- خيانه
غناء : اصالة نصري
ثمن الخيانـة خيانـة وياريت أقدر أخـون
أيوه كان حبك أمانـة بس كان لازم يهـون
لو في الظلام سيبنـي وارحل مـع ضيـك
ولا شيء حيغصبنـي إنـي أكـون زيــك
حقدر على الاحـزان واتعـلـم النسـيـان
وفوق غدرك أكون
جايـز أنيـن الليـل يهزم ساعات صوتـي
لكـن محـال الريـح ترميـه فـي تيـارك
أعيش بقلـب جريـح ولا عمره حيختـارك
كـان حبـك أمـانـة كـان لازم يـهـون
يمكن اشتاق وألاقـي ذكرى تصحي حنينـي
لكن عمري اللي باقي عمرك ما حتلاقينـي
بكره يجي لـك يـوم تلقى نفسـك مكانـي
تصحى وأنا في النوم وتقول راح فين زماني
كـان حبـك أمـانـه كـان لازم يـهـون
ثمـن الخيـانـة
(لبنى) جميلة الملامح، طويله القامة، متوسطة البنيه، رشيقة القد، شعرها كليل سرمدي شديد السواد، متموج متوسط النعومة، عيناها عسليتان.
عاشت حياتها كأي فتاه بين والديها (عزيز ورجاء) كانت وحيدتهما فقد
توفت والدتها رجاء بعد انهائها المرحلة الثانوية، ولم يوافق والدها علي الزواج مره أخري فبين (عزيز ورجاء) قصة حب تحدث عنها الجميع، صعدت روح رجاء لبارئها، اسودت الدنيا في عين (عزيز) بعد رحيل شمس حياته (رجاء) كان يتمنى الموت لكن كان خائفًا على (لبنى) من أعاصير الحياة و نوائبها، صغيرته فلذة كبده قطعة من روحه ومن روح رفيقته في الحياة، لم يكن بيده حيلة أمام قضاء الله، بأن استرد وديعته، لكنه يجب أن يتمسك بالحياة ليضمن مستقبل ابنته الوحيدة
من أجلها تمسك ( عزيز ) بالحياة و دعا الله تعالى أن يطيل في عمره حتى يطمئن على غاليته و يسلمها لمن يصونها، اعتنى بها أيما اعتناء، كما رفض الزواج من اجلها كان لها الأب و الأم و الرفيق، قربها منه، واسقاها حنانه، و علمها الاصول و الفنون، وكل ما قد تحتاجه، دللها في غير افراط ولا تفريط، صادقها وكان لها الكتف الحنون، والسند والقوة والملجأ.
دخلت كليه فنون جميلة وكانت تنظم وقتها بين الكلية وأعمال البيت،
كانت سيدة منزل من الطراز الأول وبارعة في الطهو
تقدم الكثيرون لخطبتها لكن (عزيز ) لم يكن ليختار لها بسهوله، كيف سيفرط بها هكذا لأي من كان يجب أن يختار بعناية فمن ذا الذي يستحق جوهرته المكنونة، وماسته المصقولة بعناية، كان يريد التأني ليضمن لها زيجة سعيدة.
أما هي فلم تكن تشغل بالها بقصص الحب و الغرام، أو بالطالبين لودها في الكلية و لا بالطالبين ليدها من والدها،
"من سيوافق عليه والدي سأوافق عليه" هذا ما كانت تقوله و كانت مقتنعة به في لب عقلها و قرارة قلبها
أنهت دراستها، ساعتها تقدم لها (كنان) مهندس د*كور يعمل في شركة من أكبر شركات الت**يم الد*كور، ذو مركز مرموق و سيرة عطره، ما أن تجاذب معه والدها أطراف الحديث حتى دخل قلبه و تمركز به،
كان ( كنان ) قد شاهدها في حفل زفاف أحد أصدقائه على صديقه لـ (لبني ) ووقع في غرامها فور رؤيتها سحرته بجمالها الهادئ و سأل عنها و اطمئن لأصلها و فصلها و تقدم لها، احتل كنان سويداء قلب عزيز، و بسط سيطرته عليه بذكائه و أدبه ووقاره، ووعوده التي قطعها على نفسه بأن يسعد لبنى و يجعلها مليكة قلبه و رفيقة حياته.
تمت الخطبة سريعًا و كان كنان مستعدا، شقته كاملة لا ينقصها شيء،
قام فقط بتغيير سيراميك المطبخ و الحمام، و إعادة طلاء الشقة، لم يستغرق ذلك الكثير، في ظرف ستة أشهر كانت الشقة جاهزة لاستقبالها
في فترة الخطوبة كان حبه لها يزداد يومًا عن يوم، بذرة محبة قد زرعت في أرض قلبه و رويت بالحنان و الحب والاهتمام حتى نبتت و ترعرعت فصارت حديقة غناء .
تأكد من حسن اختياره لها و كذلك هي أحبته وكأن قلبها خلق لحبه فقط،
قبل الزفاف بقليل عملت في شركه لت**يم الأزياء،
تم الزفاف بسيطًا هادئًا، بلا تكلف أو مغالاة أو مظاهر لا قيمة لها إلا استنزاف الجيوب و ارهاق النفوس.
بين يديه رقصت رقصتها الأولى و قلبها يخفق بين ضلوعها طربًا، و تلك الهالة من السعادة و الحب تغلفهما تحميهما من عيون الناس و تعزلهما عنهم، يود هو أن يطير بها هاربًا الآن ، لكنه مضطر أن يكمل المراسم الاجتماعية لحفل الزفاف، و بإلقائها بوكيه الورد الخاص بها لتلتقطه إحدى المدعوات و هي ترفرف من السعادة و لكأنها فازت بجائزة نوبل، و توديعهما للحضور طارا إلى بيتهما.
فتح كنان باب الشقة بالمفتاح و فتح الباب على اتساعه قائلا:- بيتك مولاتي أنريه بخطوتك الأولى و أنتِ على ذمتي و حلالي.
خطت لبنى أول خطوة بقدمها اليمنى ليقول :- إلى هنا و كفى.
نظرت له متعجبة، فقال:- دقيقة واحدة.
و اتجه صوب الباب فأغلقه ثم سار بضعة خطوات و فتح باب آخر و عاد متجهًا صوبها و حملها مبتسمًا بينما جفلت هي لكنها مبتسمة ابتسامة تخلب لبه
فقال: لن تدخلي غرفة نومنا إلا محمولة كالأميرات، كما يليق بأميرة قلبي.
توردت وجنتاها خجلا، و ازدادت ابتسامته جزلا.
ليدخلها الغرفة ثم ينزلها برقة بجوار السرير، قبل جبينها قائلا: ليبارك الله بأيامنا معا يا حبيبة القلب و شريكة العمر بإذن الله.
بدلا ملابسهما وصلى بها إماما و دعا الله أن يبارك حياتهما و أن يجنبهما الشيطان، و يديم بينهما المودة و الاستقرار.
لتبدا حياتهما سويا باندماج الأرواح قبل الأجساد، و هالة السكينة و المحبة تغلف وقتهما سويا.
لكن الحياة ابتلاء ومحن و لم تكن يوما على وتيرة واحدة، ليضعها القدر في أول ابتلاء لها و يسلب منها جبلها الذي طالما حماها
فبعد الزفاف بأسبوع توفى (عزيز)،
احتواها ( كنان ) و عوضها عن فقد والدها فهي الان أصبحت يتيمة الأبوين
ترك (عزيز ) لابنته ما يغنيها عن احتياجها فـكان لديه عمارة بها بضعة شقق ،باعها جميعها ما عدا الشقة التي يقيم بها والمكتبة الواقعة أسفلها بمساحة العمارة
ووضع الأموال في حساب باسمها
لم تكن (لبنى) لتستغني عن شقه والدها أوالمكتبة التي كان يمتلكها وعينت بالمكتبة من يديرها، وعاشت مع (كنان) في شقتهما المملوكة لـه فهي أقرب لمقر عملهما، و فضلت اغلاق شقه والدها فهي لا ينقصها المال لتؤجرها أو تبيعها.
كرست حياتها للاهتمام بـ( كنان) و لم يكن يشغلها سواه
و قد كان حبها واضحا في كل تصرفاتها و مشاعرها و اهتمامها المتفاني به
و اتفقا على تأجيل الانجاب حتى يستقرا في عمليهما وينالا مناصب عليا فيه
كانت تهتم بكل تفاصيله وترفض أن تحضر خادمة للمنزل، تهتم هي بكل شيء،
كانت تستيقظ قبل موعد استيقاظه بوقت مناسب لتعد الافطار و ترتدي ملابس العمل ثم توقظه بأحلى القبلات و تتناول افطارها معه و تشرب قهوتها الساده ثم تقبله و تنزل لعملها، فور وصولها العمل تتصل به لتطمئنه أنها وصلت تتصل به لتطمئن أنه وصل عمله، تتصل به في منتصف اليوم، تتصل به عندما تغادر مقر عملها وتتصل به لتطمئنه أنها وصلت المنزل,
تدخل شقتها لتجد أنه قام قبل نزوله عمله في الصباح بوضع الاطباق التي ستغسل من الافطار في غساله الصحون، و شغل برنامجها والأطباق التي ستعود للثلاجة وضعها بها كما رتب سرير غرفه النوم أيضا، فتبدل ملابسها العملية وترتب ما يحتاج لترتيب و تضع الطعام الذي سيتناولاه في الميكروويف لإذابته و تسخينه،
فهي لها يومان اجازه في الاسبوع جعلت احدهما مع يوم اجازه (كنان) والآخر في أيام عمله، تقوم في أحدهما بتحضيرات الطعام و تجهيزها و تحفظها في الفريزر ليأكلا طعاما منوعا طوال الأسبوع، أما يوم أجازته فيتناولان الطعام بالخارج أو يطلبان طعاما جاهزا لكي لا تنشغل عنه.
مرت حياتهما علي هذا المنوال فتره من الزمن الي أن تعينت لدي (كنان) في الشركة سكرتيره جديده له بدلا من أستاذ (مظلوم ) الذي أحيل للتقاعد
السكرتيرة الجديدة (شارلوت) بيضاء طويله القامه ذات جسد متناسق كبطلات الافلام الأجنبية زرقاء العينان صهباء الشعر، بلا أي مبالغة إنها الف*نه تسير على قدمين.
يوم أن عينت تلقى (كنان ) اتصالا هاتفيا من السيد (عزام الأشقر)
مدير الشركة و مالكها
" مرحبا هل أنهيت ت**يم د*كور فيلا الغازي؟"
"علي وشك انهائه سيد عزام"
"بالتوفيق، عينت لك سكرتيره جديده غايه في المهارة إنها فرنسيه لكنها تتحدث العربية بطلاقه ربما أحسن منك"
قال كنان ضاحكا " هذا جيد أنا فرنسيتي ضعيفة قليلًا"
"أتمني حسن التعاون بينكما لمصلحه العمل"
"طبعًا سيد عزام".
كان (كنان) منهمكا في ت**يم د*كور فيلا ( الشيخ الغازي ) حتى هلت عليه تتهادي في مشيتها يسبقها عطرها الفواح
يا الله ما هذا الجمال (محدثا نفسه)
استجمع أعصابه و قام واقفًا مرحبا بالضيفة القادمة
"أهلا و سهلا بسيادتك شرفت مكتبي المتواضع هل من خدمة اقدمها لحضرتك؟"
تفحصته جيدا و ردت بدلال "الشرف من نصيبي سيد كنان أنا شارلوت سكرتيره حضرتك أرسلني السيد عزام لاستلام عملي هنا معك "
( أكدت في نطقها علي كلمة معك )
تاهت يداه في نعومة يداها "معي!! يا لي من محظوظ، أخبرني السيد عزام بتميزك و خبرتك أتمني أن ترتاحي في العمل معي"
سحبت يدها برقة " بالطبع سأبدأ عملي الان و اقوم بترتيب الملفات و أتمني أن تناديني شيري أنه أسهل و أرق بكثير من شارلوت"
رد و قد ذاب حرفيا " شيري حسنا يا شيري تفضلي لمكتبك"
خرجت( شيري )و تنفس (كنان) الصعداء
حدث نفسه قائلا "كيف سأعمل معها و أنا آخذ نفسي بصعوبة بجوارها ما الذي يحدث لي كيف أتأثر بها هكذا، أفق يا (كنان)أنت متزوج و تحب زوجتك،
زوجتي و اين هي زوجتي من ملكه الجمال هذه لا أنكر أن (لبنى) جميله لكن ليست كهذه الفاتنة، تخوشن يا (كنان) العمل يأتي أولا تماسك نفسك."