9

1515 Words
كل ما أستطيع عمله أن أعيد المسدس وأطلب رجال البوليس للتحقيق , وفي الوقت الذي يحاولون فيه القبض علي زوجتك وإثبات إدانتها سأعمل من ناحيتي بأسرع ما أستطيع علي إثبات براءتها ولن يكون ذلك إلا بإدانة غيرها . . . . . . فقال متلهفاً : ستكون له الخمسمائة دولار إذا أثبت أنها ليست الجانية وأجبته : ليس هذا ما أسعي إليه . . . قل لي ما مدي علاقة مش "فرومست" بـ لافري ؟ فتجهمت أساريره ولكنه أخلد إلي صمت , فاسترسلت أقول : لقد عبست الفتاة وقطبت عندما سألتها عن عوان لافري , ولك يفت عيني ذلك التغير الذي طرأ علي قسمات وجهها . . فتردد قليلاً ثم أجاب : كانت علاقتها به قوية يوما ما , ولا تنس أن لافري طائر جذاب يستهوي النساء . . . فقلت له فجأة سأحتاج إلي التحدث إليها فاحتقن وجه وغمغم : لماذا ؟ وأجبته في اقتضاب : هذا شأني أستجوب من أريد . . . ولم يسعه سوي أن يقول : إذن كلمها . . . الواقع أنها كانت تعرف زوجة " المور" التي انتحرت كما كان يعرفها لافري أيضا فهل تري لهذا علاقة بموضوعنا ؟ لا أدري . . . ولكن هل أنت تحب سكرتيرتك ؟ وبدت عليه اللهفة وهو يقول : بودي لو أتزوجها غداً . . . فنهضت والتفت خلفي فوجدت الغرفة شبه خالية , فقلت : ثمة شيء واحد وهو أن رجال البوليس يعادون من يسرف إخطارهم بوقوع الجرائم , وفي إمكاني أن أمضي إلي منزل لافري كما لو كانت هذه أولي زياراتي له أنني استطعت إقصاء "فولبروك" عن الحادث فسألني : "فولبروك" من ؟ اه تذكرت . . . صاحبة المنزل . . . الغالب انها تنفر من رجال البوليس نفور السليم من الأجرب , ولا تفكر في مقابلتهم إلا إذا أكرهت علي ذلك , وهذا يشجعني علي الذهاب إلي مكان الجريمة مطمئناً . فهمت . . بقي أن تفهم أن لرجال البوليس مصائدهم, فاحترس واعلم أنهم سوف يستجوبونك قبل أن يخبروك بمقتل "لافري" , فلا تقع في حبائلهم وكن يقظاً وإلا فعلي رأسك التبعة . ثم تصافحنا وغادرته واقفا كالمذهول . . . ومضيت إلي شركة "جلارلان" فوجدت الشقراء الصغيرة جالسة إلي منضدتها وسرعان ما استقبلتني بابتسامة مشرقة رددتها بتحية عسكرية جعلتها تستغرق في الضحك , ثم أشرت إلي مكتب مس " فرومست" الخاوي فأومات الشقراء الصغيرة برأسهاثم ضغطت زرا فما لبثت مس فرومست ان ظهرت من باب جانبي ومضت إلي مكتبها رشيقة الخطو ثم رنت إلي بنظرات متسائلة وقالت تخاطبني : نعم يا مستر مارلو ؟ أظن مستر كنجزلي في الخارج فقلت لها مبتسما : هو ذلك فقد كنت معه علي التو . . . أين نستطيع التحدث ؟ وبدت عليها الدهشة وهي تقول : التحدث ؟ فأجبتها : لدي ما يجب أن أخبرك به . . . . . . بشأن عمل من أعمال مستر كنجزلي فنهضت واقفة وفتحت لي الباب . . . وشمتت عطرا فقلت : نرجس ؟ وأجابت : عطر الشمبانيا . وفي المكتب الطويل اتخذت مقعدا واتخذت أن المقعد الذي سبق أن شغلته بالأمس وبعد أن تبادلنا نظرات حامية قدمت لها إحدى سجائر كنجزلي فتناولتها وأشعلتها ثم اتكأت بظهرها إلي مقعدها فقلت لا حاجة بنا إلي إضاعة الوقت سدي فأظنك تعلمين الآن من أنا وما مهمتي ؟ وتجاهلت عبارتي وسالتني : وفيم تريدني ؟ أخبرني كنجزلي انك كنت تعرفين آل المور كنت أعرف مسز المور قابلتها مرتين أين ؟ فقالت بعد تردد يسير : في منزل صديق . لماذا ؟ في منزل لافري أتريد إثارتي بهذه الجرأة ؟! العمل عمل يا آنسة واجابت في هدوء نعم عرفتها في منزل " كريس لافري " إذ كنت أتردد أحياناً علي حفلات الكوكتيل التي يقيمها فقلت لها : إذن كان لافري يعرف أل المور أو مسز المور نعم جيدا وغيرها من النساء بلا شك . هل كانت مسز كنجزلي تعرفها كذلك ؟ أكثر مما كنت أعرفها أنا وكذلك الكلفة مرفوعة بينهما , وأظنك تعلم أن مسز المور قد انتحرت منذ سنة ونصف تقريبا هل كان في انتحارها شك ؟ فرفعت حاجبيها ولكن نظرتها بدت لي مصطنعة ثم قالت : ألد*ك سبب خاص يدعوك إلي إلقاء هذا السؤال علي هذه الصورة أعني هل لي دخل فيما تعمله ؟ لا أظن ذلك ولكن حدث بالأمس أن دعا الدكتور المور أحد رجال البوليس فور أن شاهدني أتطلع إلي منزله وبعد أن تبين هذا شخصيتي من رخصة سيارتي عاملني بخشونة وفظاظة . ولم أخبره ماذا أعمل ولم أقل له إنني كنت في زيارة لافري ولكن الدكتور المور أدرك ذلك في الغالب لأنه شاهدني أما منزل لافري وإني لأتساءل لماذا دعا رجل البوليس ولما شك هذا في أنني مأجور من قبل أقارب مسز المور ؟فهل لك أن تجيبي عن هذين السؤالين لأعلم ما إذا كان الأمر يدخل ضمن المهمات الملقاة علي عاتقي ؟ فأخلدت إلي التفكير لحظة ثم قالت في بطء : لم أقابل مسز المور سوي مرتين ولكن أظنني أستطيع الإجابة عن سؤاليك فإنني قابلتها أخر مرة في منزل لافري كما أخبرتك وهناك كان كثير من الناس يسمرون ويشربون ويضجون بالحديث . ولم تكن النساء مع أزواجهن ولم يكن الرجال مع زوجاتهم وكان من بين الحاضرين رجل يدعي براونوك التحق الان بالبحرية كما سمعت وأخد ينال من الدكتور المور بلسانه الحاد ويتساءل من أين له هذه الثورة ثم سأل زوجته عما إذا كان يقابل أشراراً أو أفراداً من العصابات في منزله فكان أن غضبت وألقت كأسها في وجهه وصمتت لحظة ثم استطردت تقول : وبعد بضعة أسابيع وجدت فلورنس المور ميتة في حظيرة السيارات في ساعة متأخرة من الليل وكان باب الحظيرة مغلقاً ومحرك السيارة دائرا والذي عثر عليها لم يكن سوي كريس لافري عندما كان عائدا في الصباح إلي منزله في ساعة لا يعلمها إلا الله إذ وجدها راقدة علي الأرض الأسفلت مرتدية البيجاما ورأسها تحت ملاءة كانت هي الأخرى علي ماسورة العادم . وكان الدكتور المور في الخارج ولم تذكر الصحف سوي أنها ماتت فجأة فسالتها : وأحاديث الناس ؟ فأجابت : كانت الألسنة تردد أن هناك سراً وقد حدث أن قابلت الرجل المدعو براونول في شارع فاين فدعاني لنشرب معاً , ولم أكن أميل للرجل ولكن كان لدي نصف ساعة شاغرا فأثرت أن أقضيه معه فكان أن جلسنا في مؤخر ( مشرب) ليفي وسألني عما إذا كنت أذكر الطفلة التي ألقت كأسها في وجهه ثم استرسل يقول في الليلة التي ماتت فيها زوجة المور كانت قد خسرت كثيراً علي مائد الروليت بنادي ( لوكوندي) فهاجت وصاحت بان بعجلات الروليت تزييفا فكان أن اتصل كوندي تيلفونياً بزوجها الدكتور المور الذي قدم في الحال وحقنها بدعوي تهدئة أعصابها ثم خرج تاركا كوندي يوصلها إلي منزلها وحملها علي الدرج وعاونته الممرضة في إرقادها في فراشها . . . ومع ذلك نهضت في نفس الليلة وهبطت إلي حظيرة السيارات وانتحرت !! فما رأيك ؟ ولما سالته كيف عرف ما حدث أجابني : أخبرني مخبر صحفي أن تحقيقاً لم يجر وان الجثة لم تشرح وان مهمة الطبيب الشرعي في هذه الجهات يقوم بها اللحاد مرة في الأسبوع وكان بالتأكيد أن حال كوندي والدكتور المور دون إجراء التشريح أو الإطالة في التحقيق لأن مصلحتهما لا تتفق مع جعل هذه الميتة موضوعاً تتناوله الصحف وتلوكه الألسنة . فسألتها : هذا معناه أن المور أجهز عليها ولكن أهده هي القصة ؟ وأجابت الفتاة : كلا إذ يبدو أن والدي مسز المور استخدما بوليساً سرياً خاصاً ومن عجب أن قبض علي هذا الرجل بتهمة قيادة سيارة وهو مخمور فحكم عليه بالسجن, ولعلك تعجب لتذكري هذه الوقائع ولكن تذكر الأحاديث من مقتضايات عملي ومهنتي **كرتيرة خاصة فقلت لها : الذي أعجب له أن هذه القصة لا تدي لافري في شيء رغم أنه أول من عثر علي الجثة وأظن صديقك "براونول" الثرثار يعتقد أن أحداً انتهز الفرصة لابتزاز النقود من الدكتور المور بالتهديد إن هذا ليس بعيداً علي حقير النفس كـ " كريس لافري" بقي أن أريك شيئاً ثم أخرجت المنديل الذي عثرت عليه تحت مخدة لافري ووضعته أمهما علي المنضدة وتطلت إلي المنديل ثم إلي وقالت : إن عطره من النوع الرخيص . . أين وجدته ؟ في منزل كريس لافري تحت مخدة فراشه وعليه طرز حرفان . ففضت المنديل بطرف قلمها دون أن تمسه وما لبثت أن قالت في صوت غاضب : أتعني أن الحرفين يشبهان أول حرفين لاسمي ؟ هو ذلك , فهل هو منديلك أم لا ؟ فترددت ثم أخرجت سيجارة أشعلتها وراحت ترقب لهيب عود الثقاب لحظة ثم قالت : نعم هذا منديلي ولعله سقط منذ زمن بعيد , وأوكد لك أنني لم أضعه تحت مخدة فراشه , ولعله أعاره لإحدي النساء اللائي يحببن هذا النوع من العطر ويترددن علي الو*د . فقلت لها مؤنبا : لا يصح أن تنعتي الموتى بهذه الألفاظ الجارحة فتولتها رعدة بدأت في حلقها ثم سرت إلي بقية جسمها . . وبادرت أقول : وجد ميتاً . . . مصابا بالرصاص تحت الحمام الرشاش . . . وتقطع القرائن بأن امراة قضت هناك ليلتها وأنها تركت مسدسا علي الدرج وهذا المنديل في الفراش . . . . فهتفت تقول : وهل تظنني أستطيع إمدادك بمعلومات في هذا الصدد ؟ أصغي إلي مس "فرومست" متي قتل ؟ في هذا الصباح في الغالب . بعد أن استيقظ وحلق ومضي ليستحم ولا اعتقد أنك التي قتلته . وبدا عليها الارتياح قليلا ثم قالت : هذا جميل منك , ولكن منديلي هذا وإن كان العطر غير عطري ورويت لها ما شاهدته من أثار في الحمام , ثم سالتها : هل أحببته يوما ؟ فأجابت : نعم أحببت هذا الأناني ناكر الجميل الخائن وثق بأنني لم أقتله . . هل يعلم مستر كنجزلي ما حدث ؟ فقلت لها : نعم . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD