إحتياج وشوق.

3736 Words
جلس عا** فى مكتبه والقلق ينهش قلبه لإختفاء ريم وخديجة بعدما وصلت خديجة بساعة إلى عيادة ريم وإلى الآن لم يصل رجاله لمكانهم كأنهم تحولوا إلى أشباح هم وطاقم الحرس جميعا، فاتصل بهازان ليطلب منها الحضور إلى القاهرة. فى الطريق إلى جرجا اتصل على بأسامة ليبلغه بما حدث ليسمع صوت أسامة الناعس يقول: إيه يا آخر صبرى بتتصل نص الليل عاوز ايه ما تخلى عندك شوية أنا لسه عريس. اجابه يوسف وقال: أنت هايص يا أسامة يا منير ومتعرفش حاجة مش هتصدق اللي هقوله ليك صحصح لي كدا وفوق واسمعنى كويس. وقص عليه يوسف كل ما حدث استمع أسامة وسارة للمكالمة لتصيح سارة بدهشة: حلم معاك أنت مجنون يا على. قاطعها يوسف وقال: لا يا سارة نادينى بأسمى يوسف إنا قلت لكم يوم ما ارجع حلم ليا هيرجع لى أسمى أنا يوسف يا سارة واسمعينى كويس انتى هتحصليني مع أسامة علي بيتنا عند عمى عيسى فاهمين أنا هستناكم متتاخروش. وصل موكب السيارات الذى جعل أهالى البلدة يستيقظون لإرضاء فضولهم لمن هذا الموكب الكبير والحراسة الشديدة لتقف السيارات أمام منزل الحج عيسى الذى منذ دماء الزفاف وهو منطفىء ومتشح بالسواد ليقف الاهالى ويتجمعون إمام الدار ينظرون بفضول شديد للحراس الذين التفوا حول السيارات يحجبون الرؤية عنهم ليطرق يوسف الباب ويسمع صوت عمه يقول: واه على مهلك يالى على الباب مين اللي جاى الساعة دى. ليفتح الباب ويقف محدقا بوجه ابن أخيه بذهول. ارتمى يوسف فى حضن عمه بغتة جعلت عيسى ينتفض فى وقفته وخلفه زوجته نرجس ترتدى الأ**د و قد زاد عمرها أضعاف بسبب الحزن لتصيح غير مصدقة: معجول دا ولدى يوسف ولدى يوسف. لتقع أرضا، فصاح يوسف وعيسى فى وقت واحد: امى , نرجس. فهرع يوسف إلى زوجة عمه. لتدخل حلم تتأبط ذراع جدتها تنظر حولها بفضول وهى تشعر بالاطمئنان يملاء حواسها ويغمرها منذ دخلت البيت. لتقترب من زوجة عم يوسف نرجس وتخرج زجاجة عطرها تنثر منها أسفل أنفها. لتفيق نرجس وتبكى قائله: ولدى ولدى ياما أنت كريم يارب ولدى رجعلى تانى يا حج عيسى ولدى رجع لحضنى يوسف جرب يا ولدى خلينى اتوكد إنك ولدى بوصح. احتضنها يوسف يبكى: حقك عليا يا أمى مكنش بايدى إنى اختفى بعد اللي حصل. وقبل يدها وقبل يد عمه يطلب منه السماح، ليجد عمه يتفرس فى وجه تلك التى تقف تنظر لهم بحيرة وللسيدة التى تقف بجانبها ليقول: وة وة يا ولدى كنى شايف مرتك مش دى مرتك يا ولدى ولا انى مشيفش ما تفهمنا يا يوسف. فتح يوسف المندرة وأجلس خديجة وحلم وقال: اتفضلوا هنا وهاجى أنا وعمى وأمى نرجس. ليدخل يوسف ساندا نرجس ليجلسها بجانب خديجة ويأخذ حلم لتجلس بجانبه محتضا إياها ليقول لعمه: هحكيلك كل حاجة يا عمى لأنك الوحيد اللي هتساعدنى نعرف الحقيقة. وقص عليه يوسف كل ما حدث ولكنه لم يستطع إخباره بأمر زواج حلم من عا** فهو يعلم جيدا أن آمرا هكذا فى عرفهم يعنى القتل. سمع الجميع صوت عيسى يقول: بس يا ولدى عمام مرتك ميعلموش أنها كانت حدانا من لأول أنى متوكد من أكده من بعد ما حوصل اللي حوصل واختفيت انت من المستشفى. أنى روحت لحديهم بلدهم واتحددت مع عمها الكبير براهيم وجال لى أنه معرفش من الأساس أن أخوه محمد عندية بت وأنه لو كان يعرف كانت هتبجى العوض عن الغالى اللي مات فعز شبابه واتخ*ف منيهم. وكان بيدور معانا يا ولدى على جتت مرتك اللي اختفت من المستشفى جبل ما تختفى إنت كومان وبعد اكدة علمنا إن الست بريج اخدتها. سمع الجميع صوت خديجة يقول: أريد أن أقابل اعمام حلم حفيدتي. اجابها عيسى: من النجمة هشيع للحج براهيم ياجى اهنه دا الفرحة مش هتساعه لما يعلم ان بنت الغالي عايشة و الله الواحد ما مصدج حاله. سئلت نرجس يوسف وقالت: أومال فين الست بريج يا ولدى أنى اتوحشتها جوى. اجابها يوسف بحزن: للأسف يا عمة والدة حلم ماتت. شهقت نرجس وقالت: ست بريج ماتت ميتة الحديت دا لا حول ولا جوة إلا بالله ربنا يصبر جلبك يا بتى فجدتى أمك صغيرة. كانت حلم تتابع الجميع والصداع يفتك بها لتقف وتقول بهدوء غريب: أنا محتاجة أنام ممكن. نظر لها يوسف وقال: أنا مقدر اللي انتى فيه يا حلم بس عاوزك تجمدى حتى لو مفتكرتيش حاجة من اللي فات أنا معاكى ومش هسيبك واهو زى ما قلت لك عمى عيسى هو اللي عنده حل لكل حاجة. همست حلم وقالت: جو أنا عاوزة أنام من فضلك. انفطر قلب يوسف علي حبيبته فهو يقرأ عيناها ونظرتها المبهمة الحائرة و التى حملت حزن لا يناسبها ليأخذها من يدها يحملها يصعد بها إلى غرفته والتى لدهشته وجدها وكأنه لم يتركها أبدا ليرقدها علي فراشه ويسحب غطائه عليها فأخذته حلم منه تتلحف به شاعرة بالبرد يسرى فى إرجاء جسدها فشعر بالقلق والخوف عليها ليتصل بأسامة يطلب منه الإسراع بالقدوم فأخبره أسامة أن إمامه ساعة على وصوله. غفت حلم ما إن لاسمت رأسها الوسادة لتهرب من دوامه الصداع التى اخترقت عقلها تكاد تميتها و البرد الذى يخترق اوصالها…نزل يوسف إلى المندرة ليعتذر من خديجة وطلب منها أن تذهب معه إلى غرفتها لترتاح قليلا من عناء السفر وعناء الحديث الذى دار. فقالت نرجس: خليك أنت يا ولدى أنا هوصل الست خديجة لموطرحها اتفضلى يا ستنا. وقفت خديجة وقالت: لا أنا مش ستكم أنا آنة خديجة يا نرجس انتى فمقام بنتى. ابتسمت نرجس وقالت: وة وة مجام بتك مرة واحدة على رأسى حديتك دا والله ما فى زيكم أبدا اتفضلى معايا علشان تريحى شوية الطريج متعب برضيك. جلست يوسف بجانب عمه وقال: فى كلام لازم تسمعه يا عمى بعد ساعة هتوصل أختى سارة. حدق عيسى فى يوسف وقال: خيتك مين يا ولدى ودى جت ميتة ومنين يا ولدى. قال يوسف: اسمعنى يا عمى وأنت تعرف كل حاجة أنا بعد ما فوقت فالمستشفى وبلغونى أن حلم ماتت وعرفت أن نظرى راح خالى زيدان جالى يشوفنى معرفش عرف إزاى واستغربت مجيته وقالى انه معاه ضيفة لازم اسمعها كويس وافهم كلامها بصراحة انا كنت فحالة مش عاوز اسمع حاجة بعد ما فقدت مراتى إنما لما اخدتنى فحضنها حسيت إن أعرفها الضيفة دى يا عمى كانت امى. هتف عيسى وقال: وة أمك بس أنى مشفتهاش يا ولدى صحيح جابلت زيدان وكان معاه مرته تبجي امك جت ميتة. تن*د يوسف وقال: مكنتش مراته يا عمى دى كانت أمى و لابسة النقاب علشان محدش يعرفها. نظر له عيسى و قال: كمل كمل يا ولدى دانت جصتك جصة شكلها واعرة جوى. أكمل يوسف المهم: خالى بلغنى أن امى كانت بتيجى البلد تشوفنى من وقت للتانى تطمن عليا و لأنها منتقبة محدش عرفها وكان خالى بيسهل لها الزيارة كل مرة ولما عرفت أن كليتى كانت فالقاهرة بردوا كانت بتيجى تشوفنى هناك. و فهمت أنها مهربتش ولا عملت حاجة تجيب لها أو لاى حد فينا العار لأن خالى زيدان هو اللي سفرها القاهرة لما لاقى أن جدى بيظلمها بجوازها وهى رافضة وعاشت هناك ورضيت على حالها تبقى محرومة منى. وبعد سنتين اتجوزت زميل خالى كان أرمل و محروم من الخلفة إنسان طيب جدا وقلبه ميتخيرش عن قلبك يا عمى وبعدين امى ولدت أختى سارة وعشت معاهم لحد ما عمى إبراهيم وامى اتوفوا وهما فالحج فاختى سارة هى اتولت رعايتى بعد كدا فازمة عمايا. سئله عيسى وقال: طب ليه هملتنا من لأول يا ولدى ولا كنت مفكر أن حدا منينا هيأذى أمك الست جليلة. أجابه يوسف وقال: لا يا عمى مش كدا اللي حصل إن وصلت لى مكالمة تهديد بالقتل ورسائل فهمت منها أن كان مفروض اتقتل أنا مع حلم ف امى وخالى خافوا عليا ولأنى كنت فحالة نفسية صعبة جدا لانى حسيت انى السبب فال حصل لمراتى ومعرفتش احافظ عليها من الموت. فسبته يرتب أن أسافر معاهم وكان لازم اختفى فغيرت أسمى من يوسف لعلى لحد ما ربنا أراد أقابل حلم مراتى لانها دكتورة ولانها نسيت كل حاجة معرف*نيش وأنا لانى كنت اعمى مكنتش متأكد إنها هى لحد ما سافرت وعملت العملية ونظرى رجع تانى وروحت اشكرها فاتأكدت انها حلم. فقررت إننا لازم نرجع البلد واهو مرجعتش لوحدى رجعنا كلنا يا عمى علشان البيت اللي لابس الأ**د بسببى يرجع ينور تانى. نظر عيسى إلى يوسف وقال: بوجى يوحصل معاك أكده يا ولدى وأنى مبجاش بضهرك اسندك أنى لو خابر اللي عومل عملته دى راح اجتعه نسايل نسايل بس مين يا ولدى اللي عومل كل دا . أجابه يوسف وقال: أنا شاكك فى واحد بس يا عمى ومافيش غيره عا** قريب حلم وخالة حلم للاسف هى اللي ساعدته وحضرتك اللي حليت اللغز لما قولت أن عم حلم ميعرفش أصلا إن له بنت أخ ومافيش أى تهديد ليها من ناحيتهم يعنى خالة حلم كذبت على بريق ووهمتها أنهم هيقتلوها هى وبنتها لسبب فدماغها هى وأنا لازم أعرفه. لي**ت يوسف قليلا ويقول بتردد: عمى أنا محتاج اشوف شيخ المسجد واسئله على حاجة مهمة حاجة هتحدد لى أنا واقف على أرض صالبة ولا سراب. أجابة عيسى: من النجمة يا ولدى هبعت أشيع للشيخ عثمان يجئ واسئلة كل اللي بدك إياه. ودلوجت أطلع أنت وريح جار مرتك لأحسن بكرة هيبجى مولد و يوم واعر لما الخبر يوصل إنك عاودت من تانى و معك كومان مرتك. عارف يا ولدى هنا بنت عمك طه خلفت أربعة سمت يوسف وحلم و عبد الرحمن وطه جالت لازمن يفضل الاسم عايش وسطينا. و الله هتفرح جوى يا ولدى لما تسمع الخبر الزين دا وإنك اهنه وسط أهلك وناسك ربنا ما يحرمنى منك يا ولدى إنى اتوحشتك جوى جوى وكنت خايف لاموت لوحدى دا أنى كل مونايا إنك أنت اللي تاخد عزايا يا ولدى. حضن يوسف عمه وقال: ربنا يبارك لى فعمرك يا أبويا أومال مين بس اللي هيشيل ولادى وولاد سارة أختى ويربيهم. دعى عيسي ليوسف وقال: طيب يا ولدى روح ريح بدنك شوية يا حبيب جلبى. قال له يوسف: هستنى بس سارة وجوزها واخليهم يرتاحوا وهطلع أنام علي طول اتفضل حضرتك قوم ارتاح. خرج يوسف وجلس أمام الدار فرأى أحمد يقف مع زملائه فأشار اليه ليتحدث معه إبتسم أحمد ليوسف وقال: تأمرنى بحاجة يا أستاذ على. ربت يوسف على كتف أحمد وجذبه ليجلس بجانبه وقال: أولا أنا أسمى الحقيقى يوسف مش على و لاش ألقاب لإن حلم قالت لى على كل حاجة إنت عملتها معاها وكنت بتساعدها إزاى. نظر له أحمد باستغراب وقال: حلم مين حضرتك. إبتسم يوسف وقال: دا اللي أنا عاوزك فيه أنا حسيت إنك إنسان معدنك كويس وتستحق الثقة ولازم تعرف كل حاجة لإن هعتمد عليك خصوصا إنك تبع أمن الدولة وأكيد هتقدر تفيدنى على الاقل من الناحية القانونية و خبرتك. أستمر حديث يوسف مع أحمد وقتا أفهمه فيه يوسف مختصر الأحداث و كان أحمد يستمع له بدهشة فقال حينما أنهى يوسف حديثه: حضرتك لو تعرف ان كلنا كنا فعلا شاكين فعا** دا وكنا مستغربين إزاى هما الاتنين مرتبطين دلوقتى فهمت الموضوع وعاوزك تطمن أنا فظهرك ولو كنت بحمى الدكتورة ريم علشان كان واجب عليا ف دلوقتى هحميها لانها بنت بلدى وليها حق كبير لازم يترد لها اطمن يا استاذ يوسف كلنا هنحميها ولو على حساب أرواحنا. احتضنه يوسف وقال: دا العشم فيك أنا قلت إنك هتبقى أخويا و فظهرى. أبتعد أحمد عنه وقال: بس أنا عاوز ألفت نظرك لنقطة الأستاذ عا** معاه حصانة دولية يعنى مش هتقدر تعمل معاه أى إجراء قانونى جنسيته و لإنه سفير غير إنه رجل أعمال قوى جدا بيصعب الأمر و علشان تعرف توصل له الموضوع هيبعد تماما عن القانون ولازم تفكر زيه بالخديعه. نظر له يوسف مستغرب اقتراحه، فأكمل أحمد: مستسغربش يا أستاذ يوسف ما لما تواجه ديب زى دا لازم تتعامل معاه بنفس منطقه علشان تعرف تجيب عا** هيبقى تنصب له فخ و بما إنه ميعرفش عنك أى حاجة خالص و دى نقطة قوة فصالحك هتقدر تلاعبه و تسحبه لهنا. اللي زى دا مينفعش معاه قانون أنا عارف إن مفروض مقولش كدا إنما تعاملى معاه خلانى عرفت وفهمت إنه مش إنسان سليم وإنه بيستغل أى حاجة لصالحه فهمتنى. هز يوسف رأسه بإيجاب وقال: نفكر نسحبه إزاى لهنا قبل ما يعرف إن حلم وجدتها هنا ويهجم هو لازم إحنا اللي نهجم الأول. استأذن أحمد ليعود الى زملائه يفهمهم الأمر. وصل أسامة وسارة ووجدا يوسف بانتظارهما يجلس إمام الدار ليشعرا بغضبه وانفعاله ...فهمست سارة لزوجها: شايف جو عامل إزاى أنا خايفة عليه آوى وحسه أن مجيتنا هنا مش هتمر عادى. طمانها أسامة وقال: متخافيش يوسف عاقل و مش هيتهور و. نظرت له سارة بدهشة وقالت: مش هيتهور يبقى متعرفش جو زى ما أنا عرفاه أنا حسه بيه و عارفة قد إيه بيتعذب اللي راح منه مش حاجة سهلة يا أسامة دى مرآته اللي ملحقش يلمسها حتى إنا عشت معاه أيام صعبة آوى لما جه مع ماما وبابا الله يرحمهم. رفع جو بصره فرآهم ف قام من مكانه محتضنا أخته ثم احتضن صديقه ليبتعد عنهم و يعود إلى مكانه فقال له اسامة: إيه يا عم قاعد كدا ليه. إبتسم يوسف بسخرية وقال: وعاوزنى أقعد إزاى يا دكتور زمانك. اجابه اسامة: يابنى أنا قلت زمانك هايص بقي دا شكل واحد مراته رجعت له بعد سنين. نظر له يوسف و هز رأسه و قال: دلوقتى بقت مراتى ما قلت لكم ومصدقتوش و اهو طلعت إنا اللي صح المهم عاوز منكم خدمة محدش يعرف أبدا بموضوع جواز عا** من حلم وإلا هتبقوا بتحكموا عليها بالموت خصوصا عمى طه آل أنا متأكد أنه مش هيرحب أبدا برجعونا. طمأنته سارة وقالت: متقلقش يا جو محدش هيجيب سيره أبدا ممكن ندخل بقى أنا سقعت آوى ومكنتش أعرف أن الصعيد بالليل برد بالشكل دا. قام يوسف واحتضن اخته وقال: بطلي دلع و انشفى شوية. فاقترب أسامة بغيره منهم ليسحبها من يوسف و يضمها إليه ويقول: طب لو سمحت ايد*ك من على مراتى بقى ياعم ما تروح تحضن فمراتك ولا حلم طردتك برا علشان كدا قاعد هنا. عبس جو وقال: صدق إنت عاوز الض*ب يا أسامة بقلك إيه أنا مش فايق لك بص أبعد عنى الساعة دى و سبنى فحالى يا أسامة أنت مش حاسس بال أنا فيه أنا مقدرش اجى جنبها وأنا مش عارف هى بعد آل حصل دا كله مراتى ولا. لم يتسطع جو إكمال حديثه لينهار فجأة باكيا فاختطفه أسامة بين ذراعيه وهمس مواسيا له: و بعدين يا جو وحد الله كدا ايه يا بطل أنت جاى دلوقتى وتضعف مينفعش حد يشوفك بالحالة دى خصوصا مراتك لازم تبقى قوى علشان تقدر تقف قصاد آل جاى أهدأ بقى و بعدين موضوع الشك أنها مراتك ولا مرات عا** دا مفروغ منه لأن جوازها من عا** باطل ومتمش بموافقتها وأنت اتجوزتها الأول ومطلقتهاش يبقى أنت جوزها من غير أى شك أو كلام. تن*د جو و ابتعد عن أسامة يفكر فيما قاله له ثم قال لهما: تعالوا اوريكم الاوضة اللي هترتاحوا فيها علشان تريحوا شوية قبل المولد ما يبدأ. دخل يوسف إلى غرفته يطمئن على حلم فسمعها تأن فأقترب منها بقلق ليرى جبتها تلمع بالعرق فمد يده يتحسسها ليتفاجىء بارتفاع حرارتها الشديد فربت على وجنتها يحاول أيقظها ففتحت حلم عيناها بضعف و كأنها لم تراه. فهمست: سيبنى أنا بخاف منك أبعد متقربش متخليهوش ياخدنى هيموتنى على على الحقنى على. هزها جو برفق أكثر و لكنها لم تفق فحملها وتوجه بها إلى الحمام ليفتح مياه الدوش و همس لها : سامحينى بقى مافيش إلا كدا. ليدخل بها ويقف تحت الماء البارد لتصرخ حلم وتحاول الابتعاد عن الماء وهى ترتعش بقوة فضمها جو إليه بحنان وقال: لازم الحرارة تنزل استحملى يا حلم معلش يا حبيبتى عشر دقايق بس وهتبقى أحسن سامحيني. كانت حلم ترتعد بسبب برودة الماء فالتصقت بـيوسف و تتشبث به محتضنه إياه ليشعر يوسف بتحرك مشاعره احتياجا اليها و لكنه قاوم رغبته ليفيق على صوتها: خلاص يا على اقفل المية انا حسه ان احسن ممكن نطلع بقى بدل ما أبرد. نظر لها يوسف بنظرات غريبة لتبلع ل**بها فحدقت به هى الأخرى وتاهت فى عيناه حملها يوسف مرة أخرى متوجها نحو فراشه ولكنها أوقفته وقالت: رايح فين نزلنى لازم أغير هدومى المبلولة دى وأنت كمان أحسن تبرد يا على. زفر يوسف عصبية و هو يوقفها أمامه وقال: يوسف يا حلم أنا ليكى يوسف جوزك مبقتش على خلاص. نظرت له حلم وقالت: متزعلش ل**نى لسه مش متعودة على يوسف بس اوعدك هحاول منساش يا جو. ابتسم لها يوسف وتن*د والتفت ناحية الباب فأوقفته قائله: أنت رايح فين وسايبنى خليك معايا أنا خايفة. مرر جو يده بين خصلات شعره ونظر لها وقال: هروح أغير هدومى فاوضة تانية وانتى خليكى براحتك. رفضت حلم حديثه وقالت: لا أدخل الحمام غير بس متسبنيش ياما رجلى على رجلك. حدق بها جو مطولا وقال: متخافيش طول ما انتى فبيتى يا حلم وبعدين سيبنى ابوس ايد*ك أنا مش متحمل اقتربت منه حلم لتقف إمامه وقالت تسئله: مش متحمل ايه أنا معملتش حاجة علشان تقول مش متحمل بعدين انت مش بتقول إنى مراتك مش مرات عا** يبقى هتسبنى وتخرج ليه. وضع يوسف أصبعه على شفتيها و قال بعصبية: متنطقيش اسم راجل تانى على ل**نك فاهمة وبعدين اياكى تجيبى سيره عن جوازك من عا** محدش هنا هيفهم اللي حصل وممكن تحصل جناية. لم تستطع حلم التركيز فى حديث يوسف لقربه منها وأنفاسه تلمس بشرتها وأصبعه على شفتيها فارتعدت وأحست إنها تائهة بين احاسيسها كلما أقترب منها. أحست بحاجتها إن يحتضنها و يطمئنها ترغب فى أن يحتويها دائما بحنانه الذى تراه فى عيناه فاغمضت عيناها عنه حتى لا يرى تأثرها. ولكنها لم تستطع منع نفسها فرقعت يدها تمسك يده وتقبل أصبعه فسمعت صوت تنفسه الحاد وانفاسه تزداد سخونة على وجهها ففتحت عيناها لترى ما تشعر به واضحا على ملامحه هو الأخر فقررت إن تتخذ الخطوة الاولى فحاوطت وجهه بكفيها ورفعت نفسها على أطراف اصابعها وقبلته بحرج، تن*د يوسف ورفع يداه واخفض يد حلم عنه وابتعد واستدار عنها يحاول جمع شتاته وطرد ما يشعر به، ولكنها لم تمهله الفرصه فاحتضنته من ظهره وقالت بهمس: جو متبعدش أنا محتجالك أرجوك يا جو متعملش زى كل مرة وتسبنى وتبعد و. أختنق صوتها بالبكاء، فالتف يوسف لها وضمها إليه فرفعت يدها تجذب رأسه اليها وتقبله مرة اخرى لتطلق بركان اشتياقه لها فبادلها قبلتها ليفقد سيطرته على نفسه ويعبث بملابسها مزيلا إياها من عليها وحملها لفراشه لتغرق حلم صريعه عشق يوسف لها وتترك له العنان ليقودها فى رحله عشقها لها. استيقظت سارة حينما شعرت بنور الشمس القوى يض*ب عيناها لتعتدل فى فراشها تنظر حولها متذكرة أين هى فنظرت بجانبها فوجدت زوجها أسامة غارقا فالنوم فقامت متسللة من جواره لتدخل إلى الحمام الملحق بالغرفة وبعد قليل خرجت منه منتعشة لتغير ملابسها وتفتح الباب بحذر وتتوجه إلى الأسفل. فشاهدت سيده فى منتصف عمرها توليها ظهرها تخرج أرغفة الخبز الساخنه فداعبتها الرائحة الطيبة فقالت: السلام عليكم ممكن بعد إذنك اخد رغيف عيش أحسن ريحته حلوة آوى وهو سخن كدا . التفت إليها نرجس متعجبه من أين أتت تلك الفتاة ومن هى فأخرجت باقى الأرغفة وقامت وقالت: وانتى تبجي مين يا بتى وجيتى ميتة على الدار واه انتى بت مين فالبلد. شعرت سارة بالتوتر فابتلعت ل**بها وقالت: أنا سارة أخت يوسف وجيت قرب الفجر مع جوزى هو يوسف مقلش لحضرتك. صاحت نرجس وقالت: خيت ولدى يوسف كيف عاد وأبوه مات وهو لساته صغير تبجي خيته إزاى. سمعت نرجس وسارة صوت عيسى لتلفت سارة له وهو يقول: دى تبجى بت جليلة يا نرجس وأخت يوسف وبالراحة على البنية اللي ماتت فجلدها جدامك يا نرجس ما تعطيها الرغيف يا وليه وهو سخن لتكون حبلا وبتتوحم. شهقت سارة وأحمر وجهها وقالت بخجل: لا أنا مش حامل بصراحة مش عارفة بس ريحه الخبيز جميلة آوى و. اسكتتها نرجس باحتضانها إياها وشدتها لتجلس بجانبها على الأرض وأعطتها رغيف الخبز وقالت: بألف هنا علي بدنك يا بتى أخت ولدى يوسف تبجى بتى أنى كومان يعنى تجولى لى يا أما نرجس. ابتسمت سارة وقالت: تسلم ايد*ك يا ماما نرجس العيش حلو آوى أول مرة أكل عيش بالطعامة دى. سئلها عيسى وقال: أومال جوزك فينه يا بتى ولا لساته ناعس زى يوسف أنى مش خابر كيف يناموا للضحى اكده. اجابته سارة وهى تأكل الخبز بنهم أصلنا وصلنا متأخر وعلى ما نمنا كان بعد الفجر فكنت هسيبهم شوية وبعدين اصحيهم ولا حضرتك عاوزهم دلوقتى ممكن أروح أصحـ. قطع عليها أكمال حديثها طرقات قوية على الباب ليطلب منها عيسى إن تصعد إلى غرفتها ولا تنزل منها إلا حينما يناديها و أيضا أن توقظ أخيها وزوجها. ليجد خديجة تهبط السلم وتنظر لهم فقال عيسى: معلش يا بنيتى خدى معاكى الست خديجة وصليها اوضتها. ونظر إلى خديجة ثم خفض بصره وقال: سامحينى يا ست خديجة استسمحك تطلعى تانى على ما نعرف مين اللي جلنا دلوجيت. استيقظ يوسف لينظر إلى النائمة على ص*ره ترتسم على شفتيها ابتسامة رضى وحب. فمد يده يلمس وجهها برفق ليشعر بها تتملل وتفتح عيناها بنعاس لترفع بصرها محدقه بوجه يوسف لتفاجئة بقولها: ياااااه يا جو أول مرة أنام وأنا مطمنة كدا ومحلمش لا بالحلم اللي دائما يجيلى ولا حتى بالكوابيس مالك يا جو بتبص لى كدا ليه. مرر يوسف أصبعه على شفتيها ورقبتها حتى وصل لكفها فرفعه وقبله ووضعه على ص*ره وقال: حسه بدقات قلبى أول ما قولتى أسمى بقت ازاى متخيلة أن بس أسمى لما تقوليه بيشقلب حالى كدا، فما بالك وانتى بين ايدى يا حلم عمرى. وانحنى يقبل شفتيها فمدت حلم يدها و شدت رأسه ليقترب منها أكثر. فضحك يوسف بقوة وقال وهو يحاول الابتعاد عنها: نفس جنانك يا حلم وتهورك أول ما كتبنا عقد جوازنا وبريق سابتنا لوحدنا حاسس أن الزمن رجع تانى. اجابته حلم دون إدراك منها: بس أنت وقتها بعدت عنى وهربت. و**تت فجأة كما تحدثت فجأة لتضع يدها على جبتها تسكن ض*بات الصداع التى هاجمتها. فحدق فيها يوسف قائلا: افتكرتى يا حلم افتكرتى لأن دا فعلا اللي حصل. بكت حلم ودفنت رأسها بص*ر يوسف وقالت: طب ليه مش عارفة افتكر أى حاجة تانية وليه الصداع دا بيجيلى أنا بتعذب منه كل ما أحاول أفكر بيبقى أشد وأشد. مسح يوسف على شعرها وقال: هشششش أهدى ومش عاوزك تفكرى خالص ولا تحاولى تفتكرى أى حاجة انتى مش متخيلة سعادتى إنك افتكرتى حاجة زى دى حصلت بينا معناه أن فى فرصة تفتكرى بعد كدا بس مش عاوزك تجهدى نفسك خالص ممكن يا حلم عمرى. هزت حلم رأسها موافقة فسمعوا طرقات على باب الغرفة وصوت سارة يقول: يوسف يوسف أنت صاحى ينفع أدخل. لم يجيب عليها يوسف حتى شعر أنها ابتعدت فقام من سريره ليسمع صوت حلم يشهق فالتف لها فرآها تضع كفيها على وجهها فعاد إليها وقال: على فكره أنا جوزك ومتنسيش تانى أبدا وقبلها وابتعد داخلا إلى حمام الغرفة. ف*نهدت حلم وشعرت بالسخونة تحتل جسدها وهى تتذكر حنانه وعشقه لها بالأمس واحساسها وهى معه الذى لم تشعر به من قبل، لتتذكر عا** وما عانته معه فى الفترة الاخيرة ولمساته التى لطالما اشعرتها بالعار والاشمئزاز منه ومن نفسها فشعرت بالحزن والقهمر وانهمرت دموعها على وجنتيها، ولم تشعر بـيوسف يجلس بجانبها وشعره مبتل عارى الص*ر يسئلها بقلق: مالك يا حلم حصل ايه علشان دموعك دى تنزل أنا مش عاوز اشوف دموعك دى تانى وربنا يقدرنى اعوضك عن كل دمعه وكل حاجة تعبتك من غيرى. اشتد بكاء حلم فضمها يوسف إليه وقال: ارجوكى يا حلم كفايا متعيطيش. سمع يوسف صوت حلم تحدثه ببكاء: سامحنى إنى فرطت فنفسى يا يوسف أنا مش عارفة ازاى قبل على نفسه يعمل كدا فيا ويكدب ويتجوزنى وأنا على ذمتك سامحنى يا يوسف أرجوك أنا بكره نفسى وبكره جسمى اللي لمسه من غير وجه حق. قال لها يوسف بعصبيه حينما أتت على ذكر عا**: انتى ملكيش ذنب يا حلم هو اللي إنسان معندوش شرف ولا ضمير ولا دين علشان يغتصب حق مش حقه هو واللي ساعدوه وأنا بوعدك أن هغسل عارى بدمه لأن دا أقل رد على عمله فيكى بس وحياة يوسف يا حلم متجبيش اسمه على ل**نك تانى. هدأت حلم قليلا وقالت: حقك عليا مش هجيب سيرته تانى أنا آسفة يا جو ثم قالت له بخجل: ممكن بقى تغمض لحد ما أقوم أدخل الحمام. ابتسم يوسف بمكر وقال: وأغمض ليه طب ما أوفر عليكى الحركة واشيلك اوصلك علشان انتى لسه تعبانة. لكزته حلم على ص*ره وقالت بخجل: بطل بقى ميصحش على فكره ويلا اتفضل خد هدومك وأدخل الحمام ألبس وروح شوف سارة كانت عوزاك ف ايه وأنا هبقى أقوم لما تخرج.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD