نضال : مش عارف .. انا فاهم طبعا انه ده قدر لكن مش قادر استوعب أن ربنا اختارني انا بالذات عشان اكون سبب في موته
زكريا : انت مش بتقول أنه سحب عليك سلاح و كان عايز يقتلك .. و انت كنت بتحاول تحمي نفسك و ده طبيعي .. و انتوا بتسموا ده في شغلكوا دفاع عن النفس يعني جريمة لا يعاقب عليها القانون
نضال ب تأنيب ضمير : أيوة صح .. بس .. بس انا كنت اقدر اهرب منه بدل ما اخليه هو اللي يهرب مني
زكريا : الراجل ده مشتبه فيه .. يعني مكنش ينفع انك تسيبه يهرب .. لو كنت عملت كده وقتها كنت تستاهل انك تتعاقب فعلا .. و بعدين حتى لو كنت سيبته .. تفتكر هو بقى كان هيسيبك في حالك بعد ما عرفت أنه وارد يكون هو طرف من أطراف الجريمة و كان ممكن يفضل وراك لغاية ما يخلص منك .. انت معروف في البلد يا عميد و حتى لو مكانش يعرفك ساعتها كان هيسأل و يسمع عنك و هيعرفك بعدين و كان وقتها هيبقى عايز يخلص منك ب اي شكل
نضال : مش عارف .. انا تعبان و حاسس اني لازم ارتاح شوية
زكريا بيحاول يطلعه من المود : مش عايز تلعب و تطلع غلك في ترابيزة البلياردو
نضال : تصبح على خير يا عم زكريا
و سابه و مشي .. و زكريا كان باصصله ب استغراب شوية .. نروح بقى ل بيت نادين .. مريم كانت نازلة من فوق و شافت عزام قاعد لوحده و شكله باين عليه الزعل و الضيق .. ف راحت ناحيته و سألته
مريم : عمو .. حضرتك محتاج حاجة اعملهالك ؟
عزام و كأنه ما صدق لاقى حد قدامه : قلبي محروق على بنتي و على كل اللي بيحصل معاها و في نفس الوقت شايف ثريا بتصعب الدنيا اكتر بدل ما تحاول تحلها و تحاول تكون جنب نادين و تسندها و تقويها
مريم : يعني الأمور بايظة و الوضع ملغبط زي ما حضرتك شايف و محدش فينا يقدر يلوم التاني على تصرفاته
عزام : انتي صحبتها و زي اختها .. نادين محتاجالك
مريم : ايه الكلام ده بس .. ربنا يخليكوا ليها و تفضلوا انتوا اللي جنبها و في ضهرها طول العمر
عزام : زي ما بقولك يا مريم .. خليكي انتي واقفة جنبها
مريم : اكيد يا عمو .. من غير ما تقول انتوا زي اهلي و اكتر .. تصبح على خير
عزام : و انتي من أهله
و خرجت مريم عشان تروح بيتها .. و رجع عزام ل وضعه زي ما كان .. و عند نضال في بيته كان بيفتح الباب و ام مجدي طالعه من جوا و شايلة في ايديها الكلب و بتلحق نضال قبل ما يدخل و بتوشوشه ب صوت واطي جدا أن نادين مستنياه جوا لكن من كتر ما استنيته نامت مكانها و هي قاعدة .. و سابته ام مجدي و دخلت .. و دخل هو ل نادين اللي كانت رايحة في النوم و قعد قدامها و هو بيبصلها ب تركيز و من غير ما يعمل صوت و كأنه حابب أنه يتف*ج على ملامحها و هي غرقانة في النوم كده .. لكن ميدالية المفاتيح وقعت من ايديه غصب عنه و عملت صوت صحاها ..
نادين و هي بتعدل نفسها : انا اسفة .. انا اسفة جدا .. كنت مستنياك و مش عارفة نمت كده ازاي
نضال : انتي عرفتي عنوان البيت هنا ازاي ؟ و كمان انا مشوفتش عربيتك تحت
نادين ب زعل : اه .. الرائد كريم وصلني ل هنا و طلب مني اني اطلب منك انك تسيب موضوع التحقيق و تنسى حوار القضية ده خالص و تسيبه هو يكمل شغله
نضال متفاجئ : امم .. و ملاقاش حد غيرك يطلب مني الطلب ده ؟
نادين : يعني هو شايف اني انا اللي طلبت منك انك تدخل في مسار التحقيق ف قال إنه اللي له الحق أنه يطلب منك الطلب ده هو انا برضه
نضال بيسند ضهره على الكنبة : طيب .. و المعلومة وصلت خلاص
نادين بتبص له ب خضة : لا لا لا .. حضرتك فهمت ايه .. انا اكيد مش جايه عشان اقولك تنسحب من القضية .. انا بس .. انا بجد اسفة بسبب اللي حصل النهارده
نضال ب هدوء : اللي حصل النهارده اكبر من اي اسف و اكبر من اي اعتذار
نادين : أيوة معاك حق .. و انا متحملة مسؤولية كل حاجة حصلت والله
نضال مردش عليها حتى مبصلهاش .. و هي وقتها بصت له ب اسف و حست أنه رافض اعتذارها ف قامت من مكانها و هي بتقوله ..
نادين : طيب تصبح على خير
و قامت راحت لغاية باب الشقة و بتفتحه عشان تنزل وقفها صوت نضال و هو بيقولها
نضال : هتروحي ازاي و انتي مش معاكي عربيتك و المنطقة هنا ساكتة و مفيهاش مواصلات
نادين ب ابتسامة هادية و بروح مداعبة : معناها اتفضل وصلني ده بعد اذنك يعني
نضال : ما انا كمان عربيتي مركونة جنب بيتك هناك .. انتي نسيتي اللي حصل ؟
نادين : اممم .. خلاص معناها هروح مشي بقى .. اصلا انا مخنوقة و حاسه اني محتاجة اتمشى في الشارع شوية
و لفت عشان تنزل و قفها صوت نضال تاني و بصت له و هو بيقول لها ..
نضال : عايزة تتمشي في الشوارع و انتي لابسة الكعب ده ؟
نادين بصت على جزمتها و بصت ل نضال تاني و كان بيبتسم لها .. عشان ييجي مشهدهم بعد كده و نادين ماشية في الشارع و نضال ماشي جنبها و هي بتبص له
نادين : انت دايما كده ساكت و كلامك قليل ؟
نضال : لا لا بتكلم طبعا .. بس انا بفكر دلوقتي
نادين : بتفكر في ايه ؟
نضال : أن الطريق ده انا كل يوم باجي و بروح منه لكن دي اول مرة في حياتي بمشي فيه .. لأ و مع مين كمان .. معاكي انتي
نادين وقفت و هو كمل مشي قدامها : و فيها ايه انك بتمشي فيه معايا .. مش فاهمه ؟!
نضال بيقف و يبص لها : يعني كل حاجة بتحصل غريبة .. بعد اللي حصل النهارده الساعة 12:30 بعد نص الليل و احنا ماشيين على الكورنيش و الموج بيض*ب في الصخر و جنبي الروائية نادين عزام و أجواء جريمة .. شيء بيخلي الواحد يسرح و يفكر مش كده ؟
نادين : اه والله معاك حق .. يستاهل فعلا التفكير
و بتوطي تقلع جزمتها عشان نضال يسألها ..
نضال : انتي بتعملي ايه ؟
نادين : يعني .. بما انه كل حاجة بتحصل في اليوم غريبة ف عادي ..
و مشت نادين و هي حافية و نضال كان ماشي وراها زي المسحور بالظبط ..