الفصل الخامس

3103 Words
كريم يضحك بشده ثم يقول : - والله واثق ياقلبي بس أقصد أن الوقت ضيق على كل اللي انجزتيه مش أكتر منة بجديه قالت : - لا ياسيدي لا ضيق ولا حاجه أنا بعرف امشي شغلي كويس، وعايزة أنجز قبل اجازتي ما تخلص ادعيلي أنت بس، يالا بقي سلام عشان استريح شويه وبعدين اعدي تاني على الصناعيه، واه منتساش تقولي رأيك في الصور وأغلقت معه ثم أرسلت له صور السيراميك، وبعد ذلك توجهت إلى منزلها وصلت الصور إليه فنظر لهم بإعجاب شديد على ذوقها الرائع، ثم فكر وتساءل هل ياتري سوف ينال اعجاب شهد ام إنها سوف تقوم بعمل مشكله معه؟ ثم فكر جيدا وقال في نفسه مردد : - طيب أكدب عليها واقولها إني أنا اللي اشترتهم ولا اقول الحقيقه، اااه ياربي ليه بس تبصعبيها عليا كده ياشهد، أنا هقول اللي حصل وزي ما تيجي بقى جلس على مقعده داخل مكتبه وقام بالإتصال عليها واتي الرد وقالت بهمس : - كريم إزيك وحشتني كريم بارتباك وتوتر قال : - إزيك ياشهد عامله إيه؟ أنا بعتلك صور لسه منة بعتاها شوفيها كده وأنا معاكي قوليلي عجبتك؟ شهد بضيق ثواني هشوفها ياكريم لسه بتحمل كريم بهدوء يرد : - أوك حببتي أنا مستني شهد اتسعت حدقتاه متأمله الصور، ثم ردت عليه بحده : - كريم أنت بتقول الصور لسه جيالك معني كده إنك مش أنت اللي اخترتهم صح ولا أنا غلطانه؟ كريم أغمض عينه بنفاذ صبر ثم ردد قائلا : - أيوه ياشهد منة بعتتهم بعد ما اشترتهم، وأنا لسه شايفهم حالا قولت ابعتهم تشوفيهم، بصراحه أنا اتفاجئت من جمالهم ورقتهم وقولت أكيد ذوقنا واحد وهيعجبوكي زي، ولا أنا غلطان عضت على شفتاها بغيظ وضيق، ثم اخذت نفساً عميقا ثم قالت له ببرود مصطنع : - عادي ياكريم مش فارقه، هو أنا اخترت ايه في الشقه عشان يعجبني او ميعجبنيش، اللي تشوفه منة وأنت اعملوه، أنا يادوب ضيفه فيها مش أكتر ، ومليش أي دور يذكر كريم يمسح بيده على وجه دلاله على نفاذ صبره، ثم قال : - ايه اللي بتقوليه ده، شهد مش كل ما تعمل منة مرحله تعملي مشكله ارجوكي ارحميني أنا تعبت بجد، أنا كان ممكن يابنت الناس أكدب عليكي وأقولك إني أنا اللي اخترتهم وده ذوقي واشترتهم ساعتها مكنتيش هتتكلمي، بس أنا حبيت أكون ص**ح، فبلاش ياشهد ارجوكي هتخليني أندم على صراحتي معاكي، واعتبري نفسك اتخطبتي ليا والشقه على المفتاح أنا مش عايز أتعب تفكيرك ولا اشغلك... ممكن تبطلي تصغير دماغك وتكبريها شويه أبتسمت وقلبها يعتصر الماً ثم قالت : - حاضر ياكريم هحاول أكبر دماغي كريم متسائلا باهتمام مردد : - بس قوليلي بصراحة السيراميك عجبك؟ شهد بحزن قالت : - حلو ياكريم لكن كان هيبقى أحلى لو كان من اختيارك أنت كريم بضيق لعدم فهمها ظروفه قال : - أنا ظروفي صعبه ياشهد، ومنة ربنا بعتهالي من السماء عشان تشيل عني وتريحني، أنا بشتغل واش*ي وهي بتوضب، مش محسساني بأي مجهود غير إني بديلها كل شويه دفعه فلوس وهي ماسكه الميزانيه والحمدلله بتعمل شغل حلو هيعجبك بإذن الله، حاولي تقدري ده لو سمحت شهد بغضب تحاول جاهده اخفاءه قالت : - هحاول ياكريم حاضر، اي طلبات تانيه كريم بزعل قال : - شكرا مع السلامه، وأغلق معها دون أن ينتظر ردها، ثم أسند بيده على رأسه وأغمض عيناه وظل يفكر في اختياره هل صحيح ومناسب ام انه تسرع ويمر اسبوع والجميع يعملون في نشاط، منة وقد أنجزت مرحله السيراميك وارسلتها إلى كريم الذي أعجب بها جيدا، ثم بدات في أساسيات النقاشه فهي طوال يومها لا تترك الشقه حتى تنتهي منها وتسلمها وهي راضيه عنها.... أما شمس فكانت تجاهد لإثبات نفسها في العمل، تحاول ان تنسي او تتناسى شمس الضعيفه وتكتسب خبره وقوه من الماضي، أما عا** فلم ييأس من محاولاته معها، كل يوم يرسل لها بحجه مختلفه حتى يراها ويُمتع عيناه برؤيتها أمامه ، وهي مازالت عند موقفها معه تراه أمامها معذبها لا أكثر ، وفي يوم من الأيام كانت أمامه يسألها عن بعض الملفات، وإذا يطرق الباب ويدلف إليه مازن صديقه بمرح قائلا : - عوووصه حبيبي وحشتني اوي عامل ايه؟واخبار الشغل إيه ؟ عا** ممدا يداه ليأخذه في عناق شديد مرددا : - حبيبي ياميزو هو ده اليومين اللي قولت عليهم أكتر من أسبوع ياراجل، وحشتني اوي اوي الشركه مضلمه من غيرك مازن يبتعد عنه بعد مصافحته لينتبه من وجودها واقفه تشاهد المشهد في **ت، ثم رد قائلا : - بس منوره بغيري يا عوووصه، مش تعرفني مين القمر دي؟ عا** ضيق عينيه وقال بحده : - دي آنسه شمس بتشتغل معانا في الشركه في قسم السكرتارية مازن يقترب منها ومد يده ليصافحها، ناظراً لزرقة عيناها، شارداً في سحرهما، كأن كهرباء اصابته بصدمه كهربائيه، قوة مغناطيسية أصابته في قلبه، ثم فاق وقال بضحك : - وأنا بقول الجو عندك سخن ليه اوي كده، اتاري الشمس كلها منوره عندك نظرت له شمس وقد اعجبها غزله ثم ابتسمت ابتسامه رقيقه ثم قالت : - ميرسي لذوقك، أي أوامر تانيه يامستر عاصم نظر لها بغضب وغيره على ابتسامتها له، ثم ادرف قائلا : - لا شكرا ياشمس اتفضلي انتي على مكتبك انصرفت على مكتبها وعيناها متابعه لمازن حتى أغلقت خلفها الباب وتوجهت إلى مكتبها مردده بهمس قائله : - يخربيت ابتسامتك، يانهاري هو في كده ولا عيونه الكحيله تسحر،فيها سحر ولمعه غريبه... قمر يخربيتك، ثم جلست لتكمل عملها وهي شارده فيه مازن صامت وقد لاحظ عا** شروده فقطع هذا ال**ت مردد : - مالك يا مازن سرحان في ايه في مشكله ولا حاجه في الشغل؟ مازن ينتبه له ثم يقول : - هاا بتقول حاجه عا** بضحكه عاليه يقول : - لا أنت مش معايا خالص ايه اللي شاغلك يابني مازن بهيام يردد : - مش عارف يا عوووصه البنت فيها مغناطيس شدني مش عارف ابدا انسى جمال سحر عينها حلوه اووي عا** ينهض من مجلسه، ويض*ب بيده المكتب بشده وغضب، ثم ويقترب منه بغضب ويمسكه من قميصه بحده مرددا : - بقولك إيه شمس مش من النوع اللي تعرفه مش هسمحلك تقرب منها، دي بنت غلبانه ومش بتاعت الكلام ده إياك يامازن أعرف إنك قربت منها ولا لعبت بمشاعرها دي بنت خام خالص وملهاش في المسخره مازن يحاول ان ينزل يده ثم نظر له بغضب مردد : - في ايه ياعا**، دي اول مره ترفع ايدك فيها عليا، مالك بتحاملها ليه كده، ماهي بنت زي اي بنت، حتى لو خام، هو في بنات خام في الزمن ده، أنت بس اللي غشيم وكل بنت وليها دخله، وأنا عارف داخله كل بنت، متشغلش بالك أنت بس عا** ضم قبضته غضباً وض*ب المكتب بيده مرة أخرى ثم نظر له بعينين حمراوتين من شدة الغضب مردد : - قولتلك ملكش دعوه بيها، سبها في حالها دي جايه تشتغل وتاكل عيش، ولا أنت صعبان عليك بنت تخرج من تحت إيدك سليمه، عشان خاطري يامازن بلاش شمس مازن فاغرا فاه متعجباَ مما قال ثم **ت قائلا : - مالك أنت ياعا** أنا مستغرب أول مره تهتم ببنت بتشتغل عندك، أنت بتحبها ولا ايه؟ عا** بارتباك وتوتر قال : - أحبها ايه وكلام فارغ ايه، أنا بس بقولك إنها غلبانه فبلاش تلعب عليها وسبها في حالها ضحك بسخريه ثم قال : - حاضر ياعا** هسبها بس ياريت هي تسبني في حالي ياصاحبي، يالا سلام هروح اشوف شغلي وانصرف وتركه في دوامه من الحيره والتفكير، هل ممكن شمس تعجب به!!، وترفض حبه الذي يتمني ان يعوضها، فلماذا انكر وأخفى عن صديقه ما حدث معها؟، ربما لو كنت اعترفت بحبي لها كان تركها، لماذا هذا ال**ت...؟ لماذا عقد ل**ني ولم أبوح بما داخلي فهو اقرب صديق لي؟ ، ياتُرى ماذا سيحدث الأيام المقبله...؟ اااه ياشمس حياتي اللي انطفأت يوم بعادك عني، وأصبح الظلام ستئد كل أيامي. ومر اسبوعان وبعد أنتهاء مرحله السيراميك، كانت معده مسبقا مع أحد المعارض لتجهيز المطبخ، والسباكه الخاصه بالبانيو والمقاعد، كل شئ كان مرتب بدقه وانتهت منهما في نفس الوقت كانت الشقه جاهزه ليس متبقي غير اخر وجه للبياض، فقامت بابلاغ كريم حتى يأتي لمشاهده الشقه، وإذا بها تفاجأت بدخول شهد لترى ما تم إنجازه، فدلفت بالداخل تنظر إلى كل ركن في الشقه من الوان وغيره، ثم قالت بحده وصوت مرتفع، مردده : - إيه الألوان الق*ف ده يابشمهندسه، دي الوان دي تختاريها، مادام ذوقك بلدي كده، فقولتيش ليه عشان اغيرها، وكمان الوان المطبخ مش حلوه منة تنظر لها بغضب وتجز على أسنانها ، ثم حاولت ان تتماسك عن اهانتها ثم قالت : - اولا : الق*ف اللي مش عاجبك ده أنا بعتلك الألوان وأنتي وافقتي عليها وقولتلي لكريم تمام - ثانيا: اللون اللي مش عاجبك ده بطانه اللون الاساسي القطيفه لسه متعملش التقطيع بتاعه بالمالك، يعني ده مش اللون الأساسي حضرتك. - ثالثا : والأهم حتى لو في حاجه مش عجباكي في أسلوب أحسن من كده ممكن تتكلمي بيه، لأن ده مش أسلوب تكلميني بيه ياشهد شهد باندفاع وغضب وغيظ قالت : - أنتي هتعمليني أتكلم ازاي، ما تيجي تديني قلمين أحسن وعند هذه اللحظه لم يتمالك نفسه، بعد ما استمع إلى طريقتها المستفزه لأخته ، فقام بدفع الباب صارخاً بأسمها ، فنتفضت من صوته الحاد الغاضب، وعيناه التي اتسعت حدقتاه من شده الغضب مرددا بأسمها : - شهد ايه اللي بتقوليه لمنة ده، يعني بدل ما تشكريها بتكلميها بأسلوب الحقير ده، أنا عمري ما هسمحلك أنتي او غيرك أنه يتجرأ وكلمها كده أبدا شهد بلجلجه تحاول أن تعيد إصلاح الموقف مردده : - ياكريم اسمعني بس كريم ممسك بمع** يديها بشده، ناظرا لها بعيون تتطاير منها الاحمرار من شده الغضب مردد : - هي كلمه واحده لو لسه باقيه على اللي ما بينا ياشهد، اعتذري لمنة فورا شهد تنظر له بصدمه، ثم ت**ت بدون رد، فكرر مره ثانيه كلماته بحده أكثر وأنتظر الرد منها فأجابت مردده بغيظ وضيق : - سوري يامنة مقصدش نظر لها وقال ببرود غير الذي يكنه بداخله، مردد : - برغم ان اعتذارك طريقته معجبتنيش لكن هحاول اقبله، ودلوقتي اتفضلي روحي مش قادر اتكلم معاكي، ولا أشوفك ياشهد ، اتفضلي " قالها بحده افزعتها، فنسحبت ودموعها تنذف على وجنتيها بشده" نظرت له منة واقتربت وقالت بهدوء وحنان أخوي مردده : - ليه كده ياكريم كنت قاسي اوى معاها، محصلش حاجه لكل ده كريم بنبره مرتفعة وغيظ قال : - أنتي اللي بتقولي كده يامنة، دي أهانتك وأنا مسمحش أبدا أن حد يهينك ولا يدوسلك على طرف طول ما أنا عايش، متحاولش تجملي الموقف أنا سمعت كل حاجه صوتها كان عالي وطريقتها مستفزه جدا، الهانم نسيت الباب موارب شويه وسمعت كلامها، ولولا إنها اعتذرت أنا كان هيبقي ليا تصرف تاني خالص منة بسعاده داخليه لا تستطيع اخفاءها ردت بحب : - ربنا يخليك ليا ياكيمو وميحرمنيش من حنيتك يارب، والله أنت معوضني عن غياب حسين فوق ما تتخيل، بس عشان خاطري تبقي تراضيها، مش عايزة أكون السبب في زعل بينكوا كريم ممسكا بيديها وقال بحنان : - ربنا يخليكي ليا يا أحلى أخت في الدنيا، ويهدي حسين ويجي يستقر هنا يارب، وتعالي بقي ف*جيني على جمال الشقه اللي معرفتهاش من حلوتها ياقمر أنتي تضحك منة بشده ثم يتجولوا في أركان الشقه تشرح له ماذا هي فاعله بكل ركنه، وهو واقفا مستمع لها بكل اعجاب في مكان آخر في الغردقه يجلس حسين بجانب زوجته لبنى وابنه إياد الصغير، فيجده جالساَ حزينا، فنظر له ونادي عليه مردداً : - مالك يا إياد ياحبيبي زعلان ومقموص ليه كده؟ إياد يمط شفتاه بحزن مردد : - عشان أنا اتحايلت عليك كتير أنزل معاك اغطس وأنت بترفض، وعلمتني العوم بالعافيه عشان خايف عليا، واخدت دروس كتير نظري، وأنا نفسي أنزل أشوف السمك تحت المياه، والشعب المرجانيه، كل أصحابي نزلوا وبيحكوا ليا عن جمالها، وبيستغربوا اوي لما يعرفوا إني منزلتش ولا مره، وبيقولوا معقول باباك أحسن غطاس ومنزلش ولا مره يا إياد ، يرضيك كده أصحابي يضحكوا ويتريقوا عليا ياسي بابا كان يستمع له وهو حزين لزعله، ولكنه لا يعلم شده خوفه عليه، وحبة الزائد له، فقد انجبه بعد فتره طويله من العلاج منَ الله عليه به، ولكنه محق فهو طفل ويريد ان يلعب ويفتخر بوالده، ف**ت كثيرا، ثم نظر له بحب مردد : - بص يا إياد ياحبيبي أنا بحبك اوي، ومعنديش غيرك في الدنيا أخاف عليه عشان كده بخاف تنزل الميه وتغطس يجيلك برد او تتعب، البحر تحت دنيا تانيه خالص مفتوح وكبير اوي، خايف عليك البحر ياخدك ويجرفك وتسرح معاه صدقني إياد ببكاء شديد يقول : - يا بابا متخفش أنا مش صغير، وأنت معلمني العوم كويس، مش هيجرالي حاجه مره واحده بس أشوف الدنيا دي تحت الميه زي أصحابي عشان خاطري يابابا، خدني معاك أشوفها حتى لو مره واحده في عمري ومش هطلبه منك تاني أرجوك نظر إليه وجفف دموعه بحنان ثم قال له : - حاضر يا إياد بس متعيطش مفيش راجل بيعيط ولا ايه؟ اجهز يا بطل وهاخدك ننزل ساعه ونيجي نهض قافزا من مكانه في سعادة محتضنه بحب وهو يرفع يده لأعلى مرددا : - يعيش بابا.. يعيش.. يعيش أنت أحسن بابا في الدنيا ضحكت لبنى بشده قائله : - معقول يا إياد ياحبيبي كل الفرحه دي عشان هتنزل تغطس، أنا لو أعرف كنت خليت بابا نزلك من زمان إياد يركض مسرعاَ في أحضان والدته بحب يقول : - اوي ياماما.. أوي فوق ما تتصوري، ده حلم عمري إني اغطس واخد تلفوني واصور السمك والشعب المرجانيه تحت، ياااه ياما حلمت باللحظه دي، كل ما حد من أصحابي يحكي ادامي، أتخيل أنا اللي شايفها وبصورها، أنا فرحان.. فرحان اوي لبني تشتدت في عناقه بشده، وإذا بقلبها انقبض فجأه لا تعلم ما السبب، فستغفرت في سرها وقالت بحب : - ربنا يسعدك كمان وكمان ياحبيبي، ادخل اجهز وحضر نفسك عشان تلحق تيجي يبتسم لها بسعاده ثم يقول : - حالا يا ماما وهكون جاهز وانصرف الي غرفته مسرعاً، ثم ارتدي ملابسه وقام بتصوير نفسه سلفي بملابس الغطس، وقام بمشاركتها على صفحته كاتباَ اسفلها : - انتظرونى في أحلى مغامره في حياتي، أنا والسمك عش*ي، والشعب المرجانيه، هبث مباشر وهنزل الصور نظر حسين إلى زوجته بتعجب فوجدها شارده فسألها مردد : - مالك ياحببتي شكلك اضايق ليه كده مرة واحده ! نظرت له بحزن ثم قالت : - مش عارفه ياحسين وأنا بحضن إياد ، قلبي انقبض كده مره واحده مش عارفه ليه، وجالي هاجس أنها هتكون آخر مره احضنه فيها، استغفرت ربنا كتير بس مش عارفه ليه الاحساس مسيطر عليا، حاسة زي ما تكون روحي هي اللي بتتسحب مني، إياد كل حاجة في دنيتي حبي ليه فاق كل الحدود، بخاف عليه من النسمه الطايرة، خايفه يبعد عني، أنا ممكن امووت لو لو جراله حاجة... ارجوك خلي بالك منه حسين بنظره قلق وخوف : - تحبي اخترع أي حجه وألغى الفسحه، أنا برضو خايف عليه اوي، طول عمري بخاف عليه ليحب البحر، ويعشقه زي البحر غدار وبحوره غريقه وياما خد ناس، ملوش كبير لبنى بحزن وقلة حيله قالت : - مقدرش أ**ر فرحته ياحسين أنت مش شايف فرحان ازاي، صعب تضيع الفرحه دي عشان مخاوفنا، ربنا يسترها ويحفظه اتي إياد وعلى وجه قمه الفرحه مردد : - أنا جاهز يالا بينا يابابا حسين محتضنه بشده كأنه يريد ان يدخله في أعماق ضلوعه، يقول : - حاضر ياقلبي يالا بينا نظرت اليهما ثم قالت بحب : - خلي بالك من نفسك يا إياد ، قلبي بين إيد*ك ياحسين حافظ عليه نظر لها حسين بحب وقال : - ربنا هو الحافظ يالبنى مع السلامه لبنى بخوف ورعب قالت : - في امان الله ورعايته، ربنا يرجعكوا بالسلامه يارب وانصرفوا متجهين إلى مكان الغطس بعض ارتداء الادوات اللازمه، نظر له وقال : - عايزيك متفارقنيش خالص تحت الميه، وعينك عليا وتفهمني من الإشارات اللي علمتهالك قبل كده فاكرها اومأ راسه بنعم قال له بجديه : - تمام استعني بالله مستعد رد بحماس شديد : - مستعد جدا يالا بقى يابابا شاور الوالد بأصبعه.. واحد، اثنان، ثلاثه،،، يالا وغطسوا سويا، وكانت من أجمل اللحظات التي مرت عليه، فكان مستمتع وهو يرى الأسماك ذات الألوان والأحجام المختلفه، والشعب المرجانيه الرائعه، سبحان من ابدع هذا الملكوت، أنه الحي القيوم الواحد الأحد ، فأخذ يلتقط الصور بجانبهم وعيونه تلمع من السعاده، فكان إذا ابتعد قليلا عن والده شاور له ان لا يتركه، ويستمر في مكانه، فإذا به يجد حسين شخصاً محتاج مساعده، فلا يستطيع أن يتنفس، فلاحظ عدم وجود مدربه معه، فأسرع إليه ووضع له انبوبه الأ**جين في فمه ليتنفس، ثم أخذها محاولا صعود هذا الرجل فوق المياه حتى يتنفس بطريقه سليمه، فطمئن عليه، وشكره، ثم غطس لابنه الذي بحث عنه فلم يجده، فطار عقله وتصارعت انفاسه، كاد أن قلبه يقف من الرعب، فبحث هنا وهناك مثل المجنون، لكنه لم يجده فإذا ب إياد رأى سرب من السمك الوانه غايه من الروعه، يسبحون بطريقه عجيبه راسمين اشكال متعدده، فنتبه إليهم، وسبح خلفهم لالتقاط الصور، ونسي اشاره اباه إلا يبتعد، واندمج مع سرب السمك، حتى غاص وابتعد جدا عن مكان والده فنظر حوله يميناً ويساراً برعب فلم يجده، فكان المكان واسعاً مخيفاً وإذا به يرى أسماك كبيره الحجم جدا، وشكلها مخيف، فاتحه فمها تريد أن تلتهمه، فأغمض عيناه، وحاول جاهدا أن يبتعد ولكنها كانت أسرع منه، وجرحته بقدميه، فنظر إلى قدميه، برعب وخوف، فسقط من يده هاتفه، وحاول أن يبتعد ويسبح، ويسبح وإذا به وجد كهف ضيق والسمكة المتوحشة تأتى من خلفه، ولا يوجد فرار غير دخوله هذا الكهف الضيق فدلف بداخله ويتملكه الرعب، وإذا به يرى مجموعه ضخمه جدا من الأسماك المتوحشه كبيره الحجم، قامت بالهجوم عليه بدون رحمه ومازال حسين يسبح ويعوم، وعيناه تبكي بحور من المياه كالشلالات، ولا يدري ماذا يفعل، فقد سبح طويلا على اعماق عميقه ولايجده، وإذا به يلمح شيئاً على بعد امتار قليله فاقترب منها، فإذا به يجد هاتف ابنه فأغمض عينيه بألم، ونظر له محاولا أن يقف البث الذي قام به ليتعرف على آخر مكان له، فانتظر دقائق مرت كالدهر عليه، ورأى كل شئ، وتوجع وكاد قلبه أن ينفطر عليه، فعلق الهاتف حول رقبته وسار يسبح بشده يبحث عنه حتى وجد الكهف المظلم حاول أن يمر به لكنه فشل، وهنا علم ان ابنه من الممكن أن يكون بالداخل ولعن الظروف التي ابعدته عنه، كما لعن نفسه مئات المرات لتركه، فكان يجب أن ياخذه معه، اااه ماذا أنا فاعل، لابد ان أعود للإتصال بفرقه الإنقاذ لدخول الكهف، يارب يارب احفظه لي يارب أستطيع انقاذه وانجيه، أنت العالم بي وبحالي، عاود حسين بقلب ينفطر حزناً والماً على ابنه وبعد وقت قليل صعد على اليخت وذهل من وجود زوجته التي كانت تنتظره مع فرقه إنقاذ كامله على ظهر اليخت، فنظرت له صارخه بدون وعي باكيه بشده مردده : - ابني فين ياحسين... إياد راح فين قولي انه هيطلع دلوقتي فرحان بمغامرته، ويحضني بفرحه.... قول أنه كويس، مرحش ومش هيرجع، انطق ساكت ليه حسين جالس على ارضيه اليخت منهار بالبكاء مطأطأ الراس،من**ر، صامت لا يتحدث، فاقتربت منه ورفعت بيدها رأسه ، ناظره في عيونه مردده بألم، قائله : موطي راسك ليه، بداري دموعك ليه عني، ابني ضاع ضاع وراح مش هيرجع، أنا شوفته، شوفت الفرحه اللي في عينه، صحابوا كلموني وقالوا أنه عامل بث مباشر من تحت الميه، شوفت ياقلبي رعبه من السمكه المتوحشه، شوفت كل حاجه، كل حاجه ياحسين، وفجأه وقع تلفونه منه واختفي، قلبي حس إنها النهايه، وإني مش هشوفه تاني ثم اقتربت أكثر واخدت تض*به بشده على ص*ره مردده بانهيار تام وبكاء شديد : - أنت السبب، أنت مجرم... أنت ضعيت إبني وموته منك لله.... منك لله.... أنا قولتلك قلبي بين ايد*ك حافظ عليه وأنت ضيعته، وضيعتني...أنا قلبي كان حاسس انه هيكون اخر حضن بينا ياحبيبي يا إياد اااااه ااااااه ياااارب الصبر من عندك يااارب، نااار في قلبي.... نار تحرق الكون كله.... ياااارب زي ما ادتهولي بعد سنين حرمان رجعهولي يااارب يارب مليش غيره..... يارب متحرقش قلبي عليه لأجل حبيبك المصطفي يااارب... اااه اااه حاول ان يمسك يدها لكنها رفضت بشده، وظلت تصرخ بحده مردده : - هاتلي ابني ياحسين... عايزة ابني....هاتلي إياد ... ااااه يا إياااااد ثم وقعت فاقده للوعي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD