{2} تـهـديد قاس .

2396 Words
ولج اسماعيل و عيناه ترحل متتبعه كل شيء حوله حتى استقر نظره على ذلك الجالس خلف مكتبه لا يعيره أي اهتمام فوقف امامه و هو يتسائل فيما يريده فحمحم بصوت خافت و قال : - السلام عليكم يا سعادة البيه حضرتك طلبت تقابلني خير يا فندم . لم يرفع حمزة عيناه عن الاوراق امامه و قال بصوت اجش : - اتفضل اقعد يا عم اسماعيل دلوقتى اخلص الشغل اللي فايدي و افضالك المهم قولي تحب تشرب إيه . جلس اسماعيل باضطراب و هو يجول بنظره في المكان و قال : - شكرا يا سعادة البيه بس لو تطمني و تقولي بعت طلبتني ليه . وضع حمزة الاوراق من يده و رفع حاجبه بتعالٍ و قال بلهجة فاترة : - على الرغم من أني قولت لك هخلص شغلي واتكلم معاك بس واضح انك مستعجل علشان كدا أنا هريحك و أقولك أنا بعت أجيبك عندي ليه يا عم اسماعيل ، بص يا سيدي أنا في ناس بلغتني أنك بتدور على غادة يا ترى ممكن اعرف أنت صلتك إيه بيها علشان تدور عليها . هب اسماعيل من فوق مقعده فور سماعه اسم غادة لتبهت ملامحه حين واصل حمزة كلماته و رغم قلقه الذي ثار بداخله إلا أن لهفته على معرفة مكان غادة جعله يقول : - هو حضرتك تعرف مكانها يا بيه بالله عليك يا بيه لو تعرف مكانها تقولي و تطمني عليها أحسن أنا هتجنن عليها ليا يومين ربنا يطمن قلبك يا بيه . تملك حمزة أحساس بالضيق لأهتمام اسماعيل المبالغ به بغادة فعقد حاجبيه وأشار له بأن يلزم ال**ت و قال بصرامة : - اقعد يا حج اسماعيل و اسمعنى علشان الكلمة اللي بقولها مش بعيدها تانى من الأخر كدا اسم غادة بمجرد ما انت هتخرج من هنا هتنساه و تمسحه من ذاكرتك نهائي و اياك تستخف بكلامي احسن اندمك صحيح انت معندكش ولاد بس عندك اخ عنده كوم لحم فخاف عليهم و غادة ملكش دعوة بيها نهائى فاهم . اتسعت حدقتا اسماعيل و باتت نظراته وجلة بخوف و لكنه سرعان ما نفض خوفه هذا خلف ظهره و قال بثبات غير مهتم بتهديد حمزة له : - أنا أسف يا سعادة البيه مقدرش علشان الست غادة دى فغلاوة ولادى اللي ربنا حرمنى منهم وابوها الله يرحمه له افضال كتير عليا ، و انا مقدرش لا انساها و لا مدورش عليها دى امانه فرقبتى هتحاسب عليها يوم الدين . اثار رفض اسماعيل غضب حمزة فض*ب فوق سطح مكتبه بقوة و وقف يشرف على اسماعيل من علوه و قال بصوت عال : - يعنى مش عايز تسمع الكلام من سكات يا اسماعيل تمام انت بقى اللي جنيت على ولاد اخوك خصوصا بنته الكبيرة اللي فأولى كلية ، عارف يا اسماعيل أنا ممكن أعمل إيه فبنت أخوك ، أنا ممكن أعمل اللي ميخطرش على بالك مثلاً تفتكر لو سارة مرجعتش البيت و لا نامت فحضن ابوها و اخوتها أنت هتعرف تنام على سريرك و ضميرك مرتاح ، طب هتقول لأخوك إيه لما يقولك أنه مش لاقي بنته الكبيرة و اللي ساعتها هتبقى هنا تحت رحمة رجالتي و بين احضانهم بيتسلوا بيها ، ها يا راجل يا طيب تفتكر مين أغلى عندك بنت أخوك و لا غادة . جحظت عينا اسماعيل من هول صدمته و خفق قلبه بذعر حين تشكلت بذهنه صورة غادرة و هي بين ايادي رجال حمزة فازدرد ل**به بتخوف و خفض بصره ارضاً و قال : - يا بيه حرام عليك اللي بتقوله دا ميرضيش ربنا ، أنا مش مصدق إن حضرتك بتساومني ما بين شرفي و عرضي والتنين عندي واحد ، أنا يا بيه لا يمكن أقبل لا على سارة بنت أخويا و لا على غادة بنت المرحوم يحيي أي حاجة من الكلام دا ، فارجوك يا بيه اعفيني من طلبك إني أنسى الست غادة و أرحم البنتين . ترك حمزة مكانه و التف حول مكتبه ووقف أمام اسماعيل و قال بهدوء مريب : - طيب تاخد كام وتنساها بص أنا مش هختلف معاك وهد*ك اللي يكفيك و أنت كل اللي عليك إنك تنساها تماماً علشان هي كدا كدا مش هترجع عندك تاني ، فريح نفسك و خدلك قرشين حلوين يسندوك فأخر أيامك ، ها يا عم اسماعيل تحب أكتب لك شيلك بنص مليون و لا أنت عايز أكتر . ارتجفت ملامح اسماعيل و لمعت عيناه بدموع خزي بعدما استصغر حمزة به و زفر مستغفراً و قال غير مبالى بشىء : - حض الله بينى و بين اى قرش حرام يا بيه انا لو على رقبتى مبعش الست غادة ابدا قال أخد بدالها فلوس ، دا كنوز الدنيا كلها متساويش حاجة قصاد ما أحس إني رديت الجميل لابوها و حافظت على شرفه . عاد حمزة إلى مكانه و جلس و هو يتطلع نحو اسماعيل و طرق يفكر قليلاً بأمره ثم ابتسم بخبث و مد يده ليفتح أحد أدراج مكتبه و التقط تلك الورقة و اعتدل و عيناه ترمق اسماعيل برضى ليسأله فجأة : - قولي يا عم اسماعيل يا ترى أنت عارف خط غادة و لا متعرفوش . تعجب اسماعيل من سؤال حمزة و لكنه سارع وأجابه قائلاً : - اعرفه يا بيه اكيد بس حضرتك بتسأل ليه . القى حمزة الورقة بأهمال تجاه اسماعيل و قال : - طيب اقرا اللي مكتوب فالورقة دي و راجع الخط كويس مع نفسك و بعدها عيزك تتفضل تنفذ اللي طلبته منك و أظن كدا أنا ابقى عملت اللي عليا و خلي بالك كلامي ليك زي ما هو غادة تمسحها من حياتك تماماً . مد اسماعيل يده و سحب الورقة و قرأها لتتوتر ملامحه و تنـهـد بحزن و هو يُعيد الورقة لمكانها مرة أخرى و رفع بصره نحو حمزة و قال : - بص يا بيه هو اللي فالورقة خط الست غادة و أنا مش بكذب حضرتك بس أنا عايز أطمن و اسمعها بودنى منها و صدقني يعدها همشي و مش هرجع تاني و أعذرني أنا لو مقابلتش الست غادة فأنا هطلع من هنا على القسم و هقدم فحضرتك بلاغ و أتهمك إنك خ*فتها دا غير تهديدك ليا ببنت أخويا . تفجر غضب حمزة كلياً بتهديد اسماعيل له وفقد صوابه فترك مكانه و عيناه تنضح بالشرر و هاجم اسماعيل قابضاً على ساعده بقوة و صاح به بصوتٍ ملائته الكراهية : - موتك عندي قصاد انك تسمعها او تشوفها تانى بص يا راجل أنت انا لحد دلوقتى بتكلم معاك بهدوء ، انما اقسم بالله لو سمعت حرف زيادة منك هدفنك مكانك انت فاهم ، واللي عندي أنا قولته غادة من النهاردة تخصنى انا و بس و اياك اعرف انك قولت حتى حروف اسمها بينك و بين نفسك ، و دلوقتي اتفضل و متنساش انا حذرتك يا عم اسماعيل فلو خايف على بنات اخوك انسى غادة بالذوق للابد . دفعه حمزة بغلظة و أولاه ظهره و هو يحاول استعادة هدوئه من جديد و صاح بصوت جهوري ارجف اسماعيل لمكانه : - منصور تعال خد اسماعيل و رجعه مكانه و اطمن انه وصل بالسلامة لبيته . غادر اسماعيل و هو يرتجف فعينا حمزة يكمن فيها شر بليغ اشعره بالخوف على غادة و لكن خوفه الاكبر كان على ابنة اخيه ليسكن قلبه الألم و هو يرى منصور يحمل صورة لمح فيها بنات اخيه فحدق به برعب و همس خائفا و قال : - طمن البيه ان كلامه هيتنفذ . ----------------------------- عاد اسماعيل الى منزله و هو بحالة يرثى لها فقابلته زوجته زينب و هالها وجهه الذى شاب فى لحظات فجلست بجانبه تتلمس وجهه و سألته بقلق : - مالك يا اسماعيل وشك مخطوف كدا ليه قولي يا أخويا هو فى حاجة حصلت . هز اسماعيل راسه بخوف و عيناه زائغة و قال بتردد : -زينب انزلي اطمني على بنات اخويا و لا اقولك ناديهم انا عاوزهم فحضني هنا بسرعة يا حجة ابوس ايدك . رغم حيرتها و خوفها اسرعت زينب تهرول إلى اسفل و طرقت الباب بخوف ففتحت لها سارة و هى تبتسم و لكن ابتسامتها تلاشت سريعا حينما رأت نظرة القلق على ملامح زوجة عمها لتباغتها زينب قائلة : -بسرعة يا سارة هاتى اخواتك و تعالى احسن عمك عيزكم كلكم و الله يا بنتي انا مش عارفة ماله دا بيرتجف و جسمه متلج و حالته حاله فوق . صعدت الفتيات بصحبه شقيقهم الصغير فلاحظوا حالة التعب التى بدى عليها عمهم و شعروا بالخوف عليه و ما هى إلا لحظات حتى اعتدل اسماعيل و ضم سارة الى ص*ره و شرع بالبكاء و هو يقول بهذيان : - أنا اشتريتك بيها و ربنا يسامحنى أنا أجرمت و بعت بنت الغالى علشان خاطركم فسامحوني يمكن ربنا يرضى عنى و يحفظها انا مش عارف ازاى قبلت على نفسى ابيع شرف بنت علشان خايف . لم يفهم احد شىء من هذيان اسماعيل و لكن زينب و سارة حدقتا بعضهما ببعض و بوجه اسماعيل فانسالت دموع زينب و سألته بجزع : - انت عملت ايه يا اسماعيل و مين اللي بعتها يا حج . ازداد بكاء اسماعيل و قال : - هددني بيهم يا زينب فاشتريت كوم اللحم دا و شرف البت الكبيرة بغادة يا حجة انا مستحقش اعيش و لا ارفع راسي بعد بعد ما فرطت فالامانه و سبتها تتمرمغ فالطين . مسحت سارة دموعها و اقتربت من عمها و اشارات لاخوتها بالابتعاد و جلست بجانبه و قالت : - اكيد ربنا هيحفظها يا عمى بس فهمني ايه اللي حصل و ليه بتقول بعتها . قص عليهم اسماعيل مع دار بينه و بين حمزة من حوار فاحتضنته سارة و قبلت يده و قالت : - انت عملت اللي محدش يقدر يعمله يا عمى وقفت قصاده و اكيد غادة هتقدر دا و بعدين اطمن انت مبعتهاش و لا حاجة هو مش حضرتك بتقول انه و راك قسيمة جوازهم و هى ماضية عليها و با**ة . هز اسماعيل راسه بالايجاب فاكملت سارة و قالت : - يبقى اطمن محدش بيأذى مراته مهما حصل و يمكن هو قال الكلام دا بيخوفك بس المهم انك عرفت مكانها و مطمن انها مش عايشة معاه كدا من غير جواز . رفعت سارة عيناها تجاه زوجه عمها و قالت : - انا هاخد اخواتى و انزل يا عمتى و انتى اعملى لعمى حاجة دافية و خليه ينام و ان شاء الله نطمن كلنا على غادة عن اذنكم . غادرت سارة باخواتها إلى الأسفل فجلس اسماعيل يبكى بحرقة فاقتربت منه زينب و جلست بجانبه و قالت : - اهدى يا حج و قوم اتوضا و صلى ركعتين ادعى ربنا فيهم انه يستر على البنت الغلبانة و ان ربنا يحفظها و ارمى حمولك على الله و هتتعدل و اهو على راى سارة هى مش مع حد غريب فالاول و الاخر جوزها ادعيلها انت بس يا حج ربنا يهدى سرها . --------------------------- استيقظت غادة فجأة من نومها حينما ألقى على جسدها دلو من الماء المثلج فانتفضت بحدة و جلست تستغيث و لكنها وجدته يقف أمامها بشموخه محدقاً بها ، فلحقت عيناه الى جسدها لتكتشف انها مازلت عارية فسحبت الغطاء تخفى جسدها عن عيناه فابتسم بسخرية و قال : -عملالي شريفة حضرتك و بتخبي عفتك عني . لفت غادة الشرشف حول جسدها و تركت الفراش و همت ان تتحرك نحوه و لكنها سقطت بعدما اعاقها الشرشف ، فبكت من قوة سقطتها فالتف لها و هو يهز رأسه لاوياً فمه و انحنى ليحملها بين يديه فاخدت تتلوى فألقاها بقوة فوق الفراش و صاح بها لتتوقف : - بس يا غادة خلاص بطلي حركة هو أنا يعني هاكلك و بعدين مالك كدا خايفة على نفسك مني ، يا ماما فوقي انا اصلاً بق*ف المسك فاطمنى مش هلمسك و كمان مش عاوزك فاوضتى فأعملي حسابك انتى من النهاردة هتنزلى تحت فالبدروم أصل دا مكانك الطبيعى مع القذارة فاكرة طبعا البدروم و الأستاذ اللي نمتى معاه كذا مرة . جذب حمزة الغطاء من فوق جسدها بقوة و قال مكملا حديثه غير مهتم بدموعها : - صحيح انتى هتفتكرى مين و لا مين انتى اساسا ممكن تبيعى نفسك للشيطان علشان خاطر قرص واحد . رغم قسوة كلماته إلا أن غادة وقفت أمامه تخفي ذلتها و جرحها الغائر منه و لم تبالي بعري جسدها و صفعته بقوة و هي تصيح قائلة : - قلت لك مليون مرة محدش لامسني و حتى لو حد لمسني انت ملكش اى حاجة عندى انتى فاهم انت زيك زى غيرك تاجر م**رات بتقبض منى و من غير نظير خدماتك . اسودت عينا حمزة من الغضب فشبك أصابعه فى شعرها و شد عليه بقوة و انهال عليها بيده الاخرى يصفعها دون وعى و دفعها أرضا بعدما ادمى شفتيها و مد يداه و نزع حزام بنطاله و لفه على يده و إنهال عليها ض*با به ، حتى شعر بالتعب ينال منه ليهاله مرئاها و هى غارقة بدمائها فالق الحزام بعيدا و مال عليها بخوف و حملها و وضعها فوق فراشه و هو يربت على وجهها لتفيق و همهمت بصوت يأن ألما : - ا نـ ـا شـ ـر يــ ـفـ ـة و ا لـ ـلـ ـه مـ ـا حـ ـد لــ ـا مـ ـسـ ـنـ ـي . اختفى صوتها مع فقدانها لوعيها فشعر حمزة بقلبه يهوى خوفا عليها و أبتعد عنها سريعا و غادر إلى الغرفة المجاورة و اختطف حقيبته الطبية و عاد مهرولاً إليها و أخرج من حقيبته أدواته الطبية و يداه ترتجف و أخذ يقيس نبضات قلبها ، فعاد مرة أخرى إلى الغرفة المجاورة و أخذ من إحدى الخزائن زجاجة المحلول و ذهب إليها يسابق الوقت فمد أصابعه ليغرس حقنة المحلول فى وريدها ليصله بجسدها و ذهب إلى مرحاضه و بلل منشفته ، و عاد إليها يمسح عن وجهها الدموع و عن جسدها الدماء و مد يده لاحد مستحضراته الطبية و وزعه على جسدها ليتعالى صراخها بعدما تسبب فى ايلامها ففتحت عيناها تحدق بخوف تجاهه فقال يأمرها : - متتحركيش علشان جسمك ميوجعكيش عموما هي كلها ساعة و الكريم هيخدر جسمك كله و مش هتحسى بأى وجع . حاولت غادة نزع المحلول عنها و التحرك و لكنه ثبتها بيده و مال فوقها و قال بتهديد و عيناه تضيق : - لو مسمعتيش الكلام هسلمك لمنصور انتى فاهمة و المرة دى غير امبارح و انتى عارفة إن منصور غير حسين . أغمضت غادة عيناها بذعر و همست بصوت يحمل فى طياته العذاب : - انت بتعمل فيا كدا ليه انا عمرى ما أذيتك . أبتعد عنها حمزة و وقف يمشط شعره بيده و أدار ظهره لها و قال : - انتى قتلتيني مش بس أذيتينى . و غادر غرفته و اوصد الباب خلفه يشعر بتجمع غضبه بداخل أعماقه فأسرع الى غرفته الرياضية و خلع عن جسده تلك الملابس التى تقيده و وقف أمام تمثال الرمل ليكيل له اللكمات ، و اغشت صورتها عيناه فأخذ يض*ب فى ذلك التمثال حتى أحس بأنقطاع أنفاسه فابتعد عنه يلتقف أنفاسه بصعوبة و توجه إلى مرحاض الغرفة و وقف أسفل رزاز الماء و هو يغمغم : - كان لازم تموتى يا غادة و مكنش لازم أضعف و اجيبك هنا مكنش لازم ابدا . غادر حمزة من غرفته الرياضيه و اتجه صوب مكتبه جلس يتابعها بعينان كالصقر و جسدها متجمد منذ غادرها ، فمد يده إلى ذلك الدرج البعيد و أخرج ألبوم الصور الخاص به و أخذ يتلمس إحدى الصور لتفر من عيناه دمعة أسرع بازالتها و هو يقول : مش هضعف تانى أنا بدأت المشوار و لازم يكمل للنهاية و نهايته بموتك يا غادة . ---------------------------
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD