5

1469 Words
هبطت امام فندق الراس الهندي حيث اغتسلت ثم مضيت الى المقصف الزاخر بكثير من الجنسين ولما عدت الى الشارع كانت الشمس تجنح للغروب وجدت في سيارته فتاه تدخن سيجاره وتتحدث الى صبي من رعاه البقر جلس على السلم فلما رأنى ابتعد ولكن الفتاه لم تتحرك وقالت لي في مرح : انا "بيردي كيبل" … ووظيفتي في النهار عامله تجميل وفي المساء صحفيه فابتسمت وقلت لها أترغ*ين في النزول او الجلوس ؟ افضل ان تقود السيارة الى مكان هادئ ان نتحدث قليلا ومضيت في صمت الى ان بلغت مكتبا للتليفون عباره عن كوخ صغير امامه شجره البلوط ضخمه فتوقفت قائلا : الى هنا يكفي يا انسه كيبل شكرا يا مستر مارلو لقد تحدثت مع دوك هوليس الطبيب الشرعي عن مورييل تشيس المسكينة وحسبتك تستطيع أمدادي ببعض التفاصيل الوافية لصحيفتي تجدين ما تشتهين لدي الشريف اما ما اعرفه فلا يزيد على ان جاءني خطاب من "ديراس كنجزلي" يطلب مني في ان القي نظرة على ممتلكاته في الكوخ وهناك اطلق الشراب لسان الحارس "بيل شيس " فاخبرني ان زوجته غادرت بعد ان كتبت اليه بانها تؤثر الموت على الحياه معه وبينما كنت اتك على افريز البحيرة الخشبي روع الرجل برؤيه جثه ادميه قرب صخره في الماء ولما جذبها وجدها جثة زوجته مورييل! فهمت من الطبيب الشرعي علي ان الجثة كانت متعفنة ربما قضيت الشهر كله في الماء وما رايك في احتمال وجود جريمة في الامر ؟ ان بييل تشيس ليس قديسا ولكنه على ما يبدو كما يحب زوجته ولا يقبل العقل ولا يجوز على الافهام ان يقيم مثله في ذلك المكان هادئ الاعصاب وهو يعلم ان زوجته غريقة في البحيرة بجوار و بل انه رافقني في وضح النهار الى البحيرة وكان يتأمل الماء بنظرات لا تختلج بشعور غير عادي بل هو الذي جرني الى البحيرة جرا… منذ ست اسابيع قدم من لوس انجلوس بوليس سري يدعي "دي سوتو " بادئ الغلظة والفظاظة ليبحث عن امراه تدعي "ملدريد هافيلاند" ومعه صورتها العاديةو كانت شديده الشبه ب مورييل تشيس وإن كان شعرها يميل الى الحمرة ويشبه حاجبها قوسين غايه في الدقة هل قابل الشريف ؟ في الغالب . . .وان لم نسمع ذلك من الشريف هل رأيتشارته ؟ لا… لأننا اخذنا كلامه قضيه مسلما بها ماذا قالت مورييل عندما سمعت بان المرآه مفقود التي يبحث عنها هذا الشرطي تشبهها ؟ انفجرت ضاحكه في شيء من الحيرة التي لم تخف على اتحبين اعود بك لا شكرا . . .سأنزل هنا وبعد ان اختفت في منعطف من الطريق عن عيني نزلت بدوري من السيارة ومضيت الى مكتب التليفونات مؤثرا التحدث فيه في هدوء عن التكلم في كشك عام بالطريق واتصلت من هناك ب كنجزلي في منزله وأفضيت إليه بما لدي من معلومات ، فسألني مشدوها : ألا يجوز ان تكون مورييل قد انتحرت بدافع الغيرة العمياء عندما رأت كريستال تغازل زوجها بيل ؟ هذا هو المفهوم من حرفيه الخطاب الذي تركته الي زوجها ولكن لا اميل الى هذا الاستنتاج كما يخالفني الشريف ويكاد يجزم بان الزوج قد قتلها ولذلك القى عليه القبض وحبسه رهن التحقيق في سان برناردينو كما أرسلالجثة الى المشرحة هذه اخبار سيئة جدا يا مستر مارلو هل كانت الصداقة بين زوجتك و بييلتشيس قديمة ام طارئه ؟ لست ادري حقا ؟ تعرف امراه تدعي "ملدريد هافيلاند" لا لا اضطررت الى تجديد المكالمة مرتين ثم اخذت سيارتي الى القرية حيث وجدت دواء بمكتب الشريف لكنني ألفيته في الخارج وقد كتب على ورقه خلف زجاج الباب سأعود بعد عشرون دقيقه رجعت في سيارتي الى البحيرة و بعد ان وضعت السيارة بين شجرتين صنوبر مضيت الى كوخ الحارس الذي كان مغلق الباب والنوافذ ولم اجد وسيله لدخوله سوي ان التقط حجرا اهويت به بين مصرعي شباك صغير ثم وثبت منه إلي الحجرة الداخلية في جلبة وضوضاء ، وسرعان ما شاهدت ضوءا يسطع في عيني وسمعت الشريف "باتون" يقول : ماذا جاء بك يا ولدي ؟ ثم رايته جالسا في احد المقاعد لا يحمل سوي مشعله ثم سألني في هدوء : هل كلفك احد بمهمة تقتضي هذا الاقتحام لأكواخ الناس ؟ سردت له كل المهمة التي كلفني بها كنجزلي وكيف انني مازلت ابحث له عن زوجته فلم أهتد الى اكثر من انها ذهبت الى سان برناردينو ثم الى الباسو ولكن هذا لا يبرر اقتحام كوخ بيل تشيس ؟! الواقع انني اخالفك الراي في انه قاتل زوجته ولذلك جئت لا ارى هل مازلت حليها وملابسها وادوات زينتها موجوده بالكوخ لان وجودها وعدم محاولة بيل اخفائها دليل على أن الرجل لم يقتلها ولم يطلع للتخلص من حاجاتها لإبهام البوليس بأنها اعتزمت فراقه الى الابد في أخذت معها كل ما يهمها من اشيائها الخاصة خصوصا وأن لها سيارة فورد ملكها . وكيف كان يتسنى له اخفاء اشياء زوجته ؟ بالحرق او اغراقها في البحيرة ولكنه لم يكن يستطيع إحراق أو إغراق سياراتها هل كان في وسع بييل أن يقود السيارة ويخفيها في مكان في الغابات ؟ أنه لا يقوى على ثني ساقه عند الركبة لكن سيارته الفورد الخاصة تجعل في وسعوا قيادتها بقدم واحدة . إن التخلص من السيارة كان بافتراض التهامه همه الأكبر وكان عليه أينما ذهب بها ان يعود على قدميه اي أنه لم يكن يستطيع ان يتركها بعيدا جدا ولو انه تركها في احدى الغابات لعثر عليها الحطابون ولو انه غادرها في احد الشوارع لأبلغ احد المارة البوليس وفي حالة العثور عليها يكون من مصلحة الرجلان يعصر فيها على أشياء مورييل لان ذلك يتيح له مخرجين محتملين أحدهما انها اغتيلت بأيدي من يحاولون اقحام الزوج في مقتلها عند العثور على الجريمة وثانيهما ان موريل انتحرت ولكن بطريقه تقحم الزوج اقحاما ولو عن طريق اللوم وهو الانتحار الانتقامي الفرض الاول معتمد لان الرسالة التي تركتها دليلا على رغبتها في الانتحار بلا تاريخ واعتقد انها تركتها له اول مره غادرت فيها بدافع الغيرة لو ان تركتها في اول مره ما أخفاها عنكم لتبرير غيابها ترجيح الآراء يحتاج الى معرفة الزوجة جيدا وكل ما علمته من بيل انه شاهدها على الشاطئ فأحبها ولعل هناك في حياتها السابقة تاريخا معقدا كانت شقراء صبيحة الوجه هادئة الاسارير ولم الحظ انها كانت عصبيه او حادة اللسان كما يدعي زوجها بيل بالع** هو الذي راينا منه حمقه وسرعة غضبه أهي تشبه حقا صوره امراه تدعي "ملدريد هافيلاند" ؟! من اين علمت ذلك ؟ من فتاة صغيرة ظريفة تدعي بردي كيبل قضت معي بعض وقت فراغها من الصحيفة التي تعمل بها وذكرت ان بوليسا سريا يدعي دي سوتو كان يطلع الناس هنا على الصورة ليهتدي الى مكان صاحبتها لقد سألني عنها بعد ان سال الجميع و لقد أخطأت في الحقيقة إذ قلت له انني اعرف واحده تشبهها غير انه ابا ان يطلعني على الدافع لبحثه عنها . . . المهم هل ذهبت مره الى بحيره كون ؟ لم اسمع بهذا الاسم قط… على مسيرة غير قريبه من هنا عن طريق ضيق في الغابات نحو الغرب وهي مكان جميل يصلح للنزهات الخلوية وقد كان احد مبانيها معسكرا منذ سنوات لطلاب جامعة مونتكلير يقضون فيه الصيف… . وبهذا المبنى حظيرة امكنني لعصور فيها على سيارة مورييل وبها حقيبتان غير مغلقتين بالمفتاح وقد امتلأتا بثياب المرأة . في عجلة … ثم اخرج من جيبه ورقابها خلخال على شكل سلسلة من الذهب بمفتاح صغير وقد قطعت السلسلة من وسطها ويبلغ طولها حوالي 18 سنتيمترا وقد التصق بها وبالورقة مسحوق ابيض ما ان شممته وذقته حتى عرفت فيه سكرا مسحوقا مما يوجد في علب الحلوى فقلت على الفور : ان الزوجة هي التي تخفي مثل هذه الأشياء في علب الحلوى ولا يجوز أن نتصور ان بيل قطعها عن قدم زوجته والا تساءلنا لماذا ترك في عنقها القلادة الخضراء هل وجدت هذه السلسلة هنا في علبة الحلوى ؟ هذا صحيح … أتعتزم البقاء ؟ لا سأغلق انفذه كما كانت ثم امضى ولكنني مضيت بالسيارة الى مسيره مائتين وسبعين مترا حيث اخفيت سيارتي بجانب شجره ثم عدت الى كوخ بيل تشيس حيث اضأت مصباحا ودخلت المطبخ ،و به باب يفضى الى حجره النوم التي بها باب يفضي بدوره الى حمام حديث البناء وعدت اقلب كل درج دون أن اهتدى الى شيء له قيمته فيما اهدف اليه ولم اترك وعاء سكر او ملح او مسحوق كائنا ما كان دون اغربل محتوياته وأخيرا عثرت على علبه حلوى ورحت انبش فيها وبخاصة في طبقة السكر التي بجوفها تعطرت على قارب صغير قرأت على ظهره بسهوله "من آل الى مدريد 28 يونيو سنة 1938 مع حبي الخالص " فصحت في نفسي إذن ملدريد هافيلاند هي مورييل تشيس التي ماتت بعد أسبوعين من بحث البوليس السري دي سوتو عنها ثم لففت القلب في ورقة واسرعت الى الشريف باتون في مكتبه وكان يتحدث تليفونيا وقد أغلق على نفسه الباب فانتظرت حتى تنتهي وفتح الباب وقال لي : هذا القلب كان كذلك في علبة الحلوى والفطائر وبعد ان فحص الكتابة خلفه اردفت قائلا : لا شك عندي في ان بيل لم يكن قد سمع قط عن اسم ملدريد هافيلاند اذن يجب ان اعتذر للبوليس السري دي سوتو فقلت له لو أنك رأيته بعد ذلك في حياتك فصاح دهشا ماذا … .تعني ؟ ؟ واجبته في هدوء : إن بيل لم يقتل زوجته ولكن قتلها رجل له صله بماضيها لم يلبث ان تأثر خطاها فوجدها زوجة لرجل آخر فأغراها بالذهاب معه وبالكتابة لـ بيل انها لم تعد تحتمل البقاء معه ثم خنقها واغرقها في البحيرة فقال وقد بدا على وجه الاهتمام هذا يزيد الأمور تعقيدا يا ولدي سنري طابت ليلتك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD