السلسلة الملعونه ( قرية الجن 1)

2512 Words
أيام حُكم الوالي محمد علي لمصر، وقتها الراجل كان ابتدى يبني جيش، وكمان يعمل مدارس ونهضة وخير للبلد كلها، وفي وسط الجيش وعساكره ومدارس الحربية او الجهادية، كان في سلاح اسمه سلاح البلطجية، وقبل ما تسألني ازاي سلاح في الجيش واسمهم بلطجية، ف انا هفهمك بالظبط... كلمة بلطجي أصلها تركي وبتتكون من كلمتين، مش كلمة واحدة زي ما بتنطقها، يعني بلطجي.. اصلها، بلطة.. جي... او الراجل اللي بيشيل البلطة، ودي زيها كده زي قهوجي برضه، كلمة من كلمتين، قهوة.. جي، يعني حامل القهوة... المهم بقى إن سلاح البلطجية ده، كان من اهم واقوى الاسلحة في جيش محمد علي، وده لأنه ببساطة كان سلاح ممكن يعمل اكتر من حاجة، زي ت**ير الأشجار، وحفر الخنادق، او تأمين حد مهم، او حتى المشاركة في الحرب، وعشان كل ده بقى، ف محمد علي ادى اهتمام كبير للعساكر البلطجية وابتدت أهميتهم في الجيش تزيد.. وبرضه في نفس الوقت وعلى ناحية تانية، كان محمد علي بنى مدرسة بنات لتعليم التمريض، وده عشان لو حصلت حرب والجنود اتصابوا، يبقى في بنات.. او ممرضات، يعالجوهم من غير ما حد من الجيش نفسه ينشغل بمسئلة علاج المصابين دي، لكن في الحقيقة مدرسة الممرضات بالنسبة للمصريين وقتها كانت حاجة غريبة.. متخيل انت يا ابني لما البنت او الست ام برقع وملاية لف.. اللي طول اليوم في بيت اهلها، ولو خرجت منه يا أما بتخرج على بيت جوزها، او على الجبانات.. متخيل بقى لما الست او البنت دي تلبس جونيلة قصيرة وتنزل من بيتها الصبح بدري، وترجع على الضهر او العصر بحجة إنها هتدرس في مدرسة الممرضات! طبعًا كل ده خلى شباب المناطق في القاهرة والفتوات كمان يتضايقوا من خروج الحريم بالشكل ده، وكمان بقوا بيضايقوهم في الرايحة والجاية.. ومن عند مضايقة الفتوات والشباب للبنات الممرضات، بيبتدي الموضوع ياخد شكل تاني، وده لأن محمد علي باشا بنفسه عرف باللي بيحصل؛ وده لما عرف إن البنات بيتعرضوا لمضايقات ومعا**ات، ممكن بسببها يقعدوا من مدرسة الممرضات خالص، وبكده هتبقى الدولة بتخسر العنصر الطبي في الحروب، وده اللي كان ماينفعش وكان مستحيل يقبل بيه الوالي، ف عشان كده بقى، جمع قادة جيشه وقال لهم إن لازم حد يحمي البنات والستات وهم رايحين مدارس التمريض، او حتى وهم رايحين شغلهم. ومن بعد مشاورات واجتماعات، قرر محمد علي ومعاه قادة جيشه، إن اللي هيبقى مسؤول عن تأمين البنات وهم رايحين، او وهم راجعين لبيوتهم، هيبقى سلاح البلطجية، وده معناه أن كل عسكري حامل بلطة، او زي ما كانوا بيقولوا.. كل بلطجي، هيروح مع كل بنت نازلة من بيتها ويوصلها لمدرستها عشان ماحدش يضايقها في الشارع، ونفس الكلام برضه وهي راجعة، هيروح المدرسة ياخدها ويرجعها بيتها.. وفعلًا اتنفذ كلام محمد علي، واتعين لكل بنت من الممرضات، بلطجي.. بلطجي يروح ويجي معاها عشان يحميها من الفتوات ومن التحرش، بس لأن دوام الحال من المحال... ف مع الوقت، محمد علي مات، وراحت دولته وجت دولة غيره، واتسرح سلاح البلطجية خالص وكل العساكر اللي كانوا فيه اترموا في الشارع... في الأول اتلموا وعملوا مظاهرات وخناقات، بس في الأخر.. ماحدش منهم خد حاجة، وكل اللي عملوه ده كان مالهوش فايدة، اه.. ماهو ماحدش كان بيطيقهم، لا الجيش اللي هم سابوه وبقوا بيحموا البنات وبس، ولا حتى شباب المناطق ولا الفتوات، ف فضلوا قاعدين في شوارع القاهرة، لحد ما مع الوقت، كل واحد فيهم أضطر إنه يشتغل أي حاجة عشان يلاقي أكل وشُرب.. منهم اللي اشتغل شيال، واللي اشتغل مع رجالة واحد من الفتوات، واللي بقى بيشتغل عربجي، واللي بقى بيشتغل قاتل بالأجرة.. او حتى حرامي، وبصراحة كده يا ابني، اتبهدلوا.. وبقت الناس بتكرههم اوي بسبب حمايتهم للبنات اللي بينزلوا بلبس ضد عادات اهل البلد وتقاليدها وقتها، وكمان كانوا بيكرههوهم اكتر لأنهم ابتدوا يفتروا وي**قوا في الغلابة، ويمكن ده السبب اللي خلى الناس بعد كده يقولوا على أي حد مش كويس، بلطجي.. تمام كده، فهمت يعني ايه بلطجي وايه أصل الحكاية؟! رديت على عم جاد.. -اه يا عم جاد فهمت وعرفت يعني ايه بلطجي، بس ده ايه علاقته بالحكاية اللي هتحكيها؟ كمل عم جاد كلامه.. -اصبر عليا.. اصبر عليا ما انا هقولك اهو.. البلطجية دول مش كلهم عرفوا يعيشوا وسط الناس اللي بيكرهوهم في القاهرة؛ وفي شوية منهم نزلوا على قرى الصعيد اللي مش معروفة عشان يلقطوا رزقهم، ومن ضمن البلطجية اللي نزلوا الصعيد بقى، كان رزق.... راجل طول بعرض، قوته قد قوة ٥ رجالة، لكنه لما نزل على بلد اسمها قرية الَرماح في عز الليل، ماكنش عارف يروح لمين، كان بيلف وسط الضلمة والبيوت زي البصاصين، لحد ما خد باله من بيت منور وعلى بابه حرس، وقتها عرف إنه بيت حد مهم، وإنه أكيد فيه أكل.. ف اتسحب رزق بالراحة من غير ما حد يشوفه او ياخد باله منه، ودخل للبيت.. بس من الباب الوراني اللي أول ما عداه، اتسحب وسط البيت وفضل ماشي لحد ما لقى قصاده أوضة، جوة الأوضة دي بقى.. لقى صنية نحاس مليانة أكل وفاكهة، عينيه لمعت لأن كان بقاله كام يوم ماكلش، بَل شفايفه بل**نه وقرب من الطبق وهو بيقول لنفسه بصوت عالي... (أخيرًا.. أكل، وكمان فاكهة لزوم التحلية... يا ف*ج الله يا واد رزق، والله وشكل البلد دي مليانة خير، اومال بقية البيوت مالها كئيبة وشكل حالها ضنك كده ليه.. يلا مش مهم مش مهم.. المهم دلوقتي إن انا آكل...) قرب رزق من الصنية وابتدا ياكل بشراهة، ماكنش شايف غير الأكل اللي قصاده، ولا كان سامع غير صوت مضغه بسرعة، لحد ما فجأة وقف أكل وسكت خالص، لما سمع صوت حد بيتكلم من وراه، وفي نفس الوقت حس بحاجة بتخبط في راسه.. (انت مين ياض انت ودخلت هنا ازاي.. يا نهار ابوك أ**د، بقى داخل بيت شيخ الغفر في عز الليل زي الحرامية، وكمان بتاكل من أكله وقاعد في أوضة نومه) بلع رزق ريقه وساب الأكل من إيده، وبعد كده لف وبص للراجل اللي واقف وراه، كان راجل طويل، لابس جلابية نضيفة، شنبه عريض وشكله يخض، ايوه... ماهو ده بقى كان شيخ الغفر بذات نفسه. في الأول ارتبك رزق، وحاول يتكلم مع شيخ الغفر او يفهمه، لكنه ماسمعلوش وقرب البندقية اللي كان موجهها ناحية راسه وقال له بزعيق.. (انت مين اللي باعتك عشان تقتلني، العُمدة عرف إن انا بحب بنته وبعتك عشان تقتلني، ولا حد من أعيان البلد مش عاجبه الضرايب وعايز يخلص مني!.. انطق يا برطوش بدل ما اخلي البندقة تتكلم..) رد عليه رزق وهو بيحاول يبرء نفسه من كل التهم اللي شيخ الغفر وجهها له... (والنعمة أبدًا يا يا... انا كنت جعان ودخلت آكل، هو ده كل اللي حصل، ما انا اصلًا مش من النواحي دي، انا من مصر، وكنت جاي عشان...) ماستناش شيخ الغفر ولا خلى رزق يكمل كلامه... (شششش... جعان ايه وداخل تاكل فين، هي تكية!.. انت عمال تتساهر وتقول أي كلام وخلاص عشان اسيبك، لكن انا بقى مش هسيبك إلا اما اقبض روحك..) قال شيخ الغفر الكلام ده، وقرب البندقية أكتر من وش رزق، وكان خلاص هيدوس على الزناد، لولا إن رزق خد باله من إنه خلاص هيموت، ف بسرعة وقوة الراجل اللي فضل سنين يتدرب في الجيش، سحب البندقية من إيده.. حاول شيخ الغفر يزقه او يسحب البندقية منه تاني، لكنه ماعرفش، وفي النهاية ونتيجة الشد والزق اللي حصل ما بينهم، داس رزق على الزناد، عشان تخرج الطلقة في ص*ر شيخ الغفر ويقع ميت...! ثواني وكل الغفر كانوا جوة البيت، حاوطوا رزق من كل ناحية، ف ماعرفش يهرب منهم واستسلم لهم، لحد ما كتفوه وخدوه على دار العمدة، وطبعًا حكوا للعمدة كل حاجة، ف طلب العمدة إنه يشوف الراجل اللي قلبه ميت ده، اللي دخل بيت شيخ الغفر بالليل، وكمان دخل أوضة نومه وكل من أكله، وكان ناقص ينام على فرشته.. وفعلًا يا ابني قابل العمدة رزق.. رزق اللي حكى له على كل حاجة حصلت معاه، من أول شغله وتدريبه في سلاح البلطجية، لحد ما انتهى بيه الحال كمتسول بيلف في الشوارع وبيشحت اللقمة، في الأول كان رزق بينه وبين نفسه، متأكد إن العمدة هيسلمه للقواصة، ودول العساكر او الحكومة وقتها يعني وماكنلهمش سلطة غير على الفقير او الغلبان.. او ممكن حتى العمدة يقتله بنفسه، لكن كل اللي كان جوة رزق اتغير، لما بص له العمدة وابتسم اوي وقال للغفر... (سيبوه واطلعوا برة... اقعد يا رزق، اقعد على الدكة قصادي هنا) سابوه الغفر وخرجوا من مضيفة العمدة، ف قعد رزق زي ما اتطلب منه، لكنه لما قعد كان مش فاهم حاجة، هو العمدة عمل معاه كده ليه.. ليه ماض*بوش بالنار ولا حكم عليه بالأعدام مثلًا، بس قطع حيرة رزق وتفكيره، صوت العمدة اللي بص له بضحكة مش مفهومة... (انا عارف إنك بينك وبين نفسك، هتموت وتعرف انا بعمل معاك كده ليه، رغم إنك يعني مموتلي شيخ الغفر اللي بيحميني... تلاقيك دلوقتي قاعد مرعوب وهتموت وتعرف انا هموتك ازاي او امتى، بس لأ.. انا مش هموتك، وهقولك ليه؟!) بلع رزق ريقه بخوف... (ل ل ليه...!) مسك العمدة عكازه الخشب وخبط بيه على الأرض... (عشان حَمدين شيخ الغفر كان خاين، بص لأهل بيتي وكان عاوز يلف على بنتي، وكل ده ليه، عشان يتجوزها ويورث العمودية، اه.. ما انا ماليش صبيان، ف يقوم هو بقى لافف على البت ومتجوزها، ويقتلني.. واخرتها، اترمي انا تحت التراب، وهو ياخد الكرسي مكاني، بس اهو.. نقول ايه، القدر كان اسرع من ترتيبه، نصيبه الاسود إنه يموت على إيدين حد غريب، بدل ما يموت على إيدي انا بعد ما عرفت اللي عرفته عنه..) كَش رزق في مكانه لما سمع كلام العمدة، هو اه اتطمن وكل حاجة، بس برضه من جواه كان لسه حاسس بالقلق، وقلقه ده هو اللي خلاه قال للعمدة وهو بيترعش وركبه بتخبط في بعض... (ططط طب انا هتعملوا معايا ايه، هتسلموني للقواصة ولا هتمشوني ولا هتعملوا معايا ايه بالظبط، انا ماكنش قصدي اقتله من الاساس والله، انا بس كنت جعان، وكل اللي كان يهمني هي ثمرة فاكهة ولا لقمة، مشيني يا جناب العمدة، ابوس إيدك مشيني، وانا احلفلك باللي خلق الخلق، إنك مش هتشوف وشي في البلد دي تاني..) قام العمدة وقف وراح قعد جنب رزق وقال له بصوت واطي.. (تصدق بالله... انا عارف همَ مَشوك من الجيش ليه) ظهر على ملامح رزق الغباء وهو بيرد على العمدة.. (لا اله إلا الله... مشوني ليه..) ضحك العمدة وهو بيض*ب على كتف رزق... (عشان غبي.. ماعندكش مخ، جسم وصحة اه، تقدر على ١٠٠ راجل في أي عركة، بس مخ.. مافيش، محتاج اللي يفكرلك ويقول لك تعمل ايه، وانا بقى هعمل معاك كده..) وقتها بقى يا ابني حَس رزق إنه فعلًا مش فاهم أي حاجة.. (يعني ايه يا جناب العُمدة، انا برضه مش فاهم، انت دلوقتي هتموتني ولا...) لكنه وهو بيتكلم، قاطعه العمدة بسرعة... (شششش... يا جمعة، واد يا جمعة..) دخل واحد من الغفر، كان باين إنه أقدم واحد فيهم... (اوامرك يابا العمدة...) رد عليه العمدة وهو بيخبط على ضهر رزق... (رزق البلطجي زينة الرجالة... هو شيخ الغفر الجديد، هيقعد في بيت حَمدين، وكلكوا هتبقوا تحت طوعه) استغرب طبعًا الغفير جمعة من كلام العمدة، لكن اللي استغرب اكتر وكان مش مصدق الكلام اللي اتقال هو رزق، رزق اللي فضل مبرق للعمدة وقال له وهو مذهول... (شيخ غفر!... ازاي ده، طب وشيخ الغفر القديم، حَمدين، ده انا.. ده انا..) قام العمدة وقف وقرب من جمعة وقال له وكأنه بيأمره... (بيت حَمدين يتنضف، واللي جواه يندفن في الجبل قبل طلعة الفجر، مش عايز أثر لأي حاجة، كل اللي انا عايزه، إن الناس من صباحية ربنا، تعرف إن رزق البلطجي.. بقى هو شيخ الغفر الجديد..) ض*ب جمعة للعمدة تعظيم سلام، وراح ينفذ الأوامر اللي قالها له، أما رزق بقى، ف كان قلقان ومش مستوعب اللي هو فيه طبعًا، لحد ما العمدة قعد جنبه من تاني وقال له.. (ماتقلقش، اللي هقولك عليه تعمله، بس على شرط.. ولاءك يبقى ليا، انت حياتك في إيدي، وانا نجيتك من الموت.. يعني لو فكرت بس إنك تغدر بيا او تحس إنك عايز تبقى في مكان اكبر من مكانك، مصيرك هيبقى زي مصير حَمدين كده بالظبط، ويمكن اكتر كمان...) هز رزق راسه للعمدة... (حاضر يا ابا العمدة حاضر، ده انا اتعمي يوم ما ابص لمكانك، هو انا اطول.. اطول ابقى شيخ غفر، من بعد ما كنت جعان ومتلطم في الشوارع على لقمة ناشفة!... ماتقلقش يا عُمدة، انا مش هعمل أي حاجة غير إن انا هنفذ أوامرك وبس، اعتبرني طوع ليك زي النبوت اللي في إيدك ده بالظبط..) فرح العمدة بكلام رزق، وخصوصًا بقى إنه حَس فيه بالصدق، ف قعد معاه طول الليل، وفَهمه كل اللي مطلوب منه، وقال له بالظبط على اللي بيتعمل في الشغلانة دي وبيتعمل ازاي، وبعد ما خلصوا كلام سوا، طلب العمدة من الغفر إنهم ياخدوا رزق ويودوه على بيت شيخ الغفر، وهناك.. دخل رزق وغير هدومه ونضف نفسه، وفضل ياكل وياكل وكأنه ماكلش من سنين، وبعد ما خلص كل اللي كان نفسه فيه، رمى جسمه على السرير وهو بيفكر بينه وبين نفسه.. (من ساعات.. كان شيخ الغفر نايم على الفرشة دي، كانت فرشته، لحد ما جيت انا وخلصت عليه، وبقيت انا اللي نايم مكانه، وهو.. الله أعلم بقى هو نايم فين دلوقتي، بس مش مهم.. مش مهم مكانه، المهم دلوقتي إنه تحت الأرض.. ميت، وانا فوقها.. شيخ غفر... اااه ع الزمن، دوار، لكن انا بقى مش هخليه يدور ولا يجور عليا، انا هعمل كل حاجة عشان افضل في مكاني، وعمري.. عمري ما هغلط غلطة حَمدين) فضل رزق يفكر ويكلم في نفسه، لحد ما من كتر التفكير تعب ونام... نام رزق ومع صحيانه تاني يوم، ابتدت الحياة في عيونه تتغير، رزق البلطجي الغريب.. بقى شيخ الغفر يا ولاد، الكل بقى بيعمل له حساب، والأتاوة بتاعت العمدة بقى هو اللي بيلمها، والمشاكل اللي بتحصل في البلد، بقى هو ورجالته الغفر اللي بيقدروا يحلوها، كان شديد وقوي.. كل أهل البلد والغفر كانوا بيخافوا منه، حتى جمعة اللي كان عارف مصيبته وقتله لحَمدين برضه كان بيهابه. لكن العمدة بقى، ف لأ.. العمدة كان عارف كويس إن رزق مهما اتكبر وعوده اشتد، ف هو في الأول وفي الأخر شوخشيخة في إيده، او نبوت.. نبوت بيتحكم فيه من إيده دي لإيده دي، وفي نفس الوقت برضه، العمدة كان عارف ومتأكد إن رزق بقوته وبسيطرته على الرجالة، كان مانع بلاوي كتير عن البلد، بلاوي لو كانت حصلت، أكيد البلد دي كانت هتبقى بحور دم، وساعتها بقى لا العمدة ولا الغفر، كانوا هيلاقوا ياكلوا، لأنهم مش هيقدروا يلموا فلوس الأتاوة.. واكبر المشاكل دي؛ هي مشكلة كبيرة او خلاف ما بين عيلتين كبار في البلد...عيلة عاكف، وعيلة القماح... العيلتين دول في ما بينهم مشاكل كتير بسبب الاراضي وبسبب إنهم اكبر عيلتين في البلد، ف كل عيلة منهم عايزة تبقى هي العيلة الاكبر، وطبعًا عايزة تمسح العيلة التانية من على وش الأرض لو طالت تعمل ده، لكن أهل البلد بقى من وقت ما العداوة كبرت بين العيلتين، وهم قرروا إن كل عيلة تفضل في حالها، وإن العمودية وكل اللي له سلطة في البلد، ماينفعش لا يبقى من العيلة دي، او من العيلة دي، وده يعني عشان ماتحصلش مشاكل وخلافات بين أهل البلد على الكراسي والسُلطة، ف انتهى بيهم الحال إن كل عيلة في حالها، والعمدة وشيخ البلد وشيخ الغفر، مالهمش أي علاقة بالعيلتين دول خالص، ولا حتى بيناسبوا منهم... ولحد هنا بقى يا ابني فضلت الحياة ماشية، هو اه كان في ظلم وجهل وفقر وغُلب، إنما برضه كانت ماشية، لحد ما في يوم كان قاعد فيه رزق على تكعيبة، او بمعنى أصح يعني أوضة خوص، ودي كانت عاملة زي القهوة بتاعت دلوقتي كده.. كان قاعد فيها رزق ومعاه واحد من الغفر بيتكلموا في أمور البلد، لحد ما فجأة سمعوا صوت اتنين بيزعقوا! قام رزق من مكانه وراح ناحية اتنين كانوا واقفين بيتخانقوا قصاد التكعيبة، قرب منهم بسرعة عشان يبعدهم عن بعض، لكنه أول ما قرب، سمع واحد منهم بيقول للتاني وهو ماسك فيه... (هقتلك يا محمود يا ابن أنعام.. هقتلك وهحزن أنعام عليك) ف طبيعي كان يرد عليه التاني ويقول له... (انت بتجيب سيرة امي على ل**نك يا ابن عاكف، طب وديني لا اكون جايب رقبتك..) صوتهم هم الاتنين بقى أعلى والمشكلة كانت هتكبر، وخصوصًا بقى إن الشابين اللي كانوا ماسكين في بعض دول، واحد منهم من عيلة عاكف، والتاني من عيلة القماح.. يعني لو كانت حصلت ما بينهم أي مشكلة، الموضوع كان هيكبر وهيفتح على أهل البلد كلهم طاقة من طاقات جهنم.. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD