حزن جديد

4965 Words
-افترشت سجادة صلاتها وأحست بالدموع تملاء كل كيانها لتنهمرعلي وجهها وشرد عقلها غدا ستتنهي المهلة التي طلبها علي لا أدري كيف تحملت تلك الأيام الطويلة دون أن أراه أو أحدثه لقد بذلت مجهودا جبارا حتي لا أخلف وعدى لنفسي واتصل به أو اذهب حتي إليه غير مهتمة بنتيجة تصرفي لدي عا** لا أدري كيف احتل كل تفكيري لاعجز عن مزاولة عملي الذي كان كل هدفي في الحياة وطموحي الذي سعيت إليه بقوة واصراري ومحاربتي لعا** لاستمر فيه كيف زال كل هذا واحتل هو فقط كل عقلي وحياتي لا لا لم تكن لى حياة من قبله من الأساس إنما هي بدأت حين اقتحم عقلي لا أعلم لما الآن ولما يغزوني هذا الصداع القاتل كلما ركزت تفكيري فيه لا أعلم إلا أنني أخاف بشدة أخاف من كل شىء فأنا أري عيناه الذئبية تراقبني لتنقض على رغم إنني شاكرة الظروف لتأخره في العودة من اسطنبول إلا أنني أعلم بيقين أنه كظلي كم اخشاه واخشى بطشه وقسوة قلبه الجليدي أعلم إنني أذنبت بخطيئة لا غفران لها ولكني عاجزة لا أستطيع الفرار لا أعرف سببا لنبض قلبي الشديد حين اتذكر عيناه وأسمع صوته وأراه لماذ أشعر أنه لي أنا فقط وأنه من حقي ولكن إن علم عا** أو أحس بشىء سيمحيه من العالم أجمع أنا لم أفكر في مخاطر توريطه بحياتي كيف تغافلت عن عقاب عا** إن شك بالأمر وعلم بذنبي. -اه يا الله هل اخشى العبد وأنا بين يداك أرجو عفوك عني وهل ستغفر لي معصيتي أم إنني و**ت نفسي بعار الخزي في حياتي وخسرت آخرتي ربي لا تتركني وألهمني الصواب فأنا أكاد آجن. -قطع على ريمان تفكيرها رنين هاتفها المستمر فالتقطت هاتفها وشحب وجهها لاتصال عا** بها ونظرت حولها تفكر هل سمع همساتها شعرت بالخوف حين عاود الاتصال من جديد لتنتفض وهي تجيب الاتصال فهمست بخفوت: -عا**. -لم يدعها عا** تكمل حديثها إنما انقض عليها يقول: -أنا بعت لك الطيارة كلها نص ساعة وتكون فالقاهرة اجهزي وخلي الطاقم يوصلك للمطار. -تلعثمت وهي تسيل بخوف : -ليه يا عاصم -اجابها بصياح: -نفذي الأمر يا ريمان أنا مستنيكي فاسطنبول لازم تيجي حالا. -وأنهي إتصاله بها فجأة فسقطت علي ركبتيها تبكي بشدة وهي تتسائل هل علم بالأمر وسينهي حياتي هناك، كيف سأعود إلي هناك مرة أخري؟ هل سيدخلني ذلك المكان البغيض من جديد؟ لا أنا مش هنفذ طلبه أنا لازم أبعد لازم مبقاش ضعيفة كدا واستسلم أنا لازم أكلم علي بس هو هيقبل يكلمني ياتري كان بيفكر فيا زي ما فكرت، وانتفضت حين سمعت طرقات بابها لتسمع صوت الدادة أمينة تقول: -ريمان يا بنتي انتِ بخير -أجابتها ريمان وطلبت منها الدخول لتفزع أمينة من عين ريمان المنتفخة من البكاء فقالت: -حصل إيه يا بنتي طمنيني -قامت ريم من ركوعها وقالت: -مافيش يا داده أنا كويسة -اقتربت منها أمينة وقالت: -فين دا اللي كويسة هو أنا مش شيفاكي دا انتِ هتموتي نفسك من العياط -تن*دت ريمان وقالت: -خلاص يا داده عا** قرر أن لازم أروح اسطنبول وأنا عارفة أن المرة دي مش هرجع تاني أبدا هتوحشيني يا داده -خبطت أمينة على ص*رها بيدها وقالت: -ربنا يبعد عنك أى شر يا بنتي ليه بس بتقولي كدا -رسمت ريم ابتسامة تحاول طمأنة أمينة بها وقالت: -مافيش خلاص يا داده بس لو ينفع من غير ما حد يحس من الحرس تبعتي لي أحمد. -نظرت لها أمينة بعتاب وقالت: -وهو ينفع يجيلك هنا يا بنتي ميصحش -مسحت ريم جبهتها وقالت: -مش هنا يا داده فالمطبخ عندك بس وحياتي يا داده اوعي حد يحس من الحرس ارجوكي. -نهرت سارة أخيها بقوة عن الاتصال بـريمان وقالت له: -أنت أكيد اتجننت أنت لو مستغني عن نفسك أنا مش مستغنية عنك أنت لازم تبعد عنها تأثير ريمان خطر عليك أنت مش شايف نفسك بقيت عامل ازاى ليك كام يوم لا عارف تأكل ولا تنام بقيت بتلف زى الشبح وبعد اللي حكيته ليا عاوز تتصل بيها لا طبعا مستحيل أخليك تنتحر بالشكل دا -انتظر علي أن تنتهي سارة من حديثها ليقول بحزم: -خلصتي كلامك ولا لسه ممكن تسمعيني وتحاولي تفهميني أنا عارف إني غلطت بعترف ومقدرتش اخبي عنك اللي حصل ورغم أنه ممكن يقلل نظرتك ليا بس فعلا زى ما هي قالت لي في حاجة بتشدنا لبعض أنا نفسي مش عارف الأيام دي مرت عليا إزاى أنا حاسس أن حلم بتطلب مني إني أساعد ريم يا سارة بتطلب مني إني مبعدش عنها -صاحت سارة : -أنت أكيد اتجننت دي ست متجوزة فاهم يعني إيه إزاى تدخل حياة واحدة ويحصل بينكم اللي حصل وعاوز تكمل علاقتك بيها يا أستاذ يا مبجل الشيطان هيزين لك العلاقة دي بكل المبررات الممكنة علشان تفضل تغرق لاخرك فالزنا -صرخ علي بألم حين جرحته كلمة أخته ليقول: -لا يا سارة لا أنا زاني ولا ريم زانية حرام عليكي تو**ينا بالشكل دا حرام -اقتربت منه وقالت: -أنا عارفة أن كلامي جامد يا علي بس دى الحقيقة علاقتك بـالدكتورة ريمان لازم تنتهي لو مش علشان هي متزوجة فعلشان ربنا يا علي أنا قلت لك اللي عندي وأنت حر بس. -لم تكمل سارة باقي الحديث لسماعها رنين باب شقتهم فقالت: -عن إذنك أنا هروح اشوف مين اللي جاي دلوقتي. -فتحت سارة الباب لتتفاجىء بريمان أمامها تقف وملامح الرعب والخوف تحتل وجهها وسمعت صوت ريمان الخافت يقول: -علي فين لو سمحتي أنا لازم اقا**ه ضروري -حدقت بها سارة بشدة وأحست بالحيرة هل تصرفها أم تدعها تدخل لترى خيال رجل خلف ريمان فنظرت ريم خلفها لتقول: -دا أحمد الحارس الخاص متخافيش وجوده أمان -سخرت سارة من ريمان وقالت: -يا سلام وجوده أمان لمين يا مدام ريمان ليكي ولا لاخويا علي ولا لسيادة السفير جوزك. -تجاهلت ريم تلميح سارة وإعادة السؤال: -علي موجود يا سارة أنا لازم أكلمه ارجوكي -لمعت عيناها بالدموع لتكمل ببكاء: -يمكن دي تكون آخر مرة اشوفه فيها ارجوكي -زفرت سارة وقالت: -اتفضلي -ثم أشارت إلى أحمد وقالت: -والأستاذ هيدخل معاكي -هزت ريمان رأسها بالنفي وقالت: -لا هيفضل هنا -تحركت سارة من إمام الباب لتسمح لريمان بالدخول وأغلقت الباب خلفها لتشير لها إلى غرفة الجلوس وقالت: -هجيب لك علي اتفضلي ارتاح -جلست ريم بعدما شعرت بالخوف يشل جسدها وعقلها ودفنت وجهها بين كفيها مرت عشر دقائق ليملاء أنف ريمان رائحة علي فرفعت رأسها لتراه يقف أمام الباب فقامت مسرعة من مكانها لتصل إليه وتمسك يده تسحبه ليجلس وقالت موجهة حديثها لسارة : -لو ينفع فنجان قهوة مظبوط هكون شاكرة ليكي -علمت سارة أن ريمان تصرفها بلباقة لتجلس وحدها مع أخيها لتسمع صوت أخيها يقول: -اقفلي الباب يا سارة ولما نحتاج لك هناد*كي سيبيني مع ريمان شوية -ض*بت سارة الأرض بقدمها وقالت: -مينفعش كدا يا علي أنت -لم يمهلها علي لتكمل وقال: -لو سمحتي يا سارة نفذي طلبي -خرجت سارة حانقة مغلقة الباب لتسرع إلى هاتفها تتصل بـأسامة تطلب منه سرعة الحضور ساد **ت مقلق قطعه علي وقال: -خير يا ريم انتي جيتي هنا إزاى والحرس - وضحت ريم لعلي كيف ساعدها أحمد للهروب من الحراسة لتأتي لزيارته وقف علي وقال: -بس انتي كدا بتخاطري بنفسك وبتجازفي وبالشكل دا هروبك مش هيعدي على خير -جذبت ريم يد علي ليجلس وقالت: -ممكن تسمعني لو سمحت أنا كدا كدا كنت عارفة إني هروح أي مكان عا** موجود فيه كنت متأكد إني مش هعرف أهرب منه ولا اختفى كنت بتمنى أعيش حياة غير حياتى بس مش كل حاجة بنتمناها بنلاقيها أنا هسافر لعا** يا علي وأنا متأكدة أن سفري مش خير أبدا -شعر علي بألم يجتاح ص*ره وبقلبه يكاد يتوقف ليمد يده يتحسس مكان جلوس ريم لتتحرك وتقترب منه ليمسك يدها -ليصدم كلاهما من كلمته: -متسافريش يا ريم خليكي معايا أنا خايف عليكي -أجابته وقالت: -عا** مش هيسبني حتى لو استخبيت فبطن الحوت هيوصل لي أنت متعرفوش يا علي المهم أنا مش هقعد كتير علشان الحرس ميشكش أنا جيت علشان اقولك أن لو ليا نصيب ارجع تاني هنا عاوزة الاقيك عامل العملية -أخرجت من حقيبتها ظرف وأكملت: -دا تخطيط لرحلة علاجك فإنجلترا أنا حجزت لك ورتبت لك كل حاجة حتى تذاكر السفر ليك ولسارة ولأسامة -ترك علي يدها وقال بحده: -انتى إزاى تعملي حاجة زى دى من غير ما تبلغيني آيه شيفاني معدوم للدرجة دي وبتعطفي عليا أنا آسف يا دكتورة أنا -وضعت ريم يدها فوق شفتيه لي**ت وقالت: -بلاش تفكر برجعية كدا أنا اخدت الخطوة دى بدل منك لأنها كدا كدا كانت هتتنفذ أنت لازم ترجع زى ما كنت وترجع حياتك علي الأقل حد فينا يبقي رجع حياته زى ما كانت أدي نفسك فرصة تعرف واحدة تانيه وعيش وكون بيت لنفسك، الكلام آل بقوله دا هو الصح والسليم أنا فوقت لنفسي وعرفت إني غلطت فحق نفسي وحقك لما سمحت للحظه ضعف تسيطر علينا أنت كنت صح لما قلت مينفعش نكمل أى شىء بينا ولازم كل حاجة تنتهي -حمدت ريم ربها أن علي لا يري مدي الألم علي ملامحها ولا الدموع الحبيسة بعيناها ولا كذبها عليه ليقول علي: -أنا آسف مش هقدر أقبل حاجة منك وإن كان علي تأنيب ضميرك فأطمني أنا أصلا كنت قررت أن أبعد ومكملش لا متابعة حالتك ولا علاجي من أساسه -اقتربت منه بشدة لتقول: -بلاش عند يا علي أرجوك طب اعتبره رجاء أخير بتنفذه ليا علشان خاطري يا علي -لم يتمالك علي نفسه لقربها الشديد منه ليحطيها بذراعيه ويهمس: -حلو قوي تمثيلنا علي بعض بالشكل دا يا ريم الأيام اللي فاتت دي حسستني إني عشتها قبل كدا لما حلم بعدت عني وانتي معايا بحسها فيكي -شهقت ريم فخانتها دموعها فأحس بنحيبها فأكمل وهو يمسك كتفيها: -أنا آسف بس أنا مش بعد ما لاقيتك ولاقيتها معاكي هقدر أعيش من غيرك اطلبي الطلاق من عا** -حررت ريم نفسها من يدا علي لتضحك بألم وقالت: -طلاق ومن عا** -وهاجمتها موجه من الضحك انتهت بانهيارها بالبكاء والنحيب تحسس علي الهواء ليصل إليها وقال: -بس يا ريم أرجوكي أنا مش عارف ليه كل تصرف منك بحس أن حلم هي اللي واقفة معايا -رفعت نظرها وقالت له بعتب: -كفايا يا علي أرجوك أنت بتوجعني بكلامك دا أنا مش حلم أنا ريمان أنا لازم أمشي وأرجوك فكر فكلامي كويس وأقبل رجائي -تركت ريمان علي واقف مكانه لتفتح باب الغرفة ونظرت لسارة الواقفة علي باب المطبخ وقالت: -خلي بالك منه قوي وحاولي تخليه يقبل السفر ويعمل العملية عن إذنك -اتجهت لباب الشقة تفتحته لتسمع نداء علي لها برجاء: -ريم استني -لم تلتفت ريم له وإنما همست له وهي تغادر: -سامحني يا علي -حينما لامست عجلات الطائرة أرض المطار أحست ريمان أن حكم الإعدام سينفذ بها لم تدري سببا لتلك الخنقة التى غلفتها وهي تقف علي سلم الطائرة ورأت تلك السيارة السوداء وعا** يقف بجانبها منتظرا فى ساحة المطار ليؤكد للجميع إن له كل سلطه ونفوذ ليغادر معها وهو يحيطها بذراعيه بتملك لتضع رأسها علي كتفه وما كادت تغمض عيناها حتي هاجتمها نوبة صداع شديدة جعلتها تتمسك برأسها بقوة مبتعدة عن كتف عا** صرخت ريم فجأة متألمة: -ألحقني يا عا** أنا هموت -لتشعر بومضات ضوئية تض*ب عيناها فصلتها عن الواقع المحيط بها لتسمع همهمات وبكاء وتري خيالات تحيط بها ويشتد الوميض الأبيض يغشي عيناها لتطلق صرخة ألم قوية لترتمي بين يدا عا** فاقدة للوعي -صاح عا** فالسائق أن يغير الطريق إلى المشفي ليخرج هاتفة من جيبه ويطلب طبيبها كنان الذي أسرع بتجهيز الاستقبال لها منتظرا وصلهما -أحس علي بأن الأحداث تتكرر إمامه مرة أخري وأنه يعيش مأساته مع حلم للمرة الثانية ليستسلم مرة أخري لذكرياته ويطلق لها العنان لإحتلال عقله وتفكيره **عودة للماضى -كادت بريق أن تكمل حديثها وتحكي ليوسف سرها وسر ابنتها ليمنعها دخول الطبيب إلى الغرفة يقول إن بإمكان حلم المغادرة تحول اليوم لغموض تام حين وجد يوسف نفسه ينقل حلم وبريق بسرية من مكان لآخر حسب توجيهات بريق لينتهي بهم الأمر بعد تعب وعناء إلى فيلا فى تجمع سكني وهمي شعر أنه انتقل من مصر لبلد آخر صعدت بريق تسند ابنتها إلى الطابق العلوي لترتاح من الطريق ونزلت لتجلس أمامه سحبت بريق أنفاس متعددة لتهدأ وقالت موجه حديثها ليوسف: -أظن عندك مليون سؤال بس أنا هريحك وهحكي لك كل حاجة بس الأول لازم اطمن أننا فأمان هنا ومحدش عرف مكانا المهم دلوقتي أنت تروح تجيب حاجاتك وتيجي تقعد معانا هنا -نظر لها يوسف بدهشة وقال: -أقعد معاكم هنا إزاى بس -وقفت بريق وأشارت ليوسف أن ي**ت وقالت: -أسمع كلامي يا جو أنا عارفة إنك مستغرب اللي بيحصل علشان تربيتك الصعيدية لكن لما تعرف كل حاجة هتفهم وأنت اللي هتقرر يلا علشان متتاخرش وخلي بالك وأنت جاي -إنصرف يوسف والقلق يتملك إحساسه وانتبه لرنين هاتفة ليري اسم عمه فيزداد إحساس القلق لديه أجاب علي اتصال عمه ليأتيه صوت زوجة عمه نرجس باكي: -ألحجني يا ولدي بوك طب ساكت وعمك طه حرج عليا أخرج من الدار واشوف بوك فالوحدة الصحية الحجني ياولدي عمك طايح فيا كن عيسي مات -صاح يوسف بخوف: -أنا جاي يا عمة اطمني -وأغلق الهاتف ليطلب من سائق التا**ي أن يبدل الطريق إلي موقف سيارات الأجرة ليمسك الهاتف ويطلب رقم حلم ويفاجىء بهاتفه مغلق منتهي الشحن ليخبط بقوة علي قدمه ويقول: -يارب أتصرف ازاى بس -شعر يوسف بحده الصراع بداخله خوفه المتزايد علي عمه وعلي حلم التي لا تعلم أنه غادر القاهرة وزاد عليه القلق حينما عجز عن إيجاد شاحن ليعيد تشغيل هاتفه ليقضي فترة سفره إلي جرجا منعزل عن أحبته لا يعلمون إلي أين ذهب -وصل يوسف إلي دار عمه شاعرا بأن روحه قد نفذت طاقة احتمالها ليصعد إلي غرفته واضعا هاتفه علي الشحن وينزل مسرعا إلي غرفة زوجة عمه التى ما إن رأته حتي سقطت بين يديه منتحبه تقص عليه تصرفات عمه طه الجافة والغليظة ليشتد غضبه من عمه طه ويأخذها ليذهب إلي الوحدة الصحية ليجد عميه طه ومسعد جال**ن يتحدثان بهمس خارج العنبر ليراه مسعد ويوكز أخيه ويهتف: -واه جيت ميتة يا يوسف أدليت ميتة من ماصر -نظر له طه بكرة ويقف بغضب حين لمح نرجس زوجة أخيه بجانب يوسف ليصيح فيها: -كنك نفوخك ض*ب يا حورمة إني مش نبهت رجلك متعتبش برأت الدوار الظاهر إنك كبرتي وخرفتي -وقف يوسف إمام عمه وقال: -حاسب يا عمي علي كلامك وأنت بتتكلم مع عمه نرجس متنساش أنها كبيرة الدوار ومقامها من مقام عمي -ونظر إلي زوجة عمه ليحتضنها تاركا أعمامه متوجها إلي المكان الموجود به عمه عيسي ليراه راقدا علي فراشه شاحب الوجه تتصل بذراعه أنبوب المحلول بحث علي بنظره عن طبيب يسئله ليراه فترك زوجة عمه وتوجه إلي الطبيب وأخذ يتحدث معه حتي تن*د شاعرا بالراحة لمعرفته أن الضغط ارتفع لدى عمه وكذلك السكر ولكنه الآن مستقرا ويمكنه المغادرة شكر الطبيب ليبتسم بوجه زوجة عمه ويقول وهو ينحني مقبلا يد عمه: -اطمني يا أمي ابويا الحج هيخرج معانا بس يخلص المحلول -شكرت نرجس ربها ودعت ليوسف لأنه طمأنها ووفقت بجانبه منتظرة أن يفتح زوجها عيناه ليطمئن قلبها -ليستجيب الله لدعائها فتراه ينظر لها بحب ويقول: -توحشتك جوي يا نرجس كنت خايف لاموت وأنى بعيد عن حضنك يا حبة جلبي -بكت نرجس وقالت: -ربنا يجعل يومئ جبل يومك يا عيسي أنا مجدرش أعيش من غيرك يا خوى -قطع يوسف حديثهم وقال: -لاااااا كفايا كدا آيه نسيتم أننا فالمستشفي إيه يا حج بتعا** أمي إدامي مينفعش كدا يلا شد حيلك عاوزين نروح -رد عليه صوت عمه طه يقول: -واه أسمع حديت ود خوك يا عيسي وهم بينا إني هجمع رجاله العيلة علشان نشوف حكمهم علي يوسف ود خوك -نظر يوسف بحده لعمه وقال: -حكم آيه وجلسة إيه يا عمي ودا وقته أنت مش شايف إن عمي عيسي لسه تعبان ومينفـ -صاح طه: -واه واه إني جولت إنك بتهورب محدش صدجني و الله فسماه يا ود جليلة ليكون فيها خبرك الليلة دي -هتف عيسي: - أجفل خشمك يا طه وغور من اهنه مبديش أسمع حسك وأصل -تجنب يوسف عمه طه وأطمئن علي عمه عيسي ليصعد إلي غرفته ويتجه إلي هاتفه الذي نسي أمره خلال تلك الساعات الماضية ليري اتصالات عديدة من بريق تخطت المائة اتصال لينبت القلق بـقلبه من جديد والخوف علي صغيرته حلم فاتصل ببريق ولكنه فوجىء بهاتفها مغلق ليطلب رقم حلم ليسمع نفس الرسالة بأن الهاتف مغلق شعر يوسف بالعجز لجهله ما يحدث لصغيرته -مع حلول الليل سمع جو أصوات متداخلة بالأسفل فنزل ليري ماذا يحدث ومن الذي تجرأ ولم يراعي مرض عمه ليفاجىء بعمه طه ضاربا حديث أخيه عيسي عرض الحائط واضعا لهم إمام الأمر الواقع وشاهد عمه عيسي يستند علي أخيه مسعد ويدخل هو الآخر ليغلق الباب خلفهم وقف يوسف يشعر أن المندرة أصبحت ساحة محكمة ينتظر أن يخرج منها عمه يحمل حكما ضده، ليقترب من الباب وقد جذبه حديث عمه طه الذي غلف صوته نبرات حاقدة تملائها الكراهية لينظر حوله باحثا بعينيه عن زوجة عمه ليقرر أن يخرج إلي خارج الدار ليحاول معرفة سر غلقهم للباب والهمهمة الغاضبة الصادرة عنهم وقف يوسف بجانب شباك المندرة المغلق ليسمع باقي حديث عمه طه يقول: -بدك الناس تجول عني إيه يا خوى عايز الناس تأكل وشي وتجول أن ود الخاطية بيحكم ويتشرط كومان ورافض بتي إني ومعوزش يتجوزها -تملك الغضب من يوسف حينما سمع سباب عمه ليسمع صياح عمه عيسي وهو ينهر طه بصوت جهوري: -طه لزمته ايه الحديد الماسخ دا عاد أقفل خشمك لصوتك يوصل للمو عوزينه يسمع -أحس يوسف أن أعمامه يخفون أمر يخصه عنه ليستمع رد عمه طه بكراهية: -إيه يا بو جلب رهيف اوعاك فاكرني أن جلبك عليا وعلي بتي أنا وأعي زين إنك عاوز تكوش علي الورث كلاته فعبك وتخرجنا منه من غير ولا ميلم بس أنا معسكتش علي ود الخاطئة يا يتجوز بتي يا اجتله ماهو مش هيوهرب مني كيف أمه ما هوربت زمان من جوزتها مني واللي مجدرتش أعمله فأمه هعمله وياه ودا آخر حديت عندي واوعاك ياود بوي تفكر تجف جصادي -أجابه عيسي: -واه وأنت خليت فيها ود بوك يا طه عاوز تجتل ود الغالي علشان لساك عم تعشج أمه مجدرش تنسي أنها هوربت منيك مجدرش تنسي أنها جبلت علي حالها العار ولا جبلتش بيك دا أنت نفسك جواها سواد واعر جوي يا طه، بص بجي يا ود بوي أنا هجف مع ود الغالي فاللي رايدة هو جال مريدش لا الأرض ولا الورث ولا حتي بتك وطلب مني اراضيكم يرضيك كام يا طه ياود بوي -نظر طه إلي عيسي ثم إلى مسعد وتوسعت عيناه بجشع وقال وهو يجلس: -يرضيني نص الورث يا عيسي -لينطق مسعد للمرة الأولي ويقول بعدم تصديق: -واه دا الحديت مطلعش بتك والجواز دانت طلعت واعر وطموعان فنص الورث لوحد*ك يا طه كن نفوخك ض*ب عاوز تبلع حج ود أخوك يا تجتله والله حلال فيك أنت الجتل يا طه جال وإني اللي بعتبرك خوي الكبير لع دا أنت شيخ مونصر بحج يا طه -قام طه ليقف وهو يقول: -أنى جولت آخر حديت ليا يا نص الورث يا الجواز يا تفتحوا قبر ود أخوكم -دخل يوسف المندرة وعيناه محمرة من الغضب والصدمة ليقول: -وأنا موافق يا عمي هتنازل لك عن نص الورث بس عاوز أعرف الحقيقة اللي خبتوها عني العمر دا كله يا كدا يا هتشوفوا يوسف تاني هيخليكم تتمنوا الموت ولا تلاقهوش خصوصا أنت يا عمي طه قال عمي قال. -جلس عيسي بإن**ار لمعرفة يوسف جزء من الحقيقة ليقوم بطرد طه ومسعد من المندرة ويقترب من يوسف الذي ما أن رآه يدنو منه حتي أبتعد إلى أقصى المندرة وهو يقول: -هتعرفني الحقيقة يا عمى عيسي ولا هتكذب عليا زى ما عيشتني فكذبه هتفهمني ليه عمي بيو** أمي بالشكل دا ولا تحب أقتل نفسي وأخلص أنا من العار اللي حاسس إني لابسته -نهره عيسي بقوله: -لع يا ولدي متجولش أكده أنا معرفش كل الحجيج، يا ولدي أنت خابر عوايدنا زينة يا ولدي وجت ما بوك مات وعدا الحول علي وفاته جدك أمر أن أمك لابد من إنها تتجوز حدا من اعمامك أنا وجتها جلت لع لجدك لأني مجدرش اتجوز علي نرجس فجدك سئل مسعد حس وجتها انه مناسب لأمك وهي كانت صغار وعليها الطلب بس طه كلم بوي أنه رايد يتجوزها أمك جالت لع معتجوزش طه ولا حتي مسعد ولا غيره وجالت أني هعيش لولدي وأربيه بس الحديت ملدش علي عمك طه فضل يملأ دماغ جدك بحديت ماسخ خلاه ي**م أنها تتجوزه ويوم الفرح أمك طفشت يا ولدي وسابتك أمانة حدايا ولحد دلوك محدش يعلم أن كانت لساتها عائشة ولا ماتت إنما أمك يا ولدي متعملش العيبة وأصل دا كانت زينة البنتة وأبوها شيخ جامع وهي كانت خاتمة القرآن وياه يا ولدي -ترك يوسف مكانه والصدمة تشل تفكيره ليصعد إلى غرفته يغلق بابها عليه ويجلس فى ظلامها لعل الظلام يبتلعه ويغيبه عن العالم، ليفيق من ضياعه علي رنين الهاتف ليري رقم بريق ينير ليمد يده ويغلق هاتفه ويهمس: -أنا آسف إني موفتش بكلمتي معاكي ياريت تسامحيني ياريت -أحست بريق أن هناك خطب ما حين أنتهي رنين الهاتف فجأة لتعيد الإتصال فتجده مغلق فتركت هاتفها والتفتت إلي ابنتها تحاول أن تبث بها الطمأنينة فقالت: -الظاهر أن موبايله لسه مقفول أكيد هيتصل بينا، هزت حلم رأسها وقالت: -أكيد يا ماما جو لا يمكن يتخلي عني ولا يسبني هو عارف كويس أن روحي وحياتي معاه بس أنا خايفة يا أمي أحسن هو يعني يوصل لنا هنا كمان، انتي مش قلتي أن جدى سحب كلامه وت**يمه وشال الفكرة من دماغه خالص ايه اللي يخليه يظهر هنا بالشكل دا ويبعت لك الرسالة اللي بعتها ليه باعت يقولك أن كلام جدى مالوش أهمية عنده وأنه لسه عند موقفه أنا مش عارفة أمته هيبعد عنى ويسيبنى، حضنت بريق ابنتها وقالت: -متفكريش فأى حاجة خالص ومتخافيش طول ما أنا معاكي بس أنا طالبه منك طلب يا حلم أنا عوزاكي تتقبلي فكره أن أن يعني ممكن يوسف ميكمـ -صرخت حلم بجزع: -لا يا أمي متكمليش ارجوكي يوسف بيحبني أنا متأكدة منه وواثقة فيه دا حتي قالي علي عنوانه فى الصعيد علشان لو حصل ومعرفتش أوصل له أسافر بلده و عمه هيعرف يجيبه يبقي إزاى تقولي عليه أنه ممكن يبعد عني ويسبني تعالي نسافر يا أمي لعم جو هو هيقدر يحمينا -رفضت بريق طلب ابنتها وقالت: -مينفعش نسافر الصعيد أبدا انتي متعرفيش حاجة خطر الصعيد عليكي كبير -تعجبت حلم من حديث والدتها لتسئلها: -ماما وضحي كلامك الصعيد هيبقي خطر عليا إزاى فهميني، مش شايفة أن كفايا ألغاز يا أمى، أنا من يوم ما اتولدت لحد شهر بس وأنا بتظلم من جدى من غير أى ذنب أنا ساعات كتير كنت بفكر أنهى حياتي لحد ما جيت مصر وقابلت جو هو اللي رجعنى أحب الحياة تانى ارجوكى فهميني من حقي أفهم - زفرت بريق وقالت: -لأن أهل ابوكي من الصعيد يا حلم ولو عرفوا إنك موجودة فمصر هيخدوكي مني -حدقت حلم فى والدتها بصدمة وقالت: -يعنى ايه والدى من الصعيد وأسمى اللي عايشة بيه دا يبقى إسم مين -اضطربت بريق وقالت: -دا إسم خالتك اقترحت أن يبقى إسمك علشان محدش يعرف من أهل والدك -صاحت حلم بدون وعى: -إسم مزور يعني عيشت حياتي دي كلها فعذاب وكمان حرمتيني من إسم والدى -قالت بريق: -افهمى انتي متعرفيش قلبهم أ**د قد ايه من ناحيتنا خصوصا إنك طلعتي بنت مش ولد زى ما كانو فاكرين لولا خالتك ووقفتها معايا وأنها هربتني من مصر بعد ما والدك اتوفي كان زمانهم وخدينك مني -شهقت حلم و قالت: -يخدوني منك ليه يا أمي مش يمكن كانوا حبوني وانا حبيتهم انتي سرقتي حياتي مني يا أمي وسرقتي حقى فإني أختار أعيش مع مين، ليه حرمتيني من أن يبقي ليا عيلة هناف مصر، إزاى قدرتي تخبي عليا كل السنين و أنا ليا أعمام وعمات وسبتيني تحت رحمه جدو أوغلو يعذب فيا مش يمكن أهلي هنا أرحم من عيلتك يا أمي ليه تخبئ عليا وإزاى تمنعيني عنهم العمر دا -إجابتها بريق وقالت: -اسمعيني كويس يا حلم عيلة ابوكي ف قنا كبيرة ومتعصبين ضد البنات جدك وعمك الكبير أقسموا لخالتك أنهم لو شافوكي هيفتحوا لك قبر تندفني فيه حية يا أما يكتبوا كتابك علي أى راجل من العيلة اول ما تشبي علشان يضمنوا إنك تعيشي تحت طوعهم وورث ابوكي ميخرجش برا العيلة كنتي عوزاني ارميكي ليهم إزاى وانتي الحاجة الوحيدة اللي بقيت ليا من حبيبي محمد مقدرتش اسلمك ليهم ومكنتش اعرف ان الدنيا مع جدك كانت هتبقي بالشكل دا رغم أنه كان بيعشقك وانتي صغيرة معرفش ايه غيره من ناحيتنا سوا حاولت اعرف وامي حاولت ومعرفناش، صدقيني انا كتير فكرت اخدك ونرجع مصر وكنت بطلب من هازان انها تشوف الأحوال ايه وللأسف مرة عمك كان هيقتلها لما شافها تفتكري اقدر اضحي بيكي وارميكي -ضحكت حلم بسخرية: -وهو انتي مرمتنيش لعيلتك تعذب فيا جدو اللي كان كل ما يشوف وشي يض*بني ويحبسني ويمنع عني الأكل بالأيام ويجلدني لمجرد أن بجري أو حتى بشم ورده فقصره ولا قريبك التاني اللي بيطاردني فكل مكان ووصل لى هنا كنتي عرفتيني الحقيقة وسبتيني أختار يا أمي بدل ما أنا دلوقتي مش عارفة مصيري هيبقي ايه أمي إحنا لازم نسافر لاعمامي -صرخت بريق: -لا يا حلم اعمامك لا بصي لو علي السفر يبقي نسافر لبلد يوسف ياما نرجع لجدك وهو هيمنعه عنك يا نسافر أنا وانتي أى مكان بعيد عن أى حد ممكن يعرفنا -حسم يوسف أمره بألا يسمح لعمه طه بإستغلاله فقرر أن يتراجع عن قرار تنازله عن ورثه لأعمامه رغم أنه يعلم حقيقة الأمر وان جده رحمه الله قد كتب اغلب املاكه لأبيه فهو من كان يشرف ويراعي ممتلكات الأسرة وحقق لهم مكاسب كثيرة ولكنه حين احس بدنو أجله كتب وصية بأن يرد لكل فرد حقه فى ميراثه واخفي الوصية مع أخيه عيسى كذلك قرر البحث عن والدته ليعرف حقيقة ما حدث لها وليمنع أى كان من الخوض في عرضها وطعن شرفها بالباطل وحاول أن يطرد من تفكيره حلم وبريق ولكنه أحس أنه بتجاهله لهما سيكون بذلك ندلا إن تهرب منهم بهذا الشكل وكيف له أن يهرب ممن ملكت قلبه وسكنت روحه ليقرر حل مشكلته مع عمه طه ومواجهته والعودة إلى صغيرته مرة أخري فقام بالاتصال بها ليستمع إلي رنين هاتفها وتجيبه حبيبته بصوت محمل بافتقاده: -جو كدا تسبني هنت عليك معقول حلم هانت عليك -وسيطر عليها البكاء ليجيبها يوسف: -غصب عني يا حلم عمري صدقيني غصب عني سامحيني وكفايا مش عاوز أسمعك بتبكي تاني بعد كدا أنا مستحيل اسيبك كل ما فى الموضوع إن عمي عيسي تعب فجأة والموبايل خلص شحنه واضطريت إني ارجع جرجا -لم يستطع يوسف أن يحكي لها عن مشكلته مع عمه طه، ليفاجىء بصوتها يقول: -أنا هجيلك يا جو أنت مش هتصدق أنا عرفت أن ليا عيلة فى الصعيد زيك بس من قنا متخيل أن القدر بيجمع بينا حتي فجذورنا -لم يستمع يوسف لحديث حلم إنما توقف عند جملتها أنها سوف تأتي إليه فشرد إن علم عمه طه بوجود حلم بحياته قد يؤذيها لينتقم منه -فقال لها برفض: -لا يا حلم متجيش أنا هخلص اللي جيت له هنا واجيلك اديني بس لآخر الأسبوع ممكن -إجابته حلم: -بس يا جو أنا محتاجة وجودك معايا أنا لو مجتش ليك مافيش عندي حل غير أني أرجع تركيا فأسرع وقت مينفعش أفضل فالقاهرة أكتر من كدا -أحس جو أن الأمر يفلت من يده وأنه قد يفقدها فقال لها: -خلاص استني بس يومين بالظبط وهتلاقيني مستنيكي علي محطة القطر -وصل جو إلى محطة القطار يفكر فى تفسير ل**ت عمه طه بعدما أبلغه برفضه لأى إتفاق بينهما وأحس بأن عمه يدبر لشىء ما يشعره بالخوف ليس علي نفسه إنما علي من يهتم بشأنهم ليفيق علي صوت المذيع يعلن وصول قطار القاهرة ليقف علي بداية المحطة يراقب الوجوه التي تهبط من القطار ليري صغيرته وولدتها ليقترب منهما ويقف أمامهما نظرت بريق إلي يوسف وهو يحدق فى ابنتها بشوق ينسكب علي ملامح وجهه فأدركت أن العشق أصابهما مثلما عشقت زوجها محمد من أول مرة وأنتهي الأمر بينهم بالزواج لتعيش معه عام من السعادة النادرة ليخ*فه الموت فجأة وهي تحمل فى أحشائها ثمرة زواجهم ابنتها حلم، أفاقت بريق علي صوت جو يقول: -حمد لله على سلامتكم -مدت بريق يدها وسلمت على جو وقالت: -عاوزة أقعد معاك فمكان أعرف أتكلم معاك فيه براحتي من غير ما يكون فى حد معانا ولا حوالينا وكمان مكان أقدر أسيب حلم فيه وأنا حسه أنها فأمان -هز جو رأسه موافقا وسار معاهما حتي خرجوا إلي الطريق ليشير إلى تا**ي ويقول: -ودينا ابيدوس لو سمحت -طوال الطريق احتل ال**ت المكان ليصلا إلى وجهتهم لينزل جو ومعه بريق وحلم إلي الفندق ليجدا أن يوسف قد حجز لهما فيه مسبقا -فقال موضحا: -الفندق دا ملك لوالد صديق ليا أنا موصيه علي كل حاجة حلم تقدر ترتاح علي ما نخلص كلامنا أنا وحضرتك صعد معهما إلي الغرفة لتنظر حلم حولها وتقول: -بلدك حلوة قوي يا جو -ثم نظرت لوالدتها وقالت: -عاوزة تتكلمي مع يوسف لوحدكم ليه يا أمي هو فى لسه أسرار هتخبيها عني -هزت بريق رأسها بالنفي وقالت: -لابنتها مافيش أسرار يا حلم إنما كلامي مع جو لوحدنا ضروري ومش لازم تعرفي بيه انتي ليكي نتيجته وبس فهمتي عوزاكي ترتاحي وإحنا مش هنغيب هي نص ساعة ممكن يا حلم -أعتذرت حلم من يوسف ووافقت على طلب والدتها، أخذ يوسف بريق إلى منطقة مليئة بالآثار ووقف وقال: -هنا محدش هيزعجنا ولا يتطفل علينا -وأشار إلى مقعد قديم لتجلس بريق وتضم يدها وتنظر اللي جو طالت فترة ال**ت فقطعه جو وقال: -حضرتك هتفضلي ساكتة كتير -أخرجت بريق زفيرها بقوة خوفا من انهيار تماسكها والتفتت إلى جو لتمسك يده فجأة وتقول: -أنا مستعدة أدفع لك كل ثروتي بس تحمي بنتي -حدق جو ببريق وارتبك من يدها التي غرست أظافرها في كفه بقوة دليل ذعرها حاول سحب يده وحينما فشل لتشبث بريق به بقوة فقال: -أنا روحي فداها و حضرتك حسه وعارفة كدا كويس من غير ثروتك اطلبي عمري بس أنا مش عارف عوزاني احميها من آيه أنا لحد دلوقتي مش فاهم حاجة من الغموض اللي عيشنه ولا فاهم سبب لالرعب اللي شايفه فعيونكم فمن حقي أفهم كل حاجة وبصراحة -استجمعت بريق شجاعتها فتركت يد جو وضمت كفيها بقوة واخفضت بصرها للأرض وقالت: -هتفهم كل حاجة إنما لازم تسمع طلبي الأول أنا عوزاك تتجوز حلم النهاردة -هب يوسف واقفا مندهشا من طلبها ليقول: -اتجوزها النهاردة إزاى حضرتك واعية للي بتطلبيه طلبك مستحيل تنفيذه لأن مافيش مأذون هيوافق يكتب كتابي علي حلم لأنها قاصر ولا حضرتك مش واخدة بالك حضرتك مش متخيلة أنا جت عليا لحظة استصغرت نفسي إزاى إني خليت طفله تتعلق بيا بالشكل دا لدرجة أن حياتها تبقي علي المحك أنا أول مرة أحس إني معدوم الضمير ومش قادر أسامح نفسي فحق حلم أعذريني غصب عني إني بقول الكلام دا، بس فعلا أنا عايش فنار مشاكلي مع عيلتي وحبي لحلم وإحساسي بإني بظلمها معايا ودلوقتي طلبك أن اتجوزها أنا اتمني فعلا أن حلم تبقي مراتي بس القانون هيمنعنا -أجابته بريق كأنها لم تسمع حرفا مما قاله وقالت: -مش مستحيل لما تتجوزها عرفي -نظر جو لها بدهشة وقال: -جواز عرفي ليه شيفاني مش راجل ادامك أنا صعيدي واللي مقبلوش علي عرضي مقبلوش علي عرض غيري -وقفت بريق وقالت: -وأنا مش هسمح لغبائك إنك تسيبها بعد ما علقتها بيك بالشكل دا بنتي الوحيدة اللي ملكتك قلبها وبحبها ليك كانت بتضحي بحياتها بترفضها وبتتحجج واضح إنك فالاساس كنت بتلعب بمشاعرها وقلت دي طفله أقضي معاها يومين واتسلا يا خسارة قلب بنتي اللي حبك ووثق فيك -تملك الغضب من جو بعدما آلمه حديث بريق لتكمل: -أنا غلطانة إني جيت وكنت فأكره إني هقصد راجل يقدر يقف جنب بنتي ويحميها ويحافظ عليها أنا ندمانة علي اللحظة اللي وافقت أنها تيجي مصر تشوف بلدها كان مفروض اسيبها تتقبل مصيرها فتركيا علي أنها تن**ر بالشكل دا -وتركته لتغادر وهي تشعر بالحزن علي حال ابنتها وعلي المصير الذي لا مفر منه لها فبرفض يوسف طلبها لم يعد فوسعها غير العودة إلى تركيا لتترك جو يتابعها بنظره حتي غابت عن عيناه ليعود ويجلس وهو يدفن وجه بين كفيه ويسب نفسه: -غ*ي غ*ي -لم يشعر يوسف بالليل الذي غطي السماء إلا حينما تسللت البرودة إلى أطرافه لينظر حوله ويستغرب هل مر الوقت دون أن يشعر من كثرة تفكيره بحديث بريق ليشعر بضائلة وصغر نفسه لظنها به أنه شاب عابث يلهو بالفتيات وبدأ عقله يردد جملة بريق عوزاك تتجوزها عرفي لتطن في أذنيه ويكررها عقله حتي شعره أنه يكاد يجن، ليفاجىء نفسه يقف إمام غرفتها ويطرق بابها لتفتح له بريق وعيناها منتفخة من كثرة البكاء وصوت نحيب حلم يملأ أذنيه ليهتف: -أنا موافق اتجوز حلم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD