"تحقيق في جريمة قتل" الجزء الخامس

3871 Words
نادين بتفتح الباب بتلاقي قدامها الرائد كريم كريم : مساء الخير نادين مستغربة : مساء النور .. اتفضل كريم بيدخل : انا اسف على زيارتي ليكي في وقت متأخر زي ده .. بس حصل جديد و حبيت ابلغك عشان تكوني في الصورة نادين ب لهفة : لا لا ولا يهمك .. حضرتك بس طمني لاقيتوا عمرو .. أو وصلتوا لحاجة .. ايه الجديد اللي وصلتوا له ؟ كريم في حين خروج نضال من المخزن لكن كريم واقف ب ضهره و مش شايفه : طولي بالك يا مدام نادين بس طولي بالك .. التحقيق لسه شغال بس ... و بيلف عشان يكمل كلامه شاف نضال واقف قصاده كريم ب ابتسامة مش مفهومة و نظرة معناها أنه مكنش متوقع وجود نضال أو أن ممكن نادين تكون على تواصل بيه كريم : مساء الخير نضال بيقلع نضارته : مساء الخير نادين بتعرفهم على بعض : الرائد كريم و البروفيسور نضال مديح كريم ب نفس الابتسامة و النظرة : مش محتاجة تعرفيني .. البروفيسور غني عن التعريف نضال : شكرا سيادة الرائد نادين : أيوة حضرتك مقولتليش ايه اللي استجد في القضية ؟ كريم : ياريت تشرفيني بكرة في مكتبي نادين : و انا ليه هستنى ل بكرة مش فاهمة معلش .. و كملت .. لا عفوا .. البروفيسور صديق قديم و سيادتك تقدر تحكي قدامه كل حاجة كريم : لا بعتذر .. اكيد مش قصدي بس على ما اعتقد ان الكلام في المكتب عندي هيكون احسن .. كده هتكون الأمور ماشية ب صفة رسمية اكتر نضال بيتدخل في الكلام : حضرتك دلوقتي جاي في وقت متأخر زي ده عشان الموضوع الرسمي ولا عشان حاجة تانية ؟ كريم ب جدية : معنديش وقت عشان اضيعه في حاجة تانية نضال : هايل .. هايل .. بس زي ما المدام قالتلك انا صديق قديم و يهمني اعرف وصلتوا ل ايه و اتطمن .. و زي ما حضرتك شايف كده الجو مشحون ف ب التالي من حق مدام نادين ان هي كمان تطمن كريم : امم .. ياريت تنوريني بكرة في مكتبي .. تصبحوا على خير .. و سابهم و مشي نضال : و انت من اهله نادين بعد ما قفلت وراه الباب و ب انفعال : لا مش مصدقة .. مش قادرة اصدق بجد .. شوفت ب عينك اللي بيحصل .. شوفت طريقته و أسلوبه نضال : عفوا مش قصدي أسخف من مشكلتك .. بس يا ترى حضرتك انتبهتي أو خدتي بالك من الموقف و الإحراج اللي حطتيني فيه نادين : احرجتك ! نضال : صديق قديم ! انتي مش واخده بالك انك كده بتورطيني انا .. انتي فاكرة هو جاي هنا ليه و في وقت زي ده ليه .. انا متأكد أن فيه حد شافني و انا داخل هنا و كلمه و بلغه و جه عشان يتأكد و يشوفني ب عينه .. و الدليل أنه جه و مرضاش ينطق ب ولا حرف في وجودي نادين محرجة و مرتبكة : طيب و دلوقتي ايه ؟ عايز تمشي و تسيبني كده في الموضوع ده كله لوحدي نضال : ركزي معايا من فضلك .. بكرة هتاخدي ريم صحبتك و تروحيله النيابة نادين : رييم !! نضال : تعملي زي ما بقولك .. تاخدي صحبتك و تروحيله و اول ما تطلعي من عنده لو سمحتي تتصلي بيا فورا .. في الوقت ده اكون انا قدرت اطلع إذن من النيابة العامة أن أنا اتحرك نادين : طيب انت ناوي تعمل ايه ؟ نضال : انتي بس تخلصي معاهم و انا هكون مستني تليفونك نادين : ماشي .. شكرا بروفيسور نضال : تصبحي على خير نادين : و انت من اهله و خرج و قفلت وراه الباب .. و نروح ل جميلة مامت ميار .. قاعدة على سطح بيت جار ليهم اسمه "مدبولي" و سلوكه زي الزفت .. و كانت قاعدة سرحانة و قاطعها صوت "مدبولي" و هو بيشخط فيها و بيقولها مدبولي : استغفر الله العظيم .. انتي ايه اللي جابك هنا جميلة بتنبهله و هو بيقعد قصادها : وصلت ل عباس ؟ مدبولي : الصبر من عندك .. انتي مبتفهميش ! ما قولتلك اول ما يتنيل يظهر أو يكلمني هتنيل و اقولك جميلة : قلقانة على بنتي و بالي مشغول عليها مدبولي بيسحب السيجارة اللي كان حاططها ورا ودنه : و النبي ايه !! لا يا ختي متقلقيش و متشغليش بالك .. دلوقتي تلاقي عباس ده زي اللوح زمانه قاعد سهران و مبسوط ولا على باله و سايبلي انا الهم و النكد جميلة ب عصبية : انا قلقانة على بنتي .. ايه اللي دخلني فيك انت و الزفت التاني مدبولي : اومال ليه ق*فاني ب سحنتك ليل و نهار .. قومي غوري من وشي ياللا جميلة : ربنا يبتليك ب مصيبة و يحرق قلبك انت و هو و ما تلاقوا اللي يحس بيكوا مدبولي هيض*بها ب الكوباية في وشها : يبتليكي انتي ب مصيبة و يريحنا من خلقتك اللي زي خلقة البومة دي عشان يدخل "سيد" صاحب مدبولي اللي عايش معاه و يقولهم سيد : ما خلاصنا انت و هي .. و انتي كمان قومي روحي بيتك .. قولنالك لما نوصولوا هنييجي نقولك متعمليهاش مشوارتك بقى و تفضلي رايحة جاية علينا طول اليوم احنا مش ناقصينك و فينا اللي مكفينا .. قومي ياللا جميلة و هي بتقوم : ربنا يولع فيكوا ب جاز و نخلص من اشكالكوا يا عرة الرجالة مدبولي : اللهي يدفنوكي في تربتك حية وسط الكلاب و الأوساخ امثالك و اجي انا اولع فيها و فيكي سيد : خلاص يا مدبولي اهدى انت هتعمل عقلك ب عقلها مدبولي : انت اصلك متعرفش الصنف المعفن ده .. ولية معيوبة و عايزة تعمل ل نفسها شكل و قيمة علينا احنا سيد : معاها حق .. و لو عايز رأيي انت لازم تروح ل فتحي و تحكيله .. فتحي اخوه و اكيد عارف طريقه .. انت مالكش دعوة بطل تحط نفسك في وش المدفع نضال في مكتب مسؤول كبير في البلد .. بيسلم عليه و بيرحب بيه ب فرحة نضال : ازي صحتك يا فندم ؟ يارب تكون ب خير المسؤول : ب خير الحمد لله .. اهلا و سهلا بيك .. اتفضل ارتاح .. ايه بقى الموضوع المهم ده اللي ميتحكاش على التليفون نضال : الحقيقة انا قاصدك في طلب كده و بتمنى أني أخد بعض التسهيلات عشان اقدر اخدم المصلحة العامة في مكتب كريم .. ظابط زميله بيديله كيس بلاستيك مقفول و غالبا فيه أداة الجريمة .. و بص له و قال ل زميله كده الجريمة بقت واضحة بس برضه ل**نا في أول الطريق .. القصة ملغبطة و مكعبلة و لازم نرجع نمسك طرف الخيط من أوله .. عشان يلاقي نادين و ريم داخلين عليه المكتب و كانت نادين شبه بتجري و داخلة مخضوضة و عينيها جات على الكيس اللي كريم ماسكه في ايديه و رجعت بصت ل كريم و بدأت تعيط .. نروح ل نضال المسؤول : انت عارف الموقف اللي هتحط فيه بس انا واثق و متأكد انك هتعرف تتعامل مع الموضوع نضال : و انا نيتي كلها هي المساعدة و بس المسؤول : بس ده مسرح جريمة و فيه شخص تاني مسؤول عن القضية دي نضال : لسه مفيش شيء مؤكد .. و بعدين انا بجرب اني أسابق الوقت قبل ما يكون مسرح جريمة بجد المسؤول : يعني انت م**م أن التقصير من عندنا احنا نضال : لا لا لا خالص العفو .. مش ده قصدي طبعا .. بس بفكر اننا نعمل توازي في الشغل.. ب معنى ان الرائد كريم بيقوم ب شغله الروتيني و انا ب التوازي هحاول اعمل اللي اقدر عليه .. صدقني يا سيادة النائب مفيش اي حاجة شخصية .. انا كل اللي بدور عليه هي شوية تسهيلات تخليني اقدر القط طرف الخيط و بعد كده هطلع من الموضوع كله و كل حاجة هترجع ل طبيعتها و مسارها الأساسي المسؤول : طيب خلاص .. طالما المصلحة هتكون ل صالح لجنة التحقيق انا معنديش مانع و ختم الطلب عشان نضال يبص ب نظرة انتصار و فخر و هو على وشه الابتسامة .. و يخرج من المكتب و يلاقي تليفونه بيرن و يلاقي نادين ب تتصل بيه و يرد نضال : اهلا مدام نادين ريم : بروفيسور .. انا ريم صاحبة نادين بكلمك من تليفونها نضال ب قلق : اه اهلا و سهلا .. مدام نادين حصلها حاجة ؟ ريم : ياريت حضرتك تيجي ب اسرع وقت .. لاقوا أداة الجريمة و اتأكدوا من جريمة قتل عمرو نضال ب صدمة بص للتليفون و مردش و قفل الخط و طلع يجري على بيت نادين في بيت نادين .. الدادة جايبالها كوباية ماية و نضال واقف قدامها و هي قاعدة على المكتب و منهارة و تليفون البيت كان بيرن عشان ريم تروح ترد ريم : الو .. اه اهلا و سهلا .. تسلمي ربنا يخليكي .. لا والله ماكناش عارفين .. لسه مبلغينا من شوية .. امم .. والله لسه مفيش حاجة واضحة .. نادين .. لا نادين مش هنا .. قصدي مش جنبي يعني .. اكيد .. يوصل .. مع السلامة .. عشان تقفل و تركز مع نضال و تقوله .. سوري حضرتك ... نضال و هو بيمد ايديه يسلم عليها : نضال مديح ريم : انا ريم اللي كلمت حضرتك في التليفون نضال : اهلا و سهلا .. ممكن اعرف ايه اللي حصل ؟ ريم : لاقوا محفظة عمرو و هدومه مقطعين و عليهم دمه .. و لاقوا السكينة اللي اتقتل بيها و كمان عليها دمه نضال لسه هيتكلم عشان يلاقي أسرة نادين داخلين من الباب و مامتها عمالة تعيط و بتندب و رايحين ناحية نادين اللي كانت و مازالت بتعيط ثريا "مامت نادين" : ايه اللي حصل .. ايه المصيبة اللي وقعت على راسنا دي عزام "باباها" : الباقية في حياتك يا بنتي .. بس هقولك ايه ثريا ب انفعال : عشان لما كنت اقول اني مش متطمنة و أن قلبي مش مرتاح مكانش فيه حد بيسمعني عزام : مش وقت الكلام ده يا ثريا ثريا : انت بالذات مسمعش صوتك ولا تقول نص كلمة .. اصلا انت لو اب بجد و بتخاف على بنتك مكانش زمانها وصلت للي هي فيه دلوقتي .. اتفضل ادي بنتك بقت أرملة و هي لسه صغيرة و في عز شبابها ممدوح "اخو نادين" : خلاص يا ماما اهدي اللي حصل حصل ثريا بتزقه و هي بتعيط : ابعد عني انت كمان .. سيبوني في اللي انا فيه سندوها و دخلوها تقعد ترتاح و كل ده و نادين قاعدة منطقتش ب حرف و بتعيط بس .. نضال بص لها و ركز معاها و فجأة شاف كريم واقف قدامه كريم : عفوا بروفيسور نضال ب تركيز : اهلا سيادة الرائد كريم : فيه كلمتين كده عايز اتكلم معاك فيهم بخصوص القضية نضال : معايا انا ! كريم : اكيد .. انت محتاج تحددلي مكانك كان فين وقت حدوث الجريمة و محتاج تحددلي كانت علاقتك ايه ب الضحية ! فلاش باك .. في البلد عند جميلة وقت الشروق .. كانت سهرانة في بيتها مع واحدة جارتهم اسمها "زينب" و كانوا بيدردشوا مع بعض في هدوء جميلة : بتهزري !! انتي بتقولي ايه بس ده لسه بدري اوي .. دي مبقالهاش شهر والدة زينب : بالله عليكي بلاش هبل .. هتعوز ايه اكتر من كده .. بينام الواد شبعان و بيصحى الصبح دفيان و بيتعلم و بيتنور و يبقى ابن ذوات .. هتتمناله ايه اكتر من عيشة زي دي جميلة : حرام والله حراام زينب : حرام ! و العيشة اللي احنا عايشينها دي مش حرام .. هي دي عيشة اصلا .. ده احنا عبارة عن شوية ميتين بيتنفسوا جميلة : و عشان دي مش عيشة انا مش فاهمة ازاي الناس بيروحوا يحملوا و يخلفوا في عيال و بعدين يروحوا يرموهم .. طب كانوا بيخلفوهم ليه من الاول زينب ب تضحك : متركزيش يا حبيبتي متركزيش .. يعني شوية مقاطيع عواطلية قاعدين لا شغلة ولا مشغلة .. مستكترة عليهم الحاجة دي كمان جميلة : بقولك ايه اسكتي خلاص انا هقوم اسخن ماية الشاي اللي تلجت دي زينب : ماشي ياختي سخنيها و ماله كانت ميار قاعدة بتبص ل زينب ب ق*ف و مش طيقاها .. و ييجي مشهد ل ميار و هي واقفة خايفة و عمالة تعيط و فيه قدامها شخص مش باين هو مين و بيعمل ايه ب الظبط و انين الصريخ المكتوم تحت ايديها اللي حطاها على بؤها و هي بتعيط طالع لغاية ما وقعت من طولها .. عشان نرجع للواقع و ميار نايمة على سرير في المستشفى و الدكاترة و الممرضين حواليها الدكتور اللي كان معاها في العمليات : حمد لله على سلامتها الدكتور اللي دخلها المستشفى : الله يسلمك .. إنقاذها من الموت ده فضل بيرجع ل ربنا اولا و ليك ثانيا يا دكتور .. الحمد لله حالتها استقرت .. لكن ساعة بتنام و ساعة بتصحى بس لغاية دلوقتي مبتتكلمش .. و الغريبة أن مفيش حد سأل عنها خالص حتى اسمها مش عارفينوا الدكتور : انا شايف ان انت كده عملت اللي عليك و زيادة .. اي حاجة تانية بقى مالناش دعوة بيها فلاش باك .. ميار واقعة من طولها على الأرض و جنبها راجل مش باين منه غير رجليه بس و باين عليه مش فايق او مش في وعيه عشان تفتح عينيها و يظهر قدامها راجل تقريبا مش لابس هدومه و بيقلع الراجل اللي نايم جنبها على الأرض هدومه و بعدين سحبه .. و نروح ل نضال و كريم اللي بيحقق معاه في الجنينة و قدام بسين الڤيلا بتاعت نادين كريم : قولي بقى .. انت كانت ايه هي طبيعة علاقتك ب المجني عليه ؟ نضال : يعني ايه طبيعة علاقتي بيه ؟ كريم : بقصد كنتوا بتشوفوا بعض كل قد ايه مثلا ؟ يعني امتى اخر مرة شوفته فيها ؟ نضال : انا معرفوش ولا عمري شوفته اساسا كريم : نعم ! يعني انت بتحاول تقنعني انك متعرفوش خالص ! نضال : انا مش بحاول اقنعك .. انا بجاوب على سؤالك كريم : و ازاي متعرفوش و عمرك ما شفته إذا كانت مدام نادين بنفسها قالت قدامك و قدامي انك صديق ؟ نضال : قديم .. هي قالتلك صديق قديم .. و انا من خلال معرفتي ب مدام نادين حسيت أنه واجب عليا اني اقف جنبها في ظرف زي ده كريم : يعني صديق ل مدام نادين و ب الوضع ده معناه انك كنت صديق ليها قبل جوازها من عمرو نضال : بالظبط كريم : يعني ده معناه انك مشفتش مدام نادين بقالك سنتين ! يعني قبل ما ترتبط ب عمرو صح كده ؟ نضال ب تردد : تقريب ... اه .. ايوة تقدر تقول حاجة زي كده كريم ب شك : و بعد الفترة الكبيرة دي كلها انت اللي بتعرف حتى قبل ما أهلها يعرفوا أنه اختفى !! نضال و هو بيتحرك من قدامه : يمكن طبيعة شغلي هي اللي رشحتني كا اول شخص ييجي في بالها عشان اساعدها كريم : طبيعة شغلك ! حضرتك عميد كلية .. مش كده برضه ؟ نضال : و عندي تجارب تحقيق في قضايا معقدة و يمكن اكتر تعقيد من القضية اللي بين ايدينا دلوقتي و يمكن حضرتك تعرف ده كريم : تجارب .. تجارب مالهاش علاقة ب طبيعة شغلك نضال : والله مدام نادين عند حضرتك جوا و تقدر تروح تسألها ب نفسك هي ليه اختارتني انا بالذات عشان اساعدها كريم بيقعد على الكرسي : قربنا نوصل .. قولي .. قبل ما ترتبط نادين ب جوزها كانت ايه هي طبيعة العلاقة بينك و بينها ؟ نضال : علاقة صداقة عادية .. هي بحكم شغلها كا كاتبة روائية و وسطها الأدبي اتقابلنا في اكتر من مناسبة .. ف مقدرش اتدعي اننا كنا أصدقاء مقربين كريم : و رغم كل ده .. زارتك في مكان شغلك و زرتها في بيتها و قعدتوا لوحدكوا اكتر من ساعتين تقريبا و كنت اول واحد يكون جنبها و كل ده تحت عنوان صداقة غير مقربة ! نضال : طيب .. و لنفرض يعني كريم : لأ حقك .. بس انت بروفيسور و عارف كويس طبيعة شغلنا ف إذا حضرتك عارف وجع الراس و المشاكل اللي ممكن تجيلك من ورا اللي انت بتعمله نضال : سيادة الرائد انا مبعملش حاجة غلط او مخالفة للقانون .. انا موجود هنا ب صفتي ... كريم بيقاطعه : بصفتك ايه يا بروفيسور نضال ؟ عميد ؟ خبير استشاري ؟ بص انا حوار الصداقة ده هسيبني منه و هغض النظر عنه .. لاني عارف كويس اوي حضرتك موجود هنا عشان ايه بالظبط نضال : و المفروض برضه الاول و قبل اي حاجة حضرتك اللي تهتم ل سبب وجودك انت هنا كريم : انا عارف شغلي و مش محتاج حد يلفتلي نظري له .. و عشان كده انا بقولك سيب القضية و التحقيق ياخدوا مجراهم الطبيعيين نضال : ال حقيقة .. احنا الاتنين اكيد عايزين نعرف الحقيقة و نوصل لها ب اسرع وقت ممكن كريم بيقوم من مكانه : اللي بتعمله ده غلط ف خد بالك و سابه و مشي .. مدبولي دخل على فتحي اخو عباس و هو بيتكلم في التليفون و عمال يحب في واحدة عشان يتعصب عليه و يقوله .. مدبولي : يا اخي انت ايه معندكش ده .. اخوك مختفي و مش باينه له أثر بقاله كام يوم و انت حمار مبتحسش و كمان قاعد تتسهوكلي في التليفونات فتحي بيقفل التليفون : لا اله الا الله .. و هو عباس عيل صغير عشان ابقى قاعد قلقان عليه و اشوفه هنا و هناك .. ده زمانه قاعد مع اي واحدة من اللي بيعلقهم في شقتها و هايص و سايبنا هنا مع شوية المتخلفين دول مدبولي : متخلفين ! والله ما فيه حد متخلف غيرك انت فتحي : طب ليه الغلط دلوقت ! مدبولي : عشان انا اللي شايل الطين يا خويا .. كل ساعة و التانية مقطوع من مقاطيع المنطقة ينطلي و يسألني على عباس و كأني انا ولي أمره ولا كأني خلفته و نسيته فتحي : يا عم انت بقى فلقتلي نفوخي .. خلاص عباس بكرة لو مظهرش انا هنزل البلد اللي هو فيها ب نفسي و اجيبه .. حلو كده ! مدبولي : لا مش حلو .. ايه رأيك يا نن عين النونا تقوم تتنطر من التكية اللي انت قاعدلي فيها دي ليل مع نهار و تروح تدور عليه .. ولا انت مش واخدلي بالك من البلاوي اللي راح يتصرمح و سايبهالنا احنا فوق دماغنا فتحي : شايف ياخويا شايف .. لكن عباس منبه عليا أن طالما الموضوع مش حياة أو موت محاولش أكلمه ولا أوصله مكان ما هو موجود فهمت ؟ فلاش باك .. الموظفة اللي كانت في الفندق وقت ما كريم كلم نادين و خلاها تروحله لما اكتشف أن عمرو واخد سويت في الفندق ده و وقت ما كانت بتبص حواليها نادين شافت موظفة واقفة و جنبها الترولي اللي بيبقى محطوط عليه الملايات بتاعت سراير الغرف و كان المدير واقف قدامها و هي بتعيط و كان ماسك في أيديه ملاية منهم و عمال يزعقلها و في الاخر رماها في وشها و مشي .. نرجع للواقع .. الموظفة دي اسمها "علية" و بتشتغل عاملة نضافة في الفندق و ساكنة لوحدها في شقة صغيرة على قد حالها كده .. و كانت ساعتها بتلم هدومها و كل متعلقاتها من البيت و تحطها في شنطة سفر زي المجنونة و كان وقتها باصص عليها من شباك بيبص على السلم من برة "عم حمدي" صاحب الشقة و اللي مأجراها منه و واقف مستغرب من اللي هي بتعمله .. عشان يروح على باب الشقة و يخبط جامد و هي تتفزع و تفتح الباب تلاقيه قدامها علية : ازيك يا عم حمدي .. اتفضل ادخل حمدي : خير يا علية جيبتيني على ملى وشي ليه ياختي علية : بص يا عم حمدي انا سيبت الشغل حمدي ب خضة : نعم !! يخربيتك .. سيبتيه ليه ولا لاقيتي شغل احسن علية و هي بتجيب حاجتها من كل ركن في الشقة : لا لاقيت ولا هلاقي ريح نفسك حمدي : يووه !! اومال سيبتيه ليه ؟ طردوكي !! اكيد طردوكي .. ما انتي ل**نك أطول منك و تللفي بيه و انا مية مرة قولتلك لميه و مالكيش دعوة ب حاجة ولا ليكي دعوة ب حد .. هببتي ايه عشان يطردوكي علية ب انفعال : و انت مالك هببت ايه ولا مهببتش ايه ما تخليك في حالك .. هما كلمتين و رد غطاهم انا مبقاش ينفع اقعد هنا اكتر من كده و همشي خلاص حمدي : تمشي !! و تسيبيني؟ قصدي و إيجار الشقة ياختي علية : و انت حاسبلي المخروبة دي شقة .. على العموم شوف حسابك كله على بعضه كام و عرفني حمدي : منين يا علية هانم منين و انتي لاقية تاكلي ولا تكونيش لاقيتي مصباح علاء الدين علية : و ايه لازمته الكلام الكتير ده ما تخلصني و قولي عايز كام يا تسيبني اغور حمدي : تغوري على فين انتي مش هتخطي عتبة البيت ده غير لما تدفعي اللي عليكي على داير المليم علية : أيوة و عشان كده بقى انت ممكن تقصر ل**نك انت و تقولي انا عليا كام عشان ادفعهملك حمدي بيجر ناعم : كام مرة قولتلك تعالي نتجوز و اخلصك من الشغل و المرمطة و التنطيط اللي من مكان ل مكان ده و انا هسامحك و مش هاخد منك قرش صاغ كمان لكن انتي بقى اللي راكبة دماغك و مش راضية علية : عم حمدييي عايز فلوسك ولا امشي حمدي : هي بقت كده يعني علية : أيوة بقت كده يعني حمدي : طييب .. فيه عليكي يا ست هانم 800 جنيه ايجار الشقة و فيه 500 جنيه فاتورة غاز و كهربا و ماية و التليفون يعني تقدري تقولي أن اللي عليكي كله 1700 جنيه علية بتفتح محفظتها و بتطلعله الفلوس اللي بيعدهلها : خد 2000 جنيه و خلي الباقي عشانك يا عم حمدي .. اتشرفنا ياخويا و خدت حاجتها و مشيت و سابت حمدي واقف مذهول من اللي علية عملته و من الفلوس دي كلها .. دي مكانتش لاقية تاكل و يادوب اللي داخل على قد اللي طالع .. ايه كل ده و ايه التغيير اللي حصلها فجأة ده ! في القرية الريفية اللي جميلة عايشة فيها .. كان مدبولي و فتحي و سيد واقفين على الطريق و باين عليهم مستنيين ناس مهميين و بعدها ب لحظات توصل عربية ملاكي و وراها عربيتين من عربيات شركات الشحن و عليهم لوجو ب اسم مؤسسة خيرية .. مدبولي وقتها فرح و الضحكة بقت من الودن للودن و بيقول ل سيد و فتحي العربيات ماشية على مهلها خلاص باين عليهم شايلين و محملين يا ف*ج الله .. و العربيات دخلت و وقفت قصاد البيوت و كان كل واحد واقف قدام بيته ب أسرته .. و نزلوا من العربية الملاكي شاب و بنت و ال 2 السو**ين من عربيات الشحن أسامة "تقريبا مسؤول في المؤسسة دي" : السلام عليكم مدبولي : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. اتأخرتوا ليه دي الناس مستنية تشريفتكم دي اديلها اسبوع اسامة : كان فيه شوية أوراق كده بيتمضوا و خدوا شوية وقت .. فين عباس ؟ مدبولي : عباس مش هنا راح سفرية شغل كده و هيرجع قريب فتحي : متشغلش بالك ب حاجة يا بيه .. انا فتحي اخوه و مكانه بالظبط و الأمور كلها متظبطة و زي الفل متقلقش أسامة : طيب خلوا الشباب اللي عندكوا ينزلوا الصناديق مع السو**ين عشان بعد كده هنعمل جولة و نلف على الناس في بيوتها و هخلي الدكتورة رانيا تعمل احصائيات و تشوف العائلات اللي عندها حالات خاصة سيد : تقرير السنة اللي فاتت لسه موجود عندي لو تحبوا اجيبهولكوا رانيا : لا لا شكرا انا هشوفهم و هسألهم ب نفسي مدبولي : اللي تؤمري بيه يا دكتورة .. يا اهلا يا اهلا نورتوا .. اتفضلوا في بيت نضال .. بيفتح باب الشقة عشان يلاقي نبيل و سامي و منار دكاترة معاه في الكلية و يعتبروا أصدقائه قاعدين قدامه .. نضال ب فرحة : ايه المفاجئة الحلوة دي بس سامي : ايه رأيك بس نضال : رأيي ايه بقى ده انتوا تخطيتوا كل توقعاتي منار : احنا عارفين انها زيارة مفاجئة كده و على غفلة لكن بصراحة مكنش ينفع نستنى على مناسبة زي دي نضال : انتوا تنوروا اي وقت البيت بيتكوا .. بس عفوا يعني هي ايه المناسبة اللي حضرتك بتتكلمي عنها ؟ في نفس اللحظة كانت ام مجدي بتفتح باب الشقة و دخل منها مجموعة من طلاب الجامعة اللي نضال بيدرسلهم و ماسكين بالونات و ورد و زينة و بيقولوله .. Happy birthday بروفيسور .. نضال قابل المفاجئة دي ب ضحكة و فرحة جميلة ل درجة أنه مبقاش عارف يتكلم يقول ايه غير انه يضحك ضحكته الجميلة دي و بس ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD