تجلس سيلين بسيارة الأجرة لتوصلها إلى مطار القاهرة لتستقبل ذلك الشخص التي تنتظره والدتها علية المدعو آدم ولا تعلم لم أصرت والدتها علية ان تستقبله هي بدلا عنها ولكن يرن هاتفها فجأة فتنظر الى شاشة هاتفها فترى اسم صديقتها ليليان.
(ليليان صديقتها من أيام الجامعة ذات جسد ممشوق بعيون خضراء ساحرة وخمرية البشرة وتعمل معها بنفس الشركة)
سيلين بابتسامة:أيوا يا ليليان،في حاجة.
ليليان بقلق:لا بس انت اتأخرتي على الشغل فقلقت عليكي قلت اطمن.
سيلين بحب وود : لأأ يا قلبي بس ماما قالتلي أروح استقبل حد من معارفها من المطار عشان ملوش حد هنا غيرها وهي مش قادرة زي ما انت عارفة.فهتأخر شوية وانا استأذنت من المدير.
ليليان بتفهم : خلاص يا حبي أنا كدة تمام أطمنت عليكي ، بس مين دا اللي هتستقبليه حد مميز ولا ايه.
سيلين بضحكة عالية على ما تفوهت به صديقتها ليليان
:روحي شوفي شغلك بدل ما تخديلك كلمتين ملهمش لازمة من المدير لو جه وشافك بترغي تمام.سلام.
تغلق الهاتف وتجلس في السيارة وتنظر من النافذة وتأخذها الذكريات في دوامتها التي لا تنتهي وهي تفكر بعائلتها هل يفتقدوها،هل يتمنون رجوعها إليهم لإني ابنتهم أم ما زالوا على حالهم لا يأبهون فبالرغم من مرور تلك السنوات وحب وحنان السيدة علية عليها إلا انها في أوقات كثيرة تفتقدهم كثيرا وتتمنى رؤيتهم ولو لمرة وتلمح الحب لها بعيونهم ولكنها أحلام صعب أن تتحقق فتتن*د بحزن ولكنها تستيقظ من شرودها على صوت السائق وهو يخبرها أنهم وصلوا على باب المطار.
فتترجل سيلين من سيارة الأجرة وتطلب منه الانتظار ريثما تعود،فيومئ لها بالموافقة وتذهب سيلين باتجاه بوابة المطار لاستقبال المدعو آدم وهي حتى لا تعرف شكله.تقف سيلين مع الناس الواقفين المنتظرين ذويهم حتى يستقبلوهم.وقفت سيلين بين الجموع رافعة بيدها لافتة مكتوب عليها.آدم المصري.
ظلت سيلين واقفة حتى ملت فكل من كانوا بالطائرة وصلوا.
وقفت سيلين تنتظر رافعة اللافتة التي كتب عليها اسم آدم فهي نست أن تنظر في الصورة التي اعطتها لها عليه ففكرت في فكرة اللافتة، ولكنها تشعر بغصة وانقباض بقلبها عندما جاءت إلى هنا فهي تشعر بأن شيء ما سوف يحدث يا ترى ماهو؟!
وفي تلك الأثناء يخرج آدم من البوابة ويضرب بيده على الافتة بخفة فترفعها سيلين منتفضة وتنظر له ببلاهة وهي لا تفهم مايريد فيخبرها أنه صاحب الاسم الموجود عالافتة.
سيلين بابتسامة:آه ازيك يا أستاذ آدم حمدالله عالسلامة،أنا سيلين عادل ، ماما علية قالتلي أستقبلك من المطار عشان بس صحتها مش مساعداها أوي.
آدم باستغراب:الله يسلمك ، ماما علية انت بنتها بس انا على حد علمي انها معندهاش اولاد ازاي بقى؟!!
سيلين تحاول أن تشرح الموقف ولكن كلامه أحرجها :تقدر تقول كدة زي بنتها بالظبط يلا نمشي ولا عجباك الوقفة هنا (تحاول تلطيف الجو)
آدم ببرود:آه طبعا اتفضلي يلا.
أخذته سيلين باتجاه سيارة الأجرة وحينما رآها السائق ترجل من السيارة وذهب باتجاههم وأخذ الحقيبة ووضعها بحقيبة السيارة وفي تلك الأثناء كان قد ركب كل من آدم وسيلين في المقعد الخلفي للسيارة وكل منهم بطرف تتوتر سيلين من سكوته وبروده ردوده المقتضبة عليها وكأنه لا يطيقها فتتن*د سيلين ثم تبدأ الحديث.
سيلين بابتسامة هادئة متوترة:ويا ترى حضرتك جاي أجازة من لندن ولا على طول خلاص.
آدم ينظر لها من طرف عينيه:لا على طول إن شاءالله.
سيلين تحاول أن تبدو طبيعية وتزيح توترها :اممممم ويا ترى ليك قرايب هنا غير ماما علية ولا هي بس،وأهلك هنا ولا لسة هناك فلندن.
آدم بضيق:مش ملاحظة أسئلتك كتيرة وخاصة واحنا منعرفش بعض .
سيلين تحاول حبس دموعها:أنا آسفة أنا ..أنا كنت بس بحاول ألطف الجو لحد أم نوصل البيت أنا بعتذر مرة تانية.
آدم ينظر لها بسخرية وكره دون أن يرد عليها ثم يلتفت إلى الاتجاه الآخر وهي تنظر للاتجاه الآخر هي الأخرى تمسح دموعها المتساقطة منها غصبا عنها وتحاول أن تكون طبيعية حتى لا تلاحظ والدتها عليه الامر، وتفكر لما يتعامل على هذا النحو؟!
يصلون إلى المنزل ويترجلون من سيارة الأجرة ويأخذون الحقيبة من السائق ويأخذ أجرته ويذهب وتدخل سيلين و آدم بعد ما أخذ البواب الحقيبة ولحقهم بها إلى المنزل فتستقبله السيدة علية بترحاب سعيد وهو أيضا ينظر لها بحب ومودة ويبتسم لها ويحتضنها بشدة ويعبر لها عن مدى افتقاده لها.
وفي تلك الأثناء تنظر لهم سيلين وتندهش منه عندما تراه يبتسم فهو منذ أن استقبلته لم يبتسم قط بل تكلم معها بوقاحة وجفاء دون أي سبب.
سيلين بتردد وتوتر:أنا آسفة إني قطعت المشهد الجميل دا بس أنا عندي شغل ولازم أروح ومتستننيش عالغدا عشان هتأخر اوك سلام.
السيدة علية بتجهم وحزن : استني هنا رايحة فين بتجري كدا إحنا مش اتفقنا ان أحنا هنتغدا كلنا سوا.
سيلين بتوتر : آه بس طلعلي شغل فجأه ولازم أروح وكمان أنا مش بشتغل فشركة خاصة بيا عشان أستلم الشغل امبارح وآخد أجازة تاني يوم يعني وكمان عشان أسيبكم تتكلموا مع بعض براحتكم عشان لو في حاجة خاصة هتحكوها(قالت الأخيرة من بين أسنانها ناظرة لآدم).
آدم ببرود:وبتشتغلي ايه بقى؟؟
سيلين بفخر: انا شغلي فإدارة الفنادق.
آدم بنبرة ساخرة :ويا ترى بقى شاطرة ولا كلام وبس.
سيلين بغضب :أنا مبتكلمش كتير بسيب شغلي هو اللي يعبر عني عن إذنك يا ماما أنا همشي.
السيدة علية باستسلام:ماشي يا بنتي لما توصلي تطمنيني.
سيلين يحب :ماشي يا ماما سلام.
وبصوت خافت واحد قليل ذوق.
وعندما قالت ذلك سمعها آدم فنظر لها بحدة فخافت من نظرته وذهبت سريعا دون ان تنظر خلفها.
السيدة علية بحب:ازيك ياآدم عامل ايه وأخبارك إيه وإزاي أختك أروى عاملة إيه ومنزلتش معاك ليه كان نفسي أشوفها وأشوف ولادها ماشفتهمش خالص.
آدم بهدوء وحب:أنا تمام الحمدلله وأخباري كويسة وناوي أفتح شركة سياحة هنا صغيرة كدة على أدي.
وأختي أروى هتنزل بس بعد امتحانات الأولاد وهنعيش كلنا هنا خلاص جوزها خلص شغله ودراسته هناك وهيدرس هنا فجامعة القاهرة.
السيدة علية بفرحة :وإنت يا آدم أختك قالتلي على كل حاجة وإن إنت اتغيرت وبقيت حد تاني وعلى طول فعيونك نظرة حزن مكنتش فاكراك كدة هتبقى بالانهزام دا لو والدتك كانت عايشة وشافتك كدة كانت اتقهرت عليك و.....