السلسلة الملعونه ( قرية الجن ٢)

2632 Words
قرية الصُم (٢) (هقتلك يا محمود يا ابن أنعام.. هقتلك وهحزن أنعام عليك) ف طبيعي كان يرد عليه التاني ويقول له... (انت بتجيب سيرة امي على ل**نك يا ابن عاكف، طب وديني لا اكون جايب رقبتك..) صوتهم هم الاتنين بقى أعلى والمشكلة كانت هتكبر، وخصوصًا بقى إن الشابين اللي كانوا ماسكين في بعض دول، واحد منهم من عيلة عاكف، والتاني من عيلة القماح.. يعني لو كانت حصلت ما بينهم أي مشكلة، الموضوع كان هيكبر وهيفتح على أهل البلد كلهم طاقة من طاقات جهنم.. ف بسرعة ومن غير كلام كتير، اتدخل رزق شيخ الغفر وحاول يسلك ما بينهم، لكنه قبل ما يخلص المشكلة ويخلي الاتنين يتراضوا، اتدخلت واحدة ست ومسكت واحد من الاتنين وفضلت تزق فيه وهي بتقول له بصوت عالي.. (بتجيب سيرة امي على ل**نك ليه يا راجل يا مقطف، والله وعلى أخر الزمن.. العواكف بيغلطوا في أسيادهم..) اتعصب الراجل او الشاب اللي الست قالتله الكلام ده، ورد عليها بصوت أعلى... (اييه.. عمالة امك امك.. هي كانت شيخة ولا واحدة من أهل الخطوة، دي مخاوية، ملعونة، يعني بدل ما تتبروا منها، زعلانين اوي إن انا بجيب سيرتها، اما إنكوا عالم بجحة بصحيح..) وقتها بقى الموضوع رجع يسخن تاني، وده حصل لما الست ردت عليه وهي بتقلع شبشبها... (انت باينلك اتجننت ولا اتجننت.. بترد على واحدة ست يا راجل يا ناقص، وكمان بتجيب في سيرة الحريم...) قربت منه وكانت لسه هتض*به بيه، لكنه مد إيده ناحيتها وكان هيض*بها بالقلم، لولا إن رزق مسك إيده بقوة وقال لكل اللي واقفين بعلو صوته التخين... (ايييه.. انتوا مابتكبروش لحد، قولنا خلاص استفضينا، يبقى خلاص استفضينا، وبعدين يا افندي انت ماينفعش تمد إيدك على واحدة ست، عيب.. مايصحش، انت راجل صعيدي برضه وبتفهم في الأصول..) ف رد الراجل على رزق... (يا شيخ الغفر أصول ايه بس، هي دي عيلة بتفهم في الأصول، دي الولية امهم سحارة وبتاعت شياطين وجن، والوله محمود ابنها.. طول النهار والليل قاعدلي في التكعيبة وماوراهوش لا شغلة ولا مشغلة ومستلف مني فلوس قد كده، اما البت اخته دي بقى، ف من يوم ما جوزها مات واحنا مانعرفش هي بتعمل ايه ولا بتروح فين ولا...) قاطعته الست طبعًا... (قطع ل**نك يا ابن الحرام، ده انا أشرف واجدع من اكبر شنب في عيلتكوا.. اوعى تجيب سيرتي ولا سيرة أهلي على ل**نك وألا هقطعهولك...) وكانت لسه هتض*به لولا إن شيخ الغفر اتدخل وقال له بنبرة صوت اوطى وهو بيبص لها اوي... (خلاص يا ست.. خلاص، روحي انتي على بيتك، وانا هتصرف معاه...) سمعت الست كلام شيخ الغفر وخدت اخوها ومشيت، اما الشخص التاني بقى، واللي كان من عيلة عاكف، ف ده خده رزق ومعاه الغفير التاني، وراحوا على بيت كبير عيلة عاكف.. حكوا للراجل اللي حصل وفهموه إن ابنه كان هيعمل مصيبة، ف كبير العيلة أدبه، وحذره من إنه يحتك بأي حد تاني من عيلة القماح، لأن ده لو حصل وبسببه حصلت مشكلة كبيرة، ف لا حد من العيلة دي هيبقى مبسوط ولا راضي، ولا حد من العيلة التانية هيبقى فرحان باللي هيحصل... الواد سمع كلام جده كبير العيلة، والموضع انتهى على كده، ورزق والغفير اللي معاه روحوا على بيته.. دخل رزق بيته ومعاه الغفير جمعة اللي كان ملازمه على طول، وبعد ما غير هدومه واتعشى، بص للغفير وقال له... (جمعة.. ألا قولي صحيح، هي مين الست اللي كانت واقفة في الخناقة النهاردة دي؟!) جاوبه جمعة وهو باصص له بابتسامة هبلة... (دي تبقى حنة.. حنة بنت أنعام السحارة، امها تبقى ست بتاعت اعمال وجن وعفاريت، اما اخوها بقى.. ف ده عيل بايظ، يقضيله مصلحة من هنا على مصلحة من هنا، وفي اخر اليوم يقعد على التكعيبة عشان يصرف كل اللي معاه) وصل جمعة لحد هنا وسكت... (جرى ايه يا جمعة، طب وهي.. هي ظروفها ايه؟!) ابتسامة جمعة ظهرت على وشه اكتر لما رد على رزق... (ظروفها.. ههه... جوزها ميت، وعايشة مع امها لوحدها، بيقولوا إنها بتساعدها في شغلها، بس الحق فين.. الله أعلم، ألا صحيح.. انا عايز اسألك سؤال يا جناب شيخ الغفر يعني..) (اسأل يا جمعة.. اسأل) قرب منه جمعة وقال له بصوت واطي وكأنه خايف لا حد يسمع كلامهم... (انت ليه ماتجوزتش لحد النهاردة... خير كف الله الشر، هو في مشكلة ولا حاجة؟) بص له رزق من فوق لتحت... (لا مافيش مشكلة، بس موضوع الجواز ده مش في نفوخي، مابفكرش فيه.. وبعدين انت بتسأل ليه يا جمعة؟!) بَعد جمعة عنه وراح وقف مكانه.. (حاضر يا شيخ الغفر.. أوامر جنابك..) سكتوا هم الاتنين لما خلص الكلام ما بينهم، وفي نهاية اليوم، دخل رزق على فرشته وبص لسقف الأوضة... (البت جميلة اوي.. انا من ساعة ما نزلت هنا وانا ماشوفتش واحدة في حلاوتها، هي اه مش شبه نرجس اللي كنت بحبها في مصر، لكن لأ.. البت دي شكل تاني، انا لازم اوصل لها، بس اوصل لها ازاي دي، احنا هنا مش في مصر.. يعني لا ينفع ابعت لها مكتوب ولا حتى ينفع إن انا ابعت لها أي حد، هتتصرف ازاي يا رزق.. هتتصرف ازاي؟!) فكر رزق في حيلة يروح بيها لبيت حنة، وأول ما صحي من النوم، خد جمعة وغفير تاني معاه وراحوا عندهم في البيت، بحجة يعني إنه يعني بيطمن عليها وعلى اخوها وبيشوفهم لو محتاجين حاجة او كده.. بس طبعًا هو كان مفضوح لأنه مشى الغفر وفضل قاعد يتساير مع حنة وامها، ف فهموا من شكله كده إن البت عاجباه، ومن اليوم ده بقى واشتغلت الولية أنعام ام حنة، على رزق بالاحجبة والأعمال.. وده طبعًا عشان يتجوز بنتها الأرملة، واللي كانت في الوقت ده من وجهة نظر الناس، معيوبة وعانس ومافيش حد هيبص في خلقتها ولا هيرضى يتجوزها.. ف من الأخر كده امها ما صدقت لقت راجل عينيه وقعت على البت وهي عجبته، وعملتله عمل عشان تربطه بيها... بس الظاهر كده يا ابني إن اعمال أنعام كانت فشنك، او تقريبًا كده يعني ماكانتش بتعرف تعمل أعمال من أصله، لأن رزق بعد ما فضل يشوف حنة فترة كبيرة واعترفلها إن هي عاجباه وإنه نفسه يتجوزها، بس خايف من العمدة لا يسحب منه المشيخة، بقى في ما بينهم مقابلات اكتر، ووعده وعشمه ليها بالجواز زاد اكتر واكتر، لحد ما في يوم قدر رزق إنه يخلي حنة تجيله، وفعلًا راحت له البيت في عز الليل وحصلت ما بينهم علاقة يا ابني.. علاقة بعدها قامت حنة وهي بتعيط وبتقول لرزق... (يا نهار اسود ومنيل.. يا وقعة سودة عليا وعلى سنيني، انا كده هبقى حبلة، هبقى حبلة يا رزق ولازم نتجوز..) قام وقف رزق قصادها وبص لها بق*ف من فوق لتحت.. (ما تبقي حبلة ولا تبقى أي نيلة عليكي وعلى دماغك.. طب اقولك، روحي بيتكوا دلوقتي وانا هبقى اشوف هنعمل ايه) طبًا كلام رزق ماعجبش حنة، وبسببه مسكته من رقبته وقالتله وهي بتعيط... (اروح فين.. ده انا لو حد من عيلتنا عرف هيجيب رقبتي، انا من عيلة القماح يا رزق، هو اه احنا فقرا وعلى قد حالنا وماحدش بيعبرنا ولا بيساعدنا من العيلة، بس لحد الشرف ولأ.. دول اهلي يدبحوني انا وامي، ابوس إيدك اتجوزني وانا هعيش خدامة تحت رجليك..) زقها رزق وكأنه بيبعد عنه شوال زبالة معفن... (ابعدي عني، انا ايش عرفني إن اللي في بطنك ده مني اساسًا، مش جايز كنتي مع واحد تاني، وجاية بقى تلبسيهالي انا، وقال ايه.. بحبك يا سي رزق، اتجوزني يا سي رزق، هعيش خدامة تحت رجليك يا سيد الرجالة، ما تبطلي بقى كُهن وشغل الحريم ده بقى وألا هقطم رقبتك.. يلا انجري من هنا، انجرري) ماسمعتش حنة كلام رزق، وفضلت تض*ب فيه وكانت هتصوت وتلم عليه الناس، ف عشان يسكتها، اضطر يحط إيده على بوقها وبعد كده جاب سكينة كانت جنب السرير عنده، او بالتحديد يعني على طبق الفاكهة، وقام قاتل حنة بيها... قتل رزق حنة ومابقاش عارف يعمل ايه، لحد ما جت في باله فكرة.. والفكرة دي نفذها لما حط جثة حنة جوة شوال وراح دفنها في أرض فاضية من أراضي البلد.. كان مستعجل ومرتبك، عشان كده دفنها بسرعة او يعني ماحفرلهاش حفرة كبيرة... المهم إنه بعد ما دفنها، اتبقت امها اللي كانت عارفة إن بنتها بتروح تقا**ه، وعشان يخلص منها راح جاب جاز، ورشه حوالين بيت امها واخوها وولع فيه وهم جواه.. وطبعًا ليلتها البلد كلها صحيت على بيت ام حنة وهو بيولع، وحنة وبنتها وابنها بيتحرقوا جواه! حاولوا الناس يطفوا الحريق وخرجوا جثة أنعام وابنها وهم متفحمين، لكن اللي خلى الناس استغربوا اوي، هو إن البيت كان جواه جثتين بس، طب ازاي.. وجثة حنة فين؟! فضل السؤال عن حنة موجود باستمرار، وده لأنها اختفت هي كمان من بعد يوم الحريق، يعني لو هنفترض إن حنة ماكانتش موجودة وقت ما بيت اهلها ولع، كانت ظهرت بعدها بوقت يعني..لكن دي ماظهرتش خالص، حنة بالنسبة للناس كانت مُختفية، وفضلت كده، لحد ما في يوم.. ناس لقوا طرف لشوال مدفون جوة أرض من الأراضي المهجورة، ولما الناس حفروا وطلعوا الشوال.. لقوا جواه جثة حنة، بس تعرف بقى يا ابني.. المصيبة الكبيرة مش هنا؛ المصيبة الكبيرة بقى إن الأرض اللي كانت مدفونة فيها الجثة، كانت أرض لحد من عيلة عاكف... ف لما الناس ربطوا بين اللي حصل لحنة ودفنها في الأرض دي، وكمان بين حريق بيت اهلها وقبلها الخناقة اللي حصلت ما بين اخوها وبين واحد من عيلة عاكف، الكل قال إن اللي عمل فيهم كده هم عيلة عاكف.. ودي كانت الشرارة اللي ولعت الدنيا، لأن رجالة عيلة القماح، لموا بعضهم وطلعوا على بيوت عيلة عاكف وابتدوا يولعوا فيهم.. اه، ما طالما هم اللي بدأوا وحرقوا بيت من بيوتهم، ف هم بقى كانوا مقررين إنهم هيولعوا في بيوت عيلة عاكف كلها. لكنهم وهم بيولعوا في البيوت، طلعوا رجالة عيلة عاكف وابتدوا يتخانقوا مع رجالة عيلة القماح، او بمعنى اصح كده يا ابني ابتدت ما بينهم الحرب، وماتستغربش لما بقولك كلمة حرب، اه يا ابني حرب، ما اللي حصل ما بينهم ده حرب ماحدش قدر يقف قصادها، لدرجة إن الغفر سابوا أماكنهم في البلد وراحوا يبلغوا رزق، او بالتحديد يعني بلغوا جمعة اللي بدوره دخل على رزق وقال له... (البلد برة بتولع... الناس لقوا جثة حنة في أرض واحد من عيلة عاكف، ف عيلة القماح قالوا إن أكيد العواكف هم اللي ولعوا في بيت أنعام وقتلوها هي وبنتها وابنها، وفضلت راسمهم والف سيف إنهم يولعوا في بيوت العواكف كلهم.. وطبعًا لما خدوا بعضهم وراحوا يولعوا في البيوت، العواكف ماسكتوش، وخرجوا اتخانقوا معاهم والبلد برة والعة.. البلد والعة برة بسببك...) اول ما جمعة قال لرزق كلمة بسببك، بص له رزق وقال له بارتباك.. (ب ب بسببي.. وانا مالي انا، انا مالي، ما انا حاولت على قد ما اقدر إن انا امنع المشاكل ما بين العيلتين، بس هعمل ايه، ده قدر و...) لكن بسرعة قاطعه جمعة وهو بيقول له بصوت عالي... (انت هتضحك عليا انا كمان... يا شيخ الغفر البت كانت عاجباك، وكانت بتقابلك كل شوية، هو اه ماحدش يعرف اللي كان بينك وبين حنة غيرك انت وهي وامها، إلا إن انا كنت عارف كل حاجة من أول يوم.. انا شوفت كل حاجة وسكتت لأن حنة لا من عيلتي ولا من أهلي، بس لما الموضوع بقى وصل لحرق بيوت عيلتي.. عيلة عاكف، ف انا مش هسكت، مش هسكت وهقول لكل البلد إن شيخ الغفر هو اللي عمل كل حاجة، ومش بس كده.. ده انا كمان هقول للعمدة اللي كلفني إن انا اراقبك واخد بالي من تحركاتك على كل حاجة نيلتها.. ده انت طلعت مايه من تحت تبن، وانا بقى هفضحك، وبدل ما رجالة عيلة القماح بيولعوا في بيوتنا احنا، انا هخليهم يجوا يولعوا فيك وفي اللي يتشددلك يا ابن ال...) مالحقش جمعة يكمل كلامه، لأن رزق مسك بندقيته وض*به بيها، وبعد ما ض*به بالنار ووقع قصاده على الأرض، بص له باستحقار وقال له قبل ما يخرج من البيت... (انا بقى اللي هروح اخلص كل حاجة، هقول للناس إن انت اللي عملت كده في بيت حنة واهلها، وانك انت اللي قتلتها ودفنتها في أرض حد قريبكوا.. وانت بقى يا عم الغفير مش هتلحق تدافع عن نفسك، لأنك هتكون ميت..) قال رزق كلامه ده لجمعة، وبعد كده ساب البيت خالص وراح لبيت العمدة.. قعد يتكلم معاه شوية وحكاله على اللي حصل، وقال له في الأخر إن اللي عمل كده كان جمعة، وإنه هو الراجل المخلص اللي قتل جمعة، لما عرف إنه هو السبب في كل اللي حصل في البلد، لكن وقت ما رزق كان قاعد بيتكلم مع العمدة، فجأة سمع من برة البيت صوت ناس بتزعق وصوت طوب بيتحدف على البيت، اتخض العمدة وقام وقف وهو بيبص لرزق بخوف... (في ايه يا شيخ الغفر.. في ايه، ايه اللي بيحصل برة بيتي...) ارتبك رزق وابتدى يبلع ريقه بالراحة... (مش عارف يا عمدة.. مممششش عارف، استنى، انا هخرج اشوف في ايه..) خرج رزق هو والعمدة اللي كان ماسك في ديل جلابيته، لبرة البيت.. خرجوا هم الاتنين عشان يشوفوا الناس اللي بيزعقوا دول، بيزعقوا ليه ولمين، بس أول ما خرجوا وقبل ما يقولوا أي كلمة، فجأة الناس اتلموا عليهم وهم بيقولوا بصوت عالي... (اللي اغتصب حنة ودفنها وحرق بيتها اهو.. هاتوا شيخ الغفر الضلالي.. هاتوه وولعوا فيه) اترعب رزق من اللي سمعه، مابقاش عارف هم الناس عرفوا منين او هيعملوا فيه ايه.. لكنه ماخدش وقت كبير عشان يعرف هم عرفوا منين، لأنه شاف جمعة وهم الناس مسندينه ورابطين له بطنه، وده معناه إنه ماماتش وخرج من الدار، وراح حكى للعيلتين اللي كانوا بيموتوا في بعض، ف طبعًا بقى صدقوه وبطلوا خناق وقتل في بعض، وجُم عشان يقتلوه هو... مافكرش رزق كتير، هو كل اللي عمله إنه خد ديله في سنانه وطلع يجري من مكان فاضي ماكنش حد واقف فيه.. ومش هو بس اللي كان بيجري، ده العمدة هو كمان كان بيجري من الناس، لأنهم كانوا عاوزين يموتوه مع رزق، وده لأنه كان متستر عليه زي ما هم فهموا وقتها يعني.. وفي وقت ما كانوا معظم أهالي البلد بيجروا ورا شيخ الغفر والعمدة، ابتدت الأرض تتهز من حواليهم!.. الكل وقف، الهزة القوية فضلت مستمرة، العفار كان بيملى المكان، الناس اللي ريحتهم دم ونار لأنهم كانوا بيقتلوا في بعض، ابتدوا يتنفسوا بصعوبة وهم بيصرخوا، وابتدى صوت صراخهم يعلى اكتر واكتر لما سمعوا أصوات خبطات قوية خلتهم حطوا إيديهم على راسهم، ومع كل ده.. السما كانت بتمطر طوب من فوقيهم... لحد هنا بقى قاطعت عم جاد.. -ايه يا عم جاد، سما ايه اللي بتمطر طوب؟! رد عليا هم جاد وهو بيبص لي باشمئزاز... -ماهو السما نفسها يعني مش هتمطر طوب.. انا اقصد إن اللي واقفين في البلد كانوا فاهمين كده لأنهم ماكنوش شايفين حاجة، بس اللي كان بيحصل في الحقيقة بقى، إن الجبل اللي فوق البلد، او اللي البلد جواه، ابتدى ينهار ويقع على الناس، ومع وقعته دي على روؤسهم، معظمهم ماتوا.. والشوية القليلين اللي اتبقوا منهم، فيهم اللي فضل عايش في نفس المكان بعد ما شال شوية من طوب الجبل وبنى مكانه بيوت، واتجوز وخلف، وفيهم اللي ساب الأرض دي خالص بق*فها ودمها ولعنتها، وراح عاش في بلد تانية.. بس تعرف، كل اللي عاشوا او اللي ربنا أراد إنه ينجيهم من اليوم ده، كلهم مابقوش بيسمعوا.. كلهم بقوا طُرش أو صُم، وكأن ربنا عز وجل أراد إنه يوري لبقية القرى أية جديدة من أياته، لما أراد بعزته وجلاله إن القتلة دول واللي كانوا دايمًا بيستباحوا حرمة الدم، يعاقبهم أشد عقاب. لحد ما وصل عم جاد، لهنا، رديت عليه بسؤال مهم اوي بالنسبة لي واهبل بالنسبة له... -معلش يا عم جاد، انت بتقول إن الناس اللي عاشوا بقوا صُم، وفي نفس الوقت بتقول إنهم حكوا، طب ازاي؟! بص لي بنفس نظرة الاشمئزاز.. -بقولك صُم.. يعني طُرش، مش بُكم يا ابو مُخ كرفس، الناس اللي اتبقوا.. اطرشوا اه.. بس كانوا بيتكلموا وبيحكوا عادي. سكتت شوية وانا بضحك على كلامه، وبعد كده سألته من تاني... -مش عارف يا عم جاد.. بس أظن يعني إن الناس اللي ماتوا دول، أكيد يعني كان في وسطهم ناس بريئة، صح ولا ايه؟! جاوبني عم جاد برد مقنع بصراحة... -اه يا ابني كان فيهم، بس الغلبة والعدد الاكبر، كان للطغاه واللي بيتلككوا لبعض عشان يسفكوا الدماء. -تمام يا عم جاد.. طب والعمدة وجمعة ورزق و.. -ماتوا يا ابني.. كلهم ماتوا، وماتبقاش منهم بس، غير كام شاب كده مالهمش دعوة بحاجة، وطبعًا مابقوش بيسمعوا من بعد اللي حصل لهم، وهم بقى اللي كتبوا الحكاية دي وحكوها للناس.. ولو هتسألني عن البلد دي دلوقتي، ف انا هقولك إنها خلاص مابقتش موجودة، دلوقتي بقى مكانها جبل وصحرا.. لأن حتى الناس اللي كانوا قاعدين في نفس المكان، سابوه بعد فترة ومشيوا، يلا ربنا يرحمنا ويرضى عنا. -اللهم أمين يا عم جاد.. يسلم ل**نك والله، كمل بقى. بص لي باستغراب اوي... -اكمل!... اكمل ايه؟!.. ما الحكاية خلصت. ضحكت له ببرود كده.. -اه ما انا عارف، انا اقصد حكاية جديدة يعني. ضحك لي بصراحة على ع** ما كنت متوقع وقال لي بود... -من عنيا.. هحكيلك حكاية تانية، بس ركز معايا... ركزت مع عم جاد اللي ابتدى يحكي.. ولحد هنا بتخلص الحلقة دي من حكايات عم جاد، وفي الحلقة الجاية بأذن الله، هحكيلكوا الحكاية التانية اللي حكاهالي، بس ده طبعًا لو قولتوا لي احكي واكمل، ها.. احكي واكمل؟!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD