الفصل 7

1556 Words
حل المساء و مين يونغ مستلقية على سريرها ولم تجف دموعها بعد وإذا بها تسمع صوت طرقات على باب غرفتها فمسحت دموعها بسرعة واعتدلت بجلستها وطلبت من الطارق الدخول. دخل مين جو غرفتها وقال: تعالي معي بسرعة. شعرت مين يونغ بالقلق وسألته: ماذا هناك؟ كانت نبرة مين جو وطريقته توحي بأن شيئاً خطيراً قد حدث واستمر باستعجالها لتنهض وتأتي معه فنهضت مسرعة ولحقت به لغرفته وهي تسأله ماذا هناك وما الذي حدث واستمر هو باستعجالها حتى دخلا غرفته وأغلق الباب فكررت سؤالها له بقلق عندها نظر لها وابتسم ببرود ومكر قائلاً: لا شيء، أردت أن نشاهد فيلماً معاً. شعرت مين يونغ بالغضب وقالت بحنق: هل أنت مجنون؟ لقد ظننت بأن مكروهاً قد حدث, لمَ لم تقل هذا من البداية لماذا جعلتني أتبعك بهذه الطريقة. توجه مين جو نحو التلفاز وأخذ جهاز التحكم ثم قال: لم تكوني ستأتين لو عرضت عليك الأمر من البداية، كنت تبدين متعبة وتشعرين بال**ل وتلتصقين بالسرير منذ قدومك فمن الطبيعي أن ترفضي لذا فعلت هذا، هيا اجلسي لنشاهد الفيلم. تن*دت مين يونغ قائلة: أرغب بضربك حقاً. ابتسم مين جو وتوجه نحو سريره حيث بدأ بمحاولة النهوض عن الكرسي للوصول إلى حافة السرير فهمت مين يونغ بمساعدته ولكنه رفع يده معترضاً وقال: يمكنني الاهتمام بنفسي، لست عاجزاً لهذه الدرجة. ابتعدت مين يونغ عنه ونظرت من حولها محاولة تغيير الموضوع الذي بدا بأنه قد وتره وقالت: يبدو بأنك حضرت بعض الوجبات الخفيفة أيضاً. أخذت مين يونغ بعض الوجبات الخفيفة ومشت حتى وصلت الجهة الأخرى من السرير واستلقت فقال مين جو باندهاش: ما هذا؟ ألن تجلسي على الأريكة؟ بدأت مين يونغ تأكل وقد أومأت برأسها نافية ثم قالت: كلا، الجلوس على السرير أكثر متعة أثناء مشاهدة الأفلام. لاذ مين جو بالصمت فسألته مين يونغ عن نوع الفيلم فابتسم قائلاً: رومانسي كوميدي. فنظرت له وعبست قائلة: الاختيار التقليدي، تظنون بأن جميع الفتيات يعجبهن هذا النوع من القصص، اختيار سيء، هل على العودة لغرفتي؟ همت مين يونغ بالنهوض فأمسك بيدها مبتسماً وقال: كنت أمزح ليس كذلك، لا تقلقي سيعجبك وسيجعلك تفرغين كل التوتر الذي بداخلك. عادت مين يونغ واتكأت قائلة: حسناً لنرى ولكن ليكن في حسبانك، أنا أحب أفلام الحركة والإثارة والغموض وحسبانك، بالذات أفلام هوليود، لن تجعلني أشاهد فيلماً كورياً صحيح؟ نظر لها مين جو ورفع حاجبه مستنكراً وقال: هل تنظرين للأفلام الكورية باستصغار؟! سنرى إن تجرأت على قول هذا بعد مشاهدتك لهذا الفيلم. رفعت مين يونغ زاوية فمها بتهكم وقالت: سنرى. بدأ فيلم قطار إلى بوسان وبدأت الإثارة الممزوجة بالرعب داخل هذا القطار الذي بات مكدساً بالموتى الأحياء " الزومبي". اختار مين جو الفيلم ليجعل مين يونغ تفرغ توترها بمشاهدة فيلم رعب وجعلها تنجذب لمشاهدته منذ البداية ونسيت كل شيء حولها وركزت عليه فقط وكلما زاد الرعب اقتربت من مين جو أكثر وأمسكت بذراعه وهو يبتسم تارة من السعادة لأنه استطاع إخراجها من ذلك الجو الكئيب الذي لم يعرف سببه تحديداً وتارة أخرى على تصرفاتها وخوفها من بعض المشاهد. انتهى الفيلم بنهاية جعلت مين يونغ تبكي بحرقة بعد أن قالت: الآباء يبقون آباء، يضحون بأنفسهم من أجل أبنائهم عند الضرورة حتى لو كانت الظروف الحياتية لا تجعلهم يظهرون ذلك. أبي لم يمضي معي الكثير من الوقت ولكنني واثقة أنه أحبني لدرجة أنه كان يمكنه أن يضحي بحياته من أجلي عند اللزوم، أليس كذلك؟ نظرت لمين جو ونظراتها تتوق ليؤكد كلامها فضمها لص*ره وقال: أجل، هكذا هم الآباء، حتى لو لم يظهروا مشاعرهم لنا ولكن عند الحاجة سيكونون معنا وبجانبنا دائماً وهناك من لم تتح لهم الفرصة كوالدك ولكن كوني واثقة بأنه أحبك كثيراً. بقيت مين يونغ تبكي على ص*ره وهو يربت على رأسها حتى هدأت فناداها ولم تجب. مد يده وابعد خصلات الشعر عن وجهها وأدرك بأنها نائمة. وضع رأسها بهدوء على الوسادة وبدأ بمسح آثار الدموع المتبقية على وجهها وهو يقول: كيف لك أن تنامي بين ذراعي بهذه البساطة، إما أنك فتاة حمقاء أو تثقين بي كثيراً ... أم أنك لا تنظرين لي كرجل، هل ما زلت في نظرك ذلك القط الصغير المشا**. ورغم كل هذا لا يمكنك أن تنامي هكذا فأنا حتى ... لا يمكنني حملك وإعادتك لغرفتك. نظر مين جو لنفسه وابتسم بألم ثم رفع الغطاء عليها ونهض عن السرير وخرج من الغرفة لينام في غرفة أخرى ولكنه عاد في الصباح الباكر وفتح باب الغرفة بهدوء وابتسم بخبث قائلاً: جيد، لا تزال نائمة، لأعبث قليلاً مع القطة الشرسة. أسرع مين جو وتمدد على السرير بقربها وتظاهر بالنوم. تحركت مين يونغ أثناء نومها ووضعت يدها عليه مما جعلها تتحسس ما هذا الذي بجانبها فاستيقظت باستغراب واندهشت عندما رأته بجانبها وأدركت بأنها نامت في غرفته بعد مشاهدة الفيلم. تظاهر مين جو بأنه بدأ يستيقظ وألقى عليها تحية الصباح وهو يعدل جلسته ولكن مين يونغ قالت: هل نمت أنت أيضاً هنا ... على السرير؟ رد مين جو ببرود: أجل فهذا سريري كما تعلمين. ردت مين يونغ بغضب: لقد غفوت دون أدرك فماذا عنك، كيف تنام بجانبي، كيف يمكنك أن تكون لامبالياً لهذه الدرجة، ماذا لو رآنا أحد وأدرك بأننا نمنا في نفس الغرفة فماذا سيظن حينها، هل جننت؟ أجاب: وبماذا تهمك ظنونهم، لم أتوقع بأن فتاة نشأت في أمريكا تفكر بشيء كهذا. -         أنا لا أهتم ولكن وضعنا الآن مختلف ... أقصد أن الوضع في كوريا مختلف. -         هل تمازحينني؟ منذ أيام كنت تردين التحية بالعناق والقبلات والآن تقولين هنا كوريا وهناك أمريكا؟ هل مكوثك في كوريا بضعة أيام جعلك تعتادين على نمط الحياة والتفكير هنا بهذه السرعة، لا أصدق. تلعثمت مين يونغ وحاولت تدارك الأمر فقالت: أنا أحاول فعل ذلك ولكن ماذا عنك، كيف أمكنك فعل هذا بي؟ -         ماذا فعلت بك أيتها المجنونة؟ أنت من بقيت ممسكة بي ونمت على ص*ري ولم أستطع التحرك. فعلياً أنت من أجبرني على النوم هنا ولم يكن الأمر باختياري. شعرت مين يونغ بالإحراج واجتمعت الدموع في عينيها فنهضت مبتعدة عن السرير قائلة: حسناً أنا آسفة، هذا خطئي ولن يتكرر مجدداً. أسرعت مين يونغ متوجهة نحو غرفتها بينما كان مين جو ينادي عليها دون فائدة ولم تسعفه سرعته في العودة للكرسي المتحرك والخروج خلفها باللحاق بها فطرق باب غرفتها ولم تجبه وطلب منها أن تفتح له ليتحدث معها وأبلغها أسفه ولكنها طلبت منه الابتعاد نظراً لعدم رغبتها بالحديث. خلل مين جو أصابعه في شعره وعقد حاجبيه غضباً وهمس لنفسه قائلاً: لقد بالغت بمزاحي معها، لم أتوقع ردة فعلها هذه. دخلت مين يونغ إلى الحمام ووضعت نفسها تحت المياه وهي ترتدي ثيابها وانكمشت على نفسها في الزاوية تبكي. " ما أثقل قلبي بالبكاء هو أنني وقعت عقد الزواج به يوم أمس وليلتها نمت في سريره، يبدو بأنني قد فقدت صوابي. بدأت أستحقر نفسي كثيراً، لم أشعر بنفسي لقد غفوت دون أن أدرك ذلك حتى، ربما ارتحت بعد أن قلت ما قلته له ولكن هذا لا يعد عذراً لي، لقد بت أكره نفسي التي تكذب عليه وتخدعه من أجل مصلحتي. هذا العقد سيجعل حتى قربي منه كصديق صعب، ماذا سأفعل خلال هذه المدة الطويلة، إنها ليست مجرد أيام أو شهور بل عام بأكمله، على أن أكذب وأخدع وأتظاهر بأن شيئاً لم يكن لعام كامل ولكنني سلكت طريقاً لا عودة له وعلى أن أمضي فيه حتى النهاية وعلى تحمل العواقب مهما كانت وخيمة حتى لو ... حتى لو جعلتني أفقد صديق طفولتي. " عاد مين جو لغرفته وأبقى الباب مفتوحاً لتبقى عيناه على باب غرفتها منتظراً خروجها ليتحدث معها. " لم أضع في حسباني ردة فعلها هذه، ظننت بأنها ستنزعج وربما تصرخ وتحاول ضربي حتى ولكن أن تمتلئ عينيها بالدموع بسببي هذا ما لم يخطر في بالي. تلك الفتاة التي كانت تعانقني وتقبل وجنتي كنوع من التحية والشكر لم أتوقع منها ردة فعل كهذه. لقد بالغت في مزاحي، أعترف بهذا ولهذا على أن أعبر لها عن أسفي وأخبرها الحقيقة. هذه إحدى الخصال التي أكرهها في نفسي ولم أستطع تغييرها بعد، إنها التسرع في بعض التصرفات وردود الفعل تجعلني أصدم بالنتيجة المخالفة لتوقعاتي وفي النهاية ندم ربما أعوضه أحياناً وفي أحيانٍ أخرى لا ولكن آمل أن أستطيع إصلاح خطئي هذه المرة. " خرجت جي يون من البيت بعد أن ودعت جدتها على عجلة كعادتها فهي عادة ما تستيقظ متأخرة وتبدل ملابسها على عجل لتتمكن من الوصول إلى العمل في موعدها أو متأخرة قليلاً ورغم أن المدير يتذمر من عادتها الدائمة هذه إلا أنه يعلم بأنها مجتهدة في عملها ولا أحد فيمن الصحافيين لديه يضاهيها براعة وأداءً. ربما لهذا يغض الطرف أحياناً عندما تحاول خداعه بشأن تأخرها عن عملها فأحياناً أن تسمح للآخرين بخداعك بإرادتك لتحقق غايتك ولتتجنب موقفاً سيكون واجباً عليك فعله أمام الجميع وأنت في غنىً عنه. فقد سئم مديرها من توبيخها على الأمر ذاته كل يوم أو حتى كل بضعة أيام عندما يمسك بها متأخرة أو بالأحرى متلبسة بالجرم المشهود. جلست جي يون خلف مكتبها وأرسلت بعض الرسائل البريدية وبقيت تحدق بالشاشة بلهفة وحماس فنظر زميلها سووه لها وقرب كرسيه منها وابتسم قائلاً: أنا أعرف هذه النظرات جيداً. تنتظرين أخباراً مهمة بشأن إحدى القضايا التي تحققين فيها صحيح؟ -         أجل، أنتظر الرد على أحر من الجمر، أعلم بأنه لن يكون هناك الكثير من التفاصيل ولكن تجميع المعلومات الصغيرة مع بعضها كالأحجية يعطيك في النهاية صورة واضحة، لهذا هو أمر ممتع. -         آه، لا أدري ما الممتع في الأمر، إنه مرهق ومتعب ويجلب لنا المشاكل باستمرار فلولا علاقات مديرنا المهمة هنا وهناك لما انتهت مشاكلنا بسبب هذه الأخبار التي نلاحقها. -         إذاً اعمل بجد وقم بعملك على أكمل وجه فعملنا ليس من أجل المتعة فقط، أنت تعلم هذا، يمكنك اتخاذ هذه المهنة كوظيفة أو هدف، هنا يكمن اختيارك. -         جي يون، لو كان الأمر بيدي لاخترت العمل في مجلة لأخبار المشاهير أو حتى الموضة والفن ولكن مواضيعنا تنحصر بالفساد والجرائم وهذا هو المرهق وما يجلب لنا المشاكل باستمرار. -         وهنا تكمن المتعة أيها الأ**ق، هيا عد لعملك أو اذهب للبحث عن وظيفة تحبها وتعطيها اهتمامك. -         أود ذلك ولكن لا يمكنني تركك بلا رقابة أيتها المجنونة. ابتسمت جي يون وعادت لعملها قائلة: لا تقلق بشأني واهتم بنفسك، يمكنني الاعتناء بنفسي جيداً.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD