{5} و سقطت في الفخ .

2884 Words
أنتاب غادة دوار عاصف أطاح بتوازنها و جسدها يعلن عن سقمه و غثيانه لتذكره لمسات حسين المهينة لجسدها و أهانات حمزة المستمرة لها فقالت و الصدمة تحتل كيانها بأكمله بسبب تصرفاته المقيتة معها : - أنا مش مصدقة اللي سمعته منك دا معقول أنا مراتك أنت طيب إزاي مراتك و خلتني أقلع هدومي ، و سبت بني آدم قـذر زي حسين يلمسني و أنت قاعد تتف*ج عليا و مهتمتش بيا و أنا بترجاك أنك تبعده عني ، إزاي قبلت على نفسك تشوف حاجة زي دي رد عليا إزاي يا حمزة ، لأ لأ أنت أكيد بتكذب أيوة بتكذب لإن مافيش راجل فالدنيا يرمي مراته لراجل تاني و يقف ساكت . ثار غضبه لتذكره أمر حسين و أحس حمزة أن زمام غضبه سيفلت من بين يداه بعد أشعال غادة لفتيله فحذرها بصوتٍ متصلب : - خلاص يا غادة موضوع حسين اتقفل وفبلاش تفتحي كلام فيه علشان أنتِ الوحيدة اللي هتزعل فالاخر بسببه . هزت غادة رأسها رافضة الأنصياع له و قالت بصوت عال : - مش خلاص يا حمزة مش خلاص علشان أنا عاوزة أفهم إزاي ترضى على كرامتك و على نفسك كراجل إنك تعريني بالشكل دا ، إنت عارف وصفك إيه يا حمزة إنت ديوس و مش راجل و . صفعها حمزة بقسوة ليخرس الكلمات بحلقها و صاح بغضب عارم : - أنا راجل غصب عنك راجل و سترتك و لاميت فضايحك من على النت يا محترمة يا شريفة ، أنا لو مش راجل كنت سبت حسين يكمل إنما أنا قتلته علشانك لأنك من البداية و أنتِ بايعه نفسك له و رغم كدا مقبلتش انه يلمسك ادامى أنا لو عليا كنت اقتلك و أغسل عارك . و ضعت غادة يدها تغطي اذنيها و صرخت بحدة : - بس بس إنت عايش فالوهم و مصدقه إزاى تصدق اني أرضى أسلم نفسي لاي راجل و لا أقبل بحاجة زي كدا إزاي . حدق بها حمزة بعينان اسودتا من الغضب و أزال يداها عن اذنيها و قال : - زى ما سمحتي لنفسك تقلعي علشان خاطر قرص و سمحتي لنفسك تنامي جانبي و انتي متعرفيش إنك مراتي و زي ما شوفت بعيني صورك و فيديوهاتك على النت و أنتي مرمية بين احضان عشيقك . رفعت غادة يدها تخفى شهقات بكاؤها و ابتعدت عنه لتقف أمام باب فيلته و قالت : - يبقى تطلقني علشان متتوسخش بسببي يا حمزة و عاري ملكش دخل بيه علشان أنا أولى بيه عنك . اختفت غادة من أمام ناظريه فلحقها حمزة بنظراته و لمح علاء يقف أمامها يمنعها من الخروج فأشار له حمزة بأن يدعها تغادر و عاد إلى الداخل من جديد ليتناول هاتفه و يحادث منصور قائلا له : - خليك ورا غادة يا منصور لو سمحت و اطمن انها وصلت عند عم اسماعيل و عين حد علشانها و بلغه أني عايز اعرف عدد أنفاسها. أغلق حمزة هاتفه و جلس و دفن رأسه بين كفيه متذكرا اتهامها له بأنه ديوس سمح لغيره بلمسها ، فشعر بالغضب من نفسه يزداد و ما هى إلا لحظات حتى ارتفع رنين هاتفه فألتقطه بحدة و أجاب بغلظة ليسارع منصور بقوله : - غادة أختفت يا حمزة أنا دورت عليها حوالين الفيلا ملهاش أي أثر و مش عارف هي راحت فين . قذف حمزة هاتفه و غادر و الغضب يعمي بصيرته و توجه صوب البوابة و بحث بعيناه عن علاء و لكنه لم يجده فصاح بمنصور و قال : - أجمع لي الرجالة علشان نطلع ندور عليها و شوف لي علاء راح فين يا منصور هو مش كان لسه واقف قبل ما غادة تخرج و . اتاه صوت علاء من خلفه يقول : - أنا هنا يا باشا بعتذر بس كنت بشرب حضرتك تؤمرني بحاجة . حدجه حمزة بحدة و سأله : - مشفتش مدام غادة مشيت من انهي طريق . هز علاء رأسه بالنفى و قال : - لاء حضرتك أنا سبتها تخرج زي ما أمرت و دخلت أشرب و مشفتهاش مشيت منين . صاح حمزة يطلب من منصور مراجعة الكاميرات فانصرف منصور سريعا لغرفة المراقبة و وقف حمزة يحدق بملامح علاء بشك متزايد فابتعد عنه علاء حتى عاد منصور و قال : - للأسف مدام غادة **رت الكاميرا و مش باين هى مشيت منين . سب حمزة بصوت عال و قال يهدر فالجميع : - ساعة زمن و لو مراتي مرجعتش و لا واحد فيكم يرجع تانى . و أسرع حمزة إلى خارج الفيلا يبحث عنها بعيناه فأمر بإخراج سيارته و قادها متوجها إلى منزل إسماعيل ، لم يدرى حمزة كم من الساعات مكث مراقبا منزل إسماعيل لعله يرى غادة و حينما تأكد أنها لم تعود إليه عاد إلى فيلته يشعر بغياب روحه عن جسده بسبب فقدانه لها . ------------------------- حاولت سارة أن تشغل نفسها عن التفكير به و لكنها دوما ما تشعر بعيناه تراقبها فنهرت نفسها بشدة فأخذت تنظف منزلها ، و حينما أحست أن قواها قد خارت سمعت زوجة عمها تناديها فصعدت إليها و ابتسمت فعلقت زينب على حالها و قالت : - ايه يا بنتى هو لازم تجهدي نفسك كدا لما تهدي على نفسك شوية أنتِ مبتلحقيش ترتاحي . اجابتها سارة و هى تتنفس بتعب : - و الله يا خالتي أنا قولت أنضف البيت طالما بابا أخد معاه أحمد و سلوى و بما إني أجازة من الكلية و أنا الحمد لله خلصت و بكرة إن شاء الله هرجع أنتظم فالكلية من تاني و هعوض الغياب اللي غبته . ربتت زينب على ظهر سارة و قالت : - طيب طالما خلصتي روحي غيري هدومك و تعالي أنتِ و يسر علشان نتغدا كلنا مع بعض و اهو تريحي لك شوية من هدة الحيل دي . اومأت سارة برأسها و قالت : - حاضر يا خالتي أنا هروح بسرعة أغير هدومي و هجيب يسر فايدي و أجي بس قوليلي هو عمي فين أنا مشوفتوش النهاردة خالص . تنـهـدت زينب بحزن و قالت : - عمك من ساعة ما راح يشوف غادة الصبح و هو لسه مجاش دا يا حبة عيني مش مريح نفسه و حاسس بالذنب ناحيتها . سألتها سارة بحيرة : - بس مش غريبة انها تختفي كدا فجأة و تتجوز فجأة من غير ما تعرف حد هى صحيح طيبة و فحالها و أنا حبيتها اوى لما جت قعدت معاكم هنا ، بس بسأل نفسي هي ليه مراحتش تقعد عند خالها و فين فلوسها هى مش ابوها ساب لها كل حاجة فوصيته بيع و شرا . لوت زينب شفتيها و قالت : - و الله يا بنتي علمي علمك هي من بعد وفاة ابوها و يمكن من قبل ما يموت كمان و حالها متغير دا حتي عمك كان بيقول انها على طول سرحانة و تعبانة و انا شوفت دا عليها دي مكنتش بتنام من الصداع يا حبة عينى ، و بعدين قالت إن فلوسها راحت و مرضتش تحكي حاجة و عمك انتي عرفاه مرضاش يسيبها تبعد عنه لما عرف ان خالها طردها لما عرف انها معدش معاها فلوس دا عنده بنت يا ستار يارب عقربة . ضحكت سارة بتهكم و عقبت : - عارفة ما هى بنت خالها معايا فالكلية تحسيها كدا كتلة غرور و رخامة ماشية فالأرض بتعامل الكل بطرف مناخيرها كأنها بنت رئيس الجمهورية المهم انا هنزل اجيب يسر و نيجي و ان شاء الله يكون عمى وصل . ----------------- وقف حمزة يحدق فى وجه إسماعيل لا يجد كلمات ليجيب سؤاله فماذا لديه ليقوله : - أضعت زوجتي أى رجل أنا لأبلغ ذلك العجوز بـــ بلعنة فقدانى لحبيبتى ، لا أفق يا حمزة أنت لم تحبها عليها ا****ة أن أحببتها كيف و انتقامك و رجولتك التى تناثرت لا لا أنا لم أحبها لم بل أحببتها منذ رأيتها في ذاك اليوم البعيد منذ سنوات قبل أن تدخل كليتها بعامين حينما ، وجدتها تجلس بين الزهور فى حديقتها ترسم كما كانت منذ يومين ، يومها وقفت تحدق كأنك رأيت زهرة برية لا مثيل لها و حينما رفعت عيناها و وجدتك تحدق بها لملمت أوراقها و هربت من أمامك سريعا و اختفت فى لحظات لم تعي أنها حفظت عيناك إلا حينما رأيت تمثالها في معرض الكلية لترى إنعا**ك أمامك فـــ . - يا ابنى ريحني و خليني اقابل الست غادة أنا عايز اطمن عليها و همشي انا هنا من الصبح و . عاد حمزة إلى واقعه حينما وقع على سمعه كلمات إسماعيل فكور قبضته بعنف و قال : - قلت لك متقولش اسمها على ل**نك صح و بعت لك انك هتيجى أول الاسبوع ايه جابك دلوقتى اتفضل يا عم إسماعيل و بلاش تخليني اتصرف معاك بطريقة متعجبكش و متجيش هنا إلا لما ابعتلك فاهم . تنـهـد إسماعيل بأسى و قال هامسا : - لله الأمر من قبل و من بعد ماشي يا سعادة البيه بس خد بالك منها الله يخليك و . ض*ب حمزة بقوة على مكتبه و صاح بغضب : - جرا إيه يا عم اسماعيل هو انت هتوصيني على مراتي بقولك إيه أمشي يا عم اسماعيل و بلاش توجع دماغي . نادى حمزة بصوت جهوري على منصور ليرافق إسماعيل إلى الخارج ، و جلس كما تعود يحدق بتلك الصور التي إلتقاطها لها أثناء نومها و إحساس الحزن يتملكه . في حين أصر منصور أن يرافق إسماعيل حتى منزله لعله يراها و يشبع عيناه منها فسأله بصوت مرتبك : - مش محتاج لاي مساعدة يا عم إسماعيل . هز إسماعيل رأسه و قال : - لا يا بيه شكرا كفايا لحد كدا . و أخرج إسماعيل مظروف من جيبه و قال : - و ياريت لو ترجع الظرف دا للباشا بتاعك علشان انا مقبلش ادخل على بيتي قرش حرام . أوقف منصور السيارة فجأة و نظر إلى إسماعيل بدهشة و قال : - فلوس حرام ايه يا عم إسماعيل هز انت مفكرنا إيه على فكرة الأستاذ حمزة و انا شركاء فمصنع أدوية إحنا صيادلة يا عم إسماعيل مش بلطجية . بهتت ملامح إسماعيل و قال معتذرا : - حقك عليا يا ابنى بس تهديد البيه و كلامك حسسيى انه يعني ماشي فسكة مش تمام . ابتسم منصور و قال : - تصدق يا عم إسماعيل إن مافيش أحن من قلب الأستاذ حمزة بس هو اللي عصبى شوية و لما بيغضب بيقلب إنما عمره ما . **ت منصور فجأة فهو يعلم أخطاء صديقه و لم يشأ أن يتحدث بالكذب فقال و هو يرجع المظروف لإسماعيل : - خد الفلوس يا عم إسماعيل و انت مطمن إحنا كمان منقبلش الفلوس الحرام . أكمل منصور قيادة السيارة حتى صفها أسفل منزل إسماعيل ليتفاجىء بطلب إسماعيل منه الصعود إلى أعلى معه فأحس منصور بسعادة غريبة لأنه سيكون قريبا منها ، فصعد معه لتستقبلهم بابتسامه بهتت حين شاهدته مع عمها فأسرعت بالاختباء بجانب زوجة عمها و قلبها يعزف ألحان الشوق بقوة ، و ما هى إلا لحظات حتى طلبت منها زوجة عمها إعداد الطاولة لتخرج سارة من جديد و تشرع فى ترتيب المائدة ، فلمحت شقيقتها يسر تجلس بجانب منصور و تتحدث معه براحة لتسكن الغيرة نفسها و تجتاح قلبها فنادت عليها بحدة و قالت : - يسر تعالى حضري معايا بدل ما انتى قاعدة كدا . استئذنت يسر من منصور و وقفت بجانب سارة و همست بهيام : - شوفتي حد بالحلاوة دي قبل كدا يا سارة ايه دا عليه جوز عيون يدوخ و . ض*بتها سارة بكفها فوق رأسها و قالت محذرة اياها : - احترمي نفسك انتى صغيرة على الكلام دا و بعدين عيب اوي لما تتكلمي بالطريقة دى عن ضيف عمك . حكت يسر رأسها إثر ض*بة سارة و قالت : - دا مش ضيف خلاص احنا بقينا صحاب و اخدت رقمه كمان و بعدين ايه مالك تكونيش غيرانة يا سارة . حدقت سارة بها بضيق و قالت : - بلاش هبل يا يسر و هو هغير عليه ليه أكونش أعرفه مثلاً و بعدين بطلي كلام و ادخلي هاتي الاكل من خالتك زينب كفايا سيبنها طول اليوم لوحدها . جلس منصور بجانب سارة على مائدة الطعام و أثنى على الطعام و شكر زينب و إسماعيل لدعوته ، و قبل أن يغادر المائدة أنزل يده أسفل الطاولة ليلامس يد سارة فارتبكت و سقطت منها ملعقتها أرضا فانحنى منصور ليأتى لها بها فى نفس اللحظة التى إنحت هى الأخرى ليحدق في عيناها و يحرك شفتيه لها و هامساً : - وحشتيني . أحمر وجه سارة بشدة و سعلت فاستئذنت لتغادر حتى تتناول القليل من الماء و وقف منصور معها يسئلها أن ترشده إلى المرحاض ، فسارت بجانبه ليختفيا عن أنظار الجميع فمد منصور يده قبض على يدها و رفعها إلى فمه و قبلها وسط دهشة سارة التى سحبت يدها و ص*رها يعلو و يهبط بشدة فاغمضت عيناها فسمعته يهمس بصوت خشن و يقول : - متغمضيش عينك عني علشان أنا عاوز أشوف إحساس عيونك بيا لأنى متأكد إنك حاسة بنفس إحساسي ، مش كدا يا سارة صح انتى حاسة بيا انا عاوز اقول إيه بصي انا مش هعرف اتكلم هنا هستناكي بكرة اوصلك ارجوكى مترفضيش . هزت سارة رأسها موافقة فهى لم تستطع الرد عليه بسبب مشاعرها التى انطلقت كالفراشات بداخلها . ------------------------- في جوف الليل حاولت غادة أن تغفل و لكن جسدها كان يؤلمها بشدة فهى قاومت أوجاعها كثيرا و لكنها لم تعد تتحمل فكتمت صوتها حتى لا يسمعه أحد ، و أقتربت من النافذة و طرقت عليها و ما هى إلا دقائق حتى دلف إليها علاء و قال : - تؤمريني بحاجة حضرتك . حدقت به غادة بألم و قالت : - أنا مش قادرة أتحمل يا علاء و حاسة انى بموت أرجوك حاول تجيب لي أي حاجة تمنع الوجع دا ارجوك يا علاء . حدق بها بشفقة ليسارع و يغض بصره عنها خافضاً رأسه و قال : - حاضر انا هحاول بس انتى لازم تتحملي طالما عاوزة تبطلي أنا زي ما قولت لك هساعدك بس أوعي حد يحس بيكي ، انتى متعرفيش اليومين اللي عدوا دول مروا إزاي علينا كلنا و الباشا بقى عامل ازاي أنا أول مرة أخاف بالشكل دا بس مش على نفسي ، صدقيني أنا خايف على حضرتك خصوصا أن في واحد جه و يسأل عليكى و الجو بقي مكهرب على الآخر و مش هعرف أخرج أجيب لك منوم زي اليومين اللي فاتوا فلو بس تتحملي ساعة كمان ساعتها هقدر اتصرف و عموما انا هرجع لك تانى لما الجو يبقى أمان . حدقت غادة به بوجه متألم و قالت : - ماشي هحاول بس أرجوك متتأخرش عليا . غادر علاء من غرفة غادة و توجه صوب غرفة المراقبة ليتفاجي بوجود حمزة بداخلها فاضطرب و لكنه تمالك نفسه ليحدجه حمزة بريبة خاصة بعدما علم من أحدهم انه يتسلل بعيداً و يختفي عدة مرات في اليوم فضيق عيناه و سأله : - ممكن أفهم أنت بتختفي فين يا علاء كل شوية و ليه كل ما تصادف اطلع مش بلاقيك فمكانك بقولك إيه لو انت مستغنى عن الشغل قول و انا اشوف حد غيرك و لعلمك انا مش هنبه عليك تانى و اظن كلامى مفهوم اتفضل على شغلك . ازدرد علاء ل**به بتوتر و علم أنه لن يستطيع الخروج ليجلب لغادة ما يساعدها و يخفف عنها آلامها و أحس بالخوف عليها بشدة خاصة و عينا حمزة تلاحقه فى كل مكان ، في حين حاولت غادة أن تكتم صوت أنينها فهى لم تعد تتحمل فاليومان المنصرفان أعطاها علاء حبوب منومة لتغرق في النوم و لكنها الآن باتت تشعر بألام مبرحة . لم يستطع حمزة تقبل إختفاء غادة و لم يستطع النوم كذلك فهو يفتقد أنفاسها معه و لم يدرى لماذا يشعر بأنها بالقرب منه فغادر مكتبه و توجه إلى الحديقة و جلس أرضا و شخص بعيناه إلى السماء ، ليعود بذاكراته لثلاث سنوات مضت حينما علم أنها إلتحقت بكلية الفنون الجميلة فذهب إليها ليراها كما رآها سابقا زهرة برية و لكنه عقد حاجبيه حينما رأى ذلك السمج حسين يحوم حولها و رأها تنفعل عليه بشده و تدفعه بيدها و تصيح بوجهه : - لو إتكرر منك تاني إنك تضايقني صدقني ساعتها أنا هزعلك أوى علشان مش غادة يحيي الفقي اللي عيل فاشل زيك يعمل الحركات دي عليها و دلوقتي امشي يلا و شوف طريقك بعيد عني . لم تمهل غادة الشاب الفرصة و ابتعدت عنه ليشعر حمزة لحظتها بأنه يريد معانقتها لما فعلته و لكنه عبس حينما تذكر من هى ، فحرص حمزة على مراقبتها بنفسه يوميا حتى علم باشتراكها فى مسابقة النحت فتتبع عملها ، و يوم فازت بالمركز الأول شعر بالسعادة معها ليصدم حينما وجدها و قد نحتت بعض ملامحه فى تمثالها فأصر على الحصول عليه ليتسلل هو و منصور ليلا و يحصلا عليه واضعين مبلغ مالى نظيره ، و ها هو تمثالها يقبع فى تلك الغرفة مع كل مقتنياته الخاصة بها و التي أصبحت ملكاً له . زفر بقوة و هو يتسائل كيف لها أن تتحول بعد ذلك للنقيض فهو صدم كلياً حين رأى صورة تجمعها بحسين و باتت فيها و كأنها تجلس مع حبيبها ، لتُشعل تلك الصورة غضبه فقرر حينها على تنفيذ مخطط أنتقامه منها ، فعكف في معمله أيام و ليالٍ طوال حتى غادره و بحوذته ذلك القرص الذى **مه خصيصاً لها ، و بدأ حمزة بتنفيذ خطته فدفع بجانيت بطريقها ، أقتربت منها و تعرفت عليها و صارت صديقة لها و حرضها على وضع أول قرص لها بمشروبها الخاص ، و لم تدرك غادة أنها أصبحت على أول طريق الأدمان . ليبدأ حمزة خطوته التالية فظهر بحياتها و عرف عن نفسه قائلاً : - حمزة توفيق ابن المستشار توفيق اللي كان بينه و بين والدك صديق مشترك جمعهم ببعض مرة ، لكن للأسف معرفتهم مستمرتش لإن والدي الله يرحمه أخدني و سافرنا برا مصر و لما أتوفى رجعت مصر علشان أحاول أتواصل مع كل أصدقائه القدامى ، و زعلت جداً لما عرفت إن والدك الأستاذ يحيي أتوفى هو كمان . أُخذت غادة بشخيصته و هيبته و رجولته الطاغية خاصة حين أبلغها بأنه أحب موهبتها الفنية و وافقت على دعوته لها لتناول العشاء ، و انتظرته بفيلتها ليمر عليها مصطحباً إياها إلى مطعمه المفضل ليستحوذ عليها جعلها تظن أنه متممها في كل شيء ، جلست بجواره و بجو رومانسي حالم تنصت إليه باهتمام و هو يخبرها عن حياته بالخارج و أشفقت على حاله حين أخبرها كم أفتقد جو الدفء الخاص ببلده و أشتياقه لأن يكون بين أشخاص يحبهم و يحبونه دون مصلحة أو نفاق ، و حين انتهت أمسيتها معه أدركت غادة أن حمزة هو فارس أحلامها الذي طالما تمنت أن يظهر بحياتها ليسكن قلبها . ------------------------
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD