ومر يومان بدون احداث جديدة وكريم منشغل بعمله ولا يهاتف خطيبته و اخته، ويدلف إلى منزله في وقت متأخر بحكم تصويره لحفلات الأفراح ، وإذا به يرجع في يوم مجهد وعلى وجه علامات التعب والإرهاق يجد والدته مستيقظه، فالقى عليها التحيه مردد :
- إزيك يابسبستي عامله إيه وحشاني بقالي كام يوم مش عارف أقعد معاكي ولا اشوف حد خالص بسبب الشغل
بوسي ببتسامه وحب مردده :
- ربنا يعينك ياحبيبي، ويوسع عليك كمان وكمان، تحب احضرلك العشاء ولا اكلت في الفرح
كريم يبتسم وقال مردد :
- تسلم ايد*ك ياست الكل، اكلت في الفرح متتعبيش نفسك، هو بابا وبدر ناموا
بوسي امسكت بيدها ريموت التلفاز لتغلقه بعد ان اطمئنت عليه ثم قالت :
- بابا نام من بدري، وبدر كان قاعد معايا ودخل يريح ادخل شوفه يمكن تلحقه قبل ما ينام، أنا هقوم اصلي الفجر وأدخل أنام
كريم ينهض من مقعده ويقول :
- أنا هدخله اهو ياحببتي، ادعيلي ربنا يهدي الحال لحسن شهد مجنناني
بوسي ترفع رأسها ويدها ناظره لأعلى داعيه له ان يهدي الله سره، ثم تتجه إلى غرفتها لتصلي فرضها، وهو انصرف إلى غرفته واضاء نور الكهرباء، فغضب اخاه مردد :
- إيه ياعم أنت في ناس نايمه راعي شعورها مش كده
كريم يرخم عليه ويقترب منه ويلقي عليه الوسادة بعنف مردد :
- ياجزمه بقالي أكتر من ٣ أيام مشفتكش وحشتني ياولا قوم سلم عليا
ينهض بدر من فوق فراشة ويصافحه بشده ويقول له؛
- إزيك ياكيمو وحشتيني اوي
كريم بحب يربت على كتفه ثم قال :
- أنت أكتر يابدوره أخبارك في الفندق ايه؟
بدر يجلس على فراشه ويقول بتنهيده :
- ماشي الحال ياكيمو
كريم بنبره قلقه يجلس أمامه على فراشه ويردد :
- نبره صوتك مش عجباني مالك يا بدر
بدر بضيق قال :
- والله ما عارف اقولك إيه ياكريم، اهي شغلانه واخد خبره عقبال ما اخلص ام السنه اللي نقصاني، بس مش ده طموحي اللي حلمت بيه نفسي أقدم برنامج ويكون ليا فقره مشهوره أقدم كل يوم صنف حلو، نفسي أحقق حلمي ياكريم
كريم يبتسم له ويقول :
- هانت يابدر ماتقلقش كل حلم بيدأ بخطوه وأنت من صغرك بتشتغل ومحدد هدفك وده كويس درست الحاجه اللي بتعشقها، وحققت حلمك والبرنامج هيجي لما تتخرج وتثبت نفسك في الفندق وكل حاجه ليها وقتها بس أنت خلص أخر سنه على خير
بدر برضا يقول :
- يارب ياكيمو، ادعيلي، أنت بقي أخبارك ايه وشهد عامله معاك إيه ياعم، تلاقيك غرقان في الحب والعسل مين ادك
كريم يضحك بسخرية بشده، ثم ينظر له مردد :
- تصدق ضحكتني وأنا مليش نفس اساسا، واي عسل بتتكلم عليه والنبي قول بصل، شطه مشطشطه قلبي، لكن عسل معتقدش
بدر ينظر له بتعجب ويعتدل في جلسته مربعا قدميه، وعليهما الوسادة مستند عليها ثم قال بدهشة :
- ازاي بصل وشطة لا أنت غير هدومك وأنا هقوم اعمل كوبيتين شاي وهجبلك تورته لسه عاملها تدوقها تكون خدت شور وتيجي نحكي
كريم يتوجه إلى الحمام ويردد :
- ماشي يابدوره هستناك ياحبيبي
توجه كل منهما إلى مراده ثم عاود ومعه الشاي والتورته على صينيه وانتظره حتى آتي، واقترب منه يأخذ الشاي والكيك، واخذ يرتشف ويقطع جزء من الكيك وابدي إعجابه الشديد بها وقال له :
- الله ياواد يابدر إيه الجمال ده تسلم ايد*ك بجد تحفه يارب أشوفك أحلى شيف في مصر
بدر بسعاده وحب قال :
- قلبي ياناس مش اد كلامك الحلو ده والله، احكيلي بقي مالك ومن غير ما تخبي عليا
وسرد كريم كل شئ سبب له الزعل وضيق من شهد ثم استند رأسه على مسند الفراش وقال :
- هو ده كل اللي حصل ولسه لحد دلوقتي مردتش عليا بخصوص الت**يمات والد*كورات ومفروض اجبهم عشان منة تبدأ شغل، هي خصلت مراحل التأسيس الكهرباء والسباكه والمحاره هتبدأ في الجبسن بورد والسيراميك والنقاشه، مش عارف أعمل إيه بس معاها
بدر حاول أن يخفف عليه قليلا حيرته وغضبه قائلا :
- معلش ياكريم بتغير عليك وبتتدلع شويه مفيهاش حاجه، ومنة هتتقبل ده عشان أختك وبتحبك وهتتفهم، أنت الصبح حاول تتصل بيها يمكن ياسيدي مستنيه إنك اللي تكلمها مفيهاش حاجه يعني واطلب منها الفلاشة واديها لمنة عشان تبدا، ولو عجزت معاك في أي حاجة قولي رقبتي سداده ياكيمو معايا فلوس الحمدلله
كريم يحتضنه بحب قائلا :
- متحرمش منك يابدر معايا وعامل حسابي الحمدلله مستوره، ولو احتجت هقولك ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك
بدر ببتسامه قال :
- ولا منك ياكيمو، يالا بقي كفايه كده والنبي اطفي النور عشان الحق أنام ساعتين عشان هروح الكليه أشوف جدول المحاضرات، تصبح على خير
كريم يغلق الكهرباء ويرد :
- وأنت من أهل الجنه
يستند على فراشه ليريح جسده المهلك، ويفكر في شهده ويسأل نفسه، لماذا لم تشعر به وتخاف على غضبه وترعاه في كل شئ مثل أخته منة؟ولكنه لا يجد جواب فيستسلم لسلطان النوم في لحظات
تستيقظ منة من نومها على صوت هاتفها فتجده اخاه حسين فترد بفرحه شديده مردده :
- سونه حبيبي إزيك وحشتني اوي، فينك من وقت خطوبة كريم وسافرت وقولت عدولي، ينفع كده
حسين بحب وآسف رد قائلا :
- معلش ياحببتي آسف كنت مشغول اوي والله أنتي عارفه بقى الشغل مش بيرحم، وده الموسم بتاع الشغل
منة بزعل ترد :
- ربنا يعينك بس أنت ملكش أخت غيري يعني مفروض أسمع صوتك، أنا حاسه بوحده اوي ياحسين... أنت من يوم ما اتجوزت وشغلك اتنقل للغردقه مش بشوفك كتير ولا بتكلمني كتير، وكمان كريم بعد عني وانشغل بخطبته السمويه شهد أنا مش عارفه كان مفروض يسموها مُر مش شهد قال شهد قال
حسين يضحك بشده بسبب علمه بغيرة أخته على كريم ثم أخذ نفسا وقال :
- وربنا أنتي مصيبه يامنمن، وعمرك ما هتكبري أبدا وتبطلي غيرتك دي ابدا، كان الله في عونك ياكريم، وأكيد شهد عمله مشاكل بسببك برضو ومش عايز يقولك عشان متزعليش
منة ت**ت قليلا ثم تقول بضيق :
- تفتكر ياحسين ممكن تكون مزعلاه بسببي، لا أنا مرضاش أبدا أكون سبب في زعل كريم أنا هحاول الم الدور معاها عشان خاطره
حسين بجديه قال :
- هو ده عين ال*قل ياحببتي، كريم طول عمره بيحبك وعمره ما زعلك وكان لينا اخ ثالث، فبلاش تزعليه، وقوليلي هتبداي أمتى في تشطيب شقته؟
منة بضيق ترد مردده :
- والله كان مفروض من يومين، بس الهانم لسه مدتنيش والاوكيه إني ابدا، بس أنا بدات في الاساسيات وخلصتها، هتصل عليه عشان متعطتلش أنا واخده اجازه عشان اباشر العمال لأني هخلصها في زمن قياسي، هقف على اختيار العفش بقى هروح معاه كام محل بنتعامل معاهم وهيخدموه في السعر، وبعدين يبقى يوريهم للعروسه ويارب يعجبها حاجه
حسين يستمع لها بتمعن ثم قال :
- وخليه ميقولش إنك اللي ودتيه للمعارض عشان شهد متضيقش وتقول انه اختيارك
منة تزفر نفساً بغيظ ترد :
- حاضر، أنا مش عارفه هي بتضايق ليه مش أنا مهندسه زفت د*كور يعني كل اختيارتي هتكون مناسبه الشقه وللالوان، ده أنا بريحها حتى مفروض تشكرني مش تتضايق
حسين بهدوء يقول موضحاً لها :
- ياحببتي الكلام ده لو مكتب غريب مش أخته في الرضاعه هي بس تلاقيها حاسه أنها ملهاش دور فانتي حاولي تشاركيها في أي دور
منة بغضب واندفاع بضيق شديد ردت :
- وأنا مالي ومالها، أنا بشارك كيمو بس هو رأيه اللي يهمني وبس
حسين بنبره هادئه يقول :
- براحه كده من غير زرزره هو لما اي عروسين بيجوا عندك المكتب بتاخدي راي واحد منهم ولا الاثنين
منة باحراج ردت بعد فهم مقصد حديثه قائله :
- الاثنين طبعاً، بس هنا الوضع مختلف أنا فاهمه ذوق كيمو مش باخد رأيه في حاجه غير اللي محتاره فيها وهو بيبلغها بحكم إني مش بكلمها بس ادي الحكايه
حسين بجديه قال :
- تمام اثبتي على كده يبقى أنتي واجب عليكي تكلميها وتشاركيها الرأي ، يمكن ده يهدي الموضوع
منة بحيره وخنقه قالت :
- حاضر ياحسين هعمل كده، بس أنت عرفت منين ان شهد ممكن تكون عامله مشاكل، قولي ومتخبيش عليا
حسين بتوتر وارتباك قال :
- بصراحة كنت من يومين كده بتصل على خالتو بوسي اطمن عليها كعاده، وبسأل على اخبار كريم عشان كلمته ومردش، فلاقتها متضايقه وضغط عليها وعرفت، والله ما قالتلي اتصل عليكي بالع** أنا قولتلها أقولك قالتلي أوعى ياحسين، منة حساسه وممكن تزعل وأنا مش بحب حد يزعلها دي بنتي
منة بحب وتدمع عيناه من التأثر بحديث خالتها طيبه القلب، ثم قالت :
- حببتي ياخالتو والله مفيش أطيب من قلبها، كويس أنك نبهتني ياحسين عشان اخد بالي، عندك حق حتى لو أنا مش حابه شهد لازم اتعامل معاها عشان خاطر كريم وخالتو
حسين بسعاده قال :
- ربنا يكملك بعقلك ياحببتي يالا اسيبك عشان أشوف شغلي
منة بحب :
- سلملي على مراتك وإياد، مع الف سلامه
واغلقت معه ثم ظلت تفكر في حديثه، وعاتبت نفسها كثيرا لعدم مراعاه علاقة كريم بشهد، ثم توصلت لقرار إنها تحاول معها ربما في يوم تحبها وتصبح صديقتها، ثم امسكت هاتفها وحاولت الإتصال عليه ثم انتظرت الرد قائلا بنبره يغلبها النعاس مردد :
- أحلى صباح ده ولا ايه ياناس، ياصباح الفل على عيونك يامنمن
منة بسعاده وحب قالت :
- صباح الفل ياكيمو يابكاش، فوق كده وتعالالي ومعاك الت**يمات عشان عايزه ابدا شغل، اجازتي هتخلص ولسه مبداتش الجد أنت حر، مش هنفع اخد اجازه تاني أنا ماصدقت المدير رضي
كريم بحيره قال :
- حاضر يامنمن هتصل على شهد وهعدي اجبهم وادهوملك ياحببتي
منة بهدوء مصطنع قالت :
- لو تحب اكلمها أنا ياكيمو معنديش مشكله
كريم يحدق عينيه بدهشه ثم قال :
- معقول يامنة اللي بتقوليه ده، انتي معندكيش مانع تكلميها لا مش مصدق نفسي
منة بغضب وضيق مكتوم محاوله مدارته قالت :
- كله عشان خاطر ياكيمو أنت تأمر
كريم بسعاده وفرحه قال :
- ربنا بخليكي ليا يارب وميحرمنيش منك يا أحلى اخت ليا
منة بحب :
- ويباركلي فيك ياكيمو
وانهت معه المكالمه ثم نهضت وتوجهت إلى حمامها لاخذ شور، ثم بعد فتره انتهت وارتدت ملابسها وتوجهت إلى والدتها لتناول معها الفطور
اعتدل كريم ونهض من فراشه وقام بالإتصال بشهد ثم قالت :
- اخيرا اتكرمت واتصلت بيا ياكريم
كريم يتأفف قائلا بضيق :
- ولما أنا متصلتش متكلمتيش ليه حضرتك تطمني عليا مثلا أكون تعبان او في مشكله، او رحت في ستين داهيه تريحني من اللي أنا فيه ده
شهد بغضب شديد احمر وجهها وردت بعنف مردده :
- ستين داهيه ياكريم للدرجه دي أنا تعباك اوي كده، أنا كنت مريحاك مني، وقولت لو عايزني هيكلمني
كريم بعصبيه قال :
- مش كده ياشهد مش كل ما نتكلم نتخانق، مفروض إننا بنقضي أسعد أيام حياتنا مش نتخانق كده زي الديوك كل شويه، كده مش هينفع يابنت الناس
شهد ببكاء تقول :
- انت السبب على طول أنا أخر اهتمامتك، مش بتعمل حساب ليا ولا لذوقي في اختيار الشقه اللي هنعيش فيها، كل اختياراتك بتقررها أنت ومنة، وأنا مليش وجود بينكوا، أنا اللي تعبت ياكريم مش أنت
كريم وتأثر لصوت بكاءها، ف**ت ثم قال :
- ممكن تهدي أنا مش عايز اسمع عياطك أنتي عارفه إني بضعف لما بتبكي ارجوكي اهدي، أنا هعدي عليكي بعد العصر اخدهم ونتناقش بهدوء لو في حاجه مش عجباكي قولي عليا وهي تغيرها اتفقنا
شهد تجفف دموعها ثم قالت :
- اتفقنا ياحبيبي هستناك ومتتأخرش عليا
كريم بهدوء مصطنع قال :
- حاضر مع السلامة
واغلق معها وقال :
- يارب صبرني أنا حاسس إني بضغط على نفسي واعصابي، ومش مرتاح، يارب الهمني الصواب وحلها من عندك
في مكان آخر بإحدى الملاهي المشهوره يجلس سعد يحتسي كأساً من الخمر، وبجانبه إحدى الساقطات تتمايل عليه بحركات مستفزه، وصوت ضحكاتهم يعلو بالمكان فنظر إليها بوحاقه مردد :
- إيه ياموزه مش كفايه كده ولا عايزة تقعدي تاني، يالا بقي نكمل الليله عندي ياجميل
نظرت له نظره إغراء تدل على موافقتها، ثم امسكها من خصرها، ضاممها إليه بوقاحه، ثم توجه إلى سيارته، ودلف إلى منزله ليغوص معها في المحرمات وغضب الله
استيقظت شمس عند إشراق الصباح، فنهضت ودلفت إلى حمامها، واخذت حماماً، ثم ارتدت ملابسها الرقيقه، ومشطت شعرها وقامت بتضفيره بشكل سنبله فكان رائعاً ، فقد كانت فتاة جذابه عيونها زرقاء، وشعرها بلون البندقي، وتتميز بطابق حسن يزيدها ف*نه، ويضيف لها حسن لا مثيل له، انتهت من كل شئ وجلست تنتظر أوامره، فطرق بابها ودلف إليها ، ونظر لها نظره اعجاب حاول قدر المستطاع ان يداريها، ثم تحدث بغظه شديده وبلهجه امره مردد :
- قومي ياهانم حضري الفطار، وبعد ما تخلصي القصر كله عايزه بيلمع، وأياكي ثم اياكي أشوف اي تراب على اي قطعه
نظرت له بصدمه ثم ردت بصوتٍ منخفض وم**ور قالت :
- ازاي عايزني انضف القصر كله لوحدي، ده كبير اوي، طب خلي حد يساعدني من الموجدين هنا
رد عليها بعظمه وكبرياء وصوت مرتفع مردد :
- مش بمزاجك ياحلوه، كلمتي تتنفذ، انتي هنا خدامه، عبده عندي اشترتها ملكيش اي حق تعترضي، تنفذي وبس، فاهمه ولا مش فاهمه، غوري نفذي اللي طلبته
نظرت له بان**ار مطاطأة الرأس مردده بالم :
- اوامرك ياعا** بيه
وانصرفت لتقوم بتجهيز وجبة الإفطار ، وبعد مضي الوقت، وضعت أمامه الطعام، وانصرف بدون اي رد منها، نظر إلى الطعام وبدا يتناوله، ثم امرها بتجهيز فنجان قهوة، ثم تناوله وانصرف إلى شركته ليمارس عمله الذي تركه منذ ان آتت إليه .
ومرت الساعات على البائسه تعمل وتنظف القصر، حتى انتهت منه، فقد إهلكها التعب، فتوجهت إلى غرفتها منهلكه،ومتعبه بشده، ودلفت إلى حمامها لتاخذ حماما دافئاً، ففتحت المياه ونزلت أسفلها بملابسها، فقد اخذت تبكي من الامها وان**ارها، وضعفها فكان صوت دموعها كالشلال صوته أعلى من صوت المياه المتدفقه عليها، وكانت لا تتذكر إلا آخر كلماته لها، بأنها خادمه، عبده عنده يمتلكها، فاستمرت في البكاء فتره لا تعلمها، حتى خرجت وجلست على الأرضيه تبكي وتعلن حظها إنها وقعت تحت يد من لا يرحمها، حتى غفت مكانها،
وصل إلى قصره، وعيناه تبحث عنها في كل مكان ولا يجدها، فسأل عنها إحدى الخدم، وعلم بما تم انجازه، وإنها بغرفتها تستريح، دلف إلى غرفتها وقام بفتحها بعنف، وإذا به يجدها نائمه ضامه قدميها إلى ص*رها، كوضع الجنين، فاشفق عليها لأول مره قلبه يحن لها، فاقترب منها فسمع همهمه تردد بصوت ضعيف، كلمات غير مفهومه مردده :
- سبني... ارحمني... أنا مش عبده... أنا مش جاريه.... حرام عليك.... أنا مليش ذنب... بابا السبب
نظر لها متعجباً فقترب منها محاولا حملها، وإذا به شعر أن درجه حرارتها مرتفعه جدا، فحملها مسرعا تحت المياة، لتبرد المياه حرارتها، فإذا بها ترتعش وتتشنج مره واحده، وهو واقفا لا يتحرك، وبعد مضي فتره وجد حرارتها انخفضت، فحملها على الفراش، مناديا إحدى الخدم تدعي سميره بأعلى طبقات صوته فأتت مسرعه له مردده :
- افندم ياعا** بيه
رد عليها بغضب مردد :
- تعالي غيري هدوم شمس بسرعه، عقبال ما اطلب الدكتور يجي بسرعه يشوفها، بسرعه اتحركي
تحركت سميره إليها ، وبحثت عن ملابسها، ثم نظرت إليه ، نظره وصلت إليه فأنصرف واغلق الباب محدثا الطبيب، الذي آتى بعد فتره قصيره، وقام بالكشف عليها، تحت انظاره القلقه عليها، ثم كتب العلاج في ورقه اعطاها اياه، ونظر له مردد :
- خير يا دكتور اخبارها ايه؟
الطبيب ينظر له ويقول بنبره هادئه :
- الحمدلله كويسه، هي بس تعرضت لنزله برد شديده، عملت السخونيه الزايده دي، ياريت حد يتابع درجه حرارتها ويعملها كمدات ميه ساقعه، ويديها العلاج وهتبقى كويسه ان شاء الله
تن*د عا** براحه ثم شكر الطبيب، وانصرف، ثم قدم روشته العلاج لإحدى الخدم ليقوم بشراءها، ثم دلف اليها، وجلس بجوارها ينظر لها بأعجاب، فكانت شبه الملائكه أثناء نومها، فأخذ عهد أنه لا يضايقها بعض الآن ، فقد فشل في انتقامه منها، وقد خانه قلبه وضعف أمامها، فهي ضحيه زوج أم أناني طماع فتوعد ان ينتقم منه لما تسبب في الامها
ومر الوقت سريعا ودلف إلى منزلها،
انتفضت من فوق مقعدها وتوجهت إلى باب شقتها وقامت بفتحه فوجدته أمامها فتبسمت ابتسامه ساحره، فبادلها الابتسام ثم قالت له بحنان :
- وحشتني اوي ياكريم
نظر لها وقال بدبلوماسيه، وأنتي كمان
شعرت أنه يقولها يجاملها ولايشعر بها، **تت وقالت بنبره حزينه، اتفضل أدخل ، هتفضل واقف كده على الباب
كريم دلف بالداخل ورحبت به والدتها، ثم تنسحب لتحضير العصائر، وتترك لهم فرصه للحديث، جلس وقال بجديه :
- ممكن تقوليلي على اللي يرضيكي عشان مش عايز اتأخر، لسه هروح لمنة وبعدين اطلع على فرح هصوره، والوقت ضيق جدا معايا
نظرت له بحزن شديد، ثم قالت بتهكم :
- يعني جي بعد غيبه كام يوم ومستعجل، مش هاين عليك تقعد معايا شويه، للدرجه دي مش طايق تفضل معايا ياكريم
نظر لها بحده وعلى وجهه عبوس شديد، وقال بغضب :
- أنا مش فاضي يامنة
قاطعته بغضب مردده :
- أنا أسمى شهد مش منة ياكريم
كريم وقد أدرج الخطأ الذي يعلم جيدا أنه لا يمر بسلام، فاغمض عينيه وزفر انفاسه، وابتلع ريقه ثم قال :
- آسف ياشهد لذة ل**ن غير مقصوده، يمكن بس عشان قبل ما اجي منة كانت بتكلمني على الشقه وبكده فاخدت على ذكر الاسم مش أكتر
لوت فمها بستهزاء وقالت بسخريه :
- عادي ولا يهمك ياكريم، عن إذنك هدخل أجيب الفلاشه عشان متتاخرش على منة
وتركته وقلبها يعتصر الماً بشده، فخطيبها الذي حلمت أن تكون هي كل اهتماماته وأن يعشقها ويلبي كل مطالبها، ويغمرها بحنانه يخطأ بإسمها ويناديها بأسم آخر ، ويا له من مبرر يردده، لابد إني احارب حتى انتصر واجعل حبه لي يتضاعف في قلبه، حقاً أنا أريده ولا أستطيع البعد عنه، وهو يستحق ذلك، ثم توجهت له محاوله ان تكون على طبيعتها ثم ابتسمت مردده :
- اتفضل ياكريم العصير، والفلاشه اهي ومعاها الت**يمات ، وأنا موافقه عليهم ابدأ على طول مضيعش وقت عشان تجهز، ولما اي مرحله تخلص تبقى تصورهالي على الواتس، اتفقنا
كريم ببرود قال :
- اتفقنا حاضر هستأذن عشان اللحق اروح شغلي
صافحتة بحراره وهي ناظره له بحب، فسحب يده وقال بارتباك :
- مع السلامه سلمي على طنط
وانصرف مسرعا إلى منزل خالته وتركها في حيرتها منه، حتى أتت والدتها من الداخل فوجدتها شارده حزينه فقالت لها :
- مالك ياشهد شكلك زعلان ليه كده، هو كريم مشي ولا ايه؟
شهد قالت بنبره حزينه :
- اه ياماما راح لمنة عشان يديها الت**يمات عشان تكمل شغل الشقه
سلوى رفعت حاجباها الأيسر بتعجب ثم اردفت قائله :
- و اللي مزعلك أنه مشي، ولا أنه راح لمنة؟
شهد بغضب وضيق ثم ردت في حنق مردده :
- الاثنين ياماما الاثنين... ده مكملش معايا ١٠ دقايق قام ده حتى مشربش العصير، وقال إيه مستعجل وعنده فرح
سلوي تجلس بجوارها وتقول لها بنبره هادئه :
- ياحببتي لازم تقدري شغله، لأن شغله ده اللي هيساعده أنه يجهز الشقه ويفرشها فلازم تعينيه على كده مش تضايقي منه، حاولي تقربي من منة وفرصه أنها هتبدا في الشقه تحاولي تساعديها في اختيارات الشغل
تعقد بين حاجبها وتقول بغيظ :
- هي ياامي مش سيبالي حاجه اختارها مختاره كل حاجه، لا تقلقي أنا بس ياخوفي لتختار كمان السرير اللي هنام عليه
ضحكت والدتها بشده على طريقه ابنتها، ثم قالت لها في حنو :
- والله كتر خيرها عايزه تريحكوا، من حبها في أخوها مش عايزه تخليه يشيل هم، أنتي عارفه لولا إنها مهندسة د*كور مكنتش خليتك تسكتي، لو بتدخل من باب اخته بس، لكن هي بتتكلم من باب مهندسه فرأيها أكيد كويس وشايفه حاجات إحنا مش فهمنها، أنتي فهماني
شهد تتن*د بصوت مرتفع، وتتأفف بشده ثم قالت :
- فهماكي والله وده اللي مصبرني والله
ابتسمت الأم وقالت :
- ربنا يهديلك الحال يارب
وصل كريم إلى منة وقدم لها الت**يم ثم انصرف لعمله، بعد أن قدم لها اعتذار ان وقته حان الآن للذهاب إلى عمله، فتقبلت ووعدته إنها سوف تبدأ عمل من غدا، ثم صافحها وتوجه إلى محل عمله