الفصل 8

1937 Words
بدلت مين يونغ ثيابها و استلقت على سريرها تبكي في حين أتى مين جو لبابها وبيده دفتر وقلم وحاول أن يوضح لها أنها كانت مزحة غ*ية و بأنه نادم بشدة على ذلك من خلال رسومات بسيطة بدأ برسمها و تمريرها لها من أسفل باب غرفتها فلفتت نظرها الأوراق التي بدأت تتوالى في الظهور من أسفل الباب فنهضت و هي تمسح دموعها و جلست أمام الباب و بدأت بسحب الأوراق فابتسم مين جو بسعادة عندما رأى الأوراق تسحب واحدة تلو الأخرى و استمر بالرسم حيث رسم نفسه بابتسامة خبيثة و هو يفكر بذلك المقلب و رسم تخيله لردة فعلها بأنها ستضربه و تشد أذنيه و تنتف شعره فابتسمت عندما رأت تلك الرسوم ثم رسمها تبكي و لا تستمع له و رسم نفسه حزيناً متألماً من أجلها و في الرسمة الأخيرة رسم نفسه منتظراً على باب غرفتها ينتظر منها أن تفتحه و هي مبتسمة. سحبت مين يونغ الرسمة ونظر مين جو بأمل نحو الباب منتظراً منها أن تفتحه ولكن مرت لحظات ولم يحدث شيء ولم يص*ر أي همس حتى فتن*د بإحباط وهم بالابتعاد في حين كانت مين يونغ تحاول حسم قرارها بفتح الباب وإنهاء تبعات هذه المزحة. فتحت مين يونغ الباب فابتسم مين جو ثم قال بأسف: قبل كل شيء، أنا حقاً آسف ولن أفعل شيئاً من هذا القبيل مجدداً، أعلم بأنها كانت مزحة غ*ية و .... قاطعته مين يونغ قائلة: مين جو اهدأ، أنا أتفهم الأمر، أنا أيضاً بالغت بردة فعلي ربما بسبب توتري من الظروف التي مررت بها مؤخراً. دعنا ننسى الأمر وحسب. ابتسم مين جو وأومأ برأسه موافقاً ثم طلب منها أن ترافقه للأسفل ليتناولا الطعام معاً فقالت باندهاش: ألم تتناول طعامك بعد؟ لد*ك أدوية عليك أخذها في موعدها لماذا أنت مهمل لهذه الدرجة؟! نظر لها مين جو وقال: كيف سأتناول الطعام وأنت جائعة ... أقصد بأن الأدوية لم تفدني بشيء فلم على الحرص على أخذها في موعدها، لذا لا يهم إن فوتها في بعض الأوقات. نظرت له مين يونغ باستياء وقالت: أنت حقاً أ**ق، ابتداء من اليوم ستنفذ ما أمليه عليك، لقد وضعت جدولاً خاصاً بنا سيكون علينا تنفيذه بشكل يومي ولن أقبل أي اعتراض أو تكاسل. مشت مين يونغ نحو المصعد بينما تبعها مين جو وهو يكرر سؤاله بفضول عن هذا الجدول وعما تنوي فعله وهي تبتسم بصمت. جلس كلاهما لمائدة الطعام وأجابته مين يونغ بأنه سيعرف كل شيء لاحقاً فنظر لها بانزعاج والتزم الصمت وبعد لحظات قرع أحدهم جرس البيت ودخل من الباب الخلفي فسأل مين جو مدبرة المنزل عن القادم فقالت مين يونغ: مستلزمات جدولنا اليومي أتت، اصبر قليلاً وسأخبرك بكل شيء. نفخ مين جو الهواء بانزعاج ونفاذ صبر فهو يعلم بأنها لن تخبره حتى لو أصر عليها ولم يشأ الضغط عليها فلم يمضي الكثير على مصالحته لها لذا التزم الصمت وحاول أن يمضي بعض الوقت بتصفح هاتفه إلى تقرر إخباره بما تخطط له. مضى بعض الوقت منذ أن غابت مين يونغ عن ناظريه ونزلت للطابق الأرضي الذي دخله العاملون من الباب الخلفي لتشرف على التجهيزات. عادت مين يونغ ووقفت أمامه مبتسمة وقالت: هيا بنا. فسألها إلى أين والفضول يراوده فأشارت له بأن يتبعها وتوجها نحو المصعد لينزلا إلى هناك ووجد بأنه تم إعداد المكان الذي كان أشبه بمستودع كبير إلى صالة رياضة فيها العديد من الأجهزة والمعدات. فهم مين جو مخططها فنظر لها بحنق وقال: لا يهمني ما تخططين له لذا انسي الأمر ولا تحاولي إزعاجي بأمور لا فائدة منها. حاول مين جو الاستدارة للعودة إلى المصعد فأمسكت مين يونغ بكرسيه وطلبت منه الإصغاء لها ثم قالت: مين جو، اسمعني جيداً ولا تغضب. لقد اطلعت على ملفك الطبي ونتائج فحوصاتك الأخيرة، لقد كانت جيدة للغاية وتظهر بأن ستكون قادراً على المشي خلال فترة وجيزة إذا بدأت بالتمارين والتزمت بالعلاج. حاول مين جو الابتعاد قائلاً: كل هذا هراء، أنا لا اصدق هراء الأطباء، إنهم ي**عون أبي بإعطائه الأمل بعد كل فحوصات دون فائدة ولكن لا يمكنهم خداعي، أنا أدرك وضعي الصحي جيداً. نزلت مين يونغ على ركبتها أمامه وأمسكت بيده قائلة: مين جو، من فضلك اسمعني للنهاية، سبب عجزك عن المشي حاليا هو مرض نفسي فقط ولكن جسدك بات بخير، ما عليك سوى تمرين عضلاتك لتتمكن من الوقوف على قدميك من جديد. صرخ مين جو بوجهها: أوقفي هذا الهراء، هل ستجعلين مني مريضاً نفسياً إضافة لعجزي؟! هل ستشعرون بجسدي أكثر مني؟ هل ستشعرون بألمي أكثر مني أنا؟ كنت أظنك صديقتي ولكن حتى أنت مثلهم، هل ستجعلين مني فأر تجارب كنوع من التسلية خلال فترة بقائك هنا إلى أن تستعيدي شركتك؟! كنت أظنك ستمكثين هنا بصفتك صديقتي وليس طبيبة. أبعدها مين جو عنه ومضى نحو المصعد مسرعاً بقدر استطاعته. أغمضت مين يونغ عينيها بإحباط وألم. " لا أدري إن كنت قد استعجلت بشأن تجهيز الصالة الرياضية من أجله، ربما كان على التمهيد له أولاً ومحاولة لإقناعه. على أي حال كنت أعلم بأنها لن تكون مهمة سهلة. كيف سأجعله يثق بي ويصدقني ويستجيب لما أطلبه منه هذا هو ما يشغل تفكيري الآن. "   كادت جي يون أن تدخل رأسها في شاشة الحاسوب بعد أن وصلها البريد الالكتروني المنتظر وقد بدا على وجهها الحماس. بعد أن قرأته سجلت بعض المعلومات على دفتر ملاحظاتها وأمسكت بمعطفها وهاتفها وهمت بالنهوض فقال سووه: إلى أين مجدداً؟ ودعته جي يون مبتسمة ولم تخبره بشيء فقال بقلق: انتبهي لنفسك أيتها المجنونة. نظر لها ثم تن*د قائلاً: هذه الفتاة مجنونة حقاً، ألا تعرف معنى الخوف؟ كيف لها ... كان سووه يستدير بكرسيه باتجاه مكتبه مجدداً فرأى المدير واقفاً حينها صمت ولم يكمل كلامه حيث رمقه المدير بنظرات عتاب ثم قال: ربما تكون فتاة مزعجة ومتهورة ولكنها تحب عملها وتقوم به على أكمل وجه لأنها تفهم الهدف الحقيقي لمهنة الصحافة. لاذ سووه بالصمت حين لم يشأ الرد في وجه مديره أو ربما لم يجد الرد المناسب لما قاله فعاد لمواصلة عمله بصمت. تلقى دونغ ها اتصالاً من مخبره وأعطاه عنوان أحد المتورطين في قضية شراء أسهم شركة والد مين يونغ فانطلق وغادر مكتبه مسرعاً متجهاً إلى هناك وفي الوقت ذاته كانت جي يون قد استقلت سيارة أجرة متوجهة للمكان ذاته. مضى بعض الوقت ووصلت جي يون أولاً حيث نزلت من سيارة الأجرة ووضعت قبعة على رأسها وقناعاً على وجهها ومشت في المكان بحذر حيث كان العنوان في أحد الأحياء النائية والتي توحي بالقلق وتجعل القشعريرة تسري في الجسد كلما سمع صوت هناك أو هناك. دخلت جي يون للمبنى المنشود بهدوء ووجدت أربعة رجال يجمعون بعض الأوراق ويحرقون البعض الآخر وهم في عجلة من أمرهم وقفت جي يون على بعد خلف الجدار تلقي نظرات خاطفة عليهم ما بين حين وآخر وتقول لنفسها: لم أتوقع أن يكونوا بهذا العدد وجميعهم في غرفة واحدة ولديهم كل الوثائق الهامة، ماذا على أن أفعل، فقط لو أستطيع الحصول على تلك الملفات التي يجمعونها يبدو بأنها في غاية الأهمية. ترى هل يمكنني سرقتها والهرب منهم بسرعة؟! كلا إنهم أكثر عدداً سيلاحظونني بسرعة ويسدون المخارج ويمسكون بي بسرعة. ماذا على أن أفعل؟ بقيت جي يون محتارة وبعد لحظات ابتسمت وهمست قائلة: وجدتها. ابتعدت جي يون بهدوء ودخلت لغرفة مجاورة ثم أمسكت ببعض الأشياء التي وجدتها وألقت بها من النافذة لتحدث ضجة ثم اختبأت داخل خزانة موجودة في الغرفة بسرعة. سمع الرجال الصوت فتوقفوا للحظات وألقوا نظرة من النافذة ثم قال أحدهم: اذهب وألقِ نظرة. خرج أحدهم من المبنى ليلقي نظرة بينما أمر الرجل آخرين بأن يأخذوا الصناديق للسيارة استعداداً لمغادرة المكان. رأت جي يون بأنها فرصتها المناسبة حيث يمكنها التغلب عليه وحده. كان الرجل منشغلاً بحرق بعض الأوراق فاستغلت جي يون الأمر وتسللت للغرفة بهدوء تام واقتربت من الملفات الموضوعة على أحد الطاولات وبدا أنها ضمن المجموعة التي يريدون أخذها معهم. بدأت جي يون تمد يدها نحو الملفات بهدوء تنظر لها تارة وللرجل تارة أخرى فأمسكت بالملفات وهمت لتستدير ولكنها سمعت صرخة مزمجره من خلفها وهو يسألها: من أنت وما الذي تفعله هنا؟ همت جي يون بالهرب وبدأت بدفع أياً كان ما تراه أمامها لتعرقله وتمنعه من اللحاق بها. ركضت جي يون بكل قوتها والرجل يصرخ جامعاً رجاله ليمسكوا بها وقد اجتمعوا بالفعل وحاصروها وطلبوا منها تسليم الملفات مقابل رحيلها بهدوء دون أن تتعرض للأذى. بقيت جي يون صامتة وهي تنظر لهم واحداً تلو الآخر وهم يقتربون منها بهدوء حيث وضعت الملفات في حقيبة الظهر الخاصة بها واتخذت وضعية الدفاع فضحك الرجل قائلاً: أمسكوا بهذا الفتى بسرعة، أيها الفتى أحياناً تعد الشجاعة غباءً شديداً، انظر لحجمك وانظر لحجم هؤلاء الرجال، هل تظن أن بإمكانك مواجهتنا. ستموت اليوم لا محالة. نظر لرجاله وقال: اهتموا بأمره بسرعة فلا وقت لدينا لنضيعه فالسيد يريدنا أن نخلي المكان بسرعة ونحضر له الملفات. أسرع الرجال باتجاهها يوجهون لها اللكمات والضربات وهي تحاول صدهم قدر استطاعتها بما أنها ماهرة في فنون الدفاع عن النفس ورغم ذلك كثرة عددهم جعلها تتلقى ضربات موجعة أوقعتها أرضاً وانقطعت أزرار معطفها فضحكوا قائلين: إنها فتاة، ولكن هل تعلمين أنت تقاتلين بشكل جيد بالنسبة لفتاة. سلمي الملفات ودعينا لا نطل الأمر وإلا تعرضت لشيء أقسى من الضرب، دعينا نرى وجهك. مد أحدهم يده لينتزع قناعها فأشاحت بيده وابتعدت محاولة النهوض فركل بطنها بقوة جعلتها تتأوه وهي ممددة أرضاً فاقترب اثنان منهما وأمسكا بذراعيها لتنهض وينتزعان الحقيبة منها فسايرتهما وما أن وقفت على ساقيها استجمعت قوتها وركلت أحدهما بساقها ووجهة لكمة للآخر وركضت بكل قوتها. ركضت جي يون حتى وصلت مخرج المبنى وبدأت تجري في أزقة الحي مرهقة متألمة فوقفت لتلتقط أنفاسها وإذا بها تشعر بيد تجذبها بقوة نحو ممر ضيق فهمت بضرب ذلك الشخص إلا أنه ثبت ذراعيها نحو الحائط وأشار لها بالصمت بقيت جي يون تحدق به حتى استوعبت من يكون. لقد كان دونغ ها الذي وصل وشاهد ما يحصل منذ البداية ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة للحصول على الملفات أما عندما علم بأن هذا الفتى المقنع هو فتاة قرر أن يساعدها ويحقق في أمرها لاحقاً. سمعا صوت الرجال قادمون باتجاههم فضمها دونغ ها لص*ره بقوة ليختبئا خلف ساتر صغير. وقف الرجال بالقرب منهما ينظرون حولهما فشعر دونغ ها بتسارع دقات قلب جي يون فهمس في أذنها قائلاً: لا تخافي، لن أسمح لهم بإيذائك مجدداً. أكمل الرجال طريقهم للبحث عنها عندما لم يروا أحداً بينما ابتعد دونغ ها عنها وقال: لقد ذهبوا دعينا نخرج من هذا المكان بسرعة قبل عودتهم. صاحبته جي يون وركبت سيارته وخرجا من ذلك المكان ثم أوقف سيارته وهمت بالخروج فأمسك بذراعها قائلاً: انتظري، لن تذهبي بهذه البساطة. لقد ساعدتك لأنك فتاة فقط، فأنا لا أعلم من تكونين ولصالح أي جهة تعملين لذا فأنا لا أثق بك، أعطني هذه الوثائق التي حصلت عليها. أحكمت جي يون قبضتها على حقيبتها ونظرت له بقلق وغضب في آنٍ واحد. عندما رأى دونغ ها ذلك قال: اسمعيني جيداً، أنا مدعٍ عام وأحقق في هذا الأمر منذ فترة وعلى الحصول على هذه الوثائق. أما أنت فلا أدري لماذا تخاطرين بنفسك لأجلها سواء كان من أجل المال أو شيء آخر لا يهمني حقاً ولكن ما أعرفه هو أن على الحصول على هذه الوثائق. جذبت جي يون الحقيبة لص*رها وهمت بالخروج من السيارة فأمسك دونغ ها بذراعها وحاول جذب الحقيبة فاتخذت جي يون وضعية دفاعية وبدا عليها الخوف فقال دونغ ها: اهدئي، لن أقوم بإيذائك، ماذا تحسبينني؟! أشار لها دونغ ها بالنزول فنظرت له باستغراب ثم همت بالخروج من السيارة وفتحت الباب فقال: لا تنسي أن تذهبي للمستشفى فقد تلقيت ضربات قاسية. رمقته جي يون بنظرات مليئة بالريبة والاستغراب فتن*د ثم قال: أنا لم أكن أعلم بأنك فتاة إلى أن اكتشفوا هم أمرك، لهذا لم أساعدك من قبل، أعتذر عن هذا ولكنك لم تشكريني حتى على مساعدتي لك، أنت لم تنطقي بكلمة واحدة حتى وكأنني سأعرف هويتك من صوتك، ألا يمكنك مشاركتي الملفات كنوع من الشكر؟! نظرت له جي يون باستياء واستدارت مبتعدة بعد أن أغلقت باب السيارة بقوة فقال دونغ ها: أعتقد بأن هذا يعني لا. ثم قال بصوت منخفض متذمراً: حسناً لنجرب شيئاً آخر. " شاهدني أتعرض للضرب ولم يرف له جفن ولكن عندما علم بأنني فتاة ساعدني، ما هذا الهراء، لو كنت تريد مساعدتي لفعلت ذلك قبل أن أتمكن من الهرب من المبنى لا أن تلحق بي في الأزقة وتدعي بأنك أنقدتني أيها المدعي العام الأ**ق. يظن بأنني لا أعرف بأن هدفه هو الملفات ولكن لم يكن عليه معانقتي بهذا الشكل وجعل قلبي يرفرف بتلك الطريقة الغ*ية. آه لم يكن علي أن أتأثر بتلك الحركة كالحمقاء. بالتأكيد هذا جزء من خطته ليجعلني أوافق على إعطائه الملفات عندما يظهر أمامي بدور البطل المنقذ. هل يظنني حمقاء أم ماذا ؟! "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD