الفصل السابع

3387 Words
وتوجه إلى زوجته مقابلا الطبيب فوجده في حاله لا يرسي لها، يجلس حزين بجوار زوجته ناظرا لها بكل آسي مطأطأ الراس، فقترب منه وسأله عن اخر اخبار زوجته فقال له : - كان نفسي اطمنك لكن مدام لبنى كاره الحياة، ورافضه كل محاولاتنا انها تفوق، ولما الغيبوبه طولت، عملنا تحاليل واكتشفنا إنها حامل في شهرين، وربنا يستر على الجنين وعليها تبعثرت الأفكار في عقله واختبأت الكلمات بين ثنايا صدمته ودهشته مما سمع، فحدق بعينين جاحظتين ثم فاق من صدمته قائلا : - أنت بتقول ايه يادكتور، بجد مراتي حامل، أنا مش قادر أصدق ... يا ما أنت كريم يارب... يا جابر الخواطر، جبرت بخاطري وعوضتني عوض الصابرين... أحمدك وأشكر فضلك ياكريم يا أرحم الراحمين يارب العالمين... ثم بكي وسجد لله شكر على عطاءه. ونهض وقال بدموع باكيه يسأل الطبيب مردد : - طيب في خطوره على الجنين يادكتور وهي غايبه كده عن الوعي؟ نظر له الطبيب وقال بنبره هادئه : - الجنين بيتغذي من الأم ، وإحنا دورنا إننا نمد الأم بالمحاليل اللي تغذيها بس لازم تكون قويه عشان تخرج من الحاله دي، قرب منها اتكلم معاها، فكرها بذكرياتكوا الحلوه، قولها خبر حملها، وأن ربنا كريم عوضكوا خير بالطفل ده، أكيد هتحس بيك، هي محتاجه دعم عاطفي منك كبير، حاول تحتويها عشان تخرج من غيبوبتها لانها بايرادتها للأسف اومأ راسه بنعم، وانصرف الطبيب لممارسه عمله، وهو جلس بجوارها ممسكا بيديها وقال وعلى وجه الدموع تنزف من مقلتيه مردد : - لبنى حببتى سامحيني، أنا عارف إني قصرت في حمايته لكن والله حزني والمي ميقلش عنك ابدا، بل يزيد لأني أنا المقصر، لأني أنا المجرم اللي استحق الموت مش هو... لكن كله مقدر ومكتوب ودي ايرادة ربنا ملناش فيها... قومي ياحببتي وفوقي عشان خاطري أنا ، وحياتي عندك، لو لسه ليا خاطر وبتحبيني زي زمان قاومي وفوقي، عارف إنك موجعه بسببي، بس معلش سامحني وفوقي واللي أنتي عايزه هعمله... حتى لو قولتيلي نسيب الغردقه كلها ونرجع القاهرة وادور على شغل تاني أنا موافق بس ارجعيلي تاني، كفايه عليا حرماني من إياد.... طيب اقولك على خبر حلو أنتي تعرفي إنك حامل في شهرين، ومكنتيش تعرفي، شوفتي كرم ربنا علينا ازاي، عوض قلبنا وهيرزقنا بطفل تاني، برغم إننا حاولنا كتير بعد إياد ومخلفناش، شوفي التوقيت ازاي جه من ربنا، فوقي عشان يقوم بالسلامه ارجوكي فوقي كان يتحدث إليها وهو في قمه الألم والانهيار، فرفع رأسه ينظر إليها فوجد عيناها تنذف بكاء وأثر الدموع على وجنتاها، تبسم بحزن وقال بلهفه : - لبنى أنتي سمعاني صح، طب لو سمعاني اديني أي اشاره اطمن عليكي ارجوكي طمنيني ياعمري ضغطت لبنى على يده بخفه فنهض من على مقعده بسرعه حتى ينادي الطبيب، الذي اسرع إليه ، وتم الكشف عليها، وطمأنه انها واعيه وعلى وشك استرداد وعيها، وعليه ان يتحدث كثيرا اطمئن قليلا وجلس بجوارها يتحدث كثيرا حتى تعود إليه سافر كريم إلى القاهرة بعد ان استقرت الأوضاع ، فكان طوال فترة غيابه لم يتحدث مع شهد مطلقاً بعد ما ص*ر منها مع اخته، فكان غاضبا منها ولا يريد التحدث إليها وإذا به تفاجأ ان هاتفه يعلن عن اسمها، فنظر اليه بضيق مرددا : - نعم في حاجه شهد بزعل ردت قائله : - دي طريقه تكلمني بيها ياكريم كريم بحده وغضب يردد : - وعايزاني اكلم حضرتك ازاي ياهانم، من اخر مره مفكرتيش تعتذري ولا حتى تصلحي الموقف وتعرفي اخباري، وأنا اهمك في إيه عشان تعرفي اخباري، أنا يادوب بس خطيبك "قالها بسخريه" شهد ببكاء قالت : - كنت خايفه من رد فعلك، قولت اسيبك لما تهدي واكلمك كريم محاولا ان يهدي من ضيقه، مسح على وجهه بيده ثم اطلق زفيرا عاليا ثم قال : - وتفتكري ياشهد أنا هديت، بالع** يابنت الناس لما يكون في خلاف ويطول صدقيني الموضوع بيكبر أكتر مش بيهدى، وبيتعقد اكتر من الاول، وكمان أنا مش قادر أتكلم ولا اعاتب ياشهد، اللي فيا مكفيني شهد بحنيه قالت : - طب حقك عليا، أنا غلطت ومش هعمل كده تاني، قولي على اللي مضايقك بقى تن*د كريم بالم وسرد لها ما حدث في الأيام السابقه، فكانت تستمع إليه بحزن وببكاء ثم قالت : - لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ربنا يصبرهم يارب ويعوضهم خير، ليه مقلتليش ياكريم كنت على الاقل اتصل بطنط سهام وبوسي اعزيهم ينفع كده كريم بحده : - وأنتي متصلتيش ليه اصلا، وأنا كنت فايق ابلغك، أنا يادوب عرفت حجزت ولسه راجع وسايب ماما وبابا هناك لسه، هروح اطمن على بدر اشوفه عامل ايه، واستريح شويه وانزل مكتبي اشوف شغلي اللي واقف من يومها شهد بخذلان واحراج قالت : - ربنا معاك ياحبيبي، وأنا هتصل عليهم، واوعدك الموقف ده مش هيتكرر تاني، ولما أشوف منة هحاول أطيب خاطرها عشان متزعلش مني كريم برتياح قال : - مش عشاني ياشهد، لا عشان منة تستاهل ده يكفي انها مش تعباكي في اي حاجه خالص، وياستي لو في حاجه مش عجباكي قوليلي أنا ولو تنفع تتغير هغيرها، ولو متنفعش نبقي نعدلها بعد كده، اتفقنا شهد بابتسامه انتصار وفرحة قالت : - اتفقنا ياحبيبي واغلقت معه المحادثه، ثم عاودت الإتصال بحماتها واختها لتقوم بواجب العزاء، أعتذرت بانها كانت لا تعلم بما حدث، ثم انهت معهم، جلس محدثه نفسها مردده : - ايوه شهد كده تمام، لازم اهدي شويه مع كريم، ومنة احاول اتجنبها واكلمها قدامه كويس، ولما اتجوزه اكيد الجواز هيشغله عنها، أنا لازم أحافظ عليه كريم يستاهل إني أعمل كده انتظرت شمس مازن ان يأتي إليها بعد انتهاءها من عملها، وبعد مده دلف إليها وعلى وجه ابتسامه سحرتها، ثم توجهوا إلى سيارته ودلفوا إلى كافيه مشهور، وتناولوا مشروبا، ثم طلب الطعام، وكان يشعر بسعاده شديده، فشعر لاول مره انه وجد ما كان يتمناه، وجد نصفه الآخر ، وهي كانت تتحدث معه بتلقائيه شديده، ضاحكه تاره، وحزينه تاره اخري حين سئلها مردد : - شموسه من إيه الحرق ده اللي في ايد*ك؟ نظرت له بحزن حين تذكرت سببه، ثم قالت بألم : - متشغلش بالك، دي حادثه من فتره وقعت القهوه سخنه على ايدي، وسابت اثر في ايدي نظر لها بتأثر ثم قال : - طيب ايه رايك نروح اي مركز تجميل يعالجها خالص وميكنش ليها اي اثر قالت باندفاع تعجب له مردده : - لا مش عايزة، لاني ببساطه عايزه كل ما اشوفه افتكر الحادثه ومنسهاش ابدا **ت ونظر لها متعجبا، وقد ايقن ان الأمر به شيئا تريد ان تخفيه ولا تبوح به، فحاول تغير الموضوع وقال : - ايه رأيك بعد الغداء نروح سينما نشوف فيلم جديد كده، أنا مش قادر اسيبك خالص ابتسمت له بحب قالت في خجل : - أنا مش عارفه أنت عملت فيا ايه؟ مش قادره أقولك على اي حاجه لا او أرفض ، زي ما تكون سحرتني من أول ما شوفتك مش عارفه إزاي ، أنا عمري ما كنت اتخيل إني أوافق أقعد من حد غريب، واضحك واكل واروح سينما كمان معاه، أنت عملت فيا ايه بس نظر لها مازن بهيام وردد : - أنا اللي مش عارف ياشمس أنتي عملتي فيا ايه، أنا اللي دوخت بنات مصر كلها، وزي ما بيقولوا مقطع السمكه وديلها، وقعت اسير شمسك غصب عني ومش قادر اقاوم، بفكر فيكي طول الوقت، عمري ما تخيلت ان الموضوع هيطور معاكي كده لدرجه إني فعلا حبيتك ياشمس، إزاي وامتى مش عارف... كل اللي اعرفه اني عايزك، وعايز أكون قريب منك ومبعدتش عنك ابدا... شمس كانت تستمع إليه وقلبها يرفرف من السعاده، يرقص من شده الفرح، تتصارع دقات قلبها تكاد ان تقف من شده سرعه نبضاته، فحاولت أخذ أنفاسها ببطئ حتى تستطيع ان تتحدث بهدوء، ثم قالت هامسه : - نعم قال باندفاع وجرأه ونطق الكلمات بسرعه مردد : - تتجوزيني حدقت عيناها الزرقاوتين بشده، ثم افتر ثغرها عن ابتسامه ساحره سحرته وقالت له بهيام هامسه بنبره حانيه : - موافقه جدا... موافقه خالص عند سماعه بموافقتها صرخ كالمجنون غير مبالي بمن حولهم مردد : - بحبك... بحبك... والله بحبك اووي ياشمسي اللي نورت دنيتي كلها من اول ماشوفتك ضحكت بشده وتوردت وجنتاها خجلا، حين لاحظت همسات الجالسين يتهامسون عليهم، ثم قالت بخجل : - الناس بتبص وتتكلم علينا قال لها بكل حب صادق ونبره تشع رومانسيه مردد : - مش مهم الناس... مش مهم اي حاجه في الدنيا، المهم إننا هنكون مع بعض وهنعيش في سعاده ياشمس ضياءي، قوليلي اطلبك من مين عشان اتقدملك؟ تبدلت السعاده إلى حزن، وقالت بعبوس : - أنا معنديش حد، مفيش غير جوز امي وللاسف مسجون، وكان بيعاملني وحش وبيقسي عليا، ولا عندي عم ولا خال يحموني منه حزن بشده فقد فهم ما بين السطور، من كلامها واستشعر إنها عانت الكثير في حياتها، فنظر لها وقال بحب : - ولا يهمك أنا هجيب عا** وتيجي نتقدم ليكي، ونعرف الجيران إننا هنتجوز، عشان يكونوا على علم، بس ياتري تحبي مين يكون شاهد علي جوازنا نظرت له و**تت ثم قالت : - أستاذ عا** احب انه يكون من الشهود، هو ممكن يعترض نظر لها نظرات تعجب ثم قال : - لا طبعا معتقدش انه يعترض خالص، عا** صديق عمري اعتقد انه مش هيمانع ابدا، انا بعد ما أوصلك هروحله واقوله واتفق معاه على معاد خطوبتنا نظرت له شمس بتوتر ثم قالت : - اوك يامازن يالا بقى نمشي ولما تحدد معاد تبقى تقولي عشان ابلغ جارتي اومأ لها بالموافقه، ثم نهضوا بعد فتره وقام بتوصيلها إلى منزلها مودعها بكل حب وشوق، ثم توجه إلى فيلا صديقه عا**، وبعد مضي ما يقرب من ساعه وصل إليه ، وقام بالترحيب به فوجد على وجه السرور والسعاده فتعجب عا** وسأله مردد : - مالك كده شكلك مبسوط اوي كده ليه، شكل الموضوع كبير اوي ياميزو؟ مازن وهو يغني ويصفر بأعذب الألحان ينظر له بسعاده مردد : - اخيرا ياعصوم شمس وافقت إني اتقدملها عشان نتجوز اخيرا وقف عا** وقد اختفت من على وجه الإبتسامه ، وارتسم عليه الحزن والصدمه، وقد تغلغلت الدموع في مقلتيه وظلت حبيسه داخلها، ثم جلس على اريكته وقال بنبره حزن مردد : - وهي وافقت بسهوله كده ولا أنت اثرت عليها يامازن؟ رد عليه باندفاع وتسرع مردد : - لا ابدا والله ياعا**، أنا منكرش إني كنت معجب بيها ومع الوقت زاد اعجابي وحبيتها اوي، وهي بادلتني نفس الشعور، قابلتها النهارده واتفقت معاها إننا نروح نخطبها، بس كان ليها طلب منك كان يستمع منه وقلبه يعتصر من الألم، فنظر له بحزن وقال : - طلب ايه اللي عايزاه مني شمس؟ مازن اقترب منه وقال باهتمام؛ - أنك تكون شاهد على كتب الكتاب شعر عا** انه تلقى ثاني طعنه منه، ومازالت الطعنات تأتي متواليه بدون ان يشعر، إلى هذا الحد تكره وتريد عذابه، الم يكف لها هجرانها وبعدها عنه... الم تتقبل منه اعتذاره... الم يأتي الأوان ان تسامحه وتغفر له، لماذا كل هذا العذاب ياشمس ضيائي، ترحميني،،، وظل صامت شارد حتى انتبه لحديث مازن مردد : - ايه ياعا** مالك سارح ليه كده، قولي هنروح امتى؟ نظر له وقال شاردا حزينا، محاولا أن يداري حزنه : - يومين كده عندي سفريه ولما اجي نكتب الكتاب على بركه الله، وبعدها خدها واتجوزوا في فلتك على طول أنت جاهز مش ناقصك حاجه مازن ينهض ويقترب منه معانقه بفرحه قائلا : - هو ده الكلام يا أحلى عصوم في الدنيا، اه واعمل حسابك شموستي في اجازه ولا أقولك ارفدها عشان نجهز اي حاجه نقصاها لحد ما ترجع ابتسم له وقلبه ينذف الماً وقال هامساً : -اللي تشوفه ياحبيبي، ربنا يتمم بخير يارب رفع راسه ويده داعيا مردد : - يارب ياعا** يارب... يالا أسيبك أنا عشان الحق أروح وأنام وصافحه بحب وانصرف، وتن*د عا** وقال بحزن مردد : - ياااه ياشمس عمري ما كنت متخيل أنك اسيه أوي كده... عمر قلبك ما حس بيا وحس بمازن أول ما دق.... اااه ياقلبي اللي انكوي بحبك ومكتوب عليه انه يسلمك بيديه لاعز أصحابه... وكمان عايزاني اكون شاهد على جوازك.. صبرني يارب، صبرني وخليني انساها وانسى اليوم اللي شوفتها فيه كان يجلس حسين محتضن يد زوجته بحنان غفي لسطان النوم مستند براسه بجوار يديها، فشعر بها تتململ على فراشها، فتح عينيه ببطئ ناظرا لها فوجدها قامت بفتح عينيها وحين راته نهضت وصرخت بأعلى طبقات صوتها مناديه باسم ابنها إياد وبكاءها يلين إليه الحديد من شدته كالجمر،، نار لا تخمد ولا تهدأ... نار تحرق الأرض واليابس، فنظر لها بأعين باكيه محاولا ضمها مردد قائلا : - اهدي يالبنى .. اهدي ياحببتي صحتك، حرام عليكي نفسك، طب مش عشاني أنا ، عشان اللي بطنك ارحميه ارجوكي نظرت له بصدمه، وبحركه لا ايراديه وضعت يدها على بطنها تتحسسها، كأنها نستمد منها القوة، ثم قالت له بوهن وحزن مردده : - أنت بتقول إيه ؟ أنا حامل مين اللي قال كده؟ ابتسم بحزن ثم احتضنها بشده مردد : - الدكتور هو اللي بلغني إنك حامل في شهرين، شوفتي ياحببتي عوض ربنا كبير ازاي ارتخت اعضاءها استمرت في بكاءها، تنادي على ابنها بحزن والم مردده : - إياد ياحسين.. إياد وحشني، أنا حتى مشفتهوش ولا شيلته اودعه قبل ما يروح، يعني خلاص مش هشوفه تاني... مات خلاص من غير حتى ما يودعني، اااه ياحسين ااااه قلبي فيه نار قايده مش قادره اتحملها... ولا قادره افرح باللي جاي، مش قادره، خايفه اتعلق بيه ويروح مني زي إياد ... خايفه ومش عارفه اعمل ايه اشتد في احتضانها بكل حب وحنان مردد : - لا يالبنى متقوليش كده ابدا.. البيبي ده جه في وقته، ده عوض ربنا لينا، مكافاته لينا، احمدي ربنا وحافظي عليه ارجوكي، وان كان على خوفك من شغلي خلاص يا لبنى هسيبه وهسيب الدنيا كلها ونرجع القاهره واشتغل اي حاجه المهم تكوني بخير انتي والطفل اللي جاي حاولت ان تبتعد عنه، ثم نظرت له وهي غير مصدقه لما يرويه، فقالت له بنبره حزينه : - انت بتتكلم بجد ياحسين، هتسيب الغردقة والبحر، معقول! حسين بنبره مأكده قال : - أيوه يا لبنى ، هسيب البحر وعش*ي للبحر، خلاص اللي بينه وبينه بقي دم... يحرم عليا نزوله ولا حتى اقرب منه هدأت قليلا ثم اراحت جسدها المهلك على الفراش، واغمضت عيناها بالم وحزن، وقالت بيأس مردده : - اللي فيه الخير ربنا يقدمه، سبني لو سمحت ياحسين عايزه افضل لوحدي ارجوك، وسيب الأيام تداوي حزننا نظر لها واقترب منها بحب، مقبلا جبينها بحنان، ثم انصرف بهدوء حزين على ما وصلوا إليه ، ثم توجه إلى الطبيب ليبلغه ان زوجته استردت وعيها ليقوم بالكشف عليها، وثم نهض مسرعا إليها ، وتم الكشف عليها وتغيير المحاليل، واعطاءها العلاج، ثم قال لها مردد : - مدام لبنى حضرتك الحمدلله انتي بقيتي احسن، مشكلتك اصبحت نفسيه مش جسمانيه، وعلاجك في ايد حضرتك، حاولي تتقبلي قدر ربنا، واحمدي ربك انه وهب ليكي نعمه محتاجه اهتمامك ورعايتك، انتي اه خسرتي ابنك، لكن لطف ربنا كبير وعوضك بطفل يبقي تراعي ربنا فيه وتقفي جنب جوزك لانه لا يقل حزن عنك بالع** يزيد لانه ببساطه شاعر بالذنب أنه السبب... جوزك يامدام لبنى شاف أب*ع منظر ممكن اي حد يتحمله، شافه ابنه والسمك مقطعه ومش*ه وشه، أنا آسف إني بقولك الكلام ده بس ابنك جه هنا بعدك وشوفت حالته كانت ازاي، ارفقي بحاله خليكي معاه وعدوا الازمه دي مع بعض إيدك في إيده ، وربوا اللي جاي بينكوا كانت تستمع له وتبكي بشده، نعم هي من حملته سبب فقدان ابنها، ولكنها لا تعلم بكل عذابه والامه، وكما شاهده... ياااه ياحسين اتحملت اوي يارب صبرنا على ابتلاءنا واجرنا خيرا يارب ومرت الأيام والاسابيع وحالة لبنى بتحسن، متقبله قدرها وهبه الله لها، وزوجها يقف بجانبها محاولين ان يداوا حزنهم وايديهم ممسكه ببعض، والأيام كفيله ان تداوي أي حزن بالصبر والسلوان، سافرت منة لمزاوله عملها بالشركه، وكان حزنها شديد على ابن اخاها، حاولت صديقتها دعاء بشده ان تجعلها تخرج من حزنها وايضا زميلها ياسين حاول كثيرا التقرب منها، ولكنها كانت دائما تصده بحده، فقلبها لا مجال للحب او تقبله، ولكنه لم ييأس من التقرب إليها ، وكانت ذات يوم جالسه تعمل في ت**يم د*كور لإحدى عملاءها فقترب منها متحدث إليها قائلا : - منه ممكن نتكلم شويه لو سمحت رفعت راسها ببطئ ونظرت له متعجبه ثم وضعت قلمها خلف اذنيها وقالت متسائله : - خير يا بشمهندس ايه الموضوع المشترك اللي ممكن نتكلم فيه؟ ابتلع ريقه، وتناول منديلا من جيب بنطاله ليقوم بمسح قطرات عرقه، ثم رد بتوتر قائلا : - أنا عارف ان الوقت مش مناسب، ولا المكان، بس أنا مش قادر اخبي عواطفي تجاهك أكتر من كده، أنا آسف لو كلامي ممكن يضايقك، أنا والله عايز أدخل البيت من بابه، بس حبيت أكلمك عشان أعرف رأيك إيه، وهل تقبلي تكملي حياتك معايا، ولا هترفضيني؟ كانت تنظر له بدهشة شديده غير مدركه ما يتفوه به من عبارات، فظلت صامته، ثم انتبهت عند سماعها لصوته يناديها بهمس ليعرف ردها فقالت له بهدوء مردده : بصراحه أنت فجأتني يا ياسين، اقصد بشمهندس ياسين، ممكن تسبني افكر وهرد عليك، خصوصا أنت عارف ان الظروف عندي مش مناسبه خالص للموضوع، واللي فيه الخير يقدمه ربنا، وكل شئ قسمه ونصيب نظر لها بحب وعشق ثم قال بصوت حنون : - وأنا هستناكي لو العمر كله هتنظرك يامنة ثم انصرف من أمامها ، تاركها شارده في افكراها، متوتره مما قال، فامسكت حقيبتها وانصرفت خارج مكتبها ولا تعلم إلى اين ذاهبه، لكنها كانت تريد ان تبقي بمفردها حتى تستطيع ان تتخذ قرارا عقلانيا بدون تدخل احد، وإذا بها استقلت سيارة أجرة وتوجهت إلى منزلها، فالقت السلام ودخلت غرفتها، ولم تنتبه لهاتفها الذي يرن برقم كريم لأكثر من عشرات المرات، فالتقته وردت عليه مردده : - إزيك ياكريم، وحشتني فينك يابني بقالي كتير مكالمتكش كريم بحده وغضب : - وحشتك إيه وزفت إيه بس، مش بتردي عليا ليه اتصلت بيكي عشر مرات وانتي ولا سأله فيا ابتسمت منه وقالت له بهدوء : - مسمعتش والله غير الرنه دي أول مره، الفون كان في الشنطه وأنا دماغي كانت مشغوله كده في موضوع ماخدتش بالي حقك عليا متزعليش كريم هدأ بعض الشئ ثم قال بنبره هادئه : - وياتري ايه اللي شاغلك يامنمن، ونسيتي معادنا اللي مفروض هنروح نشوف المعارض اللي قولتيلي عليها منة وقد تذكرت المعاد ض*بت يدها على مقدمه جبهتها مردده بأسف : - اوووو سوري والله ياكيمو أنا آسفه ، بس ولا يهمك نروح على الساعه ٦م كده هما بيقفلوا على نص الليل متقلقش ، تعالى أنت اتغدي معايا وبعدين ننزل وهبقى اقولك كل حاجه في الطريق كريم بنبره قلقه قال : - اوك يانونه مسافه الطريق وهكون عندك سلام ياقمر منة بحب قالت : - سلام ياكيمو اغلقت معه ثم توجهت إلى الحمام لتأخذ حماماً، ثم تناولت ملابسها وخرجت لتبلغ والدتها بقدومه، فتوجهت الأم لتجهيز الطعام، وبعد مضي بعد الوقت دلف كريم فاسرعت اليه وصافحته بشده، ثم جلس يستريح على الاريكه، ثم توجهت إليه سهام وتناولوا الغذاء في جو اسري ملئ بالحب ومناغشه منة لكريم طوال الوقت، ثم انتهوا وتوجهوا إلى إحدى المعارض التي تتعامل معها منة في عملها، فإذا بمالك المعرض يرحب بها بشده قائلا : - اهلا اهلا بالمشمهندسه منة منوره المعرض والله ابتسمت له وقالت مردده : - منور بيك وباصحابه يا حاج محمد، إحنا جايين ناخد فكره عن العفش ونصور الموبيليا وبعد كده نشلها على طول ياحاج الحاج محمد ببتسامه ويده تشاور على المحل يردد : - المحل وصاحب المحل تحت امرك يا بشمهندسه منة تنظر حولها للمعروض ثم تقول : - الأمر لله هشوف كده المعروض ثم توجهت مع كريم الذي كان معجباً بترحيب مالك المعرض وحب العاملين لها، ثم توجه نظره لغرفه نوم مودرن فقال لها : - الله يامنمن شايفه أوضة النوم دي تحفه وسريرها كبير كده نظرت منة لها ثم قالت له بهدوء : - ياكيمو الأوضة حلوه أوي بس للأسف متنفعش عندك خالص لأن حجمها كبير أوي ، وأنت الاوضه مساحتها صغيره فلازم نختار أوضة تكون صغيره عن دي فهمتني يتأفف كريم ويقول لها بغضب : - انتي عارفه اني مليش في الاختيارات دي و**متي إني اجي، كنتي اخترتي مع شهد ورحتوني أنا من الموال ده قالت له بحده وعصبيه : - اولا مفيش راجل مختارش عفش بيته، ثانيا والاهم أنت عارف شهد مش بتتفق معايا، دي لو عرفت إني أنا اللي اخترت مش بعيد تفشكل الجوازه يابني نظر لها بتعجب ثم قال : - ليه يعني مش مش للدرجه يامنة، هي بس لسه مش فاهمه علاقتها ببعض وارتباطنا، بكره تعرف، المهم انجزي اعملي معروف لحسن أنا نفسي في كوبايه شاي تعدل دماغي تبتسم له ثم تلقي بنظرها على غرفه نوم غاية في الجمال والروعه فتقول بصوت مرتفع مردده : - هي دي ياكيمو، شوف اللي هناك دي تعالى معايا وتدلف نحوها فيعجب جدا بما تختاره فيقوم بلتقاط الصور لها، ثم يتوجهوا ويختاروا باقي العفش قطعه قطعه، وكان معها دائما يأيد رأيها بدون نقاش، حتى انتهوا مع معرفتهم بقائمه الأسعار التي تم عمل خصومات خاصه لها من قبل مالك المعرض، ثم توجهوا إلى كافيه وجلسوا، طالبين من النادل مشروب الشاي، ثم نظر لها قائلا : - حلو العفش اللي اخترتيه اوي يامنة، وكمان متوقعتش ابدا الخ** الكبير اللي عمله صاحب المعرض منة بجديه قالت : - طبعا امال أنت فاكر ايه هود*ك أي مكان المعرض ده بنتعامل معاه من سنين وبصراحه حاجته جميله وخشبه كمان ممتاز، بس يارب يعجب شهد، بلاش تقولها إني أنا اللي اخترت عشان ميصعبش عليها منك زفر نفساً عاليا بضيق ثم أخرجه بهدوء وقال : - أنا مش عارف هي ليه مضايقه كده، ده أنتي مريحلها خالص من اللف والاختيار تمسك يده وتربت عليها بحنان ثم رددت قائله : - معلش ياكيمو هي حاسه بس إنها مشاركتش في اي حاجه، ومش قادرة تستوعب ان ده شغلي، هي فاكره إني بفرض راي عليها مش أكتر ، أنت بس تبقى تبعتلها الصور وتقولها أن حد قالك على المعرض وأنت نقيت العفش منه وتبعتلها الصور تقول رأيها كريم بنظره ضيق قال : - حاضر ياستي، المهم سيبك من شهد وقوليلي كنتي عايزاني في ايه؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD