الفصل الثالث عشر
تجلس هدي في منزلها القديم تنوح وتبكي ، لتتذكر ما فعلته منى بها
فلاش باااك
منى بصراخ : انتي ايه الي لسه مأعدك هنا ، اتفضلي امشي من هنا
ثم أخذت تطيح بكل ما تقع عليها يدها ، لتصبح الشقه رأسا علي عقب ، فمن يراها يظن انه قد مر عليها اعصار ، لتمسك هدي من زراعيها بقوه وتسحبها الي الباب وتدفعها نحو السلم قائله بغل
-: غوروا بقى من هنا كفايه الي حصلنا بسبابكم ، انا مش هسمحلك تأذي ابني انتي وبتك وتضيعوه من ايدى
هدى بدموع: ولله احنا معملناش حاجه ، ربنا يعلم انا بحبه زي ابني وأكتر ..
مني : كفايه دموع تماسيح متخلش عليه ، اتفضلي من هنا ومش عاوزه اشوف وشكم تاني هنا..
لتخرج هدي من الشقه ومن المنزل كله ، لتعود لبيتها السابق
بااااااااااك
بكت هدى بحرقه قائله
-: ليه كده بس يا حور ، حرام عليكي الي عملتيه فيه ده
هروح في مكان جديد اول مره نروحه
في أحد الدول العربيه
........: لسه م**م بردو ترجع مصر
سالم بضيق : انا مضطر انزل مصر اهلي عندهم مشاكل كتير ولازم اروحلهم
.......: طب هترجع أمتي ؟
سالم : مش عارف انا هرجع تاني امتى، المهم انا عاوزك تسد مكاني عقبال ما أرجع ، وأي حاجه معاك علي تليفون
.......: طيب طيارتك امتي ، عشان أجي اوصلك
سالم : لا مفيش داعي ، طيارتي هتبقى متأخر ومش عاوز اتعبك معايا
استووووووب
( سالم الصاوي ، الاخ الأكبر لحور وهنا ، شاب في ال*قد الثالت من عمره ، سافر بعد وفاه والده ، للعمل في احد الشركات الهندسيه بالخليج ، وعندما علم بزواج حور جاء مسرعا ليتحقق من الأمر ، لم يكن يعلم بأخلاق رائد الدنيئه )
(لا اله الا انت سبحانك اني كنا من الظالمين )
كان أوس جالسا بينما الظلام يخيم على الغرفه ، الا من ضوء خافت يأتي من النافذه ، اخذ يدخن بشراسه سيجاره تلو الأخرى ، كأنه يأكلها ...
يشعر بقله حيلته فقد فشل في العثور عليها ، وكلما تذكر ان هذا الحقير من الممكن ان يفعل لها شئ ، يشعر بالأختناق وكأن العالم قد نفد منه الهواء ...
ليخرجه من شروده وحزنه صوت الهاتف الذي يعلن وصول رسالة ، ليمسك هو بالهاتف ويفتحه ، ليجد صوره ب*عه ، لم يستطع النظر اليها ، ليبعد الهاتف سريعا من امام ناظريه ، ليتذكر شيئا ويعاود النظر للصوره مره أخرى يتفحصها بقلب مرتجف وعيون دامعة ، ويتمني ان يكون حدثه خاطئ ليس بمحله
و ما هي الا لحظات حتى تبين من صاحبه الصوره حتى اجهش بالبكاء ، وانهار ساقطا أرضا على ركبتيه .....
فكانت هذه الصوره هي صوره حور الغارقه بالدماء ، ومرفق بالصوره رساله وهي " انت السبب في موتها ، حور لو مش ليه ، عمري ماهسبها تبقى ليك "
ليفتح باب الغرفه وتظهر سعاد وخلفها كندا تدفع الكرسي ، فتفتح كندا الضوء ليتفاجأ كلا منهم بأوس الجالس على ركبتيه وينتحب ويبكي كالأطفال ، لتقترب سعاد سريعا منه وتقول
-: اهدي يابني مش كده ، ربنا موجود هو أقوي من الكل وقادر يرجعها
اوس : انا السبب ، قتلها بسببي
سعاد بخوف : لا متقولش كده ، هو اكيد مش هيقتلها ، هي عملت ايه يعني دي اتجوزت علي سنه الله ورسوله ..
أوس : لا قتلها عشان ينتقم مني فيها ..
سعاد : انا مش فاهمه حاجه ، اهدى كده يابني ، ربنا ان شاء الله مش هي**ر قلبك ابدا
لم يرد عليها ، ليهب واقفا يمسح دموعه ، ثم انطلق خارج الغرفه وخارج الفيلا بأكملها ....
في منزل هدي القديم
تجلس هدي تنتحب وتبكي وجوارها هنا تحاول تهدئها ، لتقول
-: اهدي يا ماما ، طب بزمتك مش هنا أحسن
هدى بإن**ار : انا كل الي قاهرني الي عملتو فيه مرات عمك ، كرشتني قدام الناس ولا كأني عمله عمله .
هنا : هي مرات عمي كده طول عمرها متغاظه منك ، عشان احلا منها يا هدهد
هدي : ولله انتي فايقه ورايقه للهزار ، هو ده وقته!!
هنا : اه وقته ، انا ولله ارتحت ان احنا جينا هنا ، عالأقل نبقى براحتنا ، وبعدين بالنسبه لحور اهي دلوقتي مرتاحه بلا اهانه بلا قله أدب ..
هدى : هو مين ده الي هي اتجوزته ؟
هنا : واحد ابن حلال ، ربنا حطه في طريقها عشان تتخلص من رائد وذله ليها ...
هدى : هي كانت تعرفه من امتي؟
هنا : مش من زمان ، هو عرض عليها المساعده وهي وافقت ..
هدى : انا مش فاهمه حاجه مساعده ايه ؟
هنا : بعدين يا ماما هتفهمي كل حاجه ...
قاطع كلامهم صوت جرس الباب ، لتتجه هنا وتقوم بفتحه لتتفاجأ بمجئ أمجد ، افسحت له الطريق ليدخل ...
دخل أمجد واستدار لهنا الواقفه بالقرب من الباب ليقول
-: يلا يا هنا هاتي مرات عمي ويلا بينا
هنا : يلا بينا علي فين
أمجد : علي بيتكم
هنا : احنا ملناش بيت غير هنا
أمجد : لا يا هنا بيتكم مش هنا بيتكم معانا
كادت هدي لترد ولكن هنا سبقتها وهي تكتف يدها امام ص*رها لتقول بسخريه
-: بيتنا !!! الي اتطردنا منه !!
أمجد : من هنا ورايح محدش هيقدر يطلعكم منه
هنا : شكرا ليك يا امجد احنا معندناش بيت غير هنا وعمرنا ما هنسيبه ابدا ، وانت مرحب بيك في أي وقت تيجي تزورنا ....
كاد ان يرد عليها ليقطع كلامهم جرس الباب مره اخرى ، ليتقدم امجد من الباب ليفتح ليتفاجأ بسالم
كان أوس يزرع ارضيه الغرفه ذهابا وايابا ، وتندفع داخله براكين الغضب وهو يتوعد لرائد بأشد العذاب ، وكان معه عماد يحاول تهدئته ليقول
-: متقلقش يا أوس انا متأكد انه مقتلهاش ، لان ببساطه لو كان قتلها كان بعت جثتها مش صورتها
أوس : مش عارف يا عماد مش قادر أفكر ، منظرها فالصوره وهي غرقانه في دمها بيموتني بالبطئ
عماد : اقعد كده واهدي وخلينا نفكر في طريقه نوصل بيها للزفت ده
.....
دلف سالم الي الداخل واحتضن والدته وهنا وسلم على أمجد ، وقد استقبلته والدته واخته بالترحاب والسرور ، ليدعوه للجلوس هو وأمجد ، ولكن أمجد استأذنهم بالأنصراف على أمل العوده واصحابهم لمنزله مره اخرى.
بعد وقت
سالم : انتو ازاي متقولوليش عالمصيبه الي حور عملتها
هدى: يابني انت في ايه ولا في ايه ، وبعدين احنا اتفاجأنا بين يوم وليله اختفت وبعدها بيومين اتجوزت .
سالم : انا عاوز افهم لما هي كانت مخطوبه لرائد ، ايه الي يخليها تسيبه وتتجوز واحد تاني ، انتي كنتي غصباها ؟؟!
ن**ت هدي رأسها أرضا ولم تستطع ان ترد عليه ، لتقول هنا
-: انا هحكيلك علي كل حاجه
قصت له هنا كل شئ بدايه من معامله رائد القاسيه ، وض*به لحور ولها ، عرض أوس الزواج علي حور لتخليصها منه ، والمعامله اللطيفه التي عاملها أوس لهم ، كما اخبرته بزواج حور الصوري منه ........
ليقطع كلامهم طرقات الباب ، ليهم سالم بفتح الباب سريعا ، ليتفاجأ برجل لا يعرفه ، ليعرفه بنفسه انه أوس الغازي زوج حور ....
...
بداخل تلك الغرفه المظلمه ، بعد ان تكورت فوق الفراش تضم جسدها بزراعيها ، وتدفن وجهها تبكى ب**ت مرير ، ودموعها التي لا تتوقف عن السقوط ، فحالها اصبح لا يرثى لها ، تفيق من نومها تظل تبكي حتي يغلبها النعاس مره اخري ، احيانا تشعر بقدمها وتاره اخرى لا ...
تشعر دائما بالرعب والزعر فقد تملك منها اليأس في الفرار من مخالب هذا الوحش ، فهي قد دخلت حربا لم تستطع ان تفوز بها ، فمن أول جوله خسرت كل جيوشها ...
كانت تردد داخلها ، أه لو ابيها كان هنا لكان الحصن والأمان لها ، فلم يستطع هذا الذئب ان ينال منها ، شهقت بفزع حينما وجدت الباب يفتح بقوه ....
انتفض جسدها رعبا وهي ترجع الي الخلف تجر جسدها المثقل بخوف ، فوجدته يتقدم عده خطوات ليجلس مقا**ها ، علي الأريكه ويضع قدم فوق الاخرى قائلا
-:مالك يا قطه ، انتي خوفتي تؤتؤ انا مش قصدي اخوفك ، انا بس كنت بعيد تربيتك ، وكلها ساعات ، وهوريكي فيديو جنازتك ، الي هيعملوهالك مقدما ، اه نسيت أقولك ، اني بعت صور ليكي وانتي نايمه لأوس وقولتله انك موتي ......
ثم اخذ يضحك ضحكات شيطانيه ويقول
-: كلها ساعات وهنسافر ، هود*كي مكان عمرك مهتطلعي منه غير لما تموتي
بعد قليل
دلف الطبيب ليدفعه رائد نحوها قائلا
-: شوف شغلك ، المره دي عاوزها تنام يوم كامل ، ورانا سفر وطريق طويل مش عاوزها تفوق ، ثم وجه كلامه لتلك المزعوره التي ترتعش خوفا ، قائلا
-: سلام يا قطه ، لما تصحي هيعجبك بيتنا الجديد أوي
ثم خرج صافعا الباب خلفه ، وبعد ثواني سمعت محرك السياره يبتعد عنهم رويدا رويدا .....
اما الطبيب فكان يجهز المحاليل والابر التي دائما ما يحقنها بها لتنام ويشل حركتها ، لتجمع شجاعتها وتنهض خلسه اثناء انشغاله بشئ اخر فتسحب احد الأبر التي ملئها بالم**ر ، وتعود سريعا للسرير ، وحينما اقترب منها ليوصل المحلول بيديها ، فاجأته هي بحقنه بتلك الابره في رقبته ، ظل يترنح قليلا قبل ان يسقط في ثبات عميق ...
جلست تفكر كيف لها ان تتخلص من هذا الحارس الملاصق للباب ، فكانت تراه كلما انفتح الباب ، ليخطر لها فكره ، فتقوم بتخبئه باقي الابر التي كانت ستحقن بها في كم بلوزتها ، ثم بدأت بالصراخ مستنجده بالحارس ، ليندفع سريعا ، ليجد الطبيب ملقى علي الأرض ، وتقف حور جانب الباب ، ليقترب من الطبيب يتفحصه ، ليجده غائب عن الوعي ، وقبل ان يستدير للواقفه خلفه ، طعنته هي بتلك الابره الم**ره حتي سقط الأخر فوق الطبيب ، نظرت لهم بشمأزاز وبصقت عليهم ....
لتتحرك لتهم بالخروج ،ولكنها تذكرت شيئا لتعود الي هذا الرجل الفظ وتفتش جيوبه ، لتخرج هاتفه الخلوي وتدسه بين ملابسها وتخرج فورا لتجد ردهه ليست بكبيره اخرها باب خشبي ، لتفتح الباب برفق فلم تجد شيئا ، ثم وجدت عده درجات من السلم وباب اخر خارجي لهذا البيت ، لتقترب منه ، ولكن سمعت همهمات بعض الرجال خلف الباب ، لتتراجع ببطئ ، باحثه عن مكان اخر للخروج ، كان هذا البيت الفارغ به عده غرف ، لتفتح واحده تلو الاخرى بهدوء الي ان وجدت مرادها ، وهي نافذه تطل علي الجهه الخلفيه للمنزل ولم يكن هناك اي من الحراس بها ، اسرعت الي النافذه لتقفز منها وتلوذ بالفرار قبل ان يعثر عليها أحد ........
اندفعت تجري وتجري بجنون وهي تلتفت حولها برعب لتتعثر في احد الاحجار وتسقط علي ركبتها فكان الظلام يحيط المكان ، لتقف مره اخري ،، بعد ان تخلصت من حذائها الذي كان يعيقها ،، وتحاول البحث عن سبيل للنجاه ،، لتري الارض الصحراويه التي تنتشر بها النباتات الشوكيه في كل مكان ،، شعرت بالخوف واليأس للحظات ولكن استعادت شجاعتها واصرارها علي الهروب من ذلك الوحش ،، بينما هي تخطو وسط النباتات لتعبرها تتعثر قدميها وتسقط مره اخرى،، مسببه لها جرح غائر في ساقها ،، ولكن سرعان ما حاولت الوقوف مره اخري وتتخلص من النباتات التي علقت بها... وهي تبكي من شده الألم ،، ولكن هذا الألم ،، لم يكن شيئا مما كانت تعانيه مع هذا الوحش ،، لتنتفض رعبا وهي تستمع لاصوات عويل للذئاب من حولها ،، لتسرع بخطوتها الي ان وجدت بقعه خاليه من النباتات لتجلس أرض لتجد الدماء تسيل بغزاره من ساقها لتقوم بقطع كم بلوزتها وثنيه ، وربط ساقهاحتي تتوقف الدماء وهي تلهث من شده الارهاق والتعب ،،لكن سرعان ما تذكرت الهاتف الذي اخفته من قبل داخل ملابسها لتتصل سريعا بمنقذها