غادر إسماعيل من بيته يتلفت يمينا و يسارا بخوف و ما كاد يتحرك ليخرج من الطريق حتى ظهر له من العدم منصور و وقف أمامه يبتسم بسخرية فتراجع إسماعيل خطوات الى الخلف و ازدرد ل**به بخوف ، فعقد منصور حاجبيه و سأله بصوت جاف :
- على فين كدا من بدري يا عم إسماعيل .
فرك إسماعيل يداه و أجابه بصوت مضطرب :
- رايح على شغلى يا ابنى ربنا كرمنى بشغل النهاردة فهروح بس أنت بتسأل ليه خير فى حاجة .
رفع منصور حاجبه ساخطاً لكذب اسماعيل الواضح و قال بتهكم :
- لا مافيش حاجة عموما انا هنا علشان راحتك انت يا عم اسماعيل و حمزة باعتنى ليك علشان لو محتاج حاجة اعملهالك و بالمرة اخد بالى من الانسة سارة هي تقريبا كلها ربع ساعة و تنزل لكليتها زى كل يوم .
حدق به إسماعيل برعب و قال بتلعثم :
- يا ابنى انا اديتكم كلمتي و مش هقول أي حاجة فسيبونا فحالنا بقى .
مال عليه منصور بشكل خطير و قال :
- ما انت اللي مش جاى لي دوغرى يا عم اسماعيل و بتلف عليا و بتحور و بتقول إن جالك شغل و انا عارف و انت عارف إن مافيش ، فيلا يا عم اسماعيل ادخل بيتك و بلاش تأذي روحك انت راجل كبير و مش حمل بهدلة .
تحرك منصور بجانبه إسماعيل حتى اوصله الى مدخل البيت و كاد ان يتحدث مرة اخرى و لكنه لزم ال**ت عندما لمحها تهبط السلم ، فوقفت سارة تحدق به و اكملت نزولها و وقفت بجانب عمها و قالت :
- فى حاجة يا عمى هو حضرتك نازل بدرى كدا ليه .
حدق إسماعيل بوجه سارة برعب و هم ان يطلب منها ان تصعد مرة اخرى الى اعلى و لكن منصور لمس يده و اشاره له بعينه ليلزم ال**ت ، و اعتدل منصور فى وقفته و هو يحدق بها بإنبهار لرقة ملامحها و جمال بشرتها و وجهها الخالى من مساحيق التجميل و قال :
- عم إسماعيل نزل يقابلني يا انسة اصل أنا كنت جاى اشوفه علشان محتاجه فشغل بس هو للاسف اعتذر و قال انه تعبان .
مد منصور يده اليها و قال معرفا عن نفسه :
- انا منصور شاكر .
حولت سارة بصرها عنه بارتباك و نظرت لعمها و قالت و هى تربت على كتفه :
- معلش هو فعلا عمى تعبان له يومين بس لو حضرتك فعلا عاوزه فشغل اديله يومين كمان و هو يبقى كويس و يستلم اللي انت عاوزه او ممكن تقول طلبك و انا هحضره ليك انا كنت بساعده فالشغل و .
منعها اسماعيل من مواصلة كلماته و أبعدها عن منصور بجسده و هتف بحدة :
- لا انتى لا يا سارة انا هبقى كويس و اروح لسعادة البيه بنفسى انما انتى لاء فاهمة و يلا على كليتك انا هوصلك و .
اوقف منصور اسماعيل عن الحركة جاذبا ذراعه دون ان تراه سارة و قال :
- خليك انت يا حج انا طريقى نفس طريق الانسة هوصلها و اتصل بيك اطمنك عليها .
هزت سارة رأسها بالرفض و قالت :
- شكرا لحضرتك بس مش هينفع أصل انا بمر على زميلتى و بنروح سوا اتفضل حضرتك متعطلش نفسك .
غادرت سارة و لم تلتفت الى منصور او عمها و هى تشعر بمشاعر غريبة تجاهه فرغم حدة ملامحه و صرامته الا ان عيناه جذبتها بشكل مخيف فهزت رأسها و هى تؤنب عقلها لشرودها فيه ، تبع منصور سارة بعنياه حتى توارت بعيدا و التفت مرة اخرى الى اسماعيل و قال :
- عموما انا مش بكذب عليك حمزة باعتنى ليك فشغل هو عاوزك من اول الاسبوع تيجى تاخد بالك من الهانم زى ما كنت دايما بتعمل و بيطمنك طول ما انت بتسمع كلامه عمره ما هيزعلك ها قولت ايه يا عم اسماعيل .
ازدرد اسماعيل ل**به و فكر ان يرفض و لكنه عدل عن رفضه حينما تيقن انه بتلك الطريقة سيكون بجانب غادة فهز راسه بالموافقة و قال :
- و لو عاوزنى من بكرة انا جاهز المهم اطمن على الست غادة .
ربت منصور على كتف اسماعيل و اخرج من جيبه مظروف مد يده به اليه و قال :
- تمام يا عم اسماعيل و دلوقتي مد إيدك و خد الظرف دا حمزة باعتلك دا و بأكد عليك تيجي فاول الاسبوع عن اذنك و خلى بالك النفس اللي بيخرج من اصغر واحد عندك عندنا علم بيه سلام .
--------------------
تأوهت غادة و هى تفتح عيناها و قد شعرت بالألم فأحست و كأن سيارة دهست جسدها فحاولت التحرك و لكنها لم تستطع و بدأت تشعر بض*بات الصداع تهاجمها فتعال صوت تأوهاتها و هى تبكى ، و جذبت انبوب المحلول من ذراعها و غادرت الفراش و هى تترنح فضغطت على صدغها من قوة الض*بات التى تؤلمها و نظرت حولها تبحث عن اى شىء يخمد تلك الآلام ، تذكرت غادة اللوحة فنزعتها عن الحائط بقوتها الضعيفة و حدقت بالخزنة و لكنها لم تستطع فتحها فبكت بشدة و تكورت فوق المقعد تضم جسدها و بدأت صرخاتها تعلو ، بينما كان حمزة يقف مع رجاله فى الحديقه يمليهم أوامره بالاحتياط ألا يقترب أحد من الفيلا و عاد الى مكتبه و تن*د حينما وجد الألبوم مازال على سطح مكتبه فأعاده الى مكانه و نظر الى جهازه اللوحى و لم يجدها على فراشه ، فهرع الى أعلى بسرعة و فتح الباب بمفتاحه و دلف الى الداخل بقوة و بحث بعيناه عنها فوجدها تجلس بزاوية الغرفة فوق المقعد تضم جسدها بشدة إلى نفسها فاقترب منها و حملها فأخذت تدفعه عنها فانزلها أرضا ، فوقفت تنظر له و هى تتألم و أخذت ترجوه ان يزيل عنها ألمها و يخفف من عذاب جسدها فشعر بنغزة تطعن قلبه بشدة لحالتها و قالت بصوت يأن عذابا :
- اعمل اى حاجة بس ادينى و لو النص التانى ارجوك انت ليه بتعمل معايا كدا حرام عليك .
اخذت تتحسس ص*ره و هى ترجوه :
- عارف انا و الله محدش لمسني بس لو انت عاوزني و هتديني الاقراص خلاص خد اللي انت عاوزه بس ريحني طب بلاش ، لو مش عاوزني اقولك اقتلني ايوة اقتلني انا موافقة اموت علشان ارتاح و الله الموت اهون عليا من اي حاجة ، انت ساكت ليه اتكلم بلاش تبص لى كدا واعمل حاجة حرام عليك .
**تت و اخذت تجول بعيناها فى أرجاء الغرفة فلمحت الباب مفتوحا فأسرعت تجرى من أمامه و هرولت الى الخارج ، فأسرع حمزة خلفها يشتعل بداخله لخروجها هكذا من غرفته و لف ذراعيه حولها يعيدها الى الداخل و هو يصيح بها بغضب :
- رايحة فين بشكلك دا انتى اتجننتى .
اعماه غضبه منها من جديد فألقاها على فراشه و وجد يداه تمتد لحزامه ليخلعه و رفع يده ليض*بها به إلا أن رجائها له جعله يتراجع فالقاه من يده و قال بصوت غاضب :
- متتحركيش من مكانك فاهمة .
غادر الغرفة ليوصد بابها من جديد و دلف الى غرفة اخرى و اخرج منها بنطالا و قميصا و عاد اليها و قذف لها بالملابس فى وجهها و قال لها :
- البسى دول غطي جسمك بيهم و لا خلاص اتعودتي تعرضي لحمك الرخيص .
وقفت غادة ترتدي الملابس بأصابع مرتجفة و هى تشعر ببعض الراحة لاخفاء جسدها عن عيناه ، فاشاح ببصره عنها و قال بصوت خال من المشاعر :
- انزلي ورايا علشان تاكلي و اياكي تتحركي من المكان اللي هقعدك فيه و لو فكرتى بس تتملعني عليا و لا تعصي كلامي هرميكي لرجالتي و اخلص منك فاهمة .
هزت غادة راسها بالموافقة و هى ترتعد و نزلت خلفه تتبعه بخوف و ما ان سمعت صوت أحد الرجال حتى التصقت بظهره بخوف و تشبثت بملابسه و همست بصوت مرتجف :
- معملتش حاجة بلاش رجالتك و النبي .
زفر حمزة بألم و حاوطها بيده الى ص*ره و قال :
- متخافيش انتي هنا فامان انما لو رجلك عتبت برا الباب دا فانا ماليش دعوة بيكى ماشى .
هزت رأسها بتفهم و ما ان لمحت الطعام حتى اسرعت و جلست لتأكل متناسية ألم جسدها فوقف يشرف عليها و شعر بانها تحولت فى لحظات الى طفلة صغيرة احسها ابنته وعليه حمياتها من نفسه قبل اى شىء اخر و حينما انتهت من طعامها ، وقفت ترتجف فجأة و قالت و هى تمسك معدتها و تنحني تشعر بألم شديد :
- انت انت سمتنى علشان تخلص مني .
و ما ان انهت جملتها حتى انحنت اكثر تشعر بغثيان شديد لتفرغ ما فى جوفها أمامه فاقترب منها يشعر بالخوف و صاح بصوت غاضب :
- منصـــــــــــــــور .
دلف منصور بخطوات مسرعة و ما أن وقع بصره على غادة حتى اسرع وغض الطرف عنها و نظر ارضاً و قال :
- خير يا حمزة في حاجة حصلت .
كاد حمزة يهاجمه و لكنه تمالك نفسه و سأله بصوت غاضب و هو يُشير إلى الطعام :
- الاكل دا كان فيه ايه .
بادل منصور نظره بين غادة و الطعام و قال بصوت مضطرب :
- الاكل مفيهوش اى حاجة يا حمزة و بعدين احنا كلنا اكلين نفس الاكل ممكن تكون معدتها تعبانة او او .
حدق به حمزة بعينان ينطلق منها شرر الغضب و قال :
- او ايه انطق .
اجابه منصور بخوف :
- ممكن تكون حامل .
دفعه حمزة عنه بشدة و صرخ بوجهه يطرده الى الخارج و توجه اليها بقسوة و قبض على شعرها بشدة و قال بصوت غليظ :
- حامل يا غادة انتى حامل دانا هقتلك هقتلك .
ولف حمزة يداه حول عنقها يضغط عليها بشدة فحاولت غادة فك قبضته عنها و لكنها لم تستطع فأرخت ذراعيها و اغمضت عيناها و قالت بصوت متحشرج :
- والله مظلومة انا انا مش مش حامل صدقني .
ارخى حمزة اصابعه ببطء و سمح لها بالتقاط الهواء و لكن احساسه بخيانتها لها مازل يؤلمه فسحبها خلفه جارا اياها حتى صعد بها الى غرفته و دفعها أرضا و نظر لها بغل و قال :
- عارفة لو كنتى حامل و بتكذبى عليا هعمــ .
**ت حمزة حينما زحفت غادة من جديد و استندت على حافة فراشه لتتجه الى مرحاضه لتفرغ ما فى جوفها من جديد و هى تصرخ متألمة فأتجه نحوها و وضع رأسها اسفل الماء فاحست بالراحة و ازاحت يده بعيدا عنها بالمنشفة التى قدمها لها وخرجت تستند الى الحائط و الماء يسيل من شعرها و وقفت تحدق به و عيناه تلاحقه ليجيبها لما يفعل بها كل هذا اقترب منها حمزة و قال يسئلها :
- لاخر مرة هسئلك قولى الحقيقة يا غادة انتى حامل .
صرخت غادة ببكاء و قالت :
- لا انت ليه مش عاوز تصدقنى بقولك لا هبقى حامل ازاى و محدش لمسنى .
وضع حمزة يده على كتفها و نظر فى عيناها و رأى دموعها و احس بصدقها و لكن الشك يحاصره فاستندت اليه غادة بضعف و همست تطلب منه اعطائها ذلك القرص فابتعد عنها و اتجه الى خزينته ليخرج لها نصف القرص الاخر و مد يده لها به فاخذته و ابتلعته و توجهت الى طرف الفراش وجلست تضم ركبتيها الى ص*رها و قالت :
- ليه يا حمزة بتعمل فيا كدا ليه خلتنى ابقى مدمنة و ليه جانيت قالت لى ان الاقراص دى عمرى ما هلاقيها الا عندك انت و بس .
تن*د حمزة و جلس يواجهها و قال :
- علشان أنا عملتها مخصوص ليكى انتى و بس عارفة ليه علشان تبقى بالشكل اللي انا شايفه دا و اخد منك كل حاجة .
ابتسمت غادة بألم و قالت :
- و مرتاح لما اخدت كل حاجة .
هز حمزة رأسه بالنفى و قال :
- للاسف اهم حاجة كنت عاوزها طلعتي بيعاها من زمان .
بدأت غادة تشعر بالراحة و الخمول فتمددت امامه و قالت بدون وعى :
- مفتكرش فى حاجة انت مخدتهاش مني يا حمزة فاضل روحي و تبقى عملت اللي انت عاوزه بس يا ترى ضميرك مرتاح بعد ما دمرت حياتي كدا .
وقف حمزة يشعر بعصبية بسبب لهجتها و حديثها و قال :
- انا مدمرتش حياتك يا غادة انتى اللي دمرتني نفسك بنفسك لما سلمتي نفسك لحسين .
نامت غادة على جانب جسدها و رمقته بنظرة متكاسلة و قالت :
- هو انت عليك عفريت اسمه حسين على فكرة انا معرفش حسين دا اساسا و اصلا معرفش رجالة و مكنش ليا صحاب فالكلية إلا بنتين تلاتة و انت لما دخلت حياتى من سنة تخيل عشت معاك أجمل سنة فعمرى كله علشان أدفع دلوقتي تمن السعادة دي و بردوا على ايد*ك .
جلس حمزة بجانبها و قال :
- عاوزة تفهميني ان عمرك ما حبيتي يا غادة .
حدقت به غادة بصدق و اجابته :
- أنا طول عمري خايفة أحب و حاسة انى لازم احافظ على قلبي و على ل**نى أنه مينطقش كلمة بحبك الا للانسان اللي يستحقها .
اجابها حمزة دون ادراك و قال :
- بس انتي اعترفتي لي انك بتحبيني يا غادة و .
لمست غادة يده باصابع مرتجفة و قالت :
- علشان عرفت انك الانسان اللي كنت بستناه طول عمري و لحد دلوقتي حتى لو هموت على ايد*ك مش ندمانة اني حبيتك و عمري ما هقول لغيرك بحبك ابدا .
لامست كلمات غادة قلب حمزة فاقترب منها و لكنه تذكر كلمات حسين عنها فاحس بالنيران تلتهم قلبه فقال يسألها مرة أخرى :
- و حسين يا غادة و غيره .
اغمضت غادة عيناها و قالت :
- اعمل ايه علشان تصدق اني معرفش حسين دا انا مش فكراه اساسا و .
جذبها حمزة و مال عليها و قال :
- طريقة واحدة هعرف منها يا غادة .
ارتجفت غادة بسبب نظراته التي تلتهما و قالت :
- قصدك ايه انت ناوي تعمل ايه .
حبسها حمزة بين ذراعيه و قال :
- اخد باقي حقي منك .
دمعت عين غادة و قالت :
- بس انت ملكش اي حق عندي يا حمزة حبي ليك ميدكش اي حق فيا .
ضحك حمزة بسخرية و قال :
- إيه هو انتي من شوية لسه طالبة مني اخد اللي انا عاوزه معقول لحقتي ترجعى فكلامك و لا علشان اخدتي الم**ر خلاص معدش لحمزة لزمه اومال هتخدي القرص اللي بعده ازاي و لا هتبطلي تعاطي .
اغمضت غادة عيناه تخفي حزنها و قالت :
- ياريتني اقدر ابطل يا حمزة بس خلاص انت حققت مرادك و خلتني مدمنة فاضل جسمى عاوز تطوله و ترميني بعد كدا عموما لو دا اللي هيخليك تحس انك حققت انتصارك عليا خد اللي انت عاوزه و سبني امشي من هنا .
قبض حمزة على ذقنها بقسوة و قال :
- حتى لو اخدت روحك نفسها يا غادة مش هتساوي حقي اللي عندك .
ابتعد عنها حمزة و اكمل :
- من بكرة هتنزلي الاوضة اللي كنتي فيها فالبدروم تحت دي هتبقى اوضتك و كمان هتشتغلى فالفيلا هنا قصاد ما هد*كي الاقراص و اظن انك مش محتاجة انبه عليكي يا غادة ملكيش دعوة باي حد من اللي شغالين فالفيلا و اياكي المحك برا الفيلا من الاساس و خلي بالك عم اسماعيل هيجي يشتغل هنا لو ل**نك اتكلم بحرف واحد هقتلك .
ضحكت غادة بتهكم و قالت :
- يبقى اول حاجة هعملها اول ما انزل اني اتكلم علشان تقتلني انا قلتهالك و بقولها اقتلني معدتش تفرق .
قبض حمزة على ذراعها و لفه بشده خلف ظهرها و قال :
- لو عملتيها و اتحدتيني يبقى هتشوفي عم اسماعيل و هو بيموت و بنت اخوه بين احضان رجالتي .
حدقت غادة بوجهه بصدمه و قالت :
- انت شيطان مش انسان ابدا كل دا ليه بتعمل كل دا ليه عاوز مني ايه يا حمزة عاوز جسمي خده عاوز تقتلني اقتلني ، بس ملكش دعوة بعم اسماعيل و لا بنات اخوه هما ملهمش ذنب فاللي بينك و بيني و اللي لحد الان مش عرفاه .
ترك حمزة ذراعها و قال :
- انزلي يا غادة اوضتك و متخرجيش منها إلا لما اامرك .
-------------------------
خرجت سارة من كليتها تبحث عن صديقتها نادية و لكنها لم تجدها فسمعت صوته الخشن يقول :
- تسمحي لي اوصلك يا انسة سارة .
التفتت سارة و نظرت بارتباك تجاه منصور و سألته بخجل :
- استاذ منصور هو حضرتك هنا ليه .
شعر منصور بالحرج و قال :
- بصراحة و من غير لف مقدرتش مشوفكيش تانى مش عارف ليه من ساعة ما شوفتك و انا مشغول بيكي جدا ومعرفتش اشوف اللي ورايا غير لما اشوفك تاني انا اسف بس انا صريح .
احمر وجه سارة بشدة و قالت :
- بس انا معرفكش علشان تجيلي الكلية و تقولي الكلام دا و .
قاطعها منصور و قال :
- و انا حابب اعرفك على نفسى لو بس تديني الفرصة ها قولتي ايه صدقيني يا انسة سارة مش هتندمي .
لم تدري سارة ماذا تفعل فقلبها يحثها على الموافقة و عقلها ينهرها بشدة و لكنها اغمضت عيناها عن تنبيه عقلها و قالت :
- خلاص موافقة .
احس منصور بسعادة عارمة حينما سمع موافقة سارة ففتح لها باب سيارته لتصعد بجانبه و قال و هو يديرها :
- ها تحبي تروحي فين أأمريني يا انسة سارة .
ابتسمت له سارة بخجل و قالت :
- حضرتك قولت هتوصلني للبيت مش لمكان تاني علشان اختار و .
مد منصور يده و لمس اصابعها ليحتوي كفها بقبضته فدق قلب سارة بقوة و سحبت يدها منه و حدقت به فاسرع منصور و قال :
- انا اسف بجد اندفعت فاحساسي سامحيني انا هروحك على طول و .
اشاحت سارة ببصرها عنه و لزمت ال**ت و حينما اقتربت من مسكنها همست بارتباك :
- لو سمحت نزلني بعيد عن البيت معلش علشان محدش يتكلم و يسئل .
استجاب منصور لطلبها و قال :
- ممكن تسمحي لي اجي اوصلك الصبح ارجوكى .
هزت سارة راسها بالموافقة و اسرعت فى سيرها تبتعد عنه و قلبها يتراقص بين ضلوعها .
------------------------