في ملجأ اطفال و تحديدا في اوضة مليانة سراير و اطفال نايمين كانت مديرة الملجأ و المسؤولة عن الاطفال بيلفوا بين السراير و بيتطمنوا أن كل طفل و طفلة نايمين في أماكنهم و كانوا بيشوفوا ايه اللي ناقص للاوضة من بطاطين و ملايات و غيره .. و لما وصلوا عند باب الاوضة كانت ميار نايمة على السرير اللي في وش الباب
المسؤولة : و فيه البنت الجديدة دي اللي جابوها النهارده
المديرة : مالها ؟
المسؤولة : عايزة اسجلها في الجداول بس محدش قالي اسمها ايه
المديرة : طيب علمي على رقمها و بكرة الصبح لما تصحى هي تبقى تقول لنا اسمها ايه و ايه حكايتها
المسؤولة : حاضر
و خرجوا من الاوضة و ميار بدأت تتقلب كتير و كأنها مخنوقة و شايفة قدامها كابوس .. و فعلا كانت بتحلم ب مامتها جميلة لما دخلت الاوضة عليها و هي نايمة و نامت جنبها و هي بترتعش و بتاخد نفسها ب العافية و بقت تتلزق في ميار و تحضنها جامد و كأنها عايزة تخبيها جوا منها .. و في بيت نادين كانت قاعدة على الكنبة و باباها و مامتها نازلين ب شنطهم و عزام راح وقف جنبها و هو بيقول لها
عزام : خلي بالك من نفسك و لو احتاجتي اي حاجة متنسيش أن أنا ابوكي و بابي و حضني مفتوحين ليكي اي وقت
نادين : ....
ثريا بتشده من دراعه : اممشي يا عزام
و اخدته و فتحوا الباب عشان يمشوا و اول ما فتحوه كان نضال واقف قدامهم و كان لسه هيرن الجرس .. سلموا عليه و مشوا و هو وقف للحظة كده بيبص لهم ب استغراب و هما ماشيين أنهم مرحبوش بيه و أنهم مقالوش له يدخل ولا اي حاجة و باين على شكلهم أن فيه حاجة .. بعدين كان هيخبط خبطة بسيطة على الباب عشان يستأذن الدخول لكن أتراجع و دخل على طول و قفل الباب وراه .. دخل و وقف قصاد نادين اللي مكانتش بصة ناحيته ولا كانت مركزة ولا واخده بالها من وجوده اساسا و بعدين لفت وشها بالراحة عشان تلاقيه قدامها
نضال : مفاجأة
نادين : لا ابدا اتوقعت انك هتيجي .. محقق شاطر زي حضرتك اكيد مش هيجيله نوم و فيه مجرمة هربانة منه
نضال : انا مبتكلمش عن زيارتي ليكي دلوقتي .. انا قصدي أن اتهامي ليكي هو اللي فاجئك ؟
نادين : أيوة في دي معاك حق .. يعني الكلام اللي انا سمعته منك ماكنتش متوقعة انك تقوله .. اتفاجئت اوي ، كنت متخيلة انك هتشوف الموضوع ب نظرة تانية و ب عين أوضح
نضال : عشان كده كلفتيني ب المهمة
نادين : مش فاهمة !
نضال : يعني انتي اختارتيني عشان اشوف الموضوع من بعيد .. ماهو من وجهة نظرك ايه اللي بيميزني عن غيري ؟! هو اني ببص من زوايا مختلفة و ابعد
نادين : انا و انت عارفين أن في أي تحقيق الطبيعي أن بيكون اول مشتبه فيه هي الزوجة
نضال : و عشان كده انتي اختارتيني عشان ابعد الشبهات عنك
نادين : تؤ انا اختارتك عشان بتفكر ب المنطق مش ب الأدلة بس
نضال : خدي بالك لحد اللحظة دي انتي مفيش اي دليل واضح و مباشر ضدك
نادين : طب كويس اوي معناها باقي المنطق
نضال : منطق ايه ! انا على الأرض انا مش محقق في رواية من رواياتك اللي بتكتبيها انا بقالي اسبوع كامل بشوف و بسمع و بحلل و بستنتج عشان اوصل ل طرف خيط اقدر أبدأ منه انتي دخلتيني في قضية كبيرة و عويصة كل حاجة فيها مقفلة .. كل ما أدق باب بلاقيكي طلعالي من وراه ف ليه مستغربة اني اشك فيكي و اتهمك ؟!
نادين : طبعا مستغربة .. اكيد مستغربة .. "بتقوم تقف قدامه" لو انا اللي قتلته زي ما انتوا فاكرين كده ايه اللي هيخليني احرق دمي و اعصابي عشان اعرف الحقيقة ؟؟ ليه اتحايل عليك و أتوسل لك عشان تمسك لي القضية و اعرفك كل التفاصيل ؟؟ "بتتكلم ب انفعال" هو فيه واحدة مجنونة متورطة في قتل جوزها بتروح تجيب بدل المحقق الواحد اتنين عشان يحققوا في جريمة هي اللي عملاها !!
نضال ب هدوء : اهدييي .. متتعصبيش اوي كده ، تصرفاتك المبالغ فيها دي بتدي كذا إشارة و واحدة من الاشارات دي انك حابة تقولي للناس انك مش بيجيلك نوم لحد ما تلاقي اللي قتل جوزك و دي حقيقة فعلا لانك بتدوري على اي حد تقنعيه ب الكلام ده ف يتقفل ملف جوزك و تعيشي انتي حياتك على راحتك و في امان
نادين ب نرفزة : انت بتقول ايه .. لا بجد انت مصدق اللي بتقوله ده !! يعني هي حاجة غريبة اللي انا فيه انت فعلا مستغرب أن واحدة تكون مقهورة على جوزها !! مستغرب أن واحدة مصدومة أن جوزها اتقتل و حياتها اتقلبت 180 درجة !!
نضال : مش لما يكون زوج الأول .. لما تكون حياة زوجية طبيعية .. لكن في حالة زي حالتك دي اه طبيعي استغرب
نادين : استنى لحظة استنى .. يعني ايه لما يكون زوج الأول دي !!
نضال : يعني الجواز مش شوية حبر على ورق .. انتي روائية و عارفة اكتر مني معنى كلامي ده يبقى ايه استاذ عمرو الله يرحمه كان مجرد ضيف في حياتك حياتك اللي مفيهاش اي شيء طبيعي من الاساس ف انتي ليه مستغربة أنها اتشقلبت
نضال بص على المكتب و بدأ يتحرك ناحيته : فيه ايه هنا ؟ بعد اذنك ممكن اشوف ؟ لاب توبك ! فيه ايه في اللاب توب ده ؟! فيه رواية بقالها شهور مبتكملش انتي واقفة في نصها يا ترى ليه ! انا عارف ليه و من غير حتة ما اقراها ، انتي مستنية النهاية اللي قاعدة بتخططي لها و مستنياها تحصل قبل ما تنقليها على ورق .. و يا ترى ايه اللي وصلنا ل هنا ؟ "بيشاور على مكتبة الكتب" الكتاب ده "و اتحرك للمكتبة عشان ياخد منها الكتاب و يمسكه ب ايديه قدامها" ملاكك الحارس .. "بيلبس نضارته" بتقولي في الصفحة 323 عن ل**نك انتي "رغم كل شيء كان الجنين في ظلمات الرحم كا بصيص الامل في ليالي وحدتنا الكالحة و ليالي الفرح المفقود" و في الصفحة على ما اظن رقم 347 "رغم ركوده في جوفي كنت أشعر ب نبضه .. نبض الحياة التي سلبت مني ب فعل فاعل" و في الصفحة 363 "لقد أعاد الي رائحة جسدي بعد ما جردت من مشاعري كلما تكور بطني أكثر زادني رحمة في عالمي الباهت و الاقرب للسقيع" و في الصفحة رقم 388 "جثة هامدة تشبهني ب كل استسلام تسربت من جوفي لتغزو فرحي ولا تفلح عيناي بعد ذلك للنظر إليه سيهرب من كل شيء حتى نفسه و كا ملاكي الحارس إلى الابد ستفترق عيوننا و إلى الابد "بيقفل الكتاب و هو بيبص لها" هي دي قصتك يا مدام دي قصتك اللي متهمة فيها جوزك ب شكل ص**ح بقتل الجنين و محملاه المسؤولية كاملة في كل اللي حصل معاكي .. طيب اذاً ف انتي عندك كل الدوافع ل قتله .. أيوة أيوة ده مش كلامي انا ده كلامك انتي كل كلمة في الكتاب ده هي سكينة هي حبل المشنقة اللي بيتلف واحدة واحدة حوالين رقبة جوزك "بيمشي ناحيتها" جوزك اللي زعلانة عليه و كان قلبك حاسس في الليلة الأخيرة اللي كنتي نايمة جنبه فيها و قاعدة بتتأملي فيه .. لا عفوا .. انتي مكنتيش نايمة جنبه و بتتأملي فيه حسب اللي قولتيه للرائد كريم انتي دخلتي و نمتي لوحدك مكنتيش عارفة ان حياتك الطبيعيية هتتغير و تتقلب ب الشكل ده بس انا اللي اقدر اقوله ليكي "بيلف حواليها و يقف وراها و جنب ودنها بالظبط" انتي كنتي عايشة مع شبح أو ظل .. إشارات استفهام كتير عن حياته مفيش أهل مفيش اصدقاء مفيش حياة اجتماعية مفيش حياة مهنية " بيقعد على دراع الكنبة" ممكن تقوليلي أنه ذواق للفن انا هقولك أنه حتى مش تاجر لوحات أو تحف ده سمسار إذا بتدوري في بيته مش هتلاقي تحفة اصلية ولا لوحة واحدة حقيقية "بيلف وشه ناحية اللوحة اللي متعلقة على الحيطة اللي وراه و بيشاور عليها ب ايديه" معقول الأديبة نادين عزام متاخدش بالها من تفاصيل مهمة زي دي و متركزش فيها "بيبص ل نادين" معقول نادين عزام متعرفش الوش التاني ل جوزها بس انا بسأل مين ده انتي حتى متعرفيش الوش الاولاني .. الراجل ده كان ضيف في حياتك الزوجية و دي حقيقة كل حاجة في البيت ده بتخصك انتي مش بتخصه هو .. عايشين مع بعض بقالكوا سنتين و مالوش اثر في المكان ده حتى اوضة نومكوا صورة واحدة له مش موجودة مجرد ضلفة دولاب فيها شوية رفوف عليهم شوية هدوم و بيچامتين برأيك ده وضع طبيعي
نادين ب عياط : اللي بعده ! فيه حاجة تانية عايز تقولها ؟
نضال : مدام نادين طبعا فيه عندي كلام ...
نادين بتقاطعه : خلصت
نضال : لأ مخلصتش ...
نادين بتقاطعه تاني : بقولك خلصت
نضال : مش هخلص لغاية ما اسمع اجابات ل كل اسئلتي
نادين : انا مش هقول ولا حرف الا في وجود محامي خاص بيا "مشيت من قدامه و قعدت على الكنبة"
نضال بيروح يقعد على الكنبة اللي جنبها : قولتيلي حياتكوا كان فيها ود و تفاهم طيب عايزك تذكريلي حادثة واحدة بس اتخانقتوا فيها بلاش اتخانقتوا خلينا نقول اختلفتوا فيها مع بعض خلاف واحد بس ؟
نادين ب انفعال : انا مش مضطرة اقولك حاجة و لو سمحت ياريت كلامك بعد كده يكون مع المحامي
نضال : انسيلي دلوقتي قصة المحامي دي و بجد انا م**م انك تحكيلي عن خلاف واحد بس تااافه حصل ما بينك و بين استاذ عمرو الله يرحمه ؟ ايه مختلفتوش ولا مرة !
نادين : لأ
نضال : ازاي لأ ! اشرحيلي
نادين ب نرفزة : محصلش بيننا اي خلاف
نضال : معقول ! فيه اتنين بيبقوا عايشين مع بعض ايا كانت نوعية علاقتهم سواء كانوا متجوزين أو أصحاب او اي حاجة و ميختلفوش مع بعض اكيد فيه حاجة مش طبيعية
نادين : انا مش مضطرة اكذب عليك
نضال : لأ بالنسبالي انا انتي مضطرة
نادين : معاك حق .. معاك حق تفكر ب الطريقة دي لأنك مكنتش عايش معانا و متعرفش ايه هي الحقيقة
نضال : أيوة .. الحقيقة .. هي ايه ؟!