ﻭﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻪ ﻭﻛﺮﺑﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ .. ﺭﻛﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ : " ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻁ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ ." ﻫﻼﻙ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺫﺭﻭﺗﻪ .. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ .. ﺗﺤﺮﻙ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﻭﻧﻬﻀﻮﺍ ﻓﺠﺄﺓ .. ﺃﻓﻬﻤﻮﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻛﻦ ﺷﺪﻳﺪ .. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻻ ﺗﺠﺰﻉ ﻳﺎ ﻟﻮﻁ ﻭﻻ ﺗﺨﻒ .. ﻧﺤﻦ ﻣﻼﺋﻜﺔ .. ﻭﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻔﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ . ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻁ ﻭﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﺨﺮﺝ .. ﺳﻴﺴﻤﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎ ﻣﺮﻭﻋﺔ ﺗﺰﻟﺰﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ .. ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ .. ﻛﻲ ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ .. ﺃﻱ ﻋﺬﺍﺏ ﻫﺬﺍ؟ .. ﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻏﺮﻳﺐ، ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻮﻗﻮﻋﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺀ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺃﻓﻬﻤﻮﻩ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ .. ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻭﺳﺘﻠﺘﻔﺖ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ . ﺳﺄﻝ ﻟﻮﻁ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ : ﺃﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻬﻢ ﺍﻵﻥ .. ﺃﻧﺒﺌﻮﻩ ﺃﻥ ﻣﻮﻋﺪﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺒﺢ .. ‏( ﺃَﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﺼُّﺒْﺢُ ﺑِﻘَﺮِﻳﺐٍ ‏) ؟ ﺧﺮﺝ ﻟﻮﻁ ﻣﻊ ﺑﻨﺎته .. ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻏﺬﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺮ .. ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺼﺒﺢ .. ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻁ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ .. ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺍﻗﺘﻠﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺑﻄﺮﻑ ﺟﻨﺎﺣﻪ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ .. ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺩﻳﻜﺘﻬﻢ ﻭﻧﺒﺎﺡ ﻛﻼﺑﻬﻢ، ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻫﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﻤﻄﺮﻫﻢ ﺑﺤﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ .. ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻳﺘﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ، ﻭﻣﻌﻠﻤﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻣﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻳﻤﻄﺮﻫﻢ .. ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﺗﻤﺎﻣﺎ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﺪ .. ﻧﻜﺴﺖ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﺎ، ﻭﻏﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻫﻠﻚ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻭﻣﺤﻴﺖ ﻣﺪﻧﻬﻢ . ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻁ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺮﻭﻋﺔ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺫﺭ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺧﻠﻔﻪ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ .. ﺗﻬﺮﺃ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﺗﻔﺘﺖ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﻮﺩ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺇﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺴﺒﻊ .. ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ .. ﻣﺎﺅﻫﺎ ﺃﺟﺎﺝ .. ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ .. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺻﺨﻮﺭ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺫﺍﺋﺒﺔ .. ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻬﺒﺎ ﻣﺸﻌﻠﺔ . ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎﺳﻢ " ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﻴﺖ " ﻓﻲ الأردن .. ﻫﻲ ﻣﺪﻥ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﺍﻧﻄﻮﺕ ﺻﻔﺤﺔ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ .. ﺍﻧﻤﺤﺖ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ .. ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ .. ﻭﻃﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .. ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻟﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .. ﺯﺍﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﺄ ﻗﻮﻣﻪ .. ﻭﺃﺩﻫﺸﻪ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ .. ﻭﻣﻀﻰ ﻟﻮﻁ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺍﻷﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﻨﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻣﻀﻰ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻳﻨﺸﺮﺍﻥ التوحيد ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. إلى اللقاء سهير عدلي الشهيرة بسهير على
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD