الفصل الرابع من رواية لحظة وداع

1034 Words
فكرت سيلين في كلام السيدة علية ولكنه نال استحسان لديها فهي كانت تخشى العيش بمفردها ويعثر أهلها عليها فيرجعونها غصبا عنها. سيلين بتردد:إذا كنت مصرة فأنا موافقة ولكن بشرط. السيدة علية بفرح على موافقتها :وهو إيه شرطك؟ سيلين:إن أنا هشتغل وهصرف على نفسي اتفقنا. السيدة علية وقد أعجبت بعزة نفسها:ماشي أنا موافقة وكدة أحسنلك كدة أهلك مش هيعرفوا يوصلولك أبدا لأن مش هيبقى فيه اثبات عليكي فأي مكان فهمتي. سيلين:كدا كدا أنا معييش بطاقة لسة هطلع واحدة. السيدة علية بابتسامة واسعة: ما تقلقيش أنا أعرف ناس هخليهم يطلعولك بطاقة . سيلين متشكرة جدا ليكي يا طنط علية. السيدة علية وهي تحتضنها:بس أنا عندي شرط عشان اسيبك تشتغلي وهو تناديني بماما. سيلين بابتسامة جميلة:اتفقنا أنا حبيتك جدا جدا. السيدة علية بحب وأناا كمان حبيتك أوي. ذهبت سيلين إلى منزل السيدة علية وكان عبارة عن فيلا صغيرة مكونة من ثلاثة غرف نوم وحماما بكل غرفة بالطابق العلوي والطابق السفلي عبارة عن غرفة استقبال الضيوف كبيرة جدا وبهو كبير في إحدى زواياها بها طاولة السفرة ومطبخ مجهز بأعلى الامكانيات وحمام آخر ليستخدمه الضيوف عندما يأتوا. سيلين مندهشة:دي فيلا مش بيت انت عايشة هنا لوحدك ازاي مش بتخافي. السيدة علية وهي تضحك :ماهو عشان كدا قلتلك تعالي عيشي معايا والحمدلله إن جوزي كتبه بأسمي وإلا كانوا خدوا مني قرايبه وملقتش مكان أعيش فيه وبصراحة أنا مش عايشة لواحدي أوي يعني فيه مرات بواب الفيلا بتيجي كل يوم الصبح تنضف الفيلا وتطبخلي وبعدين تروح على اوضتهم اللي ورا الفيلا بس طول اليوم ببقى لوحدي سيلين بحزن:يعني منتيش محتاجاني أهو وضحكتي عليا. السيدة علية وهي تدافع عن نفسها :لا مضحكتش عليكي هي بتخلص شغلها عالساعة عشرة الصبح وبعد كدة بفضل قاعدة لوحدي طول اليوم. سيلين وهي تنظر حولها :ماشي يا ماما. السيدة علية وهي تشعر بالفرح وان قلبها يرقص طربا من كلمة ماما:يا عيون ماما بجد ليها طعم حلو لما قلتهالي. يلا بقى روحي ارتاحي فأي اوضة من الاوضتين اللي فوق أول أوضة على اليمين دي بتاعتي اختاري أي واحدة من الاتنين التانيين ماشي وبعد ما ترتاحي نبقى نتعشى سوا ماشي. سيلين:ماشي. وصعدت سيلين واختارت الغرفة التي بجوار والدتها علية حتى تستطيع سماعها عندما تحتاجها دخلت الحمام واخذت حماما ساخنا وخرجت وارتدت ملابسها النظيفة الاخرى ورمت نفسها عالسرير ونامت واستيقظت بعد ساعتان لتنزل وتجد والدتها علية تشاهد التلفاز وتشعر بها السيدة علية وتنظر لها. السيدة علية بابتسامة :نمتي كويس؟ سيلين ترد لها الابتسامة:الحمدلله. السيدة علية:طب يلا عشان نتعشى سوا يلا. سيلين والسيدة علية دخلوا المطبخ سويا ليحضروا العشاء وهم سعيدتان.فكل منهما وجد في الأخرى ما تحتاجه فسيلين وجدت بها الام الحنون عليها أم السيدة علية وجدت بها الابنة الطيبة الجميلة التي طالما تمنتها. وبعد العشاء صعدت كل منهما إلى غرفتها والإبتسامة تشق وجنتيهما فكل منهما وجد الشئ الذي فقده بحياته فالسيدة عليه وجدت الابنة التي حرمت من وجودها في حياتها السابقة، أما سيلين فوجدت الحنان والأمومة التي افتقدتهما مع والدتها وأباها، فناما والسعادة ترفرف على رؤوسهم وحولهم. مر على مكوث سيلين مع والدتها علية شهر اصبح لديها كل الاوراق التي تستطيع أن تقدم بها للجامعة وتحقق حلمها لتدخل كلية السياحة والفنادق. وبالفعل تقدمت وتم قبولها. وبحثت عن عمل رغم أن والدتها علية كانت تعترض فهي تستطيع أن تنفق عليها دون كلل او ملل ولكن سيلين أبت أن تقبل أن تأخذ من أموالها شيئا. ام عند والديها كانا يتواعدانها فوالدها صاحب الشركة طرده من الشركة شر طردة بعد ان الصق به تهمة باطلة عقابا على ما فعلته ابنته به وتجرأت على رفضه. أم والدتها فقام زوجها بتطليقها ولكن الأسوأ قادم فالشخص الذي من المفترض أنها كانت ستتزوجه علم بما فعلت وتوعد لها بالعقاب الأسوأ في العالم على هروبها من المنزل ورفضها للزواج منها فكيف تلك الفتاة البسيطة ترفضه وهو صاحب أكبر مصانع حديد وصلب وأكبر مساهم بشركات كبيرة.كيف ترفضه وهناك مليون فتاة تتمنى مجرد نظرة منه ولذلك قام بالاتصال على زوج أمها جلال. هو:ازيك يا جلال عرفت حاجة عن بنت مراتك ولا لسة. جلال بتوتر:لا يا باشا مر أكتر من شهر والبوليس مش عارف يوصلها بنت اللذينة دي وكإن الأرض انشأت وبلعتها. هو بغضب :معتش تشغل بالك الموضوع خلاص بقى بتاعي أنا. جلال بخوف :ناوي تعمل إيه يا باشا. هو بنظرة خبيثة تحمل كل الشر بالعالم:مش شغلك خلاص.خدت فرصتك وخلصت ، دلوقتي دوري هي بتاعتي وهتكون ليا برضاها أو غصب عنها وهتشوف مني أيام هتتمنى الموت فيها ألف مرة عشان بس فكرت إن هي ترفضني أنا. وأغلق السماعة دون أن ينتظر رده ويعاود الاتصال بشخص ما ويخبره عن سيلين. هو:فوق معايا في اللي هقوله هبعتلك صورة واحدة واسمها وسنها عاوزك تقلب مصر عليها محافظة محافظة مش عاوز مكان مدورش فيه مفهوم الشخص:مفهوم ياباشا . وأغلق الهاتف وهو يتوعد لها وهو يقول سأظل أبحث عنك حتى ولو مرت سنوات حتى أجدك مهما كلفني الأمر. أما سيلين فكانت سعيدة جدا فهي مع أم حنون ودخلت الكلية التي طالما حلمت بها وها هي ستكمل تعليمها والسيدة علية أيضا كانت سعيدة فها هي تعيش حلم الأمومة واقع تلمسه منزلها أصبح مليئ بالدفء والحنان والنشاط. وفي تلك الأثناء كان ذاك الشخص يبحث عن سيلين في جميع البلدان ولكنه بدأ ييأس وفكر أنها من الممكن أن تكون قد التحقت بإحدى الجامعات ولكن ايهم؟ فماتت الفكرة في مهدها. وتمر السنوات ولم يستطع أن يجدها بأي مكان وكأن الله أراد لها أن تحقق حلمها وتتخرج من الجامعة وأيضا تدرجت بعملها فبعد أن كانت تعمل بالمطبخ أصبحت في الاستقبال وأخذت خبرة لا بأس بها وتخرجت وذهبت لتتقدم لتعمل بشركة ما للسياحة وتم قبولها لتفوقها الدراسي وخبرتها أيضا. وظلت تعمل لمدة ٣سنوات بتلك الشركة و أصبح عمرها ٢٤عاما وفي تلك الأثناء فمنذ سنتين أوقف الشخص الذي كان سيتزوجها البحث عنها مؤقتا فلديه بعض مشاكل العمل و لأنه سوف يكون برحلة عمل لمدة سنتين ولكنه أبدا لن يرحمها إذا ما وجدها يوما. وتذهب إلى المنزل لتجد والدتها علية تجلس وبيدها خطابا تقرؤه فرحة وسعيدة فتندهش من هذا الخطاب يا ترى من من؟ سيلين بابتسامة:إزيك يا ماما عاملة إيه؟إيه اللي فإيدك دا؟ السيدة علية بفرحة :دا جواب من واحد عزيز عليه أوي وبحبه جدا جدا جدا. سيلين بتساؤل:بس انت عمرك ما جبتيلي سيرته. السيدة علية وهي مبتسمة :أصله كان عايش برا بقاله فترة كبيرة وبعتلي دلوقت يقولي إنه خلاص راجع مصر كمان يومين ولازم لما ييجي تتعرفي عليه. سيلين بحب:بدام حضرتك عاوزة كدة خلاص ماشي. السيدة علية:يلا قومي بدلي هدومك عشان نتغدى سوا. سيلين:في ثواني وهكون جاهزة نتغدى سوا. يمر اليومان سريعا ويأتي اليوم المرتقب لوصول ضيف السيدة علية وتصل الطائرة التي يوجد بها ضيف السيدة علية و... ولكن من يكون هذا الشخص وكيف ستكون الحياة لسيلين؟ هل ستستمر السعادة ام ستتحول حياتها؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD