10

1782 Words
فسألتني في لهفة : ورجال البوليس ؟ ليس بعد . . . وهلي يعرف مستر كنجزلي شيئا عن العطر ؟ لا أحد يعرف سوي أنت وأنا ومن وضعه في المنديل . وساد الصمت بيننا برهة , ثم قالت : ألد*ك فكرة عن الجاني أو الجانية . وأجابتها : سيجد رجال البوليس أن مهمتهم غاية في السهولة إذا سيعثرون علي بعض ملابس مسز "كنجزلي" . . . . فإذا عرفوا كل القصة بما في ذلك ما حدث عند البحيرة بالأمس عملوا علي العثور علي مسز كنجزلي أولا . . ونهضت أتأمل الفتاة الجميلة , فأشارت إلي المنديل ثم قالت : وهذا . . . ماذا عنه ؟ فأجابتها مبتسما : إنه ملكي الأن وسأغسله لأقصي عنه العطر الرخيص . . . والمعروف أن بعض الشبان يحتفظون بمناديل النساء ويعيرونها لغيرهن ليروا وقع الغيرة في نفوسهن عندما يقران الحروف الأولي من أسماء الأخريات فلا تبالي شيئا وإلي اللقاء يا " فرومست" مع شكري الجزيل علي التحدث معي . وهمت بالذهاب ثم توقفت فسألتها : هل سمعت باسم المخبر الصحفي الذي زود " براونول " بكل معلوماته ؟ فهزت رأسها بالنفي وسألتها : ولا اسمي والدي مسز المور ؟ فأجابت : ولا هذين أيضاً ولكني أستطيع البحث عنهما وكيف ؟ فقالت في هدوء بالرجوع إل يخبر الوفاة المنشور في الصحف أكون شاكرا لو حاولت يا عزيزتي ****** قال بوجارد : - " سأريه بعض القتال إذا أراده على أي حال " ونظر إلى الضيف وأردف : " جماعته منخرطون في الحرب منذ ثلاث سنوات ، ويبدو أنه يتعامل معها مثل تلميذ جاء للمشاركة في يوم المبارة الحافل! " .  ونظر ثانية إلى جيري واستطرد : " أما الآن ، فاتركه لحاله " . وحين دنونا من الطاولة ، كان صوت الضيف مرتفعاً وبهيجاً : " . . . إذا كان المنظار معه أولاً يقترب من المقاتلة وينظر ، أما إذا رأيتها أولاً ، فيبتعد بالقارب بحيث لا أرى شيئاً سوى الدخان . يا له من محتال, لكن الإرجنستراس ما عادت تحتسب . وإذا أخطأت واحتسبها ، تخسر هدفين من رصيدك يا ناصح . وإذا أخطأ روني واحتسبها هذه المرة نصبح متعادلين! ههههه " .  كان الفتى الإنجليزي ما زال يهلوس بصوته الشجي السعيد عند الساعة الثانية . كان يخبرهم عن رحلته إلى سويسرا التي ألغيت عام 1914 ، وأنه بدلاً من الإجازة التي وعده بها والده لعيد ميلاده السادس عشر قال بوجارد : - " سأريه بعض القتال إذا أراده على أي حال " ونظر إلى الضيف وأردف : " جماعته منخرطون في الحرب منذ ثلاث سنوات ، ويبدو أنه يتعامل معها مثل تلميذ جاء للمشاركة في يوم المبارة الحافل! " .  ونظر ثانية إلى جيري واستطرد : " أما الآن ، فاتركه لحاله " . وحين دنونا من الطاولة ، كان صوت الضيف مرتفعاً وبهيجاً : " . . . إذا كان المنظار معه أولاً يقترب من المقاتلة وينظر ، أما إذا رأيتها أولاً ، فيبتعد بالقارب بحيث لا أرى شيئاً سوى الدخان . يا له من محتال, لكن الإرجنستراس ما عادت تحتسب . وإذا أخطأت واحتسبها ، تخسر هدفين من رصيدك يا ناصح . وإذا أخطأ روني واحتسبها هذه المرة نصبح متعادلين! ههههه " .  كان الفتى الإنجليزي ما زال يهلوس بصوته الشجي السعيد عند الساعة الثانية .  كان يخبرهم عن رحلته إلى سويسرا التي ألغيت عام 1914 ، وأنه بدلاً من الإجازة التي وعده بها والده لعيد ميلاده السادس عشر ، كان عليه هو ومدرسه الخصوصي أن يقبلا بوايلز . ولكنهما ذهبا إلى منطقة مرتفعة جداً هناك ، لكنه يفضل سويسرا بغض النظر عن بقية الآراء . من ويلز تتاح للمرء الرؤية الشاملة بقدر ما يمكنه أن يرى من سويسرا . - " تتعب بالقدر نفسه وتجاهد النفس فتتنفس بالصعوبة نفسها على أي حال " . تجمهر الأمريكيون حوله ، متجهمين نوعا ، مصغين إليه بنوع من الاهتمام المصطنع . ثم صاروا يخرجون تباعاً ويعودون مرتدين بزّات الطيران ، حاملين الخوذات والنظارات . دخل ضابط خدمة يومية حاملاً صينية عليها أكواب من القهوة ، ولاحظ الضيف أنّه كان منذ بعض الوقت يسمع هدير محركات الطائرات في الغبشة بالخارج . وفي الختام نهض بوجارد وقال له : - " تعال معي ، سنحضر لك ملابسك " . كانت أصوات المحركات فظيعة ومرعبة حين خرجا من المقصف ، وبالتوازي مع مدرج الطيران الخفي ، كانت ثمة خطوط لنقاط غامضة من الأضواء الزرقاء والخضراء تلتمع في الجو . اجتازوا أرض المدرج إلى مقر بوجارد ، حيث الملازم أول ، ماك جينيز ، يجلس على الفراش منهمكاً في عقد رباط حذاءه . تناول بوجارد بذلة ورماها على السرير ، قائلاً : - " ارتد هذه " . فسأل الضيف : - " هل سأحتاج إلى هذا كله ؟ هل سنغيب دهراً ؟ " . - " على الأرجح ، من الأفضل أن ترتديها ، فالطقس في الأعلى فوق ما يطاق " . أخذ الضيف البذلة : - " علينا الخروج يوم غد . . . . أعني اليوم . أتظن أن روني لن يمانع لو تأخرت بعض الشيء ؟ ربما لا ينتظرني " .  قال ماك جينيز : - " سنعود قبل وقت الشاي " . بدا شديد الانشغال بانتعال حذاءه . " أعدك " . نظر الفتى الإنجليزي إليه . وسأله بوجارد : - " متى يفترض أن تعود ؟ " رد عليه : - " أوه حسناً ، أجرؤ على القول إنه سيمضي الأمر على ما يرام . سوف يسمحون لروني أن يحدد موعد الذهاب على أي حال ، وسينتظرني في حال تأخرت قليلاً " . - " سينتظرك . والآن ارتد البذلة " . ساعده ماك جينيز على ارتداءها . وقال بجنل : - " لو استطعت الصعود إلى فوق ، أراهن أنه يمكن الرؤية أبعد مما يرى المرء من الجبال ، أليس كذلك ؟ " . قال ماك جينيز : - " سترى أكثر على أي حال ، ستحب الأمر " . هتف في جذل : - " أوه ، أرجو أن ينتظرني فحسب . لكنها خطرة أليس كذلك ؟ " . قال ماك جينيز بنبرة سخرية : - " دعك من هذا الكلام ، أنت تمازحني " . - " كفى يا ماك ، هيا بنا . " ثم موجها خطابه إلى الضيف : - " أتريد المزيد من القهوة ؟ " لكن ماك جينيز أجاب : - " لا . لدي ما هو أفضل من القهوة . القهوة تحدث بقعاً لا تزول عن الأجنحة " . - " عن الأجنحة ؟ ولماذا القهوة على الأجنحة ؟ " .  لم تكن هناك أي سيارة للبوليس أمام منزل لافري ولم يكن ثمة إنسان حول الطرقات المحيطة به, عندما دفعت الباب . وكانت الشمس قد انحدرت عن النوافذ . وأخذت ذبابة تطن فوق أحد الكأسين . ولم أسمع صوتا في المنزل سوي دقات المياه المتساقطة من الحمام الرشاش علي كتف القتيل . مضيت إلي التليفون وبحثت في الدليل عن رقم مركز البوليس ثم أدرت القرص وبينما أنتظر الرد أخرجت المسدس الصغير من جيبي ووضعته علي المنضدة بجوار التليفون . . ولما علا صوت خشن قائلاً –بوليس باي سيتي- المتحدث سيمونت قلت أطلقت رصاصة من مسدس علي رجل يدعي لافري بالمنزل رقم 623 بشارع التير فأردته قتيلا فأخذ يكرر العنوان 623 شارع التير من أنت ؟ وأجبته اسمي مارلو وموجود بذلك المنزل فقال في حدة : لا تمسس شيئا حتي نأتي وجلست أنتظر في الردهة وما لبثت زمجرة العجلات أن وقفت أمام المنزل فمشيت إلي الباب وفتحته لاثنين في بزة البوليس وابتدرني أكبرهما سناً يقول : حسناً . أين هي الجثة . ؟ فقلت له : في الحمام خلف ستار (الدش) . فالتفت إلي زميلة وقال : ابق انت يا إدي معه . واختفي بينما رمقني الاخر شزرا وقال : إياك أن تتحرك أو تلجا إلي لعبة ما ووقعت عيناه علي المسدس فصاح كمن عثر علي كنز : هذا سلاح الجريمة ثم فحصه وسألني زائما لماذا قتلته فأجبته ساخراً : لن أتكلم حتي يأتي محامي أو أعطي حق الدفاع عن نفسي فقال متهكما : بما تستطيع أن تدافع ؟ وأجبته بالمثل : بأن أسالك كيف أقتله ثم أبقي هنا في انتظار قدومك العزيز ؟ لا تتعب نفسك فسوف ينجلي كل شيء قبل عشر دقائق . وهبط الشرطي الأخر متهجما ثم كتب شيئا في مفكرته وقال لزميله . الأمر يحتاج إلي الطبيب الشرعي كما أن الكابتن " ويبر" يؤثر أن يعمل كل شيء بنفسه . ثم سألني : هل أنت يا مستر مارلو صديق القتيل ؟ فقلت : رأيته لأول مره بالأمس وأنا بوليس سري خاص أعمل لحساب رجل في لوس انجيلوس . وأطل من النافذة ثم قال : وأطل من النافذة ثم قال : هذا المنزل المور . . . . . . . . وسرعان ما وقفت سيارة أمام منزل القتيل ودخل اثنان في ملابس عادية أحدهما ديجارمو الذي سبق أن أغلظ لي القول أمام منزل الدكتور المور والثاني قصير القامة متوسط العمر حاد الأنف خاطبه أحد الشرطيين : الجثة في الحمام يا كابتن "ويبر" وهذا مستر مارلو الذي أبلغنا بالحادث ولم استجوبه بعد وتجاهلني "ديجارمو" في الغالب عندما سالته : أليس هذا المنزل مواجها لمنزل الدكتور المور ؟ فزام قائلا : وماذا في ذلك ؟ فقلت له في هدوء : تذكرت فقط مقتل زوجته الذي حفظت أوراقه . وهبط الكابتن " ويبر" يتحدث تيلفونيا في طلب الطبيب الشرعي " إيدجارلاند" ثم صاح : من عثر علي المسدس ؟ ولما قلت إنني وجدته علي الدرج عاد يصيح بي : ألا تعرف أن التقاط أداة القتل جريمة ؟ بلي . . ولكنني عندما وجدته لم أكن أعرف أن هناك قتلا وظننته سقط من إنسان ما . وصرف الشرطيين ثم طلب أوراق تحقيق شخصيتي ولما أطلع عليها قال متأففا : - إن امثالك يزيدون متاعبنا غالبا تحدث !  فقلت له : - أنا اعمل لحساب رجل أعمال في لوس أنجلوس يكره الفضائح فأخبرني لأبحث له عن زوجته التي غادرته منذ شهر ثم جاءته برقية بانها ذهبت مع لافري ، وقد قابل موكلي هستر لافري" الذي أنكر فاعتقد أن زوجته الطائشة قد وقعت بتصرفاتها الخارقة في مأزق ، وكذلك أنكر لافري عندما قابلته بنفسي وكنت اصدقه لولا أن ثبت لي بعد ذلك أنه كان معها في فندق ب سان برناردينو في الليلة التي غادرت فيها كوخ البحيرة الذي كانت مقيمة فيه ، وجئت اليوم لأفحمه ووجدت الباب مواربا ولم يجب احد رنين الجرس فدخلت وعثرت علی المسدس ، ولما فتشت في المنزل وجدت جثة القتيل في الحمام فقال وقد بدا عليه الامتعاض :  - لم يكن من حقك تفتيش البيت ! من موكلك ؟ فأجبته : - "كنجزلي صاحب شركة جلارلان بشارع اوليف .  فسال في حدة :  - وماذا غير ذلك ؟ واجبته في هدوء ؟ - ذهبت إلى كوخ البحيرة بالقرب من "بوما" على بعد حوالي 70 كيلومترا من سان برناردينو وكان ديجارمو يكتب ببطء فتوقف لحظة ثم استطرد يكتب ما اقوله : - ومنذ شهر تقريبا تشاجر حارس الكوخ مع زوجته فغادرته كما كان يعتقد كل إنسان إلى أن عثرنا بالأمس على جثتها غريقة في البحيرة وحام الشك حول زوجها "بيل تشيس" فاعتقلوه . وتطلع إلي قليلا ثم قال : - وماذا يحملك على رواية هذه القصة ؟ هل تظن أن هناك علاقة بين كل ما رويت ؟ فقلت على الفور : - علاقة زمنية لان "لافري" كان هناك إذ ذاك .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD