11

1531 Words
وكان ديجارمو يكتب ببطء فتوقف لحظة ثم استطرد يكتب ما اقوله : - ومنذ شهر تقريبا تشاجر حارس الكوخ مع زوجته فغادرته كما كان يعتقد كل إنسان إلى أن عثرنا بالأمس على جثتها غريقة في البحيرة وحام الشك حول زوجها "بيل تشيس" فاعتقلوه . وتطلع إلي قليلا ثم قال : - وماذا يحملك على رواية هذه القصة ؟ هل تظن أن هناك علاقة بين كل ما رويت ؟ فقلت على الفور : - علاقة زمنية لان "لافري" كان هناك إذ ذاك .  - هل استنتجت من تفتیشك هنا أن مسز كنجزلي كانت مع القتيل قبل مصرعها ؟ - اظن ذلك من وجود ملابسها التي كانت ترتديها في سان برناردينو في الليلة التي قابلت فيها "لافري" هناك . ودخل ثلاثة رجال يحمل عملاق منهم حقائب سوداء ثقيلة فأشار الكابتن لأحدهما وقال : - في الحمام يا "باسوني" ، التقط كل البصمات وخصوصاً بصمات امرأة . ثم قال للثالث  - هنا جثة لك يا جارلاند ، تعال معي . وسالتي دیجارمو : ألم تقل بالأمس إنك لم تكن تعرف المور ؟ فقلت له : - كنت بالأمس . . إلى أن عرفت ان لافري كان يعرف مسز "المور" التي انتحرت وأنه هو الذي عثر عليها ميتة وانه يحوم حوله الشك في أن يبتز نقودا بالتهديد او انه على الاقل في موضع يمكنه من هذاالتهديد . فقال في تهكم :  - يبدو أنك واسع الخيال كثير الثرثرة فقلت له : - إذن تستبعد أن يكون المور قد قتل زوجته ؟  فهتف بقول : - ماذا ؟ ولما أعدت جملتي صفعني على وجهي صفعة جعلتني اعض شفتي من الألم ثم صاح في وجهي - لو قلت هذا مرة أخرى قتلتك كما يقتل كل أ**ق يدس أنفه القذر في شؤون رجال البوليس !هه ! و جلس مبهور الأنفاس فقلت مغمغما :  - أعدك بذلك ، وفي أول المساء جلست في شقتي احتسي بعض الشراب واتحسس وجنتي المتوردة ووجدت خطابا بلا طابع بريد على مكتبي فقرات فيه مستر مارلو  والدا فلورانس المور يعرفان باسم مستر ومسز "إيسناس جريسان" ويقيمان حالية بشارع ثاوث أ**فورد رقم : 64 اوریان فرومست  وكان الخط جميلا كاليد التي كتبته فاحتسيت كاسا أخرى من الشراب ثم عدت اتلو خطاب "فرومست" مرة أخرى قبل أن أغادر شقتي . ووجدت آل جريسان في الطابق الخامس من المنزل رقم 640 بشارع ثاوٹ اکسفورد . وكان اثاثه قديم الطراز ، كما وجدتها جالسين معا في حجرة تعبق بالطباق وبرائحة شواء العشاء وكان جريسان مديد القامة شاحب الأسارير ، وكانت زوجته بدينة وتضع نظارة على عينيها . وبعد أن تاملاني للمرة السابعة سألني الزوج في بطء : - فيم جئت لزيارتنا يا مستر مارلو" ؟  فقلت له مباشرة - كانت ابنتك زوجة للدكتور المور" وأظن رجلا بدعي لافري هو الذي وجدها . . ميتة ؟ ولكنه قاطعني قائلا : - إن الحديث عن ابنتنا يثير أحزاننا يا سيدي - فتداركت الأمر قائلا :  - انا اسف ولكنني أرغب في الاتصال بالبوليس الخاص الذي استأجرتماه بعد وفاة ابنتكما الراحلة . - لماذا ؟ فرويت له قصتي دون ذكر اسم "کنجزلي" ولما اخبرتهما بلقائي الأول مع "ديجارمو" في اليوم السابق امام منزل "المور" قال "جريسان" في حدة : - هل أفهم من هذا أن الدكتور "المور" لم يكن يعرفك ؟ إذن كيف عرفك وانت خارج من منزله فدعا ضابط البوليس "ديجارمو" لإقصائك ؟ - لقد بقيت ساعة خارج منزله وعرف رقم سيارتي فاتصل برجال البوليس الذين عرفوا بالرقم شخصيني بواسطة الدليل .  فقال الرجل في اهتمام : - إذن ف*جال البوليس او بعضهم يعملون لحسابه ؟ فأجبتمحاذراً : - لولا أنكما تشكان كذلك ما استخدمتها البوليس السري الخاص . . ولهذه المناسبة الم يساوركما شك في أن أهتدي إلى حقائق أراد رجال البوليس إخفاءها فعملوا على اتهامه بقيادة سيارة وهو مخمور ليزجوا به في السجن ويخرسوا لسانه ويعوقوا حركاته ؟ وأطرق الرجل برأسه وهو يقول : - لا أستبعد أن يكون مستر "تالي قد اهتدى إلى شيء . - إذن قاسم الرجل "تالي ؟ هذا أحد الأشياء التي كنت أسعى لمعرفتها عن طريقكما . . فسألني : - وما الأشياء الأخرى ؟ وأجبنة في صراحة : - كيف استطيع مقابلته ؟ وماذا أثار الشك في نفسیکما حتی استخدمتماه !!  فقال الرجل في صوت هامس : - إن الدكتور المور" يعيش على حافة الطب إذ كان يتولى علاج من حطم الشراب او الماسي أعصابهم وكان يلجا إلى تزويدهم بمسكنات بل وم**رات . . وكان اكثر هذه الم**رات يتناوله المرضى في الخفاء فهو كما ترى طبيب خطر ، وسالت : - أتعرفان رجلا يدعی کوندي ؟ - لا نعرف من هو فقط ، وكانت ابنتنا فلورانس تشك في أنه مص*ر الم**رات التي يزود بها الدكتور المور" ضحاياه من المدمنين - العرفان لافري ؟  - الم نره قط ولكن نعرف من هو .  - الم يدر بخاطركما أنه ربما يبتز نقودا من المور بالتهديد ؟  - لماذا ؟ فقلت له :  - باعتباره أول من شاهد الجثة وربما أثار شيء ريبته . - وهل "لافري" من هذا القبيلة - لا أدري ولكن موارده المالية خفية وأظنه يعتمد كثيرا على من بستهويهن من النساء ماذا حدث لـ تالي ؟ فأجابني : - قبض عليه واودع سجنا لا نعرفه ، وكان وقع الصدمة شديدة على زوجته التي قالت إن القبض عليه كان مؤامرة محبوكة لأنه كان يحتسي بعض الشراب مع احد رجال البوليس فلما استقل سيارتهكانت سيارة البوليس في انتظاره بالخارج وقبض عليه في الحال . وانا لا انزه رجال البوليس عن هذا الغدر ، ولذلك تولينا معاونة زوجة قالي قدر ما نستطيع خصوصا بعد أن تورطوا في الخطأ ولم يكشفوا عن حقيقة مصرع ابنتنا فحاولوا تغطيتها إلى الأبد . فسالته : - این تقيم زوجة "تالي " - بالمنزل رقم 1618 بشارع وستمور في "باي سيتي" . فقلت له : بعد ان دونت العنوان في مفكرتي :  - لقد قتل لافري صبيحة اليوم وهو في الحمام . ففغر "جريسان" فمه وتوقفت زوجته عن أشغال الإبرة في يدها . . واخيرا قال الرجل : - لا استبعد أن تكون للدكتور المور" صلة بذلك .  فقلت له : - لا اظن وإن كان يقيم على مقربة منه ، ويعتقد رجال البوليس ان زوجة عميلي هي التي قتلته ولكن إذا كان للدكتور الموږ دخل في ذلك فإنما ينشا عن موت ابنتكما . ولهذا اسعى جاهدة للكشف عن مبلغ هذه الصلة من الحقيقة وأشعلت سيجارة ثم استطردت أسال الرجل : - ماذا تعتقده دافعة لقتل ابنتك يا مستر "جريسان ؟ فاطرق قليلا ثم أجاب : - إن ابنتي فلورانس كانت عنيدة مبذرة بل طائشة تتخذ اصدقاءها بلا روية . . شديدة الصخب ! وزوجة كهذه كانت خطرة بالتأكيد على رجل مثل البيرت المور" وإن كنت لا أعتقد أن هذا هو السبب الأول في مصرعها . ثم تردد قليلا ونظر لحظة إلى زوجته قبل أن يستطرد قائلا : - لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأنه كان على صلة بممرضة . وان فلورانس هددته بفضيحة عامة . فسألته :  - وبماذا تظنه قتلها ؟ واجاب على الفور - بالمورفين بالتأكيد لأنه متوفر لديه وكثيرا ما يستخدمه مع مرضاه العصبيين حتى إذا اصابتها نوبة إغماء عميقة حملها إلى الحظيرة وادار محرك السيارة . واظنك تعلم أن الجثة لم تشرح حتى يثبت أنها حقنت في تلك الليلة بالذات وبكمية قاتلة - لعلها انتحرت وأن التغطية إنما أريد بها حماية نادي كوندي للمقامرة من ناحية ثم منع استجواب الدكتور المور" علانية . . . فقاطعني قائلا - هراء ! لقد قتلها وهي مستغرقة في نومها في سريرها ؟ وشعرت أنهما يستقلان بقائي بعد ذلك فنهضت أشكرهما ثم قلت وأنا أخطو نحو الباب : - الم تعملا شيئا بعد القبض على تالي ؟  - التجانا إلى محام يدعي ليتش ، ولكنه لم يجد ما يبرر تدخله وإن كان نادي كوندي" قد اغلق بعد شهر نتيجة لذلك على الأرجح . - إن نشاط "كوندي" لا يمكن وقفه ولا بنوت من يعنی بتتبعه واستطردت قاسيا رغبتي في الانصراف . - إن قصتك يا مستر جريسان" عن ممرضة الدكتور المور" يؤيدها أنها عاونت على إرقاد ابنتك في تلك الليلة ، فما اسم هذه الممرضة ؟ - "ملدريد هافيلاند" ولكننا لم نرها قط . ومضيت إلى منزل تالي بشارع وستمور فضغطت الجرس وسرعان ما فتح الباب الأمامي خلف ستارة وانبعث من الظلام صوت يقول : - من ؟ - هل مستر تالي هنا . . انا صديق فهل انت مسز "تالي ؟ وعاد الصوت بقول : - اذهب ودعني وحدي فإن مستر "تالي" ليس هنا ولم يكن هنا ولن يكون . . فحسست انني في الستارة وحاولت ان اتبين ما خلفها فرأيتامرأة مستلقية على ظهرها في فراشها وعيناها متسمرتان في السقف . وعادت تقول ؛ - انا مريضة وتكفيني متاعبي فابتعد عني . - جنت توا بعد حديث مع آل "جريسان" . فسألتني :  - لم أسمع عنهم قط . هل أنت من رجال الشرطة ؟ - لا يا مسز 'تالي" فإنك تعرفين جيدا أن أل جريسان أبعد الناس عن التحدث إلى رجال الشرطة . . - قلت لك لم اسمع قط بهذا الاسم ، فاغرب من هنا أيها الشرطي لأنني مريضة منذ شهر فقلت لها متردداً : - اسمي فيليب مارلو وأنا بوليس سري خاص أريد أن أحدثك بشان زوجك بعدما سمعته من آل "جريسان " . ونظرت خلفي في الطريق الضيق المقضي إلى الشارع فوجدت سيارة مشتعلة الانوار ورأيت مشعلا يصوب إلى سيارتي ثم ينطفئ !! وعادت المرأةتقول : - ليس لدي أنباء أو معلومات فارحمني واتركني وحدي في هذا المنزل القذر ولا الحفت في الدخول صرخت غاضبة وهددت بان تملا الغرفة صباحا وعويلا لقلت في هدوء : - ساترك بطاقتي في الباب حتى لا تنسي اسمي إذا غيرت رايك . طابت لبلتك يا مسز "تالي" واسرعت بعد أن تركت لها بطاقتي استقل سيارتي الكريزلر .  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD