نضال في بيته و قاعد على مكتبه و قدامه كتاب اسمه "ملاكي الحارس" للكاتبة الروائية نادين عزام و كان غلافه عليه طفل صغير له جناحات و طاير في السما .. كان متردد يفتح الكتاب و يقراه خوف منه أنه يتأثر ب الرواية و ب صحبتها و يرجع عن قراره .. تردده مبدأش قدام الكتاب بس لأ ده بدأ من اول ما شاف مكتبة الكتب اللي وقف قدامها ب عربيته و هو ماشي في الطريق كان برضه متردد أنه يدخل و مبقاش فاهم هو ليه فجأة كده و بعد مقابلته ليها بالذات قرر أنه يقرالها حاجة من كتاباتها .. لكن تردده في المرتين انتهى ب أنه عمل الحاجة اللي كان خايف منها .. فتح الكتاب عشان يقرا المقدمة "إلى ملاكي الحارس .. يوجد ملاك على ميمني و ملاك اخر على ايسري .. و لكنك أنت وحدك ملاكي التي ينظر إلي من السماء و يحرسني دائما" .. بدأ نضال يفتكر كل كلمة قالتها له و يفتكر كل تعبير كان مرسوم على ملامحها و هي بتتكلم .. قاطعت تفكيره للحظة "ام مجدي" و هي بتحطله فنجان القهوة قدامه و رجع كمل سراحان و تواهان في كل اللي قالتهوله ..
نادين ب نفس وضع نضال .. قاعدة في بيتها و على مكتبها و قدامها اللاب توب بتاعها اللي فاتحاه و ماسكه في ايديها قلم و بتحاول تكتب حاجة لكن برضه كان باين عليها انها مشغولة و بتفكر في حاجة ملغبطاها و معرفتش تكمل اللي بتكتبه ف سابت القلم و حطت ايديها على خدها ب شكل طفولي و سرحت شوية .. و كالعادة قاطع سراحانها ده جرس باب البيت و هو بيرن عشان تتخض و تحس ب خوف جواها شوية خصوصا انها عارفة ان ريم صحبتها هتبات في بيتها النهارده ف مين اللي هيكون جايلها دلوقتي و في وقت شبه متأخر على أن حد يزورها فيه .. لكن وجود الأمن و الحراسة بره البيت طمنها نوعا ما و خلاها تقوم تبص من العين السحرية الأول عشان تتفاجئ و تتنح لمدة ثواني .. و بعدين تقفل الروب اللي لابساه ب ايديها و تفتح الباب عشان تلاقي اللي واقف قصادها هو البروفيسور "نضال مديح" .. شافته و بصتله ب نظرة مش مفهومة لكن كان مخالطها ابتسامة رقيقة و هو كان بيبادلها نفس النظرة و الابتسامة دول ..
نضال : مساء الخير
نادين : اكيد ماكنتش بتراقبني
نضال ب ضحكة هادية : بيت كاتبة مشهورة زي حضرتك مش محتاج مني مجهود عشان أوصل له
نادين ب خجل و ب براءة : اتفضل
نضال : شكرا
دخل نضال و نادين قفلت الباب و وقفوا هما الاتنين قدام الباب للحظات و نادين مش باصه له و باصه في الأرض و ساكتة .. قاطع السكوت ده نضال و هو بيقولها
نضال ب مداعبة : شكلك كده لسه واخده مني موقف من ساعت ما اتقابلنا الصبح
نادين ب ارتباك : لأ .. انا بس مستغربة شوية
نضال : طيب .. خلينا ندخل في الموضوع على طول و ياريت تحكيلي القصة كلها من الاول
نادين : طيب اتفضل
دخلوا و قعدوا و نادين عملتله حاجة يشربها عشان طبعا الدادة بتاعت البيت كانت روحت ساعتها .. و بدأت نادين تتكلم و تحكيله
نادين : حسب اللي ظهر في كاميرات المراقبة أن عمرو مخرجش من الفندق ولا من اوضته اصلا من اول ما وصل و مفتحش الباب غير مرة واحدة بس و كانت للعامل اللي جايبله القهوة بتاعته و من ساعتها الباب اتقفل و متفتحش تاني لا عمرو خرج ولا حد دخله .. فيه تفاصيل كتير ملغبطة و مالهاش تفسير .. و ده اللي خلاني قررت اني مضيعش وقت و اتصرف انا و احاول اساعد نفسي و اساعد عمرو طالما محدش عارف يساعدنا و عشان كده دورت على اسم حضرتك .. و الحقيقة متعبتش كتير يعني عشان اوصل له انا لاحظت انك تقريبا مشارك في حل نص القضايا و الجرايم اللي بتحصل في البلد ده لو مكانتش كلها يعني
نضال بعد كل الكلام ده طلع مش مركز معاها اساسا و كان باصص على نقطة معينة في الحيطة كان متعلق عليها لوحة مرسومة .. قام راح ناحيتها و قربلها جدا و بقى يبص فيها ب تركيز و يقلع نضارته و يبصلها ب تمعن و يرجع يلبس نضارته تاني و يركز اكتر .. كانت نادين مستغربة من تركيزه للوحة اوي كده ف قامت وقفت وراه و هي بتسأله
نادين : ايه رأيك ؟
نضال بيبصلها و بيتجاهل سؤالها و بيرد على كلامها اللي قالته الاول : احنا لسه في أول الطريق
نادين : انا قولتلك كل اللي اعرفه
نضال : قصدك قولتيلي كل الحاجات اللي خطرت في بالك .. بس انا لغاية دلوقتي لسه معرفتش حاجة
نادين : عن ايه ؟
نضال : قصدك عن مين مش عن ايه .. عن جوزك عمرو قصدي .. انتي قولتيلي قبل كده أن استاذ عمرو بيكون تاجر لوحات صح ؟
نادين اتحركت من قدامه و راحت تقعد على الكرسي : أيوة مظبوط هو تاجر لوحات و تحف
نضال : امم ازاي يعني ممكن تشرحيلي
نادين و هي بتقعد : يعني تقدر تقول كده انه بيكون الوسيط بين الفنان و الزبون أو بين البايع و الشاري
نضال : امم يعني كل تجارة و ليها ناسها
نادين : حاجة زي كده
نضال اتحرك هو كمان من مكانه اللي كان جنب اللوحة و راح يقعد على الكنبة اللي في وش الكرسي اللي نادين قاعدة عليه و هو بيقول : طيب .. طيب ممكن نرجع ل ورا شوية .. يعني متجوزين بقالكم قد ايه ؟ و امتى اتعرفتوا على بعض و ازاي ؟
نادين : يعني حضرتك تقدر تقول إن جوازنا كان تقليدي جدا .. يعني مكانش فيه التفاصيل اللي بتكون موجودة في علاقة بين واحد و واحدة متجوزين عن حب .. شوفته من سنتين في سهرة مع صحاب مشتركين ما بينا و بعدين اتكلم معايا و حصل التعارف
نضال : اه صحاب مشتركين .. طيب معلش ممكن تقوليلي مين هو الصاحب مشترك اللي كان موجود ساعتها و كان سبب في انكوا تتعرفوا على بعض ؟
نادين : لا هو مش صديق مشترك .. هو كنا ساعتها معزومين على خطوبة جراح قلب معروف شوية و كان بيشتري من عمرو لوحات و تحف
نضال : و بدأ يتواصل معاكي بعد قد ايه من المقابلة ؟
نادين : مش فاكرة المدة بالظبط لكن تقريبا بعد أقل من شهر مثلا
نضال : هو اللي عبرلك عن مشاعره .. اعترفلك ب إعجابه او حبه ليكي يعني ؟
نادين : ولا اي حاجة من الكلام ده حصلت لأنه عرض عليا الجواز على طول و بطريقة مباشرة
نضال : و وافقتي على طول ؟
نادين : لأ بس برضه مرفضتش .. لكن قولتله سيبلي شوية وقت افكر و ارد عليك
نضال : و ايه اللي وصلتيله بعد التفكير
نادين : أن عمرو شاب كويس و مرتاح ماديا و عنده مركز في المجتمع ف حسيت أنه حد مناسب و مفيش اي سبب للرفض ف وافقت
نضال : يعني عريس مناسب
نادين بتعدله المعلومة : زوج مناسب
نضال : طيب .. و ياترى الشيء ده كان كافي بالنسبالك ؟
نادين : يعني في الاخر انا مش بنت مراهقة و تقدر تقول اني ست واعية و ناضجة و فكرت و عايشة في أرض الواقع من الخيال العلمي و أن عمرو حد مفيهاش غلطة بالنسبة لجواز و حياة .. ف تقريبا ده كان كفاية بالنسبالي اني اختاره و اكمل معاه حياتي
نضال قام من مكانه و استأذنها أنه يروح ناحية لوحة تانية كانت متعلقة في نفس المكان اللي قاعدين فيه و هي سمحتله ب ده
نضال : تمام تقدري تكملي .. تفاصيل الخطوبة و الفرح و الجواز كانت ماشية ازاي ؟
نادين : خدت شوية وقت .. يعني على ما اتعرفنا على بعض كويس و بعدين اتجوزنا و سافرنا قضينا شهر العسل في فرنسا
نضال : من غير ما تعملوا فرح ؟
نادين : امم .. عمرو ماكنش عنده حد .. مامته و باباه متوفيين و أخته عايشه مع حالها يعني مش على علاقة بيه زي اي اخ و اخت
نضال : و أخته دي عايشة فين ؟
نادين : في بيت أهله القديم .. تقدر تقول أن علاقتهم ببعض مقطوعة
نضال : ليه ؟
نادين : لأ مش عارفة .. هو ماكنش بيحب يتكلم في الموضوع و انا ماكنتش بسأله
نضال : طيب مجربتيش مثلا انك تكلميها و تتواصلي معاها و تسأليها عنه .. يمكن يكون عندها أو تكون عارفه مكانه
نادين : الرائد كريم راح زارها و قالي أنها ست عايشة لوحدها في البيت و قاعيدة على كرسي متحرك مبتمشيش و بقالها سنين مشافتش عمرو
نضال : طيب و غير أخته .. مالوش قرايب ؟
نادين : اللي انا اعرفه ان أغلبية قرايبه عايشين بره البلد
نضال بعد ما راح وقف قدام مكتبة الكتب و بقى يدور فيها : اغلبيتهم .. تمام و الباقي ؟
نادين : معرفش .. عمرو ماكنش بيحب يجيب سيرة حد من عيلته كتير
نضال : طيب و صحابه ؟
نادين : يعني نقدر نقول إن علاقاته كانت كلها ضمن الشغل و بس
نضال : لا لو تاخدي بالك انا مبسألكيش عن معارفه .. انا بسألك عن صحابه أصدقائه المقربين
نادين : عمرو كانت علاقاته كلها ضمن الشغل يعني تعتبر علاقات سطحية
نضال : يعني مفيش حياة شخصية و خاصة بيه ؟
نادين : لا كان فيه اكيد .. بس انا الوحيدة اللي كنت فيها
في بيت عيلة عمرو القديم .. أخته "مها" كانت قاعدة على الكرسي المتحرك بتاعها و بتتحرك بيه في البيت و هي سرحانة .. لغاية ما لاقت نفسها في الريسيبشن و قدامها الصالون و ابتسمت و رجعت لحظة فلاش باك بينها و بين عمرو اخوها في نفس المكان
عمرو : مها
مها مخضوضة و كانت بتبص ل عربية البيبي اللي كانت مع عمرو : عمرو ! ايه اللي جابك ؟
عمرو : بعدين يا مها معنديش وقت احكيلك .. بس عايز اسيب الولد ده عندك لغاية بكرة بس
مها : و بعدين !
عمرو : ايه و بعدين .. عايز اسيب الولد عندك لغاية بكرة و بس كده .. قال عمرو الكلمتين دول و كان هيقوم على طول
مها بتشده من أيديه و بتقعده مكانه و بتتكلم ب انفعال : قولي الولد ده ابن مين ؟
و رجعت تاني للواقع و هي على وشها نفس الابتسامة ..
نرجع ل نضال اللي كان طالع هو و نادين في اسانسير الڤيلا عشان يطلعوا اوضة النوم الخاصة بيها هي و جوزها .. و اول ما دخلوا نادين قالتله
نادين : من بعد اللي حصل و انا مبقدرش انام هنا ولا حتى بقدر ادخلها
نضال : اكيد طبعا انا مقدر ده
نادين و هي باصه على السرير ب حزن : اخر يوم قضاه عمرو هنا قبل ما يختفي ب يوم واحد .. قلقت من نومي و ماكنتش عارفه انام .. بصيتله و شوفته غرقان في النوم ب منتهى الراحه .. فضلت اتف*ج عليه كده لغاية ما النهار طلع
نضال و هو بيقعد على الكرسي اللي قدام التسريحة و بيبص على كل الحاجات اللي محطوطة عليه سألها : ليه
نادين ب صوت مخالطه دموع مكتومة : معرفش .. يمكن قلبي كان حاسس أو ...
نضال بيكمل جملتها : أو عشان مبتعرفيش تبصيله كده لما بيكون صاحي .. قضيته شهر العسل ازاي ؟
نادين متفاجئة من اسلوبه : لا معلش لحظة بروفيسور .. حضرتك بتتوهني ب اسئلتك و انا ..
نضال بيلفلها و بيتكلم و هو مبتسم : على فكرة يا مدام نادين .. حضرتك اللي مستعجلة مش انا
نادين ب نظرة معناها انها مش قادرة تفهم نضال : كنا مقررين اننا كل سنة نحتفل ب عيد جوازنا في بلد مختلفة
نضال : و اول عيد جواز احتفلتوا بيه فين ؟
نادين : كنا في ايطاليا .. و السنة دي كنا متفقين غانا هنقضيه في اسبانيا
نضال و هو بيبص في كل ركن في الاوضة : كنتي مرتاحة معاه ؟
نادين : ليه بتفهم كلامي على أنه بيدل على موجود مشاكل بيني و بينه ؟ هو اي نعم كل واحد فينا كان ملهي في شغله يعني هو على طول كان بيسافر و انا على طول مشغولة ب الكتابة .. بس في النهاية عمرو يبقى جوزي و انا بحبه و بحترمه
نضال بيقف قدامها : لحظة بس لحظة .. انتي فهمتي سؤالي غلط .. انا مسألتكيش اذا انتي بتحبيه ولا لأ .. سؤالي هو اذا انتي كنتي مرتاحة معاه ولا لأ
نادين : أيوة اكيد .. اكيد طبعا .. عمرو كان بيحترمني دايما .. سواء قدام الناس أو بيني و بينه .. كان بيتعامل معايا على اني مرايته اللي بيشوف نفسه فيها و كأن بيفتخر بيا طول الوقت و كان بيديني كامل الحرية في اي قرار باخده حتى لو مش هرجعله فيه
نضال راح على دولاب الاوضة و بيفتحه : لأنه كان غائب طول الوقت .. قصدي يعني أنه كان بيحملك انتي مسؤولية البيت لأنه كان دايما بيسافر بسبب شغله
نادين : احتمال
نضال : طيب و كتبه و شغله دول فين بالظبط ؟
نادين : هو كان عنده مكتب لكن سلمه بحكم أن أغلبية الناس اللي بيشتغل معاهم بره البلد ف كان شايف أنه مالوش لزوم
نضال : طيب و اللي كان بيحب يشوفه أو يتفق معاه على شغل اكيد كان بيحتاج انه يلاقي ل عمرو مكان ثابت ؟
نادين : عمرو مالوش مكان ولا عنوان .. عنوانه هو تليفونه
نضال بيبصلها : كان خايف من ايه ؟
نادين : خايف !! ماكنش خايف من اي حاجة .. بس هو لما شغله بقى في المزادات و الصالات و الناس بييجوا له من بره ف اغلب شغله كان على التليفون يا اما بيسافر يا الناس بتيجي لحد عنده هنا و كان بيقا**هم في الفندق
نضال : بقاله قد ايه بيتاجر في اللوحات و التحف ؟
نادين : من وقت ما عرفته
نضال : و قبل كده ؟
نادين : قبل كده مش فاكره .. لأ صح افتكرت .. قالي مرة أنه كان بيشتغل مرشد سياحي بعد ما اتخرج من جامعته
نضال : دولابه فين ؟
نادين : دي .. اخر ضلفه
نضال بيفتح الدولاب بتاعه : قولتيلي انك اتعرضتي ل خطر .. ممكن اعرف اتعرضتي ل خطر ازاي و من انهي نوع ؟
نادين : ايوة امبارح كنت قاعدين و فجأة سمعنا صوت غريب جاي من تحت
نضال بيبصلها : امم .. سمعتوا !
نادين : أيوة .. انا و ريم صحبتي كنا قاعدين مع بعض وقت ما حصل كده .. كنا قاعدين و سمعنا الصوت الغريب ده .. و نزلنا ل بدروم الڤيلا لاقيت القفل م**ور و رحت للشباك عشان اشوف لو كان فيه حد أو حاجة و فجأة لاقيت حد بينط من على السور .. حاولت اجري عشان ألحقه بس ملحقتوش
نضال : مقدرتيش تتعرفي عليه ؟
نادين : لأ للاسف .. و كلمت الرائد كريم و قولتله و طبعا جم و فتشوا المكان لكن مستفدتش حاجة
نضال : ثواني .. اللي انا فهمته أن المخزن له بابين .. باب بيطلع على الشارع .. و الباب التاني بيطلع على فين ؟
نادين : على اوضة الشغالة
لف نضال قفل الدولاب و نزل هو و نادين المخزن
نضال : الحاجات دي حاجات جوزك ؟
نادين : أيوة أحيانا كان بيشيل تحف و لوحات هنا قبل ما يسلمهم للزبون اللي هياخدهم
نضال : ممكن اشوف ؟
نادين : اتفضل
نضال و هو بيرفع مالية بيضا عن مجموعة لوح محطوطة وسط الحاجة : انتي قولتيلي أن عندك عاملة بتساعدك في البيت .. هي فين انا مشوفتهاش ؟
نادين : روحت .. هي بتيجي كل يوم الصبح تعمل شغلها و تروح اخر اليوم .. عمرو ماكنش بيحب أنه حد غريب يبات معانا في البيت
نضال : طيب بعد اذنك انا ضروري أشوفها و كمان اشوف صحبتك ريم
نادين : تحب اكلمها دلوقتي اخليها تيجي
نضال : لا اكيد مش هينفع الوقت أتأخر .. بس انا هاخد رقمها منك و هتواصل معاها بكرة
نادين : احم .. تمام فهمت أن أنا لازم ماكنش موجودة
نضال بيرفع ملاية تانية عشان يشوف تحتها سرير طفل مولود : سرير مين ده ؟
نادين ب **رة : سرير ابني .. مات و انا حامل فيه في الشهر التامن
نضال : "الملاك الحارس"
فلاش باك بين نادين و عمرو .. عمرو في حمام الاوضة بيرش برفيوم و خارج و نادين نايمة على السرير
عمرو : انا خارج عشان عندي ميعاد شغل
نادين بتحاول تقوم من تقعد و شكلها تعبان : مينفعش تأجل ميعاد الشغل ده ل بكرة ؟
عمرو طلع من الحمام و راح على السرير عشان ياخد الچاكيت بتاعه اللي كان محطوط على طرفه و بيقولها : لا طبعا مينفعش .. الناس طيارتهم النهارده بلليل
نادين بتعدل نفسها ب العافية و بتنهج كأنها كانت بتجري مش نايمة : مش قادرة انا حاسة نفسي تعبانة اوي و مش عايزة اقعد لوحدي
عمرو بيلبس الچاكيت و بهدوء : مش لوحدك ولا حاجة الشغالة معاكي
نادين : انا عايزاك انت اللي تبقى معايا .. لو سمحت يا عمرو
عمرو بيروح ناحيتها و بيقعد قدامها على السرير : مش هينفع والله مش هقدر اعمل كده لازم اقابل الناس بقولك هيسافروا بلليل
نادين : طيب اطلبلي الدكتور و بعدين روح مكان ما انت عايز
عمرو : دكتور ايه و كلام فاضي ايه .. ما احنا كنا عنده امبارح و قال انك كويسه و مفيكيش حاجة
نادين : مش عارفة بس النهارده صاحية و حاسة ب وجع جامد اوي
عمرو : عادي ممكن عشان ده اول حمل ليكي
نادين بتعيط من التعب اللي حاسة بيه : عمرو ارجوك اطلبلي الدكتور .. حاسة أني بولد
عمرو : كفاية دلع الله يخليكي .. لو كان عندك رواية بتكتبيها كان زمانك قائمة من مكانك زي القردة
و سألها و مشي و هي مذهولة من جحوده و عدم إحساسه بيها و ب تعبها اللي كان واضح جدا .. عشان للواقع و عينيها مليانة دموع و بتقول ل نضال اللي واقف قدامها
نادين : معلش بس انا مبحبش اتكلم في الموضوع ده
نضال : مدام نادين .. احنا مش في برنامج تليفزيوني و انا بعمل معاكي مقابلة
نادين : أيوة عندك حق .. بس بما انه حضرتك بتقرا الرواية لكن شكلك لسه مخلصتهاش .. بمجرد ما تخلصها هتلاقي الإجابة على سؤالك
و فجأة جرس الباب رن عشان نادين تطلع تجري عشان تشوف مين في حين أن نضال واقف حاسس ان فيه حاجة غلط حصلت و بتحصل ..