نضال و نادين لسه في المكتب على نفس الوضع .. لكن قطع صدمة نضال صوت نادين و هي بتحكيله اللي حصل
نادين : انا جوزي مختفي بقاله كذا يوم و مش عارفه هو فين .. دورت عليه في كل مكان و سألت كل الناس اللي يعرفوه و يعرفهم و لكن محدش يعرف عنه اي حاجة .. قررت اعمل محضر و بعد التحريات و التحقيقات الكتير اللي اتعملت اكتشفوا إنه ممكن يكون اتقتل و لو مش قتل ف شايفين ان اختفائه ده وراه لغز و الموضوع باين أنه كبير و مش ساهل
نضال : حضرتك بتتكلمي جد !!
نادين : اكيد مش جايه لغاية هنا ب الطريقة دي و معطلة حضرتك عن شغلك عشان اهزر أو اقول اي كلام .. و بعدين حضرتك شايف أن اللي انا بحكيه ده فيه اي احتمالية للهزار .. المواضيع دي مفيهاش هزار اكيد .. انا اسفة جدا لكن أنا اكيد سمعت عنك كتير و قريت عنك اكتر لكن برضه مقدرش اسيب فريق تحقيق كامل ماسك القضية و اسلمهالك كده من غير
نضال بيقاطعها و بيكمل جملتها : من غير ما تتأكدي من كفائتي .. و اكيد طبعا خمس دقايق مش وقت كافي يخليكي تتأكدي من ده ب سهولة
نادين ب احراج : لا انا اسفة حضرتك فهمتني غلط اكيد مش قصدي كده .. و لسه هتكمل كلام لكن باب المكتب خبط
نضال : اتفضل
و كان عامل البوفيه جايبلهم القهوة .. دخل حطها على المكتب و كالعادة نضال شكره و خرج .. عشان نادين تعيد و تكمل كلامها
نادين : انا اسفة مرة تانية و بجد مش عايزاك تفهم كلامي ب طريقة تانية .. انا عارفة ان حضرتك حد بروفيشنال جدا و اكيد بيهمك انك تسمعني و تعرف ابعاد القضية
نضال اخد فنجان قهوته من على المكتب و راح قعد قدامها و سألها ..
نضال ب جدية : انا ايه المطلوب مني ؟
نادين : طيب الاول مش عايزني احكيلك القصة من اولها
نضال : والله اللي انا فهمته من حضرتك أن فيه فريق مختص ماسك القضية و شغال عليها
نادين : أيوة مظبوط .. لكن انا مبقيتش قادرة استنى اكتر من كده
نضال : و انا للاسف مش هقدر اساعدك
نادين : مش قادر ولا مش عايز ؟
نضال : بصي يا فندم الموضوع مفيهوش عايز و مش عايز .. احنا منعرفش بعض اصلا أو فيه بينا مشاكل من اي نوع عشان نقول إن القصة قصة مزاج شخصي .. القصة قصة ثقة قانونية و الثقة القانونية دي طالما مش موجودة يبقى ب التالي انا معنديش إمكانية اني ادخل على مسار تحقيق ل محقق مختص و رسمي
نادين : مختص و رسمي ايه !! انا كل الكلام ده ميهمنيش و مش هيفيدني ب حاجة .. انا عايزة حد يساعدني اني اوصل ل جوزي و الاقيه قبل ما يحصله حاجة .. ده لو مكانش حصله اصلا
نضال : حضرتك فاهمه الموضوع ب شكل غلط .. انا مبيتمش استدعائي غير في حالات خاصة جدا ب صفتي مستشار للقضايا الصعبة و المستعصية .. يعني استدعائي ده مبيحصلش غير عن طريق الجهات الرسمية و المختصة ب القضية يعني مينفعش و مش من حقي اصلا أن أنا أتدخل في القضية مني ل نفسي كده و خلاص محدش هيسمحلي ب ده طالما محدش من النيابة استدعاني .. ولا من حقك تجيلي و تطلبي مني اننا نروح انا و انتي ندور و نحقق ب طريقة و اسلوب غير رسميين .. مينفعش
نادين ب حسم : اكتشفوا أن آثار الدم اللي موجودة في الفندق بتكون اثار دم جوزي
نضال ب تنهيدة و هو بيسند ب ضهره على الكرسي : دم ايه و اثار ايه حضرتك ؟
نادين : فيه اثار دم في السويت اللي كان بينزل فيه جوزي في الفندق
نضال : مدام نادين .. انا كنت اتمنى اني اقدر اساعدك و اكيد انا بشكرك على ثقتك فيا من غير ما تعرفيني و مقدر انك جيتي ل غاية هنا عشان تطلبي مساعدتي بس للاسف انا مش هقدر اعمل حاجة
خلص نضال كلامه و قام من قدامها عشان يكمل أمضة الورق اللي كان على المكتب لكن وقف مكانه بصلها ب ضيق بعد اللي قالته
نادين : أيوة بس انا صاحبة القضية و انا اللي عايزة اكلفك ب القضية دي ب شكل رسمي .. و على فكرة أنا اكيد هدفع ل حضرتك المبلغ اللي تحدده يعني القصة مش قصة استشارة قانونية مجانية و خلاص
نضال و هو سايبها و رايح ناحية مكتبة الكتب و بيسحب كتاب منها : شكرا ل صراحتك .. بس اللي حكولك عني و دلوكي عليا باين عليهم محكولكيش عني مظبوط .. أو جايز ميعرفونيش كويس و بيسمعوا عني زي حضرتك كده و خلاص
نادين قامت وراه : طيب حضرتك ممكن تقول لي ايه الصيغة المناسبة اللي ممكن أطلب بيها مساعدتك و انا موافقة
نضال و هو مركز في الكتاب اللي في أيديه و بيلف ب جسمه ناحيتها : الصيغة اللي بتناسبني هي صيغة واحدة .. انا باخد مرتب كامل على منصبي كا عميد لل كلية اللي احنا فيها دي .. الكلام اللي بتقوليه مرفوض
نادين : طيب خلينا نقول خدمة .. مساعدة ل حد محتاجلك و محتاج العون جدا
نضال بيرجع الكتاب مكانه بعد ما اخد منه ورقة و بيبص فيها : خليني اقولك حاجة .. انا بحاول اساعدك .. بس انتي وقت ما تطلبي مني المساعدة في نص تحقيق شغال يبقى انتي اللي بتعقديها
نادين : بس التحقيق اللي حضرتك بتقول عليه ده ساب جوزي و كل الأدلة و شاغل باله بس ب التحقيق معايا و مراقبتي انا طول الوقت و كأني انا اللي ورا اللي حصل
نضال بيبص لها من تحت نضارته و هو عاقد حواجبه و بعدين رجع بص لللورقة تاني : يبقى ده معناه أن الظابط اللي ماسك القضية دي ماشي صح هو و كل الفريق اللي معاه .. و كمل كلامه و هو رايح ناحية مكتبه و قعد على كرسيه و هي ماشية وراه .. لاحظي ان حضرتك مراته و انا لو كنت مكانهم كنت هتصرف ب نفس الطريقة
نادين ما زالت واقفة قدامه و بدأت تقرب ناحية المكتب : ايوة بس انا جوزي ما زال مختفي و مفيش جريمة من غير جثة .. ولا ايه ؟
نضال بيبصلها ب هدوء و بيسألها : حضرتك بتشتغلي ايه ؟
نادين قعدت على الكرسي اللي قدام المكتب و بصتله و هي بتجاوب عليه : انا نادين شاكر .. كاتبة روائية
نضال بصلها بصة غريبة و كان متفاجئ في نفس الوقت : انتي نادين شاكر !
نادين مستغربة : سوري بس ليه اتفاجئت ؟!
نضال ب ضحكة بسيطة : لا ابدا متفاجئتش ولا حاجة بالع** ده انا قدرت أن الشخصية اللي قاعدة قدامي دلوقتي خيالها واسع وطبيعي التصرفات دي تخرج منها
نادين : ياريت القصة يكون ليها علاقة ب الخيال الواسع .. ياريت اللي بيحصل يكون مجرد رواية بكتبها في سطرين و بنهيها على مزاجي
نضال باصصلها و مبتسم : مدام نادين .. متاخديش كلامي ب شكل سلبي .. انا متعاطف مع حضرتك جدا و مقدر حالتك ب شكل كبير .. بس خليني اقولهالك كده .. حضرتك خبطتي على الباب الغلط و جيتي اساسا للشخص الغلط
نادين : لا .. لا اكيد حضرتك مش هتنهي كلامك معايا لحد هنا و تسيبني ضايعة و مش عارفة اعمل ايه بعد اللي عرفته و سمعته
نضال : خليني اشرحلك الحاجات دي بتحصل ازاي .. لما القضية و الجريمة توصل ل مكان أو ل نقطة معينة ممكن اقولك ساعتها انك تقدري تطرحي اسمي و تقولي انك مختاراني للتحقيق و فك شفرة القضية دي .. و ب كده تكوني انتي حطيتي الكورة في ملعب الجهات المختصة و ساعتها لو هما عندهم الرغبة الملحة في أنهم يستدعوني و يخلوني اتعاون معاهم اكيد وقتها هكون تحت امرك و بكل سرور و من كل قلبي مش هتأخر عن ده لانه ساعتها بيكون واجبي اللي لازم ااديه على اكمل وجه .. هرجع اكررلك لازم تكليف رسمي منهم لازم تكليف رسمي .. غير كده تبقى الامور مش في صالحي ولا في صالحك ولا في صالح القضية نفسها
نادين ب تحاول تستعطفه : حتى لو قولتلك أن حياتي انا ممكن تكون في خطر
نضال بصلها ب تردد و مبقاش عارف يرد يقول ايه .. في نفس الوقت كان باب المكتب بيخبط و نضال قال ادخل .. عشان نسرين تفتح الباب و تدخل تبلغه
نسرين : بروفيسور .. طلاب سنة رابعة دخلوا القاعة و في انتظار حضرتك
نضال بيقوم من مكانه و كأنه ما صدق أن نسرين جات اتقذته من المناقشة دي : قوليلهم اني جاي فورا
نسرين : حاضر .. و خرجت و قفلت الباب
نضال : عن اذنك
نادين : و دلوقتي المفروض ايه اللي يحصل
نضال بيتهرب منها : دلوقتي زي ما حضرتك شايفة اني مشغول جدا و للاسف مش فاضي و ورايا مسؤوليات كتير
نادين مازالت قاعدة : طيب و التحقيق في مصيبة ممكن تكون لسه محصلتش و تضييع الوقت ده هو اللي يكون سبب في أنها تحصل في اي لحظة ايه العمل فيه ؟
نضال : اكيد انا عندي الالتزام الاخلاقي و اكيد برضه عندي الفضول و اكيد هوس المهنة طاغي عليا .. لكن كل ده لازم يتم ب طريقة قانونية من مكتب التحقيق ذاته
نادين قامت وقفت قدامه و هي بتحاول تكتم انفعالها و بتهاجمه ب كلامها : و ايه لازمة الالتزام القانوني اللي حضرتك بتتكلم عنه ده و أنت ب ايدك تنقذ حياة بني ادم و انت رافض تعمل ده ب حجة انك مستني التكليف الرسمي و ايه فايدة فضولك و هوسك المهني إذا عملولك التكليف ده بعد ما المجرم يعمل عملته و يهرب ب جريمته و حتى لو وصلتوله انا هبقى استفدت ايه بعد ما جوزي راح ؟!
وصلوا الشباب اللي خبطوا البنت ب العربية قدام المستشفى ..
عصام : بس بس اقف هنا
احمد : والله انا خايف
عصام : قولتلك تعمل اللي هقوله بالظبط و خلاص
نزل عصام من العربية و احمد فضل قاعد منزلش .. عصام دخل من بوابة المستشفى و هو ماسك جنبه و عمال يتوجع ب صوت عالي و وقع في الأرض و هو بيقول الحقوني و بيستنجد ب الناس اللي واقفة لغاية ما الممرضين و الممرضات اللي كانوا واقفين جروا عليه و شالوه دخلوا بيه .. عشان احمد ينزل من العربية و ياخد البنت يحطها على كرسي قدام البوابة و يطلع يجري ..
في بيت نادين كانت قاعدة هي و ريم في الليڤينج بيتكلموا و العاملة اللي بتشتغل عندها داخلة عليهم ب صينية عليها كوباية شاي و مج نسكافيه
ريم : طيب روقي بس ما يمكن هو عنده حق و انتي مش مستوعبة ده من قلقك على عمرو
نادين : عارفة يا ريم .. اكيد الحق مش عليه هو .. الحق على اللي مش عارفين يوصلوا ل حاجة لغاية دلوقتي
ريم : بالظبط .. و بصراحة أنا بحاول احط نفسي مكانه .. و كمان حسب اللي قولتيهولي أن الموضوع مش ب ايديه هو .. يعني متنسيش أن وضعه حساس برضه بروفيسور و لسه متعين عميد في جامعة من أكبر الجامعات اللي موجودة في البلد يعني اكيد انتي عارفة الموقف المحرج اللي ممكن يتحط فيه لو عمل حاجة غير قانونية و المفروض أن هو دارس القانون ده و بيدرسه كمان للناس يعني مينفعش يعمل حاجة معا**ة ل ده
نادين : بس ده مش معناه أنه يرفض و يهاجمني فورا من قبل ما يسمعني و يفهم القصة ايه .. اومال على ايه بقى الكلام الكتير اللي بيتقال و بيتكتب عنه و السمعة اللي مسمعة في البلد كلها .. على ايه !
ريم : نادين الراجل ده فاهم هو بيقول و بيعمل ايه كويس .. هو شايف انك متضايقة من تضيع الوقت اللي الشرطة بتضيعه ب شوية تحقيقات و تحريات سخيفة و عارف أنه لو وافقك في اللي انتي عايزاه هيكون بيسببلك و بيسبب ل نفسه مشاكل هتزود في تضيع الوقت ف هو حب يختصرلك الطريق و يوفر عليكي الوقت اللي هيروح هدر .. يعني انا شايفة ان الراجل بيفكر ب عقله
نادين مستغرباها : انتي مع مين بالظبط انتي كمان .. معايا انا ولا معاه هو ! انا جوزي مختفي و حياتي معرضة للخطر و شبه متدمرة و انتي بتقوليلي عقل و بتدفعيلي عنه .. ده انهي عقل ده ؟!
ريم : ما البروفيسور قالك أن هو معندوش مشكلة أنه يمسكلك القضية و يساعدك زي ما انتي عايزة بس ده لو كان الموضوع ب ايديه هو .. و انتي اصلا من الاول كان لازم تعملي حساب حركة زي دي و أنها ممكن تعمل حساسية له هو و للاطراف اللي ماسكين القضية و كمان ممكن الرائد كريم يرفض أن حد يشاركه في التحقيق اصلا .. الموضوع مش في ايدك انتي بس يا نادين عشان تتصرفي من دماغك
قاطع كلامهم تليفون ريم و هو بيرن عشان ترد و هي بتقول .. الو .. ازي حضرتك .. اه تمام هبعتهولك بكرة إن شاء الله .. طيب هجرب النهارده .. ماشي متشيلش هم .. مع السلامة .. و قفلت الخط .. و رجعت كملت كلامها و فضلت تتكلم عن نضال و خالد و القضية .. لكن نادين سألتها
نادين : كنتي بتكلمي مين ؟
ريم : ده استاذ شوقي .. عايز الفايل و انا مش معايا اللاب توب عشان ابعتهوله
نادين : طيب مستنية ايه روحي ياللا كملي شغلك في البيت
ريم : انتي جرالك حاجة في عقلك !! عايزاني امشي و اسيبك كده و كمان بعد اللي حصل امبارح ده مستحيل طبعا
نادين : لا متشيليش همي .. ما هما محاوطيني من كل ناحية اهم ما شاء الله مش عايزة احسدهم .. متشغليش بالك انتي بيا بس و روحي شوفي شغلك انتي مش هتوقفي حياتك و تبوظيها بسببي ياللا
ريم ب إصرار : لأ مش هسيبك لوحدك
نادين : خلاص يا ريم بجد انا اصلا محتاجة اقعد مع نفسي شوية و بعدين لو احتاجت حاجة هقول للدادة أو ل حد من اللي واقفين بره
ريم : طيب خلاص انا هروح بكرة المكتب .. يمكن اعرف اخد اجازة و اجيلك .. تمام
نادين : ماشي .. ياللا عشان متتأخريش
ريم : طيب يا ستي هقوم انا .. ياللا باي مؤقتا
نادين : باي
في النيابة في مكتب الرائد كريم .. كان واقف قدامه راجل من رجالتهم و بيسأله ها ايه الاخبار ؟ عشان يرد عليه و يقوله أن كان فيه اتنين ظباط بيعملوا دورية حوالين الفندق و بيراقبوا المنطقة و يفتش*ها .. لاقوا صندوق من صناديق الزبالة اللي قدام الفندق موجود فيها هدوم و حاجات تخص المجني عليه و تقريبا لاقوا معاهم أداة الجريمة .. كريم اتفاجئ و قام بسرعة و راح على الفندق
فلاش باك .. "جميلة" ست ريفية عندها بنت صغيرة لكن ظروفهم صعبة .. و المكان اللي عايشة فيه عبارة عن مكان كله مشاكل و فيه ناس و رجالة كتير مشبوهة و عمايلهم قذرة .. لكن هي محترمة جدا و محافظة طول الوقت على نفسها و على بنتها "ميار" و كانت والدتها عايشة معاهم "الست عطيات" .. و كانوا واقفين في يوم بيلموا محصول من ارض زراعية و عطيات قالتلها
عطيات : ها .. قررتي هتعملي ايه ؟
جميلة : في ايه يا امي ؟
عطيات : في موضوع البت ميار و الشغل اللي المزغود عباس جايبهولها
جميلة : لا طبعا انتي عايزاني اسيب بنتي تعيش بعيد عن حضني و اخليها تروح تخدم في البيوت و في السن ده كمان .. ده انا يجرالي حاجة لو بعدت عني ياما
عطيات : و مين يحب أن ضناه يبعد عن حضنه .. بس بصي للمكان اللي احنا عايشين فيه كويس .. بصي للناس اللي احنا عايشين وسطيهم .. ده احنا عايشين وسط كلاب و اللي بيجوع منهم بينهش في لحم اللي جنبه من غير ما يفكر ده مين .. و بنتك زي القمر و بدأ خراط البنات يخرطها و سنة أو سنتين كمان و هيكون فيها الطمع .. تضمني منين انك تصحي في يوم تلاقي بنتك نايمة في حضنك .. مش واحد من الكلاب طمع فيها و في جسمها و خ*فها منك و تقومي تدوري عليها تلاقيها نايمة في حضنه و غصب عنها كمان .. لكن الشغلانة اهي على الأقل هتعيش في بيت مقفول عليها و سط ناس أكابر و هتلاقي اكلها و شربها و هدمتها كمان .. حبك ليها مش هيحميهالك من عيونهم و طفاستهم و رميتنا في الشارع .. و احنا اغلب من الغلب مالناش حيلة ولا لينا حد نتسند عليه عشان نقول هيجيبلنا حقنا و حتى لو عندنا .. يا ترى هيرجع اللي هيروح .. فكري كويس يا بنتي و شيلي قلبك من الحسبة خالص و سيبي عقلك هو اللي يمشيكي
جميلة سمعت كلام عطيات و الخوف دب في قلبها : ربنا يقدم اللي فيه الخير ياما
نرجع للواقع و للبنت اللي كانت مرمية قدام باب المستشفى و اللي كانت محطوطة على ترولي و الدكتور بيجري بيها على اوضة العمليات عشان الممرض يستلمها منه و يدخلها العمليات بسرعة في حين أن دكتور شاب كان لابس لبس العمليات و باين عليه أنه كان جاي بيجري عشان قبل ما يدخل ورا البنت يسأل الدكتور اللي دخلها
- خير يا دكتور !! الحالة دي تخص حضرتك
- لا والله ما اعرفهاش انا لاقيتها محطوطة على الكرسي اللي قدام بوابة المستشفى و سايحة في دمها كده زي ما شوفت
- متقلقش حضرتك انا هعمل كل اللي اقدر عليه عشان تطلع من هنا كويسة
و سابه و دخل وراها .. و نرجع احنا للفلاش باك تاني .. و جميلة راجعة الاوضة اللي قاعدة فيها جري و هي بتعيط و مش قادرة تاخد نفسها و عمالة تترعش و دخلت على الشماعة اللي متعلق عليها الهدوم و فضلت تلبس في الهدوم كلها فوق بعض ب طريقة جنونية و بعدين بصت على ميار بنتها اللي نايمة على مرتبة على الأرض و متغطية و رايحة في النوم عشان تروح عليها و تحضنها جامد و هي نايمة و تنام جنبها .. و بعد كده ييجي مشهد ل جميلة و هي ماشية في القرية اللي هي فيها و عمالة تدور على عباس و تسأل كل اللي رايح و اللي جاي عليه و كل واحد يقولها يا معرفش يا مشوفتوش من امبارح .. فضلت على الحال ده لغاية ما تعبت و رجعت الاوضة اللي عايشة فيها عشان تلاقي عطيات قاعدة على الأرض و بتسألها
عطيات : ها معترتيش في الزفت ده
جميلة : لا كل ما اسأل حد عليه يقولي معرفش .. انا قلقانة اوي على البت ياما
عطيات : متقلقيش ما هو كان قايل اننا ممكن نقعد كام يوم على ما نعرف نكلمها لغاية ما تظبط أمورها
جميلة : يارب ياما الموضوع يكون كده بس يارب
تقريبا كده كلام عطيات و الحاجة المجهولة اللي كانت موصلاها للحالة المزرية دي هما اللي أثروا عليها و خلوها توافق أن بنتها تسافر و تروح تشتغل خدامة في بيت ناس أكابر .. نروح بقى ل نضال اللي كان راكب عربيته و سايق و هو سرحان و مكشر و باين عليه أن فيه حاجة شاغلة تفكيره و اللي اكيد هتكون نادين و قضية جوزها لغاية ما وقف فجأة قدام مكتبة كتب و فضل باصص عليها .. و في مكان تاني و تحديدا عند الفندق و عند صندوق الزبالة و الأمن كله واقف قصاده و فيه حراسة مشددة حوالين الفندق .. وصل كريم ب عربيته و نزل منها و راح ناحية المسؤول عن فحص أداة الجريمة و كان جنبه حاجات و هدوم عمرو و شاف محفظة مع الحاجة و لما فتحها شاف أن البطاقة اللي فيها لاقاها هي البطاقة الشخصية بتاعت عمرو ..