3

1278 Words
وتحت تهديد الملك فيليب للبابا باستخدام القوة العسكرية ما لم يذعن لأوامره، وافق كليمنت الخامس في النهاية على حل التنظيم، مؤمنًا بذلك على الشائعات والصخب اللذين نتجا عن نشر الاعترافات. وأص*ر في مجمع فيينا سنة 1312 عددًا من المراسيم البابوية منهم المرسوم الذي أطلق عليه باللاتينية: Vox in excelso والذي نص رسميًا على حل التنظيم، ومرسوم: Ad providam الذي أحال ملكية أغلب ممتلكات فرسان الهيكل وأصولهم المالية إلى تنظيم فرسان الإسبتارية. وأما القادة، فقد تنكر القائد الأعلى للتنظيم جاك دو مولاي طاعن السن لاعترافاته السابقة التي أكره عليها، وكذلك أنكر جيوفوري دي تشارني معلم ومرشد التنظيم في نورماندي اعترافاته السابقة، وأصر كلاهما على براءته. وأُدينا بالهرطقة والردة وص*ر الحكم بإعدامهما حرقًا في 18 مارس 1314. وروي أن دي مولاي ظل صامدًا على موقفه للنهاية، وطلب أن يقيدوه في وضع يجعله موليًا وجهه قبل كنيسة نوتردام، ليضم يديه ويلهج بالدعاء. وتقول الحكاية أنه صاح من بين النيران يقول بأنه سيواجه الملك فيليب والبابا كليمنت قريبًا أمام الرب. ودونت كلماته الأصلية على البرشمان: "الله يعلم الخاطئين والعصاة، ولن تلبث النكبات حتى تحل على من حكموا علينا بالموت." [النص الأصلي بالفرنسية: Dieu sait qui a tort et a péché. Il va bientot arriver malheur à ceux qui nous ont condamnés à mort] وبالفعل لم يكد يمر شهر واحد حتى مات البابا كليمنت، وكذلك لقي الملك فيليب مصرعه أثناء خروجه للصيد قبل نهاية العام.بعد الخلاص من آخر قادة التنظيم، تفرق باقي الأعضاء في أنحاء أوروبا، منهم من اُعتقل وحوكم تحت سلطة البابا، ومنهم من انضم لتنظيمات عسكرية أخرى كفرسان الإسبتارية، ومنهم من أُحيل إلى المعاش ليكمل حياته في سلام. وقد ترى حادثة حل تنظيم فرسان الهيكل على أنه الدمج الفعلي بين التنظيمين الخ**ين، إذ انتقلت بموجب المرسوم البابوي ملكية فرسان الهيكل إلى فرسان الإسبتارية، الذي انضم إليه كذلك الكثير من فرسان الهيكل بعد حل تنظيمهم. وهرب البعض إلى خارج البلاد بمناطق لا تقع تحت نطاق سيطرة البابا، مثل اسكتلندا المحرومة كنسيًا، وسويسرا. أما أعضاء التنظيم في البرتغال فقد قاموا ببساطة بتغيير اسم التنظيم من "فرسان الهيكل" إلى "فرسان المسيح." وثيقة شينون في سبتمبر 2001، عثرت عالمة الخطاطة باربرا فلاير في أرشيف الفاتيكان السري على وثيقة مؤرخة 17 – 20 أغسطس 1308، تضم تدوينًا لأحداث محاكمات فرسان الهيكل، وتظهر بأن البابا كليمنت قد أقر ببراءة فرسان الهيكل من جميع تهم الهرطقة قبل أن يعلن رسميًا حل التنظيم في عام 1312. كما ورد في وثيقة أخرى بتاريخ 20 أغسطس 1308 رفعت إلى فيليب الرابع ملك فرنسا، بأن جميع فرسان الهيكل الذين سبق لهم الاعتراف بالهرطقة قد "عادوا ودخلوا نسيج الكنيسة والإيمان بمقدساتها." هذه الوثيقة الأخيرة لم تكن بمنأى عن المؤرخين؛ إذ نشرها العالم إيتين بالود عام 1693، والعالم بيير دوبي عام 1751.موقف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الوقت الحاضر يتلخص في قولها بأن محاكمة التنظيم كانت غير عادلة وغير مشروعة، وأنه لم يكن هناك ما يدين التنظيم ولا قياداته، وأنه البابا كليمنت قام بما قام به تحت ضغط عبء الفضيحة العامة والتأثير الكاسح لشخصية الملك فيليب الرابع الذي يخبر حقيقة أن يكون هذا الأخير من أقارب البابا كليمنت. التنظيم الداخلي الكنيسة التابعة لتنظيم فرسان الهيكل في القرن الثاني عشر في ميتز في فرنسا. تبعت قديمًا قيادة التنظيم في ميتز، وتعد أقدم المؤسسات التابعة لتنظيم فرسان الهيكل في الإمبراطورية الرومانية المقدسة. أُسس تنظيم فرسان الهيكل ليكون تنظيمًا رهبانيًا، كتنظيم برنارد السسترسي، والذي يعد أول تنظيم دولي مؤثر عظيم الحضور في أوروبا. وامتاز التنظيم بقوة بنيته التنظيمية، وبخاصة من الناحية القيادية. واختصت البلاد التي تميزت بحضور واسع للتنظيم (مثل فرنسا وإنجلترا وبواتو وبوليا وآراغون وطرابلس وآنطاكية وأنجو والبرتغال والقدس والمجر وكرواتيا) بقائد عام في كل بلد لأعضاء التنظيم فيه. يدين كل القادة بالولاء إلى القائد الأعلى للتنظيم، والذي يتولى المنصب مدى الحياة، ومهمته الإشراف وإدارة نشاط التنظيم العسكري في الشرق، والنشاط المالي والاقتصادي في الغرب. مارس القائد الأعلى سلطته من خلال سفراء التنظيم، وهم مجموعة من الفرسان يقوم بتنصيبهم بنفسه وبمشاورة مركز التنظيم في القدس، ويضطلعون بمهمة زيارة المناطق والمقاطعات المختلفة، وإصلاح وقائع الفساد بأنواعه، وتقديم القوانين والأحكام الجديدة، والبث في النزاعات ذات الأهمية. وامتلك سفراء التنظيم سلطة تسريح الفرسان من مناصبهم، وكذلك عزل القائد العام للمقاطعة المعنية. لا يمكن الجزم بعدد الأعضاء المنتمين للتنظيم بدقة، ولكن تشير التقديرات إلى أن عدد المنتمين للتنظيم في أوج قوته بلغ ما بين 15000 أو 20000 عضوًا، وقرابة العُشر منهم من كان فارسًا عسكريًا بالفعل. الرتب والدرجات الرتب الأساسية كانت هناك ثلاثة رتب في صفوف فرسان الهيكل هي: الفرسان النبلاء، والرقباء غير النبلاء، والكهنة. وكان ذوو الرتب الثلاث يرتدون حلة عليها شعار الصليب الأحمر. الفرسان النبلاء يعتبرون المرتبة الأولى في فرسان الهيكل. لم يكن هناك مراسم لتنصيب هؤلاء الفرسان، حيث كان على أي فارس يرغب في أن يصبح من فرسان الهيكل أن يكون فارسًا بالفعل. ويعتبر الفرسان النبلاء الفرع الأكثر أهمية والبارزين في التنظيم، وكانوا يرتدون عباءات بيضاء ترمز إلى النقاء والعفة. وكانوا مجهزين بالأسلحة وبالدروع الثقيلة، وبين كل 8 فرسان يصبح واحد منهم قائدا عليهم، ومن بين كل ثلاثة أو أربعة فرسان كان يوجد واحد أو اثنين من التابعين (فرسان ناشئين). والتابعون عمومًا ليسوا أعضاء في النظام ولكن كان يستعان بهم بدلا من الغرباء الذين تم تعيينهم لفترة محددة من الزمن، حتى يتم ترقيتهم إلى رتبة فارس. الرقباء غير النبلاء وكان يقبع تحت مرتبة الفرسان عناصر من الأسر غير النبيلة والذين كانوا يسمون رقباء. حيث يتميزون بالمهارات الحيوية واتقان الحرف مثل الحدادة والبناء، ويديرون العديد من الأنشطة في أوروبا. كانوا في الولايات الصليبية يقاتلون إلى جانب الفرسان ولكن باستخدام دروع خفيفة مع حصان واحد. استطاع بعض الرقباء الوصول إلى مناصب ومراتب عالية، منها منصب قائد خزينة المال في عكا، الذي كان بحكم الأمر الواقع قائدا لأسطول التنظيم (أسطول فرسان الهيكل)، وكانت ملابس الرقباء باللونين الأ**د أو البني. الكهنة في عام 1139م، شكلت فئة من رجال الدين ليكونوا المرتبة الثالثة في التنظيم وأطلق عليهم لقب الكهنة، ويتم رسم الكهنة من خلال مراسم خاصة، ويعتبر أعلاهم هو كبير الكهنة، كانت مهمة الكهنة توفير الاحتياجات الدينية أو الروحية لفرسان الهيكل، ولا يشاركون بأية أعمال قتالية. الرتب العليا يطلق على الرتب العليا اسم القادة الكبار (بالإنجليزية: Grand Masters)‏ هي درجة تم انشاؤها في عامي 1118 - 1119 م على يد هيوجز دي بانز والذي أصبح أول قائد للتنظيم لقب بالقائد الأكبر، وهو منصب يظل فيه مدى الحياة، ولكن ومن أجل الحفاظ على بقاء التنظيم وضمان استمراريته، يسمح لجميع القادة بالمشاركة في المعارك فيما عدا اثنين منهما يظلان في مقر التنظيم وذلك لضمان عدم وفاة جميع القادة في المعارك القتالية، فعلى سبيل المثال: حصار عسقلان عام 1153 كان القائد الأكبر برنارد دي تريميلي يقود مجموعة من الفرسان أثناء عملية اختراق جدارن المدينة، ولأن باقي جيش الصليبيين لم يتبعوهم، حوصرت هذه المجموعة مع قائدهم وتم القضاء عليهم جميعاً، أيضا القائد الأكبر جيرارد دي ريدفورت الذي قطع رأسه بأمر من صلاح الدين الأيوبي بعد القبض عليه في حصار عكا (1189) نتيجة لخيانته ونقض العهد بينهم.يشرف القائد الأكبر على جميع العمليات لجميع الدرجات والرتب، منها العمليات العسكرية في الأراضي المقدسة وفي وسط أوروبا، بالإضافة إلى جميع التعاملات المالية والصفقات في أوروبا الغربية. بعض القادة الكبار يكون لهم دور كقادة للمعارك، مع أن هذه الفكرة غير حكيمة حيث تشهد أخطاء فادحة، وهو ما برز خلال قيادة دي ريدفورت لأحد المعارك والتي تسبب في هزيمة الصليبين في معركة حطين، يعتبر جاك دو مولاي هو آخر القادة الكبار لتنظيم فرسان الهيكل والذي أعدم حرقا في باريس عام 1314 بأمر من الملك فليب الرابع ملك فرنسا. الزي والهيئة يعتبر برنارد كلايرف والمؤسس هوغوس دي باينس أول من وضع القوانين الانضباطية لللتنظيم. ويعرف لدى المؤرخين المعاصرين بـ«القانون اللاتيني»، يحتوي على 72 مادة تقوم بتعريف السلوك المثالي للفرسان، مثل: تحديد نوعية الملابس التي يرتدونها، عدد الأحصنة التي يحصلون عليها، طريقة تناول الفرسان للطعام في **ت، عدم تناول اللحوم أكثر من 3 مرات أسبوعياً، عدم الإتصال الجسدي مع أي امرأة، عدد أفراد عائلاتهم، أيضا تشتمل على تكوين المجموعات الصغيرة للقادة والتي تتكون من : "4 جنود على أحصنة وأحد الكهنة وأحد الكتاب، ورقباء على حصانين، وفارس نبيل بدروعه وأسلحته على حصان واحد"، وكلما كبر التنظيم وأتسع أُضيفت بنود جديدة، ووصلت مسودة البنود الأساسية من 72 إلى مئات من البنود في صيغتها النهائية.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD