لم تعد أنت..

4251 Words
بعد مرور عدة سنوات..... _انييم أصحى يلا انييم أنا عاوزة أروح لآنة مش قولتى لى إننا هنقضى اليوم هناك انييييييم .. حاولت حلم استكمال نومها فوضعت الوسادة فوق رأسها متغافلة عن صوت ابنتها أثير لتبعد أثير عنها الوسادة بأصرار و هى تصيح : _أنييييم بليز قومى بقى الوقت هيروح و هيبقى شوية صغيرين ال هنقعدهم هناك .. تمتمت حلم بصوت نائم : _حبيبة قلب انييم سيبينى انام شوية مامى تعبانة و فعلا محتاجة انام يا أثير .. دلفت محمد الى غرفة والدته و ابتسم لاثير حينما شاهد عبوسها و ضيقها الجلى على وجهها فقال : _اثير سيبى ماما تنام و تعالى اقعدى معايا برا نتف*ج على التى فى لحد ما ماما تصحى براحتها .. وقفت اثير و هى تبرم شفتيها و قالت وهى تتمالك دموعها : _لا مش عاوزة اقعد برا انا عاوزة اروح لآنة و مامى وعدتنى لو مكنتش هتودينى مكنتش وعدتنى "بقلمى منى أحمد" انا كنت عارفة انها هتعمل كدا هى كل مرة توعدنى و بردوا نروح متأخر .. ربت محمد على رأس شقيقته و قال : _خلاص تعالى انا هود*كى وارجع لماما لما تصحى هاجى معاها ايه رئيك .. استيقظت حلم و جلست على فراشها تحدق بابنتها و قالت : _انا عاوزة افهم ايه سر الاصرار انى لازم اصحى بدرى الساعة تمانية الصبح علشان اود*كى عند آنة بريق رغم انك كل يوم و التانى هناك يا اثير و بعدين امته وعدتك و خلفت وعدى معاكى انا دايما بنفذ لك كل طلباتك عموما انا مش هروح النهاردة ولا محمد هيوصلك واتفضلى روحى اوضتك و متخرجيش منها لانك المرة دى اتكلمتى عنى باسلوب مش كويس ابدا اتفضلى يا اثير و لما بابا يرجع انا هتكلم معاه لانه هو اللي دلعك بالشكل دا .. بكت أثير فجاة وقالت بصوت حزين : -داد مش هنا على طول مسافر و مش بيقعد معانا زى الاول و انتى على طول نايمة وتعبانة و انا مش بلاقى نفسى الا مع آنة بريق ليه عاوزة تحرمينى منها حتى السفر لاسطمبول قولتى لا و رفضتى نسافر و كل ما اتكلم عنها تزعقى انا مبقتش صغيرة علشان تتحكمى فيا كدا .. صاح محمد ليوقف اندفاع شقيقته وقال : -اثير طريقتك فعلا مش لطيفة فكلامك مع ماما اعتذرى حالا .. حدقت اثير بعناد وتحدى بوجه والدتها و ادارت وجهها وقالت : -انا مقولتش حاجة غلط انا قولت الحقيقة ال انت دايما تخبيها عن اذنكم انا داخلة اوضتى .. غادرت أثير غرفة حلم لتغيم عينا حلم بالدموع فجلس محمد بجانبها و مد اصابعه ومسح عنها الدموع وقال بصوت هادىء : -متزعليش منها يا ماما هى صغيرة ومش فاهمة حاجة هى بس شايفة ان لازم كل طلب ليها يتنفذ .. ابتسمت حلم لابنها وقالت : -دايما عاقل يا محمد عموما روح صالحها و خليها تلبس و تجهز ووديها عند ماما و لو حابب قضى اليوم هناك معاها متقلقش عليا انا هبقى كويسة "بقلمى منى أحمد" .. قبل محمد يد والدته وقال : -انا هوصلها وارجع علشان ورايا مذاكرة كتيرة انما بابا متصلش بحضرتك انا حاولت اكلمه امبارح معرفتش موبايله كان مقفول اصله وحشنى اوى و طول فالسفر المرة دى .. تن*دت حلم بحزن وقالت : -ووحشنى انا كمان يا محمد المهم يلا روح ل اثير علشان متتاخرش .. حاولت حلم ان تعود الى نومها من جديد ولكنها لم تفلح فسحبت هاتفها من جانبها و حدقت ب شاشته و تن*دت بحزن وقالت : -ولا رنة يا جو للدرجة دى قلبك جمد عليا متطمنيش عليك حتى لو رسالة .. وقف يوسف يتابع حركة المرور من نافذة مكتبه باسطمبول شاردا بها لقد اشتاق اليها كثيرا وعليه حقا العودة حتى وان لم تنتهى تلك الاعمال التى تحمل عبئها عنها التفت الى مكتبه ليتوجه اليه رافعا سماعة هاتفه و يقول بت**يم : -احجزى لى تذكرة على اول طيارة نازلة مصر .. ما ان وطئت قدما يوسف ارض المطار حتى توجه اليه احمد مرحبا بيه و سئله بصوت خفيض: -هتركب طيارة ل اسوان و لا تسافر بالعربية .. هز يوسف رأسه بالنفى وقال وهو يزفر بضيق : -لا انا هروح على اسامة الاول و اتمنى متبلغش حد انى وصلت .. جلس يوسف بجوار احمد ليقود الاخير السيارة متجها الى عيادة اسامة وقد ساد ال**ت بينهما بشكل غريب حاول احمد ان يتشف ما بداخل يوسف ولكن ملامحه الجامدة انبأته بأن هناك أمر سىء سيحدث و ما أن وصل حتى ترجل يوسف بسرعة مخلفا احمد فى السيارة ليدلف الى العيادة مبتسما لصفاء قائلا : -الدكتور معاه حد يا مدام صفاء .. بادلته صفاء الابتسامة وقالت : -حمد لله على السلامة يا دكتور هو لو ممكن تستنى نص ساعة يكون دكتور اسامة خلص الجلسة ال عنده .. اتجه يوسف الى احد المقاعد و جلس يفكر بما حدث كيف سيبلغ حلم كيف ستتحمل الامر و كيف ستكون الحياة بينهما بعد ذلك .. انتبه يوسف على صوت اسامة يناديه ويقول : -جو انت يا ابنى روحت لفين .. وقف يوسف وهو ينظر تجاه صفاء و توجه نحو مكتب اسامة دون ان يتحدث و ما ان اغلق اسامة الباب حتى ارتمى يوسف على الاريكة وهو يتحدث بصوت مهموم ويقول : -حلم هتضيع منى يا اسامة .. انتفضت حلم فجأة و هى تحدق بالظلام بخارج منزلها فهى خرجت لتستنشق بعض الهواء بعدما ضاق ص*رها فجأة و لا تدرى لما انتفضت هكذا هل بسبب الصوت الخافت الذى وصل الى سمعها "بقلمى منى أحمد" ألتفتت مرة اخرى حينما سمعت نفس الصوت فقررت العودة الى الداخل نادمة على موافقتها لمبيت أثير و محمد عند والدتها فأسرعت الخطى لتغلق الباب و تضع يدها فوق ص*رها تحاول ان تهدىء من سرعة ض*باته لتصرخ بهلع حينما أظلم المنزل فالتصقت بباب المنزل خلفها و هى تضع يدها على فمها تكتم انفاسها بعدما لمحت خيالا يتسلل امامها فأغمضت عيناها و هى تشعر بساقيها ترتخيان اسفلها وقبل ان تصل الى الارض تلقفتها يدان قويتان لتملأ المكان بصرخاتها فأسكتها بشفتيه مقبلا اياها ليبتعد عنها و يحدق بعيناها و يهمس : -وحشتينى يا حلم عمرى .. شعرت حلم بقلبها يكاد يتوقف لتتراخى بين ذراعى يوسف الذى حملها ليريحها على الاريكة و يصيح : -شوف النور بسرعة يا احمد .. ماهى الا لحظات حتى غمر النور المكان فربت يوسف على وجنتى حلم برفق حتى شعر بها تفيق ف*نهد وهو يسحبها لتريح رأسها على ص*ره ويقول : -وقعتى قلبى حد يعمل ال عملتيه دا .. تشبثت حلم بكتفى يوسف و قالت بصوت مرتجف من الخوف : -انا كنت برا وسمعت صوت فخفت و دخلت و النور قطع وو انت جيت امته يا جو و ليه تعمل فيا المقلب دا حرام عليك بجد كنت هتموتنى من الرعب .. مرر يوسف اصابعه ب*عرها وقال : -انا اللي وصل لى انك مش فالبيت و لمحت حد بيجرى على جوا فدخلت من الباب اللي ورا بسرعة بس معرفش ليه النور قطع .. ابعدها يوسف عن ص*ره وجال بنظره على ملامحها و قال : -انتى ايه قعدك هنا لوحدك يا حلم انا مش قايل مليون مرة متباتيش لوحدك ابدا .. دمعت عينا حلم فوقفت تحاول تمالك اعصابها و اشاحت بعيناها عن يوسف وقالت بصوت ملىء باللوم : -خايف عليا اوى يا جو و بتهتم بيا بصراحة واضح جدا من كتر الاتصالات ال اتصلت تسال عليا بيها و الرسايل ال بعتها تطمنى عليك عموما يا يوسف انا قلت لك بدل المرة الف اليوم ال تحس انك مش حابب تكمل بلاش توجعنى و اتكلم معايا بصراحة وانا هنسحب بهدوء انما تعاملنى كأنى مش فحياتك دا ال مقبلوش ابدا منك عموما انا طالعة انام عن اذنك .. تابعها يوسف بنظره حتى اختفت من امامه و جلس يلوم نفسه على اهماله لها تلك الفترة فزفر بضيق و خرج ليقف بجانب أحمد و قال : -معرفتش الكهربا قطعت ليه .. اجابه احمد و هو يتحسس جبينه بألم : -تقريبا حصلت قافلة لان الزراير كلها كانت مطفيه المهم دلوقتى انا هضطر اروح لان مش شايف من كتر الصداع و هبعتلك حد مكانى يقف حراسة .. ابتسم يوسف بعدم تركيز وقال : -ما قلت لك خليك انت للمهام الصعبة و اجيب حراسة هنا مكانك انت ال م**م تتعب نفسك .. ربت أحمد على كتفه وقال : -مقدرش اسيبكم بجد انا ارتبطت بيكم و بعدين دى وصية الحج عيسى الله يرحمه و مقدرش منفذهاش يلا هسيبك بقى تريح انت من المطار للقاهرة لهنا من غير راحة و لا نوم اطلع ريح اشوفك على خير الصبح سلام .. سار يوسف بجانب احمد و اغلق بوابة البيت الرئيسية و رفع عيناه فلمح حلم وهى تتوارى بعيدا عن النافذة فابتسم ليتوجه الى الداخل ويصعد اليها .. دلف يوسف الى غرفته و تن*د حينما شاهد حلم تتدثر بغطائها السميك و سمع صوتها يقول من اسفل غطائها : -حضرت لك الحمام ادخل خد دوش ولو حابب تتعشا هقوم احضرلك العشا .. ابعدت حلم الغطاء عن راسها حينما لم يجيبها يوسف لتتفاجىء به يجلس بجانبها و حينما "بقلمى منى أحمد" همت بأعادته مرة اخرى ابعده عنها يوسف ليجذبها اليه تجمدت حلم بين ذراعيه و لكن يوسف لم يعير تجمدها اهتمام ليحتضنها و هو يهمس فى اذنها : -وحشتينى يا حلم عمرى .. ابتعدت حلم عنه و جلست فى فراشها و حدقت بوجهه عاقدة حاجبيها قائلة : -انا مش لعبة فايد*ك يا يوسف وقت لما يكون لك مزاج فيها تاخدها و باقى الوقت ناسى وجودها انت اتغيرت يا يوسف اتغيرت و مش عارفة السبب و مبقتش عارفة افهمك .. غادر يوسف الفراش وولاها ظهره و قال : -انا متغيرتش انت ال بيتهىء لك يا حلم عموما انا هدخل اخد دوش لانى هلكان .. اكتسى وجه حلم بالحزن و تركت لدموعها العنان بعدما دلف يوسف الى المرحاض و حاولت ان تنام ولكنها فشلت فغادرت الغرفة تشعر بانها لم تعد تتحمل هذا الجفاء الذى اصاب يوسف مؤخرا هبطت حلم الى الاسفل لتدلف الى المطبخ و ما ان اضائته حتى خيل اليها ان لمحت خيالا مر بجانب النافذة المطلة على الحديقة الخلفية و لكنها لم تهتم لمعرفتها بوجود احد الحرس بالخارج فوقفت تعد مشروب الشيكولاتة الدافىء فسمعت صوت يوسف يناديها فاغمضت عيناها لتقرر عدم اجابته لتسمعه و هو يقول : -مش سمعانى كل دا يا حلم و لا افهم انك مطنشانى و مش عاوزة تردى عليا .. استدارت حلم اليه فوجدته يستند الى باب المطبخ مرتديا بنطاله واضعا منشفته على كتفيه فاشاحت عيناها عنه وقالت بصوت حاولت جعله طبيعيا : -الجو برد اطلع البس التى شيرت بدل ما تبرد .. اقترب منها يوسف ليمد يده و يأخذ من امامها كوب المشروب ليبتسم بأستفزاز لها ويقول : -لا مش هبرد الشيكولاتة بتاعتك هتدفينى متخافيش .. ض*بت حلم قدميها بالارض اعتراضا على سلبه مشروبها و قالت : -انت مش بتشرب الشيكولاتة يا يوسف هاته و انا هعملك نسكافية بداله .. هز يوسف رأسه رافضا اقتراحها و قال : -لا انا حابب المج دا و مش عاوز غيره اصلى هشربه و انام .. زفرت حلم و قالت وهى تغادر المطبخ : -مترجعش تشتكى لما الحساسية تظهر عليك .. ابتسم يوسف وهو يسير بجانبها ليضع يده الحرة فوق كتفها فنزعت حلم يده عنها لتتفاجىء بصوته يقول بصرامة : -حلممم .. اضطربت حلم من صوته فنظرت اليه بطرف عيناها فلمحت ضيقه و عبوسه ولكنها تسلحت بعنادها فوقفت لتواجهه و قالت : -ايه اضيقت انى بعدت ايد*ك عنى ضيقك انى ببعد نفسى عنك اهو ال انت حسيت بيه دا انا حاسه باكتر منه بكتير لانك رمتنى برا حياتك .. زاد يوسف من عبوسه و قال بنفاذ صبر وضيق : -حلم بلاش تتوهمى حاجة محصلتش انا مبعدتش حاولى تفهمى ان المسئولية ال بقيت فيها كبيرة.. شعرت حلم بالغضب من حديثه فقالت بصوت يحمل عصبيتها وضيقها : -محدش قالك اتحمل المسئولية دى يا يوسف انا قولت لك صفى كل حاجة هناك و ارجع انت ال رفضت و م**م تفضل شايل كل الحمل دا لوحدك رافض اى تدخل منى .. تن*د يوسف فهو يعلم انها لن تتحمل ما حدث و ما يعرفه فحاول ان يتحدث ليخفف عليها ما تشعر به فوقف يتابع ملامح وجهها الذى **اه الحزن و الدموع التى تجمعت فى عيناها فشعر بتمزق قلبه "بقلمى منى أحمد" فوضع الكوب بجانبه على المنضدة و جذبها الى ص*ره لترتجف حلم بعدما اطلقت سراح دموعها فسمعها تقول بصوت مخنوق : -عقابك قاسى عليا اوى يا يوسف انا عارفة انك مش قادر تنسى ال حصل ولا انا قادرة انسى ولا هنسى بس صدقنى انا ماليش ذنب و الله ماليش ذنب يا يوسف .. اغمض يوسف عيناه وهو يستمع لصوت حلم المعذب فشدد ذراعيه حولها و قبل راسها بقوة فاحاطته حلم بذراعيها تلتمس منه القوة و الدعم فقال يوسف ليخفف عنها : -انسى يا حلم ال حصل بلاش تستلمى للحزن بالشكل دا و صدقينى انا مش بحملك ذنب و لا حتى بعاقبك لان محدش بيعاقب روحه و انتى روحى يا حلم .. همست حلم بصوت باكى : -اومال ليه بتبعد كل يوم عنى اكتر من اليوم ال قبله ليه يا يوسف .. ابعد يوسف وجه حلم عن ص*ره و حدق بعيناها و مال على شفتيها يقبلها بحب وابتعد عنها ليبتسم و يمحى عن وجهها الدموع و قال : -انا لو بعدت عنك لحظة اموت يا حلم وحياتك عندى هو ضغط الشغل ال خلانى مش عارف اتصل انا مكنتش بنام هناك علشان ارجع لك بسرعة .. بادلته حلم النظرات و قالت : -انا مش عاوزة اى فلوس من ال هناك بيع كل ال هناك و خليك معانا هنا يا يوسف أثير محتاجة وجودك و محمد و انا محتجالك اكتر منهم .. ارتبك يوسف و حاول ان يبعد عيناه عنها و لكنها لاحظت هروبه بعيناه فاكملت و قالت : -انت مخبى عنى ايه و خايف انى اعرفه .. زفر يوسف فها هى حلم من نظرة الى عيناه ادركت انه يخفى عنها شىء فابتعد عنها و استدار ليصعد و لكنها لاحقته ووقفت امامه و قالت بت**يم لمعرفه ما يخفيه عنها : -مخبى ايه يا على .. رفع يوسف حاجبه وهو يواجه عيناها و قال : -رجعتى تستفزينى باسم على تانى يا حلم .. عقدت حلم ساعديها وقالت : -لانك لما تبعد و تخبى و تهرب بعيونك مبتبقاش يوسف بتبقى على و انا شيفاك على دلوقتى فالاحسن تقولى مخبى ايه لانى هعرف .. ابعدها يوسف عن طريقه و صعد درجات السلم فصاحت حلم بغضب وقالت : -براحتك يا على بس اتحمل ال هعمله .. توقف يوسف و نزل اليها وقبض على ذراعها بقوة و قال بعصبية : -اياكى تهددينى يا حلم فاهمة مش يوسف ال يتهدد او تتحديه .. نزعت حلم ذراعها من قبضة يوسف و قالت بت**يم : -انا مش بهددك يا يوسف انا قررت و هنفذ .. ابتسم يوسف بسخرية و قال : -و الدكتورة قررت ايه ان شاء الله .. اجابته حلم قائلة : -قررت اسافر اسطمبول يا يوسف ابيع بنفسى كل حاجة .. عقد يوسف ساعديه ووقف يحدق بها و قال وهو يكظم غيظه منها : -قررتى ماشاء الله و ياترى الدكتورة هتسافر امته .."بقلمى منى أحمد" اضطربت حلم بسبب صوت يوسف و لكنها استجمعت شجاعتها وقالت : -هرتب وقتى و هبقى ابلغك بميعاد سفرى يا دكتور على .. تقدم منها يوسف و غضبه يتجمع امام ناظريها فتراجعت الى الخلف رغما عنها خائفة من سواد نظراته التى توعدتها و لكن يدا يوسف قبضت على كتفيها فانتفضت حلم برعب و اطلقت صرخة فشعر يوسف بنغزة بقلبه لخوفها منه الذى احسه بارتجافها فأخذ عدة انفاس ليهدأ فعادت عيناه الى طبيعتها بعدما القى غضبه بعيدا عنها و قال : -اول مرة تخافى منى يا حلم معقول ثقتك بيا انعدمت لدرجة تخافى بالشكل دا انا يوسف حبيبك جوزك يا حلم و مهما حصل منك استحالة ايدى تترفع عليكى .. ابعد يوسف يداه عن حلم و استدار عنها ليصعد الى غرفته دون ان ينظر اليها .. احست حلم بأنها تمادت فى موقفها مع يوسف فصعدت خلفه فوجدته نائما على فراشهم واضعا يده فوق عيناه فأقتربت منه و تن*دت لتتمدد بجانبه فى **ت واضعه راسها فوق ص*ره و انتظرت ردة فعله لتشعر بيده تحاوطها فاحتضنته و رفعت شفتيها لعنقه فقبلتها و اراحت راسها مرة اخرى تستمع لدقات قلبه لتغفو بين يديه فى **ت .. حينما شعر يوسف بانتظام انفاس حلم حاول ان ينام هو الاخر و لكن النوم جافاه و حينما بدد ضوء الفجر الظلام احس يوسف باستيقاظ حلم فاغلق عيناه حتى لا تعلم باستيقاظه فاحس بها تبعد راسها عن ص*ره ليشعر بلمسات اصابعها تمر فوق وجهه فكتم انفاسه مسيطرا على مشاعر اشتياقه اليها فلفحت انفاسها الدافئة وجهه و سمع همساتها تقول بصوت خفيض ناعس : -عيبك انك مبتعرفش تكذب عليا و بيبان عليك على طول انا عارفة انك صاحى يا جو .. فتح يوسف عيناه ليجدها تحدق به و قد علا ملامحها اعتذار صامت فجذب رأسها ليقربها اليه اكثر فلم يعد يفصلهما الا انشات قليلة و قال بصوت اجش : -مستنى تعتذرى لى ولا مستحقش اعتذارك .. قبلته حلم وهى تردد اعتذارها مع كل قبله منها ليبتسم يوسف ويعتدل و هو يجذبها اليه قائلا : -هو انتى بتبوسى ابنك يا حلم انا عاوزة بوسة حلم ال وحشتنى ال مقدرش استغنى عنها لحظة واحدة .. احمر وجه حلم ف وكزته فى كتفه و قالت وهى تبتعد عنه : -بس يا جو متستغلش اللحظة زى عوايدك انا لسه اصلا زعلانة منك و مش هتقدر تصالحنــ.. **تت حلم حينما حاوط يوسف وجهها بكفيه و حدق بها وقال : -انا اسف انى متصلتش بيكى سامحينى يا حلم وارجوكى شيلى من تفكيرك موضوع انى اتغيرت دا لانى زى ما انا حبيبك يوسف .. ما ان انهى يوسف كلمات اعتذاره حتى حمل حلم الى احضانه ليبثها اشتياقه الذى حاول كثيرا ان يسيطر عليه فاطلق له العنان بين يداها حينما رحبت به حلم و هى تهمس بعشقها له .. استيقظ يوسف على اعصار ابنته أثير التى أخذت تقبله رغم صياح حلم بان تدعه ليكمل نومه فانتبه يوسف لرد أثير على حلم حين قالت بصوت فاتر : -لا داد هيصحى كفايا حضرتك بتاخدى المنوم كل يوم و تنامى طول الوقت و مش بتقعدى معايا داد غيرك بيحبنى و مش هيحرمنى من وقته .. اعتدل يوسف و نظر الى حلم ليطلب منها بعيناه ان تغادر الغرفة و حينما اغلقت الباب خلفها ابتسم لابنته اثير و احتضنها فقالت اثير له : -وحشتنى اوى اوى يا داد المرة الجاية لما تسافر انا لازم اسافر معاك مش عاوزة اقعد هنا تانى من غيرك .. ربت يوسف على وجنة اثير و قال : -مش هينفع يا أثير انا هناك ببقى طول الوقت فشغل هتيجى معايا وهتقعدى لوحدك .. عبست أثير و قالت بصوت حزين : -مش مهم اكون لوحدى معاك انا بقيت اكره البيت هنا و انت مش موجود انييم على طول نايمة و مش مهتمة بيا خالص و بتقفل على نفسها .. انتاب يوسف القلق على حلم فقال معاتبا لاثير : -حتى لو ماما اتصرفت كدا يا اثير طريقتك فالكلام عن ماما و معاها معجبتنيش مش اثير حبيبة بابا ال تتكلم بالطريقة دى مع والدتها ولا حتى تشتكى منها بالاسلوب دا وبعدين ماله البيت هنا والبلد حد يكره بيته وبلده رغم انى عارف ان ماما بتنفذ لك كل طلباتك و مش بتعارض كلامك.. ارتبكت اثير لعتاب ابيها لها فن**ت راسها وقالت بصوت معتذر : -انا اسفة داد .. رفع يوسف وجه ابنته و قال : -مأظنش ان انا اللي استحق اعتذارك ولا ايه .. هزت اثير راسها دليل فهمها و قالت : -تفتكر انييم هتقبل اعتذارى اصل انا بصراحة زعلتها امبارح كمان .. قبل يوسف راس ابنته و قال : -ماما بتحبك يا اثير و هتسامحك .. ابتسمت اثير وقالت بفرح : -بس انا بردوا عاوزة اسافر معاك داد بليز ليه كل ما اطلب انى اسافر ترفضوا رغم انى عرفت انكم اخدتم محمد معاكم مرة زمان .. تن*د يوسف بألم و قال : -بلاش تفتحى الموضوع دا يا اثير و احترمى كلامنا حتى و لو ضد رغبتك و يلا قومى اعتذرى لماما على ما اخد دوش و انزل و بعد كدا لو عرفت انك اتكلمتى مع ماما باسلوب مش حلو هزعل منك و مش هخليكى تروحى عند أنة بريق و اظن انتى عارفة معنى انك متروحيش هناك يعنى هتتحرمى من انك تقعدى مع عيسى او تشوفيه تانى .. احمر وجه اثير بشدة و حدقت بابيها بصدمة فأكمل يوسف حديثه و هو يبتسم لها مطمئنا اياها : -ايه فكرانى بسافر و معرفش ال بيحصل هنا ولا ايه انا والدك يا اثير و عارف انفاسك بتتنفسيها ازاى و مع مين بس مش هتكلم معاكى دلوقتى رغم انك خالفتى وعدك معايا فموضوع عيسى لان الموضوع دا عاوز قعدة طويلة معاكى لوحدينا من غير ما محمد يعرف علشان ميزعلكيش صح .. هزت اثير راسها و قالت بصوت مرتبك : -انا هروح اعتذر لماما عن اذنك .. حاول اسامة ان يهرب بعيناه من تحديق سارة به لتصيح بوجه فجأة : -يعنى ايه يجيلك يقعد معاك و يسافر و ميفكرش يجى يشوف اخته ال نسيها هو انا لازم اروح اقعد معاه كل مرة و ميفكرش ابدا يجيلى المرة دى انا لا يمكن هسامحه دا حتى مسئلش عليا بالتليفون يوسف ماله يا اسامة ما انتو الاتنين مش بتجتمعوا الا لو فى حاجة انا مش ناسية اجتماعاتكم زمان كانت بتبقى ازاى .. فرك اسامة جبهته و زفر بضيق قائلا : -بصى يا سارة انا مش هقدر اقولك حاجة من كلام يوسف معايا الا لو هو قال فبلاش تتسببى فمشاكل هو فعلا فغنى عنها .. تن*دت سارة ليملائها القلق على اخيها وعبست فى وجه اسامة وقالت معاتبه اياه : -بقيت بعمل مشاكل دلوقتى ليوسف يا اسامة وماله شكرا للثقة الجامدة ال بينا .. لم تتحمل سارة ان يهملها يوسف هكذا كذلك عدم ثقته بها لدرجة اخفاءه مشاكله عنها، فتوجهت الى غرفتها واخذت هاتفها و ضغطت على رقم هاتفه وانتظرت حتى اجابها و قالت بصوت مهزوز : -مكنتش اتخيل انى ماليش اى قيمة فحياتك يا يوسف بالشكل دا تيجى مصر و تقابل اسامة و متسئلش على اختك ال ملهاش غيرك .. احس يوسف بحزن سارة الشديد و سب اسامة فى سره لافصاحه عن زيارته له رغم تنبيه الشديد عليه الا يبلغ سارة فاغمض عيناه يحاول ان يجد مخرج لمأزقه هذا فقال : -صدقينى انا مكنش عندى وقت نهائى يا سارة و مكنش قصدى ابدا انى اضايقك بالشكل دا وبعدين يا حبى انا ماليش غيرك اختى حبيبتى بس زيارتى ل اسامة كانت علشان شغل بصى اوعدك انى هجيلك اقضى معاكى اسبوع بحاله .. كانت حلم فى طريقها لدخول غرفتها و لكن صوت يوسف اوقفها فسمعت كلماته ل سارة و علمت انه اخفى عنها زيارته ل اسامة فدخلت ووقفت تحدق به فاغمض يوسف عيناه لاعنا ما يحدث معه فها هى حلم هى الاخرى علمت بالزيارة فانصت لصوت سارة التى قالت له : -توعدنى او متوعدنيش معدتش تفرق يا يوسف انت اصلا مبقتش بتسئل و انا ال كل مرة اجيلك علشان اشوفك عموما براحتك انا فبيتى لما تحب تشوفنى ابقى تعالى انما خلاص انا معدتش جيالك تانى سلام .. انهت سارة مكالمتها مع يوسف فابتلع يوسف ريقة بانتظار كلمات حلم و لكنها لم تعقب على ما سمعت بل هزت راسها بأسف و غادرت الغرفة فى **ت .. جلست حلم فى ركنها المفضل بحديقتها منعزلة عن الجميع فسمعت صوت والداتها يقول : -حبيبتى قاعدة هنا و سيبانى ادور عليها .. رفعت حلم عيناها الباكية لوالدتها فشعرت بريق بحزن ابنتها فجلست بجانبها و سئلتها بقلق : -مالك يا حلم انتى قاعدك لوحدك و بتعيطى طب ليه .. تن*دت حلم ووضعت راسها على ص*ر والدتها و قالت بصوت متألم : -انا عاوزة امشى من هنا يا ماما انا مخنوقة من كل حاجة مبقتش قادرة اتحمل الوضع اكتر من كدا فالاول قلت بيعاقبنى بس يوسف اتغير لابعد درجة تتخيليها يوسف بطل يحبنى يا ماما انا تعبت خلاص خدينى من هنا يا ماما ارجوكى .. ربتت بريق على راس ابنتها وقالت : -ازاى بس الكلام دا انا مصدقش ان جو يتغير معاكى دا بيعشقك يا حلم مش يمكن فى مشاكل فالشغل حاولى تتكلمى معاه يمكــ .. ابتعدت عنها حلم وهى تقاطعها وتقول : -اتكلمت كتير يا ماما صدقينى حاولت كتير اشوف ماله بس هو قافل على ال جواه معدش بيجى هنا غير يطمن على ولاده و خلاص و لما بيسافر مبيتصلش بيا ارجوكى يا ماما انا لو فضلت هنا هموت انا مبقتش قادرة .. نظرت بريق الى ابنتها و علمت انها وصلت حد ينذر بالخطر و كادت ان تتحدث معها و لكن تناهى الى سمعها صوت مشادة يأتى من البوابة الرئيسية فوقفت حلم و توجهت الى البوابة فلاحظت مجادلة احمد لشخص غريب فأقتربت منه و سئلت : -فى ايه يا احمد الاستاذ عاوز ايه .. ارتبك احمد و هو يحدق بحلم و لمح يوسف يسرع اليهم فاحست حلم بوجوده فالتفتت له فلاحظت اضطرابه الشديد و سمعت صوته يطلب منها العودة الى الداخل ولكنها وقفت تبدل نظراتها بين احمد ويوسف فأقتربت بريق منهم لتقول : -تعالى يا حلم ندخل جوا و نسيبــ .. قاطعها صوت الرجل الذى تحدث فجأة وقال : -بس انا جاى مخصوص للدكتورة ريمان او حلم .. ابتلعت حلم ريقها حينما سمعت اسم ريمان و قالت بصوت مضطرب : -حضرتك مين وعاوزنى فايه .. حاول يوسف ان يوقف حديثها مع ذلك الرجل فجذبها ليسير بها الى الداخل و لكنها نزعت ذراعها من يده بحدة و قالت بصوت عال غاضب : -انا لازم افهم انت مش عاوزنى اعرف هو عاوزنى فايه ليه .. وقف يوسف امامها حاجبا رؤيتها للرجل وقال : -ادخلى يا حلم و سيبينى اتصرف انا ارجوكى بلاش تعندى و اسمعى كلامى .. تخطت حلم يوسف و قالت للرجل : -حضرتك عاوزنى فايه .. مد الرجل يده لها بمظروف وقال : -دا طرد لحضرتك وصلك عن طريق سفارة تركيا بالقاهرة و مطلوب ان حضرتك تستلميه باليد و توقعى على الاستلام .. اخذت حلم المظروف ووقعت باصابع مرتعشة على الاستلام فغادر الرجل فحاول يوسف ان ياخذ منها المظروف و لكنها منعته وابتعدت عنه فأقتربت منها بريق تشعر بالخوف مما يحتويه المظروف "بقلمى منى أحمد" فتحت حلم المظروف و طالعت عدة اوراق مكتوبة من وزارة العدل التركية قرأتها حلم ب**ت كذلك بريق التى شهقت و حدقت بابنتها التى تركت الاوراق تسقط منها ليلفت نظرها وجود مغلف اخر بالمظروف ففضته ووجدت عدة صور احست و هى تراها بتحطم العالم حولها و موت قلبها داخل ص*رها فالتفتت تحدق بيوسف و مدت يدها اليه بالصور و توجهت الى داخل منزلها اخذ يوسف الصور و تنفس بحدة وهو يمزقها و يسرع الخطى الى الداخل بحث عنها بعيناه فعلم انها صعدت الى غرفتها فصعد وهو يعلم انها لن تغفر فعلته ابدا فوجدها بدلت ملابسها و تلقى بباقى الملابس فى حقيبة سفرها فأقترب منها و حاول ايجاد صوته ليحدثها و همس بصوت خفيض : -حلم ممكن تسمعينى .. تن*دت حلم و اغلقت حقيبتها و سحبتها و هى تتحاشى النظر اليه و هبطت الى الاسفل فطالعها وجه والدتها و ابنتها اثير وابنها محمد فحدقت بهم وسمعت صوت يوسف يناديها بيأس فألتفتت له و قالت بصوت صارم : -انا هبقى فبيتى فالقاهرة مستنية ورقة طلاقى يا يوسف .. وقف محمد امام والدته وجذب حقيبتها وقال بصوت حاول ان يجعله متماسك : -ماما انتى بتقولى ايه ازاى عاوزة تسيبينا .. وقفت حلم ترتجف امام ابنها و نظرت له بعنيان مظلمتان و قالت : -انا همشى علشان بابا يقدر يجيب مراته الجديدة بيته يا محمد ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD