بعثت من جديد
ما إن فاقت حلا حتى وجدت نفسها ، فى وضع يرثى له ملابسها ممزقة شعرها أشعث، خدوش وجروح على جسدها ،لملمت نفسها بصعوبه وأخذت تبكى.. وتبكى شعرت بصداع فأمسكت رأسها بين يديها ، لقد تذكرت كل شئ لقد عادت لها الذاكرة، تذكرت ماضيها كله، عرفت هى من تذكرت وليد ورغبته في الزواج منها وكم كانت هي ترفضه بإصرار ، تذكرت والدها وكيف كان يدللها وكم كان حنون عليها ، تذكرت كيف كانت حالتها سيئة عندما مات والدها ماتت عندما مات أغلى انسان عندها فى الوجود..لقد قبلت الزواج من شخص لا تطيقه لأنه أوهمها أن والدها قد وصى بالزواج منه.. تذكرت ليله زفافها والتي كانت اشبه بليلة ا****ب ، مثل ما حدث معها منذ قليل وظلت الذكريات تتوالى على عقلها شعرت أن عقلها يكاد ينفجر .
همست تحدث ربها وتناجيه :
_ يارب أعمل إيه .. يارب إذاى اخلص من الحيوان ده ، ده الحيوان ارحم منه .. يارب خلصنى منه يارب بقي .. ابعتلى
نجده من عندك .. يارب انا ضعيفه مش قادره استحمل ال انا فيه ، حفضل لحد امتى تحت رحمته .
أغرقت الدموع عينيها كأنها سيل لا ينقطع .. وتتساءل بيأس:
_ يا ترى حيجى الف*ج حيجي يوم واخلص منه وابقى حرة، ولا حفضل مزلولة ليه طول عمري ؟
وظلت تهتف برجاء و تقول :
_يارب ..يارب.. يارب .
وأتى على بالها مازن حبيبها الذى وجده معه الحب والأمان وعاشت في بيته أجمل أيام حياتها، تمنت لو لم ينزل صورتها في الجرائد حتى يعثر على أهلها.. تمنت لو ظلت هكذا فاقدة للذاكرة طوال حياتها يا ليتها ما تذكرت ماضيها ولا تذكرت شئ عن حياتها السابقة:
_ ظلت تبكي وتنادي باستغاثة:
_ آه .. آه يا ربى تعالى يا مازن خدنى تعالى يا حبيبي .
وفجأه وجدت آلام غريبة تغزو جسدها فتهف :
_ إيه الآلم ال في جسمي ده.. جسمي كل م**ر وكأنه حد بيض*به
وجدت الالام تزيد مع الوقت وتتضاعف تض*ب جسدها بقوة حتى إنها من فرط قوتها صرخت :
_ ااا ااه .. ا ا اه الحقونى .. الحقونى ، أنا بموت.
كانت تمزق جسدها بيديها وتحك ذراعيها وتنهشهما حتى توقف تلك الآلام ولكن الآلام أكبر من احتمالها وواصلت الصراخ والاستغاثة حتى سمع الحارس صراخها .. أخرج طلع هاتفه واتصل ب وليد وقال له:
_ ايوة يا باشا المدام بتصرخ يظهر إنها بدأت تحس باعرض الحقنة.
وليد لا ابتسامة تشفي: حلو اديها الجرعة التانية.
الحارس : حاضر يا باشا تحت أمرك.
ودخل حجرتها وكان معه الحقنه .. رأت حلا الحقنه دب في قلبها الخوف فسألته بقلق :
_ إيه أنت..أنت عايز إيه وايه الحقنه دى ؟!
الحارس وهو يضحك ضحكه مليئة بالشر والخلق :
_دى حقنه حتفرفشك اوى متخافيش ومسك ذراعها بالقوة واعطاها الحقنه .. وحلا تصرخ :
_ ا ا ا ا ا ا ا ه .. حرام عليكم انتو بتعملو فيا كده ليه سبونى بقى .. وظلتةتبكيىوتستغيث ولكن لا أحد يستمع لها .
العجيب أن الحقنه ضيعت كل الآلام التي كانت تشعر بها والغاغرب أنها نامت على الفور.
استطاع مازن أن يعرف عنوان وليد ذهب لكي يتفقد أحوال حلا.
ظل يطرق باب الفيلا بهستريه وينادى بأعلى صوته :
_ حلا .. حلا ا ا ا ا ا ا ..حلاا ا ا ا ا ا ا ..حلا انا جيتلك اهو متخافيش ياحبيبتى ..افتحووووووووو ، افتح يا وليد الزفت والله ليكون موتك على ايدى انزل يا جبان ورينى نفسك ..حلاا ا ا ا انزلى .
وجد الباب يتفتح من تلقاء نفسه ودخل يبحث عن حلا وظل ينادي عليها ..ولكن فجأة وظهر له أربع من حراس وليد .. ضخام الجثه عريضوا المكنبين ..حوطوه ..وقد كان وليد متوقع مجيئه .. ظلوا يض*بوه بعنف ثم حملوه و ألقوا به خارج الفيلا ووليد كان ينظر إليه و يضحك بشماته وشر ليس لهما مثيل.
كان سامح يتبع مازن أراد أن يلحق به حتى لا يتهور، ولكنه وصل متأخر فوجد أخيه مرمى على الأرض أمام الفيلا بين الحياه والموت ، رفعه وهو يهتف بانزعاج :
مازن رد عليا أنت كويس.
ولكن مازن كان ينازع وفي شبه غيبوبة..حمله سامح وذهب به إلى المستشفى .
ونعود لحلا التي كانت كل يوم تحقن بال*****ن بانتظام حتى تصير مدمنه ، حتى يستطيع وليد أن يقولها ويسيطر عليها ويتحكم بها كما يشاء ، وكانوا في بعض الأحيان يتعمدوا تأخير الحقنة حتى يعذبوها اكثر .
****
خرج الدكتور من عند مازن ولما رآه سامح أسرع إليه يساله بلهفه :
_ إيه يا دكتور أخبار مازن ايه طمني عليه أرجوك؟
الدكتور : لازم نبلغ البوليس عنده **ور كتير حصلتله ،ونزيف داخلى بس قدرنا نوقفه الحمد لله، محتاج وقت عشان ال**ر يلم ربنا معاه .
بكى سامح حزنا وخوفا على أخيه وشعر أن قلبه يتمزق عليه مازن ليس اخوه فقط بل سنده فى الدنيا وصديقه هو كل عيلته لقد اهتم به بعد رحيل والديه وعمته وكان له أب ثاني..دعا الله برجاء :
_ يارب خليك معانا يارب .
حضر ظابط الشرطة بعد أن استدعاه الطبيب وحكى له سامح كل الذي حدث .
الضابط : شوف يا استاذ سامح بالنسبه لحلا مش حنقدر نعملها حاجه لأنها مراته، أما الض*ب احنا حنعمل محضر .. بس أقدر اقولك واطمنك أن فى خلال أيام إحنا حنقبض على وليد لاننا مراقبينه بقلنا فتره لأننا وصلتنا معلومات أنه بيتاجر فى السلاح والم**رات ،واحنا عاملين خطه وتقريبا الخيوط كلها فى ايدينا ، وإن شاء الله حقبض عليه متقلقش حقك وحق حلا مش حيضيع في حاجة تاني عايز تقولها.
سامح بامتنان: لا يا افندم شكرا.
الضابط: عن اذنك .
سامح : اتفضل حضرتك.
مر يومام كان مازن فى غيبوبه من أثر الض*ب ..وكان كلما بدأ يفوق ولو ثوانى يهذي باسم حلا.. حتى فاق كلية وبدأ يسأل عن حلا :
_حلا ..فين حلا
نهض سامح مندفعا من غفوته بجواره على المقعد فقال بلهفه :
_مازن حبيبى أنت فقت حمد الله على السلامه خضتنى عليك يا عم
مازن باعياء وهو يشعر بآلام فظيعه فى جميع جسده ويقول بصوت ضعيف :
_حلا فين حلا ...حلا فين يا سامح
سامح: حلا كويسه متقلقش شد حيلك أنت وأحنا نروح نجيبها
مازن برغم الآلام التي فى جسده قام بعصبيه وهو يصرخ:
_ ما أولع أنا ولا أموت حتى.. أنا لازم اروح انقذها من الحيوان ده سبنى..اه سبنى يا سامح اروح انقذها سبني ارجوك
هتف سامح وهو يعيد اخوه ال سريره ويعيده لوضع النوم:
_ يا مازن ارجوك أنت تعبان أنت عندك **ور كتير والحركه غلط عليك
مازن بعصبيه :
_سبنى اروح يا سامح سبنى أنا قلبى مش مطمن خايف لا يعمل فيها حاجه
سامح : متخفش البوليس متابع الموضوع والله وحننقذها إن شاء الله وربنا يحفظها يارب.
كتم مازن شعوره بالخوف والقلق عليها يشعر بالعجز لانه لا يستطيع أن ينقذها ،قلبه يخبره إنها فى خطر .
خرج مازن من المستشفى بعد أربعة أيام وتعافى نوعا ما وعاد ال البيت .
أما حلا فأدمنت الهروين ..وكل يوم تعانى من ا ذلال وليد لها وجعلها توقع بالقوة على تنازل عن كل املاكها ...وكل هذا بالنسبة لها أرحم ، من أن يأتى كل ليله ليذيقها كأس الا****ب وإن تمنعت أو حتى لمح على وجهها بوادر الرفض. لا تلاقى غير الض*ب ولا ينقذها منه غير السقوط فى بئر الاوعى.. ولكن رحمة الله واسعه اخيرا ..قبض البوليس على وليد وعصابته ودخل السجن وانهى حياته بيده ومات كافرا ليضيف جريمه كبرى على جرائمه واتصل البوليس على مازن لكي يأخذ حلا..حلا الزهرة التب مص وليد نضارتها وجمالها وحيويتها وتركها زابلة ضعيفة بعد أن دهسها بقدميه .
خلصت القصه خلاص ......لأ لسه فاضل الحلقه الاخيرة استنوها بقى
واليكم قصة عجبتني فقلت اقروها عشان اخد ثواب
هناك قرية امتاز أهلها بالكذب وشهادة الزور ، في هذه القريه تزوج رجل بامرأة سراً وكان زواجاً شرعيا امام شيخ وبحضور شهود..
وبعد فترة اختلف الزوجان وطردها الزوج من المنزل وسلبها حقوقها فذهبت للقاضي مشتكية٠
وقالت: تزوجني زواجاً شرعياً ويشهد بذلك فلان وفلان٠
طلب القاضي حضور الزوج والشاهدين فانكر الزوج والشهود معرفتهم بهذه المرأه أو انهم رأوها سابقا٠
نظر القاضي للشاهدين جيداً وللزوجة ايضا وسألها: هل عند زوجك كلاب؟
اجابت: نعم
قال: هل تقبلين بشهادة الكلاب وحكمهم؟
قالت: نعم
قال: خذوها فان نبحت الكلاب عليها فهي تكذب وان رحبت بها فهي صاحبة الدار٠
ارتبك الشاهدان واصفرت وجوههم.
فقال القاضي: اجلدوهم فإنهم يكذبون٠
بئس القرى التي كلابها أصدق من اهلها..
حياتنا مليئة بالعبر ✍
كلام حلو
كل إنسان يعتقد أنه مبتلى أكثر من غيره ، و الحقيقة أن كل منا لديه ما يعانيه و يكدر صفو حياته .. و لكننا نختلف في الرضى بقضاء الله و قدره ، فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه ..??
حينما أنصحك فلا تأخذ عني صورة أنني مثالي،لأنني قد أنصحك لتكون أفضل مني،فقد يعطيك الله إرادة و قوة لتبلغ عنده ما لم أبلغه،النصح محبة و ليس إثبات أنني الأفضل. ✨✨✨
هناك مقولة جميلة ::
كلما أعطيت بلا مقابل، كلما رزقت بلا توقع ،
إعمل الخير بصوت هادئ ،
فـ غداً سيتحدث عنك بصوت عالي .??
لن ينسى الله خيرًا قدمته،
ولا هما فرّجته ولاعينًا كادت أن تبكي فأسعدتها،
عش على مبدأ :
" كُن مُحسنًا وإن لم تلقى إحسانًا"
﴿ فَإنِّي قَرِيبٌ ﴾ ::
أقصر جُملة تحسسك بالأمان ،
سُبحان من جَعلَ في ذكرهِ راحةً تسكن بها القُلوبُ وتطمئن الأنفس .
اللهم إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك، فإن رحمتك أهل أن تبلغني، رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين.
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
قال حكيم : أسوأ الناس خُلقًا من إذا غضب منك ?
أنكر فضلك، أفشى سرك، جحد عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك
عندما طعن سيدنا عمر (رضي الله عنه )
فأوتي بالحليب فشربه فخرج الحليب من خاصرته ...!!
فقال له الطبيب :
اوصي يا أمير المؤمنين فإنك لن تعيش ...!!
فنادى عبدالله بن عمر وقال له :
ائتني بحذيفة بن اليمان ...
وجاء حذيفة وهو الصحابي الذي أعطاه الرسول (صلى الله عليه وسلم )جدولا بأسماء المنافقين ولا يعرفهم إلا الله ورسوله وحذيفة.
وقال عمر والدماء تجري من خاصرته :
يا حذيفة بن اليمان اناشدك الله هل قال الرسول اسمي بين المنافقين ...؟؟!!
فسكت حذيفة ودمعت عيناه وقال :
ائتمنني على سر لااستطيع أن أقوله يا عمر.!!
قال:بحق رسول الله عليك قل لي هل قال رسول الله اسمي بينهم ...؟؟
فبكى حذيفة فقال :
اقول لك ولا اقولها لغيرك والله ما ذكر اسمك عندي ...!!
فقال عمر لأبنه عبدالله :
بقي لي من الدنيا أمر واحد ؟؟
فقال له :ما هو يا ابتاه ..؟؟
قال :
أن ادفن تحت قدمي رسول الله ...
يا بني اذهب الى عائشة أم المؤمنين
ولا تقل أمير المؤمنين بل قل عمر يستأذنك انتي صاحبة البيت إن إذنت أن يدفن عمر تحت قدمي صاحبيه ...
فقالت :نعم قد كنت أعددت هذا القبر لي واليوم اتركه لعمر ...!!
فعاد عبدالله فرحأ وقال :
يا ابتاه قد إذنت ثم رأى خد عمر على التراب فجلس عبدالله ووضع خده على فخده فنظر إلى ابنه وقال له :لم تمنع خدي من التراب...؟؟!!
قال:يا ابتاه!
قال :ضع خد ابيك على التراب ليمرغ به وجهه فويل عمر أن لم يغفر له ربه غد ..ا!
ومات عمر بعد أن أوصى ابنه فقال :
أن حملتني وصليت علي في مسجد رسول الله فأنظر إلى حذيفة فقد يكون راعني في القول فإن صلى علي حذيفة فاحملني باتجاه بيت رسول الله....
ثم قف على الباب فقل يا أماه ولدك عمر ولا تقل أمير المؤمنين فقد تكون استحييت مني فأذنت لي فإن لم تأذن فادفني في مقابر المسلمين ...!!
فحمله ونظر في المسجد فجاء حذيفة وصلى عليه ...!!
فاستبشر بن عمر وحمله إلى بيت عائشة،
فقال يا أمنا ولدك عمر في الباب هل تأذنين له...؟؟
فقالت :ادخلوه ...
فدفن سيدنا عمر (رضي الله عنه ) بجانب صاحبيه...
رحم الله عمر بن خطاب :
كان ملأ الارض عدلا وخاف الله خوفا شديدا مع ان الرسول صل الله عليه وسلم بشره بالجنة ...
فما بالنا نحن اليوم لايدري احدنا أربُّه راضٍ عنه ام لا ...!!؟؟
ومع ذلك نلهو ونضحك ولانخاف ولا نخشى ولانفكر بمصيرنا بعد الموت...!!
اللهم اهدنا
ثم اهدنا
ثم اهدنا وذرياتنا ..هداية لانشقى ولانضل بعدها ابداً ...
#هذا_الحبيب « 254 »
السيرة النبوية العطرة (( إسلام ثقيف ))
________
قلنا إن العام التاسع للهجرة هو [[ عام الوفود ]] حيث شهدت المدينة المنورة حضورا مكثفا للوفود من كل أنحاء الجزيرة العربية ، وقيل في بعض كتب السيرة إنّ هذه الوفود وصلت إلى مئة وفد ، وقد بدأت هذه الوفود في القدوم إلى المدينة بعد فتح مكة وحرب هوازن في السنة الثامنة للهجرة، ثم ازدادت كثافة بعد غزوة {{ تبوك }} في السنة التاسعة للهجرة بعد أن شاهدت القبائل العربية الجيش الرومي العملاق ينسحب انسحابا مخزيا قبل وصول الجيش الإسلامي ، فعلمت هذه القبائل أن لا قِبَل لها بالدولة الإسلامية الناشئة ، فجاءت إلى المدينة لمبايعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبعض هذه القبائل جاء إلى المدينة مقتنعا بالإسلام ، والبعض جاء خوفا على مصالحه التي قد تزول أمام قوة الدولة الإسلامية .
وكان أول هذه الوفود قدوماً بعد تبوك، وأهم هذه الوفود من ناحية الأثر هو وفد {{ ثقيف }} ؛ فمن هي ثقيف ؟ وما قصة إسلامهم ؟
ثقيف هي أكبر بطون قبيلة {{ هوازن }} وقد قلنا إن هوازن واحدة من أكبر قبائل الجزيرة العربية، تضم عددا كبيرا من البطون ، وكانت ثقيف شبه مستقلة عن هوازن ، وتسكن مدينة الطائف على بعد حوالى {{ ١٠٠ كم }} جنوب شرق مكة، والطائف هي المدينة الثانية في الجزيرة العربية بعد مكة .
وذكرنا كذلك بعد فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة كيف تجمعت كل قبائل هوازن لأول مرة في تاريخها في جيش ضخم لحرب المسلمين في {{ غزوة حنين }} ، وكيف انسحبت هوازن إلى مدينة الطائف تاركة كل ما تملك غنيمة للمسلمين ،وكيف قام المسلمون بحصار الطائف شهرا كاملا، ولم ينجحوا في اقتحام الطائف ، ولكن ؛ وبعد عودة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - {{عروة بن مسعود الثقفي }} وهو أكبر زعماء الطائف، وأسلم بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم عاد عروة إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام، ولكنهم رفضوا الإسلام وسبوه وأغلظوا له القول ، وقتلوه !!
وبالرغم من أن ثقيفا قد قتلت عروة بن مسعود ، إلا أنها لاحقا فكّرت في الدخول في الإسلام ،وذلك لأسباب كثيرة أهمها هزيمتهم المدوّية أمام المسلمين في غزوة حنين ، فقد أصبح المسلمون قوة لا تضاهيها قوة ، كذلك فقد أسلمت تقريبا جميع قبائل الجزيرة العربية، حتى بطون هوازن نفسها، ولا تستطيع ثقيف أن تقف أمام كل العرب ، كذلك إسلام {{ مالك بن عوف }} أضعف شوكتهم ، فقد كان قائد جيش هوازن في غزوة حنين ضد المسلمين ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – قد كلفه بحصار الطائف، فضيّق ذلك عليهم بشدة، وأخذ الوضع الاقتصادي لثقيف بالتردي نتيجة هذا الحصار، وفقدت الطائف مكانتها التجارية ، كل هذه الأسباب جعلت ثقيف تفكر في الإسلام .
ولذلك ، وبعد عودة النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك من السنة التاسعة من الهجرة جاء إلى المدينة وفد من ثقيف فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - استقبالاً طيباً يليق بنبي كريم ، ولم يُذكّرهم بشيء من ذلك التاريخ الطويل من العداء ،ولكنهم أرادوا الإسلام بشروط معينة، فتحدث زعيمهم {{ كنانة بن عبد ياليل }} وقال: أفرأيت الزنى ؟ فإنا قوم نغترب ولا بد لنا منه ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :هو عليكم حرام ، وتلا :{{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا }} قال كنانة : أفرأيت الربا ؟ فإنه أموالنا كلها ؟ فقال – عليه الصلاة و السلام - :_لكم رؤوس أموالكم ، وتلا :{{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين }} .فقال كنانة : أفرأيت الخمر؟ فإنه عصير أرضنا لا بد لنا منها ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد حرمها ، وقرأ عليه : {{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }} .
ثم طلبوا طلبا أخيرا وهو أن يتم إعفاؤهم من الصلاة !! فرفض النبي - صلى الله عليه وسلم - طلبهم ؛ فالصلاة هي عمود الدين .
ثم قال كنانة : أرأيت الربة يا محمد، ماذا نصنع فيها ؟ [[ والربة هي صنم اللات وقد ذكرنا أنها كانت من أعظم أصنام العرب، وكان يُقسم بها ويُهدى إليها ويُذ*ح عندها ]] فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنتهى الحزم وقال: اهدموها . ففزع الوفد وقال كنانة : هيهات ، لو تعلم الربة أنك تريد هدمها ، لقتلت أهلها !! تول أنت هدمها ، فأما نحن ، فإنا لا ن*دمها أبدا . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم: سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها . وبعد أن أسلموا أمّر عليهم {{عثمان بن أبي العاص}} مع أنه كان أصغرهم سنا ، وهذا يدل على اقتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإمكانات الهائلة للشباب[[ واليوم أصبحت إمكانات بعض شبابنا أمام شاشات ماجنة وحفلات خليعة إلا من رحم ربي ]] .
انطلق الوفد عائدا إلى ثقيف ، وما زالوا يحدثونهم عن قوة وعظمة جيش المسلمين إن أصرّت ثقيف على موقفها ، فأسلموا ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قد بعث سرية لهدم صنم [[ اللات ]] في ثقيف وأمّر عليها القائد الفذ {{ خالد بن الوليد }} - رضي الله عنه - ، وجعل مع هذه السرية {{ المغيرة بن شعبة }} وهو من ثقيف ، كما أرسل معهم أيضا {{ أبا سفيان بن حرب }} وهذه إشارة هامة إلى أن زعيم الوثنية السابق هو الذي يذهب بنفسه لهدم أشهر أصنام العرب . هذه كانت قصة اسلام قبيلة ثقيف ، ومن حُسن إسلامها أنها لم تكن من ضمن القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم .
هداكم الله واراح بالكم
إلى اللقاء
سهير عدلى