- حكايا غرام
رغد طويله القامة رشيقة القوام، سوداء الشعر متوسط النعومة متوسط الطول، بنية العينين رغد مليحه الملامح ليست صارخه الجمال و لا ق**حة ملامحها مليحه، لديها ضحكه عندما تخرج من قلبها تلفت كل الانظار، كما أنها غارقه حتى النخاع في غرام خالد.
أما خالد فهو طويل القامة معتدل الجسد أ**د الشعر بني العينين،
و هو شقيق جوري صديقتها العزيزة أو لنقل الوحيدة فهما صديقتان منذ وعيتا على هذه الدنيا،
جوري طويلة القامة رشيقة القوام قصيرة الشعر، شعرها **لاسل الذهب، خضراء العينين،
منذ أن نمت لدى رغد مشاعر الحب تجاه خالد ، لم يتحرك قلبها لسواه ربما منذ أن كانت بالصف الثالث الاعدادي و هي واقعه في غرامه، و جوري تعرف هذا جيدا ،
خالد لم يكن يفكر إلا في حياته و أصدقائه و رحلاته معهم
لم يكن حتى مهتما بالدراسة ففي رأيه ما فائدة الدراسة؟
و هو يمتلك الذكاء و المال فلدي والده يوسف المهدي ما يفوق الأربعين فدانا من أجود الأراضي بدون ذكر المواشي أو الفيلا أو السيارة،
و لا وريث لـيوسف سوى خالد و جوري .
أما جوري فلقد كانت معجبه بـوسيم صديق أخيها المقرب منذ الصغر، ذلك الأسمر طويل القامه أخضر العينين
و لكن خالد كان وقعا في غرام رشا قريبه العائلة من جهة والدته سهيلة الورداني
كانت رشا مغرمه بـخالد و كانت تعلن عن حبها له بكل جرأه و تذهب وراءه في أي مكان، و تعرف نفسها للناس على أنها خطيبته
،سهيلة والدته لم يكن يعجبها هذا أبدا،
و كان هذا هو منشأ الصراع و الخلاف بين خالد و والدته سهيلة ووالده يوسف، خالد كان يعرف برفض والديه لـرشا، و لم يثنه ذلك أبدا عن مقا**ه رشا أو الخروج معها
كانت رغد على دراية بكل هذا ، فجوري كانت تخبرها بكل شيء،
عن حب خالد لـرشا
عن خروجه معها
عن غضب والديهم منه
لم يثنها ذلك عن حب خالد أو يخرجه من قلبها كلما زاد تعلقه
بـرشا كلما زاد استيطانه في قلب رغد.
بوصول رغد و جوري للصف الثالث الثانوي حدثت المشادة الكبرى و المواجهة ما بين خالد و والديه التي حضرتها جوري بالطبع و نقلتها لـرغد و كأنها كانت هناك
بدأ خالد الحديث بهدوء : والدي العزيز أنا أريد أن أخطب
ارتسمت علامات السعادة على يوسف : الحمد لله هذا ما يتمناه كل أب أن يتزوج ولدي و أرى أحفاده
أما سهيلة فرفعت حاجبا و اخفضت الآخر متسائلة في توجس : و هل وضعت عينك علي عروس أم تريديني أن أبحث عمن تناسبك؟
خالد بمكر: ما الحكاية يا والدتي العزيزة ؟ أنت على دراية تامه بالفتاة التي أريدها
استشاطت سهليه و قد تأكدت مما دار بخلدها : لا تقل أنك ما زلت تريد الارتباط بـرشا
خالد مؤكدا ذلك محركا رأسه بالإيجاب : نعم بالطبع أنت تعرفين قصه حبنا
حاول يوسف الحفاظ على هدوئه : أنت قلت مجرد قصه
الحب شيء و الزواج شيء آخر يا ولدي
بدأ خالد يفقد أعصابه: و لكني م**م على الارتباط بها
يوسف : ألا تعلم برفضي ؟
خالد : أعلم و لكنك بالتأكيد ستغير رأيك بعد أن تري ت**يمي
سهيلة و قد ثارت ثائرتها : لن يكون هذا الارتباط إلا على جثتي، لن تتزوج رشا بجرأتها أبدا
خالد بحده : سأتزوجها يا أمي
أخذ يوسف نفسا عميقا ثم زفره بكل هدوء : إذا كنت مصرا على ارتباطك بـرشا فلتنس أنك ابني لن تأخذ مني قرشا واحدا
لا مسكن
لا نقود
لا سيارة
و هذا رأيي النهائي لا رجعه فيه أبدا و أنت تعرفني
يوم زواجك منها سأكتب كل ما أملك باسم جوري
صعق خالد مما سمعه فهو يعرف أن والده لا يتراجع عن كلامه أبدا
ثم أردف : أمامك أسبوع للتفكير، بعد هذا الأسبوع إما أن تخبرني أنك ستنساها أو تنسانا نحن الخيار خيارك.
تركهما خالد متوجها لرشا بعد أن جلس في غرفته قليلا ليفكر في تهديد والده له ، ربما كان خالد محبا ، لكن أيستطيع حبه الوقوف في وجه قلة المال ، قابل رشا بالنادي و أخبرها بهدوء ما دار بينه و بين والديه ، **تت رشا مستمعة لحديثه بالكامل ، ثم شردت قليلا و هي تعيد براسها كلمات يوسف لخالد ، هل حقا يستطيعان العيش بلا موارد ماليه ، هل ي**د حبهما ؟، انتصر قلبها و قالت
:المهم أن نكون سويا، سنعمل في أي عمل و نعيش
خالد : أنت مجنونه أليس كذلك !!؟
أي عمل هذا الذي سأعمل فيه و أنا لم أعمل أبدا و من سيوظفني بشهادة الثانوية التي أحملها و بم سأوظف بها مجرد عامل لا يقبض إلا قروشا قليله لا تكفي حتى سجائري ،
و أنت كيف ستتحملين ؟!
دعك من الأحلام الوردية و قصص الحب و الغرام ،فكري بعقلك لا بقلبك ، عندما يقرصك الجوع و لا تجدي ما تسدين به رمقك لن يطعمك الحب لن يدفع الحب لنا أجرة المسكن و متطلبات الحياه
رشا باكيه : كلم والدك مره أخري ليغير رأيه
خالد بحزم :لن يغير رأيه أبدا
رشا و هي تمسح دموعها : سأكلم أنا والدتك لتقنعه
خالد و قد بدأ يشفق عليها : إنها غير مقتنعة بالأساس لتقنعه
رشا بإص رار: سأكلمها أنا و عندما تعرف كم أحبك ستوافق
خالد بلا مبالاة و قد استقر تفكيره على ترجيحه لكفة المال على كفة الحب : افعلي ما تريدين قبل نهاية الاسبوع لن أغضب أبي.
رشا لم تضع وقتا ذهبت مباشره إلي سهيلة في الفيلا و طلبت مقابلتها، نزلت سهيلة لتقابل رشا بامتعاض قالت
: أهلا ، أي رياح ألقت بك إلينا؟
رشا : بدون مقدمات سيدة سهيلة أنت تعرفين أنني أحب خالد و هو يحبني و سأكون له نعم الزوجة
سهيلة ضاحكه بسخريه : نعم الزوجة !!! و الكل يعلم أنك تدورين خلفه مصرحة للكل بحبك له
رشا بقوة و عناد : و هل الحب جريمة ؟
سهيلة و هي تنظر شذرا و استحقارا لرشا : في عرفي أنا جريمة،
في عرف المجتمع الذي يفترض حياءك و احتفاظك بمشاعرك لنفسك جريمة،
لا تتعبي نفسك و تُحطي من قدرك أكثر من هذا يا رشا،
لو أرادك فليتزوجك و لكنه سيكون محروما من كل شيء و مننا أيضا
رشا باكيه : هذا ظلم!!
سهيلة و قد استيقنت من تفضيل ابنه لهم على رشا : هذا ما لدينا اقبلاه أو ارفضاه.
غادرت رشا تجر أذيال خيبتها و **رتها و كرامتها التي أهدرتها هي قبل أن تهدرها سهيلة.
هاتفت خالد علها تجد لدية المواساة و أخبرته ما دار بينها و بين والدته
خالد : حسنا أنا لا أستطيع الاستغناء عن أهلي و لا عن دعمهم المادي لي
رشا : و تستطيع الاستغناء عني أليس كذلك!؟
خالد **ت قليلا ثم قال : ستظلين دائما ذكرى عطره في حياتي و لن أنساك أبدا
أغلقت رشا الهاتف في وجهه غير مصدقة لتخذاله و تجابنه عن الدفاع عن حبهما.
قبل انقضاء الاسبوع ذهب خالد لوالده
خالد: لقد فكرت فيما قلته يا والدي
يوسف : و ما قرارك؟
خالد : لن أخرج عن طوعك أو أخسركم لكني أيضا لن أتزوج أبدا
ابتسم يوسف محتضنا ولده .
عندما علمت رغد من جوري بما حدث لم يكن ينقصها إلا جناحان لتطير بهما من شده سعادتها
كانت ترى خالد و تغير ملامحه من السعادة للحزن الساكن في عينيه بعد فراق رشا لكنها قالت سينساها بمرور الوقت و ربما يحس ببي أخيرا .
والدة رشا السيدة غاليه التي عكفت على العناية بصغيرتها بعد موت والدها علي علمت بما دار بين رشا و سهيلة
غاليه عاتبت ابنتها : لماذا ذهبت لـ سهيلة؟ لماذا أنزلت من قدرك هكذا ؟
ألم يكفك مصارحتك بحبك لـخالد؟ لا أحد سيفهم حبك البريء له يا بنيتي
رشا : كنت أريدها أن تعلم أنني الوحيدة التي سأسعده
غاليه : و ها هي علمت و ماذا فعلت ؟ أهانتك و حقرت منك،
أنا لا أريد سوي سعادتك ، سأوافق على الخاطب الذي تقدم لك
رشا : و لكن أنا لا أستطيع أن أكون إلا لـخالد
غاليه و قد احتل الخوف قلبها : ماذا تقصدين؟ هل حدث بينك و بينه تجاوزات؟ تكلمي
رشا مدافعة عن نفسها : لا يا أمي ،أقصد أن قلبي ملكه وحده لا أستطيع أن أحب غيره
غاليه و قد هدأت نفسها قليلا : ما سمي القلب قلبا إلا لأنه قلاب و متغير الحال ، بالعشرة الطيبة و الاحترام ستحبين زوجك
رشا محاولة الاعتراض : يا أمي أنا ....
غاليه : الكلام انتهى سأعلم الخاطب بالموافقة.
و قد كان هاتفت غاليه العريس المنتظر محمود هشام
غاليه : السلام عليكم ولدي
محمود : و عليكم السلام سيدة غاليه
غاليه : لا تقل سيدة قل أمي
محمود : أفهم من هذا أنه تمت الموافقة على طلبي
غاليه ( لاعبة بأعصابه ) : و إن لم نوافق ألا تقول لي أمي
محمود (متوترا ): يا سيدة الكل أنا أتشرف بك دائما
غاليه : لقد وافقت يا ولدي
محمود (بسعادة) : الحمد لله أنت لا تعرفين سعادتي الآن
غاليه( ضاحكة ): صوتك واضح
محمود : سآتي اليوم لأحدد كل شيء
غاليه : مستعجل لهذه الدرجة
محمود : جدا يا أمي إذا كان يناسبكم الساعة الثامنة
غاليه : يناسبنا يا ولدي تفضل بالحضور .
غاليه (موجهه الحديث لرشا ): محمود سيأتي في الثامنة
رشا منتفضة : سريعا هكذا
غاليه :استعدي
رشا: حسنا.
أعلنت دقات الساعة الثامنة و أعلن الجرس وصول محمود
جلس محمود بالصالون مع غاليه و بعد برهة حضرت رشا
غاليه : سأترككما قليلا سويا لتتكلما
محمود : شكرا يا أمي
محمود : رشا بدون مقدمات طويلة أو لف و دوران،
الزواج قسمة و نصيب ، و أنا سأكون في قمة سعادتي بارتباطي بك، أنا أعلم جيدا أنك تحبين خالد
رشا حاولت مقاطعته
محمود : لا تقاطعيني من فضلك و دعيني أكمل،
أنت تحبين خالد ،و لكن الله لم يقدر لحبكما أن يكلل بالزواج ،
ما لا تعرفينه أني أحبك منذ وقعت عيناي عليك و ستشعرين بحبي هذا بعد زواجنا،
اعتبريني مرحلة في حياتك إن ارتحت معي أكمليها، و إن لم ترتاحي سأعطيك حريتك في أي وقت تطلبين
رشا : ولكن أنا لم أنس خالد بعد
محمود : سأنسيه لك ، سنتزوج و نسافر و نبتعد عن كل ما يشغل بالك ، و إن لم استطع أنا ملء قلبك يكفي فقط أن تطلبيها و سأطلقك و هذا وعد مني بذلك
رشا و هي غير مصدقة لما قاله و متعجبة : أنت طيب جدا يا محمود، رجل آخر في مكانك لم يكن أبدا ليقول ما قلته الآن
محمود : دعي الايام تثبت لك ما أكنه من حب
رشا ابتسمت : حسنا
جاءت غاليه تحمل صينيه عليها الجاتو و الشاي
غاليه : هل تحدثتم سويا؟
محمود : نعم أمي بمشيئة الله سننزل غدا لنشتري الشبكة و نذهب لنرى شقتي ،
الشقة كامله لا ينقصها سوي تشريف رشا بها و إحضارها ملابسها حتى المطبخ مجهز بكل شيء ،و لكن هذا لا يمنع أني سأغير أي شيء لا يحوز على اعجاب رشا ، و شقتنا بالخارج أيضا مجهزه
و إن حازت الشقة علي رضى رشا سنحدد موعدا للزفاف.