امتي الحلم..

4682 Words
فى طريقه لبيت عمه حاول يوسف أن يتصل بسارة عدة مرات لتجيبه قبل أن يغلق مكالمته لها فقال بصوت قلق : سارة الحمد لله إنك رديتى عليا طمنينى انتو بخير .. اجابته سارة وقالت : إحنا كلنا بخير يا حبيبى اطمن النار ملحقتش توصل لتحت صدقنى كلنا بخير المهم طمنى حلم عاملة إيه .. قال يوسف : الحمد لله يا سارة بس هى كانت لسه نايمة المهم أنا جاى لكم فالطريق اطمن عليكم و.. اختطف اسامة الهاتف من يد سارة حينما علم بأن يوسف ترك حلم مع أحمد و قال : أرجع تانى يا يوسف بسرعة أحمد انا شاكك فيه أنا جايلك و معايا بايرام ألحق حلم ومتسبهاش مع أحمد لوحدها.. أغلق يوسف الهاتف و نظر الى سائق التا**ى وقال بخوف : لف بسرعة ورجعنى على المستشفى ارجوك بسرعة .. كان عا** ينظر لحلم بتشفى وقال : هو مكنش موافق الأول بس أنا قدمت له عرض مقدرش يقاومه و بصراحة وفر لى البيت ال أنا فيه و بين لى كذا مرة إنه وفى ليا إيه رئيك هتخرجى معايا و مع أحمد و محدش هيلاحظ اى حاجة و بعدين أحمد يروح لهم مضروب تانى و يقول إنى خ*فتك و محدش هيشك فيه أبدا مش قلت لك مافيش اى دليل عليا و.. **ت عا** حينما لاحظ نظرات حلم الغريبة خلفه فالتف ليجد أحمد يصوب سلاحه عليه وبجانبه يقف معتز ليقفز احد رجال الشرطة من النافذة على عا** فاسقطه أرضا ليسرع أحمد و يكبل يداه ف قفز رجل شرطة آخر من الشرفة ليقف بجانب حلم حائلا دون وصول أحد اليها .. فسمعت حلم أحمد يقول : هو فعلا مكنش فى دليل واحد نقدر نسجنك بيه بس دلوقتى معانا إعتراف بصوتك بجريمة قتل و جريمة تانية محاولة قتل و جريمة تالتة إشعال النار يعنى مب**ك عليك السجن يا عا** باشا .. ابتسم معتز بسخرية فى وجه عا** الذى أحاط به رجلا شرطة مكبلا بيديه و قال : و الله وقعت يا ديب تعبتنا يا راجل لما أحمد جالى و قال إنك عرضت عليه مبلغ مغرى جت فدماغنا انه ي**ب ثقتك خصوصا ان انت ال عرضت عليه و الحق احمد طلع ممثل شاطر اوى عرف يبعد اسامة ويوسف عن هنا و إلا مكنش هينفع انك تشرفنا و تاخد راحتك بالكلام بجد أنا بشكرك علشان ساعدتنا نقبض عليك .. وصل يوسف إلى المشفى ليجد السكون يحيط بالمكان فاحس بالخوف على حلم فاسرع الى غرفتها ليجد بابها مفتوح فوقت امامه فراى معتز و أحمد بجانبه و عا** مكبل و رجلا شرطا يمسكان به و لكنه لم يستطع رؤية حلم فاندفع إلى الداخل ووقف أمام عا** واحس بغضبه يشتعل ف لكمه وقال : انت مش هتبعد عنا انت ايه كان مفروض قتلتك من اول لحظة.. وقف أحمد أمامه وقال : خلاص يا يوسف أهدى الحمد لله عا** دلوقتى فايدينا.. فقال معتز بعتاب و سخرية : واتمنى إن محدش يخ*فه تانى بس عموما بشكرك انك خ*فته اهو وفرت لنا دليل الادانة يلا يا جماعة نسيب الدكتورة ترتح اكيد زمان اعصابها باظت من ال حصل دلوقتى بعدين نبقى ناخد اقولها لما تهدى و تقوم لنا بالسلامة .. بادل يوسف نظره بين أحمد ومعتز و قال : انا مش فاهم حاجة فى ايه بينكم مخبينه.. هم أحمد ان يجيب و لكن معتز اشار الى رجلا الشرطة ان ينقلا عا** إلى السيارة بخلف المشفى و قال بعدما غادروا : هفهمك انا ارتاح يا يوسف .. تحرك يوسف ليجد حلم ساكنه فجلس بجانبها و قال وهو يحتضن يدها انتى بخير.. ابتسمت حلم له بحب و قالت : الحمد لله احنا بخير اطمن .. مال يوسف عليها هامسا : انشفى شوية يا حياتى علشان شكلك زى القمر دا الخوف محليكى و انا غيران من اللي قعدين دول .. ضحكت حلم وحينما حدق بها يوسف بغضب وضعت يدها فوق فمها واشارت له انها ست**ت.. حين هم معتز ان يتحدث اقتحم بايرام وخلفه أسامه الغرفة ليجذب بايرام أحمد من ياقته ويلكمه بقوة فأسرع معتز يمنعه من لكمه مرة أخرى… ليضحك يوسف ويقول : شكلك عملت مصايب يا أحمد و مش هتعدى لك على خير.. جلس أحمد مرة أخرى وهو يمسك فكه وقال : ايده تقيلة اوى دا حتى مش عامل حساب ان جرحى لسه مخفش ايه قطر داخل انت صدقت كلام اسامة .. نظر له أسامة بغضب وقال : وميصدقش كلامى ليه وانا سامعك بتتفق مع عا** على حلم وبتتفق يولع البيت ويقتل سارة .. ضحك معتز بشدة وقال : دى كانت مكامة ليا وهمك انه بيكلم عا** علشان يبعدك عن هنا و نفضى السكة لعا** تعبتنا اوى و انت لازق له من اول ما جيتم المستشفى فكان لازم نعمل كدا .. قال يوسف : يعنى انتو اتفقتوا تستخدموا مراتى طعم لعا**… و نظر الى أحمد بضيق واكمل : انت يا احمد طيب كنت فهمنى انت ازاى تستغل حلم بالشكل دا افرض كان عا** عمل فيها حاجة انا مش مصدق ازاى تخاطروا بروحها بالشكل دا .. اجابه معتز وقال : ما هو علشان كلامك دا مكنش ينفع اى حد يعرف و بعدين الطاقم كله هنا كان من عندنا حتى التمريض احنا مسبناش الدكتورة تحت رحمه عا** ارجوك تفهم احنا مكنش ادامنا غير كدا علشان نقبض عليه و الحمد لله انه اعترف اعتراف كامل بكام جريمة صحيح مش ال احنا عاوزينهم انما بيهم نقدر نحاكمه لحد ما نجمع ادله على جرايمه التانية.. وقف معتز و نظر الى أسامة وبايرام انا بحب اشكركم جدا كل واحد فيكم قدم خدمة من غير ما يعرف يكفى انهم كنتم الحماية ال مقدرناش اننا نوفرها للدكتورة حتى الدكتورة نفسها بكلامها قدرت تخلى عا** يعترف من غير ما نتفق معاها و اتمنى ان ميبقاش فى ضيق من موقف احمد لانه بصراحة كان الدور الاساسى اننا نمسك عا** هسيبكم بقى وتقدروا تروحوا اه وعلى فكرة الهيئة هتبعت لكم ناس من عندنا يجددوا بيت الحج عيسى و يصلحوا التلفيات ال حصلت .. تبادل الجميع النظرات لينتهد يوسف براحة و هو يقول : انا مش مصدق ان كابوس عا** دا انتهى بصراحة خايف اصدق.. و نظر الى احمد وقال : لسه حسابنا مخلصش ابقى اشرح وجه نظرك للحج عيسى.. جلس احمد ضاحكا وقال : الحج عيسى كان عارف .. ض*ب اسامة كفا بكف و قال : يا سلام انت طلعت مش ساهل ابدا قدرت توصل للحج عيسى .. قال احمد : اومال يعنى هنعرف ننيم الحراسة ازاى ونولع فجزء ميضرش حد فالبيت ازاى بصراحة الحج عيسى بطل .. نظر لهم يوسف ووقف وقال : طيب يلا من غير مطرود عاوز اطمن على الدكتورة خدوا بعض كدا واتكلموا فالكافية صح يا احمد و تراقبوا الباب كويس .. ضحك احمد وهو يسحب اسامة بيده و يقول : ماشى بس خلى بالك كلها ربع ساعة والحج عيسى هتلاقيه بالعزوة كلها هنا .. اعتدل يوسف يحتضن وجه حلم بكفيه و قال : سيبك بقى من كل دا وقوليلى انتى كويسة بجد متتصوريش واسامة بيقولى ان احمد تبع عا** كان هاين عليا اقتل نفسى انى سيبتك معاه لوحدك رفعت حلم يدها بحب و لمست وجه يوسف وقالت : اطمن يا جو انا كويسة بجد صحيح كنت هموت من الرعب لما لاقيته ادامى بس الحمد لله كل حاجة انتهت و اتمنى انها فعلا تنتهى .. قبلها يوسف و قال : ربنا ميحرمنيش منك يا حلم الحمد لله على .. **ت يوسف حينما لامس دموعها فسئلها و قال : بتعيطى ليه دلوقتى .. وضعت حلم يدها على بطنها وقالت : انا هقولك علشان تقوينى انا مش عاوزة اضعف تانى لكلام عا** انا خايفة يا يوسف عا** م**م انه ابنه و انا خايفة يطلع كلامه هو ال صح .. شدد يوسف يده حولها وقال : حتى لو كلامه صح يا حلم دا روح بريئة ملهاش اى ذنب اوعى تخلى الشك يصورلك انى مش هحبه بالع** دا منك انتى يا حلم و انا بحبك و بعشق كل ال منك توسدت ص*ره تشعر بهدوء يغمرها أغمضت عيناها و تنفست بقوة فشعرت بيده تلامس عيناها ف*نهدت و مدت يدها لتأخذ يده و قبلت أصابعه فمال عليها و همس : هو أنتى ليه بتوحشينى حتى و انتى بين أيدى .. إبتسمت حلم و رفعت وجهها مثبته عيناها فِى عيناه ويدها تداعب ص*ره و قالت : يمكن علشان بتحبنى.. قرص وجنتها بمحبة وقال : يمكن يعنى مش متاكدة لا دا أنا على كدا لازم أثبت لك إنى مش بحبك بس دا أنا بعشقك كمان .. أعتدلت و جلست أمامه وقالت : هو إحنا هنرجع القاهرة أمته مش كنا رجعنا مع أسامة وسارة أنا عيادتى وشغلى وحشونى أوى يا جو.. جذبها لتقع فوقه و أحكم ذراعه عليها وقال : هنرجع أكيد بس انتى شوفتى عمى عيسى رفض نمشى و بعدين ناسية إن ماما عجبها الجو هنا و شكلنا هنبقى نسايب تانى .. رفعتها نفسها و حدقت به و قد رفعت حاجبها و قالت : نسايب يعنى إيه إنت ناوى تتجوز عليا يا جو .. ضحك يوسف بشدة و قال : هو أنا أقدر يا حلم عمرى أفكر فاى واحدة غيرك .. سئلته حلم وقالت : أومال تقصد إيه .. جذبها اليه و قال : يعنى انتى ملاحظتيش و لا عاملة نفسك مش واخدة بالك .. شعرت حلم بالتوتر و قالت : بجد مش فاهمة ما توضح يا يوسف إنت بتتكلم بالالغاز ليه .. بادلها يوسف النظرات وقال : اهدى مالك متوترة ليه كل ال عاوز أقوله إنى لاحظت إن عمى مسعد زياراته كترت لهنا فالفترة الاخيرة أنا حاسس انه معجب بوالدتك و واضح انها مرتحاله و بتقعد تتكلم معاه كتير .. ابتعدت حلم عن يوسف وجلست و هى تهز ساقها بعصبية : لا طبعا ماما مش بتفكر انها تتجوز ولو بتقعد معاه فعلشان.. و **تت ثم هزت رأسها بعصبية رافضة حديثه وقالت : لا لا مش معقول ماما تفكر فحد تانى غير بابا و لا تفكر إنها تبعد عنى أنا ملحقتش اشبع منها يا يوسف .. نظر لها يوسف بتمعن و **ت برهة ثم قال : حلم انتى غيرانة على والدتك انتى ازاى تفكرى بالطريقة دى تقدرى تقولى لى بريق عاشت حياتها امته لما اتجوزت والدك سنة و لا سنتين و اتوفى ولا لما عا** خ*فها و حبسها سنين عمرها كلها انتى مستخسرة انها تلاقى ال يعوضها .. قالت حلم بغضب : انت بتتكلم بالشكل دا علشان هو عمك مش مهم عندك احساسى انا ازاى هقبل وجود راجل غريب فحياة والدتى .. اجابها يوسف : انتى شايفة انى بقولك كدا علشان هو عمى انتى شايفة انى بفكر بالطريقة دى اول مرة احس انك انانية .. وقفت حلم و ادارت ظهرها ليوسف و كورت كفيها وقالت : انا مش قصدى حاجة و بعدين انا مش انانية يا يوسف انا عاوزة اعيش مع امى اعوض سنين حرمانى منها.. وقف يوسف بجانبها وادارها لتوجهه وقال : كلام انانى مش سامعة نفسك عاوزاها تعوضك عن حرمانك منها و هى مين يعوضها الحرمان من ان يكون لها حبيب وزوج و حياة ما هازان لاقت حب حياتها ال عوضها ليه شايفه انه ممنوع على والدتك .. زفرت حلم بقوة وقالت : بردوا لا يا يوسف انا هروح اتكلم معاها واسئلها اكيد انت فهمت غلط.. وضع يوسف يده على كتفها و قال وهو يتمالك عصبيته : ممكن تهدى و تفكرى كويس بعدين انا بقول ملاحظ مقولتش انه اكيد .. ابعدت حلم يده وقالت وهى تتوجه الى خارج الغرفة : وانا مش هستنى لما يكون اكيد .. اندفعت حلم و هى تشعر بالخنقة لداخل غرفة والدتها فوجدتها تجلس أمام النافذة شاردة الفكر فنادت عليها : أنييم .. التفتت بريق لها ولمحت عيناها و احست بتوترها فقالت وهى تقترب منها : مالك يا حلم حد ضيقك يوسف ضيقك .. هزت حلم رأسها بالنفى وارتمت بين ذراعى واالدتها تبكى وتقول : انتى مش هتتجوزى صح يا ماما انتي مش بتفكرى تسبينى .. ارتبكت بريق من حديث ابنتها فقالت تسئلها : مين قالك الكلام دا .. ابتعدت حلم عن والدتها ونظرت لها و قالت : جاوبينى انه لا يا ماما وانك مش بتفكرى تتجوزى تانى .. تن*دت بريق بحزن وقالت : اطمنى يا حلم انا مش هعمل اي حاجة انتى مش موافقة عليها و مش هسيبك.. و حاولت بريق تغيير مجرى الحديث وقالت : حبيبة ماما مش ناوية ترجع شغلها تانى بقى .. احتضنت حلم والدتها مرة اخرى و قالت : ايوة احنا لازم نرجع خلاص قعدنا هنا كتير من بعد ما اتقبض على عا** و مبقاش فى اى تهديد من ناحيته يبقى نرجع لحياتنا انا بقول نسافر بكرة .. شعرت بريق بالحزن و تن*دت بيأس وقالت : خلاص زى ما تحبى رتبى و بلغينى.. احست حلم بتغير والدتها فقالت : يعنى مش زعلانة اننا هنمشى ونسيب هنا .. رسمت بريق ابتسامه لم تصل لعيناها و قالت : و هزعل ليه يا حبيبتى المهم اننا مع بعض فاى مكان .. قبلت حلم جبهة والدتها وقالت : انا بحبك اوى يا ماما .. همست بريق وقالت : و انا كمان يا قلب ماما بحبك اوى .. عادت حلم الى غرفتها فوجدت يوسف ينتظرها فقال لها وهو ينظر لها بضيق : خلاص عملتى اللي انتى عوزاه مشيتى كلامك عليها برافو ها ناويتى ترجعينا القاهرة امته النهاردة.. خفضت حلم رأسها بإرتباك و قالت : لا بكرة يا يوسف هنرجع بكرة أظن كفايا لحد كدا نفضل هنا و نرجع لحياتنا بقى .. رفع يوسف حاجبه وعقد ذراعيه أمام ص*ره وقال : ولو قلت لك انى قررت أباشر أرضى وشغلى هنا ومش هرجع القاهرة و بما انى هستقر هنا بديهى تستقرى معايا فالمكان اللي أنا فيه .. صرخت حلم وقالت بغضب : انت عاوز تخلينا نعيش هنا يا يوسف و اسيب شغلى و اسمى اللي عملته لا طبعا أنا هرجع القاهرة و افتح العيادة تانى و بعدين دا مكنش كلامك معايا .. وقف يوسف و اقترب منها و رفع اصبعه أمام وجهها وقال : صوتك ميعلاش عليا يا حلم دا أولا أما ثانيا بقى اسمك اللي عملتيه هناك كان ريمان واظن انك حلم دلوقتى مش ريمان وبعدين ما من السهل تفتحى عيادة هنا و تساعدى الناس او تشتغلى فالمستشفى اللي هنا دا لو عاوزة تشتغلى .. بلعت حلم ريقها خوفا من نظرات يوسف الغاضبة و قالت : أنا مش قصدى أرفع صوتى عليك يا يوسف بس أنا مش عاوزة أعيش هنا خلينا نرجع يا يوسف .. ابتسم يوسف بتهكم وقال : تفتكرى عمى مسعد مش هيقدر يوصل لوالدتك حتى لو استقرينا فالقاهرة انتى مش هتمنعى النصيب يا حلم و افتكرى عا** بكل جبروته مقدرش يمنع النصيب .. رفعت حلم كفيها تمسح رأسها ووجهها بتعب و نظرت ليوسف وقالت : انا مش عا** يا يوسف ولا هكون زيه انا .. قاطعها يوسف وقال : انتى للأسف زيه لأنك بتحبى والدتك وعاوزها ليكى لوحدك انتى حتى مفكرتيش فإحساسها هى كأن ملهاش حق فالحياة إلا لو كانت الحياة ليكى انتى وبس يا حلم بلاش تسرقي حياتها زى ما عا** سرق حياتنا و عموما اللي انتى عوزاه اعمليه بس أنا فعلا ناوى استقر هنا هجدد بيت والدى و أقعد فيه فلو عاوزة تستقرى معايا اهلا وسهلا عاوزة تستقرى فالقاهرة وتبقى تيجي زيارات براحتك عن اذنك يا حلم . تركها يوسف فجلست حلم تفكر فاغمضت عيناها غافلة عن والدتها التى جلست أمام النافذة تفكر فى حديث حلم لها تشعر بالحزن لطريقة تفكير ابنتها لتتن*د بألم .. جلس يوسف أمام المنزل يفكر هو الآخر فى الاختيارات التى تركها لحلم فهل سيستطيع هو تحمل فراقها أو الابتعاد عنها اذا أصرت على موقفها… قطع عليه تفكيره رنين هاتفه فأجاب على اتصال أسامة وقال : عاش من سمع صوتك يا اسامة يا منير عامل إيه .. ضحك أسامة وقال : هروح قريب العباسية يا جو اختك جننت اهلى معاها ليا أسبوع كل يوم اوديها المستشفى علشان فاكرة نفسها بتولد و ف الآخر بتتهمنى انى بوديها علشان اشوف الممرضات ال هناك و انهم عجبانى شوفت جنان اختك .. ضحك يوسف على حال صديقه وقال : بصراحة ربنا يكون فعونك اللي يشوف جنان سارة معاك يقول انها فيها عرق تركى مجنون يلا نصيبك بقى يا أسامة .. اجابه أسامة و قال : والله يا يوسف أحلا نصيب عارف يا صاحبى أحلا وقت لما بصالحها بعد ما تقعد تتهمنى انى على علاقة بالممرضات اييييه دا الحب حلو اوى يا صاحبى المهم انتو عاملين.. اجابه يوسف وقال : احنا كويسين الحمد لله واحتمال كبير ننزل القاهرة بقلك هو أحمد متصلش بيك الواد دا طلع ندل و متصلش يسئل ولا مرة .. **ت أسامة و لم يجيب على يوسف.. فسئله يوسف : فى ايه يا أسامة مخبى عليا ايه اتكلم .. قال أسامة : بص يا صاحبى أحمد كلمنى إن فى طلب متقدم لتحويل محاكمة عا** لتركيا بدل مصر و متدخل فيه ناس تقيله اوى من برا.. قال يوسف : يا الله الراجل دا مالوش حل إلا إنه يتقتل و طبعا هيتوافق على الطلب و هيرجع تركيا و طبعا مش هنعرف نتابع محاكمته مش كفايا سحب القضية ال كان رفعها على حلم بالعافية كمان يسيبوه تانى هو إحنا مش هنفوق من الكابوس دا .. طمأنه أسامة وقال : لا اطمن يا يوسف أحمد بيقول إن حتى لو أتوافق على الطلب الخ** قصاده هنا الدولة يعنى هيبقى فى متابعة للمحاكمة بلاش تخلى القلق يسيطر تانى و .. **ت أسامة ليسمع يوسف صوت صرخات سارة تقول : ألحقنى يا أسامة أنا بولد.. فقال أسامة ليوسف : أنا هقفل بقى علشان فقرة أنا بولد بدأت .. تن*د يوسف وقال : ربنا معاك يا صاحبى أبقى طمنى على سارة … أجابه أسامة بقلق : اطمنك إيه أختك شكلها بتولد بجد إنت لازم تيجى أنا هقفل علشان أنزل بيها المستشفى .. أسرع يوسف إلى غرفته و دخل ووجد حلم نائمة على مقعدها فاقترب منها و هز كتفها بحدة و قال : حلم أصحى لازم ننزل القاهرة حالا سارة بتولد .. أستيقظت حلم بفزع من غفوتها وقالت : فزعتنى يا جو بتهزنى جامد كدا ليه .. قال يوسف : أنا آسف يلا مش كنتى عاوزة تنزلى القاهرة حضرى نفسك و بلغى والدتك .. وقفت حلم تشعر كأنها تلميذة صغيرة وقالت : لا ما أصل مينفعش .. ألتفت لها يوسف و قال سائلا : هو إيه اللي مينفعش .. اقتربت منه حلم و مررت يدها على وجهه وقالت : مينفعش اسيب حبيبى و أقعد فمكان تانى بعيد عنه أنا مبعرفش أنام إلا فحضنه ولا هو كمان يقدر يغمض من غيرى … ووقفت على أطراف أصابع قدميها وتعلقت بكتفه وقبلته فحاوطها يوسف بيديه وقال : و تغيير التفكير دا حصل أمته مش كنتى مقررة .. عقدت حلم كفيها خلف رقة يوسف و امطرت وجهه بقبلات متناثرة وقالت بين كل قبلة والأخرى : زى ما أنا ربنا رجع لى حياتى و أكرمني بيك عرفت إن مينفعش احرم اى حد من حياته لا ماما و لا انا علشان لو بعدت عنك هحرم نفسى من حياتى بايدى .. أبعدها يوسف عنه بصعوبة و قال بصوت أظهر شدة احتياجه لها : حلم بطلى اللي بتعمليه دا بقولك سارة بتولد و أنا لو طاوعتك مفهياش سفر خالص .. لم تهتم حلم بحالة يوسف فزادت من دلالها عليه و استقرت بانفها وشفتيها على رقبته و قبلته برغبة جامحة فحملها يوسف ليضمهما فراشهما كانت حلم الطرف المسيطر فى بداية الامر ليستعيد يوسف السيطرة ويحملها لعالم عشقه محققا كل رغباتها .. فى القاهرة وضعت سارة توأم فتاتين كما بشرتها خديجة فنظرت بأرهاق الى أسامة الذى جلس بجانبها يحتضنها بعشق و قالت : عاوزة أشوف البنات يا أسامة .. قبل أسامه رأسها و قال : نص ساعة وتلاقيهم معاكى فحضنك يا حياتى ها هتسميهم ايه .. همست سارة وهى تضع رأسها على ص*ره تحتضن كفيه و قالت : هسميهم خديجة وعائشة إيه رئيك .. رفع أسامة يدها يقبلها و يقول : ربنا يبارك لنا ف خديجة وعائشة و يبارك لى فيكى.. سئلته سارة وقالت : هو انت مبلغتش يوسف .. اجابها أسامة : بلغته تلاقيه فالطريق متقلقيش انتى عارفة يوسف ميقدرش ميجيش .. فى صباح اليوم التالى حملت حلم خديجة بين كفيها وقبلتها وقالت : ماشاء الله يا سارة خديجة وعائشة حلوين اوى ربنا يبارك لكم فيهم ويجعلهم من الذرية الصالحة.. اقترب منها يوسف وقال : هاتيها شوية يا حلم والدتك ماسكة عائشة و مش عاوزة تسيبها هاتى حبيبة قلب خالها دى .. أخذ يوسف الطفلة من حلم وجلس يحتضنها برفق و ماهى الا لحظات حتى دخل اعمام يوسف فنظرت حلم إلى مسعد تراقب نظراته لوالدتها فشاهدت ارتباك والدتها حينما سلم عليها مسعد ف*نهدت و اقتربت من والدتها وقالت : هاتى عائشة يا ماما و حضرتك يا عمى اتفضل استريح واقف ليه .. اجابها مسعد : تسلمى يا بتى انى معطولش انى جيت بس اطمن على اخت الغالى وهعاود طوالى معينفعش نهمل البلد كلاتنا البركة فعمك عيسى وطة هيوبجوا معاكم .. و نظر إلى بريق وقال : هاتى البنية يا ست بريج اديها حلوانها .. ومد يديه ليحمل عائشة فهمس فى أذن بريق بصوت خفيض : هتعاودى البلد ميته انى اتوحشتك كتير .. ابتعدت عنه بريق مرتبكة و نظرت الى ابنتها ف*نهدت وقالت : مش هرجع تانى احنا هنفضل هنا خلاص .. نظر لها مسعد بعدم تفهم و قال : وه معناته ايه الحديت دا .. تدخلت حلم فالحديث و قالت وهى تحتضن كتفى والدتها : معناه اننا هنقعد هنا اسبوع ولا حاجة و نرجع تانى يا عمى اطمن إحنا هنعيش فالبلد على طول .. و ابتسمت لوالدتها التى حدقت لها بدهشة و اكملت : اقولك سر يا عمى ومتقولش لحد يوسف قالى إن إحتمال نبقى نسايب .. احمر وجه بريق بشدة و اغمضت عيناها فقال مسعد : يابوووى انى مكنتش عارف اتحدتت معاكى إزاى يا بتى .. اقترب منهم يوسف و قال : و تتكلم مع حلم ليه عمى انت فاكر ان بناتنا معندهمش كبير ولا ايه انت لو عاوز تتحدتت فاتح عمى عيسى و لا ايه يا حلم .. ضحكت حلم وقالت : اول مرة اشوف صعيدى وشه بيحمر بالشكل دا… و سكتت حين قال عيسى : مالكم وخدين جنب لوحد*كم بتودودو فايه .. ضحك يوسف وقال : عمى مسعد يبقى يقولك المهم يلا بينا بقى و نسيب ام البنات ترتاح انتو هتشرفونى فشقتى ال هنا تريحوا من تعب السفر .. قال عيسى : معينفعش يا ولدى انت خابر زين أحوال البلد و الحاجة انى فايتها وحديها انى هستنى تيجو و نعمل سبوع البنات فالبلد حدانا علشان نعلج الزينة و ندبح الدبايح دول بنته بنتنا.. قال أسامة : بس سارة مش هتعرف تسافر اليومين دول يا عمى .. اجابه طة : يا ولدى هات مرتك لدارها اهلها هيعرفوا يديروا بالهم عليها ما توعيه يا يوسف.. قال يوسف : ماشى يا عمى يومين و هنيجي مع بعض تمام كدا .. كانت الفرحة فى البلد فرحتنا فقد عقد مسعد قرانه على بريق فى نفس يوم السبوع.. وقفت حلم تتابع يوسف وهو يرقص مع عمه طه بالعصا فأشارت إليه فأعتذر من عمه طة وذهب إليها فاحتضنها وقال : خير يا حلم عمرى .. نظرت له حلم بحب وقالت : انت عارف يا جو أنا عاوزة إيه وحياتى بقى .. مال عليها يوسف يحجبها عن الأعين وقال : يا حلم اعقلى اركبك الحصان ونرقص بيه إزاى بالكرش دا .. شهقت حلم ووكزته على كتفه وقالت : كرش بتقول على ابنك كرش ماشى يا جو بس اعرف انك انت كدا خالفت وعدك ليا . احتضنها يوسف و قبل رأسها وقال : حقك عليا بس بجد مينفعش انتى حامل يا حلم ومينفعش ارقص الحصان واحنا فوقه هيبقى فيه خطر عليكى اوعدك لما تولدى بالسلامة انفذ لك كل طلباتك .. عاندت حلم معه وقالت : لا أنا عوزة دلوقتى وحياتى يا جو متزعلش حلم عمرك .. و اقتربت منه فبعد برأسه فهو يعرف اسلوبها لنيل مرادها فقال : قلت لا يا حلم يبقى لا .. نادت عليها نرجس و قال : واجفة عند*كى ليه يا بتى ادخلى جوا احسن حدا يلمحك و تبجى وجعة .. اجابتها حلم : متخافيش يا ماما أنا واقفة مع يوسف اصله مش راضى يركبنى الحصان .. اقتربت منها بريق بخوف وقالت : حصان ايه انتى اتجننتى و بعدين ملقتيش إلا الطلب دا فيوم زى دا لا طبعا يوسف معاه حق .. ض*بت حلم الارض بقدمها استهجانا منهم وقالت : خلاص اتفقتم عليا أنا مش عارفة انتو خايفين من ايه… و**تت فض*بت جبهتها بيدها وقالت : اوبس نسيت انت متعقد من يوم فرحنا اللي مكملش.. و **تت للمرة الثانية و نظرت الى يوسف وقالت : هو أنا مش كدا يبقا ليا فرح عندك ، جو اعملى فرح .. اطلق أسامة ضحكة عالية و هو ينزل السلالم حاملا إحدى بناته و قال : و الله و هتشوف الجنان التركى على أصله يا جو دى حلم هتعمل فيك أكتر من اختك عملته فيا اهو يوم كان ليا واليوم دلوقتى ليك .. ضحك الجميع فصاحت حلم وقالت : بس أنا بتكلم جد أنا فعلا عاوزة فرح .. احتضنها يوسف وقال : دى بقى فعلا جديدة عروسة حامل انتى عاوزة أهل البلد يتريقوا علينا يا حلم لما تبقى لابسة فستان فرح وبطنك بالحجم دا .. اجابه عيسى و هو يدخل من الباب : مرتك معاها حج يا ولدى من حجها تعمل لها فرح .. ابتسمت حلم بفرح وصفقت بيدها كطفلة نالت ما تريد وقالت : شوفت بقى يا جو اهو عمى عيسى قال كلمة الحق .. تن*د يوسف وقال : طيب هفكر اعملك الفرح ازاى ببطنك دى و .. قاطعته سارة وقالت : مش مشكلة يا يوسف انت كدا كدا بتوضب بيتك لما تجهزه اعمل حفلة ل حلم تلبس فستان فرح و هنفرح كلنا مع بعض من غير حد بالشكل دا تنفذ لحلم طلبها و فنفس الوقت محدش يقول حاجة ها.. قبلتها حلم وقالت : احلا اخت جوز دى ولا ايه اظن كدا معندكش حجة يا جو .. ابتسم يوسف وقال : هو أنا اقدر اعارض القوة النسائية دى موافق يا ستى .. بعد مرور شهرين كان يوسف قد انهى تجهيز منزل والده و كانت حلم قد اهدت عيادتها الى اسامة موضحة انها لا تحتاج اليها بعد ذلك لاستقراها مع يوسف… و بالفعل وفى يوسف بوعده لحلم واقام لها حفلا فى بيتهما ضاما كل افراد اسرتهم حتى انه فاجأها بحضور جدتها وخالتها من تركيا .. نزلت حلم درجات السلم الذى زينه يوسف بالزهور و الشموع كأنها ملاك يسير برفق بين القلوب ووقف يوسف ينظر لها كأنه يراها للمرة الأولى كان مسحورا بجمالها و رقتها…. فصعد لها ليحتضن يدها وهمس لها : أنا مش متحمل حد يشوفك هو انتى مينفعش تطلعى تانى يا حلم .. ابتسمت له حلم و شعرت بانها تطير بين السحاب من فرط سعادتها وهى ترى الجميع بجانبها نظرت إلى والدتها التى تقف بجانب مسعد ووجها مشرق كأنها عادت فتاة صغيرة من جديد… و لمحت عشق بايرام لخالتها التى طهرها الحب و جمل روحها كما جمل وجهها.. و جدتها التى تبتسم لها بحنان و نرجس التى احتضنها عيسى كانها ابنته.. فقالت بسعادة : احلا سعادة إنك تشوف السعادة على وشوش ال بتحبهم .. و نظرت الى يوسف وقالت : يوسف هو أنا قولت لك إنى بحبك .. احتضنها يوسف ليدور بها و قد صدحت الموسيقى الهادئة المكان و خفضت الاضاءة فرقص معها يوسف بهدوء اسند يوسف جبهته على جبهة حلم وقال : قولتى بحبك بكل شكل و طريقة و أنا بعشقك .. و صاح فجأة وقال : حلم بتدوسى على رجلى ليه و ابعدها عنه .. و لكنها غرزت اظافرها فى كتفه تتشبث و صرخت وقالت : انا بشكلى بولد يا جو.. حدق بها يوسف و أنهار ضحكا فجأة فصرخت حلم مرة أخرى متألمة.. فتوقفت الموسيقى ليحدق بهما الجميع فقال يوسف : حلم ض*بت الرقم القياسى للجنان هتبقى أول واحدة تولد وهى لابسه فستان فرح … **ت الجميع ليدوى ضحك بين الجميع و فى لحظة كان الجميع تحرك فأحضر أسامة السيارة و قال ليوسف الذى حمل حلم : شيل يابنى شيل على الله حد يصوركم و تلاقى نفسك منور الانترنت هتبقى تريند الموسم .. وضعت حلم طفلا جمع عشق يوسف لها و هوسها به اسماه يوسف محمد .. مرت ستة أشهر وقد ازداد يوسف هوسا بابنه فاولاه إهتمام بالغ أشعر حلم بالغيرة الشديدة فهو لا يدعه معاها دقائق ليأخذه منها و يستحوذ عليه .. نامت حلم على فراشها تنتظر عودة يوسف و حين سمعت خطواته أمام الباب سحبت الغطاء عليها لتوهمه انها نائمة .. دخل يوسف ونظر إلى فراشه فرأى حلم تغطى رأسها فأيقن انها مستيقظة فأقترب منها ببطء و سحب من عليها الغطاء فجأة فشهقت حلم بارتباك و نظرت له عابسة فجلس يوسف بجوارها وقال : مالك يا حلم عمرى يا اخرة صبرى .. اعتدلت حلم وقالت : ماهو الوضع دا بوخ اوى انت بقيت مهتم بمحمد و سايبنى و كمان مش بتخلينى اجى جانبه اقدر اعرف ليه بقى انت بتحبه اكتر منى يا يوسف .. جذبها يوسف الى حضنه و حدق فى عيناها طويلا و فكر ان يصارحها بما يؤرق ليله ويشعل نيران قلبه حتى وان اتهمته بالجنون فهو اشتاق لها كثيرا و عزوفه عنها كان حامية لها من غيرته العمياء نظر الى شفتيها التى تحركت بالحديث مفتونا بها و احس انه حقا جن بها .. نظرت له حلم فقالت : انت سرحان فايه يا يوسف و بعدين هتفضل ساكت كتير .. قال لها يوسف بحب : بصى يا حلم أنا عاوزك تسمعينى بهدوء و حاولى تفهمينى ارجوكى انتى لو حسيتى بالى جوايا ليكى ومخبيه كنتى عرفتى انى بغير من محمد لما بيبقى معاكى علشان كدا باخده منك مش متحمل اشوفك معاه كتير انا مكنتش اعرف انى هغير من ابنى لما يكون فحضنك و لما تبوسيه .. حدقت فيه حلم بدهشه فاكمل يوسف : حضنك دا ليا لوحدى يا حلم شفايفك مش عاوزها تلمس إلا شفايفى ايد*كى دى متحاوطش غيرى انا بتجنن لما بلاقيه فحضنك علشان كدا كنت ببعد علشان مزعلكيش خايف غيرتى عليكى تزعلك او تخنقك شوفتى بقى حالى بقى ازاى .. احتضنته حلم جاذبه إياه ليميل عليها و قالت : أنا بحبك أوى يا جو و دلوقتى عشقتك للمرة التالتة.. ناما العاشقان بعدما ارتويا من بحر العشق الذى نبع بينهم ولهم فقط تحاوطهما السعادة و يجمعهم الحب ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD