المواجهة..

3912 Words
سافر يوسف برفقة بايرام و أحمد الذى يعلم بحكم تعامله مع عا** أنه ليس بالانسان السهل ..كثف بايرام اتصالته باتباعه فى المانيا و بعد وصلهم بساعة آتاه إتصال بمكان عا** فى مزرعة نائية..توجه بايرام و معه فريق متخصص من العمليات الخاصة من رجاله المخلصين يرافقه أحمد و زميل آخر له من المخابرات المصرية يسمي العقرب بعدما طلب أحمد مساعدته حين علم بوجوده فى المانيا ..كان يوسف يجلس بجانب أحمد فهمس له أحمد و قال : متقلقش إحنا عملنا عمليات إنقاذ أصعب بكتير المهم إنك متتحركش من العربية لحد ما نرجع لك.. هم يوسف أن يعترض و لكن العقرب تحدث له و قال : دا لامنك أنا مقدرش اخاطر بوجودك معانا خصوصا أن ال هنفذ العملية فارضه الذئب و دا س**ح مبيعرفش رحمة أنا اتواجهت معاه مرة و محبش اني أخسر تاني معاه ال خلاني أوافق اكون معاكم أن ليا تار بايت و قلم لازم ارده ليه و متقلقش الدكتورة هترجع لك بخير أهم حاجة تنفذ المطلوب منك.. هز يوسف رأسه يوافق علي حديثهم مرغما فهو مهما كان دافعه ليس لديه أى خبره فى التعامل مع أمور الإنقاذ الخطرة.. ربت أحمد علي كتفه وقال : أنا حاسس بيك بس فعلا غصب عننا حضرتك مدني و دي أشبه بمهمة عسكرية انتحارية إحنا كلنا عارفين اننا ممكن فلحظة منرجعش بس كله يهون ف سبيل أن نرجع مواطنة مصرية مخطوفة و مش أى مواطنة دى مرات اخويا.. احتضنه يوسف ليبتعد عنه أحمد و ينزل الفريق متسللا فى جنح الظلام بين الأشجار الكثيفة..أشار بايرام إلى أحد رجاله ليتسلل بخفة بين الأشجار يراقب محيط المزرعة ليزحف الي قبو المنزل و يعطل مولد الكهربا..و ما هى إلا لحظات و عم ظلام دامس فى أنحاء المكان و كانت تلك هى الإشارة ليهجم بايرام و رجاله علي حراس عا** المختبئون بين الأشجار يرتدون النظارات الليلة و تعاملوا معهم بالأسلحة البيضاء حتى لا يلفتوا إليهم الأنظار..فى غرفتها حين أنقطعت الكهربا تحركت حلم من مكانها تشعر بالخوف فاصطدمت بعا** الذى قبض على ذراعها... و قال : رايحة فين شوية و النور يجي رجالتي هيشوفوا العطل رغم أن حابب الجو دا بيفكرني بليالينا سوا .. و احتضنها عا** بقوة فحاولت أن تدفعه حلم بعيدا عنها و لكنه لم يدع لها الفرصة و قبلها بعنف فتجمدت حلم مكانها تشعر بالاشمئزاز منه لترمش بعيناها بقوة و تحدق بالشرفة فقد خيل لها إنها لمحت طيفا عند الشرفة..فتذكرت تحذير يوسف لها بعدم الإستسلام ل عا** فثنت ركبتها و ض*بته أسفل بطنه فدفعها بعيدا عنه و هو يأن ف ارتطمت حلم بالحائط و لكنها أحست بالسعادة أنها نالت منه لأول مرة فى حياتها..فحاولت أن ترى محيط الغرفة فِى الظلام فلمحت المزهرية فاختطفتها بسرعة و اقتربت من عا** الذى أعطاها ظهره و حطمتها فوق رأسه التفت لها عا** و هو يشعر بالدوار و صفعها و هم أن يوجه لها لكمة و لكنه فوجىء بمن يقبض على يده فالتفت ليرى طيف بايرام فى الظلام أمامه فابتسم بسخرية و قال : كنت أتوقع مجيئك بايرام و لكن ليس هكذا… ليخرج عا** مسدسه من خلف ظهره و فى لحظة استدار و قبض علي حلم و أحكم ساعده حول رقبتها بقوة و وضع فوهة مسدسه على صدغها ... فتجمد بايرام مكانه خشية أن يؤذيها عا**… و سمع صوت عا** يعلو و يقول بالالمانية : ما** الأن .. ليعم الضوء المكان فجأة و يجد رجال بايرام أنفسهم فى الخارج محاصرين برجال عا** ..أغمض بايرام عيناه و زفر بحدة و هو يرى نظرات الشماته فى عين عا** ف قال : دعها عا** و لا تتواري خلف النساء واجه و لو لمرة كرجل.. ضحك عا** بسخرية و قال : حلم هى درعى أنا أرحب بالموت بص*ر رحب و لكنها حبيبتى ستشاركنى رحلتي فهى ستذهب معى إلى الموت بكل سعادة .. شعرت حلم بانفاسها تختنق من ضغط عا** علي رقبتها بساعده فحاولت أن تخفف من ضغطه عليها و لم تفلح .. فهمس لها عا** بصوت لم يستطع بايرام سماعه : نسيتي بريق يا حلم أقسم لك إن رمشتى بجفن عينكى ولا ل**نك نطق بحرف واحد هتكون بريق أول ضحاياكي و متلوميش إلا نفسك وقتها افتكرى كويس أنا لا بخدعك و عارفة انهم حتى لو قتلونى أو حصل اى حاجة أمك هتموت بعدى بثوانى محدش يعرف مكانها غيري ف خلى بالك من اختيارك أنا و لا هما… توقفت حلم عن مقاومة عا** و نظرت باستلام و إن**ار إلى بايرام ف عا** **رها ب والدتها التى لا يعلم أحد بوجودها و هى تعلم أن تهديده ليس من فراغ ...أحس بايرام فى تلك اللحظة أن عا** ينتوى حقا أن يقتل حلم بدم بارد فقال فِى محاولة منه لتشتيت تفكيره عنها : اتظننى سأتركك تفعلها يا عا** دع حلم وواجهني رجلا ل رجل.. اقتحم أربعه من رجال عا** الغرفة و القو القبض على بايرام فض*به أحدهم بمؤخرة سلاحه فسقط أرضا راكعا و هو ينظر ل عا** بغضب ..ليضحك عا** ويقول : لم اهنئك بعد على زواجك من هازان بايرام أخيرا حققت حلمك .. و **ت ليسمع صوت طائرته الهليكوبتر تقترب فقال : سأدع رجالى يتولون أمرك أنت و فريقك بايرام.. أما أنا فسأخذ زوجتي و أرحل وداعا بايرام فى الخارج بعدما لاحظا إستسلام رجال عا** فى بداية الأمر بسهولة ليشكا بالأمر و بعدما تأكدا من ظنهما أختبىء أحمد و العقرب ثم تسللا بحذر فتسلق العقرب جدار المنزل ليقف على حافة قريبة من الشرفة فسمع ما دار من حوار بين عا** و بايرام ففكر سريعا فنظر إلى عا** و طريقة إمساكه ب حلم فلم يفكر لمرة أخرى إنما أسرع و أطلق رصاصته لتصيب ساق عا** الذى ترك حلم لينحنى متألما فتحررت حلم من قبضته فصرخ بها بايرام فى لحظة التى قام فيها يختطف السلاح من يد رجل عا** الذى يقف بجانبه و يقول : انخفضي أرضا… و يقتل أحد رجال عا** بجانب الباب فقفز العقرب من الشرفة و هو يقتل الآخر و بايرام يردي الآخرين فى نفس الوقت و يقف هو و العقرب ممسكين بسلاحهم فوق عا** الذي سقط ممسكا بقدمه..شعرت حلم بقلبها يتوقف من رؤية جثث رجال عا** فاقترب منها العقرب يساعدها علي الوقوف و يقول : اطمني انتي بخير دلوقتي … و ما هى إلا لحظات و كان فريق بايرام بمساعدة أحمد قد استعادوا سيطرتهم على الوضع من جديد و أطلق أحمد أشارته من الخارج ليفهم العقرب و بايرام أن الأمر تم بسلام..إقترب بايرام من عا** و قال : سأجعلك تتمني الموت على ما فعلته.. ضحك عا** بسخرية و هو ينظر بتحدى إلى بايرام و يحول نظراته إلى حلم و قال : نسمع رأى حلم الأول بايرام .. بدلت حلم نظراتها بين الجميع و أغمضت عيناها بألم و هى تسمع صوت ذلك الرجل الذى أسندها : رأيها معروف يا أستاذ عا** إنت هتشرف معانا و متقلقش بعد استقالتك من السلك الدبلوماسي سهلت علينا كتير أمر محاكمتك إنت منتظرك كتير أوى… وقف عا** و كأن الرصاصة التى فى ساقه لا تعنى له شيئا و نظر إلى العقرب و قال : مزهقتش يا سيوفى من لفك ورايا و لا إنت غاوى إن كل مرة نتقابل تخسر.. زفر معتز و قال : ماظنش المرة دى فى حد هيخسر غيرك .. أطلق عا** ضحكة وسط دهشة بايرام و معتز السيوفي ليزداد خوف حلم من نظراته لها و قال : مش هخسر أى شىء و هخرج من هنا زى ما قلت و مش لوحدى معايا زوجتى العزيزة… شعر بايرام بالغضب فلكم عا** الذى استقبل لكمته بضحكة استفزازية أكثر و مسح قطرات الدم من جانب فمه…و قال : كل دا وقت ضايع و احنا ورانا مشوار مهم جدا… و نظر إلى حلم و قال : ها يا حلم هتروحى معاهم و يقبضوا عليا و لا نروح نركب الطيارة ال مستنية يلا حبيبتى الوقت بيمر و انتى عارفة… إقترب معتز السيوفي من عا** و قيد مع**يه خلف ظهره و قال : الأمر مش ف أيد الدكتورة خلاص يا عا** وقتك إنتهى و… نظر عا** ل حلم و قال : تيك توك وقتك بيخلص حلم و انتى واقفة ساكتة و.. **ت عا** حين دخل أحمد إلى الغرفة وهو يقول : الطيارة على وصول اتأخرتوا ليه.. و إبتسم بتهكم لعا** وهو مقيد و قال : عا** باشا أخيرآ… و نظر إلى حلم وقال : حمد لله على سلامتك يا دكتورة إحنا معانا برا مفاجأة لحضرتك… نظرت له حلم بتساؤل و قالت : آنة جت معاكم… إبتسم أحمد و مد يده يجذب عا** أمامه و قال : لا معانا برا الأستاذ يوسف.. شهقت حلم و ارتفعت دقات قلبها لسماعها أن يوسف بالخارج و كادت تجري خارج الغرفة.. و لكن صوت عا** الذى دفع أحمد بكتفه بعيدا عنه يقول : حلم.. وقفت حلم مرة أخرى ليتعجب منها الجميع ماعدا عاصم.. فقال عا** و هو يحل عن مع**يه القيد : كفايا كدا أنا ضيعت وقت كتير و مش هستني أكتر.. و التفت إلى أحمد على حين بغتة و سحب سلاحه من حزام بنطاله و أطلق عليه رصاصة إصابته فى ص*ره ليقع أرضا فصرخت حلم بلوعة و جلست أرضا بجانبه تضغط على جرحه و هى تبكى و فى اللحظة التالية أطاح معتز بالمسدس من يد عا** و ض*به بقدمه فى وجه فترنح عا** و اختل توازنه ليسقط أرضا بجانب حلم و أحمد نظرت حلم إلى عاصم.. و قالت ببكاء : أنا قولت لك متئذيش حد تاني يا عا** قلت لك إنت ال**بان ليه كدا حرام عليك.. رفع أحمد يده و أمسك يد حلم و قال بصوت خفيض : متخافيش عليا أنا كنت عارف ان ممكن مرجعش تانى المهم انتى يوسف بيموت من غيرك اوعى تضيعى كل دا… نظرت له حلم و قالت و دموعها تنهمر : مش بايدى يا أحمد انت متعرفش حاجة أنا فعلا اسفة بس لازم اروح مع عا** و رفعت رأسها تقول لبايرام و معتز : تقدروا تمشوا و تسيبونى مع عا** خدوا أحمد و الحقوه و ملكوش دعوة بيا أرجوكم… هم بايرام أن يرفض و لكن حلم نظرت له بتوسل و قالت : متخليش أحمد يموت بسببي باير ارجوك و اعتذر ل آنة و ل يوسف… و قامت تسند عا** ليقف و هو يزهو بانتصاره و حمل بايرام أحمد بين ذراعيه و اتجه به إلى الخارج … بينما وقف معتز يقول : انا محتار بعد كل دا تختارى عا** إزاى و زوجك ال معانا و كل الناس ال هتموت و ترجعى و أحمد آل ممكن فلحظة يموت كل دا كان على الفاضى و حضرتك اخترتى الس**ح دا .. و **ت لثوانى و عقد حاجبيه ليتحرك و يخرج سلاحه و يضعه خلف ظهر عا** و يقول : بس أنا اسف يا سيادة الدكتورة إختيارك ميلزمنيش بشىء لأن الأوامر ال عندى أرجع بيه.. و ثني ذراع عا** خلف ظهره بقوة ليجذبه بعيدا عن حلم… و أكمل قائلا : و تهديدك للدكتورة ميهمنيش بأى شىء يا عا** المهم عندى إنك تتحاكم على كل حاجة عملتها… وقفت حلم أمام معتز و قالت ببكاء و ترجى : لاء ارجوك سيبه انت مش فاهم حاجة فى روح هتموت لو مروحتش مع عا** ارجوك ابوس ايدك سيبه… لم يهتم معتز بدموع حلم و قال : روح واحدة هتروح قصاد انه يتحاكم على كل الأرواح ال ضيعها و اتسبب فموتها انا اسف يا دكتورة حضرتك اخترتى غلط و لازم تتحملى نتيجة اختيارك.. فى تلك اللحظة اقتحم يوسف الغرفة ينظر إلى حلم التى ما إن وقع بصرها عليه حتى ارتمت بين ذراعيه تبكى بقهر فشد يوسف ذراعيه عليها و قبل رأسها و ابعدها عنه ليحتضن وجهها ويمطرها بالقبلات غير مهتم بنظرات معتز أو عا** ليتوقف حينما صرخ به عا** و قال : ابعد عنها يا حيوان… التفت يوسف و نظر لعا** بغل و غضب وابتعد عن حلم و اقترب من عا** و وجه له عدة لكمات فى وجهه وهو يتذكر ما كان يفعله بزوجته و قال و هو يمسك به من ياقة قميصه : قبرك مستنيك كنت مفكر نفسك هتقدر تخ*فها المرة دى و تفلت انت حسابك تقيل اوى يا عا** .. بصق عا** الدم من فمه أثر لكمات يوسف و نظر ال حلم التى شدت يوسف بعيدا عنه و هى تبكى و حاوط يوسف حلم بذراعيه..و لكنه تفاجىء بها تهمس : خلى معتز يسيب عا** يا يوسف و خليني اروح معاه… ابعدها يوسف لينظر فى عيناها ليرى نظرات الإن**ار و الذلة بهما و تسائل عن سر تلك النظرات و قال غير مصدق لطلبها : انتي بتقولي إيه يا حلم انتي واعية لنفسك بصي لى هنا و قولى كلامك تانى انتى عاوزة إيه تروحي مع مين انتي اكيد اتجننتي.. كادت حلم أن تعترف له بكل شىء و لكن نظرات عا** لها افهمتها ما سيحدث أن قالت حرفا واحدا فهزت رأسها و سحبت نفسا عميقا و هى تتهرب من عين يوسف و قالت : زى ما سمعت يا يوسف ارجوك خليني امشى أنا و عا** … صاح معتز و قال : على جثتى لو سبت عا** … نظرت حلم له بجزع و اقتربت مع عا** و قالت : ارجوك يا عا** بلاش ال قولته أنا حاولت و… قاطعها عا** و مال على وجهها وقال بصوت خفيض : مش مهم سيبيهم يخدونى بس نفذى ال طلبته خلى يوسف يطلقك أدامى و استنيني ف الفيلا هجيلك و اخدك و نروح لبريق بس لو حسيت بالغدر انتى ال هتخسري .. جذبها يوسف بعيدا عن عا** بغيرة و قال : فى ايه بينكم ما تفهميني مالك خايفة عليه كدا ليه اتكلمى … سمع يوسف صوت ضحكات عا** و نظرات الشماتة فى عيناه فأحس بغضبه يسيطر عليه فهز حلم بشدة من كتفيها و صرخ فيها و قال : عملك ايه انطقي انتى عاوزة تفهميني أن بين يوم و ليلة بقيتي عاوزة تروحى مع عا** … بكت حلم و تحشرج صوتها و هى تقول : ط ل ق ن ى.. بهت يوسف فجأة غير مستوعبا لكلمة حلم و احس بغضبه يكاد يعمى بصيرته فدفع حلم بعيدا عنه لترتطم بالحائط بقسوة و قال بغضب : أنا هقتله و لا اخليكي تروحى معاه و انتى هحاسبك على كل حرف نطقتيه… اقترب معتز يساند حلم بعدما احس ان عا** يهددها وبقوة بشىء ما فهى لن تتخلى حياتها و تختار جانب عا** برضاها ف**م أن يعرف منها بما يهددها عا** ليتفاجىء بهجوم يوسف علي عا** يلكمه ليبادله عا** اللكمات و لفرق البنية بينهما أسقط عا** يوسف أرضا و أسرع عا** يسحب أحد عصي المدفأة ليض*ب يوسف بها و لكن حلم أسرعت و مدت يدها و جذبت من يد عا** العصى و قالت : لاء يا عا** لاء.. ألقى عا** العصى و ابتعد عن يوسف وهو بنهج و قد شعر بالألم فى ساقه و قال : هسيبك بس علشان حلم طلبت … ساعد معتز يوسف و حاول أن يهدأ من غضبه و همس فى أذنه بشىء لم يسمعه غيره فتبدلت حالة يوسف فجأة و التفت ينظر إلى حلم التى وقفت وسط الجميع مذعورة فتذكر حالتها تلك حينما رآها فى الماضى بالمشفى و احس بقلبه يبكى على حالتها تلك و هو عاجز عن فهم ما قاله لها عا**… جذب معتز عا** و سار به حتى وصل الي السيارة و وضعه بها بعد أن وضع بيده الكلبشات و نظر له و همس فى أذنه : مهما كان ال بتهدد بيه حلم هعرفه و هساعدها و انت مش هتشوف النور تاني و دا وعدى ليك هتدفع تمن كل ال عملته.. و أغلق الباب عليه لينظر إلى يوسف يسند حلم التى زاغت عيناها و بدت كمن يوشك على الموت.. ما أن حطت الطائرة التى تحمل الجميع مطار القاهرة حتى احاط بها رجال أمن على ملامحهم الصرامه فاخذوا عا** إلى سيارة معتمة و ما أن ابتعدت حتى سقطت حلم بين يدى يوسف فاقدة للوعى بعدما أيقنت انها تسببت فى خسارة والدتها للأبد..افاقت حلم ورأت عين جدتها تحدق بها فاعتدلت جالسة و نظرت حولها تبحث عنه و لكنها لم تجده فسمعت صوت خديجة يقول : أهدى حلم انتى فى أمان بكت حلم بين أحضان جدتها و همست لها : ماما ضاعت منى للمرة التانية يا آنة أنا قتلت ماما بأيدى.. ابعدتها خديجة عنها لتنظر لها بدهشة و قالت : بريق لا أفهم.. انفطر قلب حلم من البكاء و قالت : ماما عايشة يا آنة و عا** خ*فها و كان تمن رجوعها انى ارجع له و دلوقتى خلاص عا** هينفذ تهديده و هيقتلها .. إستمع يوسف لكلام حلم بغضب و ففهم سر تهديد عا** لها فاقتحم الغرفة ينظر لها فشهقت حلم حينما رفعت نظرها له و شاهدت نظرة عيناه التى تتهمها باستسلامها ل عا** فطلب يوسف من خديجة أن تتركهم وحدهم.. غادرت خديجة و قلبها ينبض بأمل جديد بعدما أعتراف حلم لتذهب إلى غرفة هازان التى وجدت بايرام يجلس بجانبها اعتدلت هازان ما أن رأت والدتها و ابتعدت عن ذراعى بايرام وفؤجئت بسؤال والدتها : كنتى تعلمين أن بريق على قيد الحياة هازان.. حدقت هازان بوالدتها غير مصدقة لما تقول و هزت رأسها نفيا و قالت : بريق اختى كيف ذلك.. و **تت تنظر الى بايرام الذى تبدلت ملامحه للغضب منها فقالت : لا أمى صدقيني لم أعلم عن هذا شىء أقسم لكم .. نظرت خديجة إلى بايرام و قالت : ما العمل بايرام عا** فقط هو من يعلم مكانها و.. قاطعها بايرام و قال : سأجدها سيدتى اطمئنى الان علمت لما كانت السيدة حلم خائفة و تريد البقاء مع عا** لا تقلقى سيدتى سأقتل عا** بيدى حتى أعلم مكانها و أعود بها.. جلس يوسف يحدق ب حلم فى **ت فاحست حلم بغضبه منها فبكت فاقترب منها و قال : قلت لك متخافيش من عا** و أنا هجيب لك حقك للدرجة دى معندكيش ثقة فيا و شيفانى قليل علشان تنفذى كلامه .. قالت له حلم : افهمنى أرجوك أنت لو مكانى هتعمل أكتر من كدا كنت عاوزنى أعمل إيه لما أعرف إن أمى عايشة و فايدي أنا ارجعها أنا لو كان طلب اقتل نفسي مكنتش هتردد لحظة صدقنى يا يوسف أنا عمرى ما كنت هخليه يلمسني ولو كان دبحنى بس إن تكون ماما معاه و أنا محرومة منها السنين دى كلها مكنتش أقدر منفذش طلبه صدقنى هو مقدرش يلمسني اطمن أنا مراتك إنت و حتى لو مسمحتنيش و طلقتنى هفضل مراتك و هحافظ على نفسي ليك إنت و بس … ملس يوسف على شعر حلم و قال و قد أشفق على حالتها : خلاص أهدى أنا أصلا مكنتش هنفذ طلبك هو بعد ما تترد لى روحى ينفع افرط فيها .. نظرت له حلم بعين تائهة و قالت : أنا خسرتها ماما تاني يا جو عا** هيقتلها و يحرمنى منها أنا قتلت أمى يا جو… سمعت حلم صوت عيسى ينادى على يوسف فنظرت حولها تتبين مكانها و قالت : إحنا فين.. ابتعد يوسف عنها يفتح الباب لعمه و هو يقول : هنكون فين يا حلم إحنا فالبلد.. دخل عيسى وقال : حمد لله على سلامتك يا بتى إيه مالك خلاص أهدى يا بتى إنتى فوسط أهلك و عزوتك و ناسك و ال هيجرب منيكي تانى هنجتله… و نظر إلى يوسف وقال : هدى مرتك يا ولدى و إنزل أعمامها و أهلها اهنه عوزين يطمنوا عليها.. زفر يوسف و قال : حاضر يا عمى شوية و ننزل اتفضل حضرتك و هاجى وراك… خرج عيسى ليجلس يوسف بجانب حلم و ياخذها بين يديه و يضع رأسها على ص*ره و قال : أنا مضطر أسامحك على الهبل ال قولتيه مؤقتا إنما أنا فعلا زعلان منك إزاى فلحظة تضعفى تبيعيني يا حلم .. بكت حلم و تشبثت بيوسف و قالت : غصب عني يا يوسف سامحنى أرجوك .. قبلها يوسف من رأسها و قال : وحياتك عندى لاجيبلك والدتك بس عاوزك تبقي قوية بلاش الضعف ال انتي فيه دا.. احتضنته حلم و قالت : حاضر يا يوسف بس إنت هترجعها إزاى .. إبتسم يوسف بغموض و شرد عنها و هو يتذكر … كانت السيارة التابعة للمخابرات تسير و خلفها و أمامها سيارتى تأمين ليتفاجئو بعدد لا حصر له من السيارات يعرقل الطريق و ظهور العديد من رجال الصعيد يحيطون بالسيارة التى يجلس بها عا** فقال معتز بحدة لرجاله : بروحكم لو حد مس عا** فاهمين… ليقطع حديثه خلع باب السيارة و صوت أحدهم يقول : سلمنا عا** يا بيه بدل ما يبجى بحر دم ف*جبتك.. نظر معتز لملامح الرجال الصارمة و السلاح الآلى بيد كل منهم ليشعر أن المعركة أن دارت فهى لصالحهم فقال بانهزام : آل بتعملوه دا مخالف للقانون و هتتحاكموا عليه.. ضحك أحد الرجال وقال : مش لما تثبت علينا حاجة يا بيه… ليجذب عا** ويض*به على رأسه يفقده الوعى ويضع على رأسه كيس أ**د ويصيح خلاص يا رجالة الأمانة حدانا يلا بينا.. و اختفوا مثلما ظهروا ليتصل معتز بالقيادة و يبلغهم بما حدث.. ثم يقول : عملتها يا يوسف طلعت مش سهل…. نزلت حلم و هى تستند على يوسف تفكر ف ابتسامة يوسف الغامضة لترى سارة تحتضنها بحب و تقول : حمد لله على سلامتك يا حلم الحمد لله هم و انزاح متعرفيش الوقت آل فات دا عدا علينا ازاى الحمد لله انك بخير… دخل أسامة من الباب يبتسم و يغمز ل يوسف فضم يوسف حلم فجأة كأنه يطمئنها ف استغربت حلم النظرات المتبادلة بينهم لتسأل بخوف : انا نسيت أحمد هو عامل ايه طمنى يا يوسف ارجوك هو جراله حاجة… اجابها بايرام و هو ينزل خلفها : أحمد بخير دى إصابة دلع كلها ساعات و تلاقيه هنا.. التفت له حلم و قالت : بجد يعنى هو كويس.. قرصها يوسف من خدها بغيرة و قال : ما قلك كويس خلصنا بقي هى ناقصة الأستاذ أحمد كمان… حاولت حلم أن تبتسم و لكن الدموع سبقتها فقالت : انا بأذى كل ال اعرفهم يا يوسف مش بعمل غير كدا اذيتك زمان و اذيت امى و دلوقتي معرفش هيحصل لها ايه و احمد كمان… احتضنها يوسف و قال : خلاص متفكريش ف حاجة قلت لك اطمنى و نظر إلى أسامة و قال : خد بايرام و شوف وراكم ايه يا أسامة يلا مافيش وقت هسلم على اعمام حلم و اجيلكم.. أحست حلم أن يوسف يخفى عنها شىء ف*نهدت و أكملت إلى المندرة لتطرق الباب و تدخل ال أعمامها اللذان استقبلوها بالترحاب و الاطمئنان عليها.. ------------------------------------------------------------ جلست هازان أسفل قدمى والدتها تبكى و هى ترجوها السماح وقالت : صدقيني امى انا تغيرت و ان طلبتى أن اقتل نفسى اتصدقيني ساقتل نفسي حالا فقط سامحيني ارجوك امى انا لم أكن أعلم أن عا** يتحفظ على بريق انتى تعلمين عا** و خبثه الذى فاق الذئاب.. ربتت خديجة و للدموع تخشي الفرار من عيناها وقالت : هل تحرميني منك هازان بعدما حرمت اختك انا احبك و لكنى صدمت بكل ما فعلتى كيف لابنة صادق أن تكون بمثل هذا الشر.. تن*دت هازان و قالت : لم أفكر فيها وقتها هكذا انا الان أشعر بالندم و ان كانت حياتى ثمنا لعودة بريق سادفع حياتها ل ارجعها لكى امى.. أحست خديجة بصدق ابنتها وقالت : لا ابنتى انا اريدكما معا و ليس إحداكما… **تت هازان برهة وقامت تقف تمسح عيناها و قالت : امى لقد علمت أين يخبىء عا** بريق… هتفت خديجة غير مصدقة وقالت : أين قولي ابنتى احقا ما تقولي… ابتسمت هازان وقالت : ليس لعا** مكان أ أمن من مستشفاه ليخبىء بريق فيه فهو كان يحتجز حلم هناك و كان كنان ساعده الأيمن الذى يحرص على إعطاء حلم عقاقير حجب الذاكرة… **تت خديجة تفكر فى حديث ابنتها و قالت بعد برهة : أن عادت اختك و. صدق حديثك سأسامحك هاز و سأجعل بايرام يطلقك فأنا ارغمتك على الزواج منه ضد رغبتك وساعيد لك حريتك من جديد… أسرعت هازان تصيح بخوف : لا امى ارجوك لا تجعل باير يطلقنى فانا انا.. **تت هازان و اخفت دموعها.. فاحتضنتها خديجة وقالت : احببتى بايرام اخيرا هاز حسنا.. تن*دت هازان بخجل وقالت : نعم أمى أحببته كثيرا و لا أستطيع الإبتعاد عنه أبدا فحبه لى عوضني كثيرا عن كل ما فقدت… اتصلت خديجة ب بايرام و أخبرته بما قالت هازان عن مكان بريق… أغلق بايرام الهاتف ليندفع إلى المندرة وسط دهشة أسامة الذى أسرع خلفه ليضحك بايرام بشدة و يشد يوسف من وسط الجميع و يهمس له بصوت لا يسمع ليضحك يوسف ويقول : خلاص نأجل الحلفة لبكرة علشان تبقي حفلة استقبال ضخمة و تليق.. تبادل الجميع نظرات التعجب لتحدق حلم بيوسف و بايرام و أسامة الذى حدق بهم ببلاهة و قامت لتقف بجانب يوسف و لكنها شعرت بدوار عنيف يلفها فسقطت أرضا.. جزع يوسف فقد تناسي كليا حالة إنهيار حلم بسبب ما مرت به فحملها ووضعها على الأريكة التى قام من عليها عيسى و شوقى ليصيح عمها شوقى : مالها بتنا يا يوسف أنى جولت وشها مخطوف كن صيبها حاجة… أسرع أسامة يحاول إفاقتها و نظر إلى يوسف بعدما آنت حلم بضعف... لتدخل خديجة و بجانبها هازان التى جرت إليها تحتضنها و تقول : حلم ماذا حدث لكى ابنتى... اشاحت حلم وجهها بضعف بعيدا عن هازان فقالت هازان برجاء : سامحينى حلم أرجوك .. تحركت خديجة و اقتربت من حلم و ربتت على يدها و رفعتها و قبلتها و نظرت لها تبتسم برقة و قالت فجأة : ستسامحك و لكن دعيها ترتاح الآن هازان فهى تحمل حفيدي … ليخيم ال**ت على الجميع و ترتسم علامات الذهول على وجه يوسف…
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD