الفصل الرابع
ما بين الحب والحرب
روني محمد
(لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)
أخذت حور تتجول في شوارع القاهرة وحيده كعادتها ،، بعد ان أرهقها التفكير كثيرا... تتسأل الي اين الفرار ؟..
وكيف تتخلص من هذه الزيجة ،، تتذكر قسوة والدتها وعمها عليها حينما اخبرتهم بما فعله رائد فبدلا من تعنيفه والغاء الزواج تفاجأت حينما أعلمتها والدتها باستمرار هذه الزواج خوفا من الفضائح وكأنها هي المذنبة ....
وما ان همت بالاعتراض وبخوها بقسوة حتي انقضت والدتها عليها وحاولت ض*بها حتي منعها عمها من ذلك ...
نعم فأي ام هذه التي كل ما يهمها هو المال حتي لو مقا**ه تعاسة ابنتها ،،
فرائد مثل امامهم البراءه المعتادة واخبرهم ان ماحدث مجرد نزوة ولن يعاود اليها مره اخرى ،، وتحجج بذلك بان الزواج سيعفه من هذا الامر .....
بينما هي شارده الذهن قطع عليها صوت نباح قادم من احدى الشوارع ، تملكها الخوف للحظات قبل ان تلوذ بالفرار ، ولكن الي اين ؟ .. اصبح الجو باردا ولا تجد ما يأويها ، جلست علي احد المقاعد القريبة من النيل ،، تتامل الناس حولها وهي تختفي رويدا رويدا............
~~~~~~~~~~~~~~~•~~~~~~~~~~
أما هو يجلس وحيدا شاردا بعد ان بحث عنها في كل مكان ولم يجدها ،، تجمعت الدموع بعينيه وهو يتذكر ذكرياتهم القليلة التي جمعتهم ،،
فكان يعتاد ان يزور عمه اسبوعيا بحجه الاطمئنان عليه بعد مرضه في الايام الاخيرة ،،
حتي رأها وقد ترعرعت داخل قلبه براعم العشق ،،وعزم حينها ان هذه الحورية لم تكن لغيره .....
اعترف بخطئه حينما قسا عليها و أخافها ، ولكنه عزم انه سيعوضها عن كل لحظه ألم شعرت بها،، فليجدها أولا ويحدث ما يحدث....
عاد مرة اخري الي الماضي ليتذكر اول لقاء جمعها به ، حينما ذهب لزياره عمه لاول مره بأمر من جده ،، وما ان وصل الي اسفل ال*قار واخذ يبحث بعينيه عن مكانا شاغرا ليركن سيارته ،، لم ينتبه لتحرك السيارة للخلف واصطدمها بفتاه .....
انتبه الي الصوت العالي الذي يطرق علي النافذه لينزل من سيارته ، ليجد هذه الحوريه تصيح بغضب وتقول
-:مش تفتح يا اخينا انت ولا اتعميت ...
لم يشعر بتجمع واصوات الهمهمات من حوله ...
بينما هو ظل يتأملها شعر حينها برجفه قلبه وخفقاته السريعة... وكأن كيوبيد الحب قد اصاب قلبه لينبض عاشقا لها ... كان يتأملها وكأنه يعرفها من سنين ، تاملها بعيون لامعه بدءا من شعرها الاسود المتطاير خلفها وبشرتها الورديه واللآلئ السوداء التي تتوهج بعينيها ، فاق من شروده علي صياحها وهي تقول بغضب
-: لا انت مطلعتش أعمي بس دانت طلعت اطرش كمان ..
وما ان انطلقت الي بيتها حتي اتبعها بعد قليل وعلم حينها انها ابنه عمه ، ليتوج قلبه بحبها عازما ان هذه الفاتنه لم تكن لسواه....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في منزل حور
تجلس امام والدتها الغاضبة وهي تقول
-: اتصلت بيها للمره الالف تليفونها مقفول.. ومرحتش عند مي ولا حد من اصحابنا ،، انا قلقانه عليها اوي ..
هدي : اعمل ايه بس يا ربي البت دي ناوية تموتني ،، هي كانت تحلم بجوازة زي دي وش فقر طول عمرها ..
هنا : مانتو السبب الي خلتوها تنهار وتمشي بالشكل ده ،، انتي حتي مش عاوزة تسمعيها كل همك الجوازه وهي تولع ،، حتي بعد ما عرفتي بعلاقاته القذرة بردو بتضغطي عليها وعاوزه الجوازه تتم باي طريقه وفوق ده كله بتض*بيها قدامه...
هدي : انتي قليله الأدب ازاي تكلميني كده ،، ده جزاتي اني عاوزة اجوزكم واحد ابن ناس يرحمكم من الفقر الي كنا عايشين فيه ،، لا جايه تبجحي فيه كمان ..
هنا بدموع : فقر ايه الي بتتكلمي عنه ، مفتكرش اننا في يوم نمنا من غير عشا او مجلناش هدوم عيد او حتى كنا نفسنا في حاجه وابويا مجبهاش ، العيشه الي مش عجباكي دي كانت مليانه حب ودفا وامان مش لقينه دلوقتي....
قاطع كلامهم دخول ريم
ريم : استهدو بالله كده.. صوتكم جايب لأخر الدنيا ها مفيش اخبار عن حور كلمتي أصحابها زي ما قولتيلي يا هنا...
هنا بدموع: كلمتهم... محدش شافها ولا كلمها النهارده
ريم بحزن بعد ان جلست بجوار هنا وقالت
-: ولسه رائد جاي من بره بعد مالف ودور عليها في كل حته ملهاش أثر ،،
ثم اكملت بعد ان ازدادت هنا بالبكاء اهدي بس يا هنا دلوقتي ترجع هي تلاقيها زهقانه شويه.وخرجت ونست نفسها دلوقتي ترجع ، ان شاء الله .....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حور لنفسها: ها يا حور هتباتي فين ،، ولا هتفضلي تلفي فالشوارع كده ،، فاقت من شرودها علي صوت نباح يأتي من احد الشوارع الجانبيه ويقترب منها ،، تملكها الرعب للحظات قبل ان تلوذ بالفرار باحثه عن مأوى...
تذكرت فجأه المنزل القديم ،، وحمدت ربها انها كانت مازلت تدفع ايجاره خلسه دون ان تعلم والدتها ،، لانها كانت تعلم انهم سيعودون اليه يوما ما ،، ولكن كيف ستفتحه وهي تركت كل متعلقاتها بالمنزل قبل ان تهرب ،،، ثم عاودت حديثها لنفسها
- : انا هروح هناك وهشوف اي حد يفتحلي الباب وهتصرف ، لتنطلق الي وجهتها فورا ....
بعد ساعتين
جلست حور في ردهه المنزل علي احدى الارائك تتأمل المكان بهدوء وتغطيه الاتربه في كل مكان
حور بتذمر : اووووف ايه التراب ده كله... ده ولا أكننا مهاجرين من سنين.. يلا ربنا يقويني استعنا عالشقه بالله ..
ظلت حور طيله الليل تنظف الشقه وترتب اثاثها حتي آذان الفجر فتوضأت وأدت فرضها وقرأت وردها ، ثم خلدت في نوم عميق من شده التعب والارهاق
استيقظت في اليوم التالي وهي تتضور جوعا ..
حور لنفسها: وبعدين يا حور الفلوس الي معايا خلصت انا لازم انزل ادور علي شغل... طب ورقي وحاجتي كلها فالبيت ،،،،، يووه لازم اجيبهم فكري يا حور وشغلي مخك ،، باااااس جتلي فكره انا هكلم البت هنا وهنبه عليها محدش يعرف ،، وهخليها تجبلي الورق بتاعي وفلوس امشي بيها حالي لغايه ما ربنا يسهل ،، انا هقوم أشوف التليفون اشحنه وافتحه اكلمها..
بعد ساعتين
فتحت حور الباب بعد ان سمعت صوت الجرس لتجد هنا تدلف الي الداخل وبيدها بعض الاكياس وتضعها بالارض ،،ثم اغلقت حور الباب ،، وأرتمت بأحضانها
هنا : كده يا حور يومين بحالهم تقلقينا عليكي ،، طب كنتي كلميني وانا مش هقول لحد
حور بحزن : اهوه الي حصل بقي انا عصابي كانت تعبانه وكنت خايفه حد يوصلي
هنا بحب : انا كنت هموت من القلق عليكي كنت خايفه يكون جرالك حاجه
حور : اطمني يا حبيبتي انا قدامك اهوه كويسه ،، تعالي اقعدي بدال ماحنا وقفين كده
جلست هنا وبجوارها حور واخذوا يتبادلون الحديث بينهم.... الي ان قطع حديثهم صوت جرس الباب..
لتقترب حور من الباب بخوف وقلق الي ان اشتدت الطرقات علي الباب بعد ان علمت بهويه من بالخارج.. فبعدت عن الباب وهي تحتضن هنا خوفا من ان يقتحم عليهم المنزل ،، وما هي الا لحظات حتي وجدت الباب مفتوح علي مصراعيه ويظهر رائد من خلفه بهيبته التي تخشاها، وعينيه تطلق شرارات من الغضب تكاد ان تحرقها
حور بخوف : ااااا يه انت ....ايه ... اي جابك هنا ..
رائد بغضب وقد تناسي وعوده لنفسه بانه سوف يعاملها بلين قائلا
-: انتي فاكره اني مكنتش هعرف اوصلك... انتي لو مستخبيه فين بالذي هعرف اجيبك ،، ثم اكمل وهو يحاول ان يسيطر علي غضبه
- : 10 دقايق وألاقيكي جاهزه عشان المأذون مستنينا فالبيت ..
حاولت حور ادعاء القوه والتماسك ع** داخلها الذي يرتجف رعبا من هيئته ، التي لا تبشر بالخير ، وكأنه جاء ليقبض روحها ....
حور بغضب : انا مش جايه معاك في حته ،، ولو اخر واحد فالدنيا مش هتجوزك
حاولت هنا تهدأت الموقف وامتصاص غضب رائد حتى لا يبطش بهم وقالت
- : اهدى بس يا رائد وانتي يا حور اهدي واعدو اتكلمو بهدوء وان شاء الله توصلو لحل ..
رائد : مفيش كلام هنا يلا عالبيت وهناك نتكلم..
حور تدعي البرود وهي تعقد زراعيها امام ص*رها : وانا مش هتحرك من هنا والجواز مش هيتم حتي لو فيها موتي .....
اقترب منها رائد وشرارات الغضب تنطلق من عينينه وما هي الا دقائق حتي حملها علي كتفه وسار بها ناحيه الباب ،، حاولت هي الابتعاد والتخلص من قبضته ولكنها فشلت ،، نزل بها الي اسفل وعلي الرغم من صراخها الذي جعل الناس تحتشد حولهم إلا ان رائد لم يهتم لذلك ،، فتح باب السياره الامامي ودفعها بقوه الي الداخل حتى تأوهت من قوه الدفعة ،،والتف للباب الاخر حتي يجلس امام المقود ،، تبعتهم هنا سريعا وجلست في الخلف ،،ثم انطلق عائدا الي المنزل ،،ظلت حور تصرخ وتحاول فتح الباب حتى امسكها رائد من شعرها وسدد اليها لكمه في وجهها ،، ووسط ذلك حاولت هنا تخليصها من يديه بصعوبه ،، ظلت حور تبكي ب**ت حتى وصلوا الي المنزل ،، صف رائد سيارته بعشوائية ثم هبط واخرج حور بالقوه وسط بكائها واعتراضها حتي استطاعت التملص من بين يديه ،، فانطلقت مسرعه للفرار من براثن الوحش ،، وماهي الي دقائق واصبح الصراخ يشق الآذان
يا ترا حور جرالها ايه ؟؟؟
ياريت تقولولي توقعاتكم ؟؟؟؟
مش هوصيكم بقى عالتفاعل ، وطبعا مستنيه رأيكم ?
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم