في صرح جامعي ضخم و عظيم جدا وسط طالبه و طالبات من جميع الفئات و الطبقات الراقية .. نزل نضال من عربيته اللي قرر يسوقها بعد ما اكتشف أن مفيش تا**يات فاضية و أنه عقبال ما يطلب اي عربية اون لاين و توصله هيكون ميعاد المحاضرة فاته ف مكانش فيه حل تاني غير أنه يعمل اكتر حاجة مبيحبهاش و هي أنه يسوق في زحمة الطريق اللي مالية البلد .. دخل من بوابة الجامعة و كل اللي فيها بيبصوا عليه ب نظرة اعجاب شديدة جدا و خصوصا البنات طبعا .. بص لهم و قال صباح الخير و ردوا عليه و دخل على مكتبه في حين أن بنت من اللي كانوا واقفين فضلت مركزة معاه و مشالتش عينيها من عليه لغاية ما اختفى من قدامها .. لكن مدخلش قاعة المحاضرات على طول لان كان لسه قدامه وقت شوية على ميعاد محاضرته .. زي ما قولنا كده مواعيده يتظبط عليها الساعة .. دخل مكتبه المرموق و قعد على الكرسي و كان مالي مركزه جدا .. و كان فيه معيدين و دكاترة واقفين قدامه و بيباركوا له على منصبه الجديد و اللي هو يبقى "عميد الكلية" .. و بعد المباركات و التهاني اللي من القلب كلهم خرجوا .. ماعدا السيكرتيرة الخاصة ب مكتبه و اللي اسمها يبقى "نسرين" .. فضلت موجودة و بعد ما الاوضة فضيت
نسرين ب ذوق : صباح الخير بروفيسور .. في وسط فرحتنا ب منصب حضرتك الجديد نسينا نقول صباح الخير
نضال ب ابتسامة : صباح النور يا نسرين .. ميرسي ليكي فرحتكوا دي مفرحاني اكتر من المنصب نفسه والله .. ها ايه الاخبار ؟
نسرين ب جدية : وصلنا ايميل من الجامعة اللي في باريس .. بيطلبوا مواصفات أجهزة المختبر الجنائي اللي موجودة عندنا
نضال : تمام .. انتي اتواصلي مع الدكتور زاهي و خليه يعمل دراسة كاملة و مفصلة و يبعتهلهم
نسرين : حاضر
نضال : عملتوا ايه في برنامج امتحانات الفاينل ؟
نسرين : الدكتور چورچ و الدكتورة انچي شغالين فيه و المفروض هيخلصوه و يقدموه قبل نص الشهر
نضال : بلغيهم يبذلوا أقصى جهدهم و يحاولوا يخلصوه بدري على قد ما يقدروا
نسرين : تمام .. حضرتك محتاج حاجة مني دلوقتي ؟
نضال : شكرا يا نسرين متنسيش بس اللي طلبته منك
نسرين : اكيد حاضر
خرجت نسرين و كان داخل قدامها عامل البوفيه ب صينية عليها فنجان قهوة نضال .. حطاها و نضال شكره و خرج
في قسم الشرطة نادين كانت قاعدة على مكتب الظابط منهارة من العياط و نفسها رايح و ريم صحبتها بتديها كوباية ماية و حباية برشام مهدئ شربتها .. و سابتها و خرجت ريم للظابط عشان يبدأ كريم ب الكلام و يسألها
كريم : ها .. حالتها اتحسنت شوية ولا لسه ؟
ريم : لا والله زي ماهي مش قادرة تتمالك أعصابها
كريم : ده غلط .. مينفعش تكون ضعيفة كده .. احنا قدام قضية كبيرة و غامضة و لسه فيه مشوار هنمشيه عشان نحل الغموض ده .. انا اكيد فاهم خوفها و حزنها على جوزها و أنه بنسبة كبيرة جدا ممكن يكون اتقتل .. لكن برضه احنا موصلناش ل جثته ولا له هو شخصيا عشان نقدر نأكد ده .. زي ما حاطين قدامنا الاحتمال السلبي ياريت تقوليلها تحط الاحتمال الايجابي قدامها برضه عشان هي لازم تكون اقوى من كده لأننا هنحتاجها معانا كتير و ب الوضع ده مش هنعرف نساعدها
ريم :بس حضرتك اللي قولت ب نفسك أن الدم اللي حضرتك شوفته بعد التحليل و الفحص طلع دم عمرو
كريم : برضه مش دليل كفاية .. احنا لسه في دايرة الاحتمالات .. ممكن ميكنش مات .. مكن ده يكون اثر جرح بسبب اشتباك بينه و بين شخص تاني و ده الدم اللي نزل منه .. ياريت تقويها شوية و تحاولي تهديها
ريم : هعمل كل اللي اقدر عليه .. ربنا يكون في عونها
كريم : انتي تقربيلها ايه بالظبط ؟
ريم : انا صحبتها و متربيين مع بعض من صغرنا .. يعني تقدر تقول اختها
كريم : طب تمام اوي .. يعني ممكن ندردش مع بعض شوية في كام حاجة تخص حياة مدام نادين ؟
ريم : اه اكيد طبعا طالما ده هيساعدكوا ..
كريم : شكرا على تفهمك .. تعالي نقف بعيد شوية عشان متسمعش
ريم : اه ماشي
طلعوا واقفوا بره و بدأ يسأل ريم ..
كريم : حضرتك قولتيلي انك تقريبا كده زي اختها .. و ده معناه انكم قريبين جدا من بعض و اكيد ليها اسرار معاكي ده اولا .. و ثانيا بحكم علاقتك و زياراتك ليهم .. و اكيد كان فيه خروجات كمان بتجمعكوا حسب ما شوفت في الصور بتاعتكوا .. تقدري تقوليلي كان ايه انطباعك عن علاقة نادين ب جوزها ك علاقة راجل ب مراته من وجهة نظرك ؟
ريم اتفاجئت شوية من السؤال و بصت ل كريم ب ارتباك و مكانتش عارفة ترد
كريم : قصدي يعني كانت بتحكيلك عن مشاكل بتحصل ما بينهم كتير ولا كانت حياتهم طبيعية ؟
ريم : هو حضرتك ب تلمح ل حاجة ولا انا بيتهيألي !! سيادتك شاكك في نادين ؟!
كريم : لو سمحتي ياريت حضرتك تفهميني كويس .. انا هنا ظابط شرطة مش صديق عيلة استاذ عمرو و مدام نادين مراته .. و بقوم ب واجبي عشان اقدر اوصل للجاني الحقيقي و كل دي أسئلة طبيعية .. و لحد ما نوصل لاستاذ عمرو سواء كان حي او ميت .. ف انا بالنسبالي الكل مشتبه فيه و ده روتين شغلي اللي انا او اي ظابط غيري بيمشي عليه .. و ده معناه أن أي شخص كان على علاقة ب استاذ عمرو لازم نعمل تحرياتنا عنه و نحقق معاه .. الرجل مازال مختفي و الوقت اللي بيضيع مننا ده مش في صالحنا و مش هينفعنا بل بالع** هيضرنا اكتر .. من فضلك حاولي تساعديني .. اكيد فهماني !
ريم : تمام .. بس اكيد مش هنتكلم هنا
كريم : تعالي نقعد في الكافيه اللي جنب القسم عشان تعرفي تتكلمي ب ارياحية اكتر
ريم : ماشي
راحوا و قعدوا و بدأوا يتكلموا
كريم : ممكن تشرحيلي الفترة الأخيرة كانت علاقتهم ب بعض عاملة ازاي ؟
ريم : كانت متوترة شوية .. نادين زي ما حضرتك عارف انها كاتبة روائية و الفترة الأخيرة دي كانت بتشتغل في رواية جديدة لكن مكانتش قادرة تكملها، كانت بتقولي كل ما اقعد عشان اكتب و ابقى عاملة جو مناسب عشان اعصابي، تكون هادية و اعرف اكتب الاقي الكلام بيهرب من دماغي و طبعا ده كان عامل لها شوية مشاكل مع دار النشر و عشان كده كانت على طول في توتر و متعصبة
كريم : و متعرفيش ايه السبب في أنها متقدرش تكمل الرواية بتاعتها ؟
ريم : هي مقالتش و انا مسألتش ونادين لما بتحب تحكيلي حاجة بتحكي على طول من غير ما اسألها و معنى ان ده محصلش يبقى هي مش عايزة تقول و انا لازم احترم ده
كريم : يعني اقدر اقول ان المشكلة دي كانت سبب في ان مدام نادين تدخل في ضغط نفسي وصلها لتصرفات غير طبيعية
ريم : لو سمحت متاخدش كلامي ل سكة تانية انا بحكي لحضرتك موقف عابر حصل في حياتها .. نادين شخصية حساسة جدا و اي حد يعرفها أو حتى بيقرا رواياتها هيفهم ده على طول .. و يمكن ده اللي كان مخليني انا و باقي صحابنا متوقعين أن نادين وقت ما هتقرر تتجوز هيكون جواز عن قصة حب كبيرة مش ب الطريقة دي خالص
كريم : لا ثواني كده افهم من كلامك أن نادين مكانتش بتحب جوزها
ريم : من فضلك متقولنيش كلام مقولتوش .. نادين بتحب جوزها جدا و علاقتهم ب بعض كانت طبيعية بالنسبة ل اي اتنين متجوزين .. لكن انا كنت طول الوقت شايفة أن عمرو مش الشخص المناسب ليها .. عمرو حد كويس جدا و شخصية محترمة و مثقف و ليه وضعه و مركزه .. لكن مكنتش حاساه الحد الصح اللي المفروض نادين تكون معاه
كريم : هي كانت بتحب حد تاني ؟
ريم : بقول ل حضرتك انها بتحب جوزها .. ليه م**م تخليني اقول حاجات انا منوهتش عنها
كريم : حضرتك اللي بتتوهيني، انا عايز اعرف هي كانت بتقولك ايه .. ايه الحاجات اللي كانت بتحكيهالك عن علاقتها بيه ؟
ريم : مكانتش بتحكيلي حاجة دي حياتها الخاصة .. انا بنقل ل حضرتك وجهة نظري اللي طلبت تعرفها
في اللحظة دي كانت نادين واقفة وراهم .. عشان يسمعوا صوتها و هي بتقول
نادين : طب ليه مسألتنيش انا ؟
عشان ينتبهوا ل وجودها و هي بتسحب كرسي و بتقعد و بتكمل كلامها
نادين : انا اقدر اجاوبك على كل اسئلتك
كريم ب ابتسامة مش مفهوم معناها : عندك مشكلة اسأل حد عنك ؟
نادين بصوت مكتوم من العياط و الدموع اللي واقفة في عينيها : عندي مشكلة في كل الاجراءات اللي واخدة كل الوقت ده و اللي المفروض تكونوا فيه بتدوروا على جوزي .. معلش انا اسفة اكيد مش قصدي أتدخل في شغلك و من حقك تعمل اللي انت عايزه و تشك فيا أو في أي بني ادم في الدنيا زي ما انت عايز .. بس حط نفسك مكاني أنا واثقة من نفسي و واثقة من حبي ل جوزي و خوفي عليه إذا كنت حضرتك مش متأكد مني و مش واثق فيا، و انا متأكدة دلوقتي ان جوزي مش كويس و ممكن يكون واقع في مصيبة و مش عارف يخرج منها و مستنينا نلاقيه عشان نلحقه
كريم ب نفس الابتسامة و زاد عليها نظرته اللي مليانة شك في نادين : على ما يبدو كده يا مدام نادين ان حضرتك محتاجة ترتاحي شوية .. احنا الفترة دي المفروض نساعد بعض فيها و العصبية مبتفيدش خالص و خصوصا في الوقت الحالي ..
و بصلها و بص ل ريم ب نفس الطريقة و حاسب و سابهم و قام مشي .. في نفس الوقت كان البروفيسور واقف في قاعة المحاضرات و قدامه عدد مش قليل من الطلاب و نفس البنت اللي كانت بتبصله ب تركيز أثناء دخوله الجامعة .. كانت قاعدة في المحاضرة بتبصله بكل الحب و الرومانسية و هيمانة فيه و تايهه في نبرة صوته .. و كان وقتها بيتكلم عن جريمة قتل غامضة و عن سلوك شاب كويس و محترم و وسيم و أنه محبوب من كل اللي حواليه .. عشان تقاطعه البنت دي و هي بتقوله "يعني زي حضرتك كده" .. سكت و بصلها و لكن مدهاش اهتمام و كمل كلامه عادي عشان يكشف حقيقة الشاب ده و يقول إنه في الاخر بسبب سلوكه الغريب شوية الناس بدأت تركز معاه اكتر و حسوا أنه مشتبه فيه و إنه ممكن يكون هو القاتل و بعد استدعائه و التحقيق معاه .. فعلا قد كان و طلع هو القاتل و أن لازم كل اللي حوالينا يكونوا مص*ر للشبهات طالما مازلنا لا نملك اي دليل أو إثبات ينفي إدانة هؤلاء الأشخاص ..
في بيت نادين ..
ريم : انا مش فاهمة انتي عاملة في نفسك كده ليه بجد .. دي المرة المليون اللي بقولك فيها ريحي نفسك شوية و سيبي الحكومة تشوف شغلها و اكيد ب وضعك و ب اللي انتي بتعمليه في نفسك ده مش هتعرفي توصلي ل حاجة
نادين ب انفعال : انتي كمان هتعملي زيهم و زي اللي اسمه كريم ده و تقولي نفس الكلام ! انا مش ناقصة كفاية اللي انا فيه و فوق كل ده جايين يحققوا معايا في أسئلة مالهاش اي لازمة ولا معنى و كمان تضيع للوقت
ريم : حبيبتي افهمي .. دي حاجة طبيعية و شيء روتيني جدا .. و كيد برضه طبيعي أن اعصابك تكون تعبانة .. بس هو قالك ده مش هيفيد ب حاجة .. لو عايزة عمرو يرجعلك و تطمني عليه لازم تكوني متحكمة في تصرفاتك و انفعالاتك اكتر من كده و تساعديهم أنهم يوصلوله
نادين ب عصبية : عايزاني اهدى و اتحكم في نفسي ازاي و عمرو اصلا ممكن يكون مات .. ازاي ؟؟
ريم بتحاول تهديها شوية : و ممكن مايكنش مات و القصة ع** ما احنا فاكرين
نادين : ما هو ده اللي مجنني .. ده اللي مجنني يا ريم اني حاساهم مش قادرين يوصلوا ل حاجة أو يتأكدوا من حاجة و حاساهم تايهين في القضية
و فجأة سمعوا صوت زي ما يكون قفل بيتفتح .. اتخضوا و ريم قالتلها .. تفتكري ممكن يكون عمرو مستخبي في مكان هنا .. و بدأوا يدوروا في البيت لغاية ما وصلوا ل اوضة مقفولة ب المفتاح و دي تقريبا كانت تخص عمرو و نادين عمرها ما دخلت الاوضة دي..**رت اوكرة الباب هي و ريم و الباب اتفتح عشان تدخل تلاقي اوضة مليانة كراكيب لكن الغريب فيها انها شافت باب حديد زي باب الحبس و السجون ولاقت متعلق فيه سلسلة جنزير آخرها قفل و وراها شباك مسكت القفل و بصتله ب استغراب عشان تقرب من الشباك و تشوف شاب من ضهره لابس بنطلون چينز و چاكيت اسود و كاب اسود و مش باين منه أي حاجة و بيجري و بينط من على حاجز قدام البيت و بعدين اختفى.
في المكان اللي نضال بيسهر فيه .. كان قاعد على البار و قاعد جنبه .. أو خلينا نقول قدامه .. راجل شكله على قد حاله و عمره في أواخر الأربعينات و اسمه "سامي" .. و عم ذكي كان واقف بيعمل الطلبات للزباين قدامهم
نضال : سيبت الناس اللي كنت عندهم ليه ؟
سامي : الشهادة لله..انا مشوفتش منهم حاجة وحشة من اول ما اشتغلت لحد اخر يوم ليا معاهم .. لكن الست مرات البيه اللي كنت بسوق عربيته .. كانت عايزاني اتجسسلها عليه .. يعني اقولها كل الاماكن اللي بيروحها و بيعمل ايه و بيقابل مين و اروح اقولها .. اراقبه يعني و ابقى عصفورة
نضال : كانت عايزاك تعمل كده ب مقابل مادي ولا ببلاش
سامي : لا كانت عارضة عليا مبلغ
نضال : طب مقبلتش ليه .. كده كده انت مالكش دعوة .. دول هما كلمتين كل يوم هتقولهم لها و خلاص .. و كنت انت اللي هتستفاد
سامي : لا حد الله .. ده فضح اسرار .. يعني اللي ربنا يستره انا افضحه .. ده حتى ميباركليش في اي قرش هيدخلي
قام نضال و راح ناحية ترابيزة البلياردو و اخد عصايا و بدأ يلعب و هو بيتكلم مع سامي اللي قام وراه و كان معاه عم ذكي
نضال : بس انا محبش اللي يشتغل معايا يديني دروس في الصح و الغلط .. انا احب اللي اطلبه يتنفذ و من سكات
سامي : يعني ايه حضرتك مش فاهم
نضال : يعني محبش وجع الدماغ .. و محبش الكلام الكتير .. انا عايز واحد فاهم الدنيا و مفتح و ليه ناس و معارف و يعدي في اي حاجة مش احس اني مشغل طالب من طلابي معايا
سامي : لا يا دكتور حضرتك فهمت ايه .. انا ابن بلد و اعجبك اوي و تلاقيني في الشغل زي الكهربا كده لما بتمسك في جتة بني ادم مبتسيبوش .. انا بس تعرفني شغلي عبارة عن ايه و ايه المطلوب مني و انا انفذ على طول
نضال : حلو اوي .. انت كنت بتقبض كام عند ا****عة اللي كنت بتشتغل معاهم
سامي : والله يا دكتور ملاليم بس اكل العيش بقى اهو احسن من مفيش خالص
نضال : طبعا انا عارف ان المرتب اللي انا عرضته عليك مفيش حد ممكن يعرضه عليك حتى لو في شغلانة أو منصب أعلى من كده بكتير .. لكن طبعا كل حاجة و ليها مقابل و مش معنى ان انا طالبك سواق انك هتكون سواق بس .. انت هيتطلب منك حاجات كتير جدا
سامي : لا متأخذنيش يا دكتور انا مش فاهم .. حاجات زي ايه بالظبط يعني ؟!
نضال : زي كل حاجة .. انا ليا سكك ياما و احب اللي يروح مكان ما اروح من غير ليه و فين و ازاي و احب اللي يقولي حاضر و نعم و بس و في نفس الوقت مايكنش بلاطة و يتعبني معاه
سامي ب ارتباك : بس انا عندي 5 عيال و أمهم في رقبتي و اخاف يحصل معايا حاجة هسيبهم ل مين ساعتها
نضال : متخافش .. انا ب علاقاتي و معارفي اقدر ب مكالمة تليفون واحدة بس افك حبل المشنقة من على رقبة البني ادم و اقدر اطلعك من بطن الحوت لو تحب
سامي : إذا كان كده يبقى انا اعتبرني تحت رجلك من دلوقتي .. طالما أموري و دنيتي هيكونوا تمام يبقى انا من ايدك دي ل ايدك دي
ابتسم نضال و بص ل عم ذكي اللي كان واقف جنب سامي و بيبادله نفس الابتسامة اللي مش مفهومة
نضال مبتسم : و انا بتمنالك التوفيق بس انت متلزمنيش .. أنا مقدرش أامن لحد كل ساعة ب حالة و بيتنازل عن مبدأه و ضميره ب الساهل كده .. ربنا يوفقك و يهديك
الراجل سمع الكلمتين دول و وشه طبعا جاب الوان مكانش متوقع أن نضال بيختبره و وهو وقع في شر أعماله .. اخده عم ذكي و مشاه و كمل نضال لعب
كريم في البيت عند نادين ..
كريم : فعلا القفل م**ور .. فيه حد **ره .. انا اديت رجالتنا أوامر بتشديد الحراسة على الڤيلا أربعة و عشرين ساعة في الأربعة و عشرين ساعة
نادين قاعدة على الكرسي و باين عليها انها مجهدة و تعبانة و بتعيط
ريم : بس اللي احنا فيه ده رعب .. احنا خايفين جدا
كريم بيطمنها : لا لا مفيش داعي للخوف احنا موجودين عشان نحميكوا من اي حد و من اي حاجة ده واجبنا و شغلنا .. و كان بيبص ل نادين ساعتها .. لكن نادين تجاهلت كلامه و مردتش عليه و كمل كلامه .. طيب استأذن انا عشان اسيبكوا ترتاحوا و لو فيه اي حاجة كلموني..و اخد بعضه و مشي
ريم ب سخرية من كلام كريم : احنا موجودين عشان نحميكوا.. عارفة انا بدأت احس ان انتي عندك حق في اللي بتقوليه
وقتها كان تليفون البيت بيرن و نادين مقدرتش تقوم ترد و قالت ل ريم معلش ممكن تردي انتي مش قادرة اتكلم مع حد .. و راحت ريم و ردت على التليفون و بدأت تتكلم
ريم : الو .. أيوة .. لأ والله لسه موصلناش ل حاجة .. نادين !
نادين بتشاورلها ب انها مش عايزة تكلم حد ..
ريم بتكمل : نادين تعبانة والله .. اخدت مهدئ و راحت اوضتها عشان تنام .. تمام .. اقولها مين ؟ تمام لما تصحى هبلغها .. تصبحي على خير
قفلت التليفون و نادين كانت باصة ب فضول عشان تعرف مين .. ريم راحت ناحية نادين عشان تجاوبها على سؤالها من قبل ما تسأله
ريم : مها.
نادين ب استغراب : مها ! دي تبقى اخت عمرو
ريم ب نفس استغراب نادين : عمرو عنده اخت ؟ اول مرة اعرف أن عمرو عنده اخوات !
نادين : ولا انا .. معرفهاش و عمري ما شوفتها
ريم : قالتلي أن الظابط كريم كان عندها و عمل معاها تحقيق و انها خايفة و قلقانة اوي على عمرو
نادين ب استهزاء : والله !! طب كويس أنها افتكرت أن عندها اخ و لازم تسأل عليه
ريم حست أن نادين اتدايقت ف حبت تغير الموضوع : طيب سيبك من كل ده ..انتي قومي نامي و ارتاحي
نادين ب توهان : لا انا مش جايلي نوم لسه هقعد شوية .. روحي انتي نامي .. تعبتي النهارده و تعباكي من يوم ما حصل اللي حصل
ريم : متقوليش كده انتي اختي .. انا مش هضغط عليكي و هسيبك تقعدي مع نفسك شوية بس انا في الاوضة لو احتاجتي اي حاجة اندهيلي
نادين ب ابتسامة م**ورة هزت دماغها ب الموافقة و دخلت ريم اوضتها و نادين فضلت قاعدة لوحدها في الوقت اللي كان نضال راكب عربيته و مروح و كلبه قاعد على الكرسي اللي جنبه و هو عمال يطبطب عليه و يلاعبه في الوقت اللي البنت الصغيرة بتلف في الماركت بعد ما اتقفل عليها تاني و محدش حس بوجودها و كانت بتدور على اي عصير تشربه و كانت بتدور في العلب و الصناديق اللي في المخزن عشان صاحب المكان ميجيش تاني يوم و يلاحظ أن فيه حاجة نقصت .. اخدت علبة عصير و قعدت على الأرض في المكان اللي بتستخبى فيه و قعدت تشربها .. و في نفس اللحظة كان كريم قاعد في شغله على مكتبه و هو حاطط سيجارة في بؤه و ماسك في أيديه صورة عمرو و مركز فيها اوي و بيفكر يا ترى هو مات ولا لسه عايش و لو مات في ازاي و مين اللي قتله .. و لو لسه عايش ف راح فين و ايه السر ورا كل ده و يا ترى القضية دي هتتحل امتى و ازاي و اخر ما زهق رمى الصورة على المكتب و مسك سيجارته ب ايديه و نفخ دخانها .. و في اللحظة نفسها كان عمرو واقف بيبص ب خوف للشخص اللي واقف قدامه و ماسك في أيديه سكينة و بيقرب منه ببطئ عشان تصحى نادين مفزوعة بعد ما نامت مكان ما كانت قاعدة و يكون ده الكابوس اللي شافته في منامها .. و تبدأ تبص حواليها و تستوعب هي فين و تتن*د ب وجع و تعدل قعدتها و تاخد اللاب توب بتاعها اللي كان محطوط قدامها و تفتحه و تلبس نضارتها و تجيب قدامها صورة البروفيسور نضال مديح و تبدأ تقرب الصورة و تدقق فيها ..
نرجع بقى للبنت الصغيرة اللي مستخبية في مخزن الماركت و لأجل حظها الحاج رفعت كان بيعمل جرد للبضاعة اللي في المخزن ساعتها عشان يشوفها قاعدة في الأرض و خايفة لكن ده مأثرش فيه و بدأ يكلمها ب صوت عالي و يزعقلها و هو بيقول انتي مين .. ايه اللي جابك هنا .. و بدأ يشتمها .. و حاول يمسكها لكن هي فلتت من تحت أيديه و طلعت تجري على الشارع و هو طلع يجري وراها لكن معرفش يلحقها و تاهت منه .. و هي فضلت تجري في الشوارع و هي مرعوبة ..
هنسيب البنت شوية و نروح ل نضال اللي كان في الجامعة و عنده محاضرة و كالعادة واقف يشرحها ب كل بساطة و بالتألق اللي لافت بيه نظر طلابه .. و اثناء ما هو شغال دخلت عليه "نادين" عشان تلفت انتباهه لكن طبعا ميقدرش يبين ده او يقاطع الشرح .. كمل و هي دخلت و قعدت وسط الطلاب و كان طول الوقت بيبصلها ب نظرات مليانة علامات استفهام لأنه أول مرة بيشوفها في الجامعة و خصوصا في محاضراته ولأنها طبعا مش باين عليها انها طالبة و سنها اللي فوق التلاتين طاغي على مظهرها نوعا ما رغم جمالها ف ده اللي خلاه يستغرب وجودها .. بدأ نضال يتكلم عن الجريمة الكاملة و الدوافع اللي بتخلي الجاني يقوم ب جريمته و الدليل اللي بيثبت إدانته .. و طبعا كل ده كان بالنسبة ل نادين كلام له علاقة ب قضية جوزها ..
البنت فضلت تجري بين الشوارع و الممرات و هي عمالة تتلفت وراها و يمينها و شمالها لغاية ما وصلت للطريق العمومي و من غير ما تاخد بالها كانت واقفة في نص الشارع عشان تلف وشها الناحية التانية بعد خضتها من صوت العربية اللي بتديها كل**ات عشان تبعد عن الطريق لكن للاسف كان الوقت أتأخر .. لا الشاب اللي سايق لحق يفرمل عربيته ولا البنت لاحقت تبعد عن الطريق من صدمتها
عند نضال لغاية مع الشرح و أسئلة الطلاب ليه و لحد ما خلص كان نسي وجود نادين و بدأوا الطلاب يخرجوا من القاعة لغاية ما فضيت و كان نضال لافف ضهره للمقاعد بتاعتهم و بيلم حاجته من على المكتب عشان يلف يلاقي نادين مازالت قاعدة مكانها و القاعة فاضية عليهم لكن برضه موجهلهاش كلام و بدأ يرتب الكركبة اللي على المكتب و هي بصاله ب استغراب و في نفس الوقت فيه نظرة اعجاب متدارية و كانت مركزة مع تحركاته كلها جدا .. لغاية ما اخد شنطته من على المكتب و وقف بصلها و سألها :
نضال : حابه نتكلم ؟
نادين : نتكلم في ايه ؟!
نضال : في اللي جيتي لغاية هنا عشان تتكلمي فيه
نادين : و حضرتك عرفت منين اني جيت عشان فيه سبب أو فيه حاجة عايزة اتكلم فيها ؟
نضال : يعني اكيد حضرتك مش جاية هنا عشان تحضري محاضراتي
نادين : بس انا اللي اعرفه ان حضرتك بروفيسور و مشهور جدا و مش بس طلابك اللي بيحضروا محاضراتك يعني .. كمان فيه ناس من برة الجامعة بيحضروا محاضراتك
نضال بدأ يتحرك ب هدوء و هو حاطط ايده في جيبه: والله اللي اعرفه ان اللي بيحب يحضر محاضراتي و بيحب يسمع كلامي سواء من الجامعة أو من برة الجامعة مبيجيش في اخر المحاضرة .. و لو كلامك صح و جايه عشان اللي قولتي عليه ف على ما اظن أن اللي جايه عشانه انتهى خلاص و المفروض أنه بمجرد ما انتهى كنتي تقومي تمشي ده يعني لو مش جايه ل سبب تاني .. و لو فضلتي مُصرة على رأيك ف يبقى وجودك هنا لحد دلوقتي مالوش داعي .. ولا حضرتك رأيك ايه !
خرجوا من القاعة مع بعض و كان نضال بيتكلم في التليفون و نادين ماشية جنبه .. خلص مكالمته و بدأ يسلم على طلابه و هو ماشي في اتجاه مكتبه و قابل دكتور معاه في الكلية كان واقف مع مجموعة من الشباب و البنات و من ضمنهم البنت اللي معجبة بنضال و اللي فضلت مركزة معاه هو و نادين لكن طبعا نضال مشفهاش اصلا عشان يهتم ب نظراتها و سلم على الدكتور و قاله على ميعادنا في الاجتماع إن شاء الله و رد عليه الدكتور ب التأكيد .. هنا نادين حست ب الإحراج و قالتله
نادين : لو حضرتك مشغول دلوقتي ممكن نحدد ميعاد تاني تكون فاضي فيه و نتقابل
نضال بص في ساعته : لا لا مش مشغول ولا حاجة انا لسه قدامي ساعة على محاضرة سنة رابعة .. و بعدين احنا وصلنا المكتب خلاص و وقف و فتح لها الباب و دخلوا و دخلت وراهم السكرتيرة و بلغته ب شوية تفاصيل ب تخص جامعة باريس و هو رد عليها و بعدين سأل نادين اللي كانت واقفة بتتف*ج على كل حتة في مكتبه و كانت بتبص ب دهشة على مكتبة الكتب اللي مليانة ب كل القصص و الروايات و الكتب العلمية و البوليسية ..
نضال : حضرتك تحبي تشربي ايه ؟
نادين ب تنتبه له : ممكن قهوة مظبوط
نضال للسكرتيرة : بلغيهم في البوفيه يعملوا اتنين قهوة لو سمحتي
السكرتيرة قالت حاضر و خرجت .. و ساعتها كان نضال واقف بيمضي شوية ورق مهم موجود على مكتبه و مركز فيهم و في نفس الوقت بيسأل نادين من غير ما يبصلها
نضال : احنا اتقابلنا قبل كده ؟
نادين و هي بتقعد : لا بصراحة دي اول مرة بنشوف بعض فيها .. الحقيقة انا جيالك بخصوص استشارة ، انا مش حابة اكون متشائمة .. لكن خليني اقولك أن فيه بوادر جريمة
و ساعتها نضال فقد تركيزه مع اي حاجة و بص ل نادين ب و هو متفاجئ ..
البنت واقعة في نص الشارع تحت العربية و سايحة في دمها و نزلوا الشابين اللي كانوا في العربية عشان ياخدوها على المستشفى لكن الناس اتجمعت و كانوا بيهاجموهم و رافضين أنهم ياخدوها لانها بنت و هما شباب و مش واثقين أنهم ممكن يودوها المستشفى و قالوا لازم تستنوا هنا لغاية ما الحكومة تيجي و معاها الإسعاف .. رد واحد من الشباب و هو بيشيل البنت .. عقبال ما الحكومة تيجي و معاها الإسعاف تكون البنت ماتت و نكون لابسنا مصيبة تانية فوق مصيبتنا .. و اخدها حطها في كنبة العربية اللي ورا و ركب هو و صحبه و طلعوا جري على المستشفى.