أما ( شيري) جلست على مكتبها تحدث نفسها هي الأخرى
"ها هو يا شيري فتى الأحلام العربي، إن كل مواصفات فتي أحلامك العربي متجسده في (كنان) ،الطول، السمرة العربية، سواد الشعر، متوسط النعومة
،ذقنه الفاتنة، عيونه التي تماثل شعره ظلمه، أكتافه العريضة، يا لسعادتك يا شيري لقد تمالكت نفسك بصعوبة من الارتماء في أحضان هذا العربي الأسمر الساحر، إنه الوحيد الذي ما أن رأيته حتى اهتز كياني كله، سيكون لي، لن يكون هذا أمرا صعبا لقد أحسست به وباضطرابه عندما رآني، فمن ذا الذي يستطيع ال**ود
أمامي "
ركزت (شيري) في عملها و بدأت في ترتيب الملفات بطريقه مغايره
لسابقها ( مظلوم ) طريقه أسرع و أسهل و أدق، ثم جهزت الملفات على حاسوبها و دخلت لـ (كنان) وقفت أمامه و قالت بهدوء
"سيد كنان لقد أعدت ترتيب الملفات وفق طريقه جديدة مريحه أكثر في العمل، و سجلت البيانات على داتا الشركة، أرجو منك الاطلاع عليها و إخباري برأيك فيها ،وهل أعتمدها أم أنك تفضل طريقه مستر مظلوم"
كنان ( حاول ألا ينظر لها ) " حسنا شيري سأطالعها "
" بإذنك"
"تفضلي"
وعندما أعطته ظهرها استرق تلك النظرات التي منع نفسه عنها و تأمل منحنيات جسدها المثيرة في ذلك التايير الأ**د الذي يصل لركبتها.
حان موعد انصراف (كنان) عن العمل ودع (شيري) وغادر الشركة لا يشغل تفكيره سواها،
عاد لشقته دخل المكان ليجد إضاءته خافته، لتظهر له (لبنى) معانقه إياه و مقبله له بكل رومانسية بادلها القبلة ليرى بطرف عينيه طاوله الطعام معدة و عليها شموع
فقال متسائلًا "ما سبب هذا الدلال و تلك الشموع؟"
ونظر لها فوجدها ترتدي فستان سهره يكشف أكثر مما يخفي
"و فستان سهره مغري أيضا! يا تري ما السبب؟"
و لأول مره لا تتحرك مشاعر كنان كما كانت تتحرك دائما تجاه أي بادره رومانسية من لبنى.
نظرت له (لبنى) نظره عتاب و هي تكذب نفسها فلا يعقل أن ينسى و قالت
"أيعقل أن تكون نسيت مناسبه اليوم؟ "
تساءل "مناسبه اليوم، أي مناسبه؟"
ض*بت كتفه بخفة "كفاك مزاحا و لعبا بأعصابي هيا أين هديتي؟"
"و هديه أيضا من أجل ماذا؟"
قالت لبنى و قد جلست على كرسي مجاور حزينة " يبدو أنك حقًا نسيت و لست تمزح معي"
"نسيت ماذا؟ تكلمي لا تلعبي بأعصابي" قالها بعصبيه لم تعهدها لبني فيه أبدًا
ردت بحزن حقيقي "اليوم عيد زواجنا"
ض*ب رأسه بيده " يا الهي! لقد نسيت تماما، آسف إنه ضغط العمل، حسنًا كل عيد و أنت بخير" و قبلها على خدها و تركها و دخل ليغير ملابسه
كانت لبنى ما تزال جالسه، تراقبه و هو يتركها و يدخل الغرفة لتبديل ملابسه، تمالكت نفسها و التمست له العذر و **مت ألا تخرب هذه الليلة و ذهبت ورائه
و هي تقول "الحمام جاهز"
دخل ليجد الحمام منار بالشموع و البانيو ملئ بالورد و جو رائع يبعث على الاسترخاء و قالت و هي تطبع قبلة على وجنته
"تحمم و أرخي أعصابك يا حبيبي"
دلف الي البانيو ليريح أعصابه، و لكنه كان يفكر في شيء واحد شيري و لا شيء سوى شيري، لا يعرف كيف تسللت تلك الفرنسية لثنايا عقله، وشغلت تفكيره هكذا؟
خرج من الحمام و توجه للصالة لتحتضنه (لبنى) مبتسمة ابتسامة عريضة نابعة من قلبها
"كل عيد و نحن سويا يا حبي"
"بالطبع يا أميرتي" قالها بل**نه و ليس بقلبه كما اعتاد
لقد شعرت لبنى به و هو يقولها شاردا، هناك بالتأكيد ما يشغل كنان، حاولت التغاضي عن الأمر، تناولا العشاء وقبلها ز دخلا غرفة النوم يتبادلان عهود الهوى و العشق الذي بنياه سويا،
لكن هذه المرة كان (كنان) معها بجسده فقط، أحست هي بذلك، لم تعرف سببا لهذا التغير لكنها ظنت أنه ارهاق العمل، أما كنان فلم يكن معها هي تربت شارلوت بينه و بين لبنى فكان يراها في صورة لبنى و كان يجاهد ألا يخطأ و يناديها، لم يخف ذاك الاضطراب على لبنى، لكنها التمست له العذر و نامت ككل ليله متوسدة ذراعه.
مر الليل و لبنى مشغولة العقل بما يجعل كنان مضطرب على غير العادة، و كنان يحلم بشارلوت.
استيقظ كنان على قبلات لبنى الصباحية كالعادة
رد بتذمر "يكفي"
لبنى مستغربة " يكفي!"
فقال و هو يعتدل "نعم أنا لست في مزاج جيد"
اتسعت عيناها من اندهاشها "هذه أول مره منذ زواجنا تقول لي فيها أن أكف عن تقبيلك لقد كنت تطالبني بالمزيد دائما"
رد ببرود و هو ينهض "كل شيء له نهاية"
لملمت لبنى تلك ال**رة التي أصابتها من جملته التي طعنتها في سويداء قلبها و استعادت رباطة جأشها فلقد أوشكت على البكاء ثم قالت له " كما تريد، ألن تفطر؟"
ذهبا لطاوله الطعام تناولت (لبنى) بضعه لقيمات ثم تناولت قهوتها وقبلته و نزلت لعملها و في داخلها تتصارع الظنون عنه و سبب تغيره، أسكتت ظنونها بأنه ربما يكون تعبا ولا يريد أن يقلقها عليه.
نزلت و أكمل (كنان) إفطاره و ارتدي ملابسه وتوجه للشركة مسرعا متلهفا لرؤيه (شيري )
و بعد وصوله تهللت أساريره حين رآها و قال
"صباح الخير شيري"
ردت شيري بدلال " صباح الورد"
ليدخل لمكتبه فيجد باقة من الزهور و يجد رائحه المكتب في غايه الرقة يفوح المكتب كله برائحه الورد
تساءل "من أحضر هذا الورد ؟"
اجابته مقتربة منه "أنا أحضرته لأهيئ لك جوا رومانسيا للعمل لترتاح نفسيتك و تبدع في التصاميم"
قال منبهرا "حقا إنك متميزة"
سألته "هل أعجبك معطر الجو؟"
أجاب متأملا بها "بالطبع يعجبني جدا"
ونظر لها ليتمعن في تفاصيلها التي يبرزها ذلك التايير الموف
سألت بجرأه "هل هناك شيء لا يعجبك في مظهري سيد كنان، إن كان هناك ما لا يروق لك أخبرني و سأبدله فورا، غايتي هي راحتك"
"لماذا تظنين هذا؟"
"أنت تتفحصني بدقه فسألت لأتأكد"
ارتبك " لا أنا فقط يعجبني ت**يم التايير و لونه"
اقتربت منه" هل راجعت الطريقة الجديدة لإدخال البيانات"
"نعم بالطبع إنها رائعة" قالها و هو يذوب في عيناها
سألت مسبلة عيناها "ما هي الرائعة ؟"
"عيناك ثم تنبه لما قال أقصد الطريقة سنعتمدها"
"حسنا "
تصنعت السقوط فأمسكها كنان و سأل بلهفة
"هل أنت بخير ؟"
أجابته بطريقة مثيرة للأعصاب "ما دمت قربي سأكون بخير بين أحضانك"
ارتبك و حاول التماسك وقال "حسنا لنبدأ العمل"
ومر اليوم
عادت (لبنى) من عملها كعادتها
لتجد أطباق الافطار ما زالت على حالها مرصوصة فوق الطاولة، و تجد السرير لم يرتب
جلست (لبنى) قليلا ثم حدثت نفسها
"لا يهم بالتأكيد كان متعجلا، لكن هذه أول مره ، ألم يقل لك لكل شيء مره أولي هيا يا لبنى رتبي منزلك و أعدي الغداء"
و شرعت في الترتيب و تسخين الغداء، كان طبق اليوم هو الكوردن بلو الذي يعشقه (كنان) ثم غيرت ملابسها لترتدي هوت شورت جينز و بدي كب أحمر
عاد (كنان) ليجدها في استقباله ضاحكه
"مرحبا حبيبي كيف كان يومك؟"
رد متأففا" نفس السؤال كل يوم"
وجمت و تسمرت مكانها و قالت "لم تخبرني أبدا أنك تتضايق من سؤالي عن أحداث يومك و علي العموم آسفه لن أسألك مره أخري ما دام هذا يضايقك"
أخذ حمامه و بدل ملابسه و جاء للجلوس علي طاوله الطعام تناول الطعام و هو صامت لم يكن يفكر سوى في شيري و عطرها الذي ما زالت رائحته ملتصقة بحاسة الشم لديه
أخرجه سؤال لبنى له " ما بك حبيبي ؟"
رد بعصبية "ما بي ؟ أتناول الطعام الذي لا طعم له"
اتسعت عيناها اندهاشا ثم سألته لتتأكد مما قال " أي طعام هذا الذي لا طعم له؟"
فرد بحدة " هذا الطعام، و هل هناك غيره على الطاولة؟"
نظرت متعجبة "لا طعم له منذ متي طعامي لا طعم له أنا أستاذه في الطهو بشهادة كل من نعرفهم"
فرد بتعجرف "وهذا رأيي، طعامك لا طعم له، لقد سدت شهيتي"