حلقة 17تتجوزيني

1808 Words
خرج مراد من عيادة الطبيب والدنيا تدور برأسه لا يرى ولا يسمع ما حوله حمل ابنته على كتفه وركب السيارة وأدار عجلة القيادة دون وعي وزوجته تصرخ فيه - ايه يا مراد سوق بهدوء شوية بلاش عصبية لم يرد عليها أو يكترث بكلامها وظل صامتا حتى دخل من الباب الخلفي ل المزرعة ظهر شخص فجأة يبدوا أنه أحد العمال وقف أمام السيارة وكأنه يتحدى من يقودها ولكن مراد حرفيا لم يراه من فرط ما أصابه من ذهول فصدمه بالسيارة ولم يفيق الا على صوت صرخة مدوية صرختها چرمينال ، ترك لها ابنته واوقف السيارة ونزل منها متجها ناحية ضحيته فوجده بالفعل أحد العمال حاول إنقاذه فقال القتيل بصوت مبحوح - كنت عايز أوقف حضرتك عشان .. و**ت إلى الابد لقد مات متأثرا بجراحه ، رفض مراد أن يتهرب من جريمته فحمله في السيارة بعد أن طلب من چرمينال أن تحمل ابنتها وتذهب ل البيت بعد أن اتجه ناحيته بالسيارة فنزلت متوجهه إليه ثم اقلع هو بالسيارة مسرعا متوجها إلى أقرب مستشفى وهناك تأكد أن العامل قد مات وتم إبلاغ الشرطة وتم التحقيق مع مراد وتم حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق ولم تزوره چرمينال طوال فترة حبسه ولم توكل له محامي ولم يزوره مازن أيضا ولولا أن بابا أستا ولوا كان يتصل بمراد باستمرار وحين اتصل ولم يجده وابلغته مربية چيليانا بكل ما حدث ما كان ليعلم بشيء ،وطوال هذه الفترة لم ينقطع مازن عن زيارة چرمينال بحجة قضاء حوائجها و الاطمئنان على ابنة صديقة وزوجته أيضا . صديقه الذي لم يزوره ولا مرة في محنته ولم يوكل له محامي ل الدفاع عنه وذات مرة كان مازن سهران مع چرمينال فقال بخبث . - الله يكون في عونك انتي كنتي تستاهلي حد احسن من مراد بكتير حد يعرف قيمتك - أعمل ايه بس اديني اتدبست في واحد مجنون خلاني سيبت حياتي كلها وأهلي وجيت عيشت معاه في الصحراء دي - لكن المكان هنا مش بعيد أووي لما بتحبي تروحي في مكان بتروحي بالعربية عادي - لكن المكان نفسة ب*ع صحرا هدوء قاتل - أنتي محتاجة حد يدلعك مش يبهدلك كده - وكله كوم ومرض البنت كوم دي ما بتنيمنيش جننتني هي كمان - ليه ما بتوديهاش مستشفى في مستشفيات كتير ل الحالات دي - هي وارثة المرض من أهل ابوها هو حكالي على خالته اللي جالها المرض ده ولما ما اتحملتش الألم انتحرت - أنتي ذنبك ايه أن بنتك يجيلها مرض زي ده بسببه وتتعبك كده - يعني اعمل ايه دلوقتي - البنت لازم تروح مستشفى عشان تخف وحالتها تتحسن - فعلا معاك حق لكن ابوها مش موجود - هو ابوها هيعمل ايه اكتر من اللي هنعمله احنا نوديها 57357 - دي بالمجان - اه لكن مستواها كويس جدا احسن من الخاص - تمام معاك حق وقد فعلوا ما اتفقوا عليه حملت هي البنت وأخذهم في سيارته وأدار عجلة القيادة متجها نحو مستشفى 57357 وتم توقيع الكشف الطبي علي البنت وتم حجزها بالمستشفى وطلبوا من آلام دعم البنت نفسيا ومعنويا ولكنها لم تفعل بل تركت البنت ورحلت بلا عودة ولم تكلف خاطرها عناء الزيارة مرة أخرى واقنعها مازن بالهرب معه قبل أن يخرج مراد من السجن كي تهرب من هذا الجحيم الذي لا ينتهي وبالفعل استجابت لدعواه بعد أن وعدها بالزواج حيث يمكنها طلب الطلاق بسهولة الان بعد أن تم حبس مراد في هذه القضية ، عاد بابا استا ولوا وريتا والدة مراد معه لينقذوا ابنهم من هذه التهمة ، وكلوا محامي ترافع عنه حتى تم خروجه بكفالة إلى حين البت في القضية أمام القضاء و حين خرج علم بما حدث وعرف من المربية مكان البنت فذهب لها مسرعا ليطمئن عليها فوجد اهتماما فائقا بابنته وقد تحسنت حالتها بعض الشيء وكانت ريتا معه هي وبابا استا ولوا ووجدوا مجهودا جبار يبذل مع الأطفال المرضى ووجدوا الكثير من الحالات أمام أعينهم تتحسن فشعروا بالأمل ووجدوا اهتماما فائقا بكل الحالات دون انتظار اي مقابل وعرفوا أن ميزانية المستشفى قائمة على التبرعات فقرروا أن يتبرعوا بمبلغ لدعم المستشفى. واستمرارها ولكن چيليانا لم تكف عن السؤال عن أمها وحين كانت تسأل لم يتمالك مراد نفسه من الانفعال وتلمع الدموع في عينيه أسفا على ما فعلته امرأة لم تكن تستحق أن تحمل اسمه او تكون ام لابنته فكان هذا يؤثر على حالة البنت النفسية ويضعف معنوياتها كثيرا مما جعل حالتها غير ثابته على وضع أو على حال معين كلما تحسنت بفضل مجهود ملائكة الرحمة بالمستشفى كلما عادت ل الأسواء بسبب معاناتها . ومرت الايام ومراد بين المحاكمة بالقضية المتهم فيها وبين زياراته لابنته وبابا استا ولوا وريتا لم يتركاه لحظة واحدة لا هو ولا ابنته چيليانا حتى تم حبس مراد مرة أخرى ولم يستطع زيارة ابنته فلم تحتمل چيليانا غياب مراد هو الآخر فهي الان بلا أم وايضا بلا أب فكان الأمر أفظع أن تحتمله طفلة لم تتجاوز العامين من عمرها فرحمها الرحمن خالق البشر من هذه المعاناة التي تفوق طاقة الكبار الواعيين فتغ*دها برحمته وبدل حياتها الدنيا بحياة ملكوت السموات في نعيم الجنة التي تليق بملاك برئ مثلها لم يقترف شرا ولا خير ولكن مراد حين علم لم يتمالك أعصابه وفقد وعيه تماما وتم تحويله إلى المستشفى وتم توقيع الكشف الطبي عليه وثبت أنه مصاب بحالة اكتئاب ذهاني شديد وفاقد ل الوعي تماما وان هذه الحالة ربما كانت بدايتها من فترة وربما قبل أن يصدم العامل الذي مات متأثرا بجراحه فقام المحامي برفع دعوى نقض ل القضية وبالفعل تمت براءته ولم تحتمل ريتا أن ترى ابنها في مثل هذا الموقف يمر بكل الأزمات والصدمات فقررت العزم على السفر وعدم العودة مرة أخرى بعد أن رأت ابنها أمام عينيها شبه ميت بعد أن ماتت حفيدتها ، أما بابا استا ولوا ذلك العجوز الذي لم يفقد الأمل بعد في الحياة ولم يفقد الأمل بعد أن الخير قادم وان الافضل لم يأتي بعد وان الحياة هكذا لا تدوم على حال فقد رفض السفر ورفض التخلي عن مراد وأصر أنه لابد وأن يتخطى محنته أما الدكتور عادل فهو الصديق الثالث لمراد ومازن ولكن مراد كان دائما يفضل عليه مازن وبقربه منه كانوا جميعا اصدقاء بالثانوي كان بالطبع عادل أذكاهم واكثرهم اجتهادا حتى دخل كلية الطب أما مراد كان حلم حياته هو الزراعة كان رومانسي حالم يحب الورود والأشجار وأما مازن كان يتبع مراد في كل شيء لا لأي سبب سوى الغيرة منه ولم يصدق مراد بتاتا أن مازن يحمل له في قلبه اي شر او حقد ابدا أما عادل كان منذ صغره تفكيره منطقيا عقلاني بفضل كتب علم النفس والفلسفة التي يقرأها فكان يرى أن علاقة مازن بمراد علاقة مريضة وافترقوا حيث دخل عادل كلية الطب وتخصص في علم النفس ولم يعد لديه الوقت لأي شيء و لكن حين رأى مراد مريضا في مثل هذه الحالة في البداية بمستشفى العباسية حيث يتم توقيع الكشف الطبي على المساجين المشكوك في قواهم ال*قلية والنفسية وهنا ايضا مكان عمل عادل وحين رأه وتعرف عليه بالرغم من سوء حالته لم يدخر جهدا في إنقاذه ومحاولة شفائه رغم استسلامه التام لمرضه وطلب بابا استا ولوا تحويله لمستشفى خاص بدلا من مستشفى الامراض النفسية والعصبية بالعباسية وكان الدكتور عادل غير موافق على هذا القرار ولكن بابا استا ولوا أصر أنه مادام حصل على البراءة فليتم تحويلة إلى مستشفى خاص فطاوعه عادل وحوله إلى المستشفى الخاص الذي يعمل به أيضا وبعد فترة طلب من بابا استا ولوا تحويله مرة أخرى ولم يفقد بابا استا ولوا الامل ولو لثانية واحدة في شفاء مراد رغم كل ما حدث وها هو قد تم شفائه بفضل إصرار الدكتور