وميض الذِ كريات

2257 Words
-في فترة زمنية ماضية - Lütfen , burada oturabilir miyi -رفع يوسف بصره حين سمع تلك الكلمات الغريبة ليحدق بعينان بصفاء السماء تزين وجه ملائكي يبتسم له بخجل ليقول: -"أفندم". -سمع صوتها مرة أخرى ولكن بالعربية تقول: -"ممكن لو سمحت أقعد هنا". -وأشارت إلى المقعد بجانبه، ليبتسم يوسف ويقول: -"طبعا اتفضلي ولا تحبي تقعدي جنب الشباك". -اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة: -"بجد لو ممكن أقعد جنب الشباك أكون شاكرة جدا ليك". -أحس يوسف بقلبه يخفق بشدة ويسيطر عليه شعور السعادة لاختيار هذه الملاك الجلوس بجواره ليجد نفسه يقول: -"وإنتِ مسافرة على القاهرة ولا نازلة فمحافظة تانيه". -هزت الفتاة رأسها بالنفي لتهمس بخجل: -" Kahire قصدي القاهرة". - بحث يوسف بعيناه عن مرافقين لها ليسئلها: -"إنتِ لوحدك قصدي إنتِ مسافرة لوحدك ". -ابتسمت الفتاة وإجابته: -" ايوة أنا أصلي فجولة سياحية لكل مكان زارته annem ". -حدق بها يوسف بدهشة وقال: -"إنتِ من تركيا". -اومأت بإيجاب وقالت: -"أعرفك بنفسي Benim adım rüya ". -ضحك يوسف وقال : -"لأ خليها بالمصري طالما بتتكلمي مصري كويس زينا، عموما أنا يوسف وأصدقائي بينادوني جو وإنتِ". -ضحكت له وهو تحدق بعنياه التي أنارت أمامها وقالت : -"حلم". -استغرب جو اسمها وقال: -"حلم عارفة إن اسمك على قد ما الكل بيستخدمه إلا أني أول مرة أسمع إنه اسم لحد بس تعرفي إنك فعلا حلم". -شعرت حلم بالاحراج وقالت: teşekkür ederim -توقفت حلم حين بدأت حديثها بلغتها التركية لتستدرج الموقف وتقول: -"بشكرك وبشكرك إنك سبت لي مكانك، حقيقي أنا مش قادرة أعبر لك عن سعادتي يعني المصري مش بعرف أعبر بيه عن كل حاجة بحسها بس يكفي إني مبسوطه وإنك ساعدتني إني أكون مبسوطه". -مر الوقت بين جو وحلم فالحديث وكانت هي المسيطرة على مجراه لينجذب لها بشدة وعلم منها أنها تقوم بجولة فازت بها لتفوقها الدراسي لمصر وأنها كثيرا ما أرادت السفر إلى مصر لتزور فيها كل مكان عاشت فيه والدتها وأنها عشقت مصر من كثرة أحاديث أمها عنها، وأحبت أن ترى بنفسها كل شيء على أرض الواقع، وكم كانت سعيدة حين أخذت موافقة عائلتها بعد عناء، ومحاولات والدتها لتحصل أخيرا على إذن بسفر حلم لزيارة مصر، واندهش أكثر حين علم أنها لم تتجاوز بعد الخامسة عشر من عمرها فتعجب فحديثها ينم على نضج ورجاحة عقل ورزانة ليسقط أكثر وأكثر فى بحر عيناها الزرقاوان ويغرق فيهما. -تاهت حلم فى ملامح جو لتشعر بأنها لا تريد أن تتوقف عن الحديث معه، ووجدت نفسها تحكي له عن سبب سفرها، كانت تريده أن يشاركها الحديث عن حياته، لتتوقف عن الحديث وتنظر له وهي تشعر بالدهشة لإحساس قلبها بالاضطراب بسبب تفحصه لها، لتعيد الكلام من جديد وتوجه له العديد من الأسئلة لتتعرف عليه أكثر وعلمت منه أنه يدرس في كلية الطب وتخصصه في الطب النفسي وأنه يعيش في الصعيد في مدينة جرجا بسوهاج مع أعمامه بعد وفاة والديه. -التهم الزمن ساعات السفر ليهتف جو: -"ياه الوقت عدا بسرعة يا حلم إحنا خلاص قربنا نوصل القاهرة بصراحة أنا مش عارف إزاي مر الوقت معاكي بسرعة كدا". -ابتسمت حلم بحزن وهي تشير إلى قلبها وتقول: -"أول مرة أحس بالألم هنا". -أغمض جو عيناه يخفي إحساسه عنها وقال: -"تصدقيني لو قولت لك إن دا نفس إحساسي أنا كمان، وحاسس إني مش عوزك تبعدي عني لحظة، أنا مش عارف إزاي ولا أمته اخدتي قلبي مني، أنا مش عوزك تفتكري إني بتسلي بيكي علشان سنك الصغير، بالع** أنا نفسي ارجع قدك تاني علشان أكبر معاكي لحظة بلحظة". -اتسعت ابتسامة حلم وقالت: -"أنا كمان مش عارفة إزاي سرقتني من نفسي بالشكل دا وإزاي هتحمل إنك تسبني وتبعد". -مد جو يده يحتضن كف حلم لتنتابه قشعريرة حارة ورجف قلبه بقوة لينظر لعيناها ويشعر أنها تعيش نفس إحساسه ليهمس بحنو: -"أنا مش هبعد عنك أبدا، مش بعد ما لاقيتك هسمح إنك تبعدي، أنا مستغرب أنا كنت مسافر وأنا شايل هم كبير ودلوقتي حاسس أن مافيش حاجة فالدنيا كلها تهمني إلا إنتِ وبس". -وشدد بصره في عينها وضغط علي يدها وقال: -"اقسم لك يا حلم إن لا يمكن أسيبك أبدا وإن قلبي دا معدش يدق إلا ليكي وبس". -دمعت عينا حلم و تن*دت وهي تشعر بغصة في قلبها لتخفض بصرها وهي تهمهم: -" Ve ben و أنا". -تبادلا أرقام هاتفهما وعناوينهما ليقوم جو بتوصيل حلم إلى الفندق الذي تقيم فيه ويتواعد معها على أن يقا**ها فاليوم التالي ليزور معها كل شبر في القاهرة. -مرت الأيام والعلاقة تتوطد بين جو وحلم ليزداد تعلقهما بعضهما ببعض، حتى أتي ذلك اليوم ليزورا معا مجمع الأديان ليقف معاها أمام باب الكنيسة المعلقة، لترتسم على ملامحه ابتسامة ويقول لها: "أهي الكنيسة دي قديمة بقدم مصر هتعجبك جدا عارفة إن أنا كل ما أنزل القاهرة لازم اجي أخد جولة فالمجمع". -**ت جو حين رن هاتفها لتستأذن منه حلم حتى تجيب على الاتصال الدولي إتسعت إبتسامة حلم وهي تستمع لصوت والدتها لتقول: Anne , sesini duyduğuma sevindim Oh anne , umarım benimlesin -"أمي أنا سعيدة إني سمعت صوتك آه يا أمي اتمنى تكوني معايا". -أجابتها والدتها بريق وقالت أنها ستكون معها حقا بعد يومين وطلبت من حلم أن تنتظرها لأنها ستاخذها لمكان سيسعدها لت**ت بريق وهي تفكر في أمر جو فسئلتها عنه إن كان لايزال يرافقها لتجيبها حلم بأنه لم يتركها يوما. -أشار جو لحلم أن تتبعه كانت تتحدث مع والدتها بلهفة وعيناها معلقة على جو تخشى أن تغفل عنه لحظة واحدة لتدير رأسها للبوابة الرئيسية للتتجمد في مكانها وسقط هاتفها من يدها حين لمحت تلك العينان التي لطالما هربت منها لتدرك بيقين بانه هو من يقف عند مدخل الكنيسة الخارجي يحدق بها بغضب اسود من بعيد، التفت جو وهو يبتسم لحلم ولكنه تفاجيء بملامح الصدمة المرتسمة على وجهها ولاحظ شحوبها وارتعاشها ولمح بطرف عينه هاتفها فوق الأرض بجانبها فخطى نحوها وانحي وألتقط هاتفها وسئلها بقلق: -"حلم مالك هي المكالمة كان فيها حاجة ضيقتك". -فزع جو حين رأى حلم تبكي فاقترب منها وقال: -"حصل إيه طمنيني أيه السبب اللي يخليكي تبكي كدا". -ومد يده ليتفاجئ بها تجري لداخل الكنيسة تختبئ وسط المجموعات، نجح يوسف فالوصول إليها ليقول بقلق وتوتر: -"في إيه فهميني". -هزت رأسها بخوف وقالت بتلعثم: yok bir şey -"مافيش بس أنا لازم أروح ممكن تروحني يا جو". -أحس يوسف أن شيء قد حدث فقال: -"أول مرة أحس إنك مخبيه عليا حاجة رغم إن معرفش كل حاجة عنك إنما إنك تخبي، فالإحساس دا مضايقني جدا يا حلم ولازم أفهم، إنما أنا مش هضغط عليكي لأني شايف حالتك الغريبة دي فيلا بينا علشان اوصلك ولما تحسي إنك عاوزة تعرفيني أنا تحت أمرك". -تاهت عين حلم بين الوجوه حولها تبحث عنه تخشى أن تراه مرة أخرى فتمسكت بشدة بيد يوسف وحاولت أن تختبيء خلف ظهره وهي تسير معه وتشعر بالحزن على يوسف لاخفائها الأمر عنه، أشار يوسف لتا**ي وفتح لها الباب لتجلس وجلس بجوارها وحاول أن يمنع نفسه من الاقتراب منها ولكن يده خانته لتمتد لتحتضن يدها وهو يتن*د لسماعه صوت بكائها الغامض السبب فترك ال**ت والدموع شاهدين عليهما حتى وصلا إلى فندقها ليطمئن أنها دخلت واختفت عن عيناه، لم تدري حلم كيف وصلت إلى غرفتها لتقع على الأرض منهارة من البكاء وهي تهز رأسها وتهمهم: Benden uzaklaşıp beni terk etmek için şimdi bana nasıl ulaştı -"كيف وصل إليَ ألن يبتعد عني ويتركني". -لتقف وهي تمسح دموعها وتبحث عن هاتفها في حقبيتها لتتصل بوالدتها وتهتف لها: Anne , yolumu biliyordu , yardım et anne -"أمي لقد عرف طريقي ساعديني يا أمي". -حبست حلم نفسها داخل غرفتها وأغلقت هاتفها وأبلغت إدارة الفندق بمنع أي اتصال إليها أو صعود أحد غير والدتها، حتى عامله التنظيف منعت دخولها إلى غرفتها وامتنعت عن تناول الطعام لتنام أغلب الوقت حتى تقتل عقلها عن التفكير ولم تتوقف عن البكاء ليغمرها إحساس الوحدة والتعاسة. -ليعيش معها يوسف إحساس العجز بأن أمر خطير حدث لحبيبته فهاتفها مغلق وكلما سئل عنها في الفندق تقول له موظفة الاستقبال بأنها ليست بالفندق فازداد إحساسه بفقدها وخشى أن تضيع منه فيضيع معها. -ويمر علي حلم يومان حبيسة ظلام غرفتها لتسمع وهي غير واعية صوت طرقات فحاولت النهوض من مكانها ولكن خذلتها قدميها لتنهار أرضا غائبة عن الوعي. -بعدما طرقت والده حلم السيدة بريق باب غرفة ابنتها فى الفندق ولم تجد ابنتها شعرت بقلق يغمرها فعادت إلى مكتب الاستقبال لتطلب المفتاح البديل لتعود إلى غرفة حلم وتفتح الباب لتتفاجىء بها ممدة علي الأرض لتصيح بقلب فزع : Kızımın bir hayali var -"( ابنتي حلم ) " -وتسرع إليها بخوف تحاول افاقتها وحينما فشلت أسرعت إلى الهاتف تطلب طبيب الفندق لم يكد يمر خمس دقائق طرق الطبيب الغرفة ليدخل ويساعد بريق على حمل حلم إلي فراشها ليفحصها، هز الطبيب رأسه حين إنتهى وقال: -"للأسف يا فندم لازم تتنقل المستشفى". -شعرت بريق بقلبها يكاد يقف خوفا من فقد طفلتها مثلما فقدت والدها لتنهمر دموعها بشدة، فحاول الطبيب طمأنتها وقال: -"متقلقيش يا فندم دا هبوط فالدورة الدموية ولازم تاخد محلول وهتتحسن مافيش داعي لقلق حضرتك". -تركها الطبيب تحتضن ابنتها ليتصل بالمشفى لترسل سيارة الإسعاف ويتم نقل حلم إلى المشفى بعدما أوصت بريق إدارة الفندق أن تبلغ أي أحد يسيل عنهم أنهما غادرتا الفندق نهائيا. -ليزداد الأمر سوء على جو فقد شعر بض*بة القدر القاسية التى احسها قضت على قلبه حين ذهب إلى الفندق لتبلغه الموظفة بأنها غادرت الفندق. -لم يدري ماذا يفعل ولما تركته حلم بعد أن اتفقا إلا يفترقا، حتى أنه طلب مقابلة والدتها ليتعرف عليها لذا قرر العودة إلى جرجا وهو يشعر أنه ممزق الفؤاد ضائع الروح، قرر العودة مع علمه يقينا أن عودته هي عوده لمشاكل تناساها ليزفر بيأس فلم يعد يرغب في الحياة من الأساس بعدما فقد حبيبته. -وصل جو إلى مدينته وهو يشعر بأن شيئا سيئا حدث لحلم يكاد عقله يتوقف من كثرة تفكيره بها ليصل إلى بيت جده ودلف إلى ساحته، لتراه زوجة عمه فوقفت مكانها تحدق به وقد أرتسم الحزن بملامحها فأدارت وجهها عنه و هي تقول بحزن: -"لساتك فاكرنا يا ولدي، بجى أكدة هنت عليك كيف يا ولدي تفارجني". -اقترب يوسف منها ليمد يده يحتضنها وينحني يقبل يدها ويقول: -"سامحيني يا عمة أنا مقدرش على زعلك". -ربتت فوق رأسه بحنو بيدها الأخرى لتقول: -"جلبي وربي رضين عنك يا ولدي إني لا ممكن أزعل منيك وأصل". -لتهتف مناديه لزوجها : -"يا حج عيسي ولدك اهنه". -حدق إليها يوسف بمحبة وقال: -"صحتك عامله إيه يا عمة وصحة عمي". -أتاه صوت عمه عيسي يقول: -"واه لساتك فاكرني وبتسئل كن الأمر يهمك عاد، أجولك أني بعد اللي حوصل ماليش معاك حديت واصل". -أسرع جو نحو عمه ليقبل يده ويقول: -"سامحني يا عمي حقك عليا أنا طوع أمرك فكل اللي تقوله". -نظرت نرجس زوجة عم يوسف إليه بشدة وقالت: -"وة كنك اتبدلت يا والدي فيك إيه مالك أكده هزلان وعنيك مطفية حوصل إيه يا والدي وياك فالبندر". -رفع جو يده يتلمس شعره ليزفر أنفاسه المخنوقة داخل ص*ره يقول: -"أنا تعبان يا عمة لو تسمحوا لي ادخل اريح يبقي كتر خيركم". -أنهى يوسف قوله وغادرهم ليصعد إلى الطابق العلوي من الدار وولج إلى غرفته وارتمى فوق فراشه، ليعتدل مرة أخرى ويلتقط بيده هاتفه ليفتحه على صورتها وتنزل عبراته تغرق وجه ولم يشعر بأصابعه وهي تتصل برقمها ليرجف قلبه حين سمع رنين هاتفها بعدما سئم الرسالة المسجلة بأن الهاتف مغلق، أفاق يوسف صوت يحمل نفس ملامح صوت حلم ف**ت ليسمع الصوت مرة أخرى يقول: -"جو أنت جو أنا بريق والده حلم". -أجابها جو بلهفة: -"حمد لله على السلامة حضرتك وصلتي أمته". -أجابته بريق وهى تحدق بوجه إبنتها: -"وصلت قبل ميعادي واخدت صدمة عمري لما لاقيت حلم منهارة ومش فوعيها والدكتور نقلها المستشفى وقال إن عندها انهيار عصبي وامتناعها عن الأكل يومين سبب انخفاض ضغطها والحمد لله أني وصلت فالوقت المناسب وإلا كنت فقدت بنتي". -استمع لها جو وهو يشعر بألم ينغز قلبه وشعر بروحه تكاد تسحب منه حين علم بمرضها ليصحو من شروده على صوت بريق فقال: -"آسف حضرتك الشبكة قطعت ممكن تعيدي الكلام تاني". -أعادت بريق حديثها وقد طلبت أن تقابل يوسف، ليجيبها يوسف قائلا: -"بس أنا لسه وأصل البلد مكملتش ساعة وحاولت أوصل لحلم الفندق بلغني أنها مشيت أنا مش عارف أقول لحضرتك إيه". -زفرت بريق بحزن وقالت: -"تقول إنك هتيجي يا يوسف دا اللي عاوزة أسمعه". -**تت بريق فجأة فسمع يوسف صوت همهمة حلم وهي تقول: annem -انصت جو ليستمع لصوت محبوبته تسئل والدتها: -"إنتِ بتتكلمي مع مين annem إنتِ بتكلمي جو ارجوكي يا أمي خليني أسمع صوته وحياة بابا متخليهوش يقفل". -مدت برق يدها بالهاتف لابنتها فهمست حلم بصوت أوجع قلب والدتها: -"جو سمعني صوتك جو حبيبي وقول إنك سامحتني لإني بعدت عنك صدقني غصب عني حبيبي إني اسيبك بالشكل دا، جو نفسي أسمع صوتك ولو للمرة الأخيرة قبل ما". -قاطعها يوسف قلقا من نبرة صوتها وقال : -"حلم مالك يا عمري إيه حصل لكل دا، فهميني يا حلم عمري، وبعدين مفروض أنا اللي تسامحيني لأني يأست فلحظة ضعف ومشيت من القاهرة رجعت جرجا تاني لما حسيت إني فقدتك، ارجوكي سامحيني وصدقيني أنا هكون عندك بكرة يا حلم أنا لا يمكن أبعد عنك تاني، لإن اليومين اللي فأتوا كانوا جحيم عليا من غيرك حسسوني فعلا إن الموت هو غيابك عني، حلم أنا عندي أموت و لا يحصل لك أي حاجة مقدرش أتحمل إن الهوا اللي بتنفسه ميكونش فيه ريحتك". -أجابته حلم بضعف: -"لا يا جو متجيش متجيش أرجوك أنا خايفة عليك أنا فداك ". -شعر يوسف بالخوف يتصاعد بداخله من حديثها فقال بحزم: -"إنسي الكلام الفاضي دا واديني والدتك يا حلم لو سمحتي". -سمع يوسف صوت بكائها ثم صوت والدتها تسئله: -"هتعمل إيه يا جو". -أجابها يوسف وقال: -"بكرة هتلاقيني من بدري عندك". -احضنت بريق ابنتها وهي تحاول تهدأتها وقالت: -"متخافيش يا حلم محدش هيقدر يأذيكي يا بنتي وبعدين أنا معاكي وكمان جو معانا فمتفكريش أنه هيقدر يوصلك بعد ما بقيتي هنا، انا مش هسمح له أبدا يمسك". -همست حلم ببكاء تقول وهي تنظر لها: -" annem أنا خايفة على جو، عارفة مهم أي حاجة فالدنيا طالما جو هيبقي بخير حتى لو هيبعد عني هتحمل يسيبني إنما مش هقدر أتحمل يحصل له أي حاجة هو مش هيسيبه فحالة أبدا". -ليسيطر عليها البكاء مرة أخرى فجعل أنفاسها تضيق ووجهها يزداد شحوبا لتصيح بريق باسم ابنتها وهي تحتضنها بقوة وتقول: -"حلم فوقي يا بنتي أنا مقدرش أعيش من غيرك إنتِ الحاجة الباقية لي من والدك مينفعش تسبيني يا حلم". -شددت بريق من أحتضان أبنتها حتى هدأت نوبة بكائها لتنظر حلم إلى أمها وتقول: -"هو اللي هيفرقنا يا أمي ياريتني ما جيت مصر، ليه خلتيني اجي مصر علشان اتعذب زيادة و أموت، ليه يا أمي مافيش حاجة بتكمل معايا للآخر". -أغمضت حلم عيناها لتسقط في حالة اللاوعي مرة أخرى.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD