الفصل الرابع

3668 Words
تن*د عا** براحه ثم شكر الطبيب، وانصرف، ثم قدم روشته العلاج لإحدى الخدم ليقوم بشراءها، ثم دلف إليها ، وجلس بجوارها ينظر لها بأعجاب، فكانت شبه الملائكه أثناء نومها، فأخذ عهد أنه لا يضايقها بعض الآن ، فهي ضحيه زوج أم أناني طماع فتوعد أن ينتقم منه لما تسبب في الامها. فشرد بخياله وهو مركز إليها بشده، متذكراً كل معاملته معها، وكم كانت رقيقه من**ره أمامه ، فسأل نفسه لماذا لم اعرف انتقم منها؟ لقد عاملتها هذه المعامله القاسيه، كم كنت قاسي معها...! كم كنت فظ غليظ القلب..! ولكن قد تألمت بشده لها،ولم استطع تكملة انتقامي، وغفرت ما بدر منها تجاهي، لقد خانني قلبي وأشفق عليها... خانني دون ان يبلغني.. نعم لقد وقعت في حبك يا ملاكي. نهض من جانبها، بعد ان أطمئن على درجة حرارتها، وتركها لترتاح، ثم قام بالإتصال بمدير اعماله ومدير الشئون القانونية شكري، وهاتفه وطلب منه أن يراقب زوج والدة شمس ويعرف كل تحركاته، فأنصاع الآخر ملبي طلبه في هدوء مردد : - أوامر معاليك يا عا** بيه وأتى المساء فتوجه إليها ، فوجدها تململت في فراشها، وفتحت أعينها الزرقاء تنظر فوجدته أمامها مبتسماً، فحاولت النهوض فأسرع إليها مردد : - خليكي مستريحه أنتي لسه تعبانه، أنا هخليهم يحضروا ليكي الأكل عشان تاخدي العلاج، الف سلامه عليكي نظرت له متعجبه طريقه حديثه، ولهجته الهادئه الحانيه عليها، فهي ليست معتاده على ذلك منه، ف**تت قليلا ثم قالت : - أنا كويسه هقوم أكمل شغلي، وآسفه إني نمت، فحاولت الوقوف، وإذا بها تمسك رأسها وتشعر بالدوران وأفتقاد الوزن، فلحق بها مسرعاَ ممسكا بها قبل الوقوع، فأصبحت بين احضانه فنظرت إليه بسحر أعينها الصافيه، فف*ن بجمالهما، وسرح بسحرهما، فأغمضت اعينها مردده : - آسفه ياعا** بيه كنت هقع، شكرا لحضرتك رد عليها مبتسماً : - مفيش داعي للأسف ، ممكن ترتاحي وأنا هبعتلك سميره بالأكل وانصرف من امامها قبل أن تفضحه عيناه، وانحدر لاسفل وأمر سميره بتجهيز الطعام لشمس، وامرها أن تطعمها وتهتم بأمرها صعد إلى غرفته محاولا النوم لكنه فشل، فقد سرقت من أعينه النوم وأذاقته الحيره في أمرها ، وسأل نفسه سؤالا، هل فعلا أحبها ؟ ام أنه يشفق عليها؟ وكانت الاجابه بنعم أنه الحب... لقد وقع عشقاً في سحر عيونها الزرقاء الصافيه بلون السماء، التي كلما نظر إليهما شرد فيهما وأقسم بداخله أنه يري السماء بزرقتها التي تسحر البشر... فتأمل في ابداع صنع الخالق... ولكن هل من الممكن ان تبادلني الحب بعد ما فعلت بها من **ره وذل..؟ هل سوف تسامحني وتقبلني ام ترفض وتبعد...؟ هل حقا من الممكن ان تبعد عني؟ ! هل أستطيع أن اتركها تبعد...؟! لا كلا لايمكن أن اتركها ابدا فهي ملكي أنا فقط.... وبعد طول حديثه مع نفسه غفى في نوم عميق استيقظ من نومه على اثر سماع هاتفه، فامسك به وقال هاتفا : - ايوه ياشكري خير في إيه على الصبح شكري بتوتر يقول : - آسف على إزعاج سيادتك يافندم، بس أنا نفذت ما امرت بيه. اعتدل عا** من رقدته ورد بتركيز : - بجد ياشكري، وايه اللي تم دلوقتي.؟ شكري بنبره فخر : - الشرطه جت وتم القبض عليه متلبساً، وخارج ملفوف بالملايا، قضيه متخرش الميه عا** بسعاده يقول : - برافووو عليك ياشكري، روح الشركه أصرف مكافأة مرتب شهرين وخد اجازه النهاردة، ولو احتاجتك هطلبك شكري بفرحه يردد : - الف شكر يافندم، ده كتير جدا والله عا** بجديه : - مش كتير ولا حاجه، أنت تتخيلش فرحتي اد ايه سلام. أغلق المكالمه وسند راسه على وسادته وقال : - دلوقتي جبتلك حقك من جوز أمك يا شمسي، لسه فاضل حقك مني أنا ، يارب أقدر اخليكي تسامحيني، زي ما أنا سامحتك وغفرت ذنبك. ثم تن*د عالياً، ونهض من فراشه وتوجه إلى حمامه حتى ياخذ حماما، ومضى الوقت ارتدى ملابسه، ودلف إلى غرفتها، فوجدها جالسه في فراشها، وعلى وجهها العبوس، فتعجب وقال لها مرددا : - مالك ياشمس زعلانه ليه كده؟ نهضت من فراشها ورفعت رأسها لأعلى وقالت ببراءة الاطفال : - أنا قومت الصبح عشان أروح المطبخ، لكن داده سميره قالتلي أطلع اوضتي، وقالت دي أوامر حضرتك، فجيت هنا قاعده محبوسه. رمقها بنظره عطف مردد : - وأنتي ايه اللي نزلك أصلا ، مش أنتي تعبانه، خليكي مستريحه، أنتي غاويه تعب؟ ردت عليه ب**ره وبنبرة حزينة مردده : - أنا اللي زي ملوش أنه يرتاح... أنا اتكتب عليا الشقا، والتعب، والذل، فهقعد في اوضتي أعمل ايه؟ الشغل أحسن ليا، على الاقل بيخليني أبطل افكر. نظر لها متعجباً هذه الفتاه التي تفضل التعب بدلا من الراحه، فقال لها متسائلا : - وياتري بقي بتفكري في ايه؟ جلست على فراشها وشردت ونظرت إلى لا شئ ثم قالت هامسه بحزن ووجع والدموع تنساب على وجنتيها مردده : - بفكر في ابويا اللي سبني وأنا ملحقتش حتى أكون ذكريات معاه، وامي اللي اضطرت تتجوز بعده عشان تلاقي حد يصرف علينا... وجوز امي الب*ع، قاسي الطباع، كل حاجه عنده الض*ب والاهانه، امي متحملتش معاه ماتت من الاقهره وسابتني معاه أعاني عقده، ومرضه... بفكر في حالي إني هونت عليه وباعني زي ما أكون عبده بتتباع في سوق الرقيق ملهاش اي ثمن.... بفكر في كل مره **رتني وذلتني فيها.... بفكر أنا ايه الذنب اللي عملته في حياتي عشان أستاهل كل ده يتعمل فيا، شوفت بقي أنا بفكر في كام حاجه، وليه بطحن نفسي في الشغل عشان مفكرش كان يستمع إليها وقلبه يعتصر من الألم، ويتمزق حزناً عليها، فظل صامتاً لحظات،يفكر كيف بفتاة مثلها تفعل ما فعلته، فشك في أمرها، ولكنه قرر نسيان كل شئ الآن ثم اقترب منها، وجفف دموعها بحنان، ثم نظر لها بحب مردد : 6 - انسى ياشمس كل ده، وأنا هعوضك صدقيني هعوضك عن كل اللي قستيه زمان.... هعوضك عن كل مره جرحتك فيها، كل مره **رت قلبك فيها، قلبك مش هيشوف غير الحب والحنان، من النهاردة هخليكي ملكه على عرش قلبي، بس انتي وافقي تديني فرصه اصلح اللي بينا وقفت تنظر له بصدمه لا تستطيع ان تصدق ما تسمعه أذُنيها، فرفعت حاجبها الايسر، وقالت له : - اي فرصه بتتكلم عليها ياعا** بيه... أنا مش قادره أصدق مش أنت اللي كنت بتقولي إني عبده عندك، وإني خدامه اشترتها، دلوقتي فجأه عايز تخليني ملكه على عرش قلبك.! مستحيل طبعاً أكون أنا دي، لان اللي بيني وبينك مستحيل يتنسي ابدا، ولا فرص العالم ممكن تنسيني ذُلك واهانتك ليا... أنت لو فعلا عايز تخدمني اديني حريتي... خليني أخرج من سجنك، عايزه أشوف الحياه وابدأ من جديد، انسي الماضي بكل ما فيه، اخدمني وشوفلي اي شغلانه أعيش منها وبكده تبقي فعلا خدمتني، ومش هنسالك جميلك ابدا، هي دي الفرصه اللي ممكن اقدمهالك غير كده ابقي بكدب على نفسي وعلى حضرتك، عشان إحنا مش في زمن الروايات، إحنا في واقع مُر اليم صعب انسي، والفروق بينا هتبني الف سور بينا دايما هتشوفني البنت اللي جت ليك عبده، وأنا هشوفك التاجر الغني اللي اشتراني وسجني وذلني. كان يستمع لها بصوت ال*قل، فهي محقه فيما تقول، ف**ت ثم تحدث مردد : - ده اخر كلام عندك ياشمس، حاولي تفكري تاني يمكن تغيري رأيك قالت مأكده : - أنا اللي عندي قولته، أرجوك اديني حريتي واتركني لحالي. نظر لها بحزن وقال : - حاضر ياشمس، اللي عايزاه هنفذه، بس لعلمك حقك من جوز امك أنا جبتهولك، وهو دلوقتي محبوس في قضيه دعاره، يعني شقه والدتك فاضيه ممكن تروحي فيها، وبكره تعالي الشركه عندي، هوصيهم يشوفوا ليكي عمل مناسب مع شهادتك في السكرتاريه أعتقد هيكون مناسب مش مجهد. نظرت له بسعاده وفرحه شديده، ناسيه ما فعله بها، ثم اقتربت منه وقالت ببتسامه على شفتاها مردده : - بجد أنا مش قادرة أصدق كلامك، أخيراً ارتحت من ظلمه ليا، احمدك يارب واشكر فضلك، شكرا ياعا** بيه جميلك مش هنساه ابدا، اشكرك جدا وبكره هكون موجوده عشان استلم الشغل نظر لها وقال بأسف : - يعني سامحتيني ياشمس، مش زعلانه مني ابتسمت شمس وقالت بهدوء : - اللي عملته دلوقتي معايا غفرلك ياعا** بيه اي حاجه، مع السلامه اشوف وشك على خير. مد يده بحب ليصافحها ونظر في مقلتيها حتى يحتفظ بصورتها داخل قلبه ثم رد بحزن : - مع السلامه ياشمس، أشوف وشك على خير، وعمري ما هفقد الامل، وهستناكي تيجي بنفسك وتقولي أنا رجعت لسجنك بإرادتي ياعا**. قبضت حاجبها وقالت بضيق وهي تزفر انفاساً عاليه : - معتقدش أن المسجون بيشتاق لسجانه ولسجنه ابدا، مع السلامه. وانصرفت مسرعه كأنها عصفورا وفتح باب قفصه لينطلق سريعا طائرا في عنان السماء ليتنفس هواء الحريه التي حرم منها، ما أجمل الاحساس بلذه الحريه! فتوجهت إلى منزل والدتها، ونظرت إلى كل اركانها، فكم اشتاقت لها، فتوجهت لغرفتها وارتمت على فراشها محتضنه وسادتها، تفكر فيما حدث لها، وتتذكر حديثه معها، ثم نهضت ونظرت إلى مرآتها وقالت مردده : - خلاص ياشمس اللي فات مات، لازم انساه وارميه ورا ظهرى وابدأ من جديد، حياة جديده أنا اللي امشيها مش حد تاني، هشتغل واصرف على نفسي، ومحدش هيتحكم فيا تاني، واللي مكتوبلي هشوفه، وربنا يعيني على اللي جاي، اللي شوفته طول عمري مش سهل ولا هين، لازم اقف للدنيا واخد منها اللي عايزاه لأنها مش بتدي الضعيف، ومن هنا ورايح مش هبقي ضعيفه ابدا تاني، كفايه بقى اللي شوفته، خلاص شمس الضعيفه انتهت ومن بكره لازم بإذن الله أكون شمس تنور الدنيا كلها بنورها وبقوتها.... وعند هذه اللحظه انتبهت لهاتفها فاخذته وقلبت فوجدت صديقتها منة قد اتصلت بها مائة مره، فوضعته بالشاحن وقامت بالإتصال بها، ثم انتظرت قليلا حتى اتاها الرد منها قائله : - شمس حببتي فينك، ازيك، اخبارك ايه؟ وكنتي مختفيه فين؟ ومش بتردي على مكالماتي ليه؟ أنا رحت لحد البيت اسأل عليكي عشان قلقت جدا عليكي، طمنيني عليكي ساكته ليه انطقي شمس بضحك على صديقتها ثم ترد قائله : - عشان أنتي يامنة بالعه راديو مش مدياني فرصه ارد، كل أسئله اسئله مش ملاحقه افتكر السؤال الاول أصلا ، بقولك ايه هجاوبك على كل اللي عايزه تعرفيه لما تيجي أنا هستناكي بكره على المغرب كده تيجي أكون رجعت من الشغل ونتكلم براحتها. منة وعلى وجهها علامات الصدمه والدهشه، ردت عليها قائله : - بكره، وشغل كمان لأ انتي باين عندك حكاوي وأنا مش هصبر ياتجيلي يا اجيلك مش هستني لبكره أنا؟ شمس تبتسم عليها ثم تقول : - خلاص يازنانه تعالي هستناكي، بس اعملي حسابك هتباتي معايا عشان الحكاوي كتير منة تنهض من فراشها وتقول : - فوريره هلبس واخد توكتوك واجيلك ياشموسه اوعي تنامي. شمس بحب : - لا ياقلبي هستناكي سلام. اغلقت معها منة وقامت بارتداء ملابسها، واخذت معها ملابسها لتنام معها، ثم دلفت إلى الخارج فوجدت والدتها ووالدها يجلسون سويا فنظروا إليها متسائلين : - رايحه على فين كده يامنة دلوقتي؟ منة بهدوء ونبره سعاده ردت قائله : - شمس ياماما رجعت بيتها لسه مكلماني، هروح عندها وهبات معاها عايزه أعرف كل اللي حصل ليها. نظر والدها بغضب قائلا : - الوقت متأخر يامنة استني بكره وروحي منه بضيق قالت : - يابابا أنا كنت هموت من قلقي عليها وما صدقت هي رجعت، وكمان المسافه مش بعيده عند بيتنا القديم هاخد توكتوك بسرعه وهروح لو سمحت وافق نظرت له سهام وقالت : - خلاص يا ابراهيم البنت ظروفها صعبه، وهي لوحدها ومفيهاش حاجه، خليها تروح واول ما توصلي اتصلي طمنيني عليكي نظر لها الأب وقال في حنو : - خلاص يامنة أنا هقوم اوصلك عشان أطمن عليكي ومفضلش قلقان منة بضيق واعتراض. : .- يابابا مش مستهله تعبك خالص أنا مبقتش صغيره كده نظرت سهام وقالت : - خلاص بقي يامنة خلي يوصلك وبالمره عايزه حاجات عشاء من السوبر ماركت هاتها معاك لو سمحت. رد الأب ببتسامه. : من عيوني ياسومه، أكتبي اللي عايزاه على الواتس وأنا اجيبهم، يالا يامنة ونزلت منة واستقلوا توكتوك قام بتوصيلها إلى منزل صديقتها، ثم صعدت إليها ، ووالدها رجع توجه لشراء ما تريده زوجته، فقامت شمس بفتح الباب وصافحتها بكل حب واشتياق، ثم وجلسوا يتسامرون وقصت لها شمس ما حدث لها خلال الفتره الماضيه من احداث، والقرار الذي اتخذته بشأن العمل معه، فكانت منة صامته وعلى وجهها الحزن والاسى ثم قالت : - أنا قلبي كان حاسس أنك في ضيقه ياحببتي شمس بتنهيده، ثم ابتسمت برضا مردده : - الحمدلله يامنة ازمه وعدت، وياما دقت على الراس طبول منة ضعت اصبعها السبابه بطرف فمها، ثم قطبت حاجبيها وتسائلت مردده : - طب أنتي نويتي تعملي إيه معاه في الشغل؟ أكيد هتحتكي بيه، أنتي معندكيش استعداد تسامحيه خالص ياشمس وتقبليه زوجك شمس باندفاع وغضب ردت : - مستحيل طبعا يامنة أنتي بتقولي إيه ، اسامحه ممكن مع الوقت لكن مش هنسى في يوم اللي عمله فيا وكلامه ليا، كان جارح أوي يامنة، أنتي عمرك ما هتتصوري ابدا يعني إيه تحسي إنك عبده، خدامه ذليله عند حد كأنك جاريه اشتراكي من سوق الجواري، احساس فظيع اوي اوي صدقيني عا** محبنيش، هو بس عايز يمتلكني زي اي حاجه بيمتلكها عنده في قصره، هكون زي اي كرسي او فازه شيك محطوطه على جنب م***ع حد يقرب منها، أنتي فهماني، أنا عمري ما هصدق ابدا أنه بيحبني... لان ببساطه مش ده الحب اللي بتمناه يامنة... الحب عندي له قدسية هو بعيد اوي عنها منة حدقت عيناها بذهول من حديثها ثم قالت لها : - يانهاري ياشمس كل ده جواكي ياحببتي، اظاهر الازمه دي خلتك فيلسوفه وأنا معرفش ابتسمت لها بحزن ثم ردت عليها قائله : - لا فيلسوفه ولا حاجه، ده بس احساسي اللي حاسه بيه، بقولك إيه أنا جعانه اوي، وجبت كده شويه حاجات وأنا جايه هقوم احضر العشاء، وانتي عقبال ما تغيري هدومك، يالا بطلي **ل نهضت منة وتوجهت إلى غرفتها وبدلت ملابسها، ثم دلفت إليها لتساعدها في إعداد العشاء، وبعد مضي بعض الوقت، وضعوه على المنضده وتناولوا الطعام في **ت كان يجلس عا** حزين لفراق شمسه التي اضاءت حياته، ثم اظلمت مره أخرى برحيلها، فشرد بها وتذكر كم كانت رقيقه هادئه الطباع، ضعيفه لم تستطع يوما معارضته في أمر ، فحدث نفسه بصوت هامس مردد : - أنا أغبى خلق الله ليه ضيعتها من ايدي، ياريتي كنت رفضت اخليها تمشي من هنا، عرفت دلوقتي ياعا** قيمتها وأنك مش هتعرف تعوضها، طب كنت عذبتها ليه، ليه **رتها من الاول، تفتكر هتقدر تسامحك بعد كل ده، يارب اقدر انسيها كل اللي فات، طب لية مصارحتهاش عن السبب الحقيقي؟ ليه أنت نسيت وهي مش عايزة تنسى؟ انتبه من شروده على صوت هاتفه يرن باسم صديقه الوحيد، وشريكه وعشرة عمره مازن، فرد عليه قائلا بنبره حزينه : - ايوة يا مازن في حاجه ضروري مازن بضحك : - حبيبي وحشتني ايه ياعم هو أنا كنت نايم في حضنك إمبارح ومعرفش عا** يتأفف بضيق، ثم يقول : - لا ياسيدي بس دماغي مش رايقه لهزارك، وأنت شكلك فايق مازن بنبره جاده قال : - لا بجد صوتك ماله ياعُوص في حاجه مضيقاك احكيلي أنا صاحبك وأخوك عا** بقله حيله وحزن رد : - مفيش حاجه يامازن، أنا بس مودي مش حلو، قولي أنت بس هترجع أمتى من السفر، وحشتني مازن بحب واشتياق لصديقه يقول : - يوم او اثنين بالكتير وأكون خلصت كل الشغل هنا في الفرع، وظبطت الدنيا وارجعلك وارخم عليك كمان عا** ببتسامه يرد : - تعالي أنت بس ورخم زي ما أنت عايز ولا يهمك وظل يتحاورون سويا، حتى اغلق معه وصعد غرفته ليستند على فراشه يفكر في التي سلبت قلبه قبل عقله ثم استتسلم للنوم ومع إشراق يوم جديد ملئ بالامل والحب والتفاءل استيقظت كل من منة وشمس بسعاده ونهضوا لتتوجه كل منهما إلى عملها، فاليوم أول يوم لشمس في العمل بشركه عا** فتوجهت بكل حماس إلى هناك، وصعدت لمكتب شئون العاملين بعد ان سألت على مكانه، ثم استلمت العمل حيث أن عا** اعطي اوامره بان تعامل احسن معامله، وان يعطي لها عمل بسيط لا يحتاج اي مجهود، فقد كان كل مراده أن تكون بجانبه لا أكثر ، حتى لو لم توافق عليه فيكفي أن يتمتع بوجودها في حياته، واستمر وقت العمل والجميع منشغلين في همه ونشاط، حتى انتهى عدد ساعات العمل والجميع انصرفوا إلى منازلهم. فدلفت شمس وهي في قمة السعادة، قلبها يرقص فرحا، اخيرا وبعد طول انتظار وجدت العمل المناسب الذي لا يجعلها اسيره ذليله بعد اليوم، فصعدت إلى شقتها وإذا بها تلتقي مع جارتها ام شريف التي اخذتها بالعناق الشديد والقبلات مردده : - ياحببتي ياشمس حمدلله على السلامه، الف بركه إنك بخير يابنتي، أنا سألت عليكي جوز امك المخفي داهيه لا ترجعه قالي أنه وداكي البلد، وبقيت خايفه عليكي والله، وصاحبتك منة جت سألت عليكي برضو وكانت قلقانه اوي شمس ببتسامه وحب قالت : - الله يسلمك ياطنط ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش من سؤالك يارب، أنا مرتحتش عندهم قولت ارجع بيتنا تاني، ومنة جتلي إمبارح وباتت معايا، ونزلت على شغلها شكرا جدا لحضرتك ام شريف بحب قالت : - العفو ياحببتي أنتي عارفه غلاوتك عندي، وأي حاجه عيزاها نادي بس عليا وأنا انزلك على طول شمس تبتسم بحب لجارتها ثم قالت : - شكرا ياطنط عن إذنك هدخل أريح لوت شفتاها وقالت : - اتفضلي ياحببتي، امال أنتي راجعه منين كده؟ نظرت لها شمس بضيق لتدخلها في شئونها بدون وجه حق، فجزت على أسنانها وقالت بنبره حاده مردده : - جيه من الشغل الجديد اللي بشتغله ياطنط أي اسئله تانيه؟ ردت عليها بضيق وغضب قائله : - لا اسئله ولا ديوله أنا بس كنت عايزه اطمن عليكي، أنا غلطانه ياحببتي إني مهتمه بيكي عجايب دي جزاتي اخذت نفسا طويلا ثم اخرجته بهدوء حتى تهدأ من غضبه ثم قالت لها : - لا أبدا ياطنط حضرتك مش غلطانه، أنا بس راجعه وتعبانه من المشوار مش أكتر من كده، وتشكري على سؤالك. ثم اقتربت من باب شقتها وفتحته دون أن تنتظر منها رد لإنها تعلم إنها إذا تحدثت لا ت**ت عن الكلام مطلقاً، ارتمت على اريكتها بتعب واسندت رأسها على ظهر الاريكه ونظرت للسقف مردده : - ياتري ايه اخرتها ياشمس، هتقدري تقاومي نظرات الناس اللي عنيهم بتسأل الف سؤال وسؤال، ولا هتضعفي تاني، يارب صبرني وقويني يارب. ثم نهضت تاخذ حماما دافئاَ ثم بعد مضي الوقت، خرجت وجهزت طعاماً فمنذ ان تناولت طعامها مع منة لم تأكل بعده شيئا، ف*ناولته في **ت فنتبهت لرنين هاتفها فكانت صديقتها منة فردت بحب مردده : - منونة حببتي ازيك يومك كان ازاي النهارده؟ - ردت عليها بفرح بعد ان استشعرت من نبره صوتها المرح، ثم قالت لها : - شموسه انتي اللي يومك كان ازاي وعملتي إيه في شغلك أحكيلي شمس تترك ما بيدها ثم سردت لها ما حدث في شغلها وقالت بفرح : - هو ده ياستي كل اللي حصل والحمدلله الشغل كويس والكل بيعاملني كويس في منتهى الرقه ضحكت منة بشده ثم قالت : - ياسيدي ياسيدي يابخت من كان النائب خاله، اظاهر عا** موصي عليكي اوي ياعم شمس بتعجب قالت : - تفتكري يامنة يكون هو اللي مديهم أوامر أنهم يعاملوني كويس اوي كده منة بنبره جاده وبحزم قالت : - أكيد طبعا أنتي عندك تفسير غير كده **تت لحظات تفكر ثم قالت : - بصراحه لا يامنة، تبقي مصيبه لو فاكر أنه لو عمل كده ممكن أحبه او أوافق عليه يبقي بيحلم ومتوهم منة بهدوء قالت لها : - ياحببتي متستعجليش عا** شكله بيحبك ونفسه يعمل اي حاجه عشان تحبيه. شمس بنبره عاليه غاضبه قالت : - مستحيل يامنة.. مش ممكن أرجع للسجن تاني برجليا وإيرادتي مستحيل أعود تاني أنا ما صدقت أتنفس طعم الحريه، صعب اوي أرجع لذلي تاني صعب، ثم بكت وأنهارت لذكرى مؤلمه منة كانت تستمع لها ودموعها تتساقط من أجلها، فستمعت لبكاءها ثم تن*دت قالت : - اهدي يا شمس ياحببتي أنا آسفه مش هكلمك عنه تاني ارجوكي متعيطيش أنا مش هقدر اسيب العمال واجيلك شمس تجفف دموعها ثم قالت : - خلاص يامنة مفيش حاجه أنا اللي آسفه إني انفعلت عليكي وأنتي ملكيش ذنب، شوفي شغلك ونبقي نتقابل بعدين، يالا أشوفك على خير يارب. منة بحزن تنهي معها وتتوجه إلى العمال مردده : - يالا يا سطي عايزين ننجز الشغل شويه مش هينفع كده نظر لها عامل من العمال قائلا : - يا بشمهندسه إحنا بنشتغل ورديتين عشان نخلص وطلبات حضرتك كتير إحنا بنسابق الزمن عشان نخلص بس كل حاجه لازم تاخد وقتها ولا ايه؟ منة بحده ردت قائله : - معاك بس مش ندلع ونقول تاخد وقتها أنا عايزه شغل الجبس يخلص بعد يومين مليش فيه، أنا لسه ورايا تركيب السيراميك والنقاشه هتاخد وقت، أنا جايبه أمهر الصنايعيه عشان ينجزوا، الشقه دي أهم من اي شغل اشتغلتوه معايا دي شقه اخويا فهمين مش عايزة غلطه واحده هسمح بيها. رد عليها العامل قائلا : - حاضر يا بشمهندسه ربنا يقدرنا ونكون عند حسن ظن حضرتك، وان شاء الله هنسلمك الجبس والكرانيش كله بعد يومين حتى لو هتشتغل عدد ساعات زياده كله عشان خاطر حضرتك منة ببتسامه قالت : - وده عشمي فيكوا، اسبكوا عشان تكملوا شغل وانصرفت إلى منزلها وقالت تحدث نفسها مردده : - كله يهون عشان خاطر عيونك ياكيمو هسابق الزمن عشان اخلصهالك في وقت قياسي، حتى لو مش هنام غير ساعتين في اليوم بس اخلصها زي ما أنا بحلم وإذا كريم في تلك اللحظه يقوم بالإتصال عليها مرددا : - منونة حببتي إزيك اخبارك إيه أنا عارف إني مقصر معاكي بس والله عندي زحمه شغل جامده جدا حتى مش عارف اجي اشوف الشغل، بس عارف إنك واقفه بميت راجل منة بسعاده لحديثه ردت قائله : - خليك في شغلك ياكيمو، وأنا خليني في شغلي ومتشلش هم أختك واقفه بدالك وبإذن الله هتطلع أحلى ما تتصور، أنا شاده على العمال لا تقلق. كريم بضحكه يقول : - اه يامفتريه حرام عليكي، هو يعني لما تخلصيها هتجوز على طول، لسه العفش ولسه شهد مجهزتش، بلاش تزنقيهم يامنة منة بجديه وحده قالت : - ملكش فيه أنت هما كده لازم تقف على دماغهم أنا بعرف أتصرف معاهم، أنا هخلصها وبعدين نبقى نشوف موضوع العفش ده بعدين، هود*ك عند المعارض اللي بنتعامل معاها نختار المناسب واعملك الخ** المطلوب وبعدين تصورها لشهد بس بلاش تقولها أنه أنا اللي وديتك عشان متزعلش قولها اختيارك أنت. كريم وقد شعر بمدى الحزن لتفهم منة شعور شهد تجاهها، **ت ثم أغمض عينيه وقال : - معلش يا منة هي هتاخد وقت عقبال ما تفهم طبيعه علاقتها ببعض، وأنتي والله اللي عاملاه مهونه علينا حاجات كتير ربنا يخليكي ليا يارب وميحرمنيش منك حببتي منه بحب تقول : - ولا منك ياكيمو يارب، أنا يومين كده وهبعتلك صور الجبسن بورد، عشان هبدأ بالسيراميك بعد كده كريم بنبره هادئه قال : - طيب تحبي أجيلك أمتى نشتريه؟ منة تضحك له وتقول : -السيراميك اشتريته وهيتحمل بعد يومين هيجي يا أستاذ أنا مش بلعب، اخترتلك حاجه تحفه هبعتلك صور الحمامين، والمطبخ، والريسبشن والبلكونة تقولي رأيك فيهم بعد المكالمه؟ كريم بتعجب واندهاش يقول : - أنتي مش ممكن يامنة عملتي كل ده أمتى يابنتي؟ منة تبتسم ثم تقول : - يابني أنت مستغرب ليه، ده شغلي اللي بعشقه، أنا بكون مسئوله عن فيلات وسرح طبي أجهز د*كوراته وغيره وغيره... هغلب في شقه أعملها ياكيمو بجد عيب عليك تستقل باختك كده، كن واثقاً فيا ياكيمو كريم يضحك بشده ثم يقول : - والله واثق ياقلبي بس أقصد أن الوقت ضيق على كل اللي انجزتيه مش أكتر منة بجديه قالت : - لا ياسيدي لا ضيق ولا حاجه أنا بعرف امشي شغلي كويس، وعايزة أنجز قبل اجازتي ما تخلص ادعيلي أنت بس، يالا بقي سلام عشان استريح شويه وبعدين اعدي تاني على الصناعيه، واه منتساش تقولي رأيك في الصور؟ واغلقت معه ثم ارسلت له صور السيراميك، وبعد ذلك توجهت إلى منزلها وصلت الصور إليه فنظر لهم باعجاب شديد على ذوقها الرائع، ثم فكر وتساءل هل ياتري سوف ينال اعجاب شهد ام إنها سوف تقوم بعمل مشكله معه؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD