ضعف

3469 Words
نزل يوسف ليجد عمه طة ومسعد وبجانبهم يقف رجلا يرتدى ملابس الأزهر...ليسمع يوسف صوت عمه طة يقول : وه وه دا بينه الحديت صوح و يوسف رجع اومال اللي الحديت اللي اتجال و انك موت يا ود اخوى وانسرجت جتتك مين اللي جاله.. صاح به مسعد وقال : وه و لزمته إيه نجول الحديت العفش دا وود الغالى بصحته واجف جدامنا يا خوى تعالى يا ود الغالى لك وحشة يا يوسف تعالى فى حضن عمك و الله ما مصدج عينيا. تحرك يوسف من مكانه ليحتضنه عمه مسعد ليشده عمه طة كذلك لحضنه ويقول : ألف بركة انك بخير يا ولدى والله لاعمل ليلة لله انك بخير .. ابتعد يوسف عن عمه وقال : تسلم يا عمى دا العشم بردوا ومتقلقش الامور هتفضل ماشية زى ما كانت ومافيش حاجة هتتغير و.. قاطعه طة وقال : وه ولزمته ايه الحديت المساخ دا يا يوسف يا ولدى مفكرنى خايف على الجرشنات يا ولدى انت اغلى من كل الفلوس انت غيابك جطع فينا و دارنا ضلمت من يوم ما غبت خيوبن عليا لو جولت الحديت العفش دا يا يوسف ليحرم عليا دارك و .. اسكته عيسى وقال .. بكفياك عاد يا يوسف وانت يا طة متزعلش منيه حوصل خير و يلا نرجس حضرت لنا الوكل خلينا نرجع زى لاول عزوة و ربنا يبارك لنا فعيالنا كلاتهم .. و نظر إلى الشيخ عثمان ليقول : وه نسيت اجولك يا يوسف الشيخ عثمان لما خبر انك عاودت جه علشان يرحب بيك .. ودخل عيسى إلى المندرة ليدخل خلفه طة ومسعد فأوقف يوسف الشيخ عثمان ليهمس له قائلا : كنت حابب اسئل حضرتك يا مولانا عن حاجة .. أجابه الشيخ : أسال يا بنى عمك عيسى اخبرنى انك عدت بعد غياب سنوات وتريد ان تستفسر عن بعض الامور هل تريد الحديث مع اعمامك ام نكون وحدنا… أشار له يوسف على غرفة أخرى ليقول : لوحدنا يا مولانا لان اللي محتاج اسأل عنه واعرفه مش عاوز حد يعرف عنه حاجة… دخل يوسف والشيخ عثمان إلى الغرفة وهو مطمأن إن عمه عيسى سيشغل أعمامه بعيدا عنه حتى ينتهى من حديثه مع الشيخ ليجلس يوسف بجانب الشيخ و يقص عليه ما حدث بأختصار.. ليعقد الشيخ عثمان حاجبيه ويستغفر الله كثيرآ.. فأحس يوسف بالرهبة مما سيقوله له الشيخ ليسمعه يقول : لا حول ولا قوة الا بالله ان ما تقوله يا بنى لهو كبيرة من الكبائر انها حالة زنا واضحة.. حبس يوسف أنفاسه حينما سمع كلمة زنا ليشحب ويشعر بأن لا مخرج له مما فعله ليكمل الشيخ حديثه : عا** زنى بزوجتك دون علمها و زواجه منها باطلا وغير جائز شرعا ان كان تزوجها بعد شفائها و ما فعله من الكبائر .. سئله يوسف : بس يا مولانا لو قال إنه ميعرفش إنها متجوزة من الأساس الحكم هيكون ايه لانه ممكن بسهوله يقول انه ميعرفش علشان يهرب من القانون .. أستغفر الشيخ عثمان وقال : سأفهمك يا بنى إن قال أنه كان يجهل بأمر زواجها من آخر وكان قد تزوجها بعدما أفاقت من مرضها وهى كما أوضحت ليس لها ولي.. ولان الفتاة البكر يزوجها وليها وبموافقتها فالزواج دون موافقة الفتاة باطل لحديث "والبكر تستأمر وإذنها **تها أما فى حالة اليتيمة فتستأمر اليتيمة في نفسها أى تزوج نفسها بنفسها إن لم يكن لها اى احد يصلح أن يكون وليا لها، والزواج مع غياب عقل أحد طرفيه بنوم أو إغماء وكما فى حالة زوجتك فقدانها لذاكرتها وجهلها بماضيها وسقوطها فى دائرة الخديعة غير صحيح لحديث "رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يعقل وعن الصبي حتى يحتلم". فلابد فيه من الحضور والموافقة وعليه فهذا الزواج إن كان ثمة زواج أصلا باطلا … أما ان قال انهم تزوجوا من قبل الحادث فهنا هو كذب بين فمتى سيكون قد تزوج منها و هى فى الاصل زوجتك وكانت معك و لم تكن معه إلا بعد الحادث .. تن*د يوسف بارتياح و قال : يعنى هى مراتى أنا يا مولانا وجوزها منه باطل لانى متأكد إن مراتى مقبلتش بيه بعد ما فاقت من الغيبوبة .. هز الشيخ رأسه باسف وقال : للأسف يا بني ارتكب عا** فعلة بغيضة سيكون حسابه عند الله عسيرا وشديدا عليها فهو من تزوج بمتزوجة ما فعله مرفوض فى كل اديان الله .. طلب يوسف من الشيخ عثمان بكتمان الحديث الذى دار بينهم لخطورته ف طمأنه الشيخ و خرجا…ليجدا أسامة يبحث عنه فقال يوسف : إنت لسه صاحى يا أسامة تعالى أما اعرفك بمولانا الشيخ عثمان ويلا علشان تتعرف على اعمامى ومتقولش حاجة عن سارة إلا لما اكلمهم أنا الاول .. مد أسامه يده ليسلم على الشيخ ليدخلا إلى المندرة ليتفاجئوا بوجود خديجة وحلم وسارة يجلسون مع اعمام يوسف وعلامات الصدمة على وجه طة ومسعد... فهمس أسامة : كملت ربنا يستر بقى أنا بقول أخد مراتى وامشى يا جو … نظره له يوسف و رفع حاجبه ف**ت أسامة وتقدم بعدما أجلس الشيخ عثمان بجانب عمه عيسى ليجلس بجانب حلم ويقول : تعالى اقعدى جانبى يا سارة… فقال طة : وه كنك خايف على خيتك منينا يا يوسف ولا خايف تعرفنا انك اتجوزت من جديد… أجابه يوسف : أبدا يا عمى وهخاف على اختى من عمامها ليه الاول احب اعرفك على اسامة جوز سارة اختى وصاحبى اما مراتى فانا متجوزتش جديد ولا حاجة دى حلم مراتى يا عمى ممتش انما للاسف اتخ*فت من وسطنا يا عمى ولما رجعتها جينا نعيش وسطكم ودى جدتها... قال طة و مسعد فى وقت واحد : كيف الحديت دا مرتك حلم اللي ماتت يوم فرحكم ... كاد يوسف أن يجيب ولكن صوت خديجة اوقفه وهى تقول : حلم حفيدتى اصيبت بفقدان ذاكرة ولم تتذكر حتى الان اى شىء عن ماضيها ونحن هنا لنعرف من الذى أراد قتلها هى ويوسف … نظر طة ومسعد لبعضهما يحاولان استيعاب ما يقال ليسمعا صوت نرجس تقول : الفطور جهز يا حج عيسى هات ناسك وتعالوا .. خرج عيسى واخوته والشيخ عثمان يراقبهم يوسف وحينما ابتعدوا عن سماع صوته قال : متقلقوش يا جماعة اعمامى متقبلين وجودنا و هيساعدونا نعرف الحقيقة المهم ان محدش يطلع برا لوحده ممكن … علت همهمة بموافقة الجميع ليمسك يوسف يد حلم فوجدها باردة فنظر لها وقال : مالك يا حلم عمرى اوى تكونى خايفة وأنا موجود انا قلتهالك انا فداكى وعمر ما هسمح لحد يمس شعره منك… ثم حدق بها وقال : علي سيرة شعرك مش هتتحجبى زى ما كنتى يا حلم عمرى .. سئلته خديجة : اكانت حفيدتى ترتدى الحجاب… هز يوسف رأسه بالايجاب و قال : اه لبست الحجاب قبل فرحنا .. نظرت له حلم وعيناها مليئة بالدموع وقالت : بس أنا لبسى كله مينفعش للحجاب طب ليه خلونى اقلع الحجاب ليه عملوا فيا كدا يا يوسف انا هتجنن انا مش فاهمة حاجة ازاى وصل بيهم الجرم انهم يخالفوا الشرع فكل حاجة بالشكل دا … احتضنها يوسف وهمس : ممكن تهدى قلت لك هجيب لك حقك المهم عندى انتى مش عاوزك تبكى عيونك الحلوة دى متبكيش تانى ممكن يا حلم عمرى … لم تهدا حلم فسحبت نفسا و قالت : الشيخ قالك ايه … بلع يوسف ل**به وهرب ببصره عنها و قال : مش وقته يا حلم علشان اعمامى كلهم برا يلا تعالى افطرى الاول وبعدين هقولك على كل حاجة واحنا لوحدنا علشان محدش يعرف حاجة عن الموضوع دا ومش عاوز حد يعرف منهم… مر اليوم ويوسف يتهرب من حلم فهو يعلم علم اليقين أنها بمجرد ان تعرف ما قاله الشيخ سيكون الأمر صادما لها فأشفق عليها و هو يرى عيناها ترجوه… ليتفاجىء بها تقف أمام عمه عيسى بعدما غادر اعمامه و حل الليل وتقول : ممكن أعرف إنت بتهرب منى ليه يا جو ممكن تفهمنى أنا عاوزة اعرف الشيخ قالك ايه على موضوع عا**… اسرع أسامة لينقذ الموقف و يحاول ان يهدىء من عصبيتها و لكنها نهرته وصاحت متجاهلة أسامة موجهه كلامها ل يوسف : ما ترد عليا خايف تتكلم ليه هتخبى عليا زى ما خبوا الشيخ قالك إيه يا يوسف قالك انى كدا مش مراتك .. حدق به عيسى وقال : إيه الحديت اللى مرتك عم تجوله دا يوسف ومالك وشك جايب الوان اكده ما تخبرنى ايه الموضوع ولا بينه سر ومعوزش عمك ال رباك يعرفه .. كان يوسف يحاول جمع شتات نفسه لحديث حلم أمام عمه وصياحها ليقف ويجذبها يريد الخروج بها من المندرة ولكنها سحبت يدها منه بقوة وصرخت قائلة وقد تملك منها الغضب : مش هروح فاى مكان لازم تتكلم هنا و ادام عمك انا خلاص مش هتحمل اى كذب عليا تانى .. صاح فيها يوسف : أنا عمرى ما كذبت عليكى يا حلم ولو سمحتى اهدى انتى منفعلة ومش شايفة نفسك بتتكلمى معايا ازاى … احست حلم بانها لا تقوى على احتمال ال**ت أكثر ليعلو صوتها أكثر قائلة : لا مش شايفة ومش هشوف غير اللي انا عاوزة اعرفه ولو انت متكلمتش انا هروح للشيخ بنفسى واسئله … اشتعل غضب يوسف من اسلوب حديثها وعدم مراعتها وجود عمه معه فقال بحدة : عاوزة تعملى ايه الظاهر ان عيشتك برا بوظت دماغك بعدين ازاى تكلمينى بالاسلوب دا متنسيش نفسك يا حلم لانك بتكلمى جوزك يعنى صوتك ميعلاش عليا كفايا انى ساكت انك محترمتيش كل اللي قعدين و زعقتى … انفعلت حلم اكثر وقالت : لا متسكتش جاى على نفسك وساكت ومتحمل حاجة غصب عنك ليه اقولك اض*بني يا يوسف زى ما عا** كان بيض*بنى واجلدى عادى انا متعودة على الجلد منه … شهقت سارة وخديجة حينما سمعا حديث حلم لتحتضنها خديجة وتقول : أهدئي حلم.. تهربت حلم من ايدى جدتها فهى تشعر ان بركان تماسكها قد انفجر ولم تعد تتقبل اى حديث او شفقة فحدقت بتحدى واستفزاز ب يوسف وقالت : اجيب لك كرباج ولا هتض*ب بالحزام … نهرها عيسى وقال : بكفياكى عاد انتى خربتي فالحديت ولو يوسف معجلكيش انى اللي هعجلك من ميتة الحريم عندينا يناطحو اجوازهم اكدة ولا كنك فاكرة ان يوسف عيشة البندر غيرته اجفلى خشمك لاحسن انى اللي هجفهولك … ارتعبت حلم من لهجة عيسى ونظرت الى يوسف الذى وضح لها انه يتمالك نفسه وأسامة يقف بجانبه مستعدا للحول دون حدوث تصادم بينهم لتنظر إلى سارة التى اكتست ملامحها بالحزن فوقع نظرها على سكينة بجانب طبق الفاكهة فمدت يدها فجأة مختطفة السكين ليجفل يوسف من فعلتها ويرن **ت رهيب على المكان .. فقالت بهدوء ع** ما تشعر به : انت خايف حد يعرف إن عا** سرقني منك واتجوزنى وأنا متجوزاك علشان ميقتلونيش أنا بقولهالك هقتل نفسى لو متكلمتش انا مش هستني الموت يجيلي انا اللي هروح له … وابتعدت لتلتصق بالحائط حتى لا يفاجئها أحد من خلفها فشاهدت الرعب والصدمة تتملك من الجميع.. احس يوسف أن تماسكه لم يعد يجدى فاقترب من حلم يقول بغضب : اقتلى نفسك يا حلم وماله ضيعي باقي عمرى كله يا حلم بس انا بقسم لك أن مع كل نقطة دم تنزل منك مش هرحم عا** ولا وخالتك ولا اى حد له صله من قريب او بعيد بخ*فك وبعدها هقتلهم وهقتل نفسى لانى مش هقدر اعيش وانتى مش معايا تانى... أنا بس هسئلك تفتكرى انا هكون هادى بالشكل دا لو الشيخ قال انك مش مراتى، أنامكنتش عاوز اتعبك اكتر ما انتي تعبانة ومشفق عليكى تعرفى ان جوزاك من عا** باطل بكل المقاييس و … توقف يوسف عن اكمال حديثه حين سمع صوت سحب زناد سلاح يستعد للاطلاق فالتفت ناظرا لعمه وأخفى حلم خلف ظهره بجسده يحميها ليقول بخوف عليها : انت هتعمل ايه يا عمي انت عاوز تقتل مراتي… صاح عيسى بغضب أعمى : بعد عنيها يا ود اخوى الحديت اللي سمعته دا يركبنا العار يا ولدى هتجبل على نفسك العار و تضيع هيبتنا بعد العمر دا كله.. وقف يوسف بإصرار أمام عمه يحمي حلم و قال : قبل ما تقتلها اقتلنى الاول يا عمى … ليجد اسامة يقف أمامه ويقول : وأنا قبلك يا صاحبى .. نظر يوسف الى عمه الذى استشاط غضبا مما سمع وخديجة وسارة يقفان ينظران لهم بخوف من تطور الامور .. فقال اسامة : اهدى يا حج عيسى اللي مفروض يتقتل مش حلم ولا يوسف دا عا** اللي عمل كدا واستغل ان حلم فاقدة الذاكرة بص لها يا حج عيسى وشوف نظرتها بقى دى واحدة قادرة توافق على الكذب اللي حصل متبقاش انت والزمن عليها يا حج… خفض عيسى سلاحه وعاتب يوسف وقال : ليه بس يا ولدى مجولتليش على اللي حوصل دا عشية ما كنا بنتحددت سوا كيف تخبي وجعة سودا كيه اللي حوصل ليه بجيت تدارى عليا يا ود خوى … اجابه يوسف معتذرا وقال : ارجوك يا عمى حاول تقدر موقفى انا جوايا نار ميغركش ان هادى بس اقسم لك يا عمى ان اللي حصل غصب عننا كلنا وانا فاهم عوايدنا ..انما مراتى ملهاش ذنب انا كان كل همى اطمن من الشيخ وهو طمنى وفهمنى انا ماصدقت حياتى رجعت لى تانى برجوع مراتى وبقت فحضنى واوعدك واوعدها انى اجيب لها حقها واقتل اللي سرق عرضى ارجوك يا عمى..ولو انت عاونا نمشى فاحنا هنمشى بس متمسش مراتى بأذى انا مش هتحمل عليها اى حاجة تاني لأنها اتعذبت كتير … سئله عيسى وهو ينظر لحلم المتشبثه بملابس يوسف خائفة منه وقال : ونلاجيه فين ولد المحروج اللي اسمه عا** جولى موكانه وانى هشيع اللي يجيبه متكتف وهقطعه اهنه وهدفنه حى … طمانه يوسف وقال : هو هيجي لحد عندنا يا عمى لما الرسالة ال بعتهاله توصل له… لم تتحمل اعصاب حلم كل هذا الضغط ليكون حديث يوسف عن مجىء عا** القشة التى اجهزت عليها لتقع ارضا غائبة عن الوعي… فهلعت خديجة وصاحت : حلم. حملها يوسف وقلبه يأن وجعا على ما يحدث لحبيبته ووضعها على الاريكة و هرولت سارة لتأتى بزجاجة عطرها لينثر يوسف منه على يده و يمرره على انفها و لكنها لم تفق فنظر الى اسامة وقال : مش بتفوق يا اسامة انا لازم اوديها المستشفى انا مش هستنى لما يجرالها حاجة … ليحملها يوسف مرة أخرى ويخرج بها من الدار فلمحه أحمد فتوجه اليه مسرعا يفتح باب السيارة ليدخلها يوسف ويجلس واضعا رأسها على ص*ره ويقود بهم أحمد السيارة وخلفه تحركت سيارة اخرى بعدما ركبتها خديجة واسامة وعيسى وسارة …وصل أحمد سريعا الى المشفى ليهرع الى الداخل مناديا الطبيب الذى اسرع بدوره يساعد يوسف على حمل حلم ولكنه رفض بشده وقد أرتعب الطبيب من ملامح يوسف الغاضبة فسار الطبيب امامه حتى دخل بها غرفة الكشف ليمددها على فراش المشفى و طلب منه الطبيب ان يغادر و لكنه رفض ..حاول الطبيب ان يساعد حلم على العودة الى وعيها و لكنه فشل … فسئله يوسف بقلق : هى مش بتفوق ليه يا دكتور مراتى مالها … حدق به الطبيب وقال : المدام اتعرضت لضغط عصبي سبب لها انهيار عصبى احنا هنديها محلول وحقن مهدئة وان شاء الله هتكون بخير اطمن حضرتك ... فضغط الطبيب على زر الاستدعاء لتظهر احدى الممرضات فطلب منها الطبيب ان تحضر الفراش المتنقل لنقل المريضة إلى غرفة أخري .. وقف يوسف يتابع بلا حول منه ولا قوة ما يحدث لينتفض على صوت خديجة تسأله : أين حفيدتى يا يوسف … نظر لها يوسف بنظرات فارغة فأقتربت منه سارة واحتضنته ليجهش يوسف بالبكاء أمام الجميع غير عابىء بشىء فهو خائف من ان يفقدها للمرة الثانية و احس بالذنب لإنه لم يستطع حمايتها مرة أخرى ... فسمع صوت عمه يقول : وه يا ولدى و الله ما يصوح ال بيوحصل منك مرتك زينة يا ولدى وربنا هيسلمها بكفياك يا يوسف وفوق لحالك ورانا تار يا ولدى لزمن نخدوه .. أبتعد يوسف عن حضن أخته ليحدق بعمه وسحب نفسا وقال : عندك حق يا عمى فى تار لازم ناخده … والتفت يوسف حوله فسأله اسامة : بتدور على مين يا يوسف … اجابه يوسف وقال : بدور على أحمد عاوزه هو والحرس علشان يأمنوا المكان اللي فيه حلم لان كلها ساعات وعا** يشرف هنا … جلست خديجة تتابع ما يحدث لتشير إلى حارسها الشخصى فوقف بجانبها فقالت له : اسمعنى جيدا أريد منك أن تتصل بزملائك بالقاهرة وتتابع أخبار عا** فأنا أريده بين يدى قبل أن يصل إلى يوسف ولكن لا تأتى به إلى هنا بل خده الى مكان آمن لا يصل إليه أحد أريده قبل ما تشرق الشمس ا فهمت … هز الحارس رأسه بإيجاب وقال : سيكون عا** تحت قدميك سيدتى لا تقلقى ... واختفى من امامها فى لحظات ..كانت سارة تتابع خديجة وشعرت انها تدبر أمر ما فهمست إلى أسامة قائلة : جدة حلم شكلها مخبى حاجة ملاحظتش طريقتها مع الحارس .. نظر اسامه إلى سارة وقال : واضح انها مش سهلة ابدا وليها شخصية غامضة لاحظت ان عينيها بتسجل كل حاجة حواليها و الحرس بتوعها مش مجرد حرس انا حاسس انهم ظباط فالجيش بس .. و**ت أسامة يحدق فى وجه سارة بقلق وحب و يقول : انتى وشك مصفر ومش عجبنى انتى تعبانة ومخبية عليا .. تاهت سارة فى عينا اسامة بعدما لاحظت اهتمامه وقلقه عليها لتهمس : اطمن أنا كويسة .. زفر اسامه بحده وقال : أنا مش عارف اطمن يا سارة لا عليكي ولا على اخوكى ال دماغة ناشفة زى الحجر انا اتعاملت مع عا** و عارف هو يقدر يعمل ايه و بصراحة خايف عليكم كلكم دا انسان معدوم الضمير بيدوس على اى حد لان المهم عنده مصلحته واخوكى مش ناوى يسكت وبيتكلم عن قتل و دم و تار .. ربتت سارة على كتفه تطمأنه ليسمعا صوت خديجة يقول : لا تخشي عا** فكل خيوطه بيدى اطمئن على صديقك… ثم نظرت إلى سارة وقالت مبتسمة : لماذا لم تخبريه أنك حامل إلى الان .. حدقت سارة و أسامة بها ليقول اسامة مرددا ما سمعه : حامل حامل .. ونظر الى سارة و السعادة ت**و ملامحه وقال : انتى حامل يا سارة ... ونظر إلى يوسف وقال : جو أنا هبقى أب أنا مش مصدق نفسى هبقى أب يا عمى عيسى … دمعت عين يوسف و تن*د لا يعلم كيف تدخل الفرحة الى قلبه و حبيبته غائبة عنه فقام و ربت على كتف اسامة وقال : مب**ك يا اسامة ربنا يجعله من الذرية الصالحة و يبارك لكم فيه… وتقدم من اخته التى مازلت محدقه فى ملامح خديجة فهى القت بعبارتها لتتعجب سارة كيف لها ان تعلم شىء هى لم تتأكد منه بعد … لتفيق على ذراعى اخيها تحاوطها ويقبل رأسها فاحتضنته وقالت : متقلقش يا جو حلم اكيد هتفوق قلبى حاسس انها هتفوق قريب بس المهم انت انا خايفة عليك وطريقة كلامك مش متعودة عليها منك … طمأنها يوسف قائلا : متشغليش نفسك انتى بحاجة انا مش لوحدى هنا ومش ضعيف انا عاوزك بس تاخدى بالك من نفسك ومن حلم فاهمنى … استاذن يوسف من الطبيب ليدخل الى زوجته فوافق الطبيب فجلس يوسف بجانبها و قال : ايه يا حلم مكفكيش بعد وفراق بتهربى منى تانى مش كفايا عذاب ليا يا حلم عمرى انا مش عارف اتنفس وانتى مش معايا انتى قوتى يا حلم ارجوكى اصحى بقى واقفى معايا و فظهري و اسندينى...اول مرة تزعليني يا حلم لما رفعتى صوتك عليا و زعقتى وخليتى عمى يزعق لك و انا اللي وعدتك ان محدش يمسك تصدمينى ان الحيوان كان بيعذبك ويجلدك ازاى يعمل فيكى كدا ازاى انتى تتجلدى وحياتك عندى لاخليه يتمنى الموت ميلاقيهوش...بس انتى قومى وارجعى لى وسامحيني انى سبتك طول اليوم من غير ما افهمك ..سامحيني يا حلم بس بلاش عقابك دا قاسى اوى عليا ومش قادر عليه عارفة يا حلم عمرى انى هبقى خال الدكتور الفاشل اسامة منير سبقنى وهيبقى أب عارفة انا بتمنى يكون لى بنت منك واسميها بريق ... تن*د يوسف وقام من مكانه ليقبل جبينها وهم ان يغادر ليشعر بلمسات اصابع حلم على يده ..فالتفت لها ليجلس بجانبها مقبلا اصابع يدها حامدا الله على صوتها..ليرى عيناها تفتح بضعف فمد يده يتلمس وجهها و همس : حمد لله على سلامتك يا حلم عمرى انا مش مصدق… دخل الطبيب والممرضة بجانبه بعد وقت قصير فنظر لهم بتساؤل فطلبت منه الممرضة الابتعاد ليطمئن عليها الطبيب فوقف بعصبية يتابع الطبيب..فاغمض عيناه من الغيرة حتى لا يطبق فى رقبة الطبيب ليفتحهما حين سمع الطبيب يقول : احنا كدا اطمنا عليها هنسيبها بس لحد بكرة بس ياريت تسيبها ترتاح شوية ممكن تمشي الناس اللي برا دا كلها هي بخير الحمد لله .. أشارت الممرضة ليوسف ليغادر ولكنه رفض وقال وهو يميل عليها : كملي جميلك بقى روحى وكأنك مشف*نيش معاها وأنا مش هخليها تتكلم ولا حد هيحس بيا خالص … أحست حلم بالغيرة تنهش قلبها حينما مال يوسف على الممرضة يحدثها بهمس فقالت بصوت حاولت ان تجعله هادىء تلفت انتباهه إليها : على ايه … ما كاد يوسف يسمع صوت حلم يناديه حتى ابتعد عن الممرضة التى غادرت فجلس بجانبها فسمعها تقول : ما كنت خد رقمها بالمرة ولا تحب اجيبهولك أنا هى عجبتك… انطلقت ضحكة يوسف لاحساسه بغيرة حلم عليه فأكملت بغيرة واضحة : بتضحك كمان اه ما هى حلوة انت حتى معملتش اعتبار لوجودى معاك و ميلت عليها كان ناقص تحضنها… لم يستطع يوسف إن يقاوم الضحك ليحتضنها ويقول بحب : محدش يقدر يعجبنى لان قلبى وكيانى ملك ليكى لوحدك يا حلم وبعدين مش قلت لك جو مش على ولا انتي قاصدة… وسكت ليقبلها لتتشبث به بغيره وتملك و تجذبه اليها ليتعمق فى قبلته لها … ف*نهدت برضى حين ابتعد عنها وقال : أنا هطلب من الدكتور نروح دلوقتى أنا مش متحمل تبعدى عن حضنى لحظة بعدين احنا لازم نحصل الواد أسامة … عبست حلم حين سمعت كلمات يوسف فشعر بتغيرها فنظر لها يسئلها : حسه بتعب ولا ايه طمنيني … اجهشت حلم بالبكاء فضمها يوسف لص*ره يهمس : مالك يا حبي أنا آسف يا حلم صدقينى أنا بحبك و عمرى ما افكر فاى واحدة غيرك ولا عيني تشوف غيرك انت حياتى يا حلم ممكن تهدى أنا مقدرش اتحمل انك تبكى بسببى سامحيني … نظرت حلم ليوسف بعيون مليئة بالحزن وقالت بصوتها الباكى : سامحنى انت يا جو أنا أنا مش هعرف أحقق لك طلبك ... ابعدها يوسف عن حضنه لينظر لها بتعجب ويقول : طلب ايه يا حلم اللي بتتكلمى عنها و مخلياكى بالشكل دا … اجابته حلم وقالت : أنا مش هقدر احقق لك امنيتك انك تبقى أب يا يوسف لان عا** حرمنى انى حتى اكون أم ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD