ض*بات القدر

4054 Words
-أفاق علي من شروده علي دموعه التي ملئت وجهه وأنصت لصوت سارة أخته ترحب بأسامة فخرج له وما أن رأه أسامه حتى هاجمه بالحديث قائلا: -"أنا نبهت عليك ووضحت لك كل حاجة وإنت دماغك ناشفة لما بت**م علي حاجة مش بتشوف إلا قرارك ونفسك وبس إنت بتلعب فعداد عمرك فاكر إن عا** صفوان هيسيبك تأخذ مراته منه. _لينظر إلى سارة ويكمل: -"إنتو مش حاسين أن بوجود ريمان فبيتكم بالشكل دا هيأزم الوضع إزاى. -ثم أقترب من على وقال: -" إنت إزاى يا علي تسمح إن يبقي في بينك وبينها مشاعر أساساً وأنت عارف أنها متجوزة وهي إزاى تنسي جوزها انتو و**تم نفسكم يا دكاترة يا محترمين. -صاح علي وقال : -"كفايا يا أسامة يا منير أنا فيا اللي مكفيني الموضوع خلاص أنتهى. -وخطى علي يحسب خطواته ليصل إلي باب غرفته ليفاجىء بأسامة خلفه يقول بهجوم: -" وماله أهرب يا جو دا اللي أنت دائما تلجأ له الهرب. -صرخ علي فى صديقه بغضب: -"أسامة مليون مرة أقولك أنا مش جو أنا علي عبد الرحمن فاهم يا أسامة ولو تجاوزت حدود الكلام معايا مرة تانيه يبقي بلاها معرفة بينا من الأساس. -ليقف أمام باب غرفته ويكمل: -"واطمن يا أسامة يا منير ريمان سافرت وسابت مصر اختارت ترجع وتعيش مع جوزها تانى. -حدق أسامة فصديقه وسئله: -"هي ريمان قررت ترجع تركيا. -شعر علي بصدمة تحتله وهو يسمع أسامة ليسأله بصوت مضطرب: -"عيد تاني كلامك يا أسامة ريمان رجعت فين. -أجابه أسامة: -"تركيا يا علي تركيا ما هي جنسيتها اصلآ تركية. -"صرخ علي بلوعه: -"مش معقول مستحيل اللي بتقوله دا أنا هتجنن خلاص معقول تبقي الصدفة فكل حاجة يا أسامة كل حاجة بتثبت لي أنها هي معقول صدفة أن الصوت زي بعض احساسي بيها من لمستها حتى وهي بين ايديا أنفاسها ملامحها اللي لمستها كل دا تخيل وهم ولا صدفة ولا ايه حد يفهمني أنا هتجنن خلاص. -شعرت سارة أن أخيها علي وشك الإنهيار فقالت: -"أهدي يا علي أهدي ورحمة ماما لتهدأ اللي بتعمله دا مش هيوصلك لحاجة. -ووجهت كلماتها إلي أسامة: -"أتصرف يا أسامة هدية اديله أى حاجة يهدأ. -إقترب أسامة من صديقه وقال: -"أنا عقلي وقف بسبب كلامك يا علي اللي أنت بتلمح له مستحيل أساساً. -صرخت سارة وقالت: -"ما تفهموني قصدكم ايه. -نظر لها أسامة وملامح عدم تصديق علت وجهه وزفر بحده وقال: -"اخوكي من كتر اللي حصل له فاكر إن دكتورة ريمان تبقي تبقي حلم مراته اللي عمها قتلها. -شهقت سارة وقالت: -"مستحيل أنا صحيح مشفتش أى صور لحلم بس يعني أنهي عقل يصدق الكلام دا. -ومدت يدها تحتضن يد أخيها: -"فوق يا علي من اللي أنت فيه دا، لأن للأسف الظاهر إنك عاوز يبقي في مبرر علشان تفضل علي علاقتك بالدكتورة فعقلك بيوهمك بأنهم نفس الشخص. -وهناك في منفاها أدخلها كنان في غيبوبة مصطنعة بأمر من عا** الذي شعر أن زمام الأمور يكاد يفلت منه خاصة مع تكرار هجمات الصداع مع ريمان ويحقنها بجرعات مكثفة من العقار ليسيطر على حالتها خرج عا** من الغرفة ليجد هازان تجلس وهي تضع ساق فوق الأخرى وعلى محياها ترتسم السخرية لتقول بشماته: -"أعدتها مرة أخرى لجحرك يا عا** ما أجمل أن أراك خائفا من خسراتها كم أشعر بالسعادة وأنا أراك ضعيفا هكذا هل ستبقيها باقي سنواتها في تلك الغيبوبة ماذا ستفعل حين يلاحظ الجميع اختفائها وتحاصر بالاسئلة؟ -اقترب منها عا** ليقبض على ذراعها ويسحبها لتقف أمامه لتشعر بالذعر من نظراته المهددة لها لتسمعه يقول بغضب مكتوم و بهمس: -"هازان إن سقطت في الجحيم سأسحبك معى فلا تتحديني لإرسالك إلى هناك سريعا خافي من غضبي لا تنسي فأنا عا** صفوان تنحني لي رقاب الجميع واطمئني يا أم زوجتي ستبقي ريمان فقط ليومين حتي يعطي العقار مفعوله معها وحينها ستعلمين لما جعلتها تأتي إلى هنا". -سحبت هازان يدها من عا** وهي تشعر بالألم بسبب ضغطه القوي عليها لتبتعد قليلا وتنظر له وتقول: -"للأسف يا عا** ستأمر كنان بأن يخرجها من غيبوبتها رغم كل ما تفعله فقد علمت أمي أنها هنا وبعد قليل ستجد الجميع هنا فلن تغامر بأن يعلم أى كان بما يحدث. -صاح عا** وارتفع صياحه يهز أرجاء المشفى: -"ومن أبلغها من يا هازان ا****ة دائما ما تفسدين كل شىء. -استدارت هازان مغادرة لتقول: -"لا شىء يخفي علي أمي يا عا** فهي اكتسبت من أبي الكثير من صفاته فلا تنخدع في ضعفها لأن قوتها قد تدمر كل أحلامك. -لتسير مبتعدة عنه تاركة إياه يحدق فى إثرها بغضب ليستدير ويسرع إلى مكتب كنان ليفتح الباب بقوة ويهتف بصوته القاسي: -"أيقظها فورا دون نقاش خلال نص ساعة أن لم تكون بكامل وعيها سأقتلك. -لينظر له كنان برعب ويهز رأسه بالإيجاب ويهرول إلي غرفة ريمان مناديا باقي طاقمه لينفذ أمر عا** خشية بطشه وما كادت الساعة تمر إلا وقد تحولت المشفى إلي حالة الطوارئ فقد امتلأت برجال الأمن لتطل سيدة تحيطها هالة من القوة تملك نظرات حادة تطل من عيناها الزرقاء وغطي شعرها الأشقر المختلط بالشيب طرحه تعطيها وقار فوق الوقار ليظن من يراها أنها لم تتجاوز الخمسين من عمرها رغم سنواتها الخمس وستون لتقف أمام عا** الذي انحنى يقبل يدها باحترام مغلوبا علي أمره ليرحب بها قائلا: -"أهلا بكي جدتي خديجة لما اتيتي ونحن علي وشك المغادرة وكنا سننضم إليكى بعد قليل فى المنزل. -نظرت خديجة إلي عا** ولم يستطع قراءة نظراتها ل تقول له: -"لست جدتك يا عا** إنني بالنسبة إليك السيدة خديجة أما بالنسبة لحفيدتي فأنا سأعرف ماذا فعلت بها لتأتي بها من المطار علي المشفي وأن تأكدت إن لك يدا فى مرضها ستندم. -لتتركه واقفا وتدخل إلي غرفة ريمان وتغلق الباب ويقف اثنان من الأمن يمنعانه من الدخول شعر عا** إن البساط يسحب من تحت قدمه ليجلس شاعرا لأول مرة بالعجز جلست خديجة بجانب حفيدتها ريمان لتمسك يدها وتربت على رأسها بحنو شعرت ريمان بيد تمسح علي رأسها لتفتح عيناها وتري جدتها فتبتسم بضعف وتهمس: -"جدتي أين أنا. -اجابتها خديجة تطمئنها: -"انتي في المشفى يا ابنتي تحاولين معرفة مدي حبي ليكي هيا حبيبتى. -عبست ريمان حين تذكرت أنها فى اسطمبول لتلمع عيناها بالدموع وتقول: -"جدتي ساعديني أعود إلى القاهرة أنا هنا أشعر إنني سأموت كل شىء هنا يخنقني ويسلبني انفاسي. -وقفت خديجة تحدق بحفيدتها لتضيق عيناها وهي تفكر فى عا** وشره الذي طال حفيدتها لتتعجب كيف لابنتها هازان أن تترك حفيدتها وحدها هكذا بعدما أقسمت أنها ستراعها لتعود وتبتسم لريمان وتقول: -"حسنا غدا سنكون سويا فالقاهرة فإنا لم ازرها منذ زمن. -لتزفر بحزن ريمان بحزن وتغمض عيناها تشعر بتشتت أفكارها. -لم يبالي علي بحديث سارة ليقينه بأن ريمان هي زوجته حلم التي تزوجها هو يعلم أن ما حدث بعد زواجه منها كان كارثيا على كل الأصعدة إنما هو يصدق إحساس قلبه لذا وقف أمام أسامة وسارة وقال: -"أنا مش هتكلم ف الموضوع دا تاني مؤقتا لأني قررت أسافر أعمل العملية. -لينهي الحوار ويتجه إلي فراشه تاركا أخته وخطيبها ينظران لبعضهما البعض ببلاهة من قرار علي الذي لم يتوقعاه. -بعدما اطمئنت خديجة علي حفيدتها ومكثت معها مانعة دخول عا** إليها لشدة اضطرابها وحالة الصداع التي مازلت رغم عقاقير عا** مسيطرة عليها لتتصل بأحد معارفها تطلب منه تجهيز طائرة خاصة لنقلها هي وريمان إلى لندن ليتفاجيء عا** بسيطرة خديجة علة الوضع ووقف يشاهدهم والحرس يحيط بهم يغادرون المشفى من أمام ناظريه دون أن يستطيع أن ينطق حرفا واحدا، وصلت خديجة إلي لندن وكان الجو مثلج ولكن ريمان تنفست الصعداء حينما أيقنت أنها ابتعدت عن بطش عا** بها لتتفاجىء بذهابهم إلى مشفى آخر لتستسلم لطاقم الأطباء الذي خصص لها من قبل جدتها ولم تدري ماذا يحدث معها من كثرة الفحوصات التي خضعت لها لينتهي بها المقام فى جناحا تسكنه معها جدتها. -حاولت ريمان إغلاق عقلها عن التفكير بـعلي الذي ارتبطت كل محاولتها للتفكير به بتركيز بنوبات الصداع وقاومت رغبتها بالاتصال به أو السؤال عنه حتى لا تزيد الوضع تعقيدا. -اجتمعت خديجة مع طاقم أطباء ريمان والذي بدأ على وجوههم الرهبة منها ومن مدى نفوذها في لندن فقد أتت لهم أوامر ملكية بالتعامل بحرص معهما، ليتحدث كبير الأطباء ويقول : -الحالة واضحة الإصابة السابقة بدأت تؤثر بنشاط مبالغ فيه غير محاولة القمع آلمستخدم فيها عقار مستحدث لكبح أي تطور للحالة وإخضاع العقل لعدم التذكر اتسبب فصدام قوي بين رغبات العقل فالتذكر والقمع والشظايا الباقية فى أحد الشريان الموجودة بالمخ وحجمها الذى يكاد لا يذكر فلذا اقترح إخضاع دكتورة ريمان لجراحة ننزع الشظايا ونستخدم أنواع جديدة نحث بها العقل للتذكر دون ضغط. -كانت خديجة تستمع للطبيب باهتمام لحديث الطبيب فتركته حتى أنتهي من حديثه لتسأله عن سبب وجود شظايا والحادث التي تعرضت له ريمان هو حادث سيارة. -هز الطبيب رأسه ونفي طبيعة الحادث ليصدمها بأن الإصابة عبارة عن رصاصة أصابت الرأس لتخلف تلك الشظايا والتي بدأت فى التحرك ومن الأفضل الإسراع بنزعها. -وقفت خديجة بحده بعد سماعها قول الطبيب ليهرب الدم من وجوه الجميع بسبب نظرات عيناها التي أصبحت كالثلج البركاني خرجت خديجة لتقف أمام باب حفيدتها تفكر بأي لعبه شاركت بها ابنتها هازان ضد هذه الطفلة المسكينة ولما اخفوا عنها الحقيقة لتأخذ قرار إجراء تلك الجراحة لحفيدتها حتى تستعيد ما فقدته من ذاكرة ثم تن*دت لتخفي حقيقة أفكارها خلف قناة الابتسامة ودلفت إلي الداخل تضحك لحفيدتها التي أنار وجهها لرؤيتها. -كان الغضب هو المسيطر على عا** فمكث فى غرفة مكتبه بالقصر يعقر كأس خمر ويفرغ غضبه بتلك السيجار لتدخل عليه هازان دون إذن وقفت تشاهد حالته بقلق لتهتف قائله: -"أهكذا يكون رد فعلك على ما يحدث كيف تسمح لأمي بأخد ريمان من بين يد*ك هكذا كيف تكون بهذا الضعف. -نظر لها عا** عبر ضباب دخانه وضيق ما بين عيناه وهو يفكر كيف تحول الأمر هكذا لقد أرسل يأمرها بالعودة بعدما أخبره حارسه أن أحمد قدم العون لريمان عدة مرات لالإفلات من المراقبة اللاصيقة بها وعطل كاميرات المراقبة للباحة الخلفية من الفيلا والتي لا يوجد أحد من الحراس ليفاجيء بانهيارها لدى وصلها وكانت الأمور ستسير وفق مخططة ليفشل فجأة بسبب تلك الخديجة التي لها اليد العليا فى كل شيء انتبه لصوت هازان يحدثه وهي تردد: -"عا** أفق أنت تضيع كل شىء منا يجب أن نعيد ترتيب كل شىء ونضع إجابات لأى أسئلة قد تطرحها أمي حتى نسيطر على الوضع من جديد. -إبتسم لها عا** ببرود وقال و هو يقف: -"لا تقلقي هازان لن تصل الأمور لهذا الحد سأستعيد سيطرتي مرة أخري بقبضتي على زوجتي حتي ولو وصل الأمر إلى القتل فأنا لن تقف أمامي امرأه بعمرها هذا تتحداني. -وفي القاهرة **م علي على تنفيذ رجاء ريمان بالسفر لإجراء الجراحة هو الآخر ليسافر معه أسامة وسارة … وتفاجؤا بأن ريمان قد حجزت لهم أماكن ملكية أستقبلهم وفد خاص بمشفي في ليفربول أحسنوا معاملتهم لتشعر سارة بدهشة لعدم صدور أي رد فعل من أخيها لتشعر بمدي العرفان لريمان وأنها حقا جارت عليها بالتحدي، همست سارة لأسامة دون أن يسمعها أخيها: -"أنا مش مصدقة كل اللي إحنا فيه دا دا من أول ما وصلنا مطار القاهرة لحد دلوقتى حاسه إنى بحلم أو إني دخلت عالم تاني آيه المعاملة دى والترحيب دا هي واصله آوي كدا يا أسامة أنا م**وفة آوى من نفسي أني احرجتها لما جت البيت وعاملتها ببرود وشوف هي أصلا قدمت لنا إيه. -إبتسم أسامة بشرود فمازال عقله يفكر فظن علي ليهز رأسه يطرد أفكاره ويقول: -"هي دي ريمان أنا لما اتعاملت معاها ف ألمانيا كانت بتعامل الكل علي أنهم أولادها كتير سمعت عن المساعدات التي كانت بتعملها للعرب خصوصا لما تعرف أنهم من مصر كنت بشوف ف عينها لمعة كأنها بتسد دين برحابة ص*ر للمصريين، بس مش دى المشكلة يا سارة أنا خايف نكون بندفن رأسنا فالرمل ونتفاجىء بأننا دخلنا عرين الأسد برجلينا أنا مش مرتاح لهدوء علي شايفة مافيش أى انطباع باين عليه كأن الأمر عادي بالنسبه له أنا حاسس إني بتعامل مع واحد غريب عني عمري ما شفته بالهدوء والبرود دا وأنا متأكد أنه بيرتب لحاجة ف دماغه هو وبس والحاجة دى هى اللي مخوفاني. -"سألته سارة بخوف: -"حاجة إيه تقصد إيه يا أسامة. -زفر أسامة بحيرة وقال : -"ياريتني قادر أجمع حاجة بس مش عارف ولا قادر أفكر أنا بعقلي دا أثبت فعلا نظرية ريمان وعلي إني فاشل. -عقد عا** العزم على إستعادة سيطرته على ريمان فقرر مسايرة الأمر ليسافر إلى لندن ليتفاجىء بتولي خديجة السيطرة علي كل أمور ريمان وقد اتفقت مع الأطباء على تحديد موعد لجراحة ريمان وقد شعر بغضب شديد وكراهية لخديجة حين وقفت أمامه تبتسم بشماته وهي تبلغه بالجراحة وبمعرفتها حقيقة أصابه حفيدتها. -ليستدرك عا** ويفكر سريعا فى خطته البديلة فجلس مع خديجة وهو يرسم علي ملامحه الحزن والألم ليقول و قد جعل صوته متوترا و قلقلا : -"انتي يا جدتي تظلميني كثيرا فأنتي تظني بي السوء ولكن يعلم الله اني اخفيت الأمر عنك خوفا عليكي وعلي حبيبتي ريم لقد أخفيت عنك الحقيقة حتي لا تخافي من سفر ريمان لمصر من جديد، فأهل والدها هم من حاولو قتلها بل وقتلوا ابنتك حين واجهتهم وتصادمت معهم أنهم قساة القلب عديمو الضمير بل وحاولو خ*ف هازان لترهيبها فاتفقت مع هازان أن نخفف الأمر عليكم ونقول بأنها حادث سيارة ليس الغرض من إخفاء الحقيقة إلا حمايتكما ويمكنك أن تسألي هازان عما حدث وبناء علي طلب الطبيب وقتها أن تتغير حياتها وإلا ستواجه كارثة إن استعاد عقلها شيئا من حياتها السابقة ستدخل فى غيبوبة دائمة أو تصاب بصدمة تفقدها عقلها لحجم خسارتها الشديد لذا وصف لها تلك العقاقير التي تساعد عقلها على التأقلم على حالته الحالية ومنعها من اجتهاده بالتفكير أعلم إنني أذنبت ولكن مبرري حبي الشديد لحفيدتك فحياتى لا تساوي أى شىء دونها وأنا على أتم الاستعداد أن افديها بحياتي. -"نظرت له خديجة بحيرة فحديثه لا غبار عليه ولكن يبقى لديها شك فهي تعلم مدى طمع عا** فى الحصول علي أملاك حفيدتها لذا لم تشأ أن تظهر له شكها بهظ، فرسمت إبتسامة تدعي تصديقها كامل حديثه لتقول له: -"حسنا عا** بما إنك أوضحت كل شىء لن تمانع إجراء حفيدتي للجراحة وأعلم أني سأمكث معها في أى مكان تختاره هي حتى وإن كانت مصر. -لتتركه وتغادره إلى رئيس الأطباء ليباشروا فِى إجراء الجراحة. -مرت ثلاثة أشهر، وقد أجري على جراحته ومكث بالمشفى تلك الفترة ممنوعا من نزع غطاء عيناه وهو الأمر الذى زاد من عصبيته مع سارة وأسامة بجانب جهله أى شىء عن ريمان…وقفت سارة في شرفه غرفتها بالفندق تحدث أسامة عبر هاتفها فقالت تسأله: -"حالة علي هتفضل كدا كتير يا أسامة مفروض أن إمبارح كانوا يشيلوا الضمادة من عينيه. -أجابها أسامة : -"اخوكى مش مريح نفسه ولا مريح حد من الدكاترة فأضلهم شوية ويطردونا برا البلد أصلا دول كرهوا نفسهم بسبب تصرفاته بيتعصب علي الكل ومش بيسمع لحد واللي زاد البيه فجأة بقي بيدخن الدكتور كان هيتشل منه وقالها صريحة لولا توصية الدكتورة ريمان مكنش قبل أى تصرف منه. -قالت سارة : -"يا خبر أبيض بيدخن ودا من أمته وازاى تخبئ عليا يا أستاذ أسامة هو أنا بقيت آخر من يعلم ولا ايه. -ضحك أسامة وقال: -"وهو انتي لسه عارفة إنك آخر من يعلم انتي كدا فعلا يا حبيبة قلبي وإلا كنتي رحمتيني ووفقتي نكتب كتابنا قبل ما نيجي بدل ما بكلم لاسلكي كدا ومش قادر أقعد معاكى. -صاحت به سارة وقالت: -"أسامة قلت لك مش هعمل أى حاجة إلا لما اطمن علي اخويا وبعدين مستعجل علي ايه ما أنا كنت قاعدة مخللة جنبك وأنت عايش دور الحبيب دلوقتي بقيت مش قادر. -همس لها أسامة بحب: -"أعمل إيه يا سارة بحبك آوي ومش قادر أن تبقي معايا ومش عارف أكون براحتي أنا عاوز نتجوز بقي كفايا عيشة العزوبية لحد كدا ارحميني بقى. -ردت عليه سارة بدلع: ولو يا أسامة أنا عند قراري واتعذب شوية علشاني زي ما عذبتني كتير وأنا بحبك وأنت مش حاسس بيا. -اعترف لها أسامة وقال: -"تصدقي يا سارة إني فعلا ندمان علي كل لحظة عشتها وانتى مش فحياتي بقولك ايه ما تيجي نكتب الكتاب بكرة هنطمن على نجاح عملية اخوكي وتبقى فرحتين. -**تت سارة ولم تجبه فشعر بالقلق فعاد يقول: -"آيه مش موافقة عموما أنا تحت أمرك الوقت اللي تختاريه بس متدوسيش قوي عليا وتتأخري. -أحست سارة أنها سببت لأسامة الضيق فقالت: -"متزعلش منى خلاص لما نروح لعلي هقوله ونشوف رأيه ماشي أنا مقدرش علي زعلك أبدا يا أسامة. -صاح أسامة: -"ايوة كدا بقي والله العظيم بحبك يا سارة ولو عليا اخ*فك حالا هستناكي الصبح نروح لعلي سوا، سارة حبيبتى! -إجابته: -"نعم يا أسامة. -همس لها بعشق: -"احلمي بيا يا حياتي. -اوضحت خديجة للجميع انها تحكم قبضتها علي كل شىء لتبعد عا** الذي كاد يجن منها لفشله أمام إصرارها وقد حاول كثيرا أبعادها عن ريم ولكنها تشبثت بوجودها معها أكثر ليدرك انه لن يستطيع السيطرة بعناد ليفكر بحبث كيف يزيح خديجة عن طريقه، يسيطر شعور التوتر بين عا** وهازان بعد أن شرح لها حديثه السابق مع خديجة ليطالبها بتأييد الحديث وكذالك محاولة إرضاء خديجة فى الوقت الحاضر حتى تعود إلى حياتها السابقة وتترك لهم ريمان وتطمئن لهما، خاصة وقد نجح الأطباء فى جراحة ريمان إزالة الشظايا المتبقية واجتمع معهم عا** و أوضح لهم حقيقة إعطائها عقار السيطرة ليتجادل الطاقم فيما بينهم عن جدوى حقنها به فاتفقوا على ارجاءه لحين استعادتها كامل صحتها، وبعدما استفاقت ريم من الجراحة وهي تشعر أن بها شىء يتغير فرغم الصداع الذى يلازمها الا ان ضغطه خف عنها كثيرا وكانت ريم تشعر بالاطمئنان أن جدتها معها ولا تفارقها خاصة أنها ابتعدت عنها فترات طويلة بعدما فقدت ابنتها و كانت قد أهملت الاهتمام بريمان بعد الحادث لتعود من جديد تفاجئها بفرض حبها واهتمامها بها وبقوة من جديد و تنفيذ كل ما تريده كأن جدتها علي علم بكل ما يجري لها فى حياتها فى شعرت أن عا** رغم جبروته وقسوته يخشا جدتها ويخافها. -جلست خديجة تحتضن يد حفيدتها وتبتسم لها بحب وتقول: -"ماذا تريدين أن تفعلي يا ابنتي كل طالبتك أوامر لي سأنفذها لكي ولا تهتمي لا أحد أبدا حتى وإن كان عا**. -نظرت ريم إلي جدتها بتعجب وقالت: -"حقا جدتي ما تقولين أى طلب أيا كان حتي ولو كان غريبا غير مفهوم وسرى. -ضحكت خديجة بشدة وقالت وهي تغمز لها بعينها: -"حتى وإن كنتي تريدين الطلاق من عا** سأجعله يوافق. -شهقت ريم واعتدلت فجأة لتشعر بدوار جعلها تغمض عيناها فلاحظتها خديجة وحدقت بها وشعرت أن حديثها لمس رغبة فى نفس حفيدتها فقامت ترجعها إلى مكانها مرة أخري وهمست: -"إن كنتى حقا تريدين الانفصال عنه سأسعى لتنفيذ رغبتك دون سؤالك عن أي أسباب ولكن ليس الآن حفيدتي اتركيني ارجع حقك أولا وأذيقه شيئا مما كان يفعله بك. -لتضيق بين عيناها وتقف شامخة الرأس لتكمل: -"عا** يظنني بلهاء عجوز سأصدق حديثه الكاذب لم يعلم بعد إنني أعرف كيف كان يتعامل معك وبحق كل دمعه سالت منك ابنتي سأجعله يتمنى الموت أنا خديجة صادق سليمان أوغلو زوجة المرعب لن يضحك غر مثل عا** عليا دعيه يلف حبلي حول رقبته لاجعلك تنتقمي منه. -زفرت ريم لتتجمع الدموع فِى عيناها وحدقت بجدتها تشعر بالارتباك فقد لمست جدتها بحديثها كل ما فى ص*ر ريم شردت ريم فهي منذ استفاقت وهي تتمني أن تري علي او تحادثه ولكن يسيطر عليها الخوف أن طلبت مثل هذا الطلب من جدتها هل تغامر وتطلب منها أن تذهب للاطمئنان على حالة على أم تتراجع عن السؤال كانت قلقله من نظرة جدتها لها إن علمت أنها تتقرب من رجلا آخر غير زوجها فهذا يمكنه أن يجعلها تغير رئيها بها وتنظر لها نظرة أخرى وتعقد الأمور معها فنظرت إلي جدتها بنظرات تائهة تخشي التحدث. -شعرت خديجة بالصراع الذي تعيشه ريم فعيناها تنطق بعذابها وخوفها الشديد وأحست أن هناك أمرا تخفيه عنها حفيدتها فوقفت تنظر لها بتمعن وقالت لها: -"ما بك حفيدتي تبدلتي فى لحظة صارحيني ولا تخافي انتي ابنتي ولست فقط حفيدتي أخبريني أى شىء دون خوف فمن الآن وصاعد لن تخافي أبدا مرة أخرى يكفيكى ما نلتيه علي يد هذا الو*د اهمسي لي برغبتك وسأحققها مهما كانت دون خوف. -استجمعت ريم شجاعتها فقررت المغامرة وطلب زيارة على فقالت وهي تغمض عيناها هربا من نظرات جدتها: -"حقا ما تقولى جدتي. -ثم تنفست وقالت بصوت خفيض و هي تشعر بالخجل: -"لي أصدقاء هنا في مستشفى بمدينة ليفربول وكنت اريد بعد إذنك إني أطمئن عملوا ايه. -هزت خديجة رأسها بالموافقة وقالت: -"حسنا أتحبى أن تذهبي بمفردك أم أذهب معك ولا تقلقي بأمر أى شىء لن يعلم أحد عن سفرك. -صاحت ريم بفرح: -"اذهبي معي جدتي ستسعدين بمقابلتهم كثيرا وسينالوا رضاكي. -جلست سارة علي مقعد بعيد عن أخيها وبجانبها أسامة فى حاله من الترقب لمعرفة نتيجة الجراحة وكان واضحا على يدا علي المضمومة بقوة أنه وصل إلى حد يهدد بإنفجاره وقف الطبيب أمامه يبتسم ويتحدث مع أسامة إنه علي يقين بنجاح الجراحة ليبتعد عن علي وقد أزال عنه الضمادة ليقول له: -"افتح عيناك ببطء. -كانت الغرفة مظلمة الإضاءة حتى لا تحدث صدمة للعين بعد غياب الرؤية عنها لزمن طويل، سمعت سارة تنفس أخيها الحاد ليقول بيأس: -"طب هعرف إزاى يعنى وأنتم مضلمين المكان كدا أنا حتي مش شايف أى خيال ولا أنا زى ما أنا. -ليشع ضوء بسيط المكان ف يرفرف على جفناه ويغلقهما عدة مرات بسرعة لترتسم على ملامحه إبتسامة وانفاس راحة خرجت بهمس: -"الحمد لله. -ليقوم من مكانه ووسط دهشة الطبيب يسجد لله شاكرا. -قفزت سارة تهلل وعيناها مغروقة بالدموع: -"الحمد لله يارب الحمد لله أنا مش مصدقة ألف مب**ك يا يوسف ألف ألف مب**ك. -قام علي وهو يشعر بعدم وضوح الرؤية بصورة واضحة لينظر لتلك التي غرقت الدموع وجهها وتشع عيناها بالسعادة والفرح فاقترب منها واحتضنها لتدمع عيناه من فرط سعادته في نفس الحين الذي أنار الطبيب كامل الإضاءة. -فابتعد علي عن حضن اخته قليلا ليحدق فِى ملامح وجهها فقال بعدما فقد القدرة علي سيطرته علي دموعه: -"انتي حلوة قوي يا سارة اخدتي كل ملامح أمي الله يرحمها يااه أنا مكنتش عارف أن ربنا راضي عني ورجعلي بصرى تانى. -ليحول عيناه إلي أسامة ليضحك ويقول له: -"يااااه عجزت يا أسامة يا منير وشعرك أبيض. -لينهار أسامة ضحكا وبكاءا فى أن واحد ويصيح: -"يوسف الصعيدي رجع تاني يا عالم ليشد على إليه بقوة ويحتضنه، و اكمل: حمد لله علي سلامتك يا جو والله وهترجع الأيام الحلوة من تاني وايام الشقاوة بتاعت زمان. -غامت عين علي فجأة بسحابة حزن ليقول: -"وبعدين يا أسامة انا طلبت منك كام مرة متقولش الإسم دا أنا معدتش يوسف الصعيدي أنا علي بلاش تنسي الإسم تاني لأن اسم يوسف دا هتنادينى بيه يوم ما حلم ترجعلي تانى. -نظر أسامة إلى سارة يحدثها بعيناه لقد قلت لك، ليعود بنظره إلي صديقه ويقول: -"أنت لسه عند ظنك وتفكيرك دا. -التفت علي إلى الطبيب وقال لأسامة: -"مش وقته الكلام. -ليشكر الطبيب ويعتذر عن سوء تصرفه مع الجميع فى الايام السابقة. -ابتسم الطبيب ويقول: -"كل شىء تأمر به دكتورة ريمان ينفذ، أن لها إفضال كثيرة هنا و ما فعلناه جميعا لا شىء أمام ما قدمته لنا وأنا سعيد أن حالتك نجحت هنا لأنها من الحالات النادرة والتي سيكون لها شأن ودوي فى الصحافة لفترة فقد اكتسبنا خبره كبيرة نحن ندين لك بالشكر أستاذ علي، لهذا أتجرأ لأطلب منك أن تحضر معنا المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة جراحتك. -كاد علي أن يوافق ولكنه امتنع عن الكلام ليشرد: -"إن وصل أمر أن بصرى عاد لي إلي البعض قد تتعقد الأمور وأنا أريد أن يبقي الأمر طي الكتمان لحين وقته المناسب. -هز رأسه بآسف للطبيب ويقول: -"أرجو أن تتقبل إعتذارى لعدم الحضور وأنا الذي أطلب منك برجاء حجب اسمي وأمر نجاح العملية عن الجميع وعن الصحافة أعلم أن طلبي مجحف بحقكم ولكن أرجو تقبل اعتذراي وقبول رغبتي. -تفهم الطبيب الأمر ليغادر بعد أن أعطي علي حرية المغادرة في الوقت الذي يناسبه، وقف على أمام باب المشفى ينظر للسماء وكل ما حوله بشغف ليتنفس بقوة ويقول لأخته: -"اكتر أمنية عندي دلوقتي اني أكون فمصر. -وقف أسامة أمامه وقال: -"معقول دا لسه باقي لنا أسبوع إقامة فالفندق يا أخي حتى تتفسح لك شوية وتشوف مكان جديد بعدين بالمناسبة الحلوة دي أنا عاوز اكتب كتابي واتجوز أختك النهاردة أنا خلاص مش قادر بقى أفضل عازب اد*ك شايف الجمال دا مطلع عيني ازاى. -ضحك علي وقال: -"بقي هو كدا عاوز تستغل باقي الإقامة وتعمل أسبوع عسل مجانا لا دا أنت داخل على طمع ولا ايه رئيك يا عروسة. -ابتسمت سارة بخجل وقالت: -"اللي تشوفه يا علي أنا قلت له مش وقته بس أنت شايف عامل ازاى أتصرف أنت معاه بقى. -ضحك علي وقال: -"أنا موافق نستني الأسبوع ونفرح دى أقل حاجة أقدمها رغم أن مش صاحب الدعوة أساسا خلينا نطلع على السفارة ونكتب الكتاب هناك. -لم تستطع ريمان السفر إلى ليفربول كما كانت تتمنى ليمر عليها الوقت وهى تشعر بالتوتر يشتد عليها، خاصة حين بدأ إهتمام عا** يزداد بها، لترى جانب منه لم تراه من قبل فقد تعامل معها بحنو غريب، ولكنها لم تصدق هذا التغيير المفاجىء وشعرت أنه يتصنع اللطف والحب لي**ب رضاء جدتها خديجة، وحينما استقرت حالة ريمان الصحية وسمح لها بمغادرة المشفى فاجئهم عا** برغبته العودة إلى القاهرة لتغيبه كثيرا عن عمله هناك، انتهزت ريمان انشغال عا** فى ترتيب أمر سفرهم وهاتفت المشفى فى ليفربول لتطمئن هل تمت جراحة علي أم لا، اجتاحها الحزن والألم حينما أبلغها الطبيب بأن العملية لم تكلل بالنجاح وبمغادرته علي المشفى نهائيا. -مر أسبوعان على عوده ريمان إلى القاهرة لتلازم غرفتها بحجة أنها ترغب فى الراحة فترة أطول، ولكنها كانت تقاوم الصراع الثائر بداخلها لمنع نفسها من الإتصال بعلى والإطمئنان عليه فأغلقت هاتفها ليسكنها الحزن وهى تتذكر أنها من أصرت عليه ان يقوم بتلك الخطوة، وتعجبت كيف لم تنجح الجراحة بعدما تأكدت ان كل الفحوصات والاشعة تبشر بنجاح الجراحة وأدركت أن حالته النفسية بكل تأكيد ستكون سيئة ولن يرغب فى مقابلتها من جديد بعدما ودعته اخر مرة فى منزله …كانت ريمان تائهة فى دائرة تفكيرها غافلة عن جدتها التى أيقنت أن حفيدتها يشغلها أمر آخر غير عا** امرا تخفيه بعناية عن الجميع. -بعدما عاد على وسارة وأسامة إلى القاهرة أقام على لهم حفل زفاف صغير دعى أصدقاء شقيقته وأسامة حتى يعلن ويشهر زواجهما كما يجب وحاول على أن يقنع سارة وأسامة انه غير تفكيره حتى يبعد شبح القلق عنهم عليه وحاول أن يكبح تفكيره فى ريمان التى زاد إشتياقه إليها وقد حاول عدة مرات الإتصال بها ولكن هاتفها كان مغلق كذلك عيادتها علم أنها مغلقة وأنها لم تذهب إليها منذ غادرت القاهرة منذ شهور لتسوء حالته النفسية لشعوره بفقدان حلم للمرة الثانية.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD