عاد منصور الى الفيلا بعد لقائه بسارة فوجد حمزة يجلس في الحديقة فاتجه صوبه و جلس بجانبه و قال :
- ناوي على ايه تاني مش عملت اللي انت عاوزه كله فيها .
هز حمزة رأسه و قال بحيرة :
- مأظنش اني حققت اي حاجة معاها انا رجعت لنقطة الصفر تاني مش عارف مالي يا منصور مش عارف فين قلبي اللي اتحجر و كان مقرر ينتقم .
ربت منصور على يد حمزة و قال بجدية :
- قلبك بيحبها يا حمزة علشان كدا هو الوحيد اللي بيقف لك انك تكمل انتقامك منها .
تنـهـد حمزة بحيرة و حدق بوجه منصور و قال :
- سيبك مني و قولي انت كنت فين و اختفيت الصبح من بدري هو انت بتروح فين يا منصور مالك هو انت بتحب و لا إيه دا غير إني عايز أعرف أنت ليك كام مرة كدا بتقولي يا باشا ممكن أعرف السبب .
وقف منصور مضطربا و قال :
- حب ايه يا حمزة هو انا بتاع حب و كلام فاضي كل الموضوع اني بتابع عم اسماعيل علشان ميروحش يبلغ ، أما حكاية إني بقولك يا باشا فدا علشان أنت عارف كويس إني في حاجات رافض أنك تعملها و مع أصرارك عليها سكت ، بس دا مش هيأثر على صحوبيتنا و لازم تعرف أني هفضل طول عمري فضهرك ومش هسيبك أحنا سوا يا حمزة فالحلوة والمرة .
وقف حمزة بجانبه و احتضنه و قال :
- انت اخويا يا منصور مش بس صاحبى .
صعد حمزة بخطوات بطيئة الى غرفته فبحث عن غادة بعيناه و لم يجدها فتذكر انه طالبها بالمغادرة فنظر الى ساعته و علم انها ستحتاج الى اقراصها خلال وقت قريب ، فاخرج أحد الاقراص و قمسه الى نصفين و اتجه الى اسفل و لكنه لم يجدها بغرفتها فخرج و هو يعقد حاجبيه بحثا عنها و كاد ان يجمع رجاله ، و لكنه سمع صوت ضحكاتها فاتجه الى مص*ر الصوت فشاهدها تجلس بجانب احد رجاله و تتحدث معه قائلة :
- زى ما بقولك كدا كنت الاولى على الدفعة و عملت افضل تمثال على مستوى الجامعات و اتسرق من المعرض و لحد دلوقتي معرفش مين اللي اخده .
ابتسم لها علاء و قال :
- و ليه معملتيش واحد غيره .
هزت غادة رأسها و قالت باسف :
- علشان فى حاجات مينفعش تتكرر و التمثال دا كان لازم يكون نسخة واحدة و بس و .
بدأت غادة تشعر بنوبة الصداع فتغيرت ملامحها و احس بها علاء فقال بقلق :
- مالك شكلك اتغير فجأة .
تنـهـدت غادة بألم و قالت :
- الصداع رجع لي تاني إلا علاء هو انا ينفع اسألك سؤال .
ابتسم لها علاء بلطف و قال :
- اسئلى خير .
همست غادة بتعب و قالت :
- انت ليه طيب كدا و سمحت لى اقعد معاك و اتكلم و ليه بتشتغل مع حمزة و ليه حمزة بيعمل معايا كدا و بيأذيني .
ارتبك علاء و قال متهربا من الاجابة التى لا يعلمها :
- انا بشتغل هنا حراسة يا انسة غادة و بعدين الاستاذ حمزة من افضل الشخصيات اللي اشتغلت معاها و بجد مستغرب ازاي انتي شيفاه بصورة غيرنا .
بكت غادة فجأة و هى تضم جسدها بيداها تشعر بالبرد :
- طيب ليه بيعاملني كدا و مش عاوز يصدقني ليه بيذلني انا نفسى اعرف .
انتبه علاء لوجود حمزة فوقف سريعا فحركت غادة رأسها و نظرت خلفها فشاهدت ملامحه الغاضبة فقالت بلا اكتراث :
- اهو شوفت ابو الغضب حل علينا و دلوقتى يسمعني كلامه اللي زي السم و مش بعيد المرة دي يموتني بجد .
اقترب منهم حمزة و تمالك اعصابه و قال :
- سايب شغلك ليه يا علاء و قاعد هنا انا مش مدى اوامر ان المكان اللي تخرج فيه المدام محدش يقرب منه .
احمر وجه علاء و قال بصوت مرتبك :
- الانسة قصدي مدام غادة طلبت اني اقعد معاها لانها كانت خايفة و .
قاطعه حمزة بنبرة حادة و قال :
- اخر مرة يا علاء و حذاري الاقيك فمكان هي فيه اتفضل من هنا .
اختفى علاء فى لحظات فوقفت غادة تشعر بالدوار و قالت :
- ها هتعذبني ازاي النهاردة هتض*بني بالحزام و لا هتكتفني و تكهربني .
اخرج حمزة نصف القرص من جيبه فتعلق بصر غادة بيده و ارتجفت فنظر لها حمزة بقسوة و قال :
- مافيش عقاب يا غادة و كمان مافيش اقراص .
و واعقب حمزة حديثه برمى القرص أرضا و سحقه أسفل حذائه فصرخت غادة و هى تهبط إلى الأرض تحاول منعه من سحقه و لكنه دفعها بقدمه عنه و قال بشماته :
- قلت لك و حذرتك و مسمعتيش كلامي علشان كدا بكرة هتشوفي سارة بنت اخو اسماعيل هنا و عارفة هتبقى فحضن مين فحضن علاء و ادامك علشان تعرفي ان حمزة مش بيهدد يا غادة .
زحفت غادة و تعلقت بساقه و قالت :
- لا ابوس رجلك بلاش سارة دي طيبة و متستحقش حاجة وحشة بص طب ارميني بدل منها ان شالله فالنار بس بلاش سارة و النيى يا حمزة بلاش تأيى حد غيري كفايا انا كفايا انا .
رفعها حمزة و هو يحدق بها و سحبها خلفه الى غرفتها و دفعها داخلها و اغلق الباب خلفه موصدا اياه فاخذت غادة تبكي و ترجوه ، و لكنه ابتعد عن صوت بكاؤها حتى لا يستسلم لضعفه تجاها و صعد الى غرفته و حاول أن ينام و لكنه لم يستطع فرائحتها علقت بفراشه و اصبحت مص*ر عذاب له ، فوجد نفسه يعود ادراجه اليها ليفتح لها الباب فوجدها تنام أرضا فحملها و صعد بها الى فراشه ليندس بجانبها مغمضا عيناه و احاط جسدها بيده فتوسدت ص*ره و هى تهمس :
- أنا بحبك يا حمزة .
-------------------------
استيقظت سارة و هي تشعر بالذنب لموافقتها على رؤية منصور فخرجت إلى شرفتها و لمحت سيارته تصطف بعيدا عن بيتها فتوارت حتى لا يراها و تن*دت و عادت إلى الداخل و غادرت غرفتها فوجدت والدها مستيقظ فابتسمت له بارتباك و اتجهت صوبه و قبلت جبينه و قالت :
- صباح الخير يا بابا يا عسل قولي إيه اللي مصحيك بدرى كدا معقول تكون حضرتك هتسافر بالسرعة دي يا حبيبى .
ترك إبراهيم مقعده و وقف جاذباً ابنته إليه و ضمها و هو يتنـهـد و أجابها و هو يبعدها عنه قليلاً :
- قولي الحمد لله يا بنتي إن ربنا ف*جها علينا اليومين دول و كرمني و طلع لي نقله بالعربية دا أنا ما صدقت و قولت أهو الحال يتعدل شوية معايا بدل الفترة اللي قعدت فيها .
أنحنت سارة و قبلت يد والدها و عقبت :
- الحمد لله بس يا ترى المرة دي هتسافر فين .
أجابها إبراهيم و هو يجلس فوق مقعده مرة أخرى :
- هسافر أسوان إن شاء الله محمل و بأمر الله هرجع من هناك على خير محمل مش بقولك ربنا اكرمني بشغلانة كويسة ، دا أنا حتى بفكر أخد الواد أخوكي معايا يعني طالما مش فالح فالتعليم أهو يجي يونسني فالطريق ما أنتِ عارفة السكة طويلة و محتاجة ونس .
احتضنته سارة و قالت ما زحة :
- عارف يا بابا لو كان ينفع كنت أنا اللي سافرت معاك و كنت هسليك طول الطريق و مش هخليك تزهق .
ربت إبراهيم فوق يد ابنته و ابتسم قائلاً :
- و الله يا بنتي ربنا وحده اللي يعلم إني بتمنى أخدكم تتفسحوا بس هقول إيه الحمد لله كله فضل من ربنا .
**ت إبراهيم لوهلة و ابتسم برضى ثم أضاف :
- أنا بدعي بس إن ربنا يقدرني و استركم يا بنتي و ارد لك اللي بتعمليه مع أخواتك فغيابي و الله كتر خيرك إنك بتراعيهم و بتحاجي عليهم ، أنا عارف إني حملتك فوق طاقتك بس هقول إيه ما بيد من حيلة و نصيبك أنك الكبيرة يا سارة و تعتبري أم لأخواتك مكان أمك الله يرحمها ، أقولك كفايا كلام بقى و يلا روحي حضري لنا فطار حلو كدا من إيد*كي الحلوين دول بس قبلها روحي صحي أخواتك علشان يقوموا يفطروا معايا و أشوفهم قبل ما أتوكل على الله و أسافر ، على ما أطلع أسلم على عمك أسماعيل و اطمن عليه .
توجهت سارة إلى غرفتها و ايقظت اختيها سلوى و يسر و قالت :
- يلا يا بنات قوموا بابا عاوز يفطر معانا قبل ما يسافر هو و أحمد .
استيقظت سلوى و هي تفرك عيناها و قالت بتذمر :
- و هو بابا لحق يقعد معانا علشان يسافر تانى يا أبلة سارة .
داعبت سارة شعر شقيقتها الصغرى و قالت :
- قولى الحمد لله إن في شغل علشان بابا يقدر يجيب لك كل حاجة طلبتيها يا ست سلوى و دلوقتي يلا اتفضلي صحي يسر على ما أروح أصحي أحمد علشان هيسافر مع بابا .
وقفت سلوى تضع يداها على خصرها فوق الفراش و قالت بسخط :
- و اشمعنه بابا ياخد أحمد طب ما انا كمان عاوزة اسافر معاه ماليش دعوة .
أجابتها سارة بجدية و هي تبعد يداها عن خصرها :
- مش هينفع يا سلوى علشان دا شغل رجالة و مافيش مكان فيه للبنات الحلوة اللي زيك و بعدين هو أنتِ عايزة تغيبي من المدرسة و لا ايه .
اكتـسى وجه سلوى بالحزن و قالت :
- و النبى يا ابلة سارة خلي بابا ياخدني معاه و حياتي انا نفسي اسافر علشان البنات فالمدرسة يعرفوا اني بسافر زيهم و مش يتريقوا عليا و حياتي يا ابلة .
حملت سارة شقيقتها و قالت تراضيها :
- طيب لما ينزل بابا من عند عمك هقوله بس لو مرضاش متعيطيش ماشي ودلوقتي يلا روحي صحي اختك على ما احضر الفطار .
همت سارة بمغادرة غرفتهم فاوقفها رنين هاتفها فوجدته رقم غير مسجل فارتعشت بلا سبب و حدقت بالشرفة و هي تجيب الأتصال ليتحقق ظنها حين سمعت صوت منصور يقول :
- سارة هو أنتِ ليه منزلتيش لحد دلوقتي على فكرة أنا واقف مستني من بدري و .
قاطعته سارة بصوت خافت مضطرب و قالت :
- انا اسفة جدا بس انا مش هروح الكلية النهاردة و بعدين مش هينفع فعلا ان حضرتك توصلني بجد انا اسفة بس متعودتش اعمل حاجة من ورا بابا و انا حاسة انى لما وافقتك امبارح انى خنت ثقته فيا فانا اسفة يا استاذ منصور مش هقدر اخليك توصلنى تانى عن اذنك .
اغلقت سارة هاتفها و هى تشعر بالحزن لرفضها طلب منصور و لكنها احست انها فعلت الصواب .
رافق إبراهيم شقيقه إلى الأعلى بعدما أنتهو من تناول الأفطار و جلس برفقته بالشرفة يحتسيان الشاي ليتنـهـد إبراهيم و يقول :
- بقولك ايه يا سمعة يا اخويا انت عارف إن انا طالع على سكة سفر دلوقتى فمعلش هتقل عليك زي كل مرة و تاخد بالك من البنات لحد ما أرجع ، خصوصاً إني هاخد معايا الواد أحمد يونسني فالسكة .
وضع اسماعيل كوب الشاى فوق المنضدة امامه و قال :
- جرى إيه يا ابراهيم هو انت يا أخي كل مرة لازم توجع قلبى كدا ، ياخويا حسك بالدنيا و ربنا يخليك لولادك و بعدين انت هتوصينى على ولادى دول فعنيا يا إبراهيم .
ابتسم إبراهيم وربت فوق ساق شقيقه و قال :
- دا العشم يا اخويا المهم انا هقوم علشان يادوب اتوكل على الله و امشـ .
توقف إبراهيم عن أكمال حديثه حين ظهرت ابنته سارة أمامه و وقفت و هي تحدق به بقلق فسألها إبراهيم حين لاحظ ترددها قائلاً :
- خير يا سارة مالك شكلك بيقول عاوزة حاجة .
ابتسمت سارة و قالت برجاء :
- معلش يا بابا اصل سلوى نفسها تسافر معاكم فلو ينفع تاخدها .
هم إبراهيم بالأعتراض و لكنه شاهد ملامح سلوى الباكية فمد ذراعيه لها فارتمت داخل حضنه و قالت تتوسله :
- وحياتى يا بابا تاخدني معاك و صدقني أنا هبقى هادية و مؤدبة و هسمع كلامك فكل حاجة و مش هضايقك خالص بس خدني معاك أنا نفسي أسافر .
التفت إبراهيم نحو شقيقه و حدق بوجهه ليبتسم و يقول :
- خلاص يا اسماعيل ابقى خلي يسر و سارة يناموا عندك فوق بدل ما يناموا لوحدهم تحت .
و عاد وألتفت إلى ابنته سارة و قال :
- و أنتِ يا سارة معلش هتعبك روحي حضري لأختك هدوم و كمان هاتي لها غطا زيادة علشان الجو بيبرد بالليل فالطريق .
----------------------
تابع حمزة عمله فى مكتبه بعدما سمح لغادة ان تجلس معه فطلبت منه بعض الأوراق و قلم و اخذت ترسم و هى تتابعه بعيناها ، اندمجت غادة مع تلك العينان التى ترسمهما و فجأة تذكرت ذلك التمثال الذي فازت به فى عامها الأول بالكلية و الذي اختفى تماما من معرض الكلية و تسائلت كيف لحمزة أن تتشابه عيناه وملامحه مع ملامح تمثالها و هى لم تعرفه إلا منذ عامين فقط ، تعجبت غادة و هى تحدق بعينا حمزة التى تشكلت أمامها فلم تلحظ وقوفه و هو ينظر لها من أعلى ليميل فوقها و سحب الورقة منها و امعن النظر فيها و قال :
- لسه بتعرفي ترسمي بس أنا عايز أعرف اشمعنه عيوني يعني اللي رسمتيها كذا مرة إيه هو أنتِ مش معجبة إلا بعيوني .
رمقته غادة بحيرة و تركت أوراق الرسم تسقط من يدها و سألته بفضول :
- حمزة هو أنا مشوفتكش قبل كدا .
حدق بها و سألها مستفهماً :
- مالك يا غادة هو أنتِ بتنسي و لا إيه ما أنتِ شيفاني و عرفاني ليكِ سنتين و لا يكونش عقلك بدأ يفقد ذاكرته .
وقفت و عيناها تلاحق قسمات وجهه وسألته بوضوح :
- لا أنا اقصد قبل ما نتعرف من سنتين أنا بسألك أنا شوفتك زمان قبل كدا .
ابتعد عنها حمزة و أدار ظهره إليها و قال بفتور :
- لاء يا غادة إحنا متقبلناش إلا من سنتين بس .
حدقت غادة بظهره و قالت :
- غريبة جداً الحكاية دي طيب خليك معايا يمكن يكون عندك تفسير لو أنا مشفتكش قبل سنتين إزاي قدرت أنحت عيونك فالتمثال بتاعي و أنا فأولى كلية اللي أنا دخلت بيه المسابقة و فوزت بيه و بعدها أختفى ، اصل أنا متأكدة إنها هي هي عيونك أنت يا حمزة علشان كدا عايزة أعرف يمكن أكون شوفتك فمكان بالصدفة أصل أنا بحاول أفتكر بس مش قادرة أحدد .
غير حمزة سريعاً مجرى الحديث بينهما و سألها بفتور و هو يلتفت إليها مرة أخرى :
- إلا أنتِ مش ملاحظة إنك مطلبتيش الأقراص النهاردة إيه خلاص استغنيتي و لا بطلتيها .
لوت غادة شفتيها و قالت بتمني :
- ياريت يا حمزة أقدر أبطلها دا أنا بتمنى على الأقل علشان أقدر أمشي من هنا .
أثارت كلماتها حفيظته فاقترب منها و قال :
- معقول و يا ترى هتقدرى تبطليها .
ازدردت غادة ل**بها و هى تشعر بجفاف حلقها فهي تحاول تحمل ألامها حتى تُقلل من تعاطيها لتلك الأقراص و حقاً لم تشأ أن يعلم حمزة بمحاولتها فقالت رغماً عنها لتثبت له أنه تستطيع فعلها :
- أنا أكيد هقدر أيوة يا حمزة هقدر لأني لازم ابطلها و امشي .
اجابها حمزة بتهكم مخفياً غضبه عنها :
- طب ما تمشي و هو أنا حابسك و لا خاطفك يا غادة الباب عندك مفتوح و أنتِ تقدري تخرجي فأي وقت بس متنسيش كلامي ليكِ أنا قولتهالك لو خرجتي مترجعيش تاني ابدا .
أشاحت بوجهها عنه و زفرت بحسرة و هتفت :
- اومال ليه أنا خايفة امشي و أبعد عنك أنا مبقتش فاهمة نفسى أنا أصلاً إزاي قا**ه معاملتك ليا بالشكل دا و إزاي قابلة أفضل هنا و الاهم إزاي سيباك تهين فيا و تبهدلني و تذلني بالشكل دا .
جذبها حمزة لتقف أمامه و أجابها بصوت ارهبها :
- علشان أنتِ عارفة و متأكدة من إنك ملكي يا غادة و اني اشتريتك فبقيتي حقي .
أهانتها كلماته فدفعته بحدة بيدها و قالت بصوت مرتجف :
- بس أنا مش ملكك و لا إنت اشترتني يا حمزة و أنا فعلا همشي من هنا و أنت مش هتقدر تعمل لي أي حاجة و لو على الأقراص فأنا هبطلها و هثبتلك اني غير ما انت شايفنى خالص .
أبتعد حمزة عنها و اتجه صوب باب مكتبه و فتحه بغضب و ألتفت إليها و قال :
- و ماله يا غادة أمشي و أديني بفتح لك الباب بنفسي بس متنسيش إنك ماضية لي على ورقة عليها ب**تك فيا ترى سألتي نفسك الورقة دي بتاعت ايه و لا أنتِ وقتها كنتِ عاوزة القرص و خلاص و مهتمتيش تقري بتمضي على إيه .
خطت تجاهه و توقفت أمامه و باتت على مشارف خطوة من باب المكتب و رمقته بنظراتٍ حزينة و قالت :
- هيكون إيه اللي مضيت عليه غير دين فرقبتى ليك عموماً متخافش يا حمزة أنا ناوية أبطل الإدمان اللي إنت كنت السبب فيه و هشتغل و هسد لك اي فلوس أنت عاوزها منى .
**تت غادة برهة لتقول و هى تبتعد عنه بصوت عال :
- أو ممكن تسجني بالورقة يا حمزة و وقتها هتبقى قدمت لى خدمة كبيرة جداً و مش هنسهالك العمر كله .
رآها تبتعد عنه ف*جف قلبه و تصارع غضبه بداخله فصاح بصوتٍ جهوري بعدما أدرك بأنها ستنفذ ما أفصحت عنه :
- أنا مش لسة هسجنك يا غادة لأني فعلا سجنك بيها و أنتِ مش هتقدري تهربي من سجني ليكي طول عمرك .
استدارت غادة و رمقته بتحدي و أشارت حولها باشمئزاز و قالت :
- لو فاكر إنك سجنتني جوا الجدران دي تبقى بتحلم و لو كلامك علشان الأقراص اللي مافيش غيرها إلا عندك أنا قولتها أنا هبطــ .
ابتلعت غادة كلماتها بتخوف حين أسرع حمزة وأقترب منها و بدا على وجهه تعابير غامضة أثارت قلقها لتزداد ريبتها به حين أبتسم متهكماً و قال بلهجة ساخرة :
- لا يا غادة أنا مش بحلم و أنا فعلاً سجنك و أنتِ مش هتعرفي تفلتي مني أبداً علشان ببساطة أنتِ مراتي .
شهقت غادة و هزت رأسها بعدم تصديق و قالت بتلعثم :
- كـ ـذ ا ب أنـ ـت بـتـــ كـ ـذ ب علـ ـيـ ـــا يـ ـا حـ ـمـ ـز ة .
إبتسم لها حمزة بشر و قال :
- مش كذاب يا غادة و الورقة اللي مضتيها و ب**تي عليها تبقى قسيمة جوازنا و اتسجلت فالمحكمة كمان يعني سيادتك مش هتقدري تفلتي مني ابدا .
------------------