في القرية مع سكانها و دكتورة رانيا
رانيا : يعني فهميني اكتر معلش .. انتي المشكلة دي معاكي من زمان ولا لسه جديدة ؟
ثناء "واحدة من السكان" : والله ما عارفة بس شكلها كده من زمان
رانيا : طيب انا هسجل اسمك و السبت الجاي هيوصل دكتور مختص في المجال ده و هو اللي هيحاول يساعدك في اللي عندك ده على قد ما يقدر
خرج من الاوضة اللي كانوا واقفين قصادها "سعد" جوز ثناء و هو بيقول ..
سعد : هي من ساعت ما ولدت اخر مرة و هي عضمها بايظ احنا عايزينكوا توصلوا للناس اللي تبعكوا دول يبعتولنا لحفة أو بطاطين أو حتى هدوم تقيلة احنا هنا بنتجمد من الساقعة في الشتا كبار و صغيرين
أسامة : اكيد طبعا
فتحي : مظبوط الكلام عندك حق يا سعد .. و احنا كمان زيدنا عن المرة اللي فاتت .. في بتاع 12 عيلة جداد جم يعيشوا هنا
رانيا : هما فين .. قابلنا بيهم و يتكلموا معانا ب نفسهم
فتحي ارتبك و رانيا لاحظت ده ف سألت راجل كبير واقف معاهم و قالتله
رانيا : قولي يا حاج فيه كام أسرة هنا في المكان ده ؟
أتدخل مدبولي في الكلام و رد هو : يعني بصراحة هما مش 12 بالظبط يعني ممكن يكونوا 7 ولا حاجة .. زي ما حضرتك شايفة كده احنا كتير اوي هنا و برضه بنتوه في عددنا و كمان في عيال صغيرة ف تلاقينا بنتلغبط
أسامة وجه كلامه للحاج ده : انا اول مرة اشوفك هنا انت لسه جاي جديد صح ؟
الحاج بيبص ل مدبولي اللي بيشاورله يقول اه : أيوة
فتحي بيتدخل : أيوة يا استاذ جداد دول لسه جايين من بلد بعيدة عننا شوية
أسامة ورانيا مش مرتاحين ل فتحي و سيد و مدبولي لكن شكلهم مسيطرين على الناس .. كملوا لف على البيوت
رانيا في اوضة عيلة تانية ..
رانيا : البنتين دول تؤام
الست : لأ
رانيا : لأ ازي يعني .. دول باين عليهم نفس السن
سيد بيرد بدالها : دي بنت واحدة من الجيران بتيجي تلعب مع البت دي عشان هما من سن بعض يعني و كده و دلوقتي امها تيجي تاخدها
رانيا : ماشي
مدبولي : معلش يعني يا دكتورة بعد اذنك ما بدل ما تخليهم 3 صناديق اكل خليهم 4 صناديق اصل العيال دول زي البلاليع بيشفطوا الحاجة
أسامة : المرة الجايه بقى
و فضلوا من بيت ل بيت و من أسرة ل أسرة و بقوا يصوروا الاهالي و الاطفال .. لغاية ما خلصوا و كانوا ماشيين و مدبولي و سيد و فتحي بيوصلوهم لكن جميلة كانت بره القرية ساعتها و رجعت و شافتهم و هما هيركبوا عربياتهم طلعت تجري عليهم لكن سيد لمحها و حط ايديه على بؤها و اخدها بعيد عنهم .. و زقها في الأرض و بدأ يشتمها عشان ييجي مدبولي يكمل عليها و يض*بها
جميلة مش هاممها الض*ب ولا الشتيمة : انا عايزة اعرف مكان بنتي دلوقتي حالا
مدبولي و هو بيشدها من شعرها : ما قولنالك منعرفش و استني لغاية ما الزفت فتحي يرجع و هو يقولك
جميلة : مش هستنى حد انا قلبي واجعني على بنتي و مش هقدر استنى الباشا لغاية ما يرجع
مدبولي : وطي صوتك و انكتمي بدل ما ابلعك ل**نك و اعيشك عمرك كله خرسا
جميلة : عايزني اوطي صوتي ليه .. خايف من ايه ها خايف من ايه
مدبولي بيديها ب القلم على وشها : قولتلك انكتمي بقى انكتمي انا لو خايف ف خايف اركب في كلبة زيك مصيبة خايف يحسبوكي عليا واحدة و يتلف حوالين رقبتي حبل المشنقة بسببك داهية تاخدك انتي و فتحي و بنتك يلعن ابو اليوم اللي جمعني ب اشكالكوا الزبالة اتفو عليكي
فتحي بيحاول يسكته و يدافع عنها راح مدبولي زقه هو كمان و شتمه و سابهم هو و سيد و مشيوا .. كانت جميلة واقعة في الأرض و بتعيط ب حرقة و كل الناس واقفين بيتف*جوا عليها و محدش حاول يدافع عنها ب الكلمة حتى و هي عمالة تبص ل وشوشهم ب عتاب و أنهم ازاي يقبلوا أن واحدة ست يتعمل فيها كل ده و محدش يحوش عنها ..
في المستشفى البنت فتحت عينيها و كانت راسها ملفوفة ب الشاش و القطن مكان الجرح .. بصت حواليها ملاقيتش حد معاها في الاوضة قامت شالت الكانيولا من ايديها و لابست جزمتها و خرجت من باب الاوضة و هي بتبص يمين و شمال و فضلت تتسحب عشان محدش يشوفها لكن كان فيه ممرضة في الاوضة اللي جنب اوضتها و شافتها و هي ماشية كده طلعت و قالتلها انتي رايحة فين و راحت شداها من ايديها ب العافية و رجعتها اوضتها تاني .. فلاش باك البنت بتفتكر مشهد ليها و هي ماشية مع راجل في ممر كده بين مجموعة غرف و كأنهم في فندق .. الراجل كان بيشدها من ايديها ب الغصب و ماشي بيها بسرعة و كان فيه في أيديه التانية سرير بيبي متنقل و كان فيها طفل صغير باين عليه لسه مولود .. فضلوا ماشيين كده لغاية ما وصلوا قصاد اوضة في اخر الممر ده و وقفوا قدامها و خبط على الباب عشان يفتح لهم الباب ده عمرو جوز نادين و اول ما يفتح الراجل ده يزق البنت ل جوا و يدخل على طول و عمرو يأمن أن مفيش حد شافهم و يقفل الباب بسرعة و يدخل وراهم
في بيت نضال بيحتفل هو و زمايله و طلابه ب عيد ميلاده و طفوا الشمع و بدأ كل واحد من الموجودين يقدملوا هديته و هو يشكره و كان كل ما بنت تقدمله هدية و تقوله كلمتين حلوين و هو يرد عليها ب طريقة لطيفة كانت البنت اللي معجبة بيه تبقى واقفة هتموت من الغيرة لغاية ما راحت طالعة من وسطهم و اختفت شوية .. و بدأوا صحابه يتكلموا عن شبابه و جماله و سنه اللي مش باين عليه عشان دكتورة منار تقول
منار : ما هو حقه بقى عميد و قاعد على مكتبه و مرتاح لكن احنا بتطلع روحنا مع الطلبة و الامتحانات و كل الكلام ده
نضال : بقعد على مكتبي ده بعد ما بيكون طلع روحي و عيني انا كمان في المحاضرات طول اليوم يا دكتورة
دكتور سامي : والله انا لو بقيت عميد استحالة ارجع ادي محاضرات تاني
نضال : بيتهيألك ده هوس يابني هتلاقي نفسك غصب عنك مش قادر تروح جامعتك و تقعد كده طول اليوم من غير ما تدخل و تشرح محاضراتك ب نفسك
دكتور نبيل : أيوة ازاي بقى .. انت بتقدر تعمل كل ده في نفس الوقت ازاي .. قولي بس انت بتتعاطى ايه عشان اخد منه انا كمان
سامي : ما هي واضحة يا دكتور العميد مريح دماغه و أخدها من قصيرها و متجوزش
نبيل : ااااه صح
نضال : اااه هنبدأ نحسد بقى انا شايف اننا ناخد بعض كده بدل الواقفة اللي هتوجعلنا رجلينا دي و نرجع نقعد في مكانا احسن
اخدهم نضال و راحوا يقعدوا و كانت البنت اللي معجبة بيه دي قاعدة في الڤراندا و هي زعلانة و عينيها مدمعة بسبب عدم انتباه نضال ليها و عدم إحساسه ب وجودها و مشاعرها اتجاهه .. الشباب قعدوا في مكان لوحدهم و نضال و الدكاترة قعدوا بعيد عنهم
منار : والله عيب عليكوا اللي انتوا قولتوه ده مكنش ينفع تتكلموا في حاجة زي دي قدام الطلاب
نضال : عندها حق الطلاب في السن ده بيكونوا حساسين زيادة عن اللزوم و خصوصا البنات و ممكن معلومة زي دي تفتح في عقولهم حاجات كتير احنا في غنى عنها
نبيل بيهزر مع منار : يعني انتي بتقولي أنه مينفعش عشان السبب اللي نضال قاله ده ولا عشانك انتي
منار : يا سلام و عشاني انا ليه ما انا متجوزة و جوزي اللي يشوفه يقول اصغر منكم كمان
سامي : عشان مسافر طول الوقت
ضحكوا و هزروا كلهم و بعدين نبيل قاطع الهزار ده ب سؤال موجه ل نضال
نبيل : دلوقتي فككوا من الهزار ده .. انت بجد يا نضال ناوي تفضل لوحدك كده على طول ؟ مش كل البنات و الستات زي بعض
نضال : الله يا جماعة انتوا ايه حكايتكوا .. مركزين في حياتي اكتر من ام مجدي نفسها كده ليه بس .. يا سيدي والله انا بموت في صنف الستات ده جدا يعني المشكلة مش فيهم هما
سامي : يعني ده معناه أن انت رافض مبدأ الجواز نفسه
نضال : يعني تقدر تقول كده اني لسه مقتنعتش ب الفكرة
نبيل : بس الجواز ده سنة الحياة
نضال : ده حقيقي .. بس لاحظ كمان الخلافات و الاختلافات و كل القصص دي ممكن برضه يكونوا سنة الحياة .. حتى في نقطة أو مكان معين ممكن الجريمة تكون سنة حياة
منار : ايه السيرة دي بس و بعدين ايه اللي جاب ده ل ده ؟
نضال : كله واصل ب بعضه يا دكتورة
سامي : يعني دلوقتي تأسيس بيت و أسرة بقيت جريمة
نضال : اصلا الجواز ده شيء و تأسيس البيت و الأسرة ده شيء تاني الاتنين مختلفين عن بعض
نبيل : ازاي ! و هو البني ادم هيكون أسرة ازاي غير ب الجواز
نضال : اكييد .. انا مش مختلف معاك في حاجة زي دي .. العيلة دي حاجة جميلة و علاقاتها ولد او بنت يقولولك يا بابا و مستقبل و عشرة و مودة .. و انت متقدرش طبعا توصل ل كل الحب و الدفا و الجمال ده للاسف غير ب الجواز .. الجواز اللي بيكون من الأساس مبني على تضحية من الطرفين .. الطرفين بيضحوا و بيكون فيه تنازلات كتير و سوء تفاهم زي ما انت عايز .. كل ده عشان ايه .. عشان هدف كبير انت عايز توصل له .. زي العيلة اللي انت عايز تكونها و دي في حد ذاتها جريمة .. جريمة ضد الحرية .. حريتك انت كا بني ادم عايز تعيش حياتك زي ما تحب من غير قيود و شخص عايز يتحكم فيك و في تصرفاتك و حياتك و شغلك و فلوسك
نبيل : مش طبيعي .. ايه التعقيد ده يابني .. انت زي ما تكون واحد عمل معادلة أو نظرية و من كتر ما هو بيفكر فيها و بيحللها بقى مقتنع بيها تماما
سامي : الكلام ده بيخلي الواحد يعيد تفكيره و حساباته
منار ب تريقة : أيوة فكر و عيد حساباتك زي ما انت عايز بس اوعى مراتك تقفشك
ضحكوا و كمل نضال كلامه
نضال : بصي هو انا عارف ان الطريقة أو وجهة النظر دي لما بتتقال كده مرة واحدة بتكون تقيلة شوية على مسمع و على تفكير الواحد .. لكن يا ستي خليني اقولكوا أن دي تعتبر خواطر شخصية و قابلة للتغير يوما ما
سامي : الجواز بقى جريمة !! والله حاجة تخض
نضال : استنى بس استنى .. أيوة الجواز جريمة .. بس لا يعاقب عليها القانون .. نفدت انت ب جلدك يعني عملت جريمة كاملة و قدام العالم كله و محدش يقدر يعاقبك عليها كمان
ضحكوا كلهم .. نروح للڤراندا "سالي" مازالت قاعدة متدايقة و دخل لها "باسل" زميلها و قالها
باسل بيقعد قدامها : ايه يابنتي .. هتفضلي قاعدة لوحدك كده ؟
سالي : عادي زهقت من القاعدة جوا
باسل : قاعدت ايه اللي زهقتي منها ! هو انتي قعدتي معانا اصلا .. مش كده يا سالي باقي صحابنا بدأوا ياخدوا بالهم من تصرفاتك
سالي : تصرفات ايه اللي هياخدوا بالهم منها انت كمان انا مش ناقصاك
باسل : نظارتك ل منال مش حلوة و الكل لاحظ ده
سالي : هي اللي تصرفها بايخ .. فيه واحدة تجيب ل عميد كليتها ماكنة حلاقة .. هي مالها و مال شكله و مظهره دي تعتبر حاجة خاصة مينفعش تهديهاله قدام الناس كده
باسل : و فيها ايه ده عميد في جامعة كبيرة و الراجل بيهتم ب مظهره يعني مفيهاش حاجة لو تجيبله هدية زي دي عادي يعني .. و بعدين انتي اللي مضايقك أنها اديتهاله قدامنا !
سالي بتبصله ب غيظ : بقولك ايه ادخل جوا انا عايزة اقعد لوحدي .. ادخل و فكك مني
باسل : حاضر هدخل
و قبل ما يقوم من مكانه كانت منال دخلت لهم و وقفت قدامهم و هي ساندة على سور الڤراندا و بتتكلم و على وشها ضحكة
منال : ايه هتفضلوا قاعدين هنا كتير ولا ايه .. مش ياللا ولا انتوا عجباكوا القاعدة
سالي : اه هنفضل قاعدين .. لو مش عجبك و زهقتي امشي انتي
منال بتعلي صوتها : انتي بتتكلمي كده ليه
باسل : هي تعبانة بس و عايزة تقعد لوحدها شوية و انا كنت بتطمن عليها
طبعا كانوا الدكاترة لاحظوا الصوت العالي و واقفتهم هما التلاتة قدام بعض و كأنهم بيتخانقوا و زمايلهم بقوا ملمومين في الڤراندا بيتف*جوا عليهم
سالي بتوجه كلامها ل باسل : والله .. هو ده اللي ربنا قدرك عليه
باسل : خلاص بقى وطي صوتك .. فيه ايه عيب كده احنا مش في الشارع ولا في بيت واحد مننا
سالي ب عصبية : اقولكوا حاجة .. انا فعلا تعبانة و همشي عشان ارتاح منكم كلكم
و سابتهم و مشيت .. نضال و الدكاترة متحركوش من مكانهم و نضال مهتمش ب الموقف كله عشان البنت متحسش أنه بيديها أهمية و تفهم غلط .. و فضلوا قاعدين و كمل كلامه عادي مع صحابه
في بيت نادين كان عزام و اخوها و ريم صاحبتها واقفين مع بعض و ثريا مامتها ما زالت بتندب .. و نادين قاعدة مكانها من ساعتها و كريم واقف جنبها
عزام راح قعد قدام ثريا : خلاص بقى يا ثريا اهدي مش كده زودتيها اوي
ثريا ب انفعال : والله انا عمري ما شوفت حد في برود اعصابك انت
عزام : ميصحش اللي انتي بتعمليه ده مينفعش .. انتي فاكرة ان أنا مش زعلان زيك و يمكن اكتر منك كمان بس لازم نمسك نفسنا شوية على الأقل عشان نعرف نقف جنب بنتنا اللي هتموت من قهرتها دي .. الراجل مقتول و فيه تحقيق و بوليس و نيابة .. الموضوع مش بسيط و اللي احنا بنعمله ده مش وقته .. طريقتك دي تلفت انتباه اي حد و ممكن يفكروا انك بتمثلي و أن فيه حاجة و دماغهم تروح ل بعيد
ثريا ب هدوء : ما هو ده اللي كان ناقص .. لا ريحنا و هو عايش ولا هيريحنا و هو ميت
عزام : و احنا مالنا و ماله بقى ما هو غار في داهية و خلاص .. احنا مالناش غير بنتنا دلوقتي و بس كده .. ياللا بقى شدي حيلك عشان خاطر بنتك
ثريا و كأنها مسمعتش اي حاجة من اللي عزام قالها و بصوت عالي : يارب كان مستخبيلنا فين ده بس يارب
ريم بتروح ناحيتها : اهدي شوية يا طنط انا هجيبلك كوباية ماية
ممدوح اخو نادين : بابا انا همشي
عزام ب نرفزة : هتمشي و تسيبنا دلوقتي !
ممدوح : مش شايف أن قعدتي ليها لازمة .. كلهم بيعيطوا و يندبوا هقعد انا اعمل ايه وسط كل ده هعيط و اندب انا كمان .. همشي و لو فيه حاجة حصلت كلمني هاجي .. باي
كريم رايح ناحيتهم : رايح فين ؟
ممدوح بيبصله ب خضة و ارتباك : تعبت و هروح ارتاح في البيت شوية
كريم : لا لا لا معلش .. مش هتقدر تروح في اي حتة عشان فيه كلمتين عايز اخدهم منك ف ياريت حضرتك ترتاح عشان نعرف نتكلم ..