الفصل الثامن

3091 Words
كريم بنظره ضيق قال : - حاضر ياستي، المهم سيبك من شهد وقوليلي كنتي عايزاني في ايه؟ منه تنظر بأعينها فتجد النادل يضع لهم الطلبات بهدوء ثم ينصرف، ف*نظر له مردده : - بصراحه كده ومن غير لف ودوران ياكيمو في زميل ليا اسمه ياسين عايز يتقدم ليا، وأنا قولتله سبني أفكر وأرد عليك، فطبعا ظروف حسين خلتني مردتش ابلغه، فأنت أول واحد يعرف، حتى ماما لسه مبلغتهاش - كان يستمع إليها وبداخله احساسيس متداخله ومتشابكه لا يستطيع فهمها او تفسيرها، هل هي غيره على أخته الوحيده، ام أن أحد سوف يشاركه في حبها له، ام ماذا...؟ فظل صامتاً مده ثم انتبه حين قالت له : - كيمو روحت فين، أنا بكلمك وأنت ولا هنا، أنت اضايقت ولا إيه؟ كريم محاولا أن يرسم الإبتسامه على وجه، ثم قال بهدوء غير الذي يدور بداخله مردد بنبرة حزينة : - لا أبدا ياحببتي وهضايق ليه بس، ده أنا حتى فرحان ليكي اوي، بس ياتري مين ده اللي هياخدك مني، وياتري فاهمك زي؟، ياتري هيخاف عليكي ويصونك في قلبه قبل عينه؟ مين يامنه اللي هيفوز وياخد أحلى جوهرة في عليتنا.؟ منة تتعجب من نبره صوته الحزينه ف*نظر له بحب مردده : - مالك ياكيمو صوتك حزين ليه، أنا مفيش حد يقدر ياخدني منك أبدا ، دا أنت أخويا وصاحبي وحبيبي وكل حاجه ليا في الدنيا، ولو ياسين مش هيفهم ويقدر علاقتنا ببعض يبقى ميلزمنيش وأنا هقوله كده وافهمه ده كويس... اطمن ياكيمو إحنا محدش يقدر علينا أبداً ده أنت انتيمي قبل ما تكون أخويا ابتسم لها وقد اطمئن قلبه قليلا، فقد شعر الآن بما شعرت به حين خطب، فعلا علاقتنا صعب ان يفهمها اي شخص، واستمر الوقت بين حواراتهم التي لا تنتهي، حتي نهضوا وقام بتوصيلها إلى منزلها، ثم استقل سيارته وتوجه إلى منزل خطيبته شهد التي تفاجأت بوجوده، فتبسمت له مردده : - كريم وحشتني إيه المفاجأة الحلوه دي، أدخل واقف ليه كده تبسم لها وقال برقه : - وأنتي كمان وحشتيني ، امال فين طنط وعمي ردت بعد ان مكث على الاريكه، وقالت له : - بابا خرج يقابل صاحبه، وماما مريحه جوة ثواني هقولها إنك موجود توجهت إلى والدتها لتبلغها بقدومه، فنهضت وقالت لها : - غريبه مقلش أنه هيجي وكمان الوقت متأخر وابوكي مش هنا، روحي قدميله عصير ولا اي حاجه عقبال ما اجهز واجي تأففت شهد وقالت بغضب : - يعني أقوله إيه اللي جابك، جه وخلاص ياماما قومي أنتي ومتتاخريش عشان بابا لو جه فجأه وملقكيش هيزعق ردت بضيق مردده : - حاضر قومت اهو، روحي أنتي دلفت إلى المطبخ لتقوم بتجهز العصير، ثم وضعته أمامه على المنضده وقالت ببتسامه : - اتفضل ياحبيبي العصير رد بهدوء قائلا : - شكرا مكنش في داعي لتعبك، أنا بس كنت عايز اف*جك على صور وفيديو للعفش، وعايز أسمع رأيك فيهم، عشان لو عجبوكي أخلص واحملهم شهد بسعاده قالت : - بجد طيب ابعتهم واتفرج كريم بابتسامة قال : - بعتهم افتحي فونك أمسكت هاتفها وفتحت الصور، واعجبت باختياره جدا وقالت : - الله حلوه أوضة النوم أوي ياكريم، ذوقك تحفه كريم ببتسامه قال : - الحمدلله إنهم عجبوكي، افتحي الفيديو كمان في حاجات حلوه أوي نظرت له وسألته متعجبه : - مين اللي قالك على المعرض ده ياكريم؟ كريم يداري وجه وقال بنبره توتر وارتباك مردد : - أنتي يهمك في إيه مين اللي قال،المهم ان الحاجه عجبتك، وعشان اريحك واحد صاحبي متجوز من قريب وقالي عليه ارتحتي كده نظرت له بنظرات عدم تصديق لكنها لم تعلق، وفتحت الفيديو وشاهدته بتركيز، وإذا بها ترى صوره لمنة عن بعد، فقامت بوقف الفيديو ونهضت من مجلسها مقربه إليه الهاتف ثم قالت بحده وغضب وبصوت مرتفع جاءت عليه والدتها مسرعه قائله لها : - في إيه ياشهد صوتك عالي كده إزاي على خطيبك، هو ده الادب اللي ربيتك عليه، سمعتيني مره بكلم والدك كده نظرت لها وقالت وهي تشاور عليه مردده : - اسألي البيه اللي بدافعي عنه بزعق ليه، أنتي عمرك اكتشفتي أن بابا كدب عليكي قبل كده نظرت الأم لكريم وقالت : - في إيه بس ياولاد أنا مش فاهمه حاجه، أنت كدبت عليها ياكريم كريم بضيق وتوتر قال : - هكدب في إيه بس ياشهد شهد قالت والغضب يتطاير من أعينها مردده : - لما سألتك وقولتلك عرفت منين المعرض، قولتلي واحد صاحبك، هو صاحبك ده اسمه منة ياكريم كريم بحده قال : - منة إيه التخريف ده شهد بصوت حاد وعالي قالت : - كدبتك اتكشفت يا أستاذ ولسه بتحاول تداري واتقاوح، الفيديو اللي حضرتك مصوره منة ظهرت فيه عن بعد، عشان بس ربنا يفضح كدبك عليا، وأكيد طبعا هي اللي اختارت كل حاجه، وأنت بتقولي اختياري أنا ، يعني بدل ما أنا اللي أكون موجوده معاك واختار عفشي على ذوقي لا روحت مع أختك وهي تختار على ذوقها وكل ده وبتكدب عليا كريم يمسح بيده على وجهه حتى يهدئ قليلا، ثم يزفر نفساً عاليا ثم قال : - ممكن تقعدي جنبي وتهدي شويه وتبطلي جنانك ده، اد*كي قولتي أختك يعني مرحتش مع حد غريب مثلا، كمان أنا مردش أقولك عشان متكبريش الموضوع، هي حبت تعمل فيا جميل وراحت معايا المعرض اللي بتتعامل معاه من سنين في شغلهم ومتتخيليش الخ** اللي اتعمل هناك إزاي ، وأنتي شايفه الموديلات جميله ازاي، وأنا كنت محتاج للخ** مكدبش عليكي هتوفر معايا جدا، وأن كنت مقولتكيش فده عشان مكنتش عايز أزعلك وعملت حساب أنك تعملي معايا مشكله، أنا غلطان في كده ردي عليا، أنا غلطت ياطنط تجلس أمها وتقول له بهدوء مردده : - بص يا كريم الموضوع مكنش يستاهل إنك تخبي وتكدب، وأنتي ياشهد لمي الحكايه هو كان بيراعي مشاعرك عشان متزعليش متكبريش الموضوع ياحببتي، تعالي اقعدي جنب خطيبك واتفاهموا بال*قل كده، تعالي يابنتي ربنا يهد*كي، أنا هدخل اعملكم كوبيتين شاي يروق دمكوا تجلس شهد بجواره وتنظر له بحزن، يقترب منها كريم ممسكاً يداها مردد : - خلاص بقي ياشهدي روقي أنا كنت مش عايز أزعلك نظرت له والدموع سجينه في مقلتيها ثم تن*دت قائله : - اللي مزعلني ياكريم مش أنك كذبت عليا وبس، اللي مزعلني فعلا إني مش موجوده في حياتك؛ مليش رأي في اختيار أبسط حاجه سريري اللي هنام عليه، أنت لاغتني من حياتك ياكريم كريم بنظرة زعل وضيق قال : - ازاي تقولي كده أنا عايز اريحك ومتعبكيش في حاجه، امال مين اللي هيشاركني حياتي كلها، والسرير والعفش كله مش أنتي ياشهدي شهد بحده واندفاع قالت : -لما أكون بختار عفش بيتي ومملكتي يبقى مفهاش تعب، لما انقي كل قطعه أثاث معاك تبقي دي قمة السعاده ياكريم، صدقني أنا حاسه إني على الهامش، والإحساس ده بيكبر جوايا كل يوم عن التاني كريم بحزن قال : - طب أنا آسف متزعليش ولو حابه نروح معرض تاني وتختاري أنتي أنا موافق شهد تبتسم بحزن وتقول بسخريه : - خلاص ياكريم مش فارقه، اشتري اللي اخترته هو كويس مش وحش، وكمان أنت أولى بالخصم ابتسم كريم بشده وقال : - أيوه كده ياشهدي هو ده عين ال*قل، أقولك على خبر حلو هتفرحي اوي، منة جالها عريس واحتمال كبير توافق عليه شهد بفرحه متناسيه زعلها نظرت له ثم قالت : - بجد مبرووك ربنا يتملها على خير، بس هتتخطب إزاي وابن اخوها مكملش كتير كريم بتأثر لذكري موته رد قائلا : - هي مش هتعمل فرح، يادوب قرايه فاتحه بس وتلبس دبل، بس يارب ربنا يهديها وتكملها علي خير شهد تحدث نفسها مردده : - يارب يامنة تتشغلي عني بخطيبك وارتاح أنا ، ثم قالت له : - يارب واستمر في مجلسه معها مده إلى أن نهض وذهب إلى منزله ليرتاح من عناء اليوم الطويل، فنام في نوم عميق كانت تجلس منة برفقة والديها وحدثتهما عن زميليها الذي يريد خطبتها، فرد والدها قائلا : - مفيش مانع يامنة خليه يجي بكره واقعد معاه وأشوف ظروفه ولو مناسب نقرأ فاتحه وربنا يتمم بخير فرحت الأم وقالت بسعادة : - ياااه يامنة اخيرا وافقتي ياحببتي، ربنا يسعدك ويكون كويس وابن حلال يارب ضحكت منة وقالت لها : - مالك ياماما محسساني إني عنست ليه كده، وكمان هو كويس بس قليل الكلام ، وناجح جدا في شغله، لكن مش إجتماعي منطوي أوي في نفسه غيري رد الأب وقال بجديه : - إذا كان قليل الكلام ولا منطوي ده ميعبوش يابنتي، المهم انه ناجح وكويس، ولما تتخطبوا هياخد عليكي وأنتي خليه يندمج معاكي ويتعود على طباعك، والله حسيتي إنك مرتاحه معاه واتفاهمتوا وانسجمتوا مع بعض نكمل الجوازه، أما لو مرتحتيش نفضها ياحببتي نظرت إليه واومأت بالموافقه والاقتناع ثم قالت : - عندك حق يابابا وأنا نويت على كده، اديله فرصه واقرب منه يمكن يكون في نصيب اقتربت منها الأم وقالت في حنو : - ربنا يصلحلك الحال ياحببتي يارب، واللي فيه الخير ربنا ييسره ليكي، بس إحنا مش هنقول لحسين دلوقتي عشان ظروفه رد الأب وقال : - اه لما أقعد معاه واتفق نبقى نقوله، وأكيد مش هقيدر يقول لمراته عشان اللي بيمر بيه، ربنا يصبره يارب شهد بحزن قالت : - لو عايزني أجل يابابا مفيش مشكله، أنا مش مستعجله هو اللي مستعجل وعايز يقابل حضرتك الأب بحب قال : - لأ يامنة خليه يجي وربنا يفعل الصالح ويستمر الحديث بينهم، حتى انصرف كل منهما إلى غرفته واستسلم لسلطان النوم خرجت لبنى من المشفي وتوجهت إلى منزلها، وزوجها معها لا يفارقها دقيقه، مهتم بكل تفاصيل يومها، معوضها عن فقدانها لابنها محاولا قدر استطاعته أن يجعلها تتقبل قضاء الله وقدره، كل هذا برغم ما يشعر به من آلام لكنه لا يستطيع أن يبوح او يتحدث معها عنه، وفي اثناء جلوسهم ذات مره تحدثت له لبنى مردده : - مقلتليش هتعمل إيه ياحسين في شغلك؟ نظر لها وقال بنبره حزينه مرددا : - بفكر ابيع هنا كل حاجه وننزل القاهره ناخد شقه واشتغل اي حاجه، حتى امسك الشغل مع كريم، أنا عندي خبره كويسه في التصوير وهو عرض عليا كتير أمسك مكتبه كانت تستمع له بأهتمام شديد، وحين انتهى من حديثه قالت له بنبرة حزينة : - خسارة يا حسين تبيع كل حاجه ده شقى عمرك، طب سيب الشقه ممكن نأجرها مصيف واللي يجي منها يساعد على المعيشه، وكمان اليخت متبعهوش ده في ذكريات جميله اوووي ممكن تشوف اي صديق آمين تستأمنه عليه يأجره برضو، ولا أنت رايك إيه؟ تن*د حسين وقال : - مش عارف والله يالبنى أنا كرهت هنا ومش عايز أرجع تاني خلاص ودعت كل ايامي وكل ذكرياتي مع البحر، إحنا نرجع شقه بابا نعيش معاهم فتره لحد ربنا ما يسهلها ردت وقالت بألم : - اللي تشوفه ياحسين أنا معاك فيه، أي مكان مش مهم المهم إننا مع بعض ضمها إليه بحنان، وشرد كل منهما في احزانه بدون أن يتحدث احداً منهما، داعيين الله أن يهون عليهما حزنهما تستيقظ منة على صوت هاتفها، فتجده كريم فترد عليه بصوت ناعساً مردده : - أيوه ياقلق عايز إيه على الصبح؟ ضحك كريم ثم رد قائلا : - قلق ماشي يامنونه مقبوله منك يا بنت خالتي، قوليلي كلمتي عمي وخالتي بخصوص العريس تعتدل منة في جلستها ثم ردت عليه قائله : - ايوه ياسيدي، وبابا قالي اخليه يجي على بليل كده، بس أنا لسه متصلتش عليه عشان اقوله كريم بغضب وحده قال : - وأنتي تتصلي ليه بيه أصلا ؟ منة بهدوء قالت : - عشان مش هروح الشغل ياذكي النهاردة ، وكمان أنا هكلمه على رقم المكتب مش رقمه، لأني مش معايا رقمه أصلا كريم يأخد نفسا عميقاً ثم يقول : - اااه أفضل برضو، طب أنا هجي على بعد صلاة العشاء يكون بسلامته وصل، أنا برضو اخوكي وبدل حسين منة تضحك عليه ثم تقول : - تنور ياكيمو في أي وقت، البيت بيتك، يالا سلام بقي عشان الحق اتصل واشوف ورايا إيه سلام كريم بنبره زعل قال : - مستعجله أوي ياختي بتبعيني بسرعه كده ماشي يامنة سلام، بس لما أشوفك واغلق معها وقال في نفسه مردد : - ياتري شكله إيه ده اللي هياخدك مني يا بنت خالتي، صبرا عليا لما أشوفك ومرت الساعات وجاء موعد مقا**ه العريس، وكان كريم منتظره قبل موعده، وإذا بالباب يطرق فتأتي منة حتى تقوم بفتحه فيركض كريم مسرعا نحوه وينظر لها بحده مرددا : - ادخلي جوه أنا اللي هفتح الباب، ولما عمي ينادى عليكي تعالي، مشفش طرف فستانك يامنة أنتي فاهمه نظرت له بغيظ مردده : - فاهمه، اوووف بقى كريم نظر لها مبتسماً على طريقتها البريئه، ثم قال : - سمعتك على فكره ودبدبي أوي وأنتي ماشيه يامنة ماشي أنا هعرفك بس لما يمشي المحروس بتاعك وتقدم نحو الباب وإذا به يرى شابا انيقاً في ملبسه، حاملا بعض الحلوي والزهور بيده فنظر له وقال : - مش ده منزل البشمهندسه منة قال له بجديه مردد : - أيوه هو اتفضل عمي في انتظارك، أنا كريم اخو منة في الرضاعه وابن خالتها دلف ياسين بالداخل وعينه تنظر يمينا ويساراً على من خ*فت قلبه، يشتاق لرؤيتها، وإذا بوالدها يتقدم نحوه ويلقي عليه السلام، ويرحب به مرددا : - أهلا يابني اتفضل نورت البيت ياسين بنبره توتر، يفرك بيده من شده الأرتباك ثم ينظر له ويقول : - البيت منور بناسه يافندم، طبعا آنسة منة قالت لحضرتك إني يشرفني ويسعدني إنك توافق على خطوبتنا نظر له الأب وقال : - والله يا باشمهندس منة شكرت فيك، وأنا هسأل عليك، واللي فيه الخير ربنا يقدمه، بس أحب أعرف لو ربنا تمم بخير هتسكنوا فين؟ أخرج ياسين منديلاً حتى يجفف عرقه الذي انساب على جبينه، ثم نظر إليه وقال : - بصراحه ياعمي أنا وحيد أُمي وشقتنا كبيره اوي، ٤ غرف ورسبيشن كبير، ولسه مجدد العفش والد*كورات كلها، ومش هقدر اسيب والدتي لوحدها، اتمني ان منة توافق تسكن مع والدتي اندفع كريم بغضب وحده مردد : - لا طبعا منة مستحيل توافق على كده ابدا، لازم تستقل بحياتها، هي اه ممكن تعقد يومين كل أسبوع معاها، بس مش على طول، منعا لاي مشاكل تحصل، ولا إيه ياعمي حضرتك موافق على الكلام ده حاول الوالد يمتص غضب كريم، فقال بهدوء : - بص يا باشمهندس أنا أول مرة اسمع الكلام ده منك ومنة مقالتليش عليه، القرار قرارها وهي اللي تقرر، أنا هناديها وأسمع رايها بنفسك وانصرف إلى غرفتها وتحدث معها فيما قاله، وما قاله كريم، وانتظر رأيها ، فقالت بحده : - هو ليه مقليش الموضوع ده لما فاتحني في الخطوبه، طبعا كريم عنده حق، مهما كانت طيبه أنا عايزة استقل في حياتي يابابا مش عايزه أقعد مع حد اروح زياره مش على طول جلست والدتها بجانبها وقالت في حنو : - ياحببتي أدي نفسك فرصه تفكري، يمكن تكون كويسة عامليها زي ما بتعمليني، استهدي بالله وروحي اقعدي معاه واتكلمي عقبال ما اجيب العصير نهضت منرعلي مجلسها وقالت بضيق : - حاضر ياماما هروح، يالا يابابا توجهت إليه وإذا بها تجد نظرات كريم يتطاير منها الشرار وينظر له بغضب شديد، وحين لمحها قال : - تعالي يامنة اقعدي جنبي، وقولي رأيك بخصوص موضوع إنك تعيشي مع والدته جلست منة بجواره كأنهم حزب لا احد يستطيع تفرقتهم عن بعضهما،وقوة لا يستهان بها، ثم قالت بنبره حاده وجدية : - أعتقد يا باشمهندس أنت لو كنت قولتلي وصارحتني بخصوص موضوع إني أعيش في شقه والدتك كنت وفرت عليك الموقف ده ومكنتش خليتك تيجي، أنا رأي من رأى أخويا كريم، خليني بعيده عشان محيصلش مشاكل، أنا معنديش مشكلة إننا نروح يومين في الأسبوع عندها لكن نعيش على طول للأسف مش هينفع اتت والدتها عند سماع آخر جمله، فوضعت العصير على المنضده، ورحبت به ثم قالت : - استهدي بالله يامنة مفيش مشكله حببتي عادي نظر كريم ورد قائلا : - هو ايه اللي عادي ياخالتي، هي منة شويه، ده هياخد نواره العيله كلها، لازم يكون ليها شقه مستقله لوحدها وتفرشها على ذوقها كمان نظر له ياسين بحده وغضب ثم قال : - أعتقد الموضوع ده يخص منة وعمي وهما أصحاب القرار فيه يا أستاذ كريم نهضت منة من مجلسها وقالت بحده وغضب موجهه كلامها له، رافعه اصبعها السبابه أمام أعينه مردده : - أنت إزاي تكلم كريم كده، أنا مسمحلكش أبدا ، مهما تكون مين أنك تكلمه بالطريقه دي، كريم أخويا واي حاجه تخصني تخصه أنت فاهم، وله الحق يدخل في أي حاجه تخصني ياياسين، عشان تبقي على نور كريم زي حسين أخويا ، ولولا الظروف اللي بيمر بيها كان هيكون مكانه، ودلوقتي ده ردي والقرار قرارك هتجيب شقه نكمل، مش هتجيب آسفه طلبت هيكون مرفوض كان ينظر لها وهو غير مصدق ما تتفوه به من حديث، وبأي حق تتحدث معه بهذه الطريقة، الهذه الدرجه هو مهم بالنسبه لها، ان تغضبه من أجله ، فكانت نظرات كريم له حاده وبها انتصار، فنظر لها بحزن ثم نهض وقال : - منة أنا شاريكي فوق ما تتخيلي وإذا كان إعتراضك على الشقه ربنا يعيني واجبلك شقه في حدود امكانياتي وكله يهون عشانك جلست ثم نظرت له وقالت بنبره هادئة : - وأنا بحترم إنك شاريني ياياسين ومش هكلف عليك، اختار شقه حتى لو مساحتها صغيره المهم يكون عندي شقه ليا، ووالدتك هعتبرها زي والدتي وهشلها في عيوني ابتسم والدها وقال في فرح : - عين ال*قل يابنتي، أنا هسأل عليك وابلغ أخوها ، واللي فيه الخير يقدمه ربنا، اتفضل اشرب العصير كريم ينظر إليه ويتأفف من شده الغضب، محاولا ان يداري وجه حتى لا تتلاقى أعينهم وتقرأ ما بداخلهم، واستمر الحوار بين والدها وياسين عن ظروفه، وتعهد ان يبحث عن شقه مناسبه ويبلغها حتى تتم الخطبه، ثم بعد مضي الوقت استاذن بالانصراف، ولاحظت منة الضيق على وجه كريم فقتربت منه ثم قالت في حنان : - ممكن أعرف كيمو حبيبي زعلان ليه بقى ، أنا اخدت حقك وكنت مستعده إني امشيه وربنا، بس هو امتص غضبي ابن اللذينه، ومعرفتش امشيه، بس ملحوقه خليه بس يكررها وأنا وحياة امي وأمك لطفشه ضحك بشده على طريقتها وقال: - طب ما دام يابنتي ناوله تزحلقيه إيه لازمه الدوخه دي ماكنا رفضناه وخلصنا جلست على المقعد أمامه ثم تن*دت وقالت : - عشان خاطر ماما والله ياكيمو لما لاقيت فرحتها إني موافقه خوفت عليها، خصوصا بس الحزن اللي مرت بيه وقلبها لسه حزين على إياد، فحبيت أسعدها مش أكتر ، وقولت اديله فرصه مع ان بيني وبينك قلبي لسه مقفول ومش عارفه افتحه خالص قرب منها ونظر في مقلتيها وقال بنبره حزينه : - أوعى يامنة تغصبي على نفسك أنك توافقي وقلبك لسه مقفول، دي حياة وعشره عشان لا تظلمي نفسك ولا تظلميه، منة أنتي غالية أوي أوي لازم اللي ياخدك يكون عارف قيمتك ويصونك في قلبه وعينه تن*دت بشده وقالت : - اااه يا كريم يارتني الاقي واحد زيك كده عارف قيمتي ويحبني زي ما أنت بتحبني، ونكون متفاهمين كده تبسم لها ثم قال : - مستحيل يامنونه إحنا اللي بينا صعب حد يفهمه او يحسه غيرنا اقتربت سهام منهما وقالت لها : - طبعا لما صدقتي عريسك مشي وهاتك رغي مع كريم، مش بعيد يكون هو اللي بيشجعك عليه، ده أنتي قويه ومفتريه عقدت حاجبها بغضب قائله : - بس متقوليش عريسك دي لو سمحت، لسه مبقاش عريس، وكمان كريم مش بيقويني ولا حاجه، أنتي عارفاني محدش يقدر يلعب في دماغي، ده أنا منة تربيتك يا سمسمه ضحكت ثم قالت : - أنتي هتقوليلي أنا عارفه طول عمرك قويه ومفتريه يامنة، أنا هدخل اشوف ابوكي اتصل بحسين ولا لسه ودلفت بالداخل فتجد زوجها أنهى مع إبنها حديثه، جلست بجواره هاتفه : - قولت لحسين موضوع العريس؟ رد عليها بعد ان وضع الهاتف على المنضده التي بجانبه، ثم وضع نظارته ونظر لها وقال : - قولتله وفرح لأخته أوي بس أعتذر انه مش هيقدر يسيب لبنى في الفتره دي، لحد ما يستقر هيعمل ايه في شقته وشغله، لانه بيفكر يستقر ويجي يقعد عندنا لحد ما يجيب شقه تبسمت بفرحه شديده على وجهها وقالت مردده : - بجد والله يعني هيجي يعيش هنا، يا ماأنت كريم يارب، اهو اخد بالي من لبنى وتداوي جرحها وسطنا، بس ياترى قالك هيشتغل ايه؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD