كان كما هو جالسا على مقعده الوثير ,ظهر الملل جليًا على قسمات وجهه، ينتظر منها تنفيذ ما أمرها به للتو، طلب منها أن تتحرر من ملابسها لكي ينفذ صك ملكيته لها، طلبها منها ببساطة وينتظر منها أن تفعل ما يأمر ببساطة مماثلة..!
لكنها على ع**ه؛ فوقع ما طلب منها كان كالصدمة بالنسبة إليها، شيء لم تتخيل في أسوء كوابيسها أن يُطلب منها، لم يبدر إلى ذهنها يومًا أن تكون في مثل هذا الموقف.
كانت نظراتها مثبته على الأرض تجاهد أن تبكي وتصرخ بصوت عالي إلا إنها كانت تنزف وتتألم من الداخل..
تود لو تركض بعيداً, ولكنها لا تقدر لقد انتهي أمرها عند تلك النقطة المخزية, فطلبه وكأنها ساقطة..!!!
وهو بنظرها فقط مجرد رجل غريب عنها كتبت على اسمه منذ أقل من ساعة, يطلب منها التعري وكأنها بائعة هوي لا زوجته...!!
زوجته وهل هي حقا زوجته؟!.., هي تحاول أن تستوعب ما يحدث لها , ولكن كل هذا كثير .. كثير لدرجة تؤلمها وبشدة..!
هزت رأسها تحاول أن تقاوم الدموع , تتخلص من داخلها من ذلك الضعف الذي يتلبسها , ثم رفعت نظرها له بأعين دامعة هامسة باستجداء صامت أن يرحمها تناجي ربها من الداخل صارخة بالدعاء أن يخرجها من كل ذلك ولكنه قابل ذلك ببسمة شيطانية ساخرة , يخبرها ببساطة أنها هنا للانتقام وأنه لا مجال للشفقة أو الرحمة التي تطلبها ..
اتكئ بأريحية على المقعد قائلاً به***ة وأمر وهو يتشرب معالم جسدها الماثل أمامه:
-ايه يابونبوناية.. انا بدأت أزهق.. وده مش حلو عشانك.. نفذي الكلام..
ساد ال**ت لدقيقة أو أقل بينما هي تقف بجسد متشنج من شدة الخوف والرهبة, انتفض هو من مكانه يقترب منها بهدوء حذر يثير الذعر بمحياها أكثر, بينما هي تقف في مكانها لا تقوى على الحركة وكأن نظراته تلك تسيطر عليها فتثبتها بالأرض اكثر ...!
أما هو كان يدور حولها يفحصها بنظراته, رفع يده يمررها على ظهرها ,فترتعش هي من الخوف... وتتجمد اكثر !
ابتعد عنها قليلا ثم وقف أمامها واضعاً يده بجيبه ينظر لها بخبث هاتفا بتهديد اخر:
-هتنفذي إلى بقوله ولا انفذه انا بنفسي وهتبقي دعوة ص**حة منك اني اتمم جوازنا النهاردة...وبطريقتي..!
اتسعت حدقتيها بعد حملته الأخيرة لتقع بين نارين لقد وضعها بين طريقين كلاهما نار بالنسبة لها فأي الطرق تختار.
همست بداخلها ليتها تموت هي حقاً لا تقدر على أي شيء , هي تشعر بالتعب وأنها قد تنهار بأي لحظة.. مسحت يدها المتعرقة بفستانها , ثم همست بعد فترة قصيرة بصوت متعب ضعيف مما هي فيه:
-بتعمل فيا كده ليه...انا اذيتك في ايه.. انا معرفكش اصلا..
ومع انتهاء جملتها ببكاء مرير يقطع القلب كان رد فعله نظرة باردة ثم انفلتت ضحكاته الساخرة عليها تلك الصغيرة حتما مجنونة , ألا تعلم لما هي هنا ,وعند تلك النقطة تذكر ش*يقته وما حدث لها في تلك اللحظة تخيل كم عانت هي وكم عانوا هم عندما ظنوا بوقتها انهم قد يفقدوها للنهاية , فتحولت نظراته للقسوة وهو يكور يده بغضب , فهو الآن بداخله غضب لو ترك شيطانه يخرجه ربما قد تخرج هي من تحت يده محطمة ,ورغم ذلك هدأ قليلا ثم اقترب منها منحياً قليلا لموضع أذنها هامسا بنبرة اثارت بها رعشة من شدة الخوف :
-انا فعلا معرفكيش , بس الصراحة القدر بقي جابك في طريقي يافريدة.. حظك ان فرحك اخر الاسبوع والناس كلها عارفة..فضيحة مثإلىة لعيلتك خصوصا بعد مايعرفوا انك اتجوزتي بالطريقة دي...
كادت أن تسقط من فظاعة حديثة وشعرت أن الأرض تميد بها , هي ترى نفسها على حافة الانهيار ,ولكنها جاهدت ذلك بصعوبة فتمالكت حالها قليلا متمتمه بخفوت وهي تتحاشي لنظر إليه تتلاشي تلك القسوة التي تنطلق من حركات جسده ككل هادفة إياها :
-وانا ذنبي ايه , مازن إلي غلط مع اختك أنا ذنبي ايه...
قالت كلماتها بنبرة باكية وضعيفة ورغم ذلك تجاهلها, فرفع كتفيه ببرود ولامبالاة , مجيبا إياها وهو يرفع أنامله الخشنة يلمس ملامح وجهها ماراً على تلك الدموع التي تنهال بلا هوادة , فيرفع أنامله يمسحها بهدوء متسللًا إلى ذقنها يرفعها , تعانق نظراته القاسية بنظراتها الخائفة المنهزمة:
-ذنبك انك اخته وإلى عرفته انك اقرب واحدة ليه..واقرب واحدة لباباكي ..عشان كده اختارتك خصوصا فرحك كمان اسبوع..!
ابتعدت عنه تنتزع وجهها من بين يده هاتفة بنبرة متألمة وهي تشير إلى حالها بيأس:
-حرام عليك , انت خسرتني كل حاجة خطيبي وعيلتي كل ده في يوم واحد.. سيبني في حالي...!
شملها بنظرات جامدة قبل أن يلتفت بخطوات بطيئة لمقعده يجلس عليه مرة أخرى...هاتفاً بغطرسة ونبرة ناهية.. قاسية تخبرها أن لا مجال لمعارضته:
-يلا مش عاوز كلام كتير والا...بلاش اقلك هعمل ايه...!!
دقيقة ...
اثنين ...
ثلاثة...
لتدرك أنه لا مناص من عدم التنفيذ ,وحينها ارتفعت يدها تتخلص من ملابسها ونظراتها اليائسة مسلطة إلى موضع قدمها...!
ودموعها لا تتوقف..!
**********************
دموع الرجال تعني قهر..
وموسى كان يعاني من القهر والخزي .. !!
يشعر أنه فقد كل شيء, كان في تلك اللحظة ينهار ببطيء وهو ينظر إلى خاتم خطبته على فريدة بضياع ..!
يتذكر لمعة عينيها وهي تلبسه إياه .. وابتسامتها الخجولة تناوش ثغرها على استحياء..!
يتذكر همسه لها بكلمة:
-بحبك يافريدة..
وإجابتها الهادئة الناعمة الخجولة :
-موسى..!
فقط تنطق حروف اسمه فيضيع هو فيها أكثر..
يذوب أكثر..
يعشقها أكثر وأكثر..!
خرج من تلك الذكرى الجميلة على واقع مرير..!.
يود أن يصرخ فهو إلى الآن لا يصدق أنه خسرها, حتي كلمة الخسارة كانت تترد على ل**ن حاله كالسكين الحاد الغارز بقلبه يشطره نصفين..!
وهو حقا كان ينشطر ويموت من الداخل , فالحبيبة ضاعت أمام عينيه ولم يقدر على حمايتها من براثن شيطان يختطفها..
فريدة ضاعت وخسرها وكلما وصل بتفكيره إلى تلك النقطة, ينقلب عقله مشتتاً وكأنه سيفقده الآن بل هو ربما يفقده في تلك اللحظة..!
فلتت منه عبرة حزينة على حلم داعب قلبه وعقله وخياله في كل مراحل العمر, لم يتخيل في أسوء كوابيسه أن ينتهي الأمر بتلك البساطة..!
هب من مكانه يقف أمام المرآة الموجودة بغرفته هامسا لانعكاسه بها بنبرة مريرة صارخة ولكن الصراخ كان بالداخل, الفوضى كانت هناك بالقلب:
-انت جبان .. جبان !
كرر الكلمة بوجع ولم يعي لحاله إلا وهو يلكم زجاج المرآة يهشمه بقبضته التي انجرحت نازفة الدماء بقوة..! كحال قلبه..
دخلت والدته لغرفته على صوت تهشيم الزجاج ليصيبها الهلع من مظهر ولدها بوجهه الباكي ويده النازفة...
اقتربت منه مسرعة قائلة بنبرة خائفة متأملة:
- مالك ياموسى ..ايدك مالها يابني...
ازدادت وتيرة بكاؤه فصاح بنبرة متألمة تتخللها الحسرة تعرض حقيقة وواقع لا يقبله ال*قل والقلب سوياً:
-فريدة راحت مني ...خلاص كده راحت مني وقدامي.. انا جبان اوي
امسكت بيده هاتفة بحزن على حاله الذي يؤلمها فيكفيها حزنها على فريدة , بل يكفيها ما حدث اليوم , هي إلى الآن لا تستوعب الأمر:
يابني وانت كنت هتعمل ايه بس ... احنا مش قد الناس دي... مش ذنبك إلى حصل ياموسى متعذبش نفسك..
قالتها وهي من الداخل تتألم أكثر منه..!
تشعر بالخزي , فلقد ضاعت أمانة ش*يقتها..!
أجابها بقهر وهو يجلس على المقعد خلفه بتعب وكأنه تقدم بالعمر :
-بس انا بحبها اوي يا أمي...بحبها والله انا ..
**ت قليلا ليتابع بنبرة معذبة:
-أنامقهور اوي..
لم تتحمل نبرته تلك.., فجذبته لأحضانها تذرف معه الدموع متحدثة بنبرة ضعيفة وباكية تهون عليه او ربما تهون على حالها تخبره بتعبها هي الأخرى علها ترتاح وتنسي مشهد ابنة اختها الراحلة بل ابنتها هي , هي من قامت بتربيتها وتعليمها كل شيء, لم تستطع هي ايضا السيطرة على دموعها التي انهالت منها دون هوادة :
-ومين يكره فريدة يا موسى .. متعذبنيش يابني انا قلبي واجعني ...كل مافكر ان امانة اختي ضاعت...كفاية اني خسرت فريدة ..فريدة مش بنت اختي , فريدة بنتي حته مني ...
كررت كلمتها الأخيرة بحرقة مصاحبة لشهقاتها العالية..
فشدد هو من عناق والدته يواسيها ويواسي نفسه, عله بذلك يجد الراحة بداخله إلا أن جرح القلب لا يشفي سريعا وربما لا يشفي إلى النهاية...!
هو رجل عاشق , والان هو عاشق يتألم , فمحراب الحبيبة اصبح سراب..!
ولكن هل انتهى الأمر!
********************************
في الصباح الباكر كانت تقف أسفل المياه الدافئة لتختلط بدموعها تكتم شهقاتها بصعوبة لا تعلم لما يحدث معها ذلك , لما لا تحصل على تلك المشاعر التي لطالما تمنتها, فالحبيب لا يعرف الحب ولا يريده, وهي تعاني..!
هي تبحث عن الحب..
هي حالمة ..
هي بالنهاية انثي عاشقة!
عاشقة لزوجها (يامن)...!
فهل هذا ذنب, أن تعشق زوجها ذنب ..!
أن تهيم به , ولا ترى سواه جريمة..!
ربما لا والحقيقة الجواب لا.., ولكن في عرف زوجها هذا ذنب ..
وعقابها هو..! بمبادئه .. الخالية من الحب..
انهت استحمامها سريعا ثم تأملت وجهها الشاحب وعينها المتورمة من البكاء الذي لم يتركها من ليلة الأمس , مسحت وجهها عدة مرات علها تهدأ ,ثم خرجت اخيرا ملتفة بمنشفتها العريضة ذات اللون الابيض ...
القت بنظراتها تجاهه فوجدته يمسك بربطة عنقه محاولا ارتدائها بعصبية لا تعرف سببها, او تعرف ولكن تتجاهل..!
ورغماً عنها تأملته بحب صادق ونظرات حنونة ..
تأملته بقامته الممشوقة الطويلة بالنسبة لها/ تمر بنظرها على ملامحه بالكامل تتشربها ببطيء, لو تستطيع ان تصرخ بالحب لهذا الرجل ليعرف العالم أجمع لفعلتها..!
هزت رأسها ثم اقتربت منه تقف أمامه تسلط نظراتها عليه فتتعانق الأعين في حوار صامت فسكن هو عن حركته يتأملها كما تفعل هي..
مما جعلها تقترب منه, تمسك برابطة عنقه لترتفع على أطراف اصابعها حتي تطاله...!!
تعقدها حول عنقه ونظرها ينزلق مثبتاً على تفاحة ادم خاصته ..انهت مساعدته , ثم ابتعدت عنه قليلا وراحة يدها تتحسس موضع قلبه , هذا القلب الذي تتوق أن تشعر بخفقانه لأجلها..
ونظرها مثبت على ملامحه الوسيمة لتهمس متسائلة بنبرة ناعمة كطبيعتها :
-هتتأخر النهاردة يايامن ...؟
راق مزاجه فجأة, فرغم كل شيء ,
هي انثى تملك فيه شيء ما..!
فتلاعبت انامله بعظمتي الترقوة الظاهرة له من منشفتها ليبتسم لها بعبث هاتفاً بخفوت ش*ي وهو ينحني إليها:
-لو في اغراءات اكيد هاجي..بدري
راقها عبثه .. ومشا**ته كما يروق لها بالكامل..
فهزت كتفيها بدلال فطري وهي تتلمس السعادة من طريقته تلك ولو كانت مزيفة :
-هو فيه اغراءات بس انا عاوزة احضر حفلة عازمتني عليها واحدة صحبتي..ممكن؟!
هز رأسه بالموافقة شاردا بها , ثم التفت يهندم من ملابسه امام المرآة غامزا لها في انعكاس المرآة وهي تقف خلفه بعبث مقيداً طلبها بشرط:
-موافق .. طول مافي اغراءات...
هندم ملابسه وانتهي , ثم اقترب منها طابعا قبلة خفيفة سريعة على خدها الايمن متمتما بالسلام...!
فخرج هو و بقت هي تنظر في اثره بشرود...!!
بالأمس جرحها بحديثه كعادته عندما تحدثت معه عن رغبتها في الحب ,إلا أنه ليلا يأخذها بأحضانه وكأن شيئا لم يكن...!
وهي تضعف..
تخضع..
تعشق ..
تهيم به...
وبالنهاية يفوز هو مكتسحا لقلبها ..عقلها وجسدها, وجولة اخري تسجل له, وبيدها هي تنصبه على قمة الفوز...!
وهل تلام .. هي عاشقة..!
*************************
هائما بين الجموع في الغربة..
يصادق ..
يلاطف..
يعبث..
وبالنهاية غرضه انثي ..جسد يشتهيه ..مرض يكبله ..مرض النساء وعشق النساء..
مازن الشيخ ..شرير من نوع اخر , شرير عابث لا يظهر خبثه .. يتلون ويتغير ويخرج من جلده حتي ينال ما يريد..!
كان يقف مستندا على منضدة في إحدى الحانات وبرفقته فتاة فيعبث بأنامله ملاطفاً ما ظهر من جسدها بأنامله الخبيرة بالنساء هامساً لها بعبث وانفاسه تلفها ..تعبث بها بال*قل قبل القلب..:
-let's go baby,
والاجابة ابتسامة راغبة قبل أن تكن حالمة.. وهذا ما يريده وينشده , فهمست له برغبة وثقل من أثر الكحول ويدها تلامس لحيته النامية:
-you are handsome,
وانتهي الامر بها في شقته التي يتقاسمها مع ش*يقته نورا, كغيرها ممن سبق وكحال القادم..!
خرج من غرفته عاري الص*ر بينما بيده لفافة تبغ يدخنها , ليتفاجأ بش*يقته تجلس أمام شاشة التلفاز تشاهد إحدى البرامج الترفيهية..
جلس بجانبها بملل , فهمست له دون ان تنظر إليه ونظراتها مثبته على ما تتابعه:
-ايه ليلتك قفلت بدري..
لوى فمه ..ثم امسك كوب القهوة من يدها يرتشف منه قليلا قائلا :
-عادي ..انا زهقت
نظرت له رافعة إحدى حاجبيها ثم أجابت بصدمة مفتعلة ونبرة ساخرة:
-من الستات ..اوعي تقول منهم
ابتسم ,فهز رأسه بنفي متمتماً بتقرير ساخر:
-لا ,دول ميتزهقش منهم يانونو..
هزت رأسها بسخرية قائلة ببرود ولا مبالاة تفجر حقيقة لم يتوقعها:
-عرفت ان غسان ابو العزم اتجوز فريدة
تشنج جسده للحظة , يستوعب ما قالته ,ثم هب من مكانه مصدوما ينظر لها بغضب صائحا بعصبية:
-فريدة اختي , وده ليه انطقي
رفعت نظرها له متجاهلة حالته تلك.. ترفع كتفيها ببرود ثم ارتشفت قهوتها متحدثة بلامبالاة:
-عشان يرد إلى انت عملته في اخته..
نظر لها قليلا يستوعب حالة البرود التي تحيا بها , ثم هز رأسه بعنف صائحا:
-انا لازم انزل مصر
استقامت من مكانها سريعاً من شدة المفاجأة قائلة بعصبية وهي تلوح بيدها:
-تبقي اهبل.. نزولك مصر لاهيقدم ولا هيأخر.. نزولك فيه خطر على حياتك..
وهي محقة, أجل هي محقة.., فجلس مفكرا هل يتركه غسان ابو العزم بعد ما فعله بش*يقته الصغيرة...
همس بداخله نيرة , ليته لم يتركها , ليته كان رجلا وبقي للنهاية يتحمل عواقب فعلته ولو كانت السجن..!
القى نظرة خفية على ش*يقته.. متحدثا بنبرة مترددة بملامح يائسة يوهمها أن الأمر لا يعنيه ويُثبت لنفسه ذلك أيضا:
-طب ..ونيرة متعرفيش حصلها ايه؟!
نظرت له بسخريه قائلة بتهكم ضاحك:
-هه..وده يهمك فعلا ياميزو
لاذ ب**ته ممتنعاً عن الاجابة أو ربما متهرباً... وربما لا يعرف حقا هل يهمه امر تلك الصغيرة؟!, نيرة صاحبة الخصلات البنيه التي تمتزج نهايتها بلون الشمس فتعطيها هالة ذائبة في وضح النهار...وكأنها قادمة من الجنة..!
وعند تلك النقطة علم جيداً أن نيرة لم تكن كغيرها...
فهي أول بريئة في قاموس من عرفهم من نساء...!!
استقام من مكانه قاصداً غرفته متحاشياً النظر إلى ش*يقته...ربما ينعم بالنوم...أو ينسى..!
اما خلفه فبقت نورا ترمقه بنظرات حائرة... ماذا لو عرف بزواج كريم بنيرة المرتقب...؟
وهنا تأكدت بداخلها أن ش*يقها مازن ربما يحبها وربما شيء اخر.. , ولكن أنتهى الأمر, ستصبح زوجة ش*يقه...!
زوجة كريم..!
***************
جالسة على سريرها الذي يتوسط غرفتها الفسيحة بلونها الارجواني, ودموعها لا تتوقف ورغم كل شيء تشعر بالحنين لرجل دنسها, استحل جسدها وهي كانت كالمغيبة في عشقه...
ولكنها لم تكن مغيبة عن الواقع هو لم يضحك عليها , فالخطأ خطأها هي أين كان عقلها عندما سلمته في لحظة ضعف نفسها يفعل بها ما يشاء ...؟!
طرقات خفيفة على باب غرفتها اخرجها من شرودها تلاها دخول والدتها التي كانت ترمقها بنظرات متحسرة ,لم تتهرب من نظراتها القاسمة لروحها بلا رحمة...
وبداخلها تهتف :
-انا استحق
جلست والدتها بالقرب منها على السرير متحدثة بنبرة جامدة لائمة:
-ليه يانيرة , ليه تحرميني من لحظة اتمنتها من يوم ماعرفت اني حامل في بنت...بسببك بنت هتروح في الرجلين...ليه يابنتي
التفتت لها بعلامات مستغربة :
- انت بتقولي ايه ياماما وبنت مين إلى هتروح في الرجلين...
هزت راسها بيأس هاتفة بنبرة مستفهمة:
-فريدة الشيخ ... تعرفيها يانور
اومأت لها نيرة.. متذكرة تلك الهادئة فريدة, الش*يقة الاقرب لمازن , كان دائم التحدث عنها ...
كان سعيداً لاقتراب عرسها , دائما يخبرها بأنها الاقرب إلى قلبه..!
فهمست بشرود من تفكيرها:
-اه اعرفها مالها ياماما
هتفت والدتها بتأنيب موجها لها تخبرها أنها السبب تحملها كل شيء:
- اخوكي غسان اتجوزها انبارح عارفة ليه
لم ترد بل ساد ال**ت ,فالأمر لا يحتاج إلى إجابة لأنها تتلخص بكلمة واحدة الانتقام , وهي السبب به لا غيرها !
لن تحمل أحد النتائج التي آلت إليها وبيدها هي..
اغرورقت عينيها بالدموع, ولكن والدتها تجاهلتها بع** الألم المتسبب بداخلها نتيجة حالتها تلك فوقفت قاصدة الخروج من الغرفة متهربة من حالتها تلك قبل أن تخبرها بنبرة حازمة:
-كريم ...هيجي بكره ابقي جهزي نفسك
همست متعجبة وهي ترفع نظراتها الباكية إليها:
-كريم مين!
والإجابة كانت تنحرها عندما اطلقتها والدتها ص**حة جادة وحازمة , تخبرها بالواقع التي يجب عليها أن تتقبله:
-خطيبك يانيرة...
نسيت الخطيب المزعوم, الخطيب المعالج لخطأ ش*يقه ,والخطأ لم يكن سوي هي وجسدها..
هي ونفسها..
الخطأ يتلخص بخطيئتها وحدها, والعديد سيدفع الثمن ..!
*********************
كانت متكومة على نفسها , تذرف الدموع على حالها.. وما وصلت إليه..
دخل هو إلى الغرفة التي أمرها أن تمكث بها , فوجدها تجلس متكومة في إحدى جوانب الغرفة ومن اهتزاز جسدها علم انها تبكي .
اقترب منها بخطوات باردة ثم جلس على مقعد مقابل لها واضعا إحدى قدميه على الأخرى قائلا بنبرة ساخرة:
-ايه ياديدا, بتعيطي ليه
تشنج جسدها بعد أن سمعت صوته, فلم ترفع نظرها له بل بقيت على حالها مما أغضبه وبشدة ,حتي استقام من مكانه مقتربا منها بعصبية مشرفا عليه بطوله هادرا ينهرها بحدة :
-لما اكلمك تردي عليا...!
همست هي بصوت باكي دون ان تنظر إليه:
-عاوز مني ايه مش كفاية بقي حرام عليك..
ابتسم بمكر هاتفاً ببراءة مفتعلة:
-وانا عملت ايه بس ياديدا ...
**ت قليلا مدعيا التفكير , ثم اكمل ببرود:
- اااه عشان خليتك ...
وقبل ان يكمل كلمته كانت تقترب منه مسرعة تأبي أن تسمع منه الأمر واضعة يدها على فمه صارخة:
-اسكت حرام عليك انت عاوز مني ايه..
وفي لحظة كانت يده تتطوق خصرها بتملك قاسي كاتما بكائها وصرخاتها بشفته القاسية ..مقبلاً إياها يتحداها ان تتخلص منه يخرج غضبه المشتعل بها هي , وهي تتلوي , تتمني لو تستطيع الفرار والابتعاد ...
ولكنه لم يعطيها الفرصة ويده تتجول عليها بحرية ...
مستبيحا جسدها وكأنها أملاكه الخاصة ولا يستطيع أحد أن ينتزعها منه...
تركها بعد فترة ..ثم دفعها بحدة على السرير القابع خلفها ...
مقتربا منها يتخلص من قميصه ببرود وهدوء هامسا لها بنبرة عابثة أثارت بها الخوف:
-ايه رأيك نكمل وتبقي مراتي حالا.. اصل الصراحة عجبتيني..
وكلمته جعلت ما حدث لها أمام انظاره يعود لها وكأنها لا تتذكر..!
رجعت إلى المشهد الذي كان منذ ساعات ,حيث كانت تتخلص من ملابسها امام نظراته الباردة وهو يجلس مستمتعا بذلها, ورغم انها لم تكمل التحرر من ملابسها , حيث انهارت بالبكاء.. مما جعله يتأفف بحنق مشيرا لها بيده وهو يرمقها بوقاحة قاسية عليها هاتفاً:
- خلا ص .. خلاص متصدعنيش بعياطك
- ثم **ت قليلا مكملا حديثه وهو مازال يتفحص جسدها بجرأة:
-لا بونبوناية صحيح...عجبتني اووووي...
وبعد ذلك التزم ال**ت يشملها بنظراته يزيد من ذلها ,ثم صرفها ببرود لغرفة موجودة بالطابق الارضي ...
اقترب يجثو منها على السرير وهي شاردة , لتخرج من حالتها على أنفاسه القريبة منها والتي تلحفها فتزيد من ألمها ..
مما جعلها تخرج من تفكيرها, لترفع نظرها له فوجدته قريب من وجهها بص*ره العاري مشرفاً عليها بهيمنة..!
شهقت بصدمة هامسة بهلع وهي تحاول الابتعاد عنه:
-انت هتعمل ايه .. ابعد عني
لم يتزحزح من مكانه هاتفاً بقسوة ومكر :
-هعمل ايه يعني...هتتم جوازنا ايه رايك؟!...
تدفقت الدموع من عينيها , مما زاد من سعادته وأخمد الاشتعال بداخله قليلا , فكما بكت ش*يقته وذرفت الدموع ستتألم هي وتبكي ...
ابتعد عنها بعد دقيقة او أكثر.. مكتفيا بذلك بعد ان اثار ذعرها كما أراد هو.., فوقف مشرفا عليها بطوله وهي ملقاة على السرير ثم قال ببرود وحزم:
-انا مش هغتصبك يافريدة... مش ناوي على كده ياحلوة ...انا هاخد إلى انا عاوزه وبرضاكي, افهمي ده كويس
همست امامه منتفضة من مكانها بذعر من كلماته وهي تهز رأسه بنفي عنيف:
-انت بتحلم , عمره ماهيكون برضايا , ابداااا انت بتحلم..
ابتسم بسخرية وخبث يأمرها بنبرة باردة:
-لبسيني القميص...
نظرت له بأعين شاخصة تتحاشى النظر إليه بهيئته تلك مما جعلها تقترب منه ,وع** المرة الأولى لم تجادل , فمن داخلها كانت تعرف أن الجدل لن يفيد ها فقط لو غضب منها سيطالها اذاه...وربما لأنها استنفذت طاقتها بالكامل باليوم السابق..
وقبل أن يخرج من غرفتها طوق خصرها مرة اخري , يقبلها ببرود , لم تبادله ولكنها كانت جامدة بين يده.. ربما من الصدمة وربما لأنه لا فائدة من الجدال..
الأمر يعود له بالنهاية , هي فقط بيدق من بيادقه للانتقام , وعليها انتظار ذلك العذاب لتنتهي..!
*****************************