عادل وبابا استا ولوا ولكن الماضي يأبى أن يتركهم ينعمون بهذه اللحظة وكأن أعدائه علموا بشفائه فقرروا أن يمرضوه مرة أخرى أو يقتلوه هذه المرة ولا يعلمون لماذا ظهروا فجأة بكل بجاحه بعد غدرهم وخيانتهم - وبس كده هي دي كل الحكاية رمقته لينا بحنان وعينيها مغرورقه بالدموع - ياااااااه . دي مأساة فعلا معاك حق تكره الدنيا - لكن رجعت احبها تاني - الحمد لله - لينا - نعم - أنا محتاجلك - أنا جمبك - تتجوزيني - ما تاخدش قرار سريع وانت تحت ضغط - تحت ضغط أزاي يعني - تحت ضغط ظهور مازن. و چرمينال - تقصدي ايه - يا مراد أنا جمبك من غير ما تضطر تعمل حاجة مش عايز تعملها - ليه بتقولي كده - أنا عارفة أن فكرة الجواز في حد ذاته مش مطروحه بالنسبالك دلوقتي - ليه يعني - أنت لسه حاسس بمرارة اللي حصل أنا عارفة أنت مش شايف نفسك بتحكي ازاي - مش هقدر أنسى بسهولة ولا هقدر أنسى لوحدي محتاجلك جمبي تنسيني - أنا ما ينفعش اكون الحب اللي بتهرب بيه دا إذا كان في حب أصلا - يعني أنتي مش حاسة أنا بحبك ولا لا - هو أنا عندي رادار - اه عندك رادار - طيب الرادار عندي بيقول انك في العموم مش في حالة تسمحلك بالحب - ليه مجنون - هههههه على أساس أن أنا عاقلة انت ناسي احنا اتقابلنا فين - لا مش ناسي في مستشفى المجانين - هههههه اد*ك قلتها يعني محدش احسن من حد - طيب احنا الاتنين مجانين وأولى ببعض - هههههه يا سلااااااام - بزمتك مين هيرضى يتجوز مجنونه زيك - ومين ترضى تتجوز مجنون زيك - واحده مجنونه بحبها وبتحبني - ههههه أنت واثق من نفسك اووي - يا بت أنتي تطولي - لا ما اطلش عشان كده بقولك لا - يعني بتتخلي عني وانا محتاجلك - لا مش بتخلى عنك أنا جمبك مازن وچرمينال عارفين أني خطيبتك عايز ايه تاني - عايزهم يعرفوا انك مراتي أم عيالي - كمان أم عيالك ههههه - يا بت يا بايرة مش تلحقي تعملي بيت وعيال - عارف ليه أنا بايرة - أنا بهزر معاكي على فكره - عارفه ومش زعلانه منك ، لكن سؤالي بجد عارف ليه أنا متجوزتش لغاية دلوقتي - ليه - عشان كان حلم عمري اتجوز حد يكون عايزني أنا . بيحبني أنا مش عايز يتجوز وخلاص ولا الظروف مضطراه أنه يتجوز - أنتي تستاهلي الحب وتستاهلي التقدير وتستاهلي كل حاجة حلوة أنتي أصلا حاجة حلوة - شكرا لذوقك - هو ايه اللي شكرا هو انا بجاملك - بلاش يا مراد مش هتحمل احس انك متجوزني لهدف معين حتى لو كان الهدف انك تبدأ من جديد وتعمل بيت واولاد - طيب اعمل أيه عشان تصدقي اني عايزك فعلا وبحبك - ما تعملش حاجة سيب الأمور تمشي طبيعي وكل حاجة بوقتها - وقتها ده اللي هو أمتى يعني - ربك يسهلها بقى أنهت لينا الحوار وتركته متوجهه إلى منافذ البيع مع عشماوي لإمداد المنافذ بالبضائع المطلوبة وذهب مراد إلى بابا استا ولوا يحكي له ما كان فرد عليه ضاحكا - هههه والله بت جدعه بميت راجل واحده مكانها ما تصدق وتستغلك - فرحان بيها اووي حضرتك - اه فرحان بيها بصراحة - أنت هتجنني مش انت اللي قلتلي اتجوزها - اه قلت اتجوزها لكن قلت انسى الماضي وأبدأ من جديد - ما هو سبب من الاسباب اني أبدأ من جديد - شفت أنت قلت ايه سبب من الأسباب مقلتش أنه أول وأهم الأسباب يا اخي - يعني اعمل ايه معاها - أنت اللي كنت متوقع منها تعمل ايه تقولك شبيك لبيك يا سيدي دا انا اتشرف بيك يا اخويا - ما هو مجرد اني اطلب أيدها أبقى بتشرف بيها وشايفها حاجة مهمه - لكن هي محتاجة تحس منك اكتر من كده - اكتر من كدة ازاي - محتاجة تطمن - اطمنها ازاي - سيبلي الموضوع ده وانا هتصرف فيه - هتتصرف فيه ازاي يعني - يا اخي ما لكش دعوه بقى أنا هتصرف - لما نشوف - ه - - - 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